ﺑﺎرﻳﺲ ﺗﺮﻳﺪ ﻣﺆازرة أوروﺑﻴﺔ ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻟﺤﻀﻮرﻫﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻓﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ
اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻳﺪﻋﻮ زﻋﻤﺎء ﺑﻠﺪان اﻟﺴﺎﺣﻞ اﳋﻤﺴﺔ إﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﻃﺎرﺋﺔ
ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﺗــﺒــﺤــﺚ ﻋـــﻦ ﻣــﺨــﺮج ﻻﻧــــﻐــــﻤــــﺎﺳــــﻬــــﺎ ﻓــــــﻲ ﺣــــــــﺮب ﺿــﺪ اﻹرﻫــــــﺎب ﻻ ﺗـﻨـﺘـﻬـﻲ ﻓـــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟــﺴــﺎﺣــﻞ اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻲ. ﺑــﺪأﺗــﻬــﺎ ﻓﻲ ﻋـــﺎم ٣١٠٢ ﳌــﻨــﻊ ﻗــــﻮات ﺟــﻬــﺎدﻳــﺔ ﻣـــــﻦ اﻟـــــﻨـــــﺰول ﻣـــــﻦ ﺷــــﻤــــﺎل ﻣــﺎﻟــﻲ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﺎﻣﺎﻛﻮ وﻟـﺘـﺤـﻮﻳـﻠـﻬـﺎ ﻟـﻌـﺎﺻـﻤـﺔ ﻟﻠﺠﻬﺎد اﻹﺳــــﻼﻣــــﻲ ﻓــــﻲ ﻏـــــﺮب أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ. وﺑـــــﻌـــــﺪ ﺳــــﺒــــﻊ ﺳــــــﻨــــــﻮات، ورﻏـــــﻢ ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ اﻷوﻟﻲ، ﻣﺎ زاﻟﺖ اﻟﻘﻮات اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﳌﺴﻤﺎة، ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﻋﺎم ٤١٠٢ »ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺑـﺮﺧـﺎن« ﺣﺎﺿﺮة ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻲ وﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻋﺪد آﺧﺮ ﻣﻦ ﺑﻠﺪان اﻟﺴﺎﺣﻞ وﻫﻲ ﺗﺴﻌﻰ، وﻓﻖ ﻣﺎ أﻋﻠﻨﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أدورا ﻓﻴﻠﻴﺐ ﻣﺆﺧﺮا، ﻣﻦ أﺟﻞ »ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻷﻣـﻦ واﻻﺳـﺘـﻘـﺮار«. واﻟـﺤـﺎل، أن ﻣﻘﺘﻞ ٣١ ﺟﻨﺪﻳﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺎ، ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺳﺘﺔ ﺿﺒﺎط وﺳﺘﺔ ﺻﻒ ﺿﺎﺑﻂ، ﻓﻲ ارﺗﻄﺎم ﻃﻮاﻓﺘﲔ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣــﻄــﺎردة ﻟــﺠــﻬــﺎدﻳـﲔ ﻓــﻲ ﺟـﻨـﻮب ﺷـــﺮﻗـــﻲ ﻣـــﺎﻟـــﻲ أي ﻓــــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻷﺧـــﻄـــﺮ إرﻫـــﺎﺑـــﻴـــﺎ ﻓـــﻲ أﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ واﳌـــﺴـــﻤـــﺎة »اﻟـــــﺤـــــﺪود اﻟـــﺜـــﻼﺛـــﺔ« )ﻣﺎﻟﻲ، اﻟﻨﻴﺠﺮ، ﺑﻮرﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ( ﻳﺒﲔ أن اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻹرﻫﺎب ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ وأن اﻷﻣﻦ ﻣﺎ زال ﻣﻔﻘﻮدا واﻻﺳـﺘـﻘـﺮار ﺑﻌﻴﺪ اﳌـﻨـﺎل. وﺗـﺮى ﺑﺎرﻳﺲ أن ﺣﻀﻮرﻫﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻳـﻜـﻠـﻔـﻬـﺎ ﺛــﻤــﻨــﺎ ﺑــﺎﻫــﻈــﺎ إﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺎ وﻣـــﺎدﻳـــﺎ. ﻓﻌﻤﻠﻴﺔ »ﺑـــﺮﺧـــﺎن« ﻓﻲ ﻣــﺎﻟــﻲ وﺣـــﺪﻫـــﺎ ﺗـﻜـﻠـﻔـﻬـﺎ ﺳـﻨـﻮﻳـﺎ ٠٠٧ ﻣﻠﻴﻮن ﻳـﻮرو. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻳﻘﻠﻖ اﳌـــــﺴـــــﺆوﻟـــــﲔ ﻫــــــﻮ ﻧــــﻤــــﻮ ﺷـــﻌـــﻮر ﻣـﻌـﺎد ﻟﻠﺤﻀﻮر اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ اﻟـﺬي أﺧـــﺬ ﻳـﻨـﻈـﺮ إﻟــﻴــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﳌـﺴـﺘـﻮى اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺻﻮرة ﻣﺒﻄﻨﺔ ﻟــــ»اﻻﺳـــﺘـــﻌـــﻤـــﺎر اﻟــــﺠــــﺪﻳــــﺪ« وأن ﺑــﺎرﻳــﺲ ﺗــﺒــﺤــﺚ ﻋــﻦ ﻣـﺼـﺎﻟـﺤـﻬـﺎ أوﻻ. وأﻛﺜﺮ ﻓﺄﻛﺜﺮ، ﺗﺰداد »اﻷﺧﺒﺎر اﻟـــﺰاﺋـــﻔـــﺔ« اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺘــﻨــﺎول ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ ﻋـﻠـﻰ ﺷـﺒـﻜـﺔ اﻹﻧــﺘــﺮﻧــﺖ ووﺳــﺎﺋــﻞ اﻟـــﺘـــﻮاﺻـــﻞ اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻲ. وﻣــــﺮة
ﺑــﻌــﺪ أﺧــــﺮى، ﺗـﻀـﻄـﺮ اﻟــﺴــﻔــﺎرات اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﺑـــﻠـــﺪان اﻟــﺴــﺎﺣــﻞ اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻟﻰ ﻧﻔﻲ ﻫﺬه اﻷﺧﺒﺎر. وﻣـــــﺎ ﻳــــﺰﻳــــﺪ اﻟــــﻮﺿــــﻊ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﺗــﺄزﻣــﺎ، أن ﺑــﺎرﻳــﺲ ﺗــﺸــﻌــﺮ، رﻏــﻢ اﳌﺴﺎﻧﺪة اﻟﻠﻮﺟﻴﺴﺘﻴﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ واﻻﺳﺘﺨﺒﺎرﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، أﻧﻬﺎ »وﺣــــــــﻴــــــــﺪة« ﻓــــــﻲ ﺣــــﺮﺑــــﻬــــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻹرﻫـــــــﺎب ﻓـــﻲ ﻫــــﺬه اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ ﻣـﻦ اﻟــــﻌــــﺎﻟــــﻢ. وﻟـــــﻢ ﻳــــﺘــــﺮدد اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون ﻣﻦ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ أن ﺑـــﻼده ﺗـﺨـﻮض اﻟــﺤــﺮب »ﻧـﻴـﺎﺑـﺔ« ﻋـــﻦ اﻷوروﺑــــﻴــــﲔ وأن »اﻟــﺴــﻴــﺎق اﻟــــﺤــــﺎﻟــــﻲ ﻓـــــﻲ ﺑـــــﻠـــــﺪان اﻟـــﺴـــﺎﺣـــﻞ ﻳﻘﻮدﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﺨﻴﺎرات اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻛﺎﻓﺔ«.
ﻟﻢ ﻳﻔﻬﻢ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻧﺴﺤﺎب اﻟـــــــﻘـــــــﻮات اﻟــــﻔــــﺮﻧــــﺴــــﻴــــﺔ ﻣــــــﻦ ﺑــﲔ »اﻟﺨﻴﺎرات«. واﻟﺠﺪﻳﺮ ﺑﺎﻹﺷﺎرة أن اﻟــﺮأي اﻟﻌﺎم اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﺎ زال ﻳـﻤـﻴـﻞ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٨٥ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ إﻟـﻰ ﺑﻘﺎء ﻗﻮة »ﺑﺮﺧﺎن« ﻣﻜﺎﻧﻬﺎ رﻏﻢ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ اﻷﺧﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻫﻲ اﻷﻛﺒﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺑﺎﻟﺠﻴﺶ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٣٨٩١ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت. وﻓﻲ أي ﺣﺎل، ﻓﺈن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، ﺑﻠﺴﺎن وزﻳـﺮة اﻟﺪﻓﺎع، ﺗﻌﺘﺒﺮ أن ﺗﺤﻘﻴﻖ أﻫﺪاف اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ »ﺳﻴﻜﻮن ﻓﻲ اﳌﺪى اﻟﺒﻌﻴﺪ« إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺨـﺒـﺮاء اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ ﻻ ﻳـــﺮون أن اﻟــﺤــﻞ اﳌــﺪﻧــﻲ وﺣــﺪه ﻛـــﺎف ﺑــﻞ ﻳــﺘــﻌــﲔ أن ﻳــﺘــﺮاﻓــﻖ ﻣﻊ ﺣﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ وﺷﻖ ﺗﻨﻤﻮي. إزاء ﻫــﺬا اﻟــﻮﺿــﻊ، ﻛــﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻣـــﺎﻛـــﺮون اﻟــﺘــﺤــﺮك ﻣــﺒــﺎﺷــﺮة ﻓـﻲ اﺗـــــﺠـــــﺎﻫـــــﲔ: اﻷول، ﻣــــــﻦ ﺧــــﻼل ﻃـﻠـﺐ اﳌــﺴــﺎﻧــﺪة ﻣــﻦ ﻗـﺒـﻞ ﺷـﺮﻛـﺎء ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻷوروﺑﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ دﻋﺎﻫﻢ ﻟـــﻼﻧـــﺨـــﺮاط إﻟــــﻰ ﺟـــﺎﻧـــﺐ ﻓــﺮﻧــﺴــﺎ ﻟـــﻴـــﺲ ﻓـــﻘـــﻂ ﻟــﻮﺟــﻴــﺴــﺘــﻴــﺎ وﻋــﺒــﺮ ﺗـــﺪرﻳـــﺐ اﻟـــﻘـــﻮات اﳌــﺎﻟــﻴــﺔ واﻟــﻘــﻮة اﳌﺴﻤﺎة «G٥» اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻮرﻳﺘﺎﻧﻴﺎ وﻣﺎﻟﻲ واﻟﻨﻴﺠﺮ وﺑﻮرﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ وﺗﺸﺎد ﺑﻞ أﻳﻀﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﻴﺪاﻧﻲ إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻘﻮة اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ. واﻻﺗــــﺠــــﺎه اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ،
ﺑﺪﻋﻮة ﻗﺎدة اﻟﺒﻠﺪان اﻟﺨﻤﺴﺔ إﻟﻰ ﻗﻤﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺑﻮ »ﺟﻨﻮب ﻏﺮﺑﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ« ﻓـﻲ ٦١ اﻟﺸﻬﺮ اﻟﺤﺎﻟﻲ. وأﻋﻠﻦ ﻣﺎﻛﺮون ﻋﻦ دﻋـﻮة ﻫﺆﻻء اﻟﻘﺎدة ﻓﻲ ﺧﺘﺎم اﻟﻘﻤﺔ اﻷﻃﻠﺴﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ اﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻬﺎ ﻟــﻨــﺪن ﻳﻮﻣﻲ اﻟــﺜــﻼﺛــﺎء واﻷرﺑــــﻌــــﺎء اﳌــﺎﺿــﻴــﲔ. ﻛﺎن ﻣﺎﻛﺮون واﺿﺤﺎ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻷﻫـــﺪاف اﻟـﺘـﻲ ﻳـﺮﻣـﻲ ﻟﺘﺤﻘﻴﻘﻬﺎ ﻣـــﻦ ﺧــــﻼل اﻟــﻘــﻤــﺔ اﻟـــﻘـــﺎدﻣـــﺔ. ﻓـﻘـﺪ أﻋﻠﻦ ﻓﻲ اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ أول ﻣﻦ أﻣﺲ أن »اﳌﻄﻠﻮب، ﻋﻠﻰ اﳌﺪى اﻟﻘﺼﻴﺮ، إﻋــﺎدة ﺗﻮﺿﻴﺢ اﻹﻃـﺎر واﻟﺸﺮوط اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻜﻢ ﺑــﺤــﻀــﻮرﻧــﺎ ﻓــﻲ ﺑــﻠــﺪان اﻟـﺴـﺎﺣـﻞ ﻣﻊ ﻗﺎدة اﻟﺪول اﻟﺨﻤﺲ اﻷﻋﻀﺎء ﻓﻲ اﻟﻘﻮة اﻟﺨﻤﺎﺳﻴﺔ« اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ. وأﺿﺎف ﻣﺎﻛﺮون، ﺑﻠﻐﺔ ﺗﺤﺬﻳﺮﻳﺔ: »ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ وﻻ أرﻏﺐ ﻓــﻲ وﺟـــﻮد اﻟــﺠــﻨــﻮد اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﲔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻃﺎﳌﺎ اﺳﺘﻤﺮ اﻟـــــﻐـــــﻤـــــﻮض ﺑـــــﺸـــــﺄن اﻟــــﺤــــﺮﻛــــﺎت اﳌـــﻌـــﺎدﻳـــﺔ ﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﺎ« ﻓـــﻲ إﺷــــﺎرة ﻟﻨﻤﻮ اﻟﺸﻌﻮر اﳌـﻌـﺎدي ﻟﺒﺎرﻳﺲ ﻓـــﻲ ﻣــﺎﻟــﻲ واﻟــﻨــﻴــﺠــﺮ وﺑــﻮرﻛــﻴــﻨــﺎ ﻓﺎﺳﻮ. وﻳﺮﻳﺪ ﻣﺎﻛﺮون ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة أن ﻳـــﺘـــﺒـــﻨـــﻮا »اﻟـــــــﻮﺿـــــــﻮح« وأن ﻳــﺠــﺪدوا اﻟﻄﻠﺐ ﻣـﻦ أﺟــﻞ وﺟـﻮد اﻟــﻘــﻮات اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﺑـﻠـﺪاﻧـﻬـﻢ وأن ﻳﺘﺤﻤﻠﻮا »ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﺔ« ذﻟﻚ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ. وذﻫﺐ ﻣﺎﻛﺮون، ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺗـــﻬـــﺪﻳـــﺪﻳـــﺔ، إﻟـــــﻰ اﻋـــﺘـــﺒـــﺎر ﺗـﺒـﻨـﻲ اﻷﻓــــﺎرﻗــــﺔ ﻟــﻠــﺤــﻀــﻮر اﻟــﻌــﺴــﻜــﺮي ﻟــﻘــﻮات ﺑـــﻼده »ﺷــﺮﻃــﺎ ﺿــﺮورﻳــﺎ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻪ« وإﻻ »ﻓﺴﻴﺴﺘﺨﻠﺺ اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ« ﻓـــﻲ ﺣــــﺎل ﻟـــﻢ ﻳــﺘــﻮاﻓــﺮ ﻫـــــــﺬا اﻟــــــﺸــــــﺮط. وأﺧـــــــﻴـــــــﺮا، ﻧــﻔــﻰ ﻣــــــــﺎﻛــــــــﺮون أن ﺗــــــﻜــــــﻮن ﻟـــــﺒـــــﻼده »ﻣﻄﺎﻣﻊ اﺳﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة، أو إﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ أو اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ« ﻟﻴﺆﻛﺪ ﻣــﺠــﺪدا أن اﻟــﺤــﻀــﻮر اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻲ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻫﺪﻓﻪ اﻟﻮﺣﻴﺪ »ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻷﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ واﻷﻣــــﻦ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ«. وإذ ﻳـﺨـﺮج ﻣـــــﺎﻛـــــﺮون ﻋــﻤــﻠــﻴــﺎ ﻣـــــﻦ اﻟـــﻨـــﻘـــﺎش ﻣﻮﺿﻮع اﻻﻧﺴﺤﺎب، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﻌﻰ
إﻟــــــﻰ ﺗــــﺄﻣــــﲔ ﺣــــﻀــــﻮر ﻋــﺴــﻜــﺮي أﻗﻮى وأﻓﻀﻞ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎ، وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل إﻧﺸﺎء »ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺟﺪﻳﺪ ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺎﺋﻨﺎ اﻷوروﺑﻴﲔ واﻷﻓﺎرﻗﺔ«.
ﺗــﻜــﻤــﻦ ﻣــﺸــﻜــﻠــﺔ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ ﻓـﻲ أن ﺣﻀﻮرﻫﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻻ ﻳﺒﺪو ﻛﺎﻓﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﻠﺪان اﻟﺴﺎﺣﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣـﺤـﺎرﺑـﺔ اﻟﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ رﻏﻢ أﻧﻬﺎ أﻋﺎدت ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻗﻮاﺗﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﺑﺸﻜﻞ رﺋﻴﺴﻲ ﳌﺤﺎرﺑﺔ اﻹرﻫﺎب. وﻓــﻲ اﻟــﺴــﻨــﻮات اﻷﺧــﻴــﺮة، ﻋــﺎدت اﻟـﺘـﻨـﻈـﻴـﻤـﺎت اﻟــﺠــﻬــﺎدﻳــﺔ ﻟﺘﻨﺸﻂ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻲ وﺑﻮرﻛﻴﻨﺎ ﻓﺎﺳﻮ وﺗﺸﺎد ﺑﺸﻜﻞ ﻳﻨﺒﺊ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻛﺒﺮى، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻘﻮة اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟـــــــﻢ ﺗـــــﺼـــــﻞ ﺑـــــﻌـــــﺪ إﻟـــــــــﻰ ﻣـــﺮﺣـــﻠـــﺔ ﻣﺘﻘﺪﻣﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺠـﺎﻫـﺰﻳـﺔ اﻹدارﻳـــﺔ واﻟـــﻌـــﺴـــﻜـــﺮﻳـــﺔ. وﻓــــــﻲ ﺑــﻮرﻛــﻴــﻨــﺎ ﻓــﺎﺳــﻮ وﺣــﺪﻫــﺎ، ﺳـﻘـﻂ ﻣـﻨـﺬ ﻋـﺎم ٥١٠٢ ﻣــﺎ ﻻ ﻳــﻘــﻞ ﻋــﻦ ٠٠٧ ﻗﺘﻴﻞ ﻓــﻲ أﻋــﻤــﺎل ﻋــﻨــﻒ وإرﻫــــــﺎب، ﻛﻤﺎ أن اﻟـﺠـﻴـﻮش اﻷﻓـﺮﻳـﻘـﻴـﺔ ﺗﺤﻮﻟﺖ إﻟﻰ أﻫﺪاف روﺗﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻈﻴﻤﺎت اﻟﺠﻬﺎدﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ إﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓـﻴـﻤـﺎ ﺗــﻘــﻮم ﺑــﻪ ﺑــﺎرﻳــﺲ وأﻳــﻀــﺎ اﻟـــﻘـــﻮﺗـــﺎن اﻷوروﺑــــﻴــــﺔ واﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﻓﻲ ﻣﺎﻟﻲ. ﻣﺎ اﻟـﺬي ﺳﺘﺴﻔﺮ ﻋﻨﻪ اﻟـــﻘـــﻤـــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ - اﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺔ اﳌــــﻮﻋــــﻮدة ﺑــﻌــﺪ ﻋــﺸــﺮة أﻳــــــﺎم؟ ﻻ ﺷـــﻚ أن ﻣـــﺎﻛـــﺮون ﺳـﻴـﺤـﺼـﻞ ﻣﻦ اﻟﻘﺎدة اﻷﻓﺎرﻗﺔ اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪه ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺒﻘﺎء اﻟﻘﻮات اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ وﺗـﺤـﻤـﻞ ﺗـﺒـﻌـﺎت ذﻟـﻚ ﺷــﻌــﺒــﻴــﺎ وﺳـــﻴـــﺎﺳـــﻴـــﺎ، ﻟـــﻜـــﻦ ﻫـــﺬا »اﻹﻧﺠﺎز« ﺳﻴﻜﻮن ﺿﻌﻴﻒ اﻟﻮزن إزاء ﺗــﺪﻫــﻮر اﻟــﻮﺿــﻊ اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮي واﻷﻣـــــﻨـــــﻲ. وﻓـــــﻲ ﻫـــــﺬا اﻟـــﺴـــﻴـــﺎق، ﺗﺮى ﻓﺮﻧﺴﺎ أن اﻟﺘﺮﻳﺎق ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳـﺄﺗـﻲ إﻻ ﻋـﺒـﺮ أوروﺑـــﺎ ورﺑـﻤـﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﺸﻜﻴﻞ ﻗﻮة »ﺗﻮﺑﺎﻛﺎ« ﻣــﻦ وﺣـــــﺪات ﻛــﻮﻣــﺎﻧــﺪوز أﻋـﻠـﻨـﺖ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣــﻦ اﻟــــﺪول اﻷوروﺑــﻴــﺔ اﺳــﺘــﻌــﺪادﻫــﺎ ﻟــﻠــﻤــﺸــﺎرﻛــﺔ ﻓـﻴـﻬـﺎ؛ وﻟـﺬا ﻟﻢ ﻳﺒﻖ أﻣـﺎم ﺑﺎرﻳﺲ ﺳﻮى اﻻﻧﺘﻈﺎر.