أﻧﻘﺮة ﻻ ﺗﺮﻳﺪ »ﻣﻮﺟﺔ ﻧﺎزﺣﲔ« ﻣﻦ إدﻟﺐ وﺳﺘﺒﻨﻲ ﳍﻢ ﻣﻨﺎزل ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺳﻮرﻳﺎ
أﻛـــﺪ وزﻳــــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻟـﺘـﺮﻛـﻲ ﻣـــﻮﻟـــﻮد ﺟـــﺎوﻳـــﺶ أوﻏـــﻠـــﻮ ﺿــــﺮورة إﻧـــﻬـــﺎء اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟـــﺴـــﻮري ﻫـﺠـﻤـﺎﺗـﻪ ﻋـﻠـﻰ إدﻟـــﺐ ﻣــﻦ أﺟـــﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻘﺪم ﻓﻲ اﳌﺴﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻻﻓﺘﴼ إﻟـﻰ أن اﻟﻨﻈﺎم ﻳﻮاﺻﻞ اﻋﺘﺪاء اﺗﻪ رﻏﻢ إﻋﻼن وﻗـﻒ إﻃــﻼق اﻟﻨﺎر اﻟــﺬي ﺗﻢ ﺑﺎﺗﻔﺎق ﺑﲔ ﺗﺮﻛﻴﺎ وروﺳﻴﺎ.
وﻗــــــــﺎل ﺟـــــﺎوﻳـــــﺶ أوﻏــــــﻠــــــﻮ، ﻓــﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﻠﻔﺰﻳﻮﻧﻴﺔ أﻣﺲ )اﻟﺜﻼﺛﺎء(، إن اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ رﺟـــﺐ ﻃـﻴــﺐ إردوﻏــــﺎن ﺷــﺪد ﺧــﻼل ﻟﻘﺎﺋﻪ ﻧﻈﻴﺮه اﻟـﺮوﺳـﻲ ﻓـــﻼدﻳـــﻤـــﻴـــﺮ ﺑــــﻮﺗــــﲔ ﻋـــﻠـــﻰ ﻫـــﺎﻣـــﺶ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺮﻟﲔ اﻟﺪوﻟﻲ ﺣﻮل ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، اﻷﺣـﺪ اﳌﺎﺿﻲ، ﺿـــــــﺮورة إﻧــــﻬــــﺎء ﻫــﺠــﻤــﺎت اﻟــﻨــﻈــﺎم اﻟﺴﻮري ﻋﻠﻰ إدﻟﺐ.
وأﺿــﺎف: »ﻻ ﻧﺮﻏﺐ ﻓﻲ ﺣﺪوث ﻣﻮﺟﺔ ﻟﺠﻮء ﺟـﺪﻳـﺪة، وﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﻧــﺸــﺎء ﻣــﻨــﺎزل ﻣــﺆﻗــﺘـﺔ داﺧــــﻞ إدﻟــﺐ ﻟــﺘــﻮﻓــﻴــﺮ ﻇـــــﺮوف ﻣــﻌــﻴــﺸــﻴــﺔ أﻓــﻀــﻞ ﻟﻠﻨﺎزﺣﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ، وﻋﻠﻰ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﺗـﻘـﺪﻳـﻢ اﻟــﺪﻋــﻢ ﻟـﻨـﺎ ﻓــﻲ ﻫـﺬا اﻟﺨﺼﻮص«.
ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎق ذاﺗﻪ، أﻋﻠﻦ اﻟﺮﺋﻴﺲ رﺟــﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏـــﺎن إﻃــﻼق ﺑـﻼده ﺣـــﻤـــﻠـــﺔ ﺟـــــﺪﻳـــــﺪة ﻹﻏـــــﺎﺛـــــﺔ ﻧــــﺎزﺣــــﻲ ﻣـﺤـﺎﻓـﻈـﺔ إدﻟــــﺐ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ، ﻣـﺸـﻴـﺮﴽ إﻟﻰ أن ﺑﻼده ﺳﺘﺸﺮع ﺑﺒﻨﺎء ﻣﻨﺎزل ﻣـﺴـﻘـﻮﻓـﺔ ﺑـﺄﻏـﻄـﻴـﺔ ﻋــﺎزﻟــﺔ، ﺗــﺘــﺮاوح ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻛﻞ واﺣـﺪ ﻣﻨﻪ ﺑﲔ ٠٢ و٥٢ ﻣﺘﺮﴽ ﻣﺮﺑﻌﴼ، ﻗﺮب اﻟﺤﺪود اﻟﺴﻮرﻳﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ. وأﺿﺎف أن ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺳﺘﺒﺬل ﻛـــــﻞ ﺟــــﻬــــﻮدﻫــــﺎ اﳌـــﻤـــﻜـــﻨـــﺔ ﻣـــــﻦ أﺟـــﻞ ﺑﻨﺎء اﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﳌﻨﺎزل وﺗﻀﻌﻬﺎ ﻓــﻲ ﺧـﺪﻣـﺔ ﺳـﻜـﺎن إدﻟــﺐ. وأﺷﺎر إردوﻏـﺎن إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﺳﻴﺪة ﺳﻮرﻳﺔ ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ ﺑﺪاﺋﻲ ﻗﺮب اﻟﺤﺪود اﻟﺴﻮرﻳﺔ - اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ إدﻟـﺐ، ﻗﺎﺋﻼ: »ﻟﻘﺪ ﺟﻔﺖ اﻟﺪﻣﺎء ﻓﻲ ﻋﺮوﻗﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﺗﻠﻚ اﻷم ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ اﻟﺴﺘﺔ ﻛﻴﻒ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺼﻒ ﻫﺆﻻء اﻷﻃﻔﺎل ﺑﺎﻹرﻫﺎﺑﻴﲔ؟«.
وﺗــﻄــﺮق اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ إﻟــﻰ ﻋـﻤـﻠـﻴـﺔ »ﻧــﺒــﻊ اﻟـــﺴـــﻼم« اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻧﻔﺬﺗﻬﺎ اﻟــﻘــﻮات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺿﺪ وﺣﺪات ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺸﻌﺐ ﺷﻤﺎل ﺷﺮﻗﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ، ﻣﻮﺿﺤﴼ أن ﻧـﺠـﺎح ﺧﻄﻂ وﻣﺸﺮوع ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﺑﲔ ﻣﺪﻳﻨﺘﻲ رأس اﻟﻌﲔ وﺗﻞ أﺑﻴﺾ ﺳﻴﺤﻴﻠﻬﻤﺎ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺳﻼم.
وﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷزﻣﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓــــﻲ إدﻟــــــﺐ ﺳــﺘــﺸــﻜــﻞ اﻧـــﻜـــﺴـــﺎرﴽ ﻓـﻲ اﻟـــــﻌـــــﻼﻗـــــﺎت اﻟــــﺘــــﺮﻛــــﻴــــﺔ اﻟــــﺮوﺳــــﻴــــﺔ، ﻗــــــﺎل إردوﻏـــــــــــﺎن إن ﻫـــﻨـــﺎك رواﺑــــــﻂ اﺳــﺘــﺮاﺗــﻴــﺠــﻴــﺔ ﺗـــﺮﺑـــﻂ ﺑـــﲔ روﺳــﻴــﺎ وﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻏـﻴـﺮ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ، ﻣـــﺴـــﺘـــﺒـــﻌـــﺪﴽ أن ﺗـــﺸـــﻬـــﺪ اﻟـــﻌـــﻼﻗـــﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ اﻟـﺮوﺳـﻴـﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻓــﻲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر.
وﻓــــــــﻲ اﻟــــﺴــــﻴــــﺎق ذاﺗـــــــــــﻪ، ﺑــﺤــﺚ وزﻳــــــﺮا اﻟــــﺪﻓــــﺎع اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻲ ﺧـﻠـﻮﺻــﻲ أﻛــــﺎر واﻟـــﺮوﺳـــﻲ ﺳــﻴــﺮﻏــﻲ ﺷﻮﻳﻐﻮ اﳌــﺴــﺘــﺠــﺪات اﻷﺧــــﻴــــﺮة ﻓـــﻲ اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــــﻂ وﺷـــﻤـــﺎل أﻓـــﺮﻳـــﻘـــﻴـــﺎ، وﻓــﻲ ﻣــﻘــﺪﻣــﺘــﻬــﺎ اﻟــــﺘــــﻄــــﻮرات ﻓــــﻲ إدﻟـــــﺐ،
ﺧﻼل اﺗﺼﺎل ﻫﺎﺗﻔﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ اﻟﻠﻴﻠﺔ ﻗﺒﻞ اﳌﺎﺿﻴﺔ. وﻗﺎﻟﺖ وزارة اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻓﻲ ﺑﻴﺎن، إن أﻛﺎر وﺷﻮﻳﻐﻮ ﺗﺒﺎدﻻ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﺣﻮل اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺪﻓﺎﻋﻴﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻬﻢ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﺎ اﻟﺘﻄﻮرات ﻓﻲ إدﻟﺐ وﻟﻴﺒﻴﺎ.
ﻓــﻲ ﻏــﻀــﻮن ذﻟــــﻚ، ﻗــﺘــﻞ ﺳــﻮري وأﺻـــﻴـــﺐ ٧ آﺧـــــﺮون، ﺑـﻴـﻨـﻬـﻢ ﻧـﺴـﺎء وأﻃــــﻔــــﺎل، ﺑـــﺮﺻـــﺎص ﺣــــﺮس اﻟــــﺪرك اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺔ، ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺿــﻄــﺮوا ﻟﻠﻌﺒﻮر إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻫﺮﺑﴼ ﻣﻦ ﻫﺠﻤﺎت ﺟﻴﺶ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺴﻮري وداﻋﻤﻴﻪ ﻓﻲ إدﻟﺐ.
وأﻓــــــﺎد ﻣـــﺮاﺳـــﻞ »ﺷــﺒــﻜــﺔ اﻟــــﺪرر اﻟﺸﺎﻣﻴﺔ« ﻓﻲ إدﻟــﺐ، ﺑﻤﻘﺘﻞ اﻟﺸﺎب »أﻣﺠﺪ ﺳـﻮﻳـﺪان اﻟﻔﺮﻳﺞ« ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺔ »اﻟﺼﻬﺮﻳﺔ« ﺷﻤﺎل ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺣﻤﺎة أﺛﻨﺎء ﻋﺒﻮره إﻟﻰ اﻷراﺿـﻲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺑــﻄــﺮﻳــﻘــﺔ ﻏــﻴــﺮ ﺷــﺮﻋــﻴــﺔ )ﺗــﻬــﺮﻳــﺐ( ﺑــﺮﺻــﺎص ﺣـــﺮس اﻟــﺤــﺪود اﻟـﺘـﺮﻛـﻲ »اﻟﺠﻨﺪرﻣﺎ«.
وﺑﺤﺴﺐ إﺣﺼﺎﺋﻴﺔ، ﻓــﺈن ﻋﺪد اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا ﺑﺮﺻﺎص ﻗﻮات ﺣﺮس اﻟـــــﺤــــﺪود اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻴـــﺔ وﻗـــﺘـــﻠـــﺖ اﻣـــــﺮأة ﺳﻮرﻳﺔ، ﻣﻨﺬ أﻳﺎم ﻗﻠﻴﻠﺔ، ﺑﺎﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ذاﺗﻬﺎ أﺛﻨﺎء ﻣﺤﺎوﻟﺘﻬﺎ دﺧﻮل ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻫﺮﺑﴼ ﻣﻦ ﻗﺼﻒ اﻟﻨﻈﺎم ﻓﻲ إدﻟﺐ.
وﺑـــﺤـــﺴـــﺐ اﳌـــــﺮﺻـــــﺪ اﻟــــﺴــــﻮري ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن، ﻗﺘﻞ ٧٣٤ ﺳﻮرﻳﴼ، ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ٧٧ ﻃﻔﻼ دون اﻟـ٨١، و٢٤ اﻣـــﺮأة ﺑـﺮﺻـﺎص اﻟـــﺪرك اﻟـﺘـﺮﻛـﻲ ﻓﻲ ﺣـــــﻮادث ﻣــﺸــﺎﺑــﻬــﺔ ﻣــﻨــﺬ ﻋـــﺎم ١١٠٢ وﺣﺘﻰ اﻵن.