ﻣﻼﻟﻲ ﻃﻬﺮان واﳌﻘﺎﻣﺮة اﻟﺨﺎﺳﺮة
ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ اﻧــﺪﻟــﻌــﺖ اﻻﺣــﺘــﺠــﺎﺟــﺎت اﻟـﺸـﻌـﺒـﻴـﺔ ﻓـــﻲ أﻛــﺜــﺮ ﻣـــﻦ ٠٠١ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ إﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻛﺒﺮى، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻃﻬﺮان، أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺻﺮﻳﺢ ﺣﺠﻢ اﻟﺘﺨﺒﻂ واﳌﻌﺎﻧﺎة اﻟﺘﻲ ﺗــﻌــﺎﻧــﻲ ﻣـﻨـﻬـﺎ اﻟـﻨـﺨـﺒـﺔ اﻟــﺤــﺎﻛــﻤــﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار اﻟﺴﻠﻴﻢ إزاء ﻣﺎ ﻳﺠﺮي.
وﺷــﺮع اﻟﻔﺼﻴﻞ اﳌــﺆﻳــﺪ ﻟﻠﻤﺮﺷﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻓﻲ ﺗﻮﺻﻴﻒ اﻻﺣــﺘــﺠــﺎﺟــﺎت ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ ﻧـﺴـﺨـﺔ ﻣـﻜـﺮرة وﺳــﺨــﻴــﻔــﺔ ﻣـــﻦ اﻻﺣـــﺘـــﺠـــﺎﺟـــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻨــﺎﺛــﺮت ﻫـﻨـﺎ وﻫــﻨــﺎك ﻋـﺒـﺮ ﺻﻔﺤﺎت ﺗﺎرﻳﺦ إﻳﺮان ﻣﻨﺬ ﻗﻴﺎم اﻟﺜﻮرة ﻓﻲ ﻋﺎم ٩٧٩١ وﺣــﺘــﻰ ﻳـﻮﻣـﻨـﺎ ﻫـــﺬا. ووﺻـﻔـﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻛﻴﻬﺎن« اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، واﳌﻌﺮوف ﻋــﻨــﻬــﺎ ﺗــﺄﻳــﻴــﺪﻫــﺎ ﻛـــﻞ ﻣـــﺎ ﻳـــﺼـــﺪر ﻋـﻦ ﺧــﺎﻣــﻨــﺌــﻲ وزﻣـــــﺮﺗـــــﻪ، اﻻﺣــﺘــﺠــﺎﺟــﺎت اﻟــــﺮاﻫــــﻨــــﺔ ﺑـــﺄﻧـــﻬـــﺎ ﻣــــﺠــــﺮد ﺣــــﺎﻟــــﺔ ﻣــﻦ اﻻﺿــــﻄــــﺮاﺑــــﺎت ﻏـــﻴـــﺮ اﳌــﺘــﺼــﻠــﺔ اﻟــﺘــﻲ أﺛــﺎرﺗــﻬــﺎ ﺣﻔﻨﺔ رﺧـﻴـﺼـﺔ ﻣــﻦ ﻣﺜﻴﺮي اﻟﺸﻐﺐ. وﻗــﺎل ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻧﻔﺴﻪ، إﻧــﻪ ﻻ ﻳـﺘـﺼـﻮر اﻻﺣـﺘـﺠـﺎﺟـﺎت ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣــﻦ ﻛـﻮﻧـﻬـﺎ »ﻣـﻄـﺒـﴼ ﻣـﺼـﻄـﻨـﻌـﴼ« ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة واﻟـﻌـﻈـﻴـﻤـﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﻳــﺰﻋــﻢ أﻧــﻪ ﻳـﻮاﺻـﻞ ﺑﻨﺎء ﻫﺎ ﺑﻜﻞ إﺧﻼص وأﻣﺎﻧﺔ.
ﻛـــﻤـــﺎ وﺻــــﻔــــﺖ وﺳـــــﺎﺋـــــﻞ اﻹﻋــــــﻼم اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻷﻣﺮ ﺑﺄﻧﻪ »ﺷﻐﺐ أﻋﻤﻰ ﻣﻦ دون ﻗﻴﺎدة«.
وﺳـــــﺨـــــﺮت اﻷﺻـــــــــــــﻮات اﳌـــــﺆﻳـــــﺪة ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻐﺮب ﻣﻦ اﻷﻣﺮ ﺑﺮﻣﺘﻪ، ووﺻﻔﺘﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻌﺪو ﻣﺠﺮد »زوﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻓﻨﺠﺎن«، وﻗﺎﻟﺖ إن ﺣﻔﻨﺔ اﳌﻨﻔﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻨﻮن ﺣﻤﻼت ﺣﻘﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﻏﻴﺮ ﻗــﺎدرﻳــﻦ ﺑﺎﻟﻜﻠﻴﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻃــﺮح اﻟـﻘـﻴـﺎدة اﻟــﺒــﺪﻳــﻠــﺔ اﻟـــﺠـــﺎدة واﻟـــﻼزﻣـــﺔ ﳌـﻮاﺟـﻬـﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان.
وﺣــــــــﺎوﻟــــــــﺖ ﺷــــــــــــــﺮاذم اﻟـــﻔـــﺼـــﻴـــﻞ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﻟﺴﺎﻋﻲ ﻟﻺﺻﻼح ﺗﻮﺻﻴﻒ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ إﻻ ﻏﻠﻴﺎﻧﴼ ﺷﻌﺒﻴﴼ ﻋـﻠـﻰ رﻓــﻊ أﺳـﻌـﺎر اﻟــﺒــﻨــﺰﻳــﻦ ﻓــﻲ إﻳــــﺮان ﻟــﺜــﻼﺛــﺔ أﺿــﻌــﺎف دﻓﻌﺔ واﺣﺪة.
ﻛــﻤــﺎ ﺣــﺎوﻟــﺖ ﺟــﻤــﺎﻋــﺎت اﻟﻀﻐﻂ اﳌـﻮاﻟـﻴـﺔ ﻟﻠﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ ﻓﻲ اﻟــﺨــﺎرج اﻟـﺘـﺮوﻳـﺞ ﻟﻨﺴﺨﺔ ﺛـﺎﻟـﺜـﺔ ﻣﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮ اﻷوﺿـﺎع اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﺑﻘﻮﻟﻬﺎ إﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﲔ أن ﻣﺜﻴﺮي اﻟﺸﻐﺐ ﻳﺘﺼﺪرون اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ، ﻓــﺈن ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﺸﻌﺐ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺆﻳﺪﻫﻢ ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻣﻈﺎﻟﻢ ﻣﻌﻴﺸﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﻨﻈﺎم. وأﺻﺮوا ﻋﻠﻰ أن اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺣــﺴــﻦ روﺣـــﺎﻧـــﻲ ﻛـــﺎن ﻳــﺤــﺎول زﻳـــﺎدة إﻳــﺮادات اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋـــﻠـــﻰ ﺳــــﺮﻳــــﺎن ﺳــﻔــﻴــﻨــﺔ اﻟـــــﺪوﻟـــــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺴﺎرﻫﺎ اﳌﻌﻘﻮل.
وﻟﻢ ﻳﻜﻠﻒ أﺣﺪ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﳌﺆﺳﺴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ ﻓﻲ إﻳﺮان ﻧﻔﺴﻪ ﻋﻨﺎء اﻟﺘﺴﺎؤل ﻋﻦ ﺳﺒﺐ اﺳﺘﻌﺪاد اﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﳌﺨﺎﻃﺮة ﺑﺄﻧﻔﺴﻬﻢ وأرواﺣﻬﻢ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺳﻤﺎع أﺻﻮاﺗﻬﻢ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺑﻐﻴﺔ أن ﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻠﺰم ﻛﻲ ﻳﻌﺎﻟﺞ اﳌﻈﺎﻟﻢ وﻳﻀﺒﻂ اﻷﺣــﻮال ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.
وﺑﻌﺪ ﻓﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺘﺮدد ﻓﻲ ﺑﺎدئ اﻷﻣـــﺮ، ﺗﻤﻜﻨﺖ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟـﺤـﺎﻛـﻤـﺔ ﻓﻲ إﻳـــــــﺮان ﻣــــﻦ اﺳـــﺘـــﻌـــﺎدة وﺣـــﺪﺗـــﻬـــﺎ ﻓـﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷزﻣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﳌﺜﻠﻰ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻈﺮوف، وﻻ ﻧﻘﻮل أﺑﺪﴽ إﻧﻬﺎ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ اﳌﺜﻠﻰ اﻟـﻮﺣـﻴـﺪة، ﻟﻜﻦ اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ »اﻟــﻮﺣــﻴــﺪة« اﻟـﺘـﻲ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ اﻟﺤﺎﻛﻢ ﺳـﻮاﻫـﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﻣـــﻮر: أي اﻟﻘﻤﻊ اﻷﻣـﻨـﻲ اﻟﻮﺣﺸﻲ اﻟــﺬي أودى ﺑﺤﻴﺎة اﳌﺌﺎت ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻨﲔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎل أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠١ آﻻف ﻣﻮاﻃﻦ ﺣﺘﻰ اﻵن.
وﻟﻘﺪ أﻋﻴﺪ ﺗﻐﻴﻴﺮ اﳌﺴﻤﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻇﻬﺮت أول اﻷﻣــﺮ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋـﻼم اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻣﻦ »ﻣﺜﻴﺮي اﻟﺸﻐﺐ« إﻟﻰ »اﳌــﻘــﺎﺗــﻠــﲔ اﳌـﺴـﻠـﺤـﲔ اﳌـــﺪرﺑـــﲔ ﻋﻠﻰ أﻳــﺪي اﻟـﻘـﻮى اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ« اﻟـﺬﻳـﻦ ﺟﺮى إرﺳـﺎﻟـﻬـﻢ إﻟــﻰ إﻳــﺮان ﻛـﻲ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ أﺧﺮى. ووﺻﻞ اﻟﺠﻨﺮال ﺣﺴﲔ ﺳﻼﻣﻲ، أﻗﺮب اﳌﺴﺎﻋﺪﻳﻦ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﲔ ﻣﻦ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ، إﻟﻰ أﻗﺼﻰ درﺟﺎت اﻟـﺘـﻄـﺮف واﳌـﺒـﺎﻟـﻐـﺔ ﺑـﺰﻋـﻤـﻪ أن إﻳــﺮان ﺗــﻮاﺟــﻪ »ﺣــﺮﺑــﴼ ﻋـﺎﳌـﻴـﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻰ أراﺿﻴﻬﺎ«.
ﺛــــــــــﻢ، وﻋــــــﻠــــــﻰ ﻧـــــﺤـــــﻮ ﻣــــﻔــــﺎﺟــــﺊ، ﺟـــﺮى اﻟـﺘـﺨـﻠـﻲ ﺗــﻤــﺎﻣــﴼ ﻋــﻦ ﻣــﺰاﻋــﻢ أن اﻻﺣـﺘـﺠـﺎﺟـﺎت اﻟـﺮاﻫـﻨـﺔ ﺗـﺘـﺤـﺮك ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻫﺪى وﻣﻦ دون ﻗﻴﺎدة واﺿﺤﺔ.
إذ أﻛـــــﺪ ﻋــﻠــﻲ ﺧــﺎﻣــﻨــﺌــﻲ ﺑـﻨـﻔـﺴـﻪ أن »أﺳـــﺮة ﺑﻬﻠﻮي اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ« ﺗﺘﺴﻴﺪ
اﻟﻮﺳﻴﻠﺔ »اﻟﻮﺣﻴﺪة« اﻟﱵ ﻻ ﻳﻌﺮف اﻟﻨﻈﺎم اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﺳﻮاﻫﺎ ﻫﻲ اﻟﻘﻤﻊ اﻟﻮﺣﺸﻲ اﻟﺬي أودى ﺑﺤﻴﺎة اﳌﺌﺎت ﻣﻦ اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﻋﺘﻘﺎل اﻵﻻف
وﺗــــﻘــــﻮد أﻋــــﻤــــﺎل اﻟـــﺸـــﻐـــﺐ اﻟــﺸــﻌــﺒــﻴــﺔ ﺑــﺎﻟــﺘــﻌــﺎون ﻣـــﻊ ﻣـﻨـﻈـﻤـﺔ »ﻣــﺠــﺎﻫــﺪﻳــﻦ ﺧــﻠــﻖ« اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻴـــﺔ اﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﺔ، أو ﻣﺎ وﺻﻔﻬﻢ ﺑﺎﳌﻨﺎﻓﻘﲔ، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ وﺻﻔﻪ. وﻓــﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﺛــﻨــﺎء ذاﺗــﻬــﺎ، ﺧـﺮﺟـﺖ آﻟﺔ اﻟــﺪﻋــﺎﻳــﺔ اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ اﻟـﺮﺳـﻤـﻴـﺔ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺑـــﺮواﻳـــﺔ ﺟـــﺪﻳـــﺪة ﺗــﻤــﺎﻣــﴼ ﺣـــﲔ ﻗــﺎﻟــﺖ: واﺟــﻬــﺖ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ ﻓﻲ اﻟــﻔــﺘــﺮة اﻟــﺴــﺎﺑــﻘــﺔ ﺗــﺤــﺪﻳــﺎت ﻣﻠﺤﻤﻴﺔ وﺧﻄﻴﺮة، وﻟﻘﺪ ﻧﺠﺤﺖ ﻧﺠﺎﺣﴼ ﺑﺎﻫﺮﴽ ﻓــﻲ ﺳـﺤــﻖ ﺗـﻠــﻚ اﻟــﺘــﺤــﺪﻳــﺎت ﻣــﻦ دون اﻟﺘﻨﺎزل ﻗﻂ ﻋﻦ ﺛﻮاﺑﺘﻬﺎ أو اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻋﻦ ﻣﺒﺎدﺋﻬﺎ، ﻧﺎﻫﻴﻜﻢ ﻋﻦ أي ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻹﻋـــــﺎدة ﺻــﻴــﺎﻏــﺔ أي ﻣــﻦ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺎت اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ أو اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ.
وﻣـــــــﻊ ذﻟـــــــــﻚ، وﻋــــﻠــــﻰ اﻟـــــﺮﻏـــــﻢ ﻣــﻦ أن اﻟــﺘــﺄﺛــﻴــﺮات اﻟــﻮﺳــﻴــﻄــﺔ اﳌـــــﺪى ﻣﻦ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﻻ ﺗﺰال ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟﻠﺘﻨﺒﺆات واﻟﺘﻜﻬﻨﺎت، إﻻ أن ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ اﻟــﻔــﻮرﻳــﺔ واﳌــﺒــﺎﺷــﺮة ﻛــﺎﻧــﺖ واﺿــﺤــﺔ وﺟـﻠـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﺣــﺎﻟــﺔ اﻟــﺘــﺮاﺟــﻊ اﳌـﺘـﻌـﺪدة اﻟﺼﻔﻮف واﻟﺠﻮاﻧﺐ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺰﻣﺮة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ. وأول أوﺟـﻪ ﻫﺬا اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﻛــﺎن واﺿـﺤـﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻵﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻲ.
ﻓــﻌــﻠــﻰ ﻧـــﺤـــﻮ ﻣـــﻔـــﺎﺟـــﺊ، ﺗــﻼﺷــﻰ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ اﻟــﺰاﺋــﻒ ﻋــﻦ »ﻏـــﺰو اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ« و»إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺤﻀﺎرة اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة واﻟﻌﻈﻴﻤﺔ«، وﻃﻮﺗﻪ ﻏﻴﺎﻫﺐ اﻟﻨﺴﻴﺎن.
وأﻋﺮب ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ، ﻓﻲ ﺧﻄﺎب ﻏﻴﺮ ﻋــــﺎدي، ﻋــﻦ آﻳـﺪﻳـﻮﻟـﻮﺟـﻴـﺘـﻪ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة ﺣﲔ ﻗﺎل: »إذا رﻏﺐ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻓﻲ اﳌﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ اﻟﻄﻴﺒﺔ
وﻋﻠﻰ أﻣﻨﻬﻢ، ﻓﻴﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﺣﻜﻮﻣﺘﻬﺎ«.
وﻗـــﺎل اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ ﺣـﺴـﻦ روﺣــﺎﻧــﻲ، إن ﻧـﺴـﺒـﺔ ٠٧ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣـــﻦ اﻟـﺸـﻌـﺐ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ ﻳــﻌــﻴــﺸــﻮن ﻓـــﻲ اﻟـــﻔـــﻘـــﺮ، ﻓـﻲ ﺣﲔ أن ﻧﺴﺒﺔ اﻟـ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ اﻷﺧﺮى ﻳﻌﻴﺸﻮن ﺣﻴﺎة ﻃﻴﺒﺔ وﻣﺰدﻫﺮة. وﻛﺎن ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻗـﺪ أوﺿــﺢ ﻗﺒﻼ أﻧــﻪ ﻳﺘﻄﻠﻊ إﻟـــﻰ ﻣــﻌــﺎوﻧــﺔ ﻧـﺴـﺒـﺔ اﻟــــــ٠٣ ﻓـــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ اﳌــــﺰدﻫــــﺮة ﻣـــﻦ اﻟــﺸــﻌــﺐ اﻹﻳــــﺮاﻧــــﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء ﻧﻈﺎم اﻟﺤﻜﻢ. وﻛﺎن اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ، ﻓﻲ زﻣﺎﻧﻪ، ﻗﺪ زﻋﻢ أن ﺛﻮرﺗﻪ »اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ« ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣــﻦ أﺟــﻞ »ﻓـﻘـﺮاء اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ« اﻟﺬﻳﻦ أﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻣﺴﻤﻰ »اﳌﺤﺮوﻣﲔ أو اﳌﺴﺘﻀﻌﻔﲔ« ﺑﺎﻟﻠﻐﺘﲔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ واﻟﻔﺎرﺳﻴﺔ. واﻵن، ﻧﺠﺪ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ وﻫﻮ ﻳﻘﻮل إن ذﻟﻚ اﳌﺼﻄﻠﺢ ﻗﺪ أﺳﻲء ﻓﻬﻤﻪ.
وﻓــــــﻲ اﻷﺳـــــﺒـــــﻮع اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ، زﻋـــﻢ ﺧـــﺎﻣـــﻨـــﺌـــﻲ ﻓـــــﻲ ﻓــــﺘــــﻮى ﻣـــــﻦ ﻓـــﺘـــﺎوﻳـــﻪ ﻗــــﺎﺋــــﻼ: »ﻟـــﻘـــﺪ أﺳــــــﻲء ﻓــﻬــﻢ ﻣـﺼـﻄـﻠـﺢ اﳌــــﺴــــﺘــــﻀــــﻌــــﻔــــﲔ ﺑـــــﺄﻧـــــﻬـــــﻢ اﻟـــــﻔـــــﻘـــــﺮاء واﻟﻀﻌﻔﺎء ﻣﻦ اﻟﺸﻌﺐ. وﻫﺬا ﻣﺠﺎﻧﺐ ﻟﻠﺼﻮاب واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ. ﻓﺎﳌﺴﺘﻀﻌﻔﻮن ﻫــــﻢ اﻷﺋــــﻤــــﺔ وزﻋـــــﻤـــــﺎء اﻹﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻴـــﺔ«. وﺗﺴﺘﻨﺪ ﺣﺠﺔ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ إﻟــﻰ اﻷﺋﻤﺔ اﻹﺛـﻨـﻲ ﻋﺸﺮ، وﻣــﻦ ﺗﺒﻌﻬﻢ ﻣـﻦ رﺟـﺎل اﳌﺬﻫﺐ اﻟﺸﻴﻌﻲ اﻟﺬﻳﻦ ورﺛـﻮﻫـﻢ، ﻣﻦ اﻟـﺬﻳـﻦ ﺟــﺮى ﺗﺠﺮﻳﺪﻫﻢ ﻣـﻦ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻓــﻲ ﺣـﻜـﻢ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ. وﺑــﺎﻟــﺘــﺎﻟــﻲ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺸﺆون اﻟﺪﻧﻴﻮﻳﺔ، ﻓﺈن ﻧــﻈــﺎم اﻟـﺤـﻜـﻢ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ ﻏـﻴـﺮ ﻣﻌﻨﻲ ﺑــﻤــﺴــﺎﻋــﺪة اﻟـــﻔـــﻘـــﺮاء واﻟــﻀــﻌــﻔــﺎء ﻣﻦ
أﺑـﻨـﺎء اﻟﺸﻌﺐ، وإﻧـﻤـﺎ ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ اﻷﻣـﻦ واﻻزدﻫــــــــﺎر ﻷوﻟـــﺌـــﻚ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳـﺤـﻈـﻮن وﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻬﺬه اﻟﻨﻌﻢ.
وإﻳﻀﺎﺣﴼ ﻟﻜﻼم ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﺑﻌﺒﺎرة أوﺟﺰ، ﻓﻬﻮ ﻳﺪﻋﻮ ﻧﺴﺒﺔ اﻟـ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ اﳌـــﺰدﻫـــﺮة ﻣــﻦ اﻟـﺸـﻌـﺐ اﻹﻳـــﺮاﻧـــﻲ ﻟﺌﻼ ﻳﻌﺘﺒﺮوا رﻓﺎﻫﻴﺔ ﻣﻌﻴﺸﺘﻬﻢ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﳌﺴﻠﻤﺎت اﳌﻔﺮوغ ﻣﻨﻬﺎ وﻳﺘﺠﻬﻮا ﳌـﻌـﺎوﻧـﺔ اﻟـﻨـﻈـﺎم ﻓــﻲ ﺳﺤﻖ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﻔﻘﺮاء اﻟﻐﺎﺿﺒﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ اﻻﻧﻘﻀﺎض ﻋﻠﻰ اﻟﺰﻣﺮة اﻟﺤﺎﻛﻤﺔ.
ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟـــﺜـــﻮرة ﻋــﻠــﻰ ﺷــــﺎه إﻳــــﺮان ﻗــــﺪ اﺷــﺘــﻌــﻠــﺖ، وأدﻳـــــــــﺮت، وﺗــﺤــﺮﻛــﺖ ﺗﺤﺖ ﻗـﻴـﺎدة اﻟﻄﺒﻘﺎت اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ ﻣﻦ أﺑــﻨــﺎء اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ اﻟـﺘـﻲ ﻇﻬﺮت ﻓــﻲ ﻋــﻬــﺪه. وﻛــﺎﻧــﺖ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻌﺎدﻳﺔ، ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل واﻟﻔﻼﺣﲔ، اﻟﺬﻳﻦ
رﺑﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺒﻬﻢ ﻣﺼﻄﻠﺢ »اﳌﺤﺮوﻣﲔ« ﺑﻤﻌﻨﺎه اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ، ﻇﻠﻮا ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻻﺗﻬﻢ ﻟﻠﺸﺎه ﺣﺘﻰ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. واﻋﺘﻘﺪ اﻟﺸﺎه اﻋﺘﻘﺎدﴽ ﺧﺎﻃﺌﴼ أن اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻮﺳﻄﻰ اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ اﻟـﻨـﺸـﺄة واﻟﻨﻤﻮ واﻻزدﻫﺎر ﻓﻲ ﻋﻬﺪه ﻟﻢ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺘﺘﺠﺮأ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﻨـــﺎﺑـــﺰﺗـــﻪ واﻻﻋـــــــﺘـــــــﺮاض ﻋــﻠــﻰ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻤﻪ أﺑــﺪﴽ. ﺑـﻞ ﻛــﺎن أﺧﺸﻰ ﻣﺎ ﻳﺨﺸﺎه ﺛﻮرة اﻟﻌﻤﺎل واﻟﻔﻼﺣﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺨﺔ اﻟﺸﻴﻮﻋﻴﺔ ﻣـﻦ اﻟـﻨـﻮع اﻟـﺬي ﻛﺎن ﻳﺘﺼﻮره ﻟﻴﻨﲔ اﻟﺮوﺳﻲ أو ﻣﺎو ﺗﺴﻲ ﺗﻮﻧﻎ اﻟﺼﻴﻨﻲ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﺣﺪث ﻓﻲ ﺑﻼده ﺑﻜﻞ أﺳﻒ.
وﻇـــﻦ اﻟــﺸــﺎه أﻧـــﻪ ﻣــﻦ ﺧـــﻼل ﻣﻨﺢ اﻷراﺿـــــﻲ ﻟــﻠــﻔــﻼﺣــﲔ، وﻣــﻨــﺢ اﻟـﻌـﻤـﺎل ﺣـــﺼـــﺔ ﻣــــﻦ أرﺑــــــــﺎح اﻟــــﺸــــﺮﻛــــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓﻴﻬﺎ، ﻛﺎن ﻳﺤﻮل دون اﻧﺪﻻع ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﺜﻮرة. وﺗﺠﺎﻫﻞ اﻟﺸﺎه، أو ﻟﻌﻠﻪ ﺗـﻐـﺎﻓـﻞ، ﻋــﻦ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣـﻔـﺎدﻫـﺎ أن اﻟــﻔــﻼﺣــﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﺗــﺤــﻮﻟــﻮا إﻟـــﻰ ﻣــﻼك ﻟﻸراﺿﻲ، وإن ﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق ﺻﻐﻴﺮ، اﺳﺘﺨﺪﻣﻮا ﺻﻜﻮك وﺳﻨﺪات اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺤﻮزﺗﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﻰ ﺳﻮق رأس اﳌـﺎل وﻟﺤﻘﻮا ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ اﳌﻄﺎف ﺑــﺄﺑــﻨــﺎء وأﺟــــﻴــــﺎل اﻟــﻄــﺒــﻘــﺔ اﻟــﻮﺳــﻄــﻰ اﻟــﺤــﻀــﺮﻳــﺔ ﻓـــﻲ إﻳـــــــﺮان. ووﻗـــــﻊ ﺷــﻲء ﻣـﺸـﺎﺑـﻪ ﻟــﺬﻟــﻚ ﻟـــﺪى اﻟـﺸـﺮﻳـﺤـﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل ﻓﻲ اﳌﺪن اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺜﻤﺎر ﺣﺼﺼﻬﻢ ﻣﻦ اﻷرﺑــــــﺎح ﻓــﻲ اﻟـــﻮﺻـــﻮل إﻟـــﻰ وﺿـﻌـﻴـﺔ اﻟـــﻄـــﺒـــﻘـــﺎت اﻟـــﻮﺳـــﻄـــﻰ ﻣــــﻦ اﳌــﺠــﺘــﻤــﻊ اﻹﻳﺮاﻧﻲ.
وﻧــﺤــﻦ ﻧـﻌـﻠـﻢ اﻵن أن اﻟــﺸــﺎه ﻓﻲ ﻋـﻬـﺪه ﻟــﻢ ﻳـﻜـﻦ ﻳـﻌـﺎﻧـﻲ أي ﻣـﺸـﺎﻛـﻞ أو ﻳـﻠـﻤـﺲ أي ﻣـﺨـﺎﻃــﺮ ﻣــﻦ ﺟــﺎﻧــﺐ ﻛﺘﻠﺔ اﻟﻔﻘﺮاء واﳌﻬﻤﺸﲔ ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳﺮاﻧﻲ.
ﺑــﻞ ﻇـﻬـﺮ اﻟـﺨـﻄـﺮ اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ اﻟﺸﺎه ﻣﻦ أﺑﻨﺎء اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟﻮﺳﻄﻰ اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻋﻠﻰ ارﺗﻴﺎﺣﻬﺎ أو رﺿﺎﻫﺎ ﻋﻦ اﻻزدﻫﺎر اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدي واﻟـﺤـﺮﻳـﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل. وﻓﻲ ﻏﺎﻟﺐ اﻷﻣﺮ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑــﻬــﻢ اﻷﻣــــﺮ إﻟـــﻰ اﳌــﻄــﺎﻟــﺒــﺔ ﺑــﻤــﺰﻳــﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ أوﺿﺎﻋﻬﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﳌﺘﻄﻮرة. وﻣﻦ أﻓﻀﻞ رﻣﻮز اﻟﻄﺒﻘﺎت اﻟـــﻮﺳـــﻄـــﻰ اﻟـــﺤـــﻀـــﺮﻳـــﺔ ﻓــــﻲ اﻟــﻌــﺼــﺮ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ، أو اﻟـﻄـﺒـﻘـﺔ اﻟــﺒــﻮرﺟــﻮازﻳــﺔ ﻛــﻤــﺎ ﻳـــــﺮوق ﻟــﻠــﻤــﺎرﻛــﺴــﻴــﲔ وﺻــﻔــﻬــﻢ، ﻫـﻮ ﺷﺨﺼﻴﺔ »أوﻟﻴﻔﺮ ﺗﻮﻳﺴﺖ« ﻣﻦ ﺗـﺄﻟـﻴـﻒ اﻷدﻳــــﺐ اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰي اﻟﺸﻬﻴﺮ ﺗﺸﺎرﻟﺰ دﻳﻜﻨﺰ، اﻟﺬي ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﺰﻳﺪ ﺗﻄﻠﻊ إﻟﻰ اﳌﺰﻳﺪ وﻃﺎﻟﺐ ﺑﺎﳌﺰﻳﺪ!
ﻓﻬﻞ وﻗﻊ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻓﻲ ﺧﻄﺄ ﻣـﻤـﺎﺛــﻞ وإن ﻛـــﺎن ﻷﺳــﺒــﺎب أو دواﻓـــﻊ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ؟
ورﺑﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻧﺴﺒﺔ اﻟـ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ اﳌــﺰدﻫــﺮة ﻣـﻦ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ، اﻟﺘﻲ ﻳــــﻌــــﻮل ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ ﺧــﺎﻣــﻨــﺌــﻲ، ﻣـﺨـﻠـﺼـﺔ وﻣﻮاﻟﻴﺔ ﻃﺎﳌﺎ أﻧﻪ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــــﺴـــــﻮاد اﻷﻋــــﻈــــﻢ اﻟـــﺒـــﺎﻗـــﻲ ﻣـﻦ اﻟــﺸــﻌــﺐ ﻗــﻴــﺪ اﻟـــﻀـــﻐـــﻮط اﳌــﺴــﺘــﻤــﺮة. وﻣــــﻊ ذﻟـــــﻚ، إذا ﺗــﻤــﻜــﻦ ﺧــﺎﻣــﻨــﺌــﻲ ﻣﻦ ﺳﺤﻖ ﻧﺴﺒﺔ اﻟـــ٠٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ اﻟﺒﺎﻗﻴﺔ، وﺑــــﺎﻟــــﺘــــﺎﻟــــﻲ اﻟــــﻘــــﻀــــﺎء ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﺼـــﺪر اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻨﻈﺎﻣﻪ، ﻓﺴﻮف ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻷﺧﺮى اﳌﺘﺒﻘﻴﺔ واﳌﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق واﻟﺤﺮﻳﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺴﺘﻄﺎع أي ﻧﻈﺎم ﺣﻜﻢ دﻳﻨﻲ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﻷي ﺷﻌﺐ. وإن أﺧــﻔــﻖ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ ﻓــﻲ ﺗﻠﺒﻴﺔ ﺗﻠﻚ اﳌﻄﺎﻟﺐ، ﻓﺴﻮف ﺗﺘﺠﻪ ﻧﺴﺒﺔ اﻟـ٠٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺔ أﺧﺮى ﺗـﺴـﺘـﻄـﻴـﻊ ﺗـﻠـﺒـﻴـﺔ ﻣـــﺎ ﻳــﻌــﺠــﺰ اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ اﻟـﺤـﺎﻟـﻲ ﻋــﻦ ﺗـﻘـﺪﻳـﻤـﻪ. وﻓـﻲ ﻛﻠﺘﺎ اﻟﺤﺎﻟﺘﲔ، ﻓـﺈن اﳌﺮﺷﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻳﺮاﻫﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻣﺮة ﺧﺎﺳﺮة!