ﻣﻦ أﺳﺎﻃﻴﺮ ﻃﺮوادة إﻟﻰ ﺑﺮاد ﺑﻴﺖ وﻣﻠﻜﺎت ﺳﻮرﻳﺎ... ﻣﻌﺮض ﻣﺘﺸﺎﺑﻚ اﻟﺨﻴﻮط
»ﻃﺮوادة... ﺑﲔ اﻷﺳﻄﻮرة واﳊﻘﻴﻘﺔ« ﰲ اﳌﺘﺤﻒ اﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻲ
ﻣــــﻌــــﺮض »ﻃـــــــــــــــــــﺮوادة... ﺑــﲔ اﻷﺳـــــــــﻄـــــــــﻮرة واﻟـــــﺤـــــﻘـــــﻴـــــﻘـــــﺔ« ﻓــﻲ اﳌـــﺘـــﺤـــﻒ اﻟـــﺒـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻲ ﻳــــــــﺮوج ﻟـﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻷول واﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﻪ وﺣﺠﻤﻪ ﻓـﻲ اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟــﻌــﺮﻳــﻘــﺔ، ﻓــﻬــﻮ ﻳــﻘــﺪم ٠٠٣ ﻗﻄﻌﺔ ﻣـﻦ ﻣﻘﺘﻨﻴﺎت ﻣﺘﺎﺣﻒ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ وﻏـﺮﺑـﻴـﺔ، وﻳﺴﺘﻜﺸﻒ اﻷﺳـﻄـﻮرة اﻟﻠﺼﻴﻘﺔ ﺑــــ»ﻃـــﺮوادة« وﺣﺮوﺑﻬﺎ ﺑــﺪءﴽ ﻣﻦ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺸﻌﺮ واﳌﻼﺣﻢ اﻟﺘﻲ ﺧﻄﻬﺎ اﻟﺸﺎﻋﺮان اﻟﺸﻬﻴﺮان ﻫــﻮﻣــﺮ وﻓـﻴـﺮﺟـﻴـﻞ ﻓــﻲ »اﻹﻟـــﻴـــﺎذة« و»اﻷودﻳــــــﺴــــــﺔ«، ورددﻫـــــــﺎ وأﻋــــﺎد ﻛﺘﺎﺑﺘﻬﺎ اﳌـﺌـﺎت ﺑﻌﺪﻫﻤﺎ. ﻧﺘﻮﻗﻊ وﻧﺮى ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻋﻦ »ﻃﺮوادة«، اﳌــــﺪﻳــــﻨــــﺔ اﻟــــﺸــــﻬــــﻴــــﺮة ﺑـــﺤـــﻜـــﺎﻳـــﺎت اﻟﺤﺼﺎن اﻟﺨﺸﺒﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮ اﻟﺬي ﺣــﻤــﻞ ﺟـــﻨـــﻮدﴽ ﻣـﺴـﻠـﺤـﲔ ﻧـﺠـﺤـﻮا ﻓــﻲ إﺧـﻀــﺎع اﳌـﺪﻳـﻨـﺔ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﺎر ﻃﻮﻳﻞ ﻟﻢ ﻳﺨﻀﻌﻬﺎ. ﻃﺮوادة أﻳﻀﴼ ﻣـــﺴـــﺮح وﺧــﻠــﻔــﻴــﺔ ﻟــﻘــﺼــﺔ ﺟـﻤـﻴـﻠـﺔ اﻟﺠﻤﻴﻼت ﻫﻴﻠﲔ ﻣﻠﻜﺔ إﺳﺒﺮﻃﺔ اﻟﺘﻲ اﺧﺘﻄﻔﻬﺎ اﳌﺤﺎرب اﻟﻄﺮوادي ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ﻟــﺘــﻨــﺪﻟــﻊ ﺑـﺴـﺒـﺒـﻬـﺎ ﺣــﺮب ﻃﺎﺣﻨﺔ اﺳﺘﻤﺮت ﻟﻌﺸﺮة أﻋﻮام.
وﻣــــﻦ اﻟــﻘــﺼــﺺ إﻟــــﻰ اﻟـــﻮاﻗـــﻊ ﻳﻘﺘﻔﻲ اﻟﻌﺮض آﺛـﺎر ﻋﻠﻤﺎء اﻵﺛﺎر واﳌﻐﺎﻣﺮﻳﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﻣﻮا ﺑﺎﻟﺒﺤﺚ ﻓــــﻲ ﺗــــﺎرﻳــــﺦ ﻃــــــــــﺮوادة اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﻲ وأﺷﻬﺮﻫﻢ ﻫﻨﺮﻳﻚ ﺷﻠﻴﻤﺎن، ﻋﺎﻟﻢ اﻵﺛــﺎر اﻷﳌـﺎﻧـﻲ اﻟــﺬي ﻗـﺎم ﺑﻜﺸﻮف أﺛــــــﺮﻳــــــﺔ ﻓــــــﻲ ﺗــــﺮﻛــــﻴــــﺎ ﻓــــــﻲ ﺣــﻘــﺒــﺔ اﻟــﺴــﺒــﻌــﻴــﻨــﺎت ﻣـــﻦ اﻟـــﻘـــﺮن اﻟــﺘــﺎﺳــﻊ ﻋــﺸــﺮ ﻏـــﻴـــﺮت ﻧـــﻈـــﺮة اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ إﻟــﻰ أﺳــﺎﻃــﻴــﺮ ﻃـــــﺮوادة ووﺿــﻌــﺖ ﻟﻬﺎ أﺳﺴﴼ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
اﳌــــﻌــــﺮض اﻟـــﻀـــﺨـــﻢ ﺧـﺼـﺺ ﺟﺎﻧﺒﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻟﻠﻘﻄﻊ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻋــﺜــﺮ ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﺷـﻠـﻴـﻤـﺎن ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ وﺗﻌﺮض ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﺬ أن أﺣــﻀــﺮﻫــﺎ ﻟــﻠــﻨــﺪن ﻓـــﻲ ٠٧٨١، وﻗﺪ ﺗﺤﻮل ﺷﻠﻴﻤﺎن ﺑﻔﻀﻞ ﻋﻤﻠﻪ ﻓـــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻷﺛـــﺮﻳـــﺔ ﳌــــﺪة ﻋـﺸـﺮة أﻋﻮام إﻟﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﺷﻬﻴﺮة ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﻜﺸﻮﻓﻪ اﻷﺛﺮﻳﺔ أﺧﺮﺟﺖ ﻃــــﺮوادة ﻣــﻦ ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﻋـﻠـﻰ رﻓــﻮف اﻟﺘﺎرﻳﺦ واﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﻟﺘﺆﻛﺪ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ أن ﻫــﻨــﺎك ﺟــﻮاﻧــﺐ ﺣـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ ﻟﺘﻠﻚ اﳌﺪﻳﻨﺔ وﺳﻜﺎﻧﻬﺎ. ﻣﻦ اﻟﻘﻄﻊ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮض ﻫﻨﺎ آﻧﻴﺔ ﻓﺨﺎرﻳﺔ وأﺧﺮى ﻣـﻦ اﻟﻔﻀﺔ وأﺳﻠﺤﺔ ﻣـﻦ اﻟﺒﺮوﻧﺰ وﻣﻨﺤﻮﺗﺎت ﺣﺠﺮﻳﺔ ﻣﺴﺘﻌﺎرة ﻣﻦ ﻣﺘﺎﺣﻒ ﺑﺮﻟﲔ.
ﻳـــﻤـــﻨـــﺢ اﳌــــــﻌــــــﺮض اﻟـــﻔـــﺮﺻـــﺔ ﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺎت ارﺗــﺒــﻄــﺖ ﺑـﻤـﻠـﺤـﻤـﺔ ﻃــــــﺮوادة ﻟــﺘــﻌــﻮد أﻣــــﺎم اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮر ﻣـــﺮة أﺧــــﺮى، ﻓﻴﻠﻘﻲ اﻟــﻀــﻮء ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺼﻴﺔ أﺧﻴﻞ، أﻋﻈﻢ اﳌﺤﺎرﺑﲔ اﻟﻴﻮﻧﺎن، و»ﻛﻌﺐ أﺧﻴﻞ« واﳌﺮﺗﺒﻂ ﺑــﺤــﻜــﺎﻳــﺎ إﻏـــﺮﻳـــﻘـــﻴـــﺔ ﺗـــﺤـــﻮﻟـــﺖ ﻣـﻦ أﺳﻄﻮرة ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻣﺜﻼ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻀﻌﻒ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻟﺪى اﻹﻧﺴﺎن، ﺑﻞ ودﺧــﻠــﺖ ﻛــﺘــﺐ اﻟــﻄــﺐ واﻟـﺘـﺸـﺮﻳــﺢ ﻟـﺘـﻌـﺰف ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻮﺗــﺮ اﻟـــﺬي ﻳﻌﺘﻘﺪ أن أﺧﻴﻞ أﺻﻴﺐ ﺑﺴﻬﻢ ﻓﻴﻪ ﻣﺆدﻳﴼ إﻟﻰ ﻣﺼﺮﻋﻪ. ﻳﺤﺎول اﳌﺘﺤﻒ ﻣﻦ ﺧـــــﻼل اﳌــــﻌــــﺮض اﻹﻣــــﺴــــﺎك ﺑــﻌــﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺨﻴﻮط ﻟﻴﺮﺳﻢ ﺻﻮرة ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻋﻦ ﻃــﺮوادة ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ وﻓـــﻲ اﻟــﻔــﻦ وﻓـــﻲ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ. ﻏـﻴـﺮ أن ﺗــﻌــﺪد اﻟــﺨــﻴــﻮط أدى إﻟـﻰ ﺗـﺸـﺎﺑـﻜـﻬـﺎ ﻓــﻲ ﻛـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﻷﺣــﻴــﺎن وﺑـﺪا أن ﻣﻌﺪي اﳌﻌﺮض ﻗــﺮروا أن اﻟﺨﻠﻴﻂّّ ﺳﻴﺠﺬب ﺟﻤﻬﻮرﴽ ﺟﺪﻳﺪﴽ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻘﺪر ﻃﺮق اﻟﻌﺮض اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﻓﻠﺠﺄوا إﻟــﻰ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﺗـﻐـﻴـﻴـﺮ ﻃــﺮﻳــﻘــﺔ اﻟــﻌــﺮض وإﺿـــــﺎﻓـــــﺔ ﻋـــﺪد ﻣـــﻦ اﻷﻋــﻤــﺎل اﳌـــــﻌـــــﺎﺻـــــﺮة ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟـــــــــــــــﻚ. ﻋﻤﻮﻣﴼ ﻳــــــــــﺒــــــــــﺪأ اﻟـــﻌـــﺮض ﺑــﺘــﻘــﺪﻳــﻢ ﺑــﻌــﺾ اﻟـﻘـﻄــﻊ اﻷﺛـــــﺮﻳـــــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻋـــﺜـــﺮ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺤـﻔـﺮﻳـﺎت اﻷﺛــﺮﻳــﺔ واﻟــﺘــﻲ ﺗﻌﻮد ﻟـﻄـﺮوادة، وإﻟــﻰ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ وﺿﻌﺖ ﻟـﻮﺣـﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻟﻠﻔﻨﺎن اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ ﺳــﻲ ﺑــﻲ ﺗـﻮﻣـﺒـﻠـﻲ ﺗــﻨــﺎوﻟــﺖ ﻗﺼﺔ اﻟﺒﻄﻞ أﺧﻴﻞ ﺑﺄﺳﻠﻮب ﺗﺠﺮﻳﺪي، وإﻟﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ ﻧﻈﻢ ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻄﻊ ﻣﻦ ﻋﻤﻞ اﻟﻔﻨﺎن أﻧﺜﻮﻧﻲ ﻛﺎرو ﺑﻌﻨﻮان »ﺣﺮب ﻃﺮوادة« اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﻓﻴﻬﺎ ٠٤ ﻗﻄﻌﺔ ﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﺳﺎﺣﺔ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ ﻃﺮوادة، ﻏﻴﺮ أن اﻟﻔﻨﺎن أراد أن ﻳﺘﺠﺎوز اﻟﺮﻣﺰ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻟﻴﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣــــﻊ اﻟــــﻮاﻗــــﻊ ﻓــﻴــﻌــﻠــﻖ ﻋـــﻠـــﻰ ﻋـﻤـﻠـﻪ ﻗــﺎﺋــﻼ: »ﺣـــﺮب ﻃــــﺮوادة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ أﻛﺜﺮ ﺑﺎﻟﻮﺣﺸﻴﺔ اﻟﺘﻲ رأﻳــﻨــﺎﻫــﺎ ﻓــﻲ اﻟـﺒـﻮﺳـﻨـﺔ أﻛــﺜــﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﻴﻮﻧﺎن وﺑﺄﺑﻄﺎل ﻃﺮوادة اﻟﺬﻳﻦ ﻧﻌﺠﺐ ﺑﻬﻢ، ﻋﻤﻠﻲ ﻟﻴﺲ ﻋﻦ اﻟﺤﺮب وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻋﻦ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ«. ﺑـــــــﻬـــــــﺬا ﻳــــﻨــــﻄــــﻠــــﻖ اﻟــــــﻌــــــﺮض ﻣــــﻦ ﻣـــﻨـــﻈـــﻮر ﻣـــﻌـــﺎﺻـــﺮ ﻟــﻠــﺘــﺎرﻳــﺦ وﻟـﻸﺳـﺎﻃـﻴـﺮ اﻟـﺘـﻲ ﻛــﻮﻧــﺖ ﺻــﻮرة ﻃﺮوادة، اﻟﻌﺮض ﻳﺘﺮك ﻫﺬا اﻻﺗﺠﺎه ﻟـــﻴـــﺘـــﻨـــﺎول اﻟــــﺠــــﺎﻧــــﺐ اﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺨـــﻲ اﻟـــﺒـــﺤـــﺖ ﻓــــﻲ اﻟـــﻘـــﺎﻋـــﺎت اﻟــﺘــﺎﻟــﻴــﺔ، وﺑــﺄﺳــﻠــﻮب ﻋـــﺮض وﺗﻨﺴﻴﻖ ﻣﺒﺘﻜﺮ ﻳﺤﺎول اﺳﺘﻨﻄﺎق ﺑﻌﺾ اﻟﻘﻄﻊ اﻷﺛـﺮﻳـﺔ ﻣـــــــــﻦ اﳌــــﻜــــﺘــــﺸــــﻔــــﺎت اﻟــــــــﺘــــــــﻲ وﺟـــــــــــــﺪت ﻓـــــــــﻲ ﻋــــﻤــــﻠــــﻴــــﺎت اﻟـــﺘـــﻨـــﻘـــﻴـــﺐ ﻓــﻲ ﻣـﻜـﺎن ﻃـــﺮوادة. وﻟـــﻜـــﻦ أﺳــﻠــﻮب اﻟــــﺘــــﻨــــﺴــــﻴــــﻖ ﻻ ﻳــــﻐــــﻴــــﺮ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣــــــﻦ اﻹﺣـــــﺴـــــﺎس ﺑــــــــــــــــــــﺄن اﻟـــــــﻘـــــــﻄـــــــﻊ اﻷﺛـــﺮﻳـــﺔ واﻟــﻠــﻮﺣــﺎت اﻹﻏــــــﺮﻳــــــﻘــــــﻴــــــﺔ ﺗــــﻌــــﻮد ﺑــﻨــﺎ ﻷﺳــــﻠــــﻮب ﻗـــﺪﻳـــﻢ ﻓـﻲ اﳌــﻌــﺎرض اﻟـﺘـﺎرﻳـﺨـﻴـﺔ وﻫـﻲ ﻟـــﻬـــﺎ ﺟـــﻤـــﻬـــﻮرﻫـــﺎ اﳌــﺘــﺨــﺼــﺺ،
ﺧﺼﻮﺻﴼ أن اﳌﻌﺮض ﺣﺮص ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﳌﻴﺜﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻹﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑــﺂﻟــﻬــﺘــﻬــﺎ وأﺑــﻄــﺎﻟــﻬــﺎ وﻗـﺼـﺼـﻬـﺎ اﳌﺘﺸﺎﺑﻜﺔ.
وﻣــــــــــــﻦ اﻟـــــــﻘـــــــﺎﻋـــــــﺔ اﳌــــﺘــــﺨــــﻤــــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺎرﻳـــﺦ اﻟــــﻘــــﺪﻳــــﻢ ﻧــــﺪﻟــــﻒ إﻟـــﻰ ﻗﺎﻋﺔ أﺧــﺮى ﻻ ﺗﻌﺮف ﻣــﺎذا ﺗﺮﻳﺪ، ﻓﻬﻲ ﻣـﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ ﺗـﺮﻳـﺪ أن ﺗﺘﻨﺎول دور اﻷدﺑـــﺎء واﻟـﺸـﻌـﺮاء ﻓـﻲ رواﻳـﺔ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻃـــﺮوادة ﻣﺜﻞ ﻫﻮﻣﻴﺮوس وﻓﻴﺮﺟﻴﻞ، وﻗﺼﺺ أﺧﻴﻞ وﻫﻴﻠﲔ وﺑــﺎرﻳــﺲ وأﺟـﺎﻣـﻤـﻨـﻮن، وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣـــﻦ أﺑـــﻄـــﺎل اﻟــﻘــﺼــﺔ اﻟــﺘــﺎرﻳــﺨــﻴــﺔ، وﻫــﻨــﺎ ﻳــﻘــﺪم اﳌــﻌــﺮض ﳌــﺤــﺎت ﻣﻦ أﻋـــــﻤـــــﺎل أدﺑـــــﻴـــــﺔ ﻣـــﺜـــﻞ ﻣــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ »ﺗﺮﻳﻠﻮس وﻛﺮﻳﺴﻴﺪا« ﻟﺸﻜﺴﺒﻴﺮ، وﻋﺪدﴽ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ واﳌﻠﺼﻘﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣـﻊ ﺗﻄﻮر ﻗﺼﺔ ﻃــﺮوادة اﻟـــﺘـــﻲ أﺻــﺒــﺤــﺖ رﻛـــﻨـــﴼ ﻣــﻬــﻤــﴼ ﻣـﻦ اﻟﺘﺮاث اﻟﻌﺎﳌﻲ، ﻓﻬﻲ ﻓﻲ ﻗﺼﺺ »اﳌــﺎﻧــﻐــﺎ« اﻟـﻴـﺎﺑـﺎﻧـﻴـﺔ وﻫــﻲ أﻳﻀﴼ ﻓﻲ اﳌﺴﺮح واﻟﺴﻴﻨﻤﺎ وﻫﻨﺎك ﻋﺪد ﺿـﺨـﻢ ﻣــﻦ أﻓـــﻼم ﻫــﻮﻟــﻴــﻮود اﻟﺘﻲ دارت ﺣــﻮل ﺗﻠﻚ اﻟﻘﺼﺺ، وﻟﻌﻞ آﺧﺮﻫﺎ ﻫﻮ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﺬي ﺣﻤﻞ اﺳﻢ »ﻃـﺮوادة« )٤٠٠٢( وﻗﺎم ﺑﺒﻄﻮﻟﺘﻪ ﺑﺮاد ﺑﻴﺖ وداﻳﺎن ﻛﺮوﻏﺮ.
ﻓــــــﻲ وﺳــــــــﻂ ﻫــــــــﺬا ﻛــــﻠــــﻪ ﻧــــﺮى اﻟـﻌـﺮض اﳌـﺮﺋـﻲ »ﻣﻠﻜﺎت ﺳﻮرﻳﺎ« واﻟــــــــﺬي ﺗــــﺸــــﺎرك ﻓـــﻴـــﻪ ٣١ ﻻﺟــﺌــﺔ ﺳﻮرﻳﺔ ﻳﻘﻤﻦ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﺮاءة أﺷﻌﺎر ﻳﻮرﻳﺒﺪﻳﺲ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺘﻪ »ﻧﺴﺎء ﻃـــــــــــــﺮوادة«. وﻣــــــﻦ ﻫــــــﺬا اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﳌــﻌــﺎﺻــﺮ ﻳــﻌــﻮد اﻟــﻌــﺮض ﻟــﻠــﻮراء ﻣــﺮة أﺧــﺮى ﻟـﻌـﺮض ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﻋــﻤــﺎل اﻟﻔﻨﻴﺔ واﻟــﻠــﻮﺣــﺎت اﻟﺘﻲ ﺗــــﻨــــﺎوﻟــــﺖ ﺷـــﺨـــﺼـــﻴـــﺎت ﻃــــــــﺮوادة وﻳﺨﺘﺘﻢ ﺑﺘﺼﻮر ﻣﻌﺎﺻﺮ ﻟﺘﺮس اﻟﺒﻄﻞ أﺧـﻴـﻞ. ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟﻌﺮض ﻻ ﻳــﻤــﻜــﻨــﻨــﺎ إﻻ أن ﻧـــﺘـــﺴـــﺎءل إن ﻛــﺎن ﻣـﻌـﺪو اﻟــﻌــﺮض ﻗــﺪ ﻗـــﺮروا أن اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﳌﺜﻠﻰ ﻟﺘﻨﺎول ﻣﻮﺿﻮع ﻣــﺜــﻞ ﺣــﻜــﺎﻳــﺔ ﻃـــــــﺮوادة ﻫـــﻮ ﺧﻠﻂ اﻷوراق وﻣـــﺤـــﺎوﻟـــﺔ إرﺿـــــــﺎء ﻛـﻞ اﻷذواق، ﻟﻨﺨﺮج ﺑﺮؤﻳﺔ ﻣﺸﻮﺷﺔ ﻟﻠﻌﺮض ﻻ ﻳﺒﻘﻰ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ.
ﻣﻠﻜﺎت ﺳﻮرﻳﺎ ﰲ ﻃﺮوادة
ﻗــﺒــﻞ اﻓــﺘــﺘــﺎح اﳌــﻌــﺮض ﺛــﺎرت ﺿــــﺠــــﺔ ﻓــــــﻲ اﻷوﺳــــــــــــــﺎط اﻟـــﻔـــﻨـــﻴـــﺔ وﺟـــــﻤـــــﻌـــــﻴـــــﺎت اﳌـــــﺤـــــﺎﻓـــــﻈـــــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺒــﻴــﺌــﺔ، واﻟــﻀــﺠــﺔ ﻫــﻨــﺎ ﻻ ﻋـﻼﻗـﺔ ﻟﻬﺎ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﳌﻌﺮض أو اﻟﻘﻄﻊ اﳌﻌﺮوﺿﺔ ﻓﻴﻪ ﺑﻞ ﻫﻮ ﺣﻮل ﺷﺮﻛﺔ »ﺑــﺮﻳــﺘــﻴــﺶ ﺑــﺘــﺮوﻟــﻴــﻮم« اﻟــﺪاﻋــﻤــﺔ ﻟـــﻠـــﻌـــﺮض واﻟــــﺘــــﻲ ﻳــــــﺮى ﻧــﺎﺷــﻄــﻮ اﻟﺒﻴﺌﺔ أﻧﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺘﻠﻮث اﳌﻨﺎﺧﻲ. وأﻣﺲ، اﻧﺘﻘﺪت ﻓﻨﺎﻧﺔ ﺳﻮرﻳﺔ ﻫﻲ رﻳﻢ اﻟﺼﻴﺎح، اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪم اﳌﻌﺮض ﻓﻴﻠﻤﴼ ﻗﺼﻴﺮﴽ ﻣﻦ ﺑﻄﻮﻟﺘﻬﺎ ﺑﻌﻨﻮان »ﻣــﻠــﻜــﺎت ﺳـــﻮرﻳـــﺎ« واﳌـــﺄﺧـــﻮذ ﻣﻦ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ إﻏﺮﻳﻘﻴﺔ ﺑﻌﻨﻮان »ﻧﺴﺎء ﻃﺮوادة«، اﻟﺸﺮﻛﺔ، ﻗﺎﺋﻠﺔ إﻧﻬﺎ ﻋﺒﺮ رﻋﺎﻳﺘﻬﺎ اﳌﺎدﻳﺔ ﳌﺜﻞ ﻫﺬا اﳌﻌﺮض إﻧـﻤـﺎ ﺗـﺤـﺎول ﻏﺴﻞ أﺧﻄﺎﺋﻬﺎ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﻔﻦ. وﻗﺪ أرﺳﻠﺖ اﻟﺼﻴﺎح ﺧــﻄــﺎﺑــﴼ ﻣــﻔــﺘــﻮﺣــﴼ ﳌــﺪﻳــﺮ اﳌـﺘـﺤـﻒ اﻟـــﺒـــﺮﻳـــﻄـــﺎﻧـــﻲ ﻫــــﺎرﺗــــﻮﻳــــﻎ ﻓــﻴــﺸــﺮ، ﺑﺎﻻﺷﺘﺮاك ﻣﻊ ﻣﺨﺮﺟﺔ اﻟﻔﻴﻠﻢ زوي ﻻﻓﻴﺮﺗﻲ، ﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﻛـﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﻔﻨﻴﺔ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﺑﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﺷﺮﻛﺔ اﻟﺒﺘﺮول، وأﺿﺎﻓﺘﺎ أن دﻋﻢ ﺷﺮﻛﺔ »ﺑﺮﻳﺘﻴﺶ ﺑﺘﺮوﻟﻴﻮم« ﻟﻠﻤﻌﺮض إﻧــــﻤــــﺎ ﻳـــﻌـــﺪ »ﺗــــﺤــــﺪﻳــــﴼ ﻓـــﺎﺿـــﺤـــﴼ« ﺣﺴﺐ زﻋﻤﻬﻤﺎ وذﻟﻚ ﻷن اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻗﺪ رﺑﺤﺖ ﻣﺎﻟﻴﴼ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻣﻦ اﻟـﺪﻣـﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ وﺗﻬﺠﻴﺮ اﻟﺸﻌﺐ اﻟـــﺴـــﻮري وﻣـــﻦ ﺿـﻤـﻨـﻬـﻢ اﻟـﺴـﻴـﺪة اﻟـــــ٣١ اﻟــﻠــﻮاﺗــﻲ ﻇــﻬــﺮن ﻓــﻲ اﻟﻔﻴﻠﻢ اﻟﻘﺼﻴﺮ.
وأﺿـــــــﺎف اﻟـــﺨـــﻄـــﺎب ﻣــﻮﺟــﻬــﴼ اﻟــــﺤــــﺪﻳــــﺚ إﻟـــــــﻰ ﻣــــﺪﻳــــﺮ اﳌـــﺘـــﺤـــﻒ: »ورﻏـــــﻢ ذﻟـــﻚ ﻓــﻘــﺪ اﺗــﺨــﺬت اﻟــﻘــﺮار ﺑﻮﺿﻊ ﺷﻌﺎر اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﺼﻖ اﳌﻌﺮض اﻟﺬي ﻳﺪور ﺣﻮل اﻟﺤﺮب واﻟــﺘــﺪﻣــﻴــﺮ واﻟـﺘـﻬـﺠـﻴـﺮ وﻫـــﻲ ذات اﻟﻜﻮارث اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺎﻋﺪ اﻟﺸﺮﻛﺔ ﻓﻲ ﺣﺪوﺛﻬﺎ«.
ورأت اﻟﺼﻴﺎح وﻻﻓﻴﺮﺗﻲ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﺆﻟﻢ أن ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻋﻤﻠﻬﻤﺎ ﺑﺎﺳﻢ اﻟﺸﺮﻛﺔ، ﻣﺎ ﻳﻤﺜﻞ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ أﻣــــــــﺎم ﻓــــﺮﻳــــﻖ اﻟـــﻔـــﻴـــﻠـــﻢ، وأﺿـــــــﺎف اﻟــﺨــﻄـﺎب: »ﻳـﺠـﺐ أن ﻧـﻘـﺮر أﻳﻬﻤﺎ أﺳـﻮأ: أن ﻧﺴﺎرع ﺑﺮﻓﻊ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻦ اﳌﻌﺮض وﺑﻬﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻧﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﺘﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ اﻟــﺤــﻘــﺎﺋــﻖ اﻟــﻘــﺎﺳــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻌﻴﺶ ﺗــﺤــﺘــﻬــﺎ أﻋـــﻀـــﺎء ﻓــﺮﻳــﻘــﻨــﺎ، أم أن ﻧﺴﻤﺢ ﺑــﺄن ﻳـﻜـﻮن اﻟﻌﻤﻞ واﺟﻬﺔ ﻓــﻨــﻴــﺔ ﻟــﺤــﺠــﺐ ﺗــﺄﺛــﻴــﺮ ﻣــﻤــﺎرﺳــﺎت اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ أﻟﺤﻘﺖ دﻣـﺎرﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﺑﺎﻟﻜﻮﻛﺐ واﻟﻨﺎس؟«.