ﻋﻮاد وﻗﺼﺘﻪ اﳌﻬﻠﻬﻠﺔ
ﻳﻨﻘﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋــﻮاد ﻓﻘﺮات ﻣـــﻤـــﺎ ﻗـــﺎﻟـــﺘـــﻪ ﻣــــﻲ زﻳـــــــﺎدة ﻓــــﻲ ﻛــﺘــﺎﺑــﻬــﺎ »ﺑﲔ اﻟﺠﺰر واﳌـﺪ: ﺻﻔﺤﺎت ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻵداب واﻟﻔﻦ واﻟﺤﻀﺎرة« ﻋﻦ اﻟﻌﺮب وﻟــﻐــﺘــﻬــﻢ وﺣــﻀــﺎرﺗــﻬــﻢ، وﻋــــﻦ اﻟـﻨـﺒـﻲ ﻣﺤﻤﺪ، وﻋـﻦ اﻟـﻘـﺮآن ودوره ﻓﻲ ﻧﺸﺄة اﻟــﻌــﻠــﻮم ﻋــﻨــﺪ اﻟـــﻌـــﺮب واﳌــﺴــﻠــﻤــﲔ، ﺛﻢ ﻳﺨﻠﺺ إﻟﻰ اﻟﻘﻮل ﺑﺄن »ﻫﺬا ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﻪ ﻛﺎﺗﺒﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﻻ ﺗﺰال ﻓﻲ ﺳﻦ اﻟﺸﺒﺎب ﺑـﻌـﺪ، ﻋـﻦ اﻟـﻌـﺮب وﺣـﻀـﺎراﺗـﻬـﻢ، وﻋﻦ اﻹﺳﻼم واﻟﻘﺮآن وﻣﺎ ﻗﺪﻣﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣـﻦ اﳌﺪﻧﻴﺎت اﻟﺤﻴﺔ، وﻫــﻲ ﺑﻬﺬا ﺗﺰف إﻟﻴﻨﺎ أﻣـﺠـﺎد اﻟـﻌـﺮب وأﻣـﺠـﺎد اﻹﺳــﻼم ﻛـــﺄول دﻳــﻦ أﺳــﺲ ﻓــﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﺣﻀﺎرة أﻣﻤﻴﺔ، ﺷﻤﺨﺖ ﺑﻬﺎ أﻧﻮف ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أﺑﻨﺎء اﻹﺳﻼم، ﺗﺰف إﻟﻴﻨﺎ ذﻟﻚ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺰﻓﻪ أوﻟﺌﻚ اﻷﺷـﻴـﺎخ ﻣﻤﻦ ﺗﺼﺪوا ﻟﺒﻴﺎن ﻣـﻮاﻫـﺐ اﻹﺳــﻼم وﻣﺪﻧﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﻫﺆﻻء اﳌﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﻧﺎ، اﳌﻨﺒﺜﲔ ﻓـــﻲ اﻷﺻــــﻘــــﺎع اﻹﺳـــﻼﻣـــﻴـــﺔ ﺑـﺼـﻔـﺘـﻬـﻢ اﺧﺘﺼﺎﺻﻴﲔ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﺪﻳﻦ«.
وﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﻘﻞ ﻓﻘﺮﺗﲔ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻟﲔ ﻣﻦ ﻣﻘﺎﻻت ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ، ﻋﻦ ﻣﻘﺘﺮﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻘﺴﻴﻢ ﻣــﻮﺿــﻮﻋــﺎت اﻟـﺸـﻌـﺮ اﻟـﻌـﺮﺑـﻲ، وﻋﻦ ﺻﻌﻮد اﻟﺤﻀﺎرة وﻫﺒﻮﻃﻬﺎ ﺛﻢ اﻧﺘﻘﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺷﻌﺐ آﺧـﺮ، وﻋﻦ ﺳﺒﺎت اﳌـﺸـﺮق اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟـﻘـﺮون ﺛﻼﺛﺔ وﺑــﻮادر ﻧﻬﻀﺘﻪ ﻣﺠﺪدﴽ، روى ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ:
»ﺻـــــــــــــﺎدف ﻗــــﺒــــﻞ أﺳـــــﺒـــــﻮﻋـــــﲔ أن اﺟﺘﻤﻌﺖ ﻓـﻲ ﻣﻨﺰل ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺴﻌﺎدة اﻟــﺴــﻴــﺪ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﻧــﺼــﻴــﻒ، ﺑــﺸــﻴــﺦ ﻣـﻦ ﺷــﻴــﻮخ اﻟـــﺪﻳـــﻦ ﻳـــﺪﻋـــﻲ أﻧــــﻪ ﻣـــﻦ أﺣــــﺮار اﻷﻓــــﻜــــﺎر أﻳــــﻀــــﴼ، ﻓــﺠــﺎذﺑــﺘــﻪ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ ووﺟﻬﺖ ﻟﻪ اﻟﺴﺆاﻻت اﻵﺗﻴﺔ:
ﻛــــﻴــــﻒ ﺗــــﻘــــﻨــــﻊ اﻟــــﺨــــﺼــــﻢ ﺑـــﺪﻟـــﻴـــﻞ ﻋﻘﻠﻲ ﻣـﺤـﺴـﻮس ﻳﺜﺒﺖ ﺻـﺤـﺔ اﻟـﺪﻳـﻦ اﻹﺳـــﻼﻣـــﻲ؟ ﻫــﻞ أﺿــــﺎف اﻹﺳـــــﻼم إﻟــﻰ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ أﻓــﻜــﺎرﴽ ﺟــﺪﻳــﺪة؟ وإذا ﻛــﺎن ﻓﻤﺎ ﻫﻲ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻜﺎر؟ ﳌﺎذا ﻟﻢ ﻳﻜﺎﺗﺐ اﻟﻨﺒﻲ -ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ- ﺑﺎﻟﺪﻋﻮة ﻣﻠﻚ اﻟﺼﲔ، وﺧﺎﻗﺎن اﻟﺘﺮك، وإﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳﺔ روﻣﺎ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳌﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮه، ﻛﻤﺎ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﺤﺒﺸﺔ، واﻟﻔﺮس، واﻟﻘﺒﻂ، واﻟــﺮوم اﻟﺸﺮﻗﻴﲔ؟ ﳌــﺎذا ﻛـﺎن اﻷﻧﺒﻴﺎء آﺳﻴﻮﻳﲔ وﻟﻢ ﻳﺮو ﻟﻨﺎ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﻇﻬﻮر أﻧﺒﻴﺎء ﻓﻲ أوروﺑﺎ؟ أﻣﺎ أﻣﻴﺮﻛﺎ وﺟﺰاﺋﺮ اﳌــﺤــﻴــﻂ ﻓــﻠــﻢ ﺗــﻌــﻤــﺮ إﻻ ﺣــﺪﻳــﺜــﴼ، وﻓــﻲ أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ أرﺳﻞ ﺑﻌﺾ اﻷﻧﺒﻴﺎء ﻛﻤﻮﺳﻰ وﻫﺎرون وﻳﻮﺳﻒ... إﻟﺦ.
وﺑﻌﺪ ﺗﻠﻜﺆ وﺗﺴﻜﻊ ﻃﻮﻳﻠﲔ ﻣﻦ ﺣـــﻀـــﺮة اﻟـــﺸـــﻴـــﺦ، أﻓــــــﺎض ﻓــﻴــﻬــﻤــﺎ ﻋـﻦ ﻣــﻜــﻨــﻮﻧــﺎت ﺿــﻤــﻴــﺮه اﻟــﺤــﺮ! أﺟــــﺎب ﻋﻦ اﻟـــﺴـــﺆال اﻷول ﺑـــﺠـــﻮاب ﻣــﺠــﻤــﻞ، وﻗــﺪ ﻳﻜﻮن ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ )اﻻﻗــﺘــﻨــﺎع(، وأﺟــﺎب ﻋﻦ اﻟﺴﺆال اﻟﺜﺎﻧﻲ ﺑﺠﻮاب ﻻ ﻳﺮﺿﺎه اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺤﺮ! وأﺟﺎب ﻋﻦ اﻟﺴﺆال اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﺠﻮاب ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، وﻋﻦ اﻟﺴﺆال اﻟﺮاﺑﻊ ﺑﺠﻮاب ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻔﻬﻮم، وﺑــــﺎﻹﺟــــﻤــــﺎل ﻛـــﺎﻧـــﺖ إﻓــــــــﺎدة اﻷﺳـــﺘـــﺎذ ﺗﻬﻮﻳﺸﴼ وﺗﺨﺒﻴﻄﴼ. وﺑـﻌـﺪ أن اﻧﺘﻬﻰ
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ:
إن ﻫﺬه اﻷﺟﻮﺑﺔ ﻻ ﺗﻘﻨﻊ ﻳﺎ ﻣﻮﻻي! ﻓﺄﺟﺎب: أﻧﺖ ﺣﺮ! وﻛﺬﻟﻚ ﻛـﺎن. ﻓﻜﻨﺖ ﺣـﺮﴽ. ﺛﻢ ﻗﺪﻣﺖ اﻷﺳﺌﻠﺔ إﻟـــــﻰ ﻋـــﺎﻟـــﻢ آﺧـــــﺮ وﺻـــﻞ ﺟــــــــﺪة ﺑــــﻌــــﺪ اﻟــــﺤــــﺎدﺛــــﺔ ﺑﺄﻳﺎم، وﺣﲔ اﺳﺘﻔﺴﺮت ﻣــــﻦ ﻫـــــﺬا ﻋــــﻦ ﻣــﻌــﻨــﻮﻳــﺔ ذاك. أﺟــــﺎب: أﻧـــﻪ ﻳﺒﺎﻟﻎ ﻓـﻲ ﺣـﺮﻳـﺔ اﻟـﻔـﻜـﺮ، وﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﻗﻠﺔ اﻻﻃﻼع«.
ﻫـــﺬه اﻟـﻘـﺼـﺔ اﻟــﺘــﻲ رواﻫــــﺎ ﻣﺤﻤﺪ ﺣــﺴــﻦ ﻋــــﻮاد أراد ﺑــﻬــﺎ أن ﻳــﻘــﻠــﺪ ﻓﻴﻬﺎ وﻟﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻜﻦ، ﻓﻲ ﻗﺼﺼﻪ ﻣﻊ ﻋﻠﻤﺎء اﻟـﺪﻳـﻦ ورﺟــﺎﻟــﻪ وﻣــﻊ اﳌـﺘـﺪﻳـﻨـﲔ. وأراد ﺑــﻬــﺎ ﺗــﺤــﺪﻳــﺪﴽ ﺗــﻌــﺰﻳــﺰ رأﻳــــﻪ اﻟــــﺬي ﻗـﺎﻟـﻪ ﻗﺒﻞ أن ﻳﺮوﻳﻬﺎ، ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻳﻔﻌﻞ وﻟﻲ اﻟـﺪﻳـﻦ ﻳﻜﻦ. ﻳﻘﻮل رﺋﻴﻒ ﺧــﻮري ﻋﻨﻪ: »ﻣﻦ اﻟﺨﺼﺎﺋﺺ اﳌﻤﻴﺰة ﻷﺳﻠﻮب وﻟﻲ اﻟﺪﻳﻦ أن ﻳﺆﻳﺪ رأﻳﻪ ﺑﺬﻛﺮ ﺣﺎدﺛﺔ وﻗﻌﺖ ﻟﻪ. ﻓﻬﻮ أﺑﺪﴽ ﻳﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺳﻴﺮة ﺣﻴﺎﺗﻪ وﺗﺠﺎرﺑﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ«.
وﻗــــﺒــــﻞ أن أﻧـــــﺎﻗـــــﺶ ﻗـــﺼـــﺘـــﻪ ﻫـــﺬه ﻟﻠﺘﺪﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﻗﺼﺔ ﺑﺎﻫﺘﺔ، أﺷﻴﺮ إﻟـــﻰ أن ﺷـﻴـﺦ اﻟــﺪﻳــﻦ اﻟـــﺬي اﺟـﺘـﻤـﻊ ﺑﻪ ﺻﺪﻓﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ اﻟﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﻧﺼﻴﻒ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﺎز، وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻗــﺎل ﻋﻨﻬﻢ: ...» اﳌﻨﺒﺜﲔ ﻓـﻲ اﻷﺻﻘﺎع اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ ﺑـﺼـﻔـﺘـﻬـﻢ اﺧـﺘـﺼـﺎﺻـﻴـﲔ ﻓـﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟــﺪﻳــﻦ«، اﻟـﺬﻳـﻦ رأى أن ﻣﻲ زﻳــــﺎدة ﻗــﺪ ﺳﺒﻘﺘﻬﻢ إﻟـــﻰ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ ﻋﻦ أﻣـــﺠـــﺎد اﻟـــﻌـــﺮب وأﻣــــﺠــــﺎد اﻹﺳــــــــﻼم... وﻓـﻲ اﻟﺘﺼﺪي ﻟﺒﻴﺎن ﻣﻮاﻫﺐ اﻹﺳـﻼم وﻣﺪﻧﻴﺎﺗﻪ.
ﻣــﺤــﻤــﺪ ﺣــﺴــﻦ ﻋــــــﻮاد ﻓـــﻲ ﻗـﺼـﺘـﻪ ﻫــﺬه ﻟــﻢ ﻳــﺸــﺮك ﻗـــﺎرئ ﻛـﺘـﺎﺑـﻪ »ﺧــﻮاﻃــﺮ ﻣﺼﺮﺣﺔ« ﻣﻌﻪ، ﻓﻴﻮرد ﻟﻪ إﺟﺎﺑﺎت ﺷﻴﺦ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺘﻲ أﺗﻰ ﺑﻬﺎ »ﺑﻌﺪ ﺗﻠﻜﺆ وﺗﺴﻜﻊ ﻃـــﻮﻳـــﻠـــﲔ« وﻫــــــﻲ: اﻹﺟــــﺎﺑــــﺔ اﳌــﺠــﻤــﻠــﺔ، واﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺮﺿﺎﻫﺎ اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺤﺮ، واﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﺒﻌﻴﺪة ﻋﻦ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﺘﺎرﻳﺦ، واﻹﺟﺎﺑﺔ ﻏﻴﺮ اﳌﻔﻬﻮﻣﺔ، ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺮه ﻋﻠﻰ أﺣﻜﺎﻣﻪ ﻫﺬه، وﻳﻘﺮه ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺑــﺄﻧــﻬــﺎ –ﺑـــﺎﻹﺟـــﻤـــﺎل– ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗـﻬـﻮﻳـﺸـﴼ وﺗﺨﺒﻴﻄﴼ. ﻓﺎﻟﻘﺼﺔ –ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ– ﻗﺼﺔ ﻧﺎﻗﺼﺔ. وﻓﻲ ﻗﺼﺺ وﻟﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻜﻦ ﻻ ﻧﺠﺪ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻌﻴﺐ.
ﺷﻴﺦ اﻟﺪﻳﻦ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻘﺼﺔ ﻗﺒﻞ أن ﻳﻮﺟﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﻮاد إﻟﻴﻪ اﻷﺳﺌﻠﺔ اﻟـــﺴـــﺎﻟـــﻔـــﺔ، وأﺟـــــــﺎب ﻋــﻨــﻬــﺎ. وأﺳــﺌــﻠــﺘــﻪ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ ﻫﻲ ﻋﻨﺪ ﺷﻴﻮخ اﻟﺪﻳﻦ اﳌﺘﺰﻣﺘﲔ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﻨــﻜــﺮون ﺣــﺮﻳــﺔ اﻟــﻔــﻜــﺮ، ﺗﺤﻤﻞ ﻓــﻲ ﻇـﺎﻫـﺮﻫـﺎ ﺗﺸﻜﻴﻜﴼ ﻓــﻲ اﻟــﺪﻳــﻦ وﻓـﻲ اﻹﺳــﻼم، ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻓﻌﻬﻢ إﻟـﻰ ﺗﻮﺑﻴﺦ ﻣﻦ ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﻟﻬﻢ وزﺟﺮه وﺗﻌﻨﻴﻔﻪ، ﻫﺬا إن ﻟﻢ ﻳﺮﻣﻮه ﺑﺎﻟﻔﺴﻖ واﻟﻔﺠﻮر واﻟﻀﻼﻟﺔ واﻟﻜﻔﺮ. اﻟﺸﻴﺦ ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ ﺷﻴﺌﴼ ﻣﻦ ﻫﺬا. وﻫـﺬا ﻳﻌﻨﻲ أﻧـﻪ ﻣﻤﻦ ﻳﺪﺧﻠﻮن اﳌﻨﻄﻖ
ﻓﻲ اﻷﻣــﻮر اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ، وﻻ ﻳــﺮى ﺑﺄﺳﴼ ﻓـﻲ ﻃــﺮح أي ﺳــﺆال ﻣﻬﻤﺎ ﻛــﺎن دﻗﻴﻘﴼ وﺣﺴﺎﺳﴼ وﺣﺮﴽ ﺣﻮﻟﻬﺎ. وﻋﻠﻴﻪ ﻓﻬﺬا اﻟﺸﻴﺦ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى ﻣﺘﺤﺮر ﻓﻲ ﻓﻜﺮه؛ ﺑﻞ ﻫﻮ ﻣﺘﺤﺮر ﻓﻴﻪ ﺟﺪﴽ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﳌﺴﺘﻮى؛ ﻷﻧـــــــﻪ ﳌــــــﺎ ﺟــــﺎﺑــــﻬــــﻪ ﺑــــﺄن إﺟﺎﺑﺎﺗﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻟﻢ ﻳﻀﻖ ﺑﻪ، وﻗﺎل ﻟﻪ: أﻧﺖ ﺣﺮ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺮاه ﻓﻴﻬﺎ.
إن ﻫــﺬا اﻟﺸﻴﺦ ﻣﻦ ﻃﺮاز ﻣﻤﺘﺎز ﻓﻲ اﻷرﻳﺤﻴﺔ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻗﺸﺔ؛ ﻷﻧﻪ ﻣﻦ اﻟﺼﻨﻒ اﻟﺬي ﻻ ﻳﻠﺰﻣﻚ ﺑﺎﻷﺧﺬ ﺑﺈﺟﺎﺑﺎﺗﻪ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﺴﺄﻟﻪ أﺳﺌﻠﺔ ﺟﺪاﻟﻴﺔ.
وﻓـــﻲ ﻫـــﺬه اﻟــﻘــﺼــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﳌﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﻮاد ﻣﻌﻪ، ﻟﻢ ﻳﺘﻀﺢ ﻟﻲ ﻣـﺎ اﳌـﺄﺧـﺬ ﻋﻠﻴﻪ ﻓـﻲ إﺟـﺎﺑـﺎﺗـﻪ، وﻻ أﻳﻦ اﻹﺛﻢ ﻓﻴﻬﺎ؛ ﺑﻞ أرى أن راوي اﻟﻘﺼﺔ ﻗﺪ ﻇﻠﻤﻪ ﻓﻴﻬﺎ.
أﺧــﺒــﺮﻧــﺎ ﻣـﺤـﻤـﺪ ﺣــﺴــﻦ ﻋــــﻮاد ﻓﻲ ﺧﺎﺗﻤﺔ ﻗﺼﺘﻪ، أﻧﻪ ﻗﺪم أﺳﺌﻠﺘﻪ اﻟﺴﺎﻟﻔﺔ إﻟﻰ »ﻋﺎﻟﻢ آﺧﺮ«. واﺳﻢ »آﺧﺮ« ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻫـﻮ أﺣــﺪ ﺷﻴﺌﲔ ﻳﻜﻮﻧﺎن ﻣﻦ ﺟﻨﺲ واﺣـــﺪ. واﻷول ﻓـﻲ اﻟﻘﺼﺔ ﻛﺎن »ﺷــﻴــﺨــﴼ« وﻟــﻘــﺪ ﺳــﻤــﺎه »أﺳــــﺘــــﺎذﴽ« ﳌﺎ أﻋـﻄـﻰ ﺣﻜﻤﴼ إﺟﻤﺎﻟﻴﴼ ﻋﻠﻰ إﺟـﺎﺑـﺎﺗـﻪ، ﺗﻬﻜﻤﴼ ﺑﻪ! واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻛﺎن »ﻋﺎﳌﴼ«. ﻓﻤﺎ ﻣﺴﻮغ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻟﻜﻠﻤﺔ »آﺧﺮ« ﻣﻊ اﻟﺜﺎﻧﻲ رﻏﻢ أﻧﻪ ﺳﻤﺎه »ﻋﺎﳌﴼ« وﻟﻢ ﻳﺴﻤﻪ »ﺷﻴﺨﴼ«، ﻛﻤﺎ اﻷول؟!
ﻓﻬﻞ اﳌﺴﻮغ ﻋﻨﺪه، وإن ﻻ ﺷﻌﻮرﻳﴼ، أن اﻷول واﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻛــﻼﻫــﻤــﺎ ﺷــﻴــﺦ ﻣﻦ ﺷﻴﻮخ اﻟﺪﻳﻦ؛ ﻟﻜﻦ ﻷﻧﻪ ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟﺜﺎﻧﻲ وﻣﻌﺠﺐ ﺑﺮأﻳﻪ ﻓﻲ اﻷول ﻣﻨﺤﻪ وﺻﻒ »ﻋﺎﻟﻢ«؟!
ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﻷﻣﺮ ﺑﺨﻼف ذﻟﻚ، وﻫﻮ أن اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﻨﺘﻤﲔ إﻟﻰ اﻟﺴﻠﻚ اﻟﺪﻳﻨﻲ، ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن أدﻳﺒﴼ أو دارﺳﴼ ﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ، وﻗﺎرﺋﴼ ﻓﻲ اﻷدﻳﺎن وﻓـﻲ اﻟﻔﻠﺴﻔﺔ، وأن اﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻟﻜﻠﻤﺔ »آﺧﺮ« ﻛﺎن ﻣﺠﺮد ﺧﻄﺄ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ.
إذا ﻛـــﺎن اﻷﻣــــﺮ ﻛــﺬﻟــﻚ، ﻓﺎﳌﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ ﻗﺼﺘﻪ، أن ﻣﺸﺎﻳﺦ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻬﻢ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ﻣﻦ أﺣـﺮار اﻟﻔﻜﺮ، أو ﺑﻠﻐﺔ ﻋﺼﺮ اﻟﻨﻬﻀﺔ اﻟﻌﺮﺑﻲ: »ﺣﺮﻳﲔ« أو»ﺗـــﺤـــﺮرﻳـــﲔ«. وﻫــﻤــﺎ ﺗــﺮﺟــﻤــﺘــﺎن ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ وﻣﻦ اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻻﺻﻄﻼح »اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﲔ« اﻟـﺬي اﺳﺘﻘﺮ اﻷﻣﺮ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺮﻳﺒﻪ، وﺗﻌﺮﻳﺐ اﺻﻄﻼح »اﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ« اﻟﺬي ﺗﺮﺟﻢ ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻌﺼﺮ إﻟﻰ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﻌﺒﺎرة »اﻟﻔﻜﺮ اﻟﺤﺮ«، وﺑﻌﺒﺎرة »اﻟﻔﻜﺮ اﳌﺘﺤﺮر«.
إذا ﺻـــﺢ ﻫــــﺬا اﻻﺳـــﺘـــﻨـــﺘـــﺎج، ﻓــﺈن ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﻮاد ﻳﻘﻠﺪ وﻟﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻜﻦ ﻓﻲ اﻋﺘﻘﺎد، ﻳﺘﻼءم ﻣﻊ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮ اﻟﻼﺋﻜﻴﺔ، وﻣﻊ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻣــﻼﻫــﺎ ﻋـﻠـﻴـﻪ واﻗــــﻊ دﻳــﻨــﻲ وﺳـﻴـﺎﺳـﻲ ﻋــﺜــﻤــﺎﻧــﻲ؛ ﻟـﻜـﻨـﻪ ﻻ ﻳــﺘــﻼءم ﻣــﻊ إﻃـــﺎره
اﻟﻔﻜﺮي واﻟﻮﺟﺪاﻧﻲ. ﻓﻬﻮ ﻣﺘﻴﻢ ﺑﺎﻹﻣﺎم ﻣــﺤــﻤــﺪ ﻋــﺒــﺪه وﻣـــﺪرﺳـــﺘـــﻪ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ اﻹﺻﻼﺣﻴﺔ. واﻹﻣﺎم ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﻋﺎﻟﻢ دﻳــﻦ ورﺟـــﻞ دﻳـــﻦ. وﻳـــﺮى اﻗــﺘــﺪاء ﺑــﻪ أن اﻹﺻـــﻼح اﻟـﺪﻳـﻨـﻲ ﻫــﻮ اﻟﺴﺒﻴﻞ اﻷﻣﺜﻞ ﻟﻺﺻﻼح اﻟﺪﻧﻴﻮي. ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻣﻔﻌﻢ ﺑﺮوح دﻳﻨﻴﺔ وﺑﺤﻤﺎس ﺛﻘﺎﻓﻲ إﺳﻼﻣﻲ. وﻷن ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋــﻮاد ﻓـﻲ ذﻟﻚ اﻻﻋــﺘــﻘــﺎد ﻛـــﺎن اﺗـﺒـﺎﻋـﻴـﴼ وﻣــﻘــﻠــﺪﴽ ﻟـﻮﻟـﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻜﻦ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻴﻪ وﻳﻔﺤﺺ ﺻــﺤــﺘــﻪ ﻋـــﻠـــﻰ ﺿـــــﻮء ﺗـــﺠـــﺮﺑـــﺔ ﻣـﺤـﻤـﺪ ﻋـــﺒـــﺪه وﺗــﺠــﺮﺑــﺔ اﳌــــﺪرﺳــــﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴــﺔ اﻹﺻـــﻼﺣـــﻴـــﺔ. ﻓــﻤــﺤــﻤــﺪ ﻋـــﺒـــﺪه ﻣـــﻊ أﻧــﻪ ﻋﺎﻟﻢ دﻳﻦ ورﺟﻞ دﻳﻦ ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎن ذا ﻧﺰﻋﺔ ﻟﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ. وﻛــﺎن ﻛﺬﻟﻚ أﺗـﺒـﺎع ﻣﺪرﺳﺘﻪ ﻣﻦ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻦ. وﻣﺤﻤﺪ ﻓﺮﻳﺪ وﺟﺪي اﻟﺬي ﻫﻮ ﻣﻦ أﺗﺒﺎع ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه، واﻟﺬي اﻗـــﺘـــﺮح ﻋــﻠــﻰ ﻋــﻠــﻤــﺎء اﻟــﺤــﺠــﺎز دراﺳــــﺔ ﻛﺘﺎب ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ ﻻ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻫﺆﻻء إﻻ ﻣـﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﺸﻜﻞ واﻟﻬﻴﺌﺔ، ﻓﻬﻮ رﺟﻞ ﻣـﺪﻧـﻲ وﻫــﻢ رﺟــﺎل دﻳــﻦ. وﻳﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ آﺧﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﳌﺘﺄﺛﺮﻳﻦ ﺑﻤﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎﻧﻴﲔ ﻓــﻲ اﳌـﻀـﻤـﻮن. رﻏــﻢ أﻧﻬﻢ ﻣــﺜــﻠــﻪ رﺟـــــﺎل ﻣــﺪﻧــﻴــﻮن، ﻓــﻬــﻮ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋــﻨــﻬــﻢ ﺑــــﺄن أﻃـــﺮوﺣـــﺘـــﻪ ﻫـــﻲ أﻃـــﺮوﺣـــﺔ دﻳــﻨــﻴــﺔ إﺳــﻼﻣــﻴــﺔ، ﻣـﺜـﻠـﻪ ﻓــﻲ ﻫـــﺬا ﻣﺜﻞ ذوي اﻟﺸﻜﻞ واﻟﻬﻴﺌﺔ اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻣﻦ أﺗﺒﺎع ﻣﺪرﺳﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪه. وﻫﺬه اﻷﻃﺮوﺣﺔ ﻟﻢ ﺗﻤﻨﻌﻪ وﻟﻢ ﺗﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ أن ﻳﻜﻮﻧﻮا ذوي ﻧﺰﻋﺔ ﻟﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ. وﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ أن ﻣﻲ زﻳﺎدة ﺳﺒﻘﺖ اﻷﺷﻴﺎخ ﻓﻲ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ أﻣﺠﺎد اﻟﻌﺮب وأﻣـــﺠـــﺎد اﳌــﺴــﻠــﻤــﲔ... وﻓـــﻲ اﻟـﺘـﺼـﺪي ﻟــﺒــﻴــﺎن ﻣـــﻮاﻫـــﺐ اﻹﺳــــــﻼم وﻣــﺪﻧــﻴــﺎﺗــﻪ. ﻓﻬﺬا اﳌﻨﺤﻰ ﻛﺎن ﻣﻮﺟﻮدﴽ ﻋﻨﺪ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﻬﺎ، وﻛـﺎن ﻣﻮﺟﻮدﴽ ﻓــﻲ أﺛــﻨــﺎء إﺧــﺮاﺟــﻬــﺎ ﻟــﻬــﺬا اﻟـﻜـﺘـﺎب ﻓﻲ ﺷــﻬــﺮ ﻳــﻮﻧــﻴــﻮ )ﺣــــﺰﻳــــﺮان( ﻋــــﺎم ٤٢٩١. وﻟﻮ اﻓﺘﺮﺿﻨﺎ ﺟﺪﻻ أﻧﻬﺎ ﺳﺒﻘﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻫـﺬا اﳌﻨﺤﻰ، ﻓﻬﺬا ﻻ ﻳﺠﻌﻠﻬﻢ -ﺣﺴﺐ ﻣﻨﻄﻘﻪ اﻟﻌﺠﻴﺐ- أدﻋﻴﺎء ﻓﻴﻪ. ﻛــﺬﻟــﻚ، ﻓـــﺈن اﳌــﺴــﺘــﻔــﺎد ﻣــﻦ ﻗﺼﺘﻪ ﻫﻮ أﻧﻪ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﻮن ﻟﻴﺒﺮاﻟﻴﴼ ﻓﻼ ﺑﺪ ﻣﻦ أن ﺗـﻜـﻮن واﺳـــﻊ اﻻﻃــــﻼع، وأن ﻳﻘﺘﻨﻊ ﺳﺎﺋﻠﻚ ﺑﺈﺟﺎﺑﺎﺗﻚ. ﻓﺈذا ﻟﻢ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﻓﻴﻚ ﻫــﺬا اﻟـﺸـﺮط اﳌﺘﻌﻨﺖ، ﻓـﺄﻧـﺖ إذن ﻣــﺪع ﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ وﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﻴﻬﺎ! أﺧــﻠــﺺ ﻣــﻦ ﻧــﻘــﺎش ﻗــﺼــﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻋﻮاد ﻣﻊ ﺷﻴﺦ اﻟﺪﻳﻦ، إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻗــﺼــﺔ ﻃــﻌــﺎم ﺧــــﺎل ﻣــﻦ اﳌــﻠــﺢ، ﻻ ﻣــﺬاق ﻓﻴﻬﺎ. اﻟﻘﺼﺔ ﻋﻨﺪ وﻟﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﻳﻜﻦ اﻟﺘﻲ ﻳﺮوﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﺛﻨﺎﻳﺎ ﻣﻘﺎﻻﺗﻪ، ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ وﻟــــﻴــــﺴــــﺖ ﻣـــﻬـــﻠـــﻬـــﻠـــﺔ ﻛـــﻘـــﺼـــﺔ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﺣﺴﻦ ﻋـــﻮاد ﻫــﺬه اﻟـﺘـﻲ ﻋﺮﺿﻨﺎﻫﺎ ﺛﻢ ﻧﺎﻗﺸﻨﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌﻘﺎل، وﻻ ﻛﻘﺼﺘﻪ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﻗﻨﺎ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎل »إﻳﻤﺎن ﻣــﺸــﻮب ﺑـﻘـﻠـﻖ وﺷــــﻚ«، وﺗــﺨــﺪم اﻟـــﺮأي اﻟــﺬي ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ واﻟﻔﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻴﻬﺎ. وﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺑﻘﻴﺔ.