... وارﺗﻔﺎع ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻮﻻدة اﳌﺒﻜﺮة واﻟﺴﻜﺘﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺟﺮاء اﻟﻘﺼﻒ
ﻳــﻔــﺎﻗــﻢ اﺳــﺘــﻤــﺮار اﻟــﻘــﺼــﻒ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺮاﻛــﺰ اﻟـﺼـﺤـﻴـﺔ واﳌـﺴـﺘـﺸـﻔـﻴـﺎت ﻓــﻲ ﺷــﻤــﺎل ﻏﺮﺑﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻣﻦ اﻷزﻣﺔ اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺛﺔ ﻣﻼﻳﲔ ﺳﻮري.
وﺗــﻌــﺎﻧــﻲ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ ﻣــﻦ ﺗــﺮاﺟــﻊ اﻟــﺮﻋــﺎﻳــﺔ اﻟـﺼـﺤـﻴـﺔ، وﻣـــﻦ »اﻟــﺘــﻠــﻮﺛــﺎت اﳌــﺮﻋــﺒــﺔ« اﻟﺘﻲ اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﳌﺠﻬﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﲔ اﳌﺠﺮدة، ﻣﻊ ﻏﻴﺎب اﻟﻀﺎﺑﻂ اﻷﻣﻨﻲ ﻟﻠﺒﻠﺪﻳﺎت، وﺗﺮاﻛﻢ اﻟﻨﻔﺎﻳﺎت ﺑـﲔ اﻷزﻗـــﺔ وﻓــﻲ اﻟــﺸــﻮارع اﻟﻌﺎﻣﺔ وأﻣﺎم اﳌﻨﺎزل. وأدت ﻫﺬه اﻷﺳﺒﺎب إﻟﻰ ازدﻳﺎد ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ.
اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر ﺣــﺴــﺎم دﺑـــﻴـــﺲ، وﻫـــﻮ ﻃﺒﻴﺐ ﺟــــﺮاح، ورﺋــﻴــﺲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﺠــﺮاﺣــﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ، وﻣــﺪﻳــﺮ اﳌﺸﻔﻰ اﻟـﺠـﺮاﺣـﻲ اﻟﺘﺨﺼﺼﻲ ﻓﻲ إدﻟﺐ، ﺷﻬﺪ أﺣﺪاث اﳌﺠﺎل اﻟﻄﺒﻲ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻷزﻣـــﺔ ﻓــﻲ ١١٠٢، إذ اﻟـﺘـﺤـﻖ ﻓــﻲ ﻋــﺎم ٢١٠٢ ﺧﺮﻳﺠﻮ اﻟﻜﻠﻴﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﺑﺼﻔﻮف اﳌﻌﺎرﺿﺔ، ﻟﻴﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣﺆﺳﺴﻲ اﻟﻜﻮادر اﻟﻄﺒﻴﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻨــﻘــﺎط اﳌــﻴــﺪاﻧــﻴــﺔ، إﻟـــﻰ أن ﺗــﻢ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﳌـﺸـﻔـﻰ اﻟــﺠــﺮاﺣــﻲ اﻟـﺘـﺨـﺼـﺼـﻲ ﻓــﻲ إدﻟـــﺐ؛ ﻟﻜﻨﻪ ﻻﺣــﻆ أن أﻛـﺜـﺮ اﻷﻣــــﺮاض اﻧـﺘـﺸـﺎرﴽ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺣﺎﻟﻴﴼ، ﻫﻲ »اﻷﻣﺮاض اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ، اﻟﺠﺮﺛﻮﻣﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ واﻟﻔﻴﺮوﺳﻴﺔ، ﻛﺎﻟﺘﻬﺎﺑﺎت اﻟﻜﺒﺪ واﻟﺮﺋﺔ ﺑﺄﻧﻮاﻋﻬﺎ، واﻟﻜﻮﻟﻴﺮا واﳌﻼرﻳﺎ وﺷﻠﻞ اﻷﻃﻔﺎل، ذﻟﻚ أن ﻧﺴﺒﺔ ﻫﺬه اﻻﻟﺘﻬﺎﺑﺎت ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ ٠٤ ﻓﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، ﺑﺴﺒﺐ ﻏـﻴـﺎب اﻟــﺮﻗــﺎﺑــﺔ وﻋـــﺪم وﺟــﻮد ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ، وﻋــﺪم ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت اﳌـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﳌـﻨـﺎﺳـﺐ ﻟـﻬـﺎ ﻣــﻦ ﻗﺒﻞ اﻷﻫـــﺎﻟـــﻲ«. ﻛــﻤــﺎ أن اﻷورام اﻟـﺨـﺒـﻴـﺜـﺔ زادت ﺑﻨﺴﺒﺔ ٥٤ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ؛ ﺣﻴﺚ إﻧـﻬـﺎ أﺻﺒﺤﺖ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﺑﻜﺜﺮة.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟـــﻰ ﻣــﻮاﺿــﻴــﻊ اﻷﻣـــﻮﻣـــﺔ، ﻗـﺎل دﺑﻴﺲ إﻧﻪ ازدادت ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺤﻤﻞ ﻏﻴﺮ اﳌﻜﺘﻤﻞ، أو ﻣﺎ ﺗﺴﻤﻰ ﺑﺎﻹﺳﻘﺎﻃﺎت واﻟﻮﻻدات اﳌﺒﻜﺮة، وأرﺟﻊ اﻟﺴﺒﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻀﻐﻮط اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻬﺎ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻋﺎﻣﺔ واﻷﻣﻬﺎت ﺧﺎﺻﺔ، وﺳﻮء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ واﻻﻫﺘﻤﺎم ورﻋــﺎﻳــﺔ اﻷم أﺛـﻨـﺎء اﻟﺤﻤﻞ. وﻳﻨﺘﺞ ﻋـﻦ ذﻟﻚ ﺗــﻀــﺎﻋــﻒ ﻓـــﻲ اﻟـــﺤـــﺎﻻت اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺤــﻮﻟــﺖ إﻟــﻰ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﻗﻴﺼﺮﻳﺔ ﻋﺴﺮة. وﻗﺪ ﺗﺼﻞ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺤﺎﻻت إﻟﻰ اﺳﺘﺌﺼﺎل اﻟﺮﺣﻢ أو اﻟــﻨــﺰﻳــﻒ، وﻫــــﺬه اﻟـــﺤـــﺎﻻت ﺗـﺸـﻜـﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﺿﺌﻴﻠﺔ ﺟﺪﴽ، إذ إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ ٢ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﺼﻞ ﻧﺴﺒﺔ ﺳﻮء اﻟﺘﻐﺬﻳﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺴﺎء إﻟﻰ ٠٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، وﻣﻨﻬﺎ ﺗﺼﻞ إﻟﻰ اﻷم.
وﻗــــﺎل: »اﻟــﺠــﻨــﲔ اﻟــــﺬي ﻻ ﻳـﺤـﺼـﻞ ﻋﻠﻰ ﻏــــﺬاء ﻣـﺘـﻜـﺎﻣـﻞ داﺧــــﻞ اﻟــﺮﺣــﻢ ﺳـﻴـﻌـﺎﻧـﻲ ﻣﻦ ﺳﻮء ﺗﻐﺬﻳﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻮﻻدة، وﺧﺼﻮﺻﴼ إذا ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻟﻪ اﻟﺤﻠﻴﺐ اﳌﺴﺎﻋﺪ، وﻳﻌﻮد ذﻟﻚ إﻟﻰ اﻟﻮﺿﻊ اﳌﻌﺎﺷﻲ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺴﺒﺔ ٥٦ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣـﻦ ﺳﻜﺎن اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺑﺘﺄﻣﲔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻻزم؛ ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺾ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﳌﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻓــﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﻋﻤﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻮزﻳﻊ ﺑﻌﺾ اﳌﺘﻤﻤﺎت اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ، ﻣﺜﻞ »زﺑﺪة اﻟﻔﺴﺘﻖ«.
وأﺷﺎر ﺧﺒﺮاء أﻳﻀﴼ إﻟﻰ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﺮاض اﻷﺧــﺮى اﻟﺘﻲ اﻧﺘﺸﺮت، ﻣﺜﻞ أﻣــﺮاض اﻟﻘﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ، ذﻟﻚ أن »اﻷوﻋﻴﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ... وﻫﺬه اﳌﻀﺎﻋﻔﺎت ازدادت ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻠﺤﻮظ ﺟﺪﴽ ﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب، إذ إﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺣﺼﻮل ﻫـﺬه اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﳌﺜﻞ ﻫـﺬه اﻷوﺿــﺎع«. وﻗــﺎل أﺣـﺪﻫـﻢ: »ﻣـﻦ اﻟـﺤـﺎﻻت اﻟـﻨـﺎدرة ﺳﺎﺑﻘﴼ أن ﻳﺼﺎب اﳌﺮﻳﺾ ﻓﻲ ﻋﻤﺮ اﻟﺸﺒﺎب ﻣﺎ ﺑﲔ ٠٣ إﻟــﻰ ٠٤ ﻋﺎﻣﴼ ﺑﺎﺣﺘﺸﺎء ﻋﻀﻠﺔ ﻗﻠﺒﻴﺔ... وﻻ ﺷــﻚ أن ﻣـﺸـﺎﻫـﺪﺗـﻬـﺎ ﻋـﻨـﺪ ﻫـــﺬه اﻷﻋــﻤــﺎر ﻛﺎرﺛﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ؛ ﺣﻴﺚ إن ﻣﻦ ﻛﻞ ﻣﺎﺋﺔ ﺷﺎب ﻫــﻨــﺎك ﺧـﻤـﺴـﺔ ﺷــﺒــﺎب ﻣــﻌــﺮﺿــﻮن ﻟـﻺﺻـﺎﺑـﺔ ﺑــﺎﻷﻣــﺮاض اﻟـﻘـﻠـﺒـﻴـﺔ«. وﺗــﺎﺑــﻊ: »ﺳـﺎﺑـﻘـﴼ ﻛـﺎن ﻫﻨﺎك ﺿﺎﺑﻂ ﻟﻠﻤﺴﻜﻨﺎت اﳌﺮﻛﺰﻳﺔ واﻷدوﻳـﺔ اﳌﺨﺪرة ﺑﺎﻟﻌﻤﻮم اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺐ اﻹدﻣﺎن. ﺣﺎﻟﻴﴼ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﻬﻞ ﻟﻌﺪم ﺿﺒﻂ اﻟﺼﻴﺪﻟﻴﺎت وﻋﺪم اﻟﺮﻗﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﺮف اﻟﻮﺻﻔﺎت وﻣﺎ ﺷﺎﺑﻪ. وﻫﺬه اﳌﺴﻜﻨﺎت ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻀﻠﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ وﺗــﺆدي إﻟـﻰ اﺣﺘﺸﺎء اﻟﻌﻀﻠﺔ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ«.
وأﺷـــﺎر اﻟــﺪﻛــﺘــﻮر دﺑـﻴـﺲ إﻟــﻰ أن »ﺣـﻴـﺎة اﻷﻃﺒﺎء ﻓﻲ ﺧﻄﺮ داﺋﻢ، وأن اﻟﻄﺐ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ أﺧﻄﺮ اﳌﻬﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻛﻞ ﻃﺒﻴﺐ ﻣﻌﺮض ﻟﻠﺨﻄﺮ، وﺗﺨﺘﻠﻒ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺨﻄﻮرة ﻣﻦ ﻃﺒﻴﺐ ﻵﺧﺮ، ﻓﺄﺻﺤﺎب اﳌﺮاﻛﺰ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ وأﺻــﺤــﺎب رؤوس اﻷﻣــــﻮال واﻷﻃــﺒــﺎء اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻤﺎرﺳﻮن ﺣﻴﺎة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ آن واﺣﺪ ﻫﻢ أﻛﺜﺮ اﻷﻃﺒﺎء ﻋﺮﺿﺔ ﻟﻠﺨﻄﻒ«. وﻫﻮ ﻛـﺎن أﺣـﺪ اﻟـﺬﻳـﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻠﺨﻄﻒ ﻓـﻲ رﻳﻒ إدﻟﺐ. وﻗﺎل: »إذا اﺳﺘﻤﺮ اﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﺑـﺎﻟـﺸـﻜـﻞ اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ، ﻓـﺮﺑـﻤـﺎ ﺗــﻜــﻮن اﻟـﺨـﺴـﺎرات أﻛﺒﺮ، وﻧﻌﻮد إﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ اﻟﺼﻔﺮ ﻃﺒﻴﴼ«.