Asharq Al-Awsat Saudi Edition

أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﻊ ﻋﺸﺮات اﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻣﻦ أراﺿﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ«

- ﺑﺮﻟﲔ: راﻏﺪة ﺑﻬﻨﺎم

ﺗـــــــــ­ــــــﺰداد اﻟــــــﻀـ­ـــــﻐــــ­ــﻮط ﻋـــﻠـــﻰ اﻻدﻋﺎء اﻟﻌﺎم ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﻣﻨﺬ أن ﺑــﺪأت ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ ﺗﺮﺣﻴﻞ ﻣﻘﺎﺗﻠﻲ »داﻋــﺶ« اﻷﳌــﺎن وﻋﺎﺋﻼﺗﻬﻢ إﻟﻰ دوﻟﺘﻬﻢ. وﻓـﻲ اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌـــﺎﺿـــ­ﻴـــﺔ، ﻓــﺘــﺢ اﻻدﻋــــــ­ــﺎء اﻟــﻌــﺎم ﺗــﺤــﻘــﻴ­ــﻘــﺎت ﻣـــــﻊ ٦١١ ﻣــﺸــﺘــﺒ­ــﻬــﴼ ﺑﺎﻧﺘﻤﺎﺋﻬﻢ ﻟـ»داﻋﺶ« ﻋﺎدوا إﻟﻰ اﻟــﺒــﻼد، ﺑﻌﺪ أن ﻗـﻀـﻮا ﻓـﺘـﺮة ﻓﻲ ﻣـﻨـﺎﻃـﻖ »داﻋــــــﺶ«، ﻓــﻲ ﻣـﺤـﺎوﻟـﺔ ﻹﻳـﺠـﺎد أدﻟــﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﳌﺤﺎﻛﻤﺘﻬﻢ. وﺑــــﺤـــ­ـﺴــــﺐ وزارة اﻟــــﺪاﺧـ­ـــﻠــــﻴـ­ـــﺔ اﻷﳌــﺎﻧــﻴ­ــﺔ، ﻓـــﺈن اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎ­ت ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺑﺄن ٢٢١ ﺷﺨﺼﴼ ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ ﻣـﻦ اﻟﻌﺎﺋﺪﻳﻦ ﻗﻀﻮا ﻓﺘﺮة ﻓــﻲ ﻣــﻨــﺎﻃــ­ﻖ »داﻋــــــﺶ«، إﻻ أﻧـﻬـﺎ أﺳﻘﻄﺖ اﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎت ﻋﻦ ٦ ﻣﻨﻬﻢ ﻟﻌﺪم ﺗﻮﻓﺮ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻛﺎﻓﻴﺔ ﺣﻮل ﺗﻮرﻃﻬﻢ ﻓﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﺧﻄﻴﺮة.

وﻳــــــﻮا­ﺟــــــﻪ ﻣـــﻜـــﺘـ­ــﺐ اﻻدﻋــــــ­ــﺎء ﻓـــــﻲ أﳌــــﺎﻧــ­ــﻴــــﺎ ﺿــــﻐــــ­ﻮﻃــــﴼ ﻛــﺒــﻴــﺮ­ة ﳌـــﺤـــﺎﻛ­ـــﻤـــﺔ اﻟـــﻌـــﺎ­ﺋـــﺪﻳـــﻦ اﻟــــﺬﻳــ­ــﻦ ﻻ ﺗـﻌـﺮف اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ ﻣﺪى ﺧـﻄـﻮرﺗـﻬـ­ﻢ ﺑــﻌــﺪ، إﻻ أن اﻻدﻋـــﺎء ﻗﺪ ﻻ ﻳﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺟﻤﻊ أدﻟﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﳌــﺤــﺎﻛــ­ﻤــﺔ اﻟـــﺠـــﺰ­ء اﻷﻛـــﺒـــ­ﺮ ﻣـﻨـﻬـﻢ، ﻟـﺼـﻌـﻮﺑـﺔ اﻟــﺤــﺼــ­ﻮل ﻋـﻠـﻴـﻬـﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﻳﺎ.

ﺟـــــــﺎء ﻫـــــــﺬا ﺑـــﻴـــﻨـ­ــﻤـــﺎ أداﻧــــــ­ـﺖ ﻣــﺤــﻜــﻤ­ــﺔ أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺔ ﻟــﻠــﻤــﺮ­ة اﻷوﻟــــﻰ أﺷﺨﺎﺻﴼ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﺗﻨﻈﻴﻢ »داﻋﺶ«، وﻫﻲ اﳌﺮة اﻷوﻟﻰ اﻟﺘﻲ ﻳﺼﺪر ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺮار ﻛﻬﺬا.

وأﺻــــــﺪ­رت اﳌــﺤــﻜــ­ﻤــﺔ اﻟـﻌـﻠـﻴـﺎ ﻓـﻲ ﻫﺎﻣﺒﻮرغ ﻗــﺮارﴽ ﻳﺪﻳﻦ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ أﺻﻞ ﺗﺮﻛﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪﻣﺖ إﻟﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻗﺒﻞ ٠٣ ﻋﺎﻣﴼ، ﺑﺈرﺳﺎل ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٧٢ أﻟﻒ ﻳﻮرو إﻟﻰ اﺑﻨﺘﻬﻤﺎ اﻟـﺼـﻐـﺮى، رﻏــﻢ ﻣﻌﺮﻓﺘﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﺎ اﻧﻀﻤﺖ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫﺎﺑﻲ. وﻣﺎ زاﻟــــﺖ اﻻﺑــﻨــﺔ اﻟــﺼــﻐــ­ﺮى ﻓــﻲ أﺣــﺪ اﳌﺨﻴﻤﺎت اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻗﺘﻞ أوﻻدﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺘﺎل ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، إﻻ أﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻌﻮد ﻗﺮﻳﺒﴼ إﻟﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ. وﻓﻲ ﺣﺎل ﻋﻮدﺗﻬﺎ، ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻼدﻋﺎء ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻻﺗـﻬـﺎم إﻟﻴﻬﺎ، ﻻﻣﺘﻼﻛﻪ أدﻟــﺔ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻻﺗﻬﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻻﻧﺘﻤﺎء ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ إرﻫﺎﺑﻲ.

وﺗﺘﺄﻟﻒ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺘﻲ أدﻳﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﻮاﻟﺪﻳﻦ )٥٥ ﻋﺎﻣﴼ و٤٥ ﻋﺎﻣﴼ(

واﺑﻨﻬﻤﺎ )٢٣ ﻋﺎﻣﴼ( واﺑﻨﺘﻬﻤﺎ )٠٣ ﻋـــﺎﻣـــﴼ(. وﺣــﻜــﻤــ­ﺖ اﳌــﺤــﻜــ­ﻤــﺔ ﻋﻠﻰ اﻟــــﻮاﻟـ­ـــﺪ )ﻋــﺜــﻤــﺎ­ن ب.( ﺑـﺎﻟـﺴـﺠـﻦ ﳌﺪة ٩ أﺷﻬﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺣﻜﻤﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﻟﺪة واﻻﺑﻦ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﻟﻌﺎم و٣ أﺷﻬﺮ ﻟﻜﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ، وﻋﻠﻰ اﻻﺑﻨﺔ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﳌﺪة ﻋﺎم و٦ أﺷﻬﺮ.

وﻛﺎﻧﺖ اﻻﺑﻨﺔ اﻟﺼﻐﺮى )٦٢ ﻋﺎﻣﴼ( وﺗﺪﻋﻰ ﻧﺎﻻن، ﻗﺪ ﺳﺎﻓﺮت إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ﻟﺘﻠﺘﺤﻖ ﺑﺰوﺟﻬﺎ ﻋﺎم ٤١٠٢ ﻣﻊ ﻃﻔﻠﻬﺎ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺣﻴﻨﻬﺎ ٤ أﺷﻬﺮ. وﺑﻌﺪ وﺻﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﺑﺄن زوﺟﻬﺎ ﻗﺪ ﻗـﺘـﻞ، ﻓــﻌــﺎدت إﻟــﻰ أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﺗﺰوﺟﺖ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم ﻣﻦ آﺧﺮ اﻧﻀﻢ إﻟـﻰ »داﻋــﺶ« ﺑﻌﺪ ذﻟــﻚ، وﺳﺎﻓﺮا ﺳﻮﻳﴼ إﻟﻰ اﻟﺮﻗﺔ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ، ﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣــﺰﻳــﺮان(. وﻏـــﺎدرت ﻣﻦ دون أن ﺗﻌﻠﻢ ﻋﺎﺋﻠﺘﻬﺎ ﻣﺴﺒﻘﴼ، وﻟﺪى وﺻﻮﻟﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺮﻗﺔ ﻛﺘﺒﺖ ﻟـﻬـﻤـﺎ ﻋــﺒــﺮ »واﺗــــﺴــ­ــﺎب«: »أﺧــﻴــﺮﴽ ﻳــﻤــﻜــﻨ­ــﻨــﻲ أن أﻋــــﻴـــ­ـﺶ دﻳـــﺎﻧـــ­ﺘـــﻲ ﺑﺤﺮﻳﺔ«.

وﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٧١٠٢، ﻃـﻠـﺒـﺖ ﻣــﻦ ﻋـﺎﺋـﻠـﺘـﻬ­ـﺎ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ أن ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻬﺎ أﻣـﻮاﻻ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ أﻗﺮﺿﺘﻬﻢ إﻳﺎﻫﺎ، وﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﻢ إﻧــﻬــﺎ ﺗــﺮﻳــﺪ أن ﺗــﺪﻓــﻊ »ﺿــﺮاﺋــﺐ« ﻟـــــــ»داﻋــــــﺶ«. وﺟــﻤــﻌــ­ﺖ اﻟــﻌــﺎﺋـ­ـﻠــﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٧٢ أﻟﻒ ﻳﻮرو، وأرﺳﻠﺘﻬﺎ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺮﻗﺔ ﻋﺒﺮ ﺗﺤﻮﻳﻼت ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﺴﻮداء.

وﻣـــﻦ ﺑــﲔ اﻷﻣــــﻮال اﳌـﺮﺳـﻠـﺔ، أﻟـﻔـﺎ ﻳـــﻮرو ﻛـﺎﻧـﺖ ﻻﻣـــﺮأة أﺧــﺮى، ﻛـﺎﻧـﺖ ﻗـﺪ ﻏـــﺎدرت ﻣـﻊ اﻻﺑـﻨـﺔ إﻟﻰ أراﺿـﻲ »داﻋـﺶ«، وﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﺎدت اﻷﺳـــﺒـــ­ﻮع اﳌـــﺎﺿـــ­ﻲ إﻟــــﻰ أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ، وﺗﺨﻀﻊ ﻟﻠﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓـﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﺎﻣﺒﻮرغ.

وﺑﺤﺴﺐ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﺗﺰاﻳﺖ«، ﻓﺈن ﻧﺎﻻن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﻠﻤﻴﺬة ﻣﺠﺘﻬﺪة ﻓــﻲ اﳌـــﺪرﺳــ­ـﺔ، وأﻧــﻬــﺖ دراﺳـﺘـﻬـﺎ ﺑــﺼــﻌــﻮ­ﺑــﺔ، وﺑــﻌــﺪ ﺗــﺨــﺮﺟــ­ﻬــﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻞ. وﻛــﺎﻧــﺖ داﺋــﻤــﴼ ﺗـﺘـﺤـﺪث ﻋــﻦ أﻧﻬﺎ »ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺪﻣﺎج« ﻣـﻊ ﻣﺤﻴﻄﻬﺎ، وﺑـﺄﻧـﻬـﺎ ﻟـﻢ ﺗﻤﻨﺢ ﻓــــﺮﺻـــ­ـﺔ ﻓــــﻲ أﳌــــﺎﻧــ­ــﻴــــﺎ. وﺑــﺤــﺴــ­ﺐ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ، ﻓﻘﺪ ﺑـﺪأت اﻟﻔﺘﺎة ﻓﻲ اﻟﺘﻄﺮف ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ، وارﺗﺪت ﻧﻘﺎﺑﴼ ﺗﻐﻄﻲ ﻓﻴﻪ ﻛﺎﻣﻞ وﺟﻬﻬﺎ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﺎرﺿﻪ أﻫﻠﻬﺎ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia