ﻟﺒﻨﺎن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﻦ »ﻳﻮﻧﻴﻔﻴﻞ« اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﺟﻴﺸﻪ
أﻛﺪ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺣﺴﺎن دﻳــﺎب أﻣـﺲ أن اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﻗﻮات ﺣﻔﻆ اﻟﺴﻼم اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓــﻲ اﻟـﺠـﻨـﻮب )ﻳـﻮﻧـﻴـﻔـﻴـﻞ( »ﻣــﺎ ﺗــﺰال ﺿﺮورﻳﺔ«، وﺟﺪد ﺗﺄﻛﻴﺪه »أن ﻟﺒﻨﺎن ﻣﺘﻤﺴﻚ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ رﻗـــﻢ ١٠٧١، واﳌــﺤــﺎﻓــﻈــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﻋــﺪد اﻟﻘﻮات اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻣﻦ دون أي ﺗﻌﺪﻳﻞ«. ﻛــﻤــﺎ ﺷــــﺪد ﻋــﻠــﻰ أﻫــﻤــﻴــﺔ اﺳــﺘــﻤــﺮار »ﻳﻮﻧﻴﻔﻴﻞ« ﻓﻲ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ واﻟﺘﻌﺎون اﻟﻮﺛﻴﻖ ﻣﻊ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ »ﻣﻨﻌﴼ ﻷي اﻟﺘﺒﺎس«.
وﺟــــــــــﺎءت زﻳــــــــــﺎرة دﻳـــــــــﺎب ﳌــﻘــﺮ اﻟــﻘــﻮات اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﺟــﻨــﻮب ﻟﺒﻨﺎن ﺑـﻌـﺪ ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎت أدﻟـــﻰ ﺑـﻬـﺎ اﻷﻣــﲔ اﻟﻌﺎم ﻟـ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ اﻟﻠﻪ رد ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﻗــﺎل إﻧـﻬـﺎ ﻣﻄﺎﻟﺐ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺑﺘﻌﺪﻳﻞ ﻣﻬﻤﺔ »ﻳﻮﻧﻴﻔﻴﻞ« وﻣـــﻨـــﺤـــﻬـــﺎ ﺣــــــﻖ ﺗـــﻔـــﺘـــﻴـــﺶ ﻣــــﻨــــﺎزل اﳌـــﺪﻧـــﻴـــﲔ. وﻗـــــﺎل ﻧــﺼــﺮ اﻟـــﻠـــﻪ إﻧــــﻪ ﻻ ﻳﻤﺎﻧﻊ ﻓﻲ ﺑﻘﺎء »ﻳﻮﻧﻴﻔﻴﻞ«، ﻣﻀﻴﻔﺎ أن »ﻟـــﺒـــﻨـــﺎن رﻓـــــﺾ ﺗــﻐــﻴــﻴــﺮ ﻣــﻬــﻤــﺔ ﻳﻮﻧﻴﻔﻴﻞ ﻟﻜﻦ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺗﺮﻳﺪ إﻃﻼق ﻳﺪﻫﺎ وأن ﻳﻜﻮن ﻟﻬﺎ اﻟﺤﻖ ﺑﻤﺪاﻫﻤﺔ وﺗﻔﺘﻴﺶ اﻷﻣﻼك اﻟﺨﺎﺻﺔ«.
وﺧــــﻼل اﻷﻳـــــﺎم اﳌــﺎﺿــﻴــﺔ، وﻗــﻊ ﻋــﺪد ﻣـﻦ اﻟــﺤــﻮادث ﺑـﲔ »ﻳﻮﻧﻴﻔﻴﻞ« وأﺑﻨﺎء ﻗﺮى ﺟﻨﻮﺑﻴﺔ ﺟﺮى ﺗﻄﻮﻳﻘﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﻴﺶ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، ﻛﺎن ﻣﻦ ﺑـﻴـﻨـﻬـﺎ اﺻـــﻄــﺪام إﺣــــﺪى اﻟــﺪورﻳـــﺎت ﻣــﻦ اﻟﻜﺘﻴﺒﺔ اﻟﻔﻨﻠﻨﺪﻳﺔ ﺑﺴﻴﺎرﺗﲔ ﻣﺪﻧﻴﺘﲔ، ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﻏﻀﺐ ﺷﻌﺒﻲ وﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﺘﺤﻘﻴﻖ.
ﻟـــــﻢ ﻳـــﻜـــﻦ رﺋــــﻴــــﺲ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ ﻣﻴﺸﺎل ﻋﻮن ﻣﻀﻄﺮﴽ ﻟﺘﻮﺟﻴﻪ رﺳﺎﻟﺔ إﻟـــﻰ رﺋــﻴــﺲ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﺣــﺴــﺎن دﻳــﺎب ﻳﻄﻠﺐ ﻓﻴﻬﺎ إﻋــﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓـﻲ اﻟﻘﺮار اﻟـــﺬي اﺗــﺨــﺬه ﻣﺠﻠﺲ اﻟـــــﻮزراء ﺧـﻼل ﺟﻠﺴﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﺮاي اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ ﺑﺈﻧﺸﺎء ﻣـﻌـﻤـﻠـﲔ ﻟـﺘـﻮﻟـﻴـﺪ اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎء ﻓــﻲ دﻳــﺮ ﻋﻤﺎر واﻟﺰﻫﺮاﻧﻲ وﺗﺮﺣﻴﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻓﻲ ﺳﻠﻌﺎﺗﺎ إﻟﻰ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻷن ﻫﺬا اﻟﻄﻠﺐ ﻳﺸﻜﻞ إﺣﺮاﺟﴼ ﻟﺪﻳﺎب ﻓﻲ ﺣﺎل ﻗﺮر ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﻮزراء ﻣﻤﻦ ﺻﻮﺗﻮا ﻣﻊ اﻟــﻘــﺮار اﻻﻧــﻘــﻼب ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ اﻟـﺘـﺰﻣـﻮا ﺑﻪ واﻟﻮﻗﻮف إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﻮن اﻟﺬي ﻳﺤﻖ ﻟﻪ دﺳﺘﻮرﻳﴼ اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ اﳌﺎدة »٦٩« ﻃﻠﺐ إﻋـﺎدة اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺮارات اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺨﺬﻫﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓـﻲ اﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻬﺎ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ دﻳﺎب وإﻧﻤﺎ ﺿﻤﻦ ﻣﻬﻠﺔ ٥١ ﻳﻮﻣﴼ ﻣﻦ ﺻﺪورﻫﺎ.
ﻓــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ وإن ﻛــﺎن ﻣﺎرس ﺣﻘﻪ اﻟﺪﺳﺘﻮري، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺴﺘﺪرج اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﻄﻠﺒﻪ أن ﺗﻌﻴﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻗــــﺮارﻫــــﺎ إﻟــــﻰ ﻣــﺸــﻜــﻠــﺔ ﻫـــﻲ ﻓـــﻲ ﻏـﻨـﻰ ﻋﻨﻬﺎ اﻵن، ﺧﺼﻮﺻﴼ أﻧــﻪ ﻻ ﺟـﺪوى اﻗـــﺘـــﺼـــﺎدﻳـــﺔ ﻣــــﻦ اﻟــﻨــﺎﺣــﻴــﺔ اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﺑﺈﻋﻄﺎء اﻷوﻟﻮﻳﺔ ﳌﻌﻤﻞ ﺳﻠﻌﺎﺗﺎ اﻟﺬي ﻳﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻪ رﺋﻴﺲ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺟﺒﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻣﻦ أوﻟﻰ أوﻟﻮﻳﺎﺗﻪ، وﻋﺪ أﻧﻬﺎ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﺑﺎﻣﺘﻴﺎز ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺴﻬﻢ ﻣـﻦ وﺟـﻬـﺔ ﻧـﻈـﺮه ﻓـﻲ إﻋـــﺎدة ﺗﻌﻮﻳﻤﻪ ﺑـﻌـﺪ أن أﺧـــﺬت أﺳـﻬـﻤـﻪ ﺗــﺘــﺮاﺟــﻊ ﻓﻲ اﻟﺸﺎرع اﳌﺴﻴﺤﻲ.
وﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﻓﺈن اﻷﻧﻈﺎر ﺗﺘﺠﻪ إﻟــــﻰ دﻳـــــﺎب ﳌــﻌــﺮﻓــﺔ رد ﻓــﻌــﻠــﻪ ﻷﻧــــﻪ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ إﻻ أن ﻳــﻌــﺮض ﻃـﻠـﺐ ﻋـﻮن ﻋــﻠــﻰ ﻣـﺠـﻠـﺲ اﻟـــــــﻮزراء؛ ﻷن ﻟـﻸﺧـﻴـﺮ ﺻﻼﺣﻴﺔ ﻓﻲ ﻃﺮح ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﺧﺎرج ﺟـــﺪول اﻷﻋــﻤــﺎل، وﻫــﻮ ﻳـﺘـﺴـﺎوى ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﻣﻊ رﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن »اﻟﻨﻴﺮان اﻟﺼﺪﻳﻘﺔ« اﻟﺘﻲ أﺻﺎﺑﺖ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺗﻀﻌﻪ أﻣــﺎم ﺧـﻴـﺎرات ﻋﺪة؛ أﺑﺮزﻫﺎ:
- ﻳﺤﻖ ﻟﺪﻳﺎب أن ﻳﺪاﻓﻊ ﻋﻦ اﻟﻘﺮار اﻟـــﺬي اﺗـﺨـﺬﺗـﻪ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﺑـﺬرﻳـﻌـﺔ أن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء ﺻﻮت ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺄﻛﺜﺮﻳﺔ ٥١ ﺻــــﻮﺗــــﴼ ﻓــــﻲ ﻣـــﻘـــﺎﺑـــﻞ ٥ أﺻــــــﻮات ﻳﻨﺘﻤﻮن ﻋﻤﻠﻴﴼ إﻟﻰ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ« أﻳﺪوا إﻟﺤﺎق ﺳﻠﻌﺎﺗﺎ ﺑﺎﳌﺮﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ.
- ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﻋﻮن، وﻫﺬا ﻳﺆدي إﻟﻰ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﻹﻋـــﺎدة ﺗﺄﻫﻴﻞ ﻗﻄﺎع اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎء اﺳــﺘــﺠــﺎﺑــﺔ ﻟـﻄـﻠـﺐ ﻣـﺆﺗـﻤـﺮ »ﺳـــﻴـــﺪر« وﺻـــﻨـــﺪوق اﻟــﻨــﻘــﺪ اﻟــﺪوﻟــﻲ اﻟــﺬي ﻳﺘﻔﺎوض ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻣـﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﺧـﻄـﺔ اﻟـﺘـﻌـﺎﻓـﻲ اﳌــﺎﻟــﻲ، وإن ﻛــــﺎﻧــــﺖ اﳌـــــﻔـــــﺎوﺿـــــﺎت ﻣـــــﺎ زاﻟــــــــﺖ ﻓــﻲ ﻣﺮﺣﻠﺘﻬﺎ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ وﻟـﻢ ﺗﺒﻠﻎ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ - اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ.
- ﻻ ﺷــﻲء ﻳﻤﻨﻊ دﻳــﺎب ﻣـﻦ ﻃﺮح ﻃــﻠــﺐ ﻋــــﻮن ﻓـــﻲ أول ﺟــﻠــﺴــﺔ ﳌﺠﻠﺲ اﻟــــــــــﻮزراء، وﻫـــــﺬا ﻳــﻔــﺘــﺢ اﻟـــﺒـــﺎب أﻣـــﺎم اﺧــﺘــﺒــﺎر ﻣـــﺪى اﻟــﺘــﺰام اﻟـــــﻮزراء اﻟـﺬﻳـﻦ ﺻــﻮﺗــﻮا ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺮﺣـﻴـﻞ إﻧــﺸــﺎء ﻣﻌﻤﻞ ﺳﻠﻌﺎﺗﺎ؛ أم إن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺳﻴﻀﻄﺮ إﻟﻰ ﻟﺤﺲ ﺗﻮاﻗﻴﻌﻬﻢ واﻟﺘﺼﻮﻳﺖ ﺑﺨﻼف ﻗﻨﺎﻋﺎﺗﻬﻢ ﻓـﻲ ﺿــﻮء اﻟﻀﻐﻮط اﻟﺘﻲ ﺑﺪأوا ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻬﺎ واﻟﺘﻲ ﺗﺠﺎوزت اﻟــﻌــﺘــﺎب واﻟـــﻠـــﻮم إﻟـــﻰ وﺿــﻌــﻬــﻢ أﻣــﺎم ﺧﻴﺎرات ﺻﻌﺒﺔ ﺗﻤﺲ ﺑﻤﺼﺪاﻗﻴﺘﻬﻢ.
ﻟﺬﻟﻚ، وﺑﺼﺮف اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺗﻌﺪد اﻟﺨﻴﺎرات اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺤﻀﺮ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟــــﻮزراء ﻓــﻲ ﺣــﺎل ﻋــﺪم اﻟـﺘـﻮﺻـﻞ إﻟـﻰ ﻣــﺨــﺮج ﻳــﻜــﻮن ﺑـﻤـﺜـﺎﺑـﺔ ﺗـﻤـﺮﻳـﺮ ﻫـﺪﻧـﺔ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎه ﺗﺠﻤﻴﺪ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻫﺬا اﳌــﻮﺿــﻮع، ﻓــﺈن ﻫـﻨـﺎك ﻣــﻦ ﻳـﺴـﺄل ﻋﻦ ﻣﻮﻗﻒ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« وﻫﻞ ﻳﻘﺮر اﻟﻮﻗﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎد ﻣﻦ دون أن ﻳﺘﺪﺧﻞ ﻟﻘﻄﻊ اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ ﻋـﻠـﻰ اﻫــﺘــﺰاز اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ ﻣﻦ اﻟــﺪاﺧــﻞ ﺗﺤﺖ وﻃــﺄة ﺧــﺮوج اﻟﺨﻼف ﺑــــﲔ ﻋــــــﻮن ودﻳــــــــﺎب ﻋــــﻦ اﻟــﺴــﻴــﻄــﺮة، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺴﻘﻂ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﻣــﻦ دون أن ﺗﺴﺘﻘﻴﻞ وﺗــﺘــﺤــﻮل إﻟـﻰ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺼﺮﻳﻒ أﻋﻤﺎل؟
ﻓـﻬـﻞ ﻳـﺘـﺨـﺬ »ﺣـــﺰب اﻟــﻠــﻪ« ﻗـــﺮاره ﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺪﺧـــﻞ، رﻏـــــﻢ أن اﻟــــﺘــــﻮﺗــــﺮ اﻟــــﺬي ﻳــﺴــﻴــﻄــﺮ ﻋـــﻠـــﻰ ﻋـــﻼﻗـــﺘـــﻪ ﺑــــ»اﻟـــﺘـــﻴـــﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« ﻳﻌﻮد ﻓﻲ اﻷﺳﺎس إﻟﻰ ﺗﺼﻮﻳﺖ اﻟﺤﺰب ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟـﻮزراء ﺿـﺪ ﻣﻌﻤﻞ ﺳﻠﻌﺎﺗﺎ؟ وﻣــﺎذا ﺳﻴﻘﻮل ﻟــﻠــﺮأي اﻟــﻌــﺎم ﻓــﻲ ﺣـــﺎل ﻗـــﺮر اﻟــﻮﻗــﻮف ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻴﺎد؟ وﻫﻞ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻓﻲ اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ؟
ﻛــﻤــﺎ أن دﻳـــــﺎب ﻻ ﻳــﺘــﺤــﻤــﻞ وزر ﺗــﻘــﺪﻳــﻤــﻪ إﻟــــﻰ اﻟـــﺸـــﺎرع اﻟــﺴــﻨــﻲ ﻋﻠﻰ أﻧــﻪ ﺗــﺮاﺟــﻊ ﻋــﻦ ﻗـــﺮار اﺗــﺨــﺬه ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﻮزراء واﺳﺘﺠﺎب ﻟﻄﻠﺐ ﻋـﻮن وﻣﻦ ﺧـــﻼﻟـــﻪ ﻟـــﺒـــﺎﺳـــﻴـــﻞ، إﺿــــﺎﻓــــﺔ إﻟـــــﻰ أﻧـــﻪ ﺑــﺘــﺮاﺟــﻌــﻪ ﻳـﻄـﻠـﻖ رﺻــﺎﺻــﺔ اﻟـﺮﺣـﻤـﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺧــﻄــﺔ اﻟــﻜــﻬــﺮﺑــﺎء، وﻋــﻠــﻴــﻪ، ﻓــﺈن اﻟــﺨــﻴــﺎرات أﻣـــﺎم ﻋـــﻮن ودﻳــــﺎب ﺗﻀﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻬﺎوﻳﺔ إﻻ إذا اﻗـﺘـﻨـﻊ اﻷول ﺑــﺠــﺪوى ﺗــﺪﺧــﻞ »ﺣــﺰب اﻟﻠﻪ«، ﻣﻊ أن اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ اﻟﺸﻴﻌﻲ ﻳﺸﻜﻞ رأس ﺣـﺮﺑـﺔ ﻓــﻲ رﻓــﺾ إﻧــﺸــﺎء ﻣﻌﻤﻞ ﺳﻠﻌﺎﺗﺎ، ﻋﻠﻤﴼ ﺑﺄن ﻣﺼﺎدر ﻓﻲ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ« ﺗﺘﺼﺮف ﻋﻠﻰ أن ﻣﺠﻠﺲ اﻟــﻮزراء ﺳﻴﺄﺧﺬ ﺑﻮﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ رﺋﻴﺲ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ اﻟـــﺬي ﺗﻠﻘﻰ وﻋــــﻮدﴽ ﻣﻦ وزراء ﺻــــﻮﺗــــﻮا إﻟــــﻰ ﺟـــﺎﻧـــﺐ رﺋــﻴــﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺑﺄﻧﻬﻢ ﺳﻴﺪﻋﻤﻮن ﻣﻮﻗﻔﻪ.
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق، ﺗﻘﻮل ﻣﺼﺎدر ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺮف ﻣﺎ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺼﺤﺖ ﻋــﻮن ﺑــﺎﻟــﻘــﺮار اﻟـــﺬي اﺗـﺨـﺬه واﻟـــــــﺬي أﺻــــــﺎب اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﺑــﺠــﺮوح ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﻠﻴﻐﺔ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻗﺮر »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻣﻮﻗﻔﻪ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻟﺘﺪﺧﻞ ﳌﻨﻊ اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ أن ﺗﺘﺤﻮل إﻟﻰ أزﻣﺔ ﺣﻜﻢ.
وﺗﻠﻔﺖ اﳌـﺼـﺎدر إﻟــﻰ أن اﻧﻘﻼب اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﻮﻗــﻔــﻬــﺎ ﺳـــﻴـــﺆدي إﻟــــﻰ اﻧــﻜــﺸــﺎﻓــﻬــﺎ ﺑــﺨــﻼف ﻣـــﺎ ﻳــﺪﻋــﻴــﻪ رﺋﻴﺴﻬﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ، وﺗـﻘـﻮل إن ﻣـﺮاﻓـﻌـﺔ دﻳــﺎب ﻋــﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟــﻢ ﺗﻌﺪ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ؛ ﻷن اﻟﻘﻮى اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺗﻄﺒﻖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ، وﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺎﻟـــﻲ ﻳــﺘــﺒــﻨــﻰ أﻗـــــــــﻮال أﻃــــــﺮاف رﺋــﻴــﺴــﻴــﺔ ﺑــــﺄن ﻫـــﻨـــﺎك اﺳــﺘــﺤــﺎﻟــﺔ ﻷن ﻳﺘﻌﺎﻳﺶ أي رﺋﻴﺲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻊ ﻋﻮن ﻃــﺎﳌــﺎ أن ﺑـﺎﺳـﻴـﻞ ﻳـﺘـﺼـﺮف ﻋـﻠـﻰ أﻧـﻪ اﻵﻣﺮ اﻟﻨﺎﻫﻲ.