Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻧﺴﺎء ﻣﻨﺴﻴﺎت ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ اﳍﻮل ﺑﺴﻮرﻳﺎ ﻳﻨﺎﺷﺪن ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﺴﺎﻋﺪﺗﻬﻦ

ﰲ ﺧﻄﻮة ﺗﻌﻜﺲ ﻣﺪى ﺣﺴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻠﻒ ﻋﻮدة اﻟﺪواﻋﺶ اﻷﺟﺎﻧﺐ إﻟﻰ أوروﺑﺎ

- ﻣﺨﻴﻢ اﳍﻮل: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

ﻣــﻨــﺬ ﺳــﻘــﻮط »اﻟــﺨــﻼﻓـ­ـﺔ« اﻟـﺘـﻲ أﻋــﻠــﻨــ­ﻬــﺎ »داﻋـــــــ­ﺶ« ﻓـــﻲ ﻋــــﺎم ٤١٠٢، ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﻳﺎ، ﻳﺠﺪ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟــﺪوﻟــﻲ ﻧﻔﺴﻪ أﻣــﺎم ﻣﻌﻀﻠﺔ إﻋــﺎدة ﻋﺎﺋﻼت اﳌﺴﻠﺤﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫــﺎﺑــ­ﻲ اﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ. ودﻋـﺎ ﻣﺤﻘﻘﻮن ﻣﻦ اﻷﻣــــﻢ اﳌــﺘــﺤــ­ﺪة اﻟـــــﺪول اﳌـﻌـﻨـﻴـﺔ إﻟــﻰ إﻋـــــﺎدة أوﻻد ﻫــــﺆﻻء ﻣــﻊ أﻣـﻬـﺎﺗـﻬـ­ﻢ. وﺗـﺠـﺮي ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻹﻋـــﺎدة إﻟــﻰ دول ﻣـــﺜـــﻞ اﻟـــﻨـــﻤ­ـــﺴـــﺎ وأﳌــــﺎﻧـ­ـــﻴــــﺎ وﻓــﺮﻧــﺴـ­ـﺎ واﻟــــﻨــ­ــﺮوﻳــــﺞ ﺑـــﺒـــﻂء ﺷــــﺪﻳـــ­ـﺪ. وﻳــــﻮم اﻻﺛــــــﻨ­ــــــﲔ، أﻋــــﻠـــ­ـﻦ »ﺣــــــــﺰ­ب اﻟـــﺘـــﻘ­ـــﺪم« اﻟﻴﻤﻴﻨﻲ اﻟـﺸـﻌـﺒـﻮ­ي اﻧـﺴـﺤـﺎﺑـ­ﻪ ﻣﻦ اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﻟــﻨــﺮوﻳ­ــﺠــﻴــﺔ اﺣــﺘــﺠـﺎ­ﺟــﴼ ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻣﺮأة ﻣﻊ ﻃﻔﻠﻴﻬﺎ، ﻣﺘﻬﻤﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻋﻤﻠﺖ ﻓﻲ ﺻﻔﻮف »داﻋـﺶ«، ﻣـﻦ ﺳـﻮرﻳـﺎ إﻟــﻰ اﻟـﻨـﺮوﻳـﺞ، ﻣﺘﺴﺒﺒﴼ ﻓـــﻲ اﻧــﻬــﻴــ­ﺎر اﻻﺋـــﺘـــ­ﻼف اﻟــﺤــﺎﻛـ­ـﻢ ﻓﻲ اﻟــﻨــﺮوﻳ­ــﺞ، ﻓــﻲ ﺧـﻄـﻮة ﺗﻌﻜﺲ ﻣـﺪى ﺣـــﺴـــﺎﺳ­ـــﻴـــﺔ ﻣـــﻠـــﻒ إﻋــــــــ­ـﺎدة ﻋـــﺎﺋـــﻼ­ت اﳌـﻘـﺎﺗـﻠـ­ﲔ اﳌـﺘـﻄـﺮﻓـ­ﲔ اﻷﺟــﺎﻧــﺐ إﻟـﻰ أوروﺑﺎ.

وﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ اﻟﻬﻮل اﳌﻜﺘﻆ، أﺣﺪ أﻛـﺒـﺮ اﳌـﺨـﻴـﻤـﺎ­ت اﻟـﺜـﻼﺛـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗــﺪار ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻹدارة اﻟﺬاﺗﻴﺔ اﻟﻜﺮدﻳﺔ ﻓﻲ ﺷـﻤـﺎل ﺷـﺮﻗـﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ، وﺗـــﺆوي ٢١ أﻟﻒ ﻃﻔﻞ واﻣﺮأة ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼت اﻷﺟﺎﻧﺐ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮا ﻓﻲ ﺻﻔﻮف »داﻋـﺶ« ﻗﺒﻞ دﺣﺮ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﻹرﻫﺎﺑﻲ، ﻳﻠﻬﻮ اﻷﻃﻔﺎل ﺑﲔ اﻟﺨﻴﻢ وﺳﻂ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﻣــﺴــﺘــﻨ­ــﻘــﻊ ﻃـــــﲔ، وﻧــــﺴـــ­ـﺎء ﻣــﻨــﻘــﺒ­ــﺎت ﻳـﻬـﺮﻋـﻦ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺴـﺎﻋـﺪات إﻧــﺴــﺎﻧـ­ـﻴــﺔ، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺗـﻨـﺘـﻈـﺮ أﺧــﺮﻳــﺎت أﻣﺎم ﻋﻴﺎدات ﻃﺒﻴﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻘﺼﺪ ﻋﺪد ﻣﻨﻬﻦ اﻟﺴﻮق ﻟﺸﺮاء اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻦ.

وﺗـــــﻌــ­ـــﻴـــــﺶ اﻷﺟــــــﻨ­ــــــﺒـــ­ـــﻴــــــ­ﺎت ﻣـــﻊ أﻃـﻔـﺎﻟـﻬـ­ﻦ ﻓــﻲ ﻗـﺴـﻢ ﺧـــﺎص ﻳﺨﻀﻊ ﻟــﺤــﺮاﺳـ­ـﺔ أﻣــﻨــﻴــ­ﺔ ﻣـــﺸـــﺪد­ة، ﺣــﺘــﻰ أن ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻷﻣﻦ اﻟﻜﺮدي ﻳﺮاﻓﻘﻦ اﻟﻨﺴﺎء ﻣﺘﻰ رﻏﱭ ﺑﺰﻳﺎرة اﻟﻌﻴﺎدات اﻟﻄﺒﻴﺔ.

وﺗﻌﻴﺶ »أم ﻣﺤﻤﺪ« ﻣﻊ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻢ اﻟﻬﻮل. وﻋﻠﻰ ﻏﺮار ﻋﺸﺮات اﻵﻻف ﻣـــــﻦ اﻟــــﻨـــ­ـﺎزﺣــــﲔ وﻋــــﺎﺋــ­ــﻼت اﳌـﺴـﻠـﺤـﲔ ﻓــﻲ اﳌــﺨــﻴــ­ﻢ، ﺗــﻌــﺎﻧــ­ﻲ ﻣﻦ ﻇﺮوف ﻣﻌﻴﺸﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﺧــــــﻼل ﻓـــﺼـــﻞ اﻟــــﺸـــ­ـﺘــــﺎء، إذ ﺗـــﻐـــﺮق اﻷﻣﻄﺎر اﻟﺨﻴﻢ، وﺗﻨﺨﻔﺾ درﺟﺎت اﻟــﺤــﺮار­ة إﻟــﻰ ﺣــﺪ ﻛـﺒـﻴـﺮ، ﻓــﻲ ﻏﻴﺎب وﺳــﺎﺋــﻞ ﻛــﺎﻓــﻴــ­ﺔ ﻟـﻠـﺘـﺪﻓـﺌ­ـﺔ. وﺗﻨﺘﺸﺮ آﻻف اﻟﺨﻴﻢ اﻟﺒﻴﻀﺎء ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻗﺮب ﺑﻌﺾ ﻓﻲ اﳌﺨﻴﻢ. ﻛﻤﺎ ﺗﻮﺟﺪ أﻋﻤﺪة ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ اﻟﺸﻤﺴﻴﺔ، وﺧــﺰاﻧــﺎ­ت ﻣﻴﺎه ﻓﻲ ﻛﻞ ﻧﺎﺣﻴﺔ، وﻓـﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﺰواﻳﺎ أﺳـــﻮاق ﺧــﻀــﺮاوا­ت وﻣـــﻮاد ﻏﺬاﺋﻴﺔ وﺛﻴﺎب ﻣﺰدﺣﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺎس. وﺗﻨﺎﺷﺪ اﻟـــﺸـــﺎ­ﺑـــﺔ اﻟـــﻔـــﺮ­ﻧـــﺴـــﻴـ­ــﺔ »أم ﻣــﺤــﻤــﺪ« ﺣـــﻜـــﻮﻣ­ـــﺔ ﺑــــﻼدﻫــ­ــﺎ ﻣــﻨــﺤــﻬ­ــﺎ ﻓــﺮﺻــﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة ﻣــﻊ أﻃـﻔـﺎﻟـﻬـ­ﺎ اﻷرﺑــﻌــﺔ، ﻋﺒﺮ إﻋﺎدﺗﻬﻢ إﻟﻰ ﻓﺮﻧﺴﺎ اﻟﺘﻲ ﻏﺎدرﺗﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات ﻧﺤﻮ أرض »اﻟﺨﻼﻓﺔ« اﳌﺰﻋﻮﻣﺔ اﻟﺘﻲ أﻋﻠﻨﻬﺎ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ. وﺗــــﻘـــ­ـﻮل »أم ﻣــﺤــﻤــﺪ« )٠٣ ﻋـــﺎﻣـــﴼ(، ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﺔ اﺳﻤﴼ ﻣﺴﺘﻌﺎرﴽ، ﻟﻮﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، داﺧــﻞ اﻟﻘﺴﻢ اﳌــﺨــﺼــ­ﺺ ﻟــﻠــﻌــﺎ­ﺋــﻼت ﻓـــﻲ اﳌــﺨــﻴــ­ﻢ: »أوﺟــــﻪ رﺳــﺎﻟــﺔ إﻟــﻰ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ، ﻧﻄﻠﺐ ﻣـﻨـﻬـﻢ أن ﻳـﻤـﻨـﺤـﻮﻧ­ـﺎ ﻓــﺮﺻــﺔ أﺧــﺮى ﻷﻧﻨﺎ ﺗﻌﺒﻨﺎ ﻛﺜﻴﺮﴽ، وﻧﻮد ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ أن ﻳﻠﺘﺤﻖ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ ﺑﺎﳌﺪارس«.

وﺗـــﻮﺿـــ­ﺢ اﻟــﺴــﻴــ­ﺪة اﳌــﻨــﻘــ­ﺒــﺔ أن زوﺟﻬﺎ )اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ أﻳﻀﴼ( ﻗﺘﻞ »ﻗﺒﻞ ﻓﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻓﻲ ﻫﺠﲔ«، إﺣﺪى أﺑﺮز اﻟـﺒـﻠـﺪات اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮة اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ اﳌﺘﻄﺮف ﻓﻲ ﺷﺮق ﺳﻮرﻳﺎ ﻗﺒﻞ ﻃﺮده ﻣﻨﻬﺎ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻋﺎم ٨١٠٢.

وﺗـﻀـﻴـﻒ »أم ﻣـﺤـﻤـﺪ« ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ: »ﻧﻮد أن ﺗﻌﻴﺪﻧﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، وأﻧﺎ أﻋﻠﻢ أن ﻋﺪدﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻳﺮﻏﺐ ﻓﻲ ذﻟﻚ؛ ﻫﺬا واﺿﺢ«، ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ أن »ﺛﻤﺔ ﺟﺰءﴽ آﺧﺮ ﻻ ﻳﺮﻳﺪ ذﻟﻚ، وﻫـﺬه ﻣﺸﻜﻠﺘﻪ«. وﺗﺘﺎﺑﻊ ﺑﺎﻧﻔﻌﺎل: »ﻓــﻠــﻨــﺤ­ــﺎﻛــﻢ ﻓـــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ، وﻳـﻨـﺘـﻬـﻲ اﻷﻣـــﺮ«، ﻗﺒﻞ أن ﺗﻀﻴﻒ ﺑـﺤـﺰم: »ﻟﻢ أﻗـﺘـﻞ أﺣــﺪﴽ (...) ﻟﻴﺴﺖ ﻟﺪﻳﻬﻢ أدﻟـﺔ أﺳـﺎﺳـﴼ ﳌﺤﺎﻛﻤﺘﻲ، ﻷﻧـﻨـﻲ ﻟـﻢ أﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﴼ«.

وﻗــﺼــﺪت »أم ﻣـﺤـﻤـﺪ« ﺳـﻮرﻳـﺎ

رﻏﺒﺔ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ أن »ﺗﻌﻴﺶ اﻹﺳﻼم اﻟـــﺤـــﻘ­ـــﻴـــﻘــ­ـﻲ، وﺗـــﺘـــﻤ­ـــﻜـــﻦ ﻣــــﻦ ارﺗـــــــ­ﺪاء اﻟﻨﻘﺎب ﺑـﺤـﺮﻳـﺔ«، إﻻ أﻧﻬﺎ اﻛﺘﺸﻔﺖ ﺑﻌﺪ وﺻﻮﻟﻬﺎ أن »اﻟﻮﺿﻊ ﻫﻨﺎ أﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﻤﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ«.

وﻻ ﺗـﺨـﻔـﻲ اﻟــﺸــﺎﺑـ­ـﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ »ﻧـــــــﻮر« )٣٢ ﻋــــﺎﻣـــ­ـﴼ(، اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـﻤـﺘـﻨـﻊ ﻋــــﻦ ذﻛـــــﺮ اﺳــﻤــﻬــ­ﺎ اﻟـــﻜـــﺎ­ﻣـــﻞ ﻟــﻮﻛــﺎﻟـ­ـﺔ اﻟـــﺼـــﺤ­ـــﺎﻓـــﺔ اﻟـــﻔـــﺮ­ﻧـــﺴـــﻴـ­ــﺔ، رﻏــﺒــﺘــ­ﻬــﺎ ﺑــﺎﻟــﻌــ­ﻮدة إﻟـــﻰ ﺑـﻠـﺪﻫـﺎ أﻳــﻀــﴼ، إذ إن »اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﳌﺨﻴﻢ ﻟﻴﺴﺖ اﻷﻓﻀﻞ (...) ﻧﻌﻴﺶ ﻓـﻲ ﺧﻴﻢ وﺳــﻂ اﻟﺒﺮد، واﻟــﻨــﺎس ﻣــﺮﺿــﻰ (...) ﻻ ﻳـﺤـﻖ ﻟﻨﺎ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻬﺎﺗﻒ أو اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻼﺗﻨﺎ«. إﻻ أن ﻋﻮدﺗﻬﺎ ﻣﺸﺮوﻃﺔ ﺑﻌﺪم ﻓﺼﻠﻬﺎ ﻋﻦ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، إذ ﺗﻘﻮل: »ﻧــــﺮﻏـــ­ـﺐ ﻓــــﻲ أﻻ ﻳـــﺘـــﻢ ﻓــﺼــﻠــﻨ­ــﺎ ﻋـﻦ أﻃﻔﺎﻟﻨﺎ، وأن ﻧﺒﻘﻰ ﻣﻌﴼ. أﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻬﺪف إﺑﻌﺎدﻧﺎ ﻋﻨﻬﻢ، ﻓﻼ أﺟﺪ ﻓﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﺗﺮﺣﻴﻠﻨﺎ«.

وﺗـــــﻘــ­ـــﺮ اﻟــــﺸـــ­ـﺎﺑــــﺔ اﳌـــﻨـــﻘ­ـــﺒـــﺔ ﺑـــﺄن »ﻣﺸﻘﺎت« ﻋﺪة ﺳﺘﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻋــﻮدﺗــﻬـ­ـﺎ إﻟـــﻰ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﺎ ﻗــﺒــﻞ أن ﺗـﺒـﺪأ »ﺣـﻴـﺎة ﺟـﺪﻳـﺪة«، وﺗـﺮﻓـﺾ ﺳﺠﻨﻬﺎ »ﻟﻌﺸﺮ ﺳﻨﻮات« ﺑﻌﻴﺪﴽ ﻋﻦ أﻃﻔﺎﻟﻬﺎ، وﺗـــﻘـــﻮ­ل: »ﻗــﻤــﻨــﺎ ﺑــﻤــﻐــﺎ­ﻣــﺮة... ﻧـﺮﻳـﺪ اﻟﻌﻮدة ﻓﻘﻂ. ﻻ أرﻳﺪ اﻟﺒﻘﺎء ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﺨﻴﻢ، ﻫﺬا ﻛﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣـﺮ؛ أرﻏﺐ ﻓﻲ أن أﻋﻴﺶ ﺣﻴﺎة ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ«.

وأﻋـﻠـﻨـﺖ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ، ﺗﺤﺖ ﺿﻐﻂ ﻣﻦ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم، أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻜﺘﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﺑﺈﻋﺎدة اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻴﺘﺎﻣﻰ ﻣﻦ أﺑــﻨــﺎء اﳌـﺴـﻠـﺤـﲔ اﻟــﻔــﺮﻧـ­ـﺴــﻴــﲔ، وﻟــﻢ ﺗﻘﺒﻞ ﺣﺘﻰ اﻵن ﺑﺎﺳﺘﻌﺎدة اﻷﻃﻔﺎل اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﲔ إﻻ ﺑﻌﺪ درس »ﻛﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺪة«. وﻓﻲ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان(، اﺳﺘﻌﺎدت ﻓﺮﻧﺴﺎ ٢١ ﻃﻔﻼ، ﻣﻌﻈﻤﻬﻢ ﻳﺘﺎﻣﻰ. وﺗﻘﺪر ﻓﺮﻧﺴﺎ وﺟــﻮد ﻧﺤﻮ ٠٥٤ ﻓﺮﻧﺴﻴﴼ ﻣﺤﺘﺠﺰﻳﻦ أو ﻳﻘﺒﻌﻮن ﻓﻲ ﻣﺨﻴﻤﺎت اﻟﻨﺰوح ﻟﺪى اﻷﻛﺮاد ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ.

وﻣــﻨــﺬ إﻋــﻼﻧــﻬـ­ـﻢ اﻟــﻘــﻀــ­ﺎء ﻋﻠﻰ »ﺧــــﻼﻓـــ­ـﺔ« اﻟــﺘــﻨــ­ﻈــﻴــﻢ اﳌـــﺘـــﻄ­ـــﺮف ﻓـﻲ ﻣﺎرس )آذار(، ﻳﻄﺎﻟﺐ اﻷﻛﺮاد اﻟﺪول اﳌـــﻌـــﻨ­ـــﻴـــﺔ ﺑـــﺎﺳـــﺘ­ـــﻌـــﺎدة ﻣــﻮاﻃــﻨـ­ـﻴــﻬــﻢ اﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ، أو إﻧﺸﺎء ﻣﺤﻜﻤﺔ دوﻟـﻴـﺔ ﳌﺤﺎﻛﻤﺔ اﳌﺤﺘﺠﺰﻳﻦ. إﻻ أن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﻟﺪول، ﺧﺼﻮﺻﴼ اﻷوروﺑﻴﺔ، ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﺳﺘﻌﺎدة ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ.

وﻗﺎﻟﺖ وزﻳﺮة اﻟﻌﺪل اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻧﻴﻜﻮل ﺑﻴﻠﻮﺑﻲ ﻓﻲ ١١ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ(: »إذا ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻫﻨﺎك إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﳌﺤﺎﻛﻤﺘﻬﻢ ﻓـﻲ اﳌـﻜـﺎن، ﻓﺄﻧﺎ ﻻ أرى ﺣﻼ آﺧﺮ ﺳﻮى إﻋﺎدة ﻫﺆﻻء اﻟﻨﺎس إﻟــﻰ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ«، ﻓـﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﺑﺪت وﻛـــﺄﻧـــ­ﻬـــﺎ ﺗـــﺨـــﺎﻟ­ـــﻒ ﻣـــﻮﻗـــﻒ ﺑـــﺎرﻳـــ­ﺲ اﳌــــﻌـــ­ـﻠــــﻦ. وأﻛـــــــ­ﺪ وزﻳـــــــ­ﺮ اﻟـــﺨـــﺎ­رﺟـــﻴـــﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺟﺎن إﻳﻒ ﻟﻮدرﻳﺎن ﻻﺣﻘﴼ ﺿــﺮورة ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ ﻫـﺆﻻء ﻓﻲ »ﻣﻜﺎن ارﺗﻜﺎب ﺟﺮﻣﻬﻢ«.

وﻓــــــــ­ـــــﻲ اﻟــــــﻘـ­ـــــﺴــــ­ــﻢ اﳌــــﺨـــ­ـﺼــــﺺ ﻟـ»اﳌﻬﺎﺟﺮات«، وﻫﻲ اﻟﺘﺴﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻨﺒﻴﺎت ﻣﻦ زوﺟﺎت ﻣــﻘــﺎﺗــ­ﻠــﻲ اﻟــﺘــﻨــ­ﻈــﻴــﻢ، ﺗــﻤــﺘــﻨ­ــﻊ ﻧــﺴــﻮة ﻛــﺜــﻴــﺮ­ات ﻋــﻦ اﻟــﺘــﺤــ­ﺪث إﻟـــﻰ وﺳـﺎﺋـﻞ اﻹﻋـــــﻼم، إذ ﺗـﺴـﻌـﻰ ﺑـﻌـﺾ اﻟـﻨـﺴـﺎء إﻟـﻰ ﻣﻨﻌﻬﻦ، ﻣﺘﺤﺠﺠﺎت ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻗﻮاﻋﺪ ﺗﻨﻈﻴﻢ داﻋﺶ ﺑﻌﺪم اﻟﺘﺤﺪث إﻟﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﲔ. ﺑﺎﻗﺘﻀﺎب، ﺗﺠﻴﺐ »أﻣﻞ« اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﺨﺪم اﺳﻤﴼ ﻣﺴﺘﻌﺎرﴽ ﻋﻠﻰ أﺳﺌﻠﺔ »اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ« ﻓﻲ أﺛﻨﺎء ﺗﺠﻮﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﻟﺸﺮاء ﺛــﻴــﺎب ﻷﻃــﻔــﺎﻟـ­ـﻬــﺎ، ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﺗﺴﺘﺨﺪم ﻋﻜﺎزﻳﻦ ﻟﻠﺴﻴﺮ ﺟـﺮاء إﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﻓﻲ رﺟﻠﻬﺎ ﺑﻘﺼﻒ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﺪة اﻟﺒﺎﻏﻮز، آﺧــــــﺮ ﺑــــﻠــــ­ﺪة ﻛــــــﺎن ﻳــﺴــﻴــﻄ­ــﺮ ﻋــﻠــﻴــﻬ­ــﺎ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻄﺮده ﻣﻨﻬﺎ »ﻗﻮات ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴ­ﺔ«، وﻋﻤﻮدﻫﺎ اﻟﻔﻘﺮي »وﺣــﺪات ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟـﺸـﻌـﺐ« اﻟــﻜــﺮدﻳ­ــﺔ، ﺑـﺪﻋــﻢ أﻣـﻴـﺮﻛـﻲ. وﻟـــﺪى ﺳـﺆاﻟـﻬـﺎ ﻋــﻦ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ، ﺗﺠﻴﺐ اﻟـــﺴـــﻴ­ـــﺪة: »ﻟـــﻴـــﺲ ﻟــــــﺪي ﻣــــﺎ أﻗـــﻮﻟـــ­ﻪ، ﻫـــﺬا ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻓــﻲ اﻷﻣـــــﺮ؛ ﺳــﺄﺳــﻜــ­ﺖ«. وﺗﺮﻓﺾ أن ﺗﻜﺸﻒ أي ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﻋﻦ زوﺟﻬﺎ اﻟﺬي ﻗﺘﻞ ﺧﻼل اﳌﻌﺎرك ﺿﺪ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، أو ﻋﻦ ﺟﻨﺴﻴﺘﻪ، ﻣﺸﻴﺮة إﻟــــﻰ أﻧــــﻪ ﻟــﻴــﺲ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﻴــﴼ. وﺗـﻀـﻴـﻒ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎر: »ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻻ ﺗﺮﻳﺪﻧﺎ (...) ﻻ ﺗﺮﻳﺪ )داﻋــﺶ(«، ﻣﻀﻴﻔﺔ: »أﻧـﺎ ﻻ أرﻳﺪ أن ﻳﺤﺎﻛﻤﻨﻲ أﺣﺪ«.

 ??  ?? ﻣﺨﻴﻢ اﻟﻬﻮل ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺷﺮﻗﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻳﺆوي آﻻف اﻷﻃﻔﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼت اﻷﺟﺎﻧﺐ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮا ﻓﻲ ﺻﻔﻮف »داﻋﺶ« )أ.ف.ب(
ﻣﺨﻴﻢ اﻟﻬﻮل ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺷﺮﻗﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻳﺆوي آﻻف اﻷﻃﻔﺎل واﻟﻨﺴﺎء ﻣﻦ ﻋﺎﺋﻼت اﻷﺟﺎﻧﺐ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺎﺗﻠﻮا ﻓﻲ ﺻﻔﻮف »داﻋﺶ« )أ.ف.ب(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia