اﻟﺴﺠﻦ ٠١ ﺳﻨﻮات ﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﻛﺎن ﻳﻌﺪ ﻷول اﻋﺘﺪاء ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ
اﻟﻘﺎﺿﻲ: اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ أن ﺗﻘﺘﻞ ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٣١ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ
ﻋﻨﺪﻣﺎ دﺧﻞ اﻟﺘﻮﻧﺴﻲ ﺳﻴﻒ اﻟﻠﻪ إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ ﻣﺤﻜﻤﺔ دوﺳﻠﺪورف، أول ﻣﻦ أﻣﺲ، ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﺼﺎدر ﺑﺤﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﻬﻤﺔ ﻣﺤﺎوﻟﺘﻪ ﺗﺠﻤﻴﻊ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﺎدة »اﻟﺮﻳﺴﲔ« ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ اﻋﺘﺪاء إرﻫﺎﺑﻲ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﻛﺎن ﻣﺒﺘﺴﻤﴼ ﺣﲔ ﻣﺎزح اﻟﺸﺮﻃﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻨﻪ ﻓﻲ ﻗﻔﺺ اﻻﺗﻬﺎم ﻗﺒﻞ ﺻﺪور اﻟﺤﻜﻢ.
ﻓــﺎﻟــﺮﺟــﻞ اﻟــﺒــﺎﻟــﻎ ﻣـــﻦ اﻟـﻌـﻤـﺮ ١٣ ﻋــﺎﻣــﴼ ﻳـﻘـﺒـﻊ ﻓــﻲ اﻟـﺴـﺠـﻦ ﻣﻨﺬ ﻳــﻮﻧــﻴــﻮ )ﺣـــــﺰﻳـــــﺮان(، ﻋــــﺎم ٨١٠٢، ﻋـﻠـﻢ ﺑــﻮﺑــﺎء »ﻛـــﻮروﻧـــﺎ«، وﻗـــﺮر أن ﻳﻤﺎزح اﻟﺸﺮﻃﻲ، وﻳﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ وﻫﻮ ﻳﻀﺤﻚ. وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺗﻤﺮ دﻗﺎﺋﻖ ﺣﺘﻰ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺿﺤﻜﺘﻪ إﻟﻰ ﻋﺒﻮس ﺑﻌﺪ أن ﺳﻤﻊ اﻟﻨﻄﻖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ، وإرﺳﺎﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺴﺠﻦ ﳌﺪة ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮات.
وﻟـﻢ ﺗﺼﺪق اﳌﺤﻜﻤﺔ رواﻳﺘﻪ اﻟـــﺘـــﻲ ﻗـــﺎﻟـــﻬـــﺎ ﻓــــﻲ اﻟـــﺒـــﺪاﻳـــﺔ ﺑــﺄﻧــﻪ اﺳﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ ﻣــﺎدة »اﻟﺮﻳﺴﲔ«، وﻫـــــــــﻮ ﺑـــــــﺮوﺗـــــــﲔ ﺳـــــــــﺎم ﻟـــﻠـــﻐـــﺎﻳـــﺔ ﻳـــﺴـــﺘـــﺨـــﺮج ﻣـــــﻦ ﻧـــﺒـــﺘـــﺔ اﻟــــﺨــــﺮوع وﺗــﺴــﺘــﺨــﺪم ﻓـــﻲ ﺻــﻨــﻊ اﻷدوﻳــــــﺔ، ﺑﻬﺪف ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﳌﺎدة ﻣــﻔــﻴــﺪة ﻟــﻸﻟــﻢ ﻓـــﻲ ﻗــﺪﻣــﻪ وﻟـﺠـﻤـﻊ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻫـﺬه اﳌــﺎدة. ورﻏﻢ أﻧـــــﻪ اﻋــــﺘــــﺮف ﻻﺣـــﻘـــﺎ ﺑـــﺄﻧـــﻪ ﺟـﻤـﻊ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ، وﻟﻜﻨﻪ ﻗﺎل إﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻬﺪف إﻟﻰ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ.
وﻋﻨﺪﻣﺎ أﻟﻘﻲ اﻟﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻊ زوﺟﺘﻪ ﻳﺎﺳﻤﲔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، اﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ٣٤ ﻋﺎﻣﴼ، واﻟﺘﻲ ﺗﺤﺎﻛﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺼﻞ، ﻋﺜﺮ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ٠٥١٣ ﺣﺒﺔ رﻳﺴﲔ، ﻋﻠﻰ ٠٥٢ ﻃﺎﺑﺔ ﻣــﻌــﺪﻧــﻴــﺔ وﻗــﻨــﻴــﺘــﻨــﻲ ﻣــﺰﻳــﻞ ﻃــﻼء أﻇﺎﻓﺮ ﺷﺪﻳﺪة اﻻﺷﺘﻌﺎل، إﺿﺎﻓﺔ إﻟــــــﻰ أﺳـــــــﻼك ﻣـــﻌـــﺪﻧـــﻴـــﺔ وﺑـــــــﻮدرة ﻣﺴﺘﺨﺮﺟﺔ ﻣﻦ اﻷﻟﻌﺎب اﻟﻨﺎرﻳﺔ. ﻛﻞ ﻫﺬه اﳌﻮاد ﻳﻤﻜﻦ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻣﻌﴼ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻗﻨﺎﺑﻞ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ أن ﺗﻘﺘﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٣١ أﻟﻒ ﺷﺨﺺ، ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺣﻜﻢ اﻟﻘﺎﺿﻲ.
وﻗــــــﺎل اﻟـــﻘـــﺎﺿـــﻲ وﻫـــــﻮ ﻳــﻘــﺮأ اﻟﺤﻜﻢ ﺑﺤﻘﻪ: »ﻛﺎن ﻫﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎل ﻛﺒﻴﺮ ﺑﺄﻧﻪ ﻛـﺎن ﻟﻴﺴﻘﻂ ﻋــﺪدﴽ ﻣﻦ اﻟــﻘــﺘــﻠــﻰ واﻟــــﺠــــﺮﺣــــﻰ«، ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻟـﻮ ﻧــﺠــﺢ اﻟــﺘــﻮﻧــﺴــﻲ اﻟــــﺬي ﻗــــﺪم إﻟــﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻋﺎم ٦١٠٢، ﺑﺘﻨﻔﻴﺬ ﺧﻄﻄﻪ وﺗﻨﻔﻴﺬ اﻋﺘﺪاء ﺑﺴﻼح ﺑﻴﻮﻟﻮﺟﻲ. وﺗــﺤــﺪث ﻋــﻦ »ﻋــــﺰم« ﻟـــﺪى اﳌﺘﻬﻢ »ﺑﺄن ﻳﻨﻔﺬ اﻋﺘﺪاء إرﻫﺎﺑﻴﴼ«.
وﻛـــﺎن اﻻدﻋــــﺎء اﻟــﻌــﺎم ﻗــﺪ ﻗـﺎل
إن »ﺳﻴﻒ اﻟﻠﻪ« ﻛﺎن ﻳﻌﺪ ﻟﻬﺠﻮم وﺷـﻴـﻚ، وإن اﻟﺘﺤﻀﻴﺮات ﻛﺎﻧﺖ ﻣــﺘــﻘــﺪﻣــﺔ، وإﻧــــــﻪ ﻛـــــﺎن ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻌــﺪ ﺳــﺎﻋــﺎت ﻓــﻘــﻂ ﻣــﻦ ﺟــﻤــﻊ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟــﺒــﻴــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺔ ﺑـــﻬـــﺪف اﻟــﺘــﺴــﺒــﺐ »ﺑﺄﻛﺒﺮ ﻗﺪر ﻣﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻷﺿﺮار«.
وﺑﺤﺴﺐ اﻻدﻋــــﺎء، ﻓﻘﺪ ﺑﻘﻲ اﻟﺮﺟﻞ وزوﺟﺘﻪ ﻳﻌﺪان ﻟﻼﻋﺘﺪاء ﻃﻮال أﺷﻬﺮ، وأﻧﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺎ ﻳﻬﺪﻓﺎن ﻟﺘﻔﺠﻴﺮ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻣﻜﺘﻆ، رﻏــــــﻢ أن ﻫــــــﺬا اﳌــــﻜــــﺎن ﺑـــﻘـــﻲ ﻏـﻴـﺮ ﻣﻌﺮوف ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼدﻋﺎء.
وﻃــــﻠــــﺐ ﺳـــﻴـــﻒ اﻟــــﻠــــﻪ اﳌـــــــﻮاد ﻟــﺼــﻨــﻊ ﻗــﻨــﺒــﻠــﺘــﻪ ﻋــﻠــﻰ اﻹﻧــﺘــﺮﻧــﺖ ﻣــﻦ ﺑــﻮﻟــﻨــﺪا، وﺧــﺰﻧــﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺷﻘﺘﻪ ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﻛﻮﻟﻮن، وﻛﺎن ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻌﻬﺎ ﻓــﻲ اﳌــﻨــﺰل اﻟـــﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﻓــﻴــﻪ أﻃـــﻔـــﺎﻟـــﻪ، ﺑــﺤــﺴــﺐ اﻻدﻋــــــﺎء.
وأﻟـــﻘـــﺖ اﻟـــﺸـــﺮﻃـــﺔ اﻟــﻘــﺒــﺾ ﻋـﻠـﻴـﻪ وﻋــﻠــﻰ زوﺟـــﺘـــﻪ ﺑــﻌــﺪ أن ﺣﺼﻠﺖ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ وﻛﺎﻟﺔ اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎرات اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻨﺒﻬﺖ ﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ اﺷﺘﺮاﻫﺎ ﻣﻦ ﺑـﺬور اﻟﺨﺮوع اﻟــﺒــﺎﻟــﻎ ﻋــﺪدﻫــﺎ ٠٠٣٣ ﺣــﺒــﺔ، ﻋﺒﺮ اﻹﻧـــﺘـــﺮﻧـــﺖ، وأﻧـــﺘـــﺞ ﻣــﻨــﻬــﺎ ﻛـﻤـﻴـﺔ ﺻﻐﻴﺮة ﻣﻦ »اﻟﺮﻳﺴﲔ«.
وﻋــــــﻨــــــﺪﻣــــــﺎ أﻟــــــﻘــــــﻰ اﻟـــﻘـــﺒـــﺾ ﻋﻠﻴﻬﻤﺎ، ﻗﺎل اﳌﺤﻘﻘﻮن ﺣﻴﻨﻬﺎ إن اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ أوﻗـﻔـﺖ ﻣـﺎ ﻛــﺎن ﺳﻴﻜﻮن »أول اﻋــــــﺘــــــﺪاء ﺑـــﻴـــﻮﻟـــﻮﺟـــﻲ ﻓــﻲ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ«. وﺑـﺤـﺴـﺐ اﻻدﻋــــﺎء، ﻓـﺈن اﻟﺮﺟﻞ وزوﺟﺘﻪ أﺟﺮﻳﺎ ﺑﺤﺜﴼ ﻋﻦ اﳌــــﻮاد اﳌـﺘـﻔـﺠـﺮة ﻗـﺒـﻞ أن ﻳـﺨـﺘـﺎرا ﻣـــﺎدة اﻟـﺮﻳـﺴـﲔ ﺷــﺪﻳــﺪة اﻟﺴﻤﻴﺔ، اﻟـﺘـﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻘﺘﻞ اﻷﺷـﺨـﺎص ﺑﻌﺪ دﻗﺎﺋﻖ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ اﺳﺘﻨﺸﺎﻗﻬﺎ. وﺣﺘﻰ إﻧﻬﻤﺎ اﺷﺘﺮﻳﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺣﻴﻮان »ﻫــﺎﻣــﺴــﺘــﺮ« ﻟــﺘــﺠــﺮﺑــﺔ ﻣــــﺪى ﻓﺘﻚ اﳌﺎدة ﻋﻠﻴﻪ. وأﺟﺮﻳﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﺗﺠﺎرب ﺻﻐﻴﺮة ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻧﺎﺋﻴﺔ.
وﻗـــﺒـــﻞ ﻗـــﺪوﻣـــﻪ إﻟــــﻰ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ، ﻛــﺎن ﺳﻴﻒ اﻟـﻠـﻪ اﻟــﺬي ﻟـﻢ ﻳﺘﺨﺮج ﻣـﻦ اﳌــﺪرﺳــﺔ، ﻳﻌﻤﻞ ﺳﺎﻋﻲ ﺑﺮﻳﺪ ﻓﻲ ﺗﻮﻧﺲ. وأﻋﻠﻦ وﻻءه ﻟﺘﻨﻈﻴﻢ »داﻋــﺶ«، وﺑـﺪأ ﺑﺘﺠﻤﻴﻊ اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟــﺒــﻴــﻮﻟــﻮﺟــﻴــﺔ ﺑــﺘــﻮﺟــﻴــﻬــﺎت ﻣـﻦ اﻟﺘﻨﻈﻴﻢ، ﺑﺤﺴﺐ اﻻدﻋــﺎء. وﻛﺎن ﺣــﺎول اﻟﺴﻔﺮ إﻟــﻰ ﺳـﻮرﻳـﺎ وﻟﻜﻨﻪ ﻓـــﺸـــﻞ، ﻣـــﺎ دﻓــــﻊ ﻟـﻠـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ ﺑﺨﻄﺔ ﺑــﺪﻳــﻠــﺔ. وﻳــﺘــﻬــﻢ اﻻدﻋــــــﺎء زوﺟــﺘــﻪ ﺑـﻤـﺴـﺎﻋـﺪﺗـﻪ ﻋــﻠــﻰ ﺑــﻨــﺎء اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ، وﺑـــﺤـــﺴـــﺐ اﻻدﻋــــــــــــﺎء ﻓـــﻘـــﺪ ﻗـــﺎﻟـــﺖ ﻟﻮﻟﺪﻫﻤﺎ إﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﺒﺮ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺼﺒﺢ اﻧﺘﺤﺎرﻳﴼ وﻳﻔﺠﺮ ﻧﻔﺴﻪ.