اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﻬﺰ اﻟﻨﻈﺎم رﻏﻢ اﻧﺘﻈﺎرﻫﺎ ﺗﺒﻠﻮر ﻗﻴﺎدة ﻣﻮﺣﺪة
ﻗﺮاءة وﺳﻂ اﺗﺴﺎع اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ وارﺗﺒﺎك اﻟﺴﻠﻄﺔ
اﺗﺴﻤﺖ ردود ﻓﻌﻞ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺾ اﻟﺼﺎرخ وﺟﺮى ﰲ ﺑﻌﺾ اﳊﺎﻻت اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮة اﻷﻣﻨﻴﺔ اﳌﻔﺮﻃﺔ ﻣﻦ دون اﳊﺎﺟﺔ اﳌﺎﺳﺔ إﻟﻴﻬﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣـﺪار اﻟﻌﻘﻮد اﻷرﺑﻌﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ، أي ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان، ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﻤﺮ ﻋﺎم ﻣﻦ دون أن ﺗﺸﻬﺪ اﻟﺒﻼد ﻣﻈﺎﻫﺮة أو ﻣﺴﻴﺮة أو اﺣﺘﺠﺎﺟﴼ ﻟﺪى ﺑﻌﺾ ﺷﺮاﺋﺢ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻲ. وﺗﻮﺛﻖ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد اﻟﺒﺎﺣﺚ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺑﺎري
ﺻﺤﺎﺑﻲ، اﻧﺪﻻع ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٠٠٨ ﺣﺎﻟﺔ اﺣﺘﺠﺎج ﺿﻤﺖ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٠١ ﻣﻮاﻃﻦ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٩٧٩١. وﻟﻘﺪ اﺷﺘﻤﻠﺖ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺸﺮاﺋﺢ واﻟﻄﺒﻘﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻀﻢ اﳌﺰارﻋﲔ، وﻋﻤﺎل اﻟﻨﻘﻞ، وﻋﻤﺎل اﳌﻨﺎﺟﻢ، واﳌﻌﻠﻤﲔ، واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ، واﻟﻨﺎﺷﻄﺎت
ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺣﻘﻮق اﳌــﺮأة، واﳌﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، واﳌﻮاﻃﻨﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻓﻘﺪوا ﻣﺪﺧﺮاﺗﻬﻢ، أو ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﺗﻌﺮﺿﻮا ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻻﺣﺘﻴﺎل اﻻﻗﺘﺼﺎدي اﻟﺘﻲ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﺗﺸﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﺆﻳﺪة ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ.
ﻫﻨﺎك ﺗﺴﺎؤل ﻣﻄﺮوح ﻟﻠﻨﻘﺎش ﻓﻲ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان، ﻣﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻻﺿﻄﺮاﺑﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ إﻳــﺮان: ﻣﺎ اﻟــﺬي ﻳﺤﺪث ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻫﻨﺎك؟
ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ أن اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ اﻟﻈﻮاﻫﺮ ﻧﺎدرة اﻟﺤﺪوث ﻓــﻲ إﻳــــﺮان اﻟـﺨـﻤـﻴـﻨـﻴـﺔ، ﻓـــﺈن اﳌـﻮﺟـﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﺒﺒﺖ ﻫﺰات ﺻﺎدﻣﺔ وﻋــﻨــﻴــﻔــﺔ ﻟــــﺪى اﻟــﻨــﺨــﺒــﺔ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ أﻛـﺜـﺮ ﻣـﻦ أي وﻗــﺖ ﻣﻀﻰ ﺧﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻟـ٠٤ اﳌﺎﺿﻴﺔ، وﻟﻜﻦ ﳌﺎذا؟
ﻻ ﺗﺒﺪو اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻓــــــﻲ ﺣــــﺠــــﻢ ﺷـــــﻴـــــﻮع أو اﻧــــﺘــــﺸــــﺎر اﻻﻧــــﺘــــﻔــــﺎﺿــــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﻋـــﻤـــﺖ أرﺟــــــﺎء إﻳــﺮان ﻓـﻲ ﺷﺘﺎء ﻋـﺎم ٧١٠٢ - ٨١٠٢ اﳌﺎﺿﻴﲔ، وﻣﻦ اﳌﺆﻛﺪ أﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ ذات دواﻓــــــﻊ ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻏـــﺮار »اﻟﺤﺮﻛﺔ اﻟﺨﻀﺮاء« اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﺗﻬﺎ اﻟــــﺒــــﻼد ﻗـــﺒـــﻞ ٠١ ﺳـــــﻨـــــﻮات. إﻻ أن وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﺗﻘﺮ ﺑﺄن اﻻﻧــﺘــﻔــﺎﺿــﺔ اﻟــﺤــﺎﻟــﻴــﺔ ﺷـﻤـﻠـﺖ ٠١١ ﻣﺪن وﺑﻠﺪات ﻣﻦ أﺻﻞ ٠٨٠١ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﳌﺪن واﻟﺒﻠﺪات ﻓﻲ إﻳﺮان، ﺑــﻤــﻌــﻨــﻰ أﻧـــﻬـــﺎ ﻓــــﻲ اﻷﻣــــﺎﻛــــﻦ اﻟــﺘــﻲ ﻳـــﺘـــﺠـــﺎوز ﻋــــﺪد ﺳــﻜــﺎﻧــﻬــﺎ ٠١ آﻻف ﻣﻮاﻃﻦ أو أﻛﺜﺮ.
ﺣــﺘــﻰ اﻵن، ﻟـــﻢ ﻳــﺼــﺪر ﺣﺼﺮ رﺳــﻤــﻲ ﺑــﺸــﺄن أﻋــــﺪاد اﻟــﻮﻓــﻴــﺎت ﻓﻲ اﻻﻧـــﺘـــﻔـــﺎﺿـــﺎت اﻷﺧـــــﻴـــــﺮة. وﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﺔ، ﻓــــﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ اﻷﻣـﺮ، ﻗﺪ أﺷـﺎرت إﻟﻰ ﺳﻘﻮط ﻧﺤﻮ ٠٣ ﻗﺘﻴﻼ ﻓﻲ اﳌﻈﺎﻫﺮات، ﻏﻴﺮ أﻧﻬﺎ ﺗﺮاﺟﻌﺖ ﺑﻌﺪ ذﻟــﻚ، وﻗﺎﻟﺖ إﻧـﻪ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﺴﻤﻮح اﻹﻋﻼن ﻋﻦ أي أرﻗﺎم ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﺤﻠﻲ. ﻣﻊ ﻫﺬا، ﺗﻘﺪر ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻌﻔﻮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻋﺪد اﻟﻘﺘﻠﻰ ﻓــــﻲ اﳌــــﻈــــﺎﻫــــﺮات اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﺔ ﺧـــﻼل اﻷﺳﺒﻮع اﻷول ﻣﻨﻬﺎ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠١ ﻗﺘﻴﻞ. وﺗـﻘـﻮل ﻣـﺼـﺎدر ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ إن ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑـﺄﺳـﻤـﺎء ٧٥ ﻣﻮاﻃﻨﴼ إﻳـﺮاﻧـﻴـﴼ ﻟﻘﻮا ﺣﺘﻔﻬﻢ ﻓـﻲ ٤١ ﺑﻠﺪة، ﻓـﻀـﻼ ﻋـﻦ ﺗﻘﺎرﻳﺮ إﺧـﺒـﺎرﻳـﺔ أﺧـﺮى ﺗـﻔـﻴـﺪ ﺑﻤﻘﺘﻞ ٠٨ ﻣــﻮاﻃــﻨــﴼ آﺧــﺮﻳــﻦ، وﻟــﻜــﻦ ﻣــﻦ اﳌـﺴـﺘـﺤـﻴـﻞ اﻵن اﻟـﺘـﺄﻛـﺪ ﻣـﻦ وﻓـﺎﺗـﻬـﻢ. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧـــﺮى، ﺣﺘﻰ ﻣــﻊ اﻓــﺘــﺮاض أﻛــﺒــﺮ ﻋــﺪد ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟـﻮﻓـﻴـﺎت، ﻓـﺈن اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ دﻣﻮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏــﺮار اﻟﺤﺎﻻت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻷﺧﺮى.
ﻫﺰة ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وأرﻗﺎم
ﻓـــــﻲ اﻻﻧــــﺘــــﻔــــﺎﺿــــﺎت اﻷﺧــــــــﺮى، ﺑــﻠــﻐــﺖ ﺣـــــﺎﻻت اﻟـــﻮﻓـــﻴـــﺎت أﻛــﺜــﺮ ﻣﻦ ٠٠٠١ ﻗﺘﻴﻞ، ﻣﻊ أرﻗﺎم ﻟﻠﻤﻌﺘﻘﻠﲔ ﻓﻲ اﻧﺘﻔﺎﺿﺔ ﻋﺎم ٧١٠٢ - ٨١٠٢ ﺗﺠﺎوزت ٠١ آﻻف ﻣـﻮاﻃـﻦ ﺟــﺮى اﺣﺘﺠﺎزﻫﻢ ﻟﻔﺘﺮات زﻣﻨﻴﺔ ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ.
ﻣــــﻊ ذﻟـــــــﻚ، ﻳــــﺒــــﺪو أن اﻟـــﻨـــﻈـــﺎم اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣـﻦ زﻟﺰﻟﺔ ﺷــــﺪﻳــــﺪة اﻵن أﻛـــﺜـــﺮ ﻣــــﻦ أي وﻗـــﺖ ﻣــﻀــﻰ. إذ ﻇــﻬــﺮت، ﻟــﻠــﻤــﺮة اﻷوﻟـــﻰ ﻋﻠﻰ اﻹﻃــﻼق، اﻧﻘﺴﺎﻣﺎت واﺿﺤﺔ ﻓـــﻲ اﻟــــﺮواﻳــــﺔ اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ ﻟـــﻸﺣـــﺪاث اﻟﺮاﻫﻨﺔ. ﻓﺈﺣﺪى اﻟﺮواﻳﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، اﻟـــﺘـــﻲ روج ﻟــﻬــﺎ اﻟــﻔــﺼــﻴــﻞ اﳌـــﻮاﻟـــﻲ ﻟــﻠــﻤــﺮﺷــﺪ اﻹﻳـــــﺮاﻧـــــﻲ اﻷﻋــــﻠــــﻰ ﻋـﻠـﻲ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ، ﺗـﻔـﻴـﺪ ﺑـــﺄن اﻷﻣـــﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ ﻟـﻴـﺲ إﻻ ﻣــﺆاﻣــﺮة أﺟـﻨـﺒـﻴـﺔ ﺧﺒﻴﺜﺔ ﺗﺸﻤﻞ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ وﺑــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺎ وإﺳـــﺮاﺋـــﻴـــﻞ وﺑــﻠــﺪاﻧــﴼ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. وﻫﻨﺎك رواﻳﺔ أﺧﺮى ﺻﺎدرة ﻋﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم، اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺰال ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﻔﺼﻴﻞ اﳌﻮاﻟﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺣﺴﻦ روﺣﺎﻧﻲ، ﺗﻘﻮل ﺑﺄن اﳌﻈﺎﻟﻢ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻹﻳـﺮاﻧـﻴـﺔ ﻟﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺒﺮرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر أﻧﻬﺎ واﺣﺪة ﻣﻦ ﺑــﲔ أﺳــﺒــﺎب اﻻﻧـﺘـﻔـﺎﺿـﺔ، وﺗـﺤـﺎول ﺗﻤﻴﻴﺰ »اﳌﺤﺘﺠﲔ اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﲔ« ﻋﻦ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻣﻦ »أﺻـﺤـﺎب اﻟﻨﻮاﻳﺎ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ«.
ﻛﺬﻟﻚ، أﻋﺮﺑﺖ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻋـﻦ ﻣﺨﺎوﻓﻬﺎ اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻟﻌﺒﺔ »ﻟﺴﺖ أﻧﺎ اﻟﻔﺎﻋﻞ«، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﻘﺮار ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ أﺳﻌﺎر اﻟــﻮﻗــﻮد ﺛــﻼث ﻣــﺮات دﻓـﻌـﺔ واﺣــﺪة، ﻣــــﺎ أدى إﻟـــــﻰ اﻧــــــــﺪﻻع اﳌـــﻈـــﺎﻫـــﺮات اﻟﻌﺎرﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد. واﻓﺘﺘﺢ اﻟﺮﺋﻴﺲ روﺣــﺎﻧــﻲ اﻟﻠﻌﺒﺔ ﺑﺎﻟﺰﻋﻢ أن اﻟـﻘـﺮار ﻗﺪ اﺗﺨﺬ ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻟﺠﻨﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺛﻼﺛﻴﺔ ﺑﺮﺋﺎﺳﺘﻪ، وﻋﻀﻮﻳﺔ رﺋﻴﺲ ﻫــﻴــﺌــﺔ اﻟــﻘــﻀــﺎء آﻳــــﺔ اﻟــﻠــﻪ إﺑــﺮاﻫــﻴــﻢ رﺋﻴﺴﻲ، وﻋﻀﻮﻳﺔ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻋـــﻠـــﻲ أردﺷـــــﻴـــــﺮ ﻻرﻳــــﺠــــﺎﻧــــﻲ. وﻣـــﻊ ذﻟﻚ، ﻧﻔﻰ رﺋﻴﺴﻲ وﻻرﻳﺠﺎﻧﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻧــﺒــﺎء، زاﻋـﻤـﲔ أﻧﻬﻤﺎ أﺑﻠﻐﺎ ﻓﻘﻂ ﺑﺎﻟﻘﺮار اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ اﳌﻨﻔﺮد ﺑﺸﺄن رﻓﻊ أﺳــﻌــﺎر اﻟــﻮﻗــﻮد، وأن ﻣـﺒـﺪأ اﻟﻔﺼﻞ ﺑـــﲔ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت ﻻ ﻳـﺴـﻤـﺢ ﻟﻠﺠﻬﺎز اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ، وﻻ ﻟﻠﺠﻬﺎز اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻲ، ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓـﻲ اﳌـﺴـﺎﺋـﻞ ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑﺎﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ.
وﳌـــــــﻮاﺻـــــــﻠـــــــﺔ ﺗـــــــﺒـــــــﺎدل إﻟـــــﻘـــــﺎء اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت واﻟﻠﻮم، ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺤﺎﺷﻴﺔ اﳌﻼﺻﻘﺔ ﻟﻠﺮﺟﺎل اﻟﺜﻼﺛﺔ ﺑﺘﻌﻤﻴﻢ رواﻳــــــــﺔ أﺧـــــــﺮى ﺗــﻔــﻴــﺪ ﺑــــــﺄن اﻟــــﻘــــﺮار اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻷﺧـﻴـﺮ ﻧــﺎل اﺳﺘﺤﺴﺎن اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ. وأﺛﺎر ذﻟـﻚ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ردود ﻓﻌﻞ ﻏﺎﺿﺒﺔ ﻣــﻦ ﺟـﺎﻧـﺐ ﺣﺎﺷﻴﺔ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ اﻟﺘﻲ زﻋﻤﺖ أن اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻢ ﻳﺸﺎرك ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺒﺎﺷﺮ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻷﺧﻴﺮ. وﻓﻲ وﻗﺖ ﻻﺣﻖ، زﻋــﻢ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ ﺑﻨﻔﺴﻪ أﻧــﻪ ﻟــﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻪ ﻋﻠﻢ ﻣﺴﺒﻖ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻘﺮار، وأﻧﻪ ﻻ ﻳـﻤـﻠـﻚ اﻟــﺨــﺒــﺮة اﻟـﻜـﺎﻓـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻣﻮر اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، ﺑﻴﺪ أﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮار ﺣﲔ ﺻﺪروه.
اﻧﺘﺸﺎر اﳋﻮف
ﻫــــﺬه ﻫـــﻲ اﳌــــــﺮة اﻷوﻟـــــــﻰ اﻟــﺘــﻲ ﻳﺤﺎول ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺒﺎر ﺻﻨﺎع اﻟﻘﺮارات اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻴـــﺔ ﻓـــــﻲ ﻃـــــﻬـــــﺮان اﻟــــﻨــــﺄي ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ ﺗـﻤـﺎﻣـﴼ ﻋــﻦ أي ﺧـﻄـﻮة ﻻ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان، وﻫﺬه إﺷـــﺎرة واﺿـﺤـﺔ إﻟــﻰ ﺧﺸﻴﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻮاﻗﺐ اﻷﻣﻮر ﻛﻤﺎ ﺣﺪث.
وﻧـــــﻈـــــﺮﴽ ﻷن اﻟـــــﺨـــــﻮف ﻳــﻤــﻠــﻚ اﳌﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﺪ واﻟﺘﻜﺎﺛﺮ، ﻓﺈﻧﻪ ﺳـــﺮﻋـــﺎن ﻣـــﺎ اﻧــﺘــﺸــﺮ إﻟــــﻰ ﻗــﻄــﺎﻋــﺎت أﺧﺮى ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم. إذ أﺻﺪر أرﺑﻌﺔ، ﻣﻦ آﻳﺎت اﻟﻠﻪ اﻟﺘﺴﻊ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮن »ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻌﻠﻤﺎء« اﳌـﻮاﻟـﻲ ﻟﻠﻨﻈﺎم ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﻗـــﻢ، ﺑـﻴـﺎﻧـﴼ ﺷـﺠـﺒـﻮا ﻓﻴﻪ ﺑـــﻘـــﻮة اﻟــــﻘــــﺮار اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻲ ﺑـــﺰﻳـــﺎدة أﺳــﻌــﺎر اﻟــﻮﻗــﻮد، ودﻋــــﻮا اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺮار اﻷﺧﻴﺮ. وﻫــﺬه أﻳﻀﴼ ﻫﻲ اﳌــﺮة اﻷوﻟــﻰ اﻟﺘﻲ ﻳــﻌــﺎرض ﻓﻴﻬﺎ آﻳــﺔ اﻟـﻠـﻪ ﺻﺎﻓﻲ ﻛﻠﺒﺎﻳﻜﺎﻧﻲ )ﻏﻮﻟﺒﺎﻳﻐﺎﻧﻲ( وآﻳــﺔ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻮي ﻛﺮﻛﺎﻧﻲ )ﺟــــﺮﺟــــﺎﻧــــﻲ( وآﻳــــــﺔ اﻟــﻠــﻪ ﺟـــــﻮادي آﻣــﻠــﻲ وآﻳــــﺔ اﻟـﻠـﻪ
ﻣــــﻜــــﺎرم ﺷـــــﻴـــــﺮازي، ﻋـــﻼﻧـــﻴـــﺔ، أﺣـــﺪ اﻟــﻘــﺮارات اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟــﺼــﺎدرة ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن اﳌﺮﺷﺪ اﻷﻋﻠﻰ ﻗﺪ أﻗﺮه ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻻﺣﻘﴼ.
ﻫـــــــــﺬا، وﺻـــــــــﺎر ﻣـــــﻦ اﻟــــﻮاﺿــــﺢ ﻟﻠﻌﻴﺎن ذﻟﻚ اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﺬي ﻳﺸﻮب رﺟـــــﺎل اﻟـــﺪﻳـــﻦ اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﲔ اﳌــﻮاﻟــﲔ ﻟـﻠـﻨـﻈـﺎم اﻟـﺤـﺎﻛـﻢ ﻓــﻲ إﻳــــﺮان، اﻟـﺬﻳـﻦ ﻳﻘﺪر ﻋﺪدﻫﻢ ﺑﻨﺤﻮ ٦ آﻻف ﻣﻦ آﻳﺎت اﻟﻠﻪ واﳌﻼﻟﻲ ﻣﻦ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺪرﺟﺎت واﳌــﺴــﺘــﻮﻳــﺎت ﻓــﻲ ﻋــﻤــﻮم إﻳـــــﺮان، ﻻ ﺳــﻴــﻤــﺎ ﻣـــﻊ اﻧـــﻀـــﻤـــﺎم ﺑــﻌــﺾ أﺋــﻤــﺔ ﺻــﻠــﻮات اﻟـﺠـﻤـﻌـﺔ إﻟـــﻰ اﳌــﻈــﺎﻫــﺮات ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪان واﳌﺪن اﻟﺼﻐﻴﺮة، ﻣﻨﻬﺎ ﺷــﻬــﺮﻳــﺎر اﻟــﻘــﺮﻳــﺒــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﻃـــﻬـــﺮان، وﺳــﻴــﺮﺟــﺎن ﻓــﻲ اﻟـﺠـﻨـﻮب اﻟﺸﺮﻗﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﻼد، داﻋﲔ إﻟﻰ إﻟﻐﺎء اﻟﻘﺮار اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ اﻷﺧﻴﺮ.
ﻛــــــﺬﻟــــــﻚ أﺷـــــــﺎﻋـــــــﺖ اﻟــــﺘــــﻘــــﺎرﻳــــﺮ اﻹﺧـــــﺒـــــﺎرﻳـــــﺔ اﳌـــﺘـــﻨـــﻮﻋـــﺔ ﻗــــــــﺪرﴽ ﻣــﻦ اﳌــﺨــﺎوف ﺑـﲔ ﺻـﻔـﻮف اﻟـﺤـﻜـﺎم ﻓﻲ ﻃــﻬــﺮان، ﻻ ﺳـﻴـﻤـﺎ ﺗـﻠـﻚ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄن ﻗﻮات اﻷﻣﻦ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻧﻀﻤﺖ إﻟــﻰ ﺻﻔﻮف اﳌﺤﺘﺠﲔ، وﺳﻤﺤﺖ ﻟــــﻬــــﻢ ﺑــــﻜــــﻞ ﺑــــﺴــــﺎﻃــــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺴـــﻴـــﻄـــﺮة ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺒــﺎﻧــﻲ اﻟــﺘــﺎﺑــﻌــﺔ ﻟـﻠـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﻓــﻲ ﺑـﻌـﺾ اﳌـــﺪن واﻟــﺒــﻠــﺪات، ﻣﻨﻬﺎ ﺑـﻮﺷـﻬـﺮ وزﻧــﺠــﺎن وﺟــﻬــﺮوم. وﻓـﻲ ﺑﻮﺷﻬﺮ وﻣـﺎﻫـﺸـﻬـﺮ، ﻓــﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺧــــﻮزﺳــــﺘــــﺎن )ﻋــــﺮﺑــــﺴــــﺘــــﺎن(، دﺧـــﻞ اﳌﻮﻇﻔﻮن اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﻮن ﻓﻲ إﺿﺮاب ﻏﻴﺮ رﺳﻤﻲ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ، وأﻋﻠﻨﻮا ﻋﻦ اﻧﻀﻤﺎﻣﻬﻢ ﻟﺼﻔﻮف اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ. وﺳــﺮت ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﻮف أﻳﻀﴼ ﺑﲔ أروﻗــﺔ اﻟﺒﺮﳌﺎن اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻗــــــﺪم ﺧــﻤــﺴــﺔ ﻣـــﻦ أﻋــﻀــﺎء اﳌــﺠــﻠــﺲ ﻋــﻠــﻰ اﻷﻗـــــﻞ اﺳــﺘــﻘــﺎﻻﺗــﻬــﻢ ﻣـــــﻦ ﻣــﻨــﺎﺻــﺒــﻬــﻢ ﺗــــﺄﻳــــﻴــــﺪﴽ ﳌـــﻮاﻗـــﻒ اﳌـــﺤـــﺘـــﺠـــﲔ. وﻓـــــﻲ ﺧـــﻄـــﻮة رﻣـــﺰﻳـــﺔ أﺧﺮى، دﻋﺎ ﺑﻌﺾ أﻋﻀﺎء اﳌﺠﻠﺲ إﻟﻰ ﻋﺰل رﺋﻴﺲ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﳌﺸﺎرﻛﺘﻪ اﳌﺰﻋﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﺗﺨﺎذ ﻗﺮار رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟــﻮﻗــﻮد، ﺑﺼﻔﺔ ﻣـﻨـﻔـﺮدة، ﻣــﻦ دون ﻣﺸﻮرة اﻟﺒﺮﳌﺎن.
ﻣـــــﻦ ﺟـــﻬـــﺔ ﺛــــﺎﻧــــﻴــــﺔ، ﺳــﺎﻫــﻤــﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺚ ﻣﺸﺎﻋﺮ
اﻟﺨﻮف واﻟﺬﻋﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻟﻐﺎء ﻛﻞ ﻣﺒﺎرﻳﺎت ﻛﺮة اﻟﻘﺪم، وﻣﻨﻊ اﻟﺤﻔﻼت اﳌﻮﺳﻴﻘﻴﺔ، وﻗﻄﻊ اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺸﺒﻜﺔ اﻹﻧــﺘــﺮﻧــﺖ، وإﺟــﺒــﺎر »اﳌـﺠـﺎﻫـﺪﻳـﻦ« اﻷﺟـــﺎﻧـــﺐ اﳌــﻮﺟــﻮدﻳــﻦ ﻓــﻲ ﻃــﻬــﺮان ﺣﺎﻟﻴﴼ - ﻟﺤﻀﻮر ﻣﺆﺗﻤﺮ »اﻟﻮﺣﺪة اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ« - ﻋﻠﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﻣﻐﺎدرة اﻟــــــﺒــــــﻼد. وﻛـــــﺎﻧـــــﺖ ﻫــــﻨــــﺎك ﺟــﻤــﺎﻋــﺔ ﻣــﻦ »اﻟــﺠــﻬــﺎدﻳــﲔ« اﻷﺗــــــﺮاك، ﺗﺤﺖ ﻗــــﻴــــﺎدة اﳌــــﺪﻋــــﻮ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﻗـــــﺮه ﻣــــﻼ، ﻗــﺪ ﻧــﻘــﻠــﻮا ﺑــﺎﻟــﺤــﺎﻓــﻼت إﻟـــﻰ اﳌــﻄــﺎر أﺛـﻨـﺎء ﺗﻮﺟﻬﻬﻢ ﻟـﺰﻳـﺎرة ﻗﺒﺮ اﻹﻣــﺎم اﻟـــﺨـــﻤـــﻴـــﻨـــﻲ ﻗــــــﺮب ﻃـــــﻬـــــﺮان. ﻛــﺬﻟــﻚ أدى اﻹﻋـــﻼن ﻋـﻦ ﺣﻈﺮ ﻛـﻞ رﺣـﻼت اﻟـــﺴـــﻔـــﺮ إﻟــــــﻰ اﻟـــــﻌـــــﺮاق إﻟــــــﻰ زﻳــــــﺎدة اﻟــﺨــﻮف ﻣــﻦ اﻫــﺘــﺰاز ﻧــﻈــﺎم ﻃـﻬـﺮان ﺑﺴﺒﺐ اﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﺘﻲ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﻓﻲ اﻟـﺪاﺧـﻞ اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ وﻓـﻲ اﻟﻌﺮاق. وﺳـــﺎدت ﺣـﺎﻟـﺔ ﻣــﻦ اﻻرﺗــﺒــﺎك داﺧــﻞ أروﻗﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ أﺛﻨﺎء ﺑﺤﺜﻪ اﳌﺴﺘﻤﺮ ﻋﻦ اﻷﻋﺬار واﳌﺒﺮرات اﻟﺘﻲ أدت إﻟــــﻰ اﺗـــﺨـــﺎذ اﻟـــﻘـــﺮار اﳌــﻔــﺎﺟــﺊ ﺑﺰﻳﺎدة أﺳﻌﺎر اﻟﻮﻗﻮد.
روﺣﺎﻧﻲ وأﻋﺬار اﻟﺴﻠﻄﺔ
ﻛــﺎن اﻟـﻌـﺬر اﻷول، اﻟــﺬي ﺻﺪر ﻋـــــﻦ اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ ﺣـــﺴـــﻦ روﺣـــــﺎﻧـــــﻲ، ﻳﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ أن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣــﺎﺳــﺔ إﻟـــﻰ ﺗــﻮﻓــﻴــﺮ اﳌـــــﻮارد اﳌـﺎﻟـﻴـﺔ اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺄﻣﲔ ﺣﺰﻣﺔ اﳌﺴﺎﻋﺪات ﻟـــ٠٦ ﻣﻠﻴﻮن ﻣــﻮاﻃــﻦ، أي ﻣـﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻧــﺴــﺒــﺔ ٠٧ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﺗــﻘــﺮﻳــﺒــﴼ ﻣـﻦ ﺗـــﻌـــﺪاد اﻟـــﺴـــﻜـــﺎن، ﻣــﻤــﻦ ﻳـﻌـﻴـﺸـﻮن ﺗـﺤـﺖ ﺧــﻂ اﻟـﻔـﻘـﺮ ﻓــﻲ إﻳـــــﺮان. وﻣـﻦ ﺷﺄن اﻹﻳﺮادات اﻹﺿﺎﻓﻴﺔ اﳌﻨﺸﻮدة أن ﺗﻤﻜﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ ﺳﺪاد ﻣﺒﻠﻎ ٠١١ دوﻻرات ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻟـ٨١ ﻣﻠﻴﻮن ﻋـــﺎﺋـــﻠـــﺔ ﻣــــﻦ اﻟــــﻌــــﺎﺋــــﻼت اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ اﻟــﻔــﻘــﻴــﺮة. وﻛـــﺎن اﳌــﺒــﺮر اﻟــﺸــﺎﺋــﻊ أن اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺎرﺿﻮن ﻗـﺮار رﻓﻊ أﺳﻌﺎر اﻟﻮﻗﻮد ﻳﻤﺜﻠﻮن ﻧﺴﺒﺔ ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻟﻮﺳﻄﻰ اﳌﻌﺘﺪﻟﺔ ﻣﺎﻟﻴﴼ ﻓــــﻲ اﻟـــــﺒـــــﻼد. وﺟـــــــﺎء ﻓــــﻲ ﺗــﺼــﺮﻳــﺢ ﻟﺮوﺣﺎﻧﻲ ﻗﻮﻟﻪ »ﻧﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﻫﻢ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﺜﻼﺛﲔ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ، ﻛﻤﺎ ﻧﻌﻠﻢ أﻧﻬﻢ
ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺣﻴﺎة ﻃﻴﺒﺔ وﻻ ﻳﻬﺘﻤﻮن ﺑﺸﺆون اﻵﺧﺮﻳﻦ«.
إﻻ أن ﺑـــﻌـــﺾ اﻟــﺸــﺨــﺼــﻴــﺎت اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻋﺎرﺿﺖ ﻣــــﺰاﻋــــﻢ اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ. ﻓـــﻔـــﻲ اﺟــﺘــﻤــﺎع اﳌـﺠـﻠـﺲ اﻷﻋــﻠــﻰ ﻟــﻠــﺜــﻮرة اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ اﻹﺳــــــﻼﻣــــــﻴــــــﺔ، ﻓـــــﻮﺟـــــﺊ روﺣـــــﺎﻧـــــﻲ ﺑﻬﺠﻮم ﻣﻦ ﻃﺮف ﺣﺴﻦ رﺣﻴﻤﺒﻮر أزﻏــــﺪي، اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ اﻟـﺪﻳـﻨـﻲ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ، وأﺣـــﺪ ﻣـﻨـﻈـﺮي اﻟــﺜــﻮرة اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ واﳌﻘﺮﺑﲔ ﻣﻦ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ، اﺗﻬﻤﻪ ﻓﻴﻪ »ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻷﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟـﺪﺧـﻞ اﻟــﻔــﺮدي«. ووﻓـﻘـﴼ ﻟﻠﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟــﻮاردة ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ ﻓﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎع، ﻓﺈن أزﻏﺪي ﻗﺎل إن اﳌﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺒﻼد ﻟﻴﺲ ﻣﺎ ﻳﻜﺴﺒﻪ اﳌﻮاﻃﻦ ﻣـــﻦ دﺧــــﻞ ﺷـــﻬـــﺮي أو ﺳـــﻨـــﻮي، ﺑﻞ ﻣـﺪى اﻟﺘﺰاﻣﻪ ﺑـﺎﻹﺳـﻼم اﻟﺼﺤﻴﺢ. واﻧﺘﻬﻰ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﺑﻔﻮﺿﻰ ﻋﺎرﻣﺔ، ﻗــﺮر روﺣـﺎﻧـﻲ ﻋﻠﻰ أﺛﺮﻫﺎ اﳌﻐﺎدرة ﺑﻌﺪ ﻧﻮﺑﺔ ﻏﻀﺐ واﺿﺤﺔ.
وﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ، ﺗﻘﺪم ﻋﻠﻲ رﺑـﻴـﻌـﻲ، اﳌـﺘـﺤـﺪث اﻟـﺮﺳـﻤـﻲ ﺑﺎﺳﻢ رﺋــــﻴــــﺲ اﻟــــﺠــــﻤــــﻬــــﻮرﻳــــﺔ، ﺑــﺘــﻔــﺴــﻴــﺮ ﺟــﺪﻳــﺪ ﻗــﺎل ﻓـﻴـﻪ إن ﻗـــﺮار ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ أﺳـﻌـﺎر اﻟــﻮﻗــﻮد إﻧـﻤـﺎ اﺗـﺨـﺬ ﻟﺘﻠﺒﻴﺔ اﻻﻟـــــﺘـــــﺰاﻣـــــﺎت اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻴــــﺔ ﺑــﻤــﻮﺟــﺐ »اﺗــــــﻔــــــﺎﻗــــــﻴــــــﺎت ﺑــــــــﺎرﻳــــــــﺲ« ﺑــــﺸــــﺄن اﻟﺘﻐﻴﺮات اﳌﻨﺎﺧﻴﺔ. وﻗﺎل رﺑﻴﻌﻲ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﻪ، »ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟـﻰ إﻧﻘﺎذ اﻟﻜﻮﻛﺐ. وﻣـﻦ أﺟـﻞ ذﻟﻚ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺧﻔﺾ اﻻﺳﺘﻬﻼك اﻟﻌﺎم ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮد، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ اﻟﺒﻨﺰﻳﻦ، ﻣﻦ ٠١١ ﻟﺘﺮات إﻟﻰ أﻗﻞ ﻣﻦ ٠٩ ﻟﺘﺮﴽ أو أدﻧﻰ«. وﺳﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﺗﺤﺮك ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ، اﻟﺬي زﻋﻢ أﻧﻪ وﺟﻪ اﻷواﻣﺮ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑــﺨــﻔــﺾ اﺳـــﺘـــﻬـــﻼك اﻟــﺒــﻨــﺰﻳــﻦ إﻟــﻰ ﻧﺤﻮ ٥٦ ﻣﻠﻴﻮن ﻟﺘﺮ، ﻟﺘﺄﻳﻴﺪ ﻣﺰاﻋﻢ رﺑﻴﻌﻲ ﺑــﺼــﻮرة ﻏﻴﺮ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮة، إذ ﻗـــﺎل: »ﻟﺴﻨﺎ ﻓــﻲ ﺣـﺎﺟـﺔ إﻟــﻰ إﻫــﺪار اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻣﻮارد اﻟﻮﻗﻮد واﻟﻄﺎﻗﺔ«.
ارﺗﺒﺎك ﺣﻜﻮﻣﻲ ﻛﺒﲑ
ﻓــــــــﻲ إﺷـــــــــــــــﺎرة أﺧــــــــــــﺮى ﻋـــﻠـــﻰ اﻻرﺗــﺒــﺎك اﻟــﻮاﺿــﺢ، ﺣــﺬرت وزارة
اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻀﺨﻢ اﳌـﻔـﺮط اﻟﻨﺎﺟﻢ ﻋــﻦ ارﺗــﻔــﺎع أﺳــﻌــﺎر اﻟــﻮﻗــﻮد. وﻣﻊ ﻣـــﻌـــﺪﻻت اﻟــﺘــﻀــﺨــﻢ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺤــﻮم ﺣــــﻮل ٠٤ ﻓـــﻲ اﳌـــﺎﺋـــﺔ ﺧــــﻼل اﻟــﻌــﺎم اﻟــﺤــﺎﻟــﻲ، ﻣـــﻦ ﺷــــﺄن اﻻرﺗــــﻔــــﺎع ﻓﻲ أﺳﻌﺎر اﻟﻮﻗﻮد أن ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻗﻢ وﺗــﻌــﻘــﻴــﺪ اﻷوﺿــــــــــﺎع. وﻣـــــﻊ ذﻟــــﻚ، ﻋــــﺎرض ﺑــﻨــﻚ إﻳــــﺮان اﳌـــﺮﻛـــﺰي ﺗﻠﻚ اﳌــﺰاﻋــﻢ ﻗـﺎﺋـﻼ إن ارﺗــﻔــﺎع اﻷﺳـﻌـﺎر ﻣــــﻦ ﺷــــﺄﻧــــﻪ اﻹﺳـــــﻬـــــﺎم ﺑــﻨــﺴــﺒــﺔ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ٥٫٣ إﻟــﻰ ٤ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣﻦ ﻣــــﻌــــﺪل اﻟـــﺘـــﻀـــﺨـــﻢ. وﻓــــــﻲ إﺷــــــﺎرة أﺧﺮى إﻟﻰ اﻻرﺗﺒﺎك اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻓﻲ إﻳﺮان، أﻋﻠﻦ رﺿﺎ أردﻛﺎﻧﻴﺎن وزﻳﺮ اﳌـﻴـﺎه واﻟـﻄـﺎﻗـﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ، أن ﻗـﺮار رﻓــﻊ أﺳــﻌــﺎر اﻟـﻜـﻬـﺮﺑـﺎء واﳌــﻴــﺎه ﻗﺪ ﺗﺄﺟﻞ ﳌﺪة ﻋﺎم ﻛﺎﻣﻞ ﳌﻨﻊ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺘﻀﺨﻢ ﻣﻦ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻرﺗﻔﺎع.
ﻓﻲ أي ﺣﺎل، ﻳﺒﺪو أن اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ اﻟــﺤــﺎﻛــﻤــﺔ ﻋـــﺎﺟـــﺰة ﻋﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺗﺸﺨﻴﺺ ﻣﻌﲔ ﻻﻧــﺪﻻع اﻻﺣـــــﺘـــــﺠـــــﺎﺟـــــﺎت اﻟـــﺠـــﻤـــﺎﻫـــﻴـــﺮﻳـــﺔ اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮة. ﻓــﻬــﻲ ﺗــﺠــﻬــﻞ ﺑـﺒـﺴـﺎﻃـﺔ ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟـﺘـﻬـﺪﻳـﺪات اﻟـﺘـﻲ ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ.
أﻳــــﻀــــﴼ، اﺗـــﺴـــﻤـــﺖ ردود ﻓــﻌــﻞ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﺎﻟﺘﻨﺎﻗﺾ اﻟﺼﺎرخ. وﺟﺮى ﻓــــﻲ ﺑـــﻌـــﺾ اﻟـــــﺤـــــﺎﻻت اﻻﺳــﺘــﻌــﺎﻧــﺔ ﺑــﺎﻟــﻘــﻮة اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ اﳌــﻔــﺮﻃــﺔ ﻣــﻦ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ اﳌﺎﺳﺔ إﻟﻴﻬﺎ. ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌــﺜــﺎل ﻓـــﻲ ﺷــﻬــﺮﻳــﺎر ﻗـــﺮب ﻃــﻬــﺮان، وﺻﻠﺖ ﻗﻮة أﻣﻨﻴﺔ ﻣﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ أﻟﻔﻲ ﺿﺎﺑﻂ وﺟﻨﺪي إﻟﻰ اﻟﺒﻠﺪة، وﺑﻠﻐﺖ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻣـﻦ اﻟﻬﺴﺘﻴﺮﻳﺎ ﻓـﻲ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻷوﺿـﺎع، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي أﺳﻔﺮ ﻋﻦ اﺷﺘﺒﺎﻛﺎت ﺧﻄﻴﺮة ﻛـﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﺗﻔﺎدﻳﻬﺎ ﺑﻜﻞ ﺳﻬﻮﻟﺔ. وﻓــﻲ أﻣﺎﻛﻦ أﺧﺮى ﻣﺜﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺷﻴﺮاز، ﻋﺎﺻﻤﺔ إﻗﻠﻴﻢ ﻓــﺎرس، ﺗﺨﻴﺮت ﻗــﻮات اﻷﻣـﻦ أﻻ ﺗـﻤـﺎرس اﻟـﻘـﻮة اﳌـﻔـﺮﻃـﺔ، وﻛﺎﻧﺖ »اﻟﻘﻮات اﻟﺨﺎﺻﺔ« اﻟﺘﻲ أرﺳﻠﺖ ﻣﻦ ﻃﻬﺮان ﻗﺪ وﺻﻠﺖ ﻓﻲ وﻗﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ، وﺗﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻻﺷﺘﺒﺎك ﻻﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﳌـﺒـﺎﻧـﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟـــــﺘـــــﻲ اﺳــــﺘــــﻮﻟــــﺖ ﻋـــﻠـــﻴـــﻬـــﺎ ﺟـــﻤـــﻮع اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ.
ﻣـــﻦ ﻧــﺎﺣــﻴــﺔ ﺛــﺎﻧــﻴــﺔ، اﺗـﺴـﻤـﺖ اﻻﺣـــﺘـــﺠـــﺎﺟـــﺎت اﻟــﺸــﻌــﺒــﻴــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﺟﺮى ﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ وﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﺑﺼﻮرة ﺟــﺰﺋــﻴــﺔ ﻋــﺒــﺮ ﻣــﺨــﺘــﻠــﻒ ﻣــﻨــﺼــﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺑﻘﺪر ﻣﻌﺘﺒﺮ ﻣــﻦ اﻻﺑــﺘــﻜــﺎر. ﻓــﻔــﻲ ﺑــﺪاﻳــﺔ اﻷﻣـــﺮ، ﺟﺮى اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ اﳌﺪن واﻟﺒﻠﺪات اﻟﺼﻐﻴﺮة واﳌﺘﻮﺳﻄﺔ. وذﻟــﻚ ﻷن اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ أﻣﻨﻴﺔ ﺗــﺪور ﺣــﻮل اﻻﻓــﺘــﺮاض ﺑﺄن ﻃــــﻬــــﺮان ﻫــــﻲ اﻷﻫـــــــﻢ إﻟــــــﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌـﺪن اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻷﺧـﺮى، وﺧــــﺼــــﺺ ﻷﺟــــــﻞ ذﻟــــــﻚ ﻣــــﺎ ﻳــﻘــﺪر ﺑﻨﺤﻮ ٠٠٦ أﻟﻒ ﻣﻦ أﻓﺮاد اﻟﺨﺪﻣﺔ اﻷﻣـــﻨـــﻴـــﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــــﺮﺟـــــﺎل واﻟـــﻨـــﺴـــﺎء ﻫـــــﻨـــــﺎك. وﻓــــــــﺮض اﻻﺿـــــﻄـــــﺮاﺑـــــﺎت
ﻓــﻲ أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٠٠١ ﺑــﻠــﺪة وﻣـﺪﻳـﻨـﺔ ﺻــﻐــﻴــﺮة، وﻓــــﻲ اﻟــﺤــﺎﻟــﺔ اﻟــﺮاﻫــﻨــﺔ ﻳﻤﻜﻦ اﻟـﻘـﻮل ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠٠٣ ﺑﻠﺪة دﻓﻌﺔ واﺣــﺪة، ﻳﺠﻌﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻴﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓــﺮض اﻷﻣـﻦ واﻟـــﺤـــﻔـــﺎظ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة ﻋـﻠـﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺑﺄﺳﺮه. واﻷﺳﻮأ ﻣــﻦ ذﻟـــﻚ، أن ﺗﻜﺘﻴﻜﺎت اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﻬﺪف إﻟﻰ إﺟﺒﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟـــﺤـــﺎﻛـــﻢ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗــﺨــﻔــﻴــﻒ اﻟــــﺪﻓــــﺎع ﻋـــﻦ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﻃـــﻬـــﺮان واﳌـــﺮاﻛـــﺰ اﻹﻗـﻠـﻴـﻤـﻴـﺔ اﻟـﺮﺋـﻴـﺴـﻴـﺔ اﻷﺧــــﺮى ﻣﺎ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﳌﻮﺟﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ.
وﻧـــــــﻈـــــــﺮﴽ ﻷن اﻟــــﺴــــﻴــــﺎﺳــــﺎت اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗــﺘــﻤــﺤــﻮر ﻋـﻠـﻰ اﻟـــــﺪوام ﺣـــﻮل ﻃــﻬــﺮان، ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗــﻞ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸﺮﻳﻦ، ﻓﻠﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﻷي ﻧﻈﺎم ﺣﺎﻛﻢ ﻓﻲ ﻃﻬﺮان اﻟــﺒــﻘــﺎء ﻣــﻦ دون ﺑــﺴــﻂ اﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ. وﺣﺎﻟﻴﴼ ﺳــﺘــﺤــﺘــﺎج اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﻳــﺰﻳــﺪ ﺗــﻌــﺪاد ﺳـﻜـﺎﻧـﻬـﺎ ﻋﻠﻰ ٥١ ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ، إﻟﻰ ﻗﻮة ﺗﺄﻣﲔ أﻣﻨﻴﺔ ﺗﻀﻢ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋﻦ ٠٠١ أﻟﻒ ﺟــﻨــﺪي ﻟــﻠــﺤــﺆول دون اﻟـﺴـﻴـﻄـﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣــﻦ ﻗـــﻮة اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ ﺟﻴﺪة اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، وإن ﻛﺎﻧﺖ أﺻﻐﺮ ﻋـﺪدﴽ ﻣـــﻦ ذﻟـــﻚ ﺑــﻜــﺜــﻴــﺮ. وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳـﻜـﻮن اﻟﻨﻈﺎم ﻣﺘﻤﺘﻌﴼ ﺑﻘﺎﻋﺪة ﻗﻮﻳﺔ ﻣﻦ اﻟـﺪﻋـﻢ اﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻻﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﺴﻜﺎن ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻗﻮات اﻷﻣﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺎت اﳌــﻌــﺎرﺿــﺔ. أﻣــﺎ اﻵن، ﺑﺴﺒﺐ اﻟـﺼـﻌـﻮﺑـﺎت اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ اﳌـــــﺘـــــﺰاﻳـــــﺪة واﻟــــﻔــــﺴــــﺎد اﻟـــﺮﺳـــﻤـــﻲ اﳌﺘﻔﺸﻲ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﳌﺠﺎﻻت، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻻﺗﻜﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ.
ﻟـﻘـﺪ اﺣــﺘــﺎج اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻟــــﺴــــﺘــــﺔ أﻳـــــــــــــﺎم ﻛـــــﺎﻣـــــﻠـــــﺔ ﻣــــــــﻦ ﺑـــــﺪء اﻻﺣــﺘــﺠــﺎﺟــﺎت اﻟـــﺠـــﺎرﻳـــﺔ ﳌــﺤــﺎوﻟــﺔ ﺗــﻨــﻔــﻴــﺬ أﺣـــــﺪ أﺳـــﺎﻟـــﻴـــﺐ اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة اﻟـــﻘـــﺪﻳـــﻤـــﺔ: أي ﺗــﻨــﻈــﻴــﻢ اﳌـــﺴـــﻴـــﺮات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﳌﺆﻳﺪة ﻟﻪ. ورﻏﻢ ﻣﻨﺎﺷﺪة روﺣﺎﻧﻲ »أﺑﻨﺎء اﻟﺜﻮرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ« اﻟﺨﺮوج واﳌﺴﻴﺮ، وإﻇﻬﺎر ﺑﺄﺳﻬﻢ وﻗﻮﺗﻬﻢ، ﻓﺈﻧﻪ، ﺣﺘﻰ ﻳﻮم اﻷرﺑﻌﺎء اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﻟــﻢ ﻳـﺴـﺘـﻄـﻊ إﻻ اﻹﺷــــﺎدة ﺑــﺜــﻼث ﻣـــﺪن إﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ، ﻫـــﻲ ﺗـﺒـﺮﻳـﺰ وزﻧـــﺠـــﺎن وﺷـــﻬـــﺮﻛـــﺮد، ﻟﺘﻨﻈﻴﻤﻬﺎ ﻣـﺴـﻴـﺮات ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻣــﺆﻳــﺪة ﻟﻠﻨﻈﺎم. ﺑــــــﻞ ﺣــــﺘــــﻰ ﻫـــــﻨـــــﺎ، أﻓــــــــــــﺎدت ﺑــﻌــﺾ اﳌـــــــﺼـــــــﺎدر اﳌــــﻄــــﻠــــﻌــــﺔ ﻓــــــﻲ ﻣـــﺪﻳـــﻨـــﺔ ﺗﺒﺮﻳﺰ، ذات اﳌﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ، أن ﻋـــــﺪد اﳌـــﺸـــﺎرﻛـــﲔ ﻓــــﻲ اﳌــﺴــﻴــﺮة اﳌـــــﺆﻳـــــﺪة ﻟــﻠــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﻘـــﺮب ﻣـﻦ اﻟــﺴــﻮق اﳌــﺮﻛــﺰﻳــﺔ ﻟــﻢ ﻳــﺘــﺠــﺎوز ٠٠٥ ﻣـــﻦ اﳌـــﺸـــﺎرﻛـــﲔ. ووﻓـــﻘـــﴼ ﻟـﻠـﺘـﻘـﺎرﻳـﺮ اﻹﺧـــﺒـــﺎرﻳـــﺔ، اﻟـــﺘـــﻲ ﻟـــﻢ ﺗــﺘــﻤــﻜــﻦ ﻣـﻦ ﺗـﺄﻛـﻴـﺪ ﺧـﻄـﻂ اﳌــﺴــﻴــﺮات اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻓــــﻲ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ ﻃــــﻬــــﺮان، ﺑــﺼــﻮرة ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ، أﻟﻐﻴﺖ اﳌﺴﻴﺮات اﳌﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ وأﺻﻔﻬﺎن )ﺛﺎﻧﻲ وﺛﺎﻟﺚ أﻛﺒﺮ ﻣﺪن إﻳﺮان( ﺧﺸﻴﺔ أن ﺗﺘﺤﻮل إﻟـﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻨﻈﺎم واﻻﺣﺘﺠﺎج ﻋـﻠـﻴـﻪ. أﻣــﺎ اﺧـﺘـﻴـﺎر ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ زﻧـﺠـﺎن ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻣﺴﻴﺮة ﻣﺆﻳﺪة ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻓﻜﺎن ﻣﺜﻴﺮﴽ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎم ﻣﻦ زاوﻳﺔ أن اﳌــﺪﻳــﻨــﺔ ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻗــﺪ ﺷـﻬـﺪت ﻗﺒﻞ أرﺑﻌﺔ أﻳﺎم اﻧﻀﻤﺎم ﻗﻮات اﻷﻣﻦ اﳌﺤﻠﻴﺔ إﻟﻰ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ اﳌﺤﺘﺠﲔ ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم.
أﺧــــﻴــــﺮﴽ، ﻓــــﻲ ﺣــــﲔ أن وزارة اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻴـــﺔ وﻣـــﺆﺳـــﺴـــﺔ اﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ اﻹﻳﺮاﻧﻴﺘﲔ ﻗﺪ ﺑﺜﺘﺎ ﻣﺰاﻋﻢ ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄن اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻋﻔﻮﻳﺔ وﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ وﻏــــﻴــــﺮ ﻣــﻨــﻈــﻤــﺔ إﻟــــــﻰ ﺣــــﺪ ﻛــﺒــﻴــﺮ، وﺗـﻔـﺘـﻘـﺮ إﻟـــﻰ اﻟــﻘــﻴــﺎدة اﻟــﻮاﺿــﺤــﺔ، ﻓﺈن »اﻷﻣــﻦ اﻹﺳـﻼﻣـﻲ«، اﻟﺨﺎﺿﻊ ﻟــــﺴــــﻴــــﻄــــﺮة »اﻟـــــــﺤـــــــﺮس اﻟـــــﺜـــــﻮري اﻹﻳﺮاﻧﻲ«، ﻳﺰﻋﻢ أن اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟـــﺤـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﺟـــــﺮى اﻟــﺘــﺨــﻄــﻴــﻂ ﻟـﻬـﺎ ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﺧﺎرج اﻟﺒﻼد، وﻫﻲ ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة ﺳﺒﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺮﺟﺎل ﺗﻢ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻫﻮﻳﺎﺗﻬﻢ، وإﻟـﻘـﺎء اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓــﻲ ﻃــﻬــﺮان. ﻛـﺬﻟـﻚ ﺗـﺰﻋـﻢ ﻣـﺼـﺎدر »اﻷﻣــﻦ اﻹﺳـﻼﻣـﻲ« أن ﻛﻞ أﻋﻀﺎء ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ »اﳌـــﺨـــﺮﺑـــﲔ اﻟــﺴــﺒــﻌــﺔ« ﻳــﺤــﻤــﻠــﻮن ﺟــــــﻮازات ﺳــﻔــﺮ أﳌــﺎﻧــﻴــﺔ وأﻓﻐﺎﻧﻴﺔ وﺗﺮﻛﻴﺔ.