ﻓﻴﺮﻧﺮ ﻛﻮﻏﻠﺮ ﻗﺎد »اﻟﺨﻀﺮ« اﻟﻨﻤﺴﺎوﻳﲔ ﻟﻴﺼﺒﺤﻮا اﻟﺸﺮﻳﻚ اﻷﺻﻐﺮ ﻓﻲ اﺋﺘﻼف اﻟﺴﻠﻄﺔ
اﻟﺒﻴﺌﻴﻮن اﻟﻴﺴﺎرﻳﻮن أﺿﻌﻒ ﻣﻦ أن ﻳﻐﲑوا أوﻟﻮﻳﺎت اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ
ﻗﺒﻞ ﺑﻀﻌﺔ أﻳﺎم، ﺧﺮج اﳌﺴﺘﺸﺎر اﻟﻨﻤﺴﺎوي ﺳﺒﺎﺳﺘﻴﺎن ﻛﻮرﺗﺰ وإﻟﻰ ﺟﺎﻧﺒﻪ ﻧﺎﺋﺒﻪ اﻟﺠﺪﻳﺪ، ﻓﻴﺮﻧﺮ ﻛﻮﻏﻠﺮ زﻋﻴﻢ ﺣﺰب »اﻟﺨﻀﺮ«، ﻳﺘﺼﺎﻓﺤﺎن أﻣﺎم ﻋﺪﺳﺎت اﻟﻜﺎﻣﻴﺮات ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻟﺒﺪء ﻋﻤﻞ ﺣﻜﻮﻣﺘﻬﻤﺎ اﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ رﺳﻤﻴﴼ. وﻓﻲ ﺣﲔ ﺣﺮص ﻛﻮرﺗﺰ، اﻟﺬي ﻫﻮ رﺋﻴﺲ اﻟﻮزراء اﻷﺻﻐﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻌﻤﺮ ٣٣ ﺳﻨﺔ، ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻬﻮر ﻣﺮﺗﺪﻳﴼ ﺑﺰة أﻧﻴﻘﺔ وﻣﺰﻫﻮﴽ ﺑﺸﻌﺮه اﳌﺴﱠﺮح ﺑﻌﻨﺎﻳﺔ ﺷﺪﻳﺪة، ﻇﻬﺮ ﻛﻮﻏﻠﺮ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٨٥ ﺳﻨﺔ، ﻣﻦ دون رﺑﻄﺔ ﻋﻨﻖ وﺑﺸﻌﺮ أﺷﻌﺚ. اﻟﻔﺎرق ﺑﲔ اﻟﺮﺟﻠﲔ ﻛﺎن واﺿﺤﴼ ﺟﺪﴽ، ﻋﻜﺲ اﻟﻔﻮارق اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. ﻓﻬﺬه اﻟﺸﺮاﻛﺔ اﻟﺘﻲ أوﺻﻠﺖ ﺣﺰب »اﻟﺨﻀﺮ« - اﳌﺤﺴﻮب ﻋﻠﻰ ﻳﺴﺎر اﻟﺴﺎﺣﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ - إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ، أﺛﺎرت ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ ﻋﻼﻣﺎت اﻻﺳﺘﻔﻬﺎم، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ أن ﻛﻮﻏﻠﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎن ﻳﺮﻓﺾ اﻟﺪﺧﻮل ﻓﻲ ﺷﺮاﻛﺔ ﻣﻊ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ اﻟﻴﻤﻴﻨﻲ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﻛﻮرﺗﺰ. ﺑﻞ إﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺳﺌﻞ ﺧﻼل اﻟﺤﻤﻠﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﺣﻈﻮظ ﺗﺸﻜﻴﻠﻪ اﺋﺘﻼﻓﴼ ﺣﻜﻮﻣﻴﴼ ﺑﺰﻋﺎﻣﺔ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ، أﺟﺎب »ﺻﻔﺮ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ«... وﺗﺤﺪث ﺣﻴﻨﺬاك ﻋﻦ اﻟﻔﻮارق اﳌﺒﺪﺋﻴﺔ اﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ ﺑﲔ ﺳﻴﺎﺳﺘﻲ اﻟﺤﺰﺑﲔ. وﻟﻜﻦ، ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺣﺘﻰ اﻧﻘﻠﺒﺖ اﻷﻣﻮر، ودﺧﻞ »اﻟﺨﻀﺮ« ﺷﺮﻛﺎء ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﲔ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ... ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺸﺮﻳﻚ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻜﻮرﺗﺰ ﺗﻴﺎر أﻗﺼﻰ اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻄﺮف!
ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻟﻴﻠﺔ اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ﻣﻦ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ٩١٠٢ إﻟﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﻧﺼﺮ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺰب »اﻟﺨﻀﺮ« اﻟﺒﻴﺌﻲ اﻟﻨﻤﺴﺎوي. إذ ﻧــﺠــﺢ ﻫـــــﺬا اﻟــــﺤــــﺰب ﺗــﺤــﺖ ﻗــﻴــﺎدة ﻓﻴﺮﻧﺮ ﻛﻮﻏﻠﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺒﺮﳌﺎن، ﺣﺎﺻﻼ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٣١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ أﺻــﻮات اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ. وﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺳﺒﻘﺖ ﻫﺬا اﻟﻨﺼﺮ ﻫﺰﻳﻤﺔ ﺑﺎﻟﺤﺠﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺒﻞ ﺳـﻨـﺘـﲔ، ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ أﺧــﻔــﻖ ﺑــﺎﻟــﻔــﻮز ﺣﺘﻰ ﺑﻤﻘﻌﺪ واﺣﺪ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ.
ﻫـــﺬه اﳌــــﺮة ﻟـــﻢ ﻳــﻜــﺘــﻒ »اﻟــﺨــﻀــﺮ« ﺑﺎﻟﻌﻮدة إﻟﻰ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﻳﻦ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﳌﺒﻜﺮة، ﺑﻞ ﻧﺠﺤﻮا أﻳﻀﴼ ﻓﻲ دﺧﻮل اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. وﻣﻊ أن ﻛﻮﻏﻠﺮ ﻫﻮ اﻟـﺬي ﻗـﺎد اﻟﺤﺰب إﻟـﻰ ﻫـﺬا اﻟﻔﻮز، ﻓﺈن ﻗﻼﺋﻞ ﻣﻦ اﳌﺘﺎﺑﻌﲔ واﳌﻬﺘﻤﲔ ﻳﻌﻴﺪون إﻟﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﴼ اﻟﻔﻀﻞ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬا اﻟﻨﺼﺮ. ذﻟﻚ أن ﻫﺬا اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻲ ﻳﺒﺪو أﻗﺮب إﻟﻰ ﻣﺤﺎﺿﺮ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد - وﻫﻲ ﻣﻬﻨﺘﻪ ﻓﻲ اﻷﺳـﺎس - ﻣﻨﻪ إﻟﻰ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻣـﺤـﻨـﻚ... ﺛــﻢ إن اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﺑﻴﺌﻴﺔ اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.
رﻏﻢ ذﻟﻚ ﻛﻠﻪ، ﺑﺎت ﻓﻴﺮﻧﺮ ﻛﻮﻏﻠﺮ اﻟــــﻴــــﻮم »ﺛــــﺎﻧــــﻲ أﻗـــــــﻮى ﺳـــﻴـــﺎﺳـــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻨﻤﺴﺎ«.
ﺣﻆ... وﻓﻀﻴﺤﺔ
ﻻ ﺷــــــــﻚ ﻓــــــــﻲ أن اﻟـــــــﺤـــــــﻆ ﻟـــﻌـــﺐ ﻟـــﺼـــﺎﻟـــﺢ ﻛـــﻮﻏـــﻠـــﺮ وﺣـــــﺰﺑـــــﻪ، وﺳـــﺎﻋـــﺪ ﺑـــﻮﺻـــﻮل »اﻟــﺨــﻀــﺮ« إﻟـــﻰ اﻟــﺤــﻜــﻢ. إذ إن اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت اﳌــﺒــﻜــﺮة اﻟــﺘــﻲ دﻋـــﻲ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﺴﺎ، ﺟﺎءت ﺑﻌﺪ ﺳﻘﻮط ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻛﻮرﺗﺰ اﻷوﻟﻰ، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﲔ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ... ﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﻓﻀﻴﺤﺔ أﳌـــﺖ ﺑـﺸـﺮﻳـﻚ ﺣــﺰب اﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ اﻻﺋﺘﻼف اﻟﺤﺎﻛﻢ آﻧــﺬاك، أي ﺣﺰب اﻟﺤﺮﻳﺔ اﻟﻴﻤﻴﻨﻲ اﳌﺘﻄﺮف.
ﻳــﻮﻣــﺬاك، ﻇـﻬـﺮ ﻛـﺮﻳـﺴـﺘـﺎن ﻫﺎﻳﺘﺰ ﺷــــﺘــــﺮاﺧــــﻪ - زﻋـــــﻴـــــﻢ ﺣـــــــﺰب اﻟـــﺤـــﺮﻳـــﺔ اﳌــﺘــﻄــﺮف اﻟـــــﺬي ﻛــــﺎن ﻳــﺸــﻐــﻞ ﻣﻨﺼﺐ ﻧﺎﺋﺐ اﳌﺴﺘﺸﺎر ﺣﻴﻨﺬاك - ﻓﻲ ﺷﺮﻳﻂ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﺳﺮي ﺟﺮى ﺗﺴﺮﻳﺒﻪ، ﻳﺒﺪو ﻓﻴﻪ ﺷﺘﺮاﺧﻪ وﻫﻮ ﻳﻌﻘﺪ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻊ ﺳﻴﺪة روﺳــﻴــﺔ ﻛـــﺎن ﻳـﻌـﺘـﻘـﺪ أﻧــﻬــﺎ ﻗــﺮﻳــﺒــﺔ ﻣﻦ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ.
ﻓـــﻲ اﻟـــﺸـــﺮﻳـــﻂ، اﻟـــــﺬي ﺻــــــﻮر ﻗﺒﻞ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻋـﺎم ٧١٠٢ اﻟﺘﻲ أوﺻﻠﺖ ﺣـــﺰﺑـــﻪ إﻟـــــﻰ اﻟـــﺴـــﻠـــﻄـــﺔ، ﻇـــﻬـــﺮ اﻟــﺰﻋــﻴــﻢ اﳌﺘﻄﺮف وﻫـﻮ ﻳﻌﺪ اﻟﺴﻴﺪة اﻟﺮوﺳﻴﺔ ﺑﻌﻘﻮد ﻣﺎﻟﻴﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ أن ﺗﺴﺎﻋﺪه ﻓـﻲ اﻟـﻔـﻮز ﺑﺎﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت. ﻃـــﺒـــﻌـــﴼ، ﻛـــﺸـــﻒ ﻫــــــﺬا اﻟـــﺸـــﺮﻳـــﻂ ﺧـﺒـﺚ ﺣـــــــﺰب اﻟــــﺤــــﺮﻳــــﺔ وزﻋـــــﻴـــــﻤـــــﻪ، وﺷــــﻜــــﻞ ﺻﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﺴﺎ دﻓﻌﺖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟــﻰ اﻻﺳـﺘـﻘـﺎﻟـﺔ واﻟــﺪﻋــﻮة ﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﻣــﺒــﻜــﺮة. ﻛــﺬﻟــﻚ، ﺗــﺮاﺟــﻊ ﺣــﺰب اﻟﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺗﻠﻚ ﻟﻴﺤﻞ ﻣﺤﻠﻪ ﺣﺰب »اﻟــﺨــﻀــﺮ« اﻟــﻴــﺴــﺎري، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺣـﺎﻓـﻆ ﺣــــﺰب اﻟــﺸــﻌــﺐ ﺑــﻘــﻴــﺎدة ﻛـــﻮرﺗـــﺰ ﻋـﻠـﻰ ﺗﻘﺪﻣﻪ، واﺣﺘﻞ ﻣﺠﺪدﴽ اﳌﺮﺗﺒﺔ اﻷوﻟﻰ.
ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﻘــﻴــﻘــﺔ، ﻟـــﻢ ﺗــﻜــﻦ ﻓﻀﻴﺤﺔ اﻟــﻴــﻤــﲔ اﳌــﺘــﻄــﺮف وﺣـــﺪﻫـــﺎ ﻣـــﺎ أﺳـﻬـﻢ ﻓﻲ رﻓـﻊ ﺣﻈﻮظ ﺣـﺰب »اﻟﺨﻀﺮ«. ﺑﻞ ﺗـــﺤـــﺪث ﻛــﺜــﻴــﺮون ﻋـــﻦ »ﻣـــﻮﺟـــﺔ ﻏـﺮﻳـﺘـﺎ ﺛﻮﻧﺒﻴﺮغ«، اﻟﻔﺘﺎة اﻟﺴﻮﻳﺪﻳﺔ اﻟﺼﻐﻴﺮة اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﳌﻨﺎﺧﻲ، اﻟﺘﻲ أﺳﻬﻤﺖ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ رﺻﻴﺪ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣــﺰاب اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻲ أﻧﺤﺎء أوروﺑﺎ. وأﻛﺪ ﻣﻌﻠﻘﻮن، وﻛﺮروا، أن ﺣﺰب »اﻟﺨﻀﺮ« اﻟﻨﻤﺴﺎوي اﺳﺘﻔﺎد ﻣﻤﺎ وﺻﻔﻮه ﺑـ »ﻗﻠﻖ اﻟﺸﺒﺎب« اﳌﺘﺰاﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﺮ اﳌﻨﺎﺧﻲ واﻋﺘﺒﺎرﻫﻢ اﻟﺒﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﻃﻠﻴﻌﺔ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻬﻢ.
اﳊﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻴﺌﺔ... واﳊﺪود
وﻓــــﻌــــﻼ، ﻧـــﺠـــﺢ ﻛـــﻮﻏـــﻠـــﺮ ﻓــــﻲ ﺿـﻢ »أﺟــــﻨــــﺪﺗــــﻪ« اﻟــﺒــﻴــﺌــﻴــﺔ إﻟــــــﻰ ﺑـــﺮﻧــﺎﻣـــﺞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة ﻓـﻲ اﻟﻨﻤﺴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺒﻨﺖ ﻋـﺪدﴽ ﻻ ﺑﺄس ﺑﻪ ﻣﻦ ﻣﻘﺘﺮﺣﺎﺗﻪ وﻣﻄﺎﻟﺒﻪ. وﻣﻤﺎ ﺗﻌﻬﺪت ﺑﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ
ﻣــــﻦ ﺧــــﻄــــﻮات ﺑــﻴــﺌــﻴــﺔ أن ﺗـﺼـﺒـﺢ اﻟﻨﻤﺴﺎ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻧﺒﻌﺎﺛﺎت ﺛﺎﻧﻲ أﻛﺴﻴﺪ اﻟﻜﺎرﺑﻮن ﺑﺤﻠﻮل ﻋﺎم ٠٤٠٢. وﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ذﻟﻚ، ﺟﺮى اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ رﻓﻊ أﺳﻌﺎر ﺗﺬاﻛﺮ اﻟﻄﺎﺋﺮات ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺧﻔﺾ أﺳﻌﺎر اﻟﻘﻄﺎرات وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻜﻠﻒ اﻟﺨﺰﻳﻨﺔ ﺛﻤﻨﴼ ﺑﺎﻫﻈﴼ.
ﻏﻴﺮ أن ﻫﺬه »اﻟﺘﻨﺎزﻻت« اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ »اﻟﺨﻀﺮ« ﻣﻦ ﻛﻮرﺗﺰ ﻟﻢ ﺗﺄت ﻣﺠﺎﻧﴼ. وﻟﻘﺪ اﻋﺘﺮف زﻋﻴﻢ »اﻟـــﺨـــﻀـــﺮ« ﺑــﺬﻟــﻚ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻗــــﺎل إن اﻻﻧﻀﻤﺎم ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﻮرﺗﺰ - اﻟﺬي ﻛــﺎن ﻣـﺴـﺆوﻻ ﻋـﻦ ﺗﻮﺻﻴﻞ اﻟﻴﻤﲔ اﳌﺘﻄﺮف إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ - ﺳﻴﻌﻨﻲ ﺑﺄﻧﻪ »ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻴﻨﺎ إﺣـﺪاث ﺗﻐﻴﻴﺮات رادﻳﻜﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻨﺎ«.
أﻣﺎ ﺳﻴﺒﺎﺳﺘﻴﺎن ﻛﻮرﺗﺰ ﻧﻔﺴﻪ، وﻫــﻮ اﳌــﻌــﺮوف ﺑـﻤـﻮاﻗـﻔـﻪ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻣـﻦ اﻟﻬﺠﺮة واﻟـﻠـﺠـﻮء، ﻓﻠﻢ ﻳﺘﺮدد ﻓـــــﻲ اﻟـــــﻘـــــﻮل إن ﻫــــــﺪف اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة »اﻟــﺤــﻔــﺎظ ﻋــﻠــﻰ اﻟـﺒـﻴـﺌـﺔ واﻟﺤﺪود ﻣﻌﴼ«. ذﻟﻚ أﻧﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻻﻟــﺘــﺰاﻣــﺎت اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻣﻨﺤﻬﺎ ﻛـﻮرﺗـﺰ ﻟـ»اﻟﺨﻀﺮ«، واﻓــﻖ اﻟﺤﺰب اﻟﺒﻴﺌﻲ اﻟﺬي ﻳﻔﺨﺮ أﻋﻀﺎؤه ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﺤﺎرﺑﻮن اﻟﻔﺎﺷﻴﺔ واﻟﺘﻄﺮف، ﻋﻠﻰ ﺗـﻔـﻮﻳـﺾ ﺣـــﺰب اﻟـﺸـﻌـﺐ ﺑﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﻬﺠﺮة واﻟـﻠـﺠـﻮء. وﻫــﺬا ﻣـﻊ أﻧﻬﻢ ﻳﻌﻠﻤﻮن أن ﺣــﺰب اﻟﺸﻌﺐ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻳﻤﻴﻨﻴﺔ ﻣﺘﻄﺮﻓﺔ ﺗﺸﺒﻪ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺣﺰب اﻟﺤﺮﻳﺔ... ﺣـــﻠـــﻴـــﻒ اﳌـــــﺎﺿـــــﻲ ﻓـــــﻲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣـــﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻗﺒﻞ ﺳﻘﻮﻃﻬﺎ.
وﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻀﻴﻴﻘﻴﺔ ﺿﺪ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ، ﻣﺜﻼ، أﻗﺮ اﻻﺗﻔﺎق ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﻋﻠﻰ رﻓﻊ ﺳﻦ اﻟﺴﻤﺎح ﻟﻠﻔﺘﻴﺎت ﺑﺎرﺗﺪاء اﻟﺤﺠﺎب ﻣــﻦ ٠١ ﺳــﻨــﻮات ﻛــﻤــﺎ ﻫــﻮ اﻟــﻮﺿــﻊ ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ، إﻟــﻰ ٤١ ﺳـﻨـﺔ، إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟﻰ ﺧﻄﻮة أﻛﺜﺮ إﺛﺎرة ﻟﻠﺠﺪل ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ اﺣﺘﺠﺎز اﺣﺘﻴﺎﻃﻲ ﻟﻼﺟﺌﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻨﻔﻮن ﺑﺄﻧﻬﻢ »ﻋﻨﻴﻔﻮن«.
أﻳﻀﴼ، ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﳌﺘﻄﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮﻳﺪ ﻛﻮرﺗﺰ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ، وﻧﺠﺢ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ إﻗﻨﺎع »اﻟﺨﻀﺮ« ﺑﺎﳌﻮاﻓﻘﺔ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ، ﺗــﺸــﺪﻳــﺪ اﻟــﻘــﻴــﻮد ﻋــﻠــﻰ ﻣﺎ ﻳــﺴــﻤــﻴــﻪ »اﻹﺳـــــــــﻼم اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ«، ورﻓــــــــــﺾ »اﻟــــــﻜــــــﻮﺗــــــﺎ« )ﺗــﻘــﺴــﻴــﻤــﺔ اﻟــﺤــﺼــﺺ( اﻷوروﺑــــﻴــــﺔ اﻟـﻘـﺎﺿـﻴـﺔ ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﻼﺟﺌﲔ ﺑﲔ ﺟﻤﻴﻊ دول اﻻﺗـــﺤـــﺎد ﻟـﺘـﺨـﻔـﻴـﻒ اﻟـﻀـﻐـﻂ ﻋــﻦ دول اﻻﺳــﺘــﻘــﺒــﺎل ﻣــﻊ اﻟـﻴـﻮﻧـﺎن وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ.
أﻛـــﺜـــﺮ ﻣــــﻦ ذﻟـــــــﻚ، ﻧـــﺠـــﺢ ﺣـــﺰب اﻟـــﺸـــﻌـــﺐ ﻓــــﻲ اﻻﺣـــﺘـــﻔـــﺎظ ﺑـﺠـﻤـﻴـﻊ اﻟــــــــﻮزارات »اﻟــﺴــﻴــﺎدﻳــﺔ« ﻛـــــﻮزارات اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ واﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ واﻟـــﺪﻓـــﺎع واﻻﻗــــــــﺘــــــــﺼــــــــﺎد، ﻓـــــــﻲ ﺣـــــــﲔ ﻣـــﻨـــﺢ »اﻟــﺨــﻀــﺮ« وزارات ﺛــﺎﻧــﻮﻳــﺔ ﻣﺜﻞ اﻟـــﺮﻳـــﺎﺿـــﺔ واﻟـــﺜـــﻘـــﺎﻓـــﺔ، وﺑــﺎﻟــﻄــﺒــﻊ اﻟﺒﻴﺌﺔ. ﻛﺬﻟﻚ، أﺑﻘﻰ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ ﻋــﻠــﻰ ﺳــﻴــﺎﺳــﺘــﻪ اﻟــﻀــﺮﻳــﺒــﻴــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗـــﻌـــﻄـــﻲ ﺗـــﺨـــﻔـــﻴـــﻀـــﺎت ﻟــﻠــﺸــﺮﻛــﺎت واﻷﺛﺮﻳﺎء. وأﺧﻴﺮﴽ، ﺗﻀﻤﻦ اﻟﺒﻴﺎن اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﻲ ﻧــﻘــﻄــﺔ ﻣــﺜــﻴــﺮة ﻟـﻠـﺠـﺪل ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻠﺠﻮء إﻟـﻰ »ﺗﺤﺎﻟﻒ ﻣــــــﻊ ﺣـــــــﺰب اﻟـــــﺤـــــﺮﻳـــــﺔ« اﻟــﻴــﻤــﻴــﻨــﻲ اﳌﺘﻄﺮف، اﻟﺬي ﻛﺎن ﺷﺮﻳﻜﻪ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎت ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـﺎﻟـﻬـﺠـﺮة واﻟــﻼﺟــﺌــﲔ ﻓــﻲ ﺣــﺎل ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﺣﺰب اﻟﺸﻌﺐ ﻣﻦ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﺄﻳﻴﺪ ﺣﺰب »اﻟﺨﻀﺮ« ﻓﻴﻬﺎ.
»اﳋﻀﺮ«... اخملﺪوﻋﻮن!
ﻛـــﻞ ﻫــــﺬا دﻓــــﻊ ﺑــﺎﻟــﺒــﻌــﺾ إﻟــﻰ اﻟــــــﻜــــــﻼم ﻋــﻦ »ﺧـــــــﺪﻳـــــــﻌـــــــﺔ ﺗـــﻌـــﺮض ﻟﻬﺎ ﺣﺰب اﻟﺨﻀﺮ«. وﺑـــــــــﺎﻟـــــــــﻔـــــــــﻌـــــــــﻞ، ﻛــــــــﺘــــــــﺒــــــــﺖ ﺻـــــﺤـــــﻴـــــﻔـــــﺔ
»ﻫــــﺎﻧــــﺪﻟــــﺴــــﺒــــﻼت« اﻷﳌـــــﺎﻧـــــﻴـــــﺔ أن ﻛﻮرﺗﺰ »ﻧﺠﺢ ﻓﻲ ﻓـﺮض ﺳﻴﺎﺳﺘﻪ اﳌـﺘـﻄـﺮﻓـﺔ ﺣـﻴـﺎل اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ… وﻓﻲ ﺑﻴﺎن اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ ﻻ ﻧﺠﺪ ﺷﻴﺌﴼ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺮﺣﻴﺐ ﺑــــﺎﻟــــﻼﺟــــﺌــــﲔ، ﻛـــﻤـــﺎ ﻃــــﺎﻟــــﺐ ﺣـــﺰب اﻟﺨﻀﺮ ﻓﻲ اﳌﻔﺎوﺿﺎت« ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ.
أﻛــــــﺜــــــﺮ ﻣـــــــﻦ ﻫــــــــــــﺬا، اﻋــــﺘــــﺒــــﺮت اﻟـﺼـﺤـﻴـﻔـﺔ أن اﻟــﺒــﻴــﺎن اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﻲ اﳌﻤﺘﺪ ﻋﻠﻰ ٦٢٣ ﺻﻔﺤﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﻀﻤﻦ إﻻ »وﻋــﻮدﴽ« ﺑﻴﺌﻴﺔ، أﻣﺎ اﻟﺨﻄﻮات اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺒﺎﺷﺮ ﺑﺘﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻓــــــــــﻮرﴽ ﻓـــــــ»ﻣــــــﺎ ﻫــــــﻲ إﻻ ﺧــــﻄــــﻮات رﻣــــﺰﻳــــﺔ«؛ وﻣــﻨــﻬــﺎ ﺧــﻔــﺾ أﺳــﻌــﺎر ﺗــﺬاﻛــﺮ اﻟـــﻘـــﻄـــﺎرات، ﻓــﻲ ﺣــﲔ ﺗــﻘــﺮر ﺗـﺄﺟـﻴـﻞ ﻓــﺮض اﻟـﻀـﺮاﺋـﺐ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑــﺎﻧــﺒــﻌــﺎﺛــﺎت ﻏــــﺎز ﺛــﺎﻧــﻲ أوﻛــﺴــﻴــﺪ اﻟﻜﺎرﺑﻮن ﺣﺘﻰ ﻋﺎم ٢٢٠٢.
اﻟــﺼــﺤــﻴــﻔــﺔ اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ رأت ﻓــــــــــﻲ ﻛــــــــــﻞ ﻫـــــــﺬا »درﺳــــــــــــــــــــــﴼ« ﻟـــــﺤـــــﺰب »اﻟــﺨــﻀــﺮ« اﻷﳌــﺎﻧــﻲ اﻟـــﺬي ﻳـﺤـﻘـﻖ داﺧــﻞ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺗﻘﺪﻣﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻓــــﻲ اﺳـــﺘـــﻄـــﻼﻋـــﺎت، ﺧـــــــﺼـــــــﻮﺻـــــــﴼ ﻋـــﻠـــﻰ ﺣــــــــﺴــــــــﺎب اﻟـــــــﺤـــــــﺰب اﻟــــــــــﺪﻳــــــــــﻤــــــــــﻘــــــــــﺮاﻃــــــــــﻲ اﻻﺟـــــــــــــــﺘـــــــــــــــﻤـــــــــــــــﺎﻋـــــــــــــــﻲ )اﻻﺷـــــــــــــﺘـــــــــــــﺮاﻛـــــــــــــﻲ(. وﻛـــﺘـــﺒـــﺖ، ﻣــــﺤــــﺬرة، أن اﻟــــــﺤــــــﻜــــــﻮﻣــــــﺔ اﻟــــــــﻨــــــــﻤــــــــﺴــــــــﺎوﻳــــــــﺔ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﺗﻈﻬﺮ أن »ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺘﻨﺎزﻻت ﺑﻐﻴﺔ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺔ ﻻ ﻳــﺠــﻮز أن ﻳـــﻜـــﻮن ﻣــــﻦ دون ﺣﺪود«.
ﲢﺎﻟﻒ »ﺧﻄﺮ«
ﻣــــــــﻌــــــــﻠــــــــﻘــــــــﻮن آﺧــــــــﺮون ذﻫـــﺒـــﻮا أﺑــﻌــﺪ ﻣــﻦ ذﻟــﻚ، إذ اﻋـــــﺘـــــﺒـــــﺮوا أن ﺗــــﺤــــﺎﻟــــﻒ »اﻟـﺨـﻀـﺮ« ﻣﻊ ﺣــﺰب اﻟﺸﻌﺐ - اﻟــــــــــــﺬي ﻣـــﻦ اﳌــــــــﻔــــــــﺘــــــــﺮض ﻧــــﻈــــﺮﻳــــﴼ أﻧــــﻪ وﺳــــﻄــــﻲ ﻓــﻲ ﺣــــــــــــــــــــﲔ أن ﺳــــﻴــــﺎﺳــــﺎﺗــــﻪ ﺣﻘﴼ ﻳﻤﻴﻨﻴﺔ ﻣـــــــﺘـــــــﻄـــــــﺮﻓـــــــﺔ - ﺗــــــﺤــــــﺎﻟــــــﻒ »ﺧــــــﻄــــــﺮ« ﻷﻧــــﻪ »ﻳـــﻔـــﺘـــﺢ اﳌـــﺠـــﺎل أﻣـــــــــــــﺎم اﻷﺣــــــــــــــﺰاب اﻟـﻴـﻤـﻴـﻨـﻴـﺔ اﳌـﺘـﻄـﺮﻓـﺔ ﻹﻋــــــــﺎدة ﻃـــــﺮح ﻧـﻔـﺴـﻬـﺎ ﻛــﻘــﻮى ﻓــﺎﺷــﻴــﺔ ﺑـﻴـﺌـﻴـﺔ«، ﻛـــــﻤـــــﺎ ﻳــــــﻘــــــﻮل ﺑـــﻨـــﺠـــﺎﻣـــﲔ أوﺑـﺮاﺗـﻜـﻮ أﺳـﺘـﺎذ اﻟﻌﻠﻮم اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﺎﺳـــــﻴـــــﺔ ﻓـــﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓﻴﻴﻨﺎ.
وﻣﻊ أن ﻛﻮﻏﻠﺮ ﺷـــــــــــــﺪد ﻋـــــﻠـــــﻰ أن ﺣــــﺰﺑــــﻪ ﺳـﻴـﺒـﻘـﻰ ﻣﻠﺘﺰﻣﴼ ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ ﻣـﺒـﺎدئ ﺣﻘﻮق اﻹﻧـــــــــــــــــﺴـــــــــــــــــﺎن اﻟـــــــــﺪوﻟـــــــــﻴـــــــــﺔ، ﻓـــــﺈن ﻛــﺜــﻴــﺮﻳــﻦ
ﻳﻌﺘﻘﺪون أن »ﺷﺮاﻛﺘﻪ« ﻣﻊ ﻛﻮرﺗﺰ ﺗﻌﻨﻲ أن ﻫﺬا ﻣﺠﺮد ﻛﻼم ﻻ ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻪ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ أن اﳌﺴﺘﺸﺎر اﻟﻨﻤﺴﺎوي اﻟـﺸـﺎب أﻛــﺪ ﻣـــﺮارﴽ أﻧــﻪ ﻟـﻦ ﻳـﻘـﺪم أي ﺗــﻨــﺎزﻻت ﻓـﻴـﻤـﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺴﻴﺎﺳﺘﻪ اﳌﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة. وﻣـﻦ ﺛـﻢ، ﻳﺮى أوﺑﺮاﺗﻜﻮ أن ﻫﺬا اﳌﺜﺎل ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺎت »ﻟــﻴــﺲ ﻣــﺜــﺎﻻ ﺗـﺤـﺘـﺎﺟـﻪ أوروﺑـــــﺎ«، ووﺻــﻒ ﻛـﻮرﺗـﺰ ﺑـﺄﻧـﻪ ﻣـﻦ اﻟﺴﺎﺳﺔ »اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﻌﻮن إﻟﻰ ﺑﻨﺎء اﻟﺠﺪران وﻟﻴﺲ إﻟﻰ ﻫﺪﻣﻬﺎ«.
ﺑﻄﺎﻗﺔ ﻫﻮﻳﺔ
اﻟـﺮﺣـﻠـﺔ اﻟــﺘــﻲ أوﺻــﻠــﺖ ﻓﻴﺮﻧﺮ ﻛﻮﻏﻠﺮ إﻟــﻰ ﺛﺎﻧﻲ أﻫــﻢ ﻣﻨﺼﺐ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﺴﺎ، ﺑـــﺪأت ﻗﺒﻞ ﻓـﺘـﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺤـــﺪﻳـــﺪ ﻗــﺒــﻞ ﻧـــﺤـــﻮ
٠٣ ﺳﻨﺔ، إﻻ أن اﻫﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻳـــﻮﻣـــﴼ ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ ﺑـــﻘـــﺪر ﻣــــﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺑﻴﺌﻴﺔ.
اﻟـﺮﺟـﻞ اﳌــﻮﻟــﻮد ﻋــﺎم ٢٦٩١ ﻓﻲ ﻫﺎرﺗﺒﻴﺮغ، ﺑﺸﻤﺎل ﻏﺮﺑﻲ اﻟﻨﻤﺴﺎ، ﺗﺨﺮج ﻋﺎم ٤٩٩١ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻛـــﺎرل ﻓــﺮاﻧــﺰن ﻓــﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻏﺮاﺗﺲ. ودرس ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ اﻟﻘﺎﻧﻮن، ﻟﻴﺒﺪأ ﻋﺎم ٨٩٩١ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺎرﻳﻊ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺒﻴﺌﻲ.
وﺑــــــﻤــــــﺎ أن اﻟــــــــﺘــــــــﺰام ﻛـــﻮﻏـــﻠـــﺮ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ ﺑــﺪأ ﺑــﺎﻛــﺮﴽ، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻛــﺎن ﻣﻦ أول اﳌـــﺆﺳـــﺴـــﲔ ﻟــﺘــﺠــﻤــﻊ ﺗـــﺤـــﻮل ﻻﺣـــﻘـــﴼ إﻟــــﻰ ﺣــــﺰب »اﻟـــﺨـــﻀـــﺮ« ﻓـﻲ اﻟـﻨـﻤـﺴـﺎ. وﺧــــﻼل ﻋـــﺎم ٢٨٩١، ﻛـﺎن ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﻲ »اﻟﻼﺋﺤﺔ اﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﺴﺎ« اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻋــﺎم ٦٨٩١ إﻟﻰ ﺣﺰب »اﻟﺨﻀﺮ«.
وﺑـــﻌـــﺪ ﺑـــﻀـــﻊ ﺳـــﻨـــﻮات ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻤـﻞ اﳌـﺤـﻠـﻲ، دﺧـﻞ ﻛــــﻮﻏــــﻠــــﺮ اﻟـــــﺒـــــﺮﳌـــــﺎن ﻓــﻲ اﻟـــﻌـــﺎﺻـــﻤـــﺔ ﻓــﻴــﻴــﻨــﺎ ﻋـﻦ
ﺣـــﺰب »اﻟــﺨــﻀــﺮ« ﻋــﺎم
٩٩٩١. ﺑﻴﺪ أﻧﻪ رﻏﻢ ﺗﺎرﻳﺨﻪ اﻟﻄﻮﻳﻞ ﻣــﻊ ﺣـــﺰب »اﻟــﺨــﻀــﺮ«، ﻟــﻢ ﻳﻨﺘﺨﺐ ﻟﻴﺘﺰﻋﻢ اﻟــﺤــﺰب إﻻ ﻋــﺎم ٧١٠٢ ﻓﻲ أﻋــــﻘــــﺎب اﻟـــﺨـــﺴـــﺎرة اﳌـــــﺪوﻳـــــﺔ اﻟــﺘــﻲ أﺧﺮﺟﺖ اﻟﺤﺰب ﻣﻦ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻋﺠﺰ ﻋﻦ اﻟﻔﻮز ﺣﺘﻰ ﺑﻤﻘﻌﺪ واﺣﺪ.
ﻳـــــــﻌـــــــﺮف ﻋـــــــﻦ ﻛـــــﻮﻏـــــﻠـــــﺮ ﺣــﺒــﻪ ﻟـﻠـﺨـﻄـﺎﺑـﺎت اﻟــﻄــﻮﻳــﻠــﺔ، وﻟــﻘــﺪ ﻛﺴﺮ اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﺎم ٠١٠٢ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻟـــﻘـــﻰ ﺧـــﻄـــﺎﺑـــﴼ اﺳـــﺘـــﻤـــﺮ ﻗــــﺮاﺑــــﺔ ٣١ ﺳــﺎﻋــﺔ ﻣـﺘـﻮاﺻـﻠـﺔ ﻛـــﺎن ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻓﻴﻪ ﻋـﻦ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ ﻓـﻲ اﻟـﺒـﺮﳌـﺎن، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺨﺘﻢ ﻛـﻼﻣـﻪ ﺑـﺎﻟـﻘـﻮل »ﻫـــﺬا ﻛــﻞ ﻣﺎ أردت ﻗﻮﻟﻪ«!
ﻣﻮاﻗﻒ ﻛﻮﻏﻠﺮ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ
وﻣـــﺎ ﻳــﺬﻛــﺮ، أﻧـــﻪ ﻗـﺒـﻞ اﻧـﺘـﺨـﺎب ﻛــﻮﻏــﻠــﺮ زﻋــﻴــﻤــﴼ ﻟــﻠــﺤــﺰب، ﻛــــﺎن ﻣﻦ أﺷﺪ اﳌﻨﺘﻘﺪﻳﻦ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ اﻻﺋﺘﻼﻓﻴﺔ ﺑــﻘــﻴــﺎدة ﻛـــﻮرﺗـــﺰ وﻣـــﺸـــﺎرﻛـــﺔ ﺣــﺰب ﺷﺘﺮاﺧﻪ اﻟﻴﻤﻴﻨﻲ اﳌﺘﻄﺮف. ﺑﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻧﺘﻘﺎداﺗﻪ ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﺤﺰﺑﲔ اﻟــــﺤــــﺎﻛــــﻤــــﲔ ﻓـــﻴـــﻤـــﺎ ﻳـــﺘـــﻌـــﻠـــﻖ ﻓــﻘــﻂ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ ﻓﻘﻂ، اﻟﺘﻲ رأى أﻧﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻮدة، ﺑﻞ أﻳﻀﴼ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ - وﺑﺎﻷﺧﺺ، ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن - ﺑﻌﺪ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻗﺮارات اﺗﺨﺬﺗﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ آﻧــــــﺬاك ﻟــﻠــﺘــﺸــﺪﻳــﺪ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻼﺟــﺌــﲔ ﻛﺘﺨﻔﻴﺾ اﳌﻌﻮﻧﺎت اﳌﺎﻟﻴﺔ اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻟﻬﻢ، وإﺻﺪار ﻗﺎﻧﻮن ﻳﺠﺒﺮ ﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟـــﻠـــﺠـــﻮء ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺴـــﻤـــﺎح ﻟـﻠـﺸـﺮﻃـﺔ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ ﻫﻮاﺗﻔﻬﻢ وﻗـﺎﻧـﻮن ﺣﻈﺮ اﻟﻨﻘﺎب، وﻏﻴﺮﻫﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮ.
وواﺻــــــــﻞ ﻛـــﻮﻏـــﻠـــﺮ اﻧـــﺘـــﻘـــﺎداﺗـــﻪ ﻫـــﺬه، واﻟــﻜــﻼم ﻋــﻦ اﻟـﺴـﻌـﻲ ﻹﻋــﺎدة اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ أﻛﺜﺮ ﺗﺴﺎﻣﺤﴼ واﻧﺪﻣﺎﺟﴼ ﻃﻮال ﺣﻤﻠﺘﻪ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟـــﻌـــﺎم اﳌــــﺎﺿــــﻲ. وأﺳـــﻬـــﻢ ﺑـﺸـﻜـﻠـﻪ اﳌـــﻘـــﺮب ﻣـــﻦ اﻟــﻨــﺎﺧــﺒــﲔ، ﻓـــﻲ ﻟﻌﺐ دور ّاﻟــﺮﺟــﻞ اﳌـﺘـﺴـﺎﻣـﺢ واﻟـﺴـﺎﻋـﻲ ﻹﻋــــﺎدة اﻷﺳــــﺲ اﻷوروﺑــــﻴــــﺔ، ﻛﻤﺎ ﻛــﺎن ﻳــﻘــﻮل، »ﻣــﻦ ﺗـﺴـﺎﻣـﺢ وﺗﻘﺒﻞ ﻟــﻶﺧــﺮ«. واﺷـﺘـﻬـﺮت ﻋﻨﺪ اﻟﻨﺎس ﻧــــﻈــــﺎراﺗــــﻪ اﻟــــﺨــــﻀــــﺮاء وأﻛـــﻤـــﺎﻣـــﻪ اﳌــﻌــﺮوﻓــﺔ داﺋــﻤــﴼ، ورﻓــﻀــﻪ ﻻرﺗـــﺪاء رﺑﻄﺎت اﻟﻌﻨﻖ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ.
ﻓـــــﻲ أي ﺣـــــــــﺎل، ﺑــــﻌــــﺪ ﺣــﻤــﻠــﺔ اﻧــــﺘــــﺨــــﺎﺑــــﻴــــﺔ ﻧــــﺎﺟــــﺤــــﺔ وﻧـــﺘـــﺎﺋـــﺞ ﻣــﻔــﺎﺟــﺌــﺔ، ﺑـــﺎت ﺣـــﺰب »اﻟــﺨــﻀــﺮ« ﺷــــﺮﻳــــﻜــــﴼ ﻳــــﺴــــﺎرﻳــــﴼ ﻓـــــﻲ ﺣــﻜــﻮﻣــﺔ ﻳــﻤــﻴــﻨــﻴــﺔ، ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ ﺧــــﺎض زﻋـﻴـﻤـﻪ ﻛﻮﻏﻠﺮ ﻣـﻔـﺎوﺿـﺎت ﻃـﺎﻟـﺖ ﻷﺷﻬﺮ ﻣــــــﻊ ﻛــــــﻮرﺗــــــﺰ اﻟــــــــــﺬي ﻛــــــــﺎن ﺣــﺘــﻰ اﻷﻣــــﺲ اﻟــﻘــﺮﻳــﺐ أﺣـــﺪ أﻟـــﺪ أﻋــﺪاﺋــﻪ اﻟـــــﺴـــــﻴـــــﺎﺳـــــﻴـــــﲔ. ووﺻــــــــــــﻒ ﻫـــــﺬا »اﻟﺰواج اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ« اﳌﺼﻠﺤﻲ ﺑﲔ »اﻟﺨﻀﺮ« واﻟﻴﻤﻴﻨﻴﲔ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﺠﺮد »اﺧﺘﺒﺎر«... ﻗﺪ ﻳﻨﺠﺢ وﻗﺪ ﻳﻔﺸﻞ.
ﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓﺈن ﻫﺬا »اﻻﺧﺘﺒﺎر« ﻟــ»ﺧـﻀـﺮ« اﻟﻨﻤﺴﺎ ﻳـﺮﻓـﻊ آﻣـﺎل ﺣﺰب »اﻟﺨﻀﺮ« اﻟﺸﻘﻴﻖ ﻋﺒﺮ اﻟــــﺤــــﺪود... ﻓـــﻲ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ. ﻓﻔﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، رﻏـﻢ اﻻﻧـﺘـﻘـﺎدات اﻟﺘﻲ وﺟﻬﺖ ﻟﻘﺮار »اﻟﺨﻀﺮ« دﺧﻮل اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﺴﺎ ﻣﻊ ﺣﺰب اﻟـﺸـﻌـﺐ، ﻓــﺈن اﻟﺒﻌﺾ رأى ﻓﻲ ذﻟــــﻚ ﻓـــﺮﺻـــﺔ ﻹدﺧـــــــﺎل اﻟــﺒــﺮاﻣــﺞ واﳌﻄﺎﻟﺐ اﻟﺒﻴﺌﻴﺔ إﻟﻰ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ.
ﺑﻌﺪ ﺣﻤﻠﺔ اﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻧﺎﺟﺤﺔ وﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﻔﺎﺟﺌﺔ ﺑﺎت ﺣﺰب »اﳋﻀﺮ« ﺷﺮﻳﻜﴼ ﻳﺴﺎرﻳﴼ ﰲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﳝﻴﻨﻴﺔ