ﺗﻴﺮوردة... ﻗﺮﻳﺔ ﺑﺴﻔﺢ ﺟﺒﻞ ﺳﺒﻘﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﺮض اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺬاﺗﻲ
ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ وﺿﻌﻮا ﻗﺎﻧﻮﻧﴼ ﺧﺎﺻﴼ ﺑﻬﻢ وﻃﻠﺒﻮا ﻣﻦ اﳌﻐﱰﺑﲔ ﺗﻔﺎدي زﻳﺎرﺗﻬﻢ
ﻟــــــﻢ ﻳـــﻨـــﺘـــﻈـــﺮ ﺳـــــﻜـــــﺎن ﻗـــﺮﻳـــﺔ ﺗـــــﻴـــــﺮوردة ﺑــﻤــﻨــﻄــﻘــﺔ إﻓـــﺮﺣـــﻮﻧـــﻦ اﻷﻣـــــﺎزﻳـــــﻐـــــﻴـــــﺔ ﺑـــــﺄﻋـــــﺎﻟـــــﻲ ﺟـــﺒـــﺎل ﺟـــﺮﺟـــﺮة، ﺷــــﺮق اﻟـــﺠـــﺰاﺋـــﺮ، ﻗـــﺮار اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت وﺿـــﻊ ﻣﻨﻄﻘﺘﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺼﺤﻲ ﻟﻮﻗﺎﻳﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ ﻣــــــﻦ ﺧــــﻄــــﺮ ﻓــــــﻴــــــﺮوس ﻛـــــﻮروﻧـــــﺎ اﳌـــﺴـــﺘـــﺠـــﺪ. ﻓـــﻤـــﻊ أول إﺻـــﺎﺑـــﺔ ﺑــﺎﻟــﻮﺑــﺎء ﻓــﻲ وﻻﻳــــﺔ ﺗــﻴــﺰي وزو، اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟﻴﻬﺎ إدارﻳﴼ، وذﻟﻚ
ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮع، أﻏﻠﻖ وﺟﻬﺎء اﻟﻘﺮﻳﺔ ﻛﻞ اﻟــﺪروب واﳌﻨﺎﻓﺬ ﺑﺎﳌﺘﺎرﻳﺲ وﺟــــــــــﺬوع اﻷﺷـــــــﺠـــــــﺎر، وﻣـــﻨـــﻌـــﻮا أﻧـــﻔـــﺴـــﻬـــﻢ ﻣــــﻦ اﻟـــــﺨـــــﺮوج ﻣــﻨــﻬــﺎ، وﻛﺘﺒﻮا ﻋﻨﺪ ﻣﺪﺧﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻻﻓﺘﺔ ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻮﺟﻬﺔ ﻟﻠﻐﺮﺑﺎء: »ﺣﺮﺻﴼ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺘﻨﺎ، أرﺟــﻮﻛــﻢ ﻋــﻮدوا ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﺗﻴﺘﻢ، ﻓﻨﺤﻦ ﻻ ﻧﺴﺘﻘﺒﻞ أﺣﺪﴽ ﻫﺬه اﻷﻳﺎم«.
وأﻃــﻠــﻖ ﺷـﺒـﺎب اﻟـﻘـﺮﻳـﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻜﻨﻬﺎ ﺣﻮاﻟﻲ ٠٠٢ ﻋﺎﺋﻠﺔ، ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻟﻠﺤﺠﺮ، »ﺧﻠﻴﺔ أزﻣﺔ«
ﺑـﻤـﻘـﺮ ﺳــﺎﺣــﺔ اﻷﻟـــﻌـــﺎب واﻟـﺘـﺮﻓـﻴـﻪ اﻟــﻮﺣــﻴــﺪة ﺑـــﺘـــﻴـــﺮوردة، ووﺿــﻌــﻮا ﻋـــﻨـــﺪ ﻛــــﻞ ﻣـــﺪﺧـــﻞ ﻣــــﻦ ﻣــﺪﺧــﻠــﻴــﻬــﺎ اﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺴــــﻴــــﲔ، ﻣــــــﺮﻛــــــﺰ ﺣــــﺮاﺳــــﺔ ﻳــﺘــﻨــﺎوب ﻋــﻠــﻴــﻪ ﺷـــﺎﺑـــﺎن ﻛـــﻞ أرﺑـــﻊ ﺳــــﺎﻋــــﺎت. واﻧـــﺘـــﺸـــﺮ اﻟـــﺴـــﻜـــﺎن ﻓـﻲ أرﺟﺎﺋﻬﺎ، ﻣﻨﺬ اﻟﻴﻮم اﻷول ﻟﻠﺤﺠﺮ، ﺿـﻤـﻦ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺎت ﺗـﺘـﻜـﻮن ﻣــﻦ ٣ أﺷـــﺨـــﺎص، ﻟــــﺮش أﻃــــــﺮاف اﻷزﻗــــﺔ وأﺑــــﻮاب اﻟـﺒـﻴـﻮت ﺑــﻤــﻮاد ﺗﻨﻈﻴﻒ وﺗﻌﻘﻴﻢ.
وﺗــﻢ ﺗﻜﻠﻴﻒ »ﺧـﻠـﻴـﺔ اﻷزﻣـــﺔ« ﻣــﻦ ﻗــﺒــﻞ »ﻟــﺠــﻨــﺔ ﻋــﻘــﻼء اﻟــﻘــﺮﻳــﺔ«، اﳌﺴﻤﺎة ﺑﺎﻷﻣﺎزﻳﻐﻴﺔ »ﺗﺎﺟﻤﺎﻋﺚ«، ﺑـﺄﻧـﺸـﻄـﺔ ﻋــﺪﻳــﺪة، ﻣـﻨـﻬـﺎ إﺣـﺼـﺎء ﺣــﺎﺟــﺎت اﻟــﺴــﻜــﺎن، ﺑـﺨـﺎﺻـﺔ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ، ﻣﻦ أدوﻳﺔ وأﻏﺬﻳﺔ.
أﻣـــﺎ »ﺣــــﺮاس اﻟــﻘــﺮﻳــﺔ« اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺗﺤﺖ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎت اﳌﺸﺮﻓﲔ ﻋﻠﻰ »اﻟﺨﻠﻴﺔ«، وﻋﺪدﻫﻢ ٠١، ﻓﻬﻢ ﻣـﻄـﺎﻟـﺒـﻮن ﺑﻤﻨﻊ ﺧـــﺮوج اﻷﻃــﻔــﺎل واﳌـﺼـﺎﺑـﲔ ﺑـﺄﻣـﺮاض ﻣﺰﻣﻨﺔ، ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﺗﺤﺖ أي ﻇــﺮف. وﻣــﺎ إن ﺗــﺼــﻞ اﻟــﺴــﺎﻋــﺔ اﻟــﺴــﺎﺑــﻌــﺔ ﻣــﺴــﺎء، ﺣـــﺘـــﻰ ﻳـــﺤـــﻤـــﻞ ﻫــــــــﺆﻻء ﻣـــﻜـــﺒـــﺮات ﻟﻠﺼﻮت ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ، وﻳﻤﺸﻮن ﻓﻲ اﻷزﻗــــﺔ، ﳌﻄﺎﻟﺒﺔ اﻟـﺴـﻜـﺎن ﺑـﺎﻟـﺘـﺰام ﺑــﻴــﻮﺗــﻬــﻢ. وﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳـﺸـﻴـﺮ إﻟـﻴـﻬـﻢ أﻋﻮان ﻣﺮﻛﺰي اﻟﺤﺮاﺳﺔ اﳌﺘﻘﺪﻣﲔ، ﺑـﺄن زاﺋــﺮﴽ أﺟﻨﺒﻴﴼ ﻳﺮﻳﺪ اﻟﺪﺧﻮل، ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن إﻟـﻴـﻪ ﻟﻴﻄﻠﺒﻮا ﻣـﻨـﻪ، ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ، أن ﻳﻌﻮد أدراﺟﻪ.
وذﻛـــــــﺮ ﻗـــــــﺮوي ﺑـــﺈﻓـــﺮﺣـــﻮﻧـــﻦ، ﺗـﺤـﺪﺛـﺖ »اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳــــﻂ« ﻣﻌﻪ ﻫﺎﺗﻔﻴﴼ، أن أﻗﺎرب ﻋﺎﺋﻼت ﺑﺎﻟﻘﺮﻳﺔ ﺟــــﺎءوا ﻣــﻦ ﺗــﻴــﺰي وزو، اﻟﺒﻌﻴﺪة
ﺑــــﺤــــﻮاﻟــــﻲ ٠٧ ﻛــــﻠــــﻢ، ﻟـــﺰﻳـــﺎرﺗـــﻬـــﻢ واﻻﻃﻤﺌﻨﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓـﻲ اﻟﻈﺮوف اﻟــﺤــﺮﺟــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ اﳌﻨﻄﻘﺔ وﻛــﺎﻣــﻞ اﻟـــﺒـــﻼد، وﻗـــﺪ ﻃـﻠـﺐ ﻣﻨﻬﻢ ﺑــﻜــﻞ ود واﺣــــﺘــــﺮام أن ﻳـﺘـﻔـﻬـﻤـﻮا »ﺣــــﺎل اﻟــــﻄــــﻮارئ« اﻟــﺘــﻲ ﻓـﺮﺿـﻬـﺎ اﻟـــﺴـــﻜـــﺎن ﻋــﻠــﻰ أﻧــﻔــﺴــﻬــﻢ ﺣــﻔــﺎﻇــﴼ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻬﻢ. وأﻛــﺪ أن ﻋﺎﺋﻼت ﻓــﻲ اﻟــﻘــﺮﻳــﺔ ﻃـﻠـﺒـﺖ ﻣــﻦ أﺑــﻨــﺎء ﻟﻬﺎ ﻳـﻌـﻴـﺸـﻮن ﻓــﻲ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ وإﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺎ ودول أﺧـﺮى ﺗﻔﺸﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻮﺑﺎء، ﻋـــــﺪم اﻟـــﺴـــﻔـــﺮ إﻟـــﻴـــﻬـــﻢ ﻣــﻬــﻤــﺎ ﻛـــﺎن ﺣــــﺎل، ﻣــﺸــﻴــﺮﴽ إﻟـــﻰ أﻧــﻬــﻢ اﺗــﺨــﺬوا ﻫـــﺬا اﻟـــﻘـــﺮار، ﺑــﺎﺗــﻔــﺎق ﻣــﻊ أﻋـﻀـﺎء »ﺗـــﺎﺟـــﻤـــﺎﻋـــﺚ«، ﻣــﻨــﺬ أن ﺑــﻠــﻎ إﻟــﻰ ﻣﺴﺎﻣﻌﻬﻢ أن ﺷﺨﺼﴼ ﻣﺴﻨﴼ ﺗﻮﻓﻲ ﺑـﺎﻟـﻔـﻴـﺮوس ﺑﻤﺪﻳﻨﺔ ﺗــﻴــﺰي وزو، ﺑﻌﺪ أن ﻧﻘﻠﺖ اﺑﻨﺘﻪ، اﳌﻐﺘﺮﺑﺔ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، اﻟﻌﺪوى إﻟﻴﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ زارﺗﻪ.
وﺗــــﻌــــﺘــــﺒــــﺮ اﻟــــــــﺰراﻋــــــــﺔ ورﻋــــــﻲ اﳌﺎﺷﻴﺔ اﳌﺼﺪر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺘﻤﻮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻐﺬاء واﻟﺤﻠﻴﺐ واﻟﻠﺤﻮم ﺑﻘﺮﻳﺔ ﺗﻴﺮوردة. واﻟﺴﻜﺎن ﻣﻜﺘﻔﻮن ذاﺗﻴﴼ ﻣﻦ ﻣﻨﺘﺠﺎت ﻋﺪة ﻣﺤﻠﻴﺔ اﻟﺼﻨﻊ، ﻛﻤﺎ أن اﳌـﺎء ﻣﺘﻮاﻓﺮ ﺑﻔﻀﻞ اﻵﺑﺎر اﻟــﺘــﻲ ﺣــﻔــﺮوﻫــﺎ ﻣــﻨــﺬ زﻣـــﻦ ﺑـﻌـﻴـﺪ. أﻣـــﺎ اﻟـــــﺪواء وﺑــﻌــﺾ اﳌـﺴـﺘـﻠـﺰﻣـﺎت اﻟــﻀــﺮورﻳــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻏــﻴــﺮ ﻣـــﺘـــﻮاﻓـــﺮة ﻟـــﺪﻳـــﻬـــﻢ، ﻓـﺘـﺘـﻜـﻔـﻞ »ﺧـــﻠـــﻴـــﺔ اﻷزﻣــــــــــﺔ« ﺑـــﺈﻳـــﻔـــﺎد واﺣــــﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ، ﻹﺣﻀﺎرﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺗﻴﺰي وزو. وﻗﺪ ﺧﺼﺼﺖ ﺳﻴﺎرة »اﺳﺘﻌﺠﺎﻻت« ﻟﻠﻐﺮض، ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ أﺣﺪ اﻟﻮﺟﻬﺎء، وﻫﻮ ﻣﻐﺘﺮب ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﻋﺎد إﻟﻰ ﺑﻠﺪﺗﻪ ﻟﻴﺴﺘﻘﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ٠١ ﺳﻨﻮات.