Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻫﻞ ﻛﺎن ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ روﺳﻴﺎ؟

-

وﺷـــــﺪد ﻋــﻠــﻰ ﺿــــــﺮور­ة ﻣــﺸــﺎرﻛـ­ـﺔ واﺳـﻌـﺔ ﻓـﻴـﻪ، وذﻟــﻚ ﺣـﲔ ﻗــﺎل ﻓﻲ إﺟﺎﺑﺘﻪ ﻋﻦ ﺳـﺆال ﺣﻮل إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻊ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻋﻠﻰ اﻟـﺘـﺨـﻔـﻴ­ـﺾ: »ﻧــــﺮى أن )أوﺑـــــﻚ+( وﺣﺪﻫﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ أن ﺗﺸﺎرك ﻓﻲ اﺳﺘﻌﺎدة اﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻮق. وﺑﻤﺎ أن ﻫﺬه ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻷﺳﻮاق اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، ﻓﻴﺠﺐ أن ﻳـﺸـﺎرك أﻛـﺒـﺮ ﻋــﺪد ﻣﻦ اﻟـﺪول ﺧﻼل اﺳﺘﻌﺎدة اﻟﺘﻮزان«. وأﻛـــﺪ أن اﻻﺗـــﺼـــ­ﺎﻻت ﻟــﻢ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﺑﲔ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻻﺗــﻔــﺎق، وأﺷـــﺎر إﻟــﻰ »اﺗــﺼــﺎﻻت ﻋﻤﻞ داﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻮزارات واﻟﻮزراء«. وﻗﺎل إن وزارة اﻟﻄﺎﻗﺔ أﺧﺬت ﺑﺎﻟﺤﺴﺒﺎن اﺣﺘﻤﺎل اﻧﻬﻴﺎر اﺗﻔﺎق »أوﺑﻚ« +، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻮﻗﻊ أن ﻳـﻬـﺒـﻂ اﻟـﺴـﻌـﺮ ﺣـﺘـﻰ ﻣــﺎ دون ٠٣ دوﻻرﴽ ﻟﻠﺒﺮﻣﻴﻞ، وأﺣــﺎل ﻫﺬا اﻟــﻬــﺒــ­ﻮط ﻓــــﻮق اﻟـــﺘـــﻮ­ﻗـــﻌـــﺎت، إﻟــﻰ »ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻛﻮروﻧﺎ«.

ﻓـــــــﻲ ﻏــــــﻀــ­ــــﻮن ذﻟــــــــ­ـﻚ ﻳــﺒــﻘــﻰ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد اﻟــﺮوﺳــﻲ ﺗﺤﺖ وﻃــﺄة ﺟــﻤــﻠــﺔ ﻋــــﻮاﻣــ­ــﻞ ﺗـــﺄﺛـــﻴ­ـــﺮ ﺳــﻠــﺒــﻴ­ــﺔ، أﺿــﻴــﻔــ­ﺖ إﻟــﻴــﻬــ­ﺎ ﺧــﺴــﺎﺋــ­ﺮ ﻧﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ »ﺗﻜﻠﻔﺔ« اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺘﻲ أﻗﺮﻫﺎ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺮوﺳﻲ ﻓﻼدﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ أﺧﻴﺮﴽ، ﻟﺪﻋﻢ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﳌــــــﺘ­ــــــﻮﺳــ­ــــﻄـــــ­ـﺔ واﳌـــــــ­ﻮاﻃـــــــ­ﻨـــــــﲔ. وﻗـــــﺎﻟـ­ــــﺖ وﻛـــــﺎﻟـ­ــــﺔ »ﻣـــــــﻮد­ﻳـــــــﺰ« ﻓــﻲ ﺗــﻘــﺮﻳــ­ﺮ أﻣــــﺲ، إن ﻗــــﺮار اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺲ اﻟــــــــ­ﺮوﺳـــــــ­ـﻲ ﻓــــﻼدﻳــ­ــﻤــــﻴــ­ــﺮ ﺑـــﻮﺗـــﲔ ﺗﺄﺟﻴﻞ اﳌـﺪﻓـﻮﻋـﺎ­ت ﻋـﻦ اﻟﻘﺮوض اﻻﺳــﺘــﻬـ­ـﻼﻛــﻴــﺔ ﻟــﻠــﻤــﻮ­اﻃــﻨــﲔ، ﻗـﺪ ﻳﻜﺒﺪ اﻟﺒﻨﻮك ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺗﺼﻞ ﺣﺘﻰ ٥٫٧٪ ﻣـــﻦ أرﺑـــﺎﺣــ­ـﻬـــﺎ اﻟــﺴــﻨــ­ﻮﻳــﺔ. وأوﺿﺤﺖ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ أﻧﻪ »ﻓﻲ ﺣﺎل ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ اﻻﻧﻜﻤﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻟــﻔــﺘــﺮ­ة ﻃـــﻮﻳـــﻠ­ـــﺔ، ﻓــــﺈن ﻣـــﺎ ﻻ ﻳـﻘـﻞ ﻋـــﻦ ٠١٪ ﻣـــﻦ ﺟـﻤـﻴـﻊ اﳌــﻮاﻃــﻨ­ــﲔ اﳌــﻘــﺘــ­ﺮﺿــﲔ، ﺳـﻴـﺤـﺼـﻠـ­ﻮن ﻋﻠﻰ اﻟــــﺤـــ­ـﻖ ﺑــﺎﻟــﺘــ­ﺴــﻬــﻴــﻼ­ت )ﺗــﺄﺟــﻴــ­ﻞ اﳌــﺪﻓــﻮﻋ­ــﺎت(، وﺑـﺎﻟـﺘـﺎﻟ­ـﻲ ﺳﺘﻔﻘﺪ اﻟــﺒــﻨــ­ﻮك )أو ﺳـﺘـﺤـﺼـﻞ ﻟــﻜــﻦ ﻣﻊ

ﺗﺄﺧﻴﺮ( ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ٥٪ ﻣﻦ اﻷرﺑﺎح اﻟـــﺴـــﻨ­ـــﻮﻳـــﺔ ﻟـــﻠـــﻘـ­ــﻄـــﺎع اﳌـــﺼـــﺮ­ﻓـــﻲ اﻟﺮوﺳﻲ«.

ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺗﺸﻴﺮ اﻟﻮﻛﺎﻟﺔ إﻟــﻰ أن ﻧﺤﻮ ٠٢٪ ﻣـﻦ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﳌـﺘـﻮﺳـﻄ­ـﺔ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﺿﻤﻦ اﻟﻈﺮوف اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣــﻦ »اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻻﺋـﺘـﻤـﺎﻧ­ـﻴـﺔ«، اﻟﺘﻲ أﻗـــــﺮﻫـ­ــــﺎ ﺑــــﻮﺗـــ­ـﲔ ﺿـــﻤـــﻦ ﺳــﻠــﺴــﻠ­ــﺔ ﺗـــﺪاﺑـــ­ﻴـــﺮ ﻟـــﺪﻋـــﻢ ﻫـــــﺬه اﻟـــﺸـــﺮ­ﻛـــﺎت، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻗـﺪ ﻻ ﺗﺤﺼﻞ اﻟﺒﻨﻮك ﻋﻠﻰ ٠٥ ﻣﻠﻴﺎر روﺑﻞ )٢٣٦ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر( ﻣﻦ دﺧﻞ ﻓﻮاﺋﺪ اﻟﻘﺮوض، وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺎدل ٥٫٢٪ ﻣﻦ أرﺑﺎﺣﻬﺎ اﻟﺴﻨﻮﻳﺔ.

ﻓـــــــﻲ ﻣـــــــــ­ــــــــﻮا­زاة ذﻟــــــــ­ــــﻚ، ﻋــــﺒــــ­ﺮ اﻗﺘﺼﺎدﻳﻮن روس ﻋﻦ ﻗﻨﺎﻋﺘﻬﻢ ﺑﺄن اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻦ ﻳﻨﺠﻮ ﻣﻦ اﻻﻧﻜﻤﺎش ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﻴﺮوس، وﻫﺒﻮط أﺳﻌﺎر اﻟﻨﻔﻂ، وأﺷــﺎروا ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ إﻟـﻰ ﺗﺄﺛﻴﺮ »ﺗﺪاﺑﻴﺮ ﺑﻮﺗﲔ« ﻋﻠﻰ اﻟــــﺠـــ­ـﺪﻳــــﺪ ﻛــــﺬﻟـــ­ـﻚ ﻋـــﻠـــﻰ ﺟـــــﻮدة اﻟــﺴــﻴــ­ﺎﺳــﺎت اﳌــﺎﻟــﻴـ­ـﺔ ﻟـﻠـﻤـﻤـﻠـ­ﻜـﺔ وﻧــــــــ­ﺠــــــــﺎ­ﺣــــــــﻬ­ــــــــﺎ ﻓـــــــــ­ـــﻲ ﺗــــــﺄﻣـ­ـــــﲔ اﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎت اﻟﺘﻤﻮﻳﻠﻴﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ ﺑـﺨـﻴـﺎرات ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ اﳌــﺪى اﻟﻘﺼﻴﺮ واﳌـﺘـﻮﺳـﻂ واﻟﺒﻌﻴﺪ، ﻓـﻲ وﻗــﺖ ﻳﺆﻛﺪ اﻹﻗـﺒـﺎل اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺼــﻜــ­ﻮك اﳌـﺤـﻠـﻴـﺔ اﻟـﺜـﻘـﺔ اﻟـــﻜـــﺒ­ـــﻴـــﺮة اﻟــــﺘـــ­ـﻲ ﻳـــﺘـــﻤـ­ــﺘـــﻊ ﺑــﻬــﺎ اﻻﻗــــﺘــ­ــﺼــــﺎد اﻟــــﺴـــ­ـﻌــــﻮدي ﻟـــﺪى اﳌﺴﺘﺜﻤﺮﻳﻦ رﻏﻢ اﻟﻈﺮوف اﻟﺘﻲ ﻳــﺸــﻬــﺪ­ﻫــﺎ اﻟـــﻌـــﺎ­ﻟـــﻢ وﺗـــﺄﺛـــ­ﻴـــﺮات ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻛﻮروﻧﺎ. اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي. وﻗﺎل أﻧﻄﻮن ﺑــﻮﻛــﺎﺗـ­ـﻮﻓــﻴــﺘـ­ـﺶ، ﻛـﺒـﻴـﺮ اﳌـﺤـﻠـﻠـﲔ ﻣﻦ وﻛﺎﻟﺔ »ﺑﻲ ﻛﺎ ﺳﻲ ﺑﺮﻳﻤﻴﺮ«، إن اﻟﻨﺎﺗﺞ اﳌﺤﻠﻲ اﻹﺟﻤﺎﻟﻲ ﻫﺬا اﻟــﻌــﺎم ﻗــﺪ ﻳـﻨـﺨـﻔـﺾ ﺑـﻨـﺴـﺒـﺔ ٥٫٢ إﻟﻰ ٨٫٢٪، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ أن »اﻟﻌﻄﻠﺔ اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻼد ﳌــﺪة أﺳـﺒـﻮع« اﻟــﺘــﻲ أﻋــﻠــﻦ ﻋـﻨـﻪ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺑﻮﺗﲔ ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻧﺘﺸﺎر »ﻛﻮروﻧﺎ«، ﻟﻴﺴﺖ ﻋﻄﻠﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، ﺣﻴﺚ ﺳﻴﺘﻮﻗﻒ اﻹﻧــــﺘــ­ــﺎج، ﻻ ﺳــﻴــﻤــﺎ اﻟــﺼــﻨــ­ﺎﻋــﺎت اﻟــﺘــﺤــ­ﻮﻳــﻠــﻴــ­ﺔ، وﺳــﻴــﺘــ­ﻮﻗــﻒ ﻋـﻤـﻞ ﺟﻤﻴﻊ اﳌـﻨـﺸـﺂت واﳌــﺮاﻓــ­ﻖ. وﻗــﺎل إن ﺧـﺴـﺎﺋـﺮ اﻻﻗــﺘــﺼـ­ـﺎد اﻟــﺮوﺳــﻲ ﺧــﻼل اﻷﺳــﺒــﻮع اﻷول ﻣــﻦ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﻟـﻘـﺎدم، ﻗﺪ ﺗﺼﻞ ﺣﺘﻰ ٣٫١ إﻟـﻰ ٦٫١ ﺗﺮﻳﻠﻴﻮن روﺑــﻞ، أي ﻧــﺤــﻮ ٣٫١ إﻟـــﻰ ٥٫١٪ ﻣــﻦ اﻟﻨﻤﻮ ﻋﺎم ٠٢٠٢.

وﻗــــﺎﻟــ­ــﺖ ﻧــﺎﺗــﺎﻟـ­ـﻴــﺎ أورﻟــــﻮﻓ­ــــﺎ، ﻛــﺒــﻴــﺮ­ة اﻻﻗــﺘــﺼـ­ـﺎدﻳــﲔ ﻓـــﻲ »أﻟــﻔــﺎ ﺑــــﻨــــ­ﻚ« إن اﻹﻧـــــﺘـ­ــــﺎج اﻟــﺼــﻨــ­ﺎﻋــﻲ ﺧـــﻼل »أﺳــﺒــﻮع ﻋـﻄـﻠـﺔ ﻛــﻮروﻧــﺎ« )ﻣـﻦ ٨٢ ﻣــﺎرس وﻟﻐﺎﻳﺔ ٥ أﺑﺮﻳﻞ، ﻣـــــﻊ اﺣــــﺘـــ­ـﻤــــﺎل اﻟـــﺘـــﻤ­ـــﺪﻳـــﺪ ﺣــﺴــﺐ اﻟـــﻈـــﺮ­وف( ﻗــﺪ ﻳـﻨـﺨـﻔـﺾ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠١٪ ﻋــﻠــﻰ أﺳــــﺎس ﺳـــﻨـــﻮي. أﻣــﺎ ﻛﻴﺮﻳﻞ ﺗـﺮﻳـﻤـﺎﺳـ­ﻮف، ﻣـﺪﻳـﺮ ﻗﺴﻢ اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻟﻮﻟﻜﻮ - إﻧﻔﺴﺖ« ﻓﻘﺪ ﺣﺬر ﻣﻦ أن »أﺳﺒﻮع اﻟـﻌـﻄـﻠـﺔ« ﻋـﺎﻣــﻞ إﺿــﺎﻓــﻲ ﺳﻴﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻧﻜﻤﺎش اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﺮوﺳﻲ. وﺧــــﻔـــ­ـﻀــــﺖ وﻛــــــﺎﻟ­ــــــﺔ »ﻣــــــﻮدﻳ­ــــــﺰ« ﺗـﻮﻗـﻌـﺎﺗـ­ﻬـﺎ ﻟـﻼﻗــﺘــﺼ­ــﺎد اﻟــﺮوﺳــﻲ ﻫــــﺬا اﻟــــﻌـــ­ـﺎم، وﻗـــﺎﻟـــ­ﺖ ﻓـــﻲ ﺗــﻘــﺮﻳــ­ﺮ أﺧــــﻴـــ­ـﺮﴽ: »اﻧـــﻄـــﻼ­ﻗـــﴼ ﻣـــﻦ أن ﺳـﻌـﺮ ﺑﺮﻧﺖ ﺳﻴﻜﻮن أﻗــﻞ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٣٪ ﻋــﻦ ﺗﻮﻗﻌﺎﺗﻨﺎ اﻟـﺴـﺎﺑـﻘـ­ﺔ، ﻧﺘﻮﻗﻊ ﺗﺒﺎﻃﺆ ﻧﻤﻮ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎد اﻟـﺮوﺳـﻲ ﺣﺘﻰ ٥٫٠٪ ﻫــﺬا اﻟــﻌــﺎم«، ﻋﻮﺿﴼ ﻋــﻦ اﻟـﺘـﻮﻗـﻌـ­ﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﻮﺗﻴﺮة ﻧﻤﻮ ﺣﺘﻰ ٥٫١٪.

ﻣﻊ ﺗﺪﻫﻮر اﻷوﺿـﺎع ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﻨﻔﻂ ووﺻﻮل اﻷﺳﻌﺎر إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﺗﺤﺖ ٠٣ دوﻻرﴽ، وﺗﻮﻗﻌﺎت اﺳﺘﻤﺮار ﻫﺬا اﻟﺘﺪﻫﻮر ﻷﺷﻬﺮ ﻣﻘﺒﻠﺔ ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻘﺾ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺤﺔ »ﻛﻮروﻧﺎ«، ﻳﺒﺮز ﺳﺆال ﻓﻲ أذﻫﺎن اﻟﻌﺪﻳﺪﻳﻦ وﻫﻮ: ﻫﻞ ﻛﺎن ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ روﺳﻴﺎ واﻟﻘﺒﻮل ﺑﺎﳌﻘﺘﺮح اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﺑﻪ ﺧﻼل اﺟﺘﻤﺎع ﺗﺤﺎﻟﻒ »أوﺑﻚ+« ﻓﻲ ٦ ﻣﺎرس )آذار(، ﺑﺪﻻ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﺪث ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻓﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺼﺺ اﻟﺴﻮﻗﻴﺔ؟ واﻟـﺴـﺆال اﻵﺧـﺮ ﻫـﻮ: ﻫﻞ اﻧﻬﺎر ﺗﺤﺎﻟﻒ )أوﺑﻚ+(، وﻫﻞ ﺳﺘﻜﻮن ﻫﺬه اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ وإﻋﻼن اﻟﻮﻓﺎة ﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺼﺪرة ﻟﻠﺒﺘﺮول )أوﺑـﻚ( اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ اﻵن ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ أزﻣﺔ أﺳﻌﺎر ﺟﺪﻳﺪة ﻏﻴﺮ اﻟﺘﻲ ﺷﻬﺪﻧﺎﻫﺎ ﻓﻲ ٨٩٩١ و٥٨٩١؟

ﻗﺒﻞ أن ﻧﺠﻴﺐ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻷﺳﺌﻠﺔ ﻓﻠﻨﺸﺮح ﻣﺎذا ﺣﺪث ﻓﻲ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻳﻮم ٦ ﻣــﺎرس ﺑـﺼـﻮرة ﻣﻘﺘﻀﺒﺔ. ﻛــﺎن ﻫﻨﺎك اﺗـﻔـﺎق ﻓـﻲ آﺧــﺮ ٩١٠٢ ﺑـﲔ »أوﺑــﻚ« وﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ ﺑﻘﻴﺎدة روﺳﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻹﻧﺘﺎج ﺑﻨﺤﻮ ٧٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﳌﻮازﻧﺔ اﻟﺴﻮق. وﺣﺘﻰ ﺗﺸﺠﻊ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ )أﻛﺒﺮ ﻣﻨﺘﺞ ﻟﻠﻨﻔﻂ ﻓﻲ »أوﺑﻚ«( اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺨﻔﻴﺾ وﺗﺴﺮع ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻮازن اﻟﺴﻮق، ﺧﻔﻀﺖ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ٠٠٤ أﻟﻒ ﺑﺮﻣﻴﻞ إﺿﺎﻓﻴﺔ ﻟﻴﺼﺒﺢ اﳌﺠﻤﻮع ١٫٢ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ، واﺗﻔﻖ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺘﻤﺎع ﻓﻲ ﻣﺎرس ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺟﺪوى ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺗﻔﺎق ﻣﻦ ﻋﺪﻣﻪ.

واﺟﺘﻤﻊ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻓﻲ ﻳﻮم ٦ ﻣﺎرس، إﻻ أن ﻫﻨﺎك ﻣﻔﺎﺟﺄة ﺟﺪﻳﺪة وﻫﻲ ﻓﻴﺮوس »ﻛﻮروﻧﺎ« واﻟﺬي ﻟﻢ ﻳﻘﺾ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎة اﻟﺒﺸﺮ وﻟﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻂ ﻛﺬﻟﻚ. وﺣﺴﺐ ﺗﻮﻗﻌﺎت »أوﺑﻚ« ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺗﺨﻔﻴﺾ ﺟﺪﻳﺪ ﻟـ٥٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ إﺿﺎﻓﻴﺔ وﻫﻮ ﻣﺎ دﻋﻤﺘﻪ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺸﺪة، ورﻓﻀﺘﻪ روﺳﻴﺎ واﻗﺘﺮﺣﺖ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﺠﺎري ﺣﺘﻰ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻜﻤﻴﺔ.

واﻧــﺘــﻬـ­ـﻰ اﻻﺟــﺘــﻤـ­ـﺎع ﻋـﻠـﻰ ﺧـــﻼف ﺑــﲔ اﻟــﻄــﺮﻓـ­ـﲔ، وأﻋــﻠــﻦ وزﻳـــﺮ اﻟـﻄـﺎﻗـﺔ اﻟـﺮوﺳـﻲ أﻟﻜﺴﻨﺪر ﻧﻮﻓﺎك ﻋﻘﺐ اﻻﺟﺘﻤﺎع أن »اﻻﺗـﻔـﺎق اﻧﺘﻬﻰ«، وﺑــﺪءﴽ ﻣﻦ اﻷول ﻣﻦ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( ﻣﻦ ﺣﻖ ﻛﻞ اﻟﺪول إﻧﺘﺎج اﻟﻜﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ. وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ أﺧﺬت اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاء ات ﺗﻬﺪف ﻟﺘﻌﻈﻴﻢ ﺣﺼﺘﻬﺎ اﻟﺴﻮﻗﻴﺔ، ﻣﻦ ﺧﻼل زﻳﺎدة اﻹﻣﺪادات ﳌﺴﺘﻮى ﺗﺎرﻳﺨﻲ واﺳﺘﺌﺠﺎر ﻋﺪد ﺿﺨﻢ ﻣﻦ ﻧﺎﻗﻼت اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻹﻏﺮاق اﻟﺴﻮق ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ اﻟﺴﻌﻮدي، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﺨﻔﻴﻀﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻄﻬﺎ ﻫﻲ اﻷﻋﻠﻰ ﻓﻲ ٠٢ ﻋﺎﻣﴼ. وﻋﺪت اﻟﺴﻮق ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﺣﺮب أﺳﻌﺎر ﺑﲔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ وروﺳﻴﺎ، رﻏﻢ ﻋﺪم إﻋﻼن أي ﺗﺼﺮﻳﺢ ﻣﻦ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﺑﺘﺄﻛﻴﺪ ﻫـﺬه اﻟﺤﺮب وﻧﻔﻲ اﻟﻜﺮﻣﻠﲔ وﺟـﻮد ﺣﺮب ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﲔ أي ﻣﻨﺘﺞ آﺧﺮ.

ﻣﺎ ﻳﺤﺪث دﻣﺮ اﻷﺳﻌﺎر وﺳﻴﺪﻣﺮﻫﺎ زﻳﺎدة ﻷن ﻃﺎﻗﺔ اﻟﺘﺨﺰﻳﻦ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻ ﺗﺘﺠﺎوز ٦٫١ ﻣﻠﻴﺎر ﺑﺮﻣﻴﻞ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﻘﺎدم ﺧﻼل اﻟﻨﺼﻒ اﻷول ﻣﻦ ٠٢٠٢ ﻫﻮ ﻓﻲ ﺣﺪود ٨٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ، ﺣﺴﺐ ﺗﻘﺪﻳﺮات .(IHS) وﻻ ﻳﻮﺟﺪ أﻣﺎﻛﻦ ﻟﺘﺨﺰﻳﻦ اﻟﻨﻔﻂ وﻻ ﻣﺼﺎﻓﻲ ﻟﺘﻜﺮﻳﺮه ﺑﻌﺪ ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ اﻹﻧﺘﺎﺟﻴﺔ.

وﻟﻨﺴﺘﻤﻊ اﻵن إﻟﻰ وﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ روﺳﻴﺔ ﺻـﺎدرة ﻣﻦ أﺣﺪ وﻛﻼء وزارة اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻓﻲ روﺳﻴﺎ، ﺑﺎﻓﻴﻞ ﺳﻮروﻛﲔ، واﻟﺬي ﻛﺎن ﻫﻮ أﻗﺮب ﻣﺴﺆول روﺳﻲ ﻟـ»أوﺑﻚ« ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻤﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻔﻨﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻠﺘﺤﺎﻟﻒ أو ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ. اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﻦ ﻋﻤﻠﻮا ﻣﻊ ﺳﻮروﻛﲔ ﻳﺼﻔﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺬﻛﺎء واﻹﳌﺎم اﻟﻜﺒﻴﺮ ﺑﺎﻟﺴﻮق. وأﻣﺲ )اﻟﺠﻤﻌﺔ(، ذﻛﺮ ﻛﻼﻣﴼ ﻣﻬﻤﴼ ﺧﻼل ﻧﻘﺎش دار ﻓﻲ ﻧﺎدي ﻓﻼدي ﻓﻲ ﻣﻮﺳﻜﻮ.

ﻳﻘﻮل ﺳﻮروﻛﲔ إن اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﻂ ﺳﻴﻨﺨﻔﺾ ﺑﻨﺤﻮ ٠٢ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﺧــﻼل اﻷﺳـﺎﺑـﻴـﻊ اﻟـﻘـﺎدﻣـﺔ، أي ﺑﻨﺤﻮ ٠٢٪ ﻣـﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻌﺎﳌﻲ، وﻫﻮ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻋﻤﺎ ﻗﺎﻟﻪ رﺋﻴﺲ ﺷﺮﻛﺔ »ﻓﻴﺘﻮل« أﻛﺒﺮ ﺷﺮﻛﺔ ﻟﺘﺠﺎرة اﻟﻨﻔﻂ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ أو ﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﳌﺼﺎرف اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻣﺜﻞ »ﻏﻮﻟﺪﻣﺎن ﺳﺎﻛﺲ« وﻏﻴﺮﻫﺎ.

وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻳﺮى ﺳﻮروﻛﲔ أن ﻣﻘﺘﺮح »أوﺑﻚ« )أي ﺗﺨﻔﻴﺾ ٥٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ( ﻟﻴﺲ إﻻ »ﻗﻄﺮة ﻓﻲ ﻣﺤﻴﻂ«، وﻳﻘﻮل إﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﻼﻧﻲ أن ﺗﺄﺧﺬ إﺟﺮاء ات ﻟﻦ ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ أﺛﺮ، ﻷن ﻣﻮازﻧﺔ اﻟﺴﻮق اﻟﻴﻮم ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺟﻬﺪ دوﻟﻲ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﺤﺎﻟﻒ »أوﺑﻚ+«.

وﺣﻮل اﻷﺳﻌﺎر ﻳﻘﻮل ﻟﻮ أن اﻟﻜﻞ ﻃﺒﻖ اﻗﺘﺮاح »أوﺑﻚ« ﻟﺘﺤﺴﻨﺖ اﻷﺳﻌﺎر ﻧﺤﻮ ٥ - ٧ دوﻻرات ﻟﻠﺒﺮﻣﻴﻞ، وﻫـﺬا ﻟﻴﺲ ﻣﻀﻤﻮﻧﴼ. ﻟﻬﺬا ﻳـﺮى أن اﻗﺘﺮاح روﺳﻴﺎ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﺗﻔﺎق »أوﺑﻚ+« ﻛﺎن ﻫﻮ اﻟﺨﻴﺎر اﻷﻓﻀﻞ.

اﻷﻣﺮ اﳌﻬﻢ اﻵﺧﺮ ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ ﻫﻮ ﻗﻮﻟﻪ إن روﺳﻴﺎ ﺗﺮى اﻟﺴﻌﺮ اﻟﻌﺎدل ﻋﻨﺪ ٥٤ إﻟﻰ ٥٥ دوﻻرﴽ ﻟﻠﺒﺮﻣﻴﻞ، وأن اﻷﺳﻌﺎر ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺘﻈﻞ ﻋﻨﺪ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى ﻣﻦ دون ﺟﺎﺋﺤﺔ »ﻛﻮروﻧﺎ«، وﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻌﺎﳌﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺮﺑﻊ اﻷول ﻣﻦ ٠٢٠٢.

ﻫـــﺬه اﻟــﺘــﺼــ­ﺮﻳــﺤــﺎت ﻣـﺘـﻨـﺎﻗـﻀ­ـﺔ. اﻟـﺠـﻤـﻴـﻊ ﻳـﻌـﻠـﻢ ﻣــﺎ ﺳــﻴــﺤــﺪ­ث ﺑﺴﺒﺐ »ﻛــﻮروﻧــﺎ«، وﺣـﺘـﻰ ﻣـﻦ ﻗﺒﻞ »ﻛــﻮروﻧــﺎ« ﻛـﺎﻧـﺖ »أوﺑـــﻚ« ﺗــﺮى وﺟــﻮد ﻓﺎﺋﺾ ﻫﺬا اﻟﻌﺎم ﺑﻨﺤﻮ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻳﻮﻣﻴﴼ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺤﺮب اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ ﻣﻊ اﻟﺼﲔ وﺗﺒﺎﻃﺆ ﻧﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻌﺎﳌﻲ، ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺬي ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺪول ﺧﺎرج »أوﺑﻚ« ﺳﺘﺰﻳﺪ ﻓﻴﻪ اﻹﻧﺘﺎج.

وﺣﻘﻴﻘﺔ ﻻ أﻋﻠﻢ ﻋﻠﻰ أي أﺳــﺎس اﺧـﺘـﺎرت روﺳﻴﺎ ﻫـﺬا اﻟﺴﻌﺮ ﻟﻴﻜﻮن ﻋـــﺎدﻻ؟ إن اﻟﺴﻌﺮ اﻟــﻌــﺎدل ﻣـﺒـﺪأ ﻟــﻢ ﻳﻌﺪ أﺣــﺪ ﻳﺘﻜﻠﻢ ﻋﻨﻪ اﻟــﻴــﻮم وﺑﺨﺎﺻﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻋﻦ اﻟﺘﺼﺮﻳﺢ ﺑﺴﻌﺮ ﻋــﺎدل ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻃﻮﻳﻠﺔ وﺗﺮﻛﺖ اﻟﺴﻮق ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻖ اﻟﺘﻮازن. ﻓﻬﻞ ﻳﻘﺼﺪ أن ﻫﺬا اﻟﺴﻌﺮ ﻫﻮ اﻟﺴﻌﺮ اﳌﻨﺎﺳﺐ ﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ روﺳﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎدل ﻋﻨﺪ ٢٤ دوﻻرﴽ؟ أم أﻧﻪ اﻟﺴﻌﺮ اﻟﺬي ﺳﻴﺤﻘﻖ ﺗﻌﺎدﻻ ﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ روﺳﻴﺎ وﻳﺒﻘﻲ اﻟﻀﻐﻮط ﻋﻠﻰ إﻧﺘﺎج اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺼﺨﺮي اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ )اﻟﻬﺎﺟﺲ اﻷﻛﺒﺮ ﻟﺪى اﻟﺮوس اﻟﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪون ﻷﻣﻴﺮﻛﺎ اﻻﻛﺘﻔﺎء اﻟﺬاﺗﻲ ﻣﻦ اﻟﻨﻔﻂ اﻟﺨﺎم أو ﻣﻮاﺻﻠﺔ ﺗﺼﺪﻳﺮه ﻟﻠﺨﺎرج ﺑﻌﺪ أن زادت ﻛﻤﻴﺎت اﻟﻨﻔﻂ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﳌﺘﺠﻪ إﻟﻰ آﺳﻴﺎ(.

واﻵن ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﺴﺆال ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﳌﻘﺎل، ﻓﺈﺟﺎﺑﺘﻲ: ﻻ. إن ﻗﺮار روﺳﻴﺎ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻛـﻞ اﻷرﻗـــﺎم، واﻟــﻮاﺟــ­ﺐ ﻫـﻮ اﻟﺘﺨﻔﻴﺾ. أﻧــﺎ أﻋﻠﻢ أن ﻫﻨﺎك اﺳﺘﻴﺎء ﻋﺎﳌﻴﴼ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻣﻤﺎ ﻓﻌﻠﺘﻪ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، إذ ﺗﻌﻮد اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ أن اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻫﻲ اﻟﻌﻤﻼق اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ »أﻃﻠﺲ« اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻗﺒﺔ اﻟﺴﻤﺎء ﻟﻸﺑﺪﻳﺔ. ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﺘﺤﺮك اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻟﺘﻐﺮق اﻟﺴﻮق ﺑﺎﻟﻨﻔﻂ، ﳌﺎ ﺗﺤﺮﻛﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة وأرﺳﻠﺖ ﻣﺒﻌﻮﺛﺔ ﻟﻠﻄﺎﻗﺔ إﻟﻰ اﳌﻤﻠﻜﺔ وﺑﺪأ اﳌﻨﺘﺠﻮن ﻓﻲ ﺗﻜﺴﺎس اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ اﻹﻧــﺘــﺎج، وﻻ أرﺳـــﻞ ﺳـﺘـﺔ ﻣــﻦ أﻋــﻀــﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻟـﺸـﻴـﻮخ رﺳــﺎﻟــﺔ إﻟــﻰ وزﻳــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﺎﻳﻚ ﺑﻮﻣﺒﻴﻮ، ﻟﺤﺜﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺮك »أوﺑـﻚ« وﺑﺤﺚ ﺻﻔﻘﺔ ﻃﺎﻗﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻟﺘﺸﺠﻴﻊ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺪﻻ ﻣﻦ روﺳﻴﴼ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻻﻋﺐ رﺋﻴﺲ ﻓﻲ اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺴﻮق اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ.

وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﻫﻮ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﳌﺒﺪأ اﻟﺴﻮق اﳌﻔﺘﻮﺣﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ وﺗﻌﻈﻴﻢ اﻟﺤﺼﺔ اﻟﺴﻮﻗﻴﺔ. وﻋﻠﻰ اﻟـﺮﻳـﺎض اﻻﺳـﺘـﻤـﺮا­ر ﻓـﻲ ﻫﺬه اﻟﻔﻮﺿﻰ اﻟﺨﻼﻗﺔ وﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻌﺼﺎ؛ ﻷن اﻟـﺠـﺰرة ﻟـﻦ ﺗﻔﻴﺪ... أو أن ﻳﺼﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻻﺗﻔﺎق ﻋﺎﳌﻲ ﺟﺪﻳﺪ أﻛﺒﺮ ﻣﻦ »أوﺑﻚ+« ﻟﻌﺼﺮ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ »ﻛﻮروﻧﺎ«.

ﻫﻞ ﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻮت »أوﺑﻚ«؟ »أوﺑﻚ« ﻟﻦ ﺗﻤﻮت ﻷن ﻣﺎ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻪ اﻟﺴﺎﺳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن أن »أوﺑﻚ« ﻫﻲ ﻣﺼﺪر اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻓﻲ اﻟﺴﻮق، و»ﺧﺎرج »أوﺑﻚ«« –ﺗﺎرﻳﺨﻴﴼ- ﻫﻮ ﻣﺼﺪر ﺧﻠﻞ ﻣﻴﺰان اﻟﻌﺮض واﻟﻄﻠﺐ. وﺧﻄﺎﺑﻬﻢ ﻟﺒﻮﻣﺒﻴﻮ ﻳﺨﺎﻟﻒ ﻣﺒﺎدئ اﻟﺴﻮق اﻟﺤﺮة ودواﻓﻌﻪ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ وﻫﻲ أﻣﻦ اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ. اﻟﻜﻞ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟـ »أوﺑﻚ« و»أوﺑﻚ+« ﻓﻌﻞ ﺷﻲء، وﻫﻨﺎك ٠٥ إﻟـﻰ ٠٦ ﻣﻠﻴﻮن ﺑﺮﻣﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق ﻻ أﺣـﺪ ﻳﺘﺤﻜﻢ ﺑﻬﺎ. ﺳﺘﺘﻀﺮر دول اﻟﺨﻠﻴﺞ و»أوﺑﻚ« و»أوﺑﻚ+« وﺷﺮﻛﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﻫﺬا اﻟﻌﺎم، وﻟﻜﻦ ﺳﻴﺜﻤﺮ ﻫﺬا ﻋﻦ ﻧﻈﺎم ﻋﺎﳌﻲ ﺟﺪﻳﺪ أﻓﻀﻞ وأﻛﺜﺮ اﺳﺘﺪاﻣﺔ ﻟﻮ أراد اﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺒﺪء ﻓﻲ ﺑﻨﺎء ﻧﻈﺎم ﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ »ﻛﻮروﻧﺎ«.

 ??  ?? ﺗﻐﺎزل ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻛﺒﺎر ﻣﻨﺘﺠﻲ اﻟﻨﻔﻂ ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﺰاﻳﺪ ﺣﺪة اﻟﻀﻐﻮط اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ )روﻳﺘﺮز(
ﺗﻐﺎزل ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻛﺒﺎر ﻣﻨﺘﺠﻲ اﻟﻨﻔﻂ ﻹﻋﺎدة اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﺰاﻳﺪ ﺣﺪة اﻟﻀﻐﻮط اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ )روﻳﺘﺮز(
 ??  ??
 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia