اﻟﻔﻴﺮوس ﻳﻮﻟﺪ أزﻣﺔ ﺑﲔ اﳌﺪارس اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻷﺳﺮ ﻓﻲ اﳌﻐﺮب
ﺗﻌﻘﺪ ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب اﳌﻐﺮﺑﻲ )اﻟﻐﺮﻓﺔ اﻷوﻟــــــــﻰ ﺑــــﺎﻟــــﺒــــﺮﳌــــﺎن(، ﻟـــﻘـــﺎء اﻟـــﻴـــﻮم اﻟﺜﻼﺛﺎء ﻣﻊ وزﻳـﺮ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﳌﻐﺮﺑﻲ ﺳـــﻌـــﻴـــﺪ أﻣــــــــــــﺰازي ﳌـــﻨـــﺎﻗـــﺸـــﺔ أزﻣـــــﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ اﻧﺪﻟﻌﺖ ﺑﲔ اﻷﺳﺮ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ وﻣـﺪارس اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺨﺎص ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﺎﺋﺤﺔ »ﻛﻮروﻧﺎ«.
ﻳــــــﺄﺗــــــﻲ ذﻟـــــــــﻚ ﺑـــــﻌـــــﺪﻣـــــﺎ ﻗـــــــﺮرت اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﳌـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﻓــﻲ ٦١ ﻣــﺎرس )آذار( اﳌـــﺎﺿـــﻲ، ﺗــﻮﻗــﻴــﻒ اﻟــﺪراﺳــﺔ ﺑـــﺠـــﻤـــﻴـــﻊ اﳌــــــــــــــــﺪارس اﻟـــﻌـــﻤـــﻮﻣـــﻴـــﺔ واﻟــﺨــﺎﺻــﺔ، ﳌــﻮاﺟــﻬــﺔ ﺗـﻔـﺸـﻲ وﺑــﺎء »ﻛــــﻮروﻧــــﺎ« اﳌــﺴــﺘــﺠــﺪ، داﻋـــﻴـــﺔ إﻟــﻰ اﺳﺘﻤﺮار »اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ«.
وﻣــﻨــﺬ ﺷــﻬــﺮ أﺑـــﺮﻳـــﻞ )ﻧــﻴــﺴــﺎن( ﺣـــﺘـــﻰ ﻧـــﻬـــﺎﻳـــﺔ ﻳـــﻮﻧـــﻴـــﻮ )ﺣـــــﺰﻳـــــﺮان( ﺑــــــــــﺮزت اﻷزﻣــــــــــــﺔ ﺑــــﻌــــﺪﻣــــﺎ ﻃـــﺎﻟـــﺒـــﺖ اﻷﺳـــــﺮ اﻟـــﺘـــﻲ ﻳـــــﺪرس أﺑـــﻨـــﺎؤﻫـــﺎ ﻓﻲ اﳌـــﺪارس اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑـﺎﻻﺳـﺘـﻔـﺎدة ﻣﻦ ﺗـﺨـﻔـﻴـﻀـﺎت ﻓــﻲ رﺳــــﻮم اﻟــﺘــﻤــﺪرس اﻟﺒﺎﻫﻈﺔ، ﻷن »اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ«، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻌﻮض ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟـﺤـﻀـﻮري، وﻫــﻮ ﻣـﺎ رﻓﻀﺘﻪ ﻫﺬه اﳌــﺪارس اﻟﺘﻲ اﺷﺘﻜﺖ ﺑـﺪورﻫـﺎ ﻣﻦ ﺗﺪﻫﻮر وﺿﻌﻬﺎ اﳌﺎﻟﻲ وﻋﺠﺰﻫﺎ ﻋﻦ أداء ﻣﺴﺘﺤﻘﺎت اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ أﺳﺎﺗﺬة وﻣﻮﻇﻔﲔ.
وﺗﺴﺒﺐ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺗﻮﺗﺮ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺗﻨﻈﻴﻢ وﻗﻔﺎت اﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﻷوﻟــﻴــﺎء أﻣــﻮر اﻷﺳــﺮ أﻣــﺎم ﻋــﺪد ﻣﻦ اﳌــــﺪارس ﺧـﺎﺻـﺔ ﻓــﻲ اﳌـــﺪن اﻟﻜﺒﺮى ﻣـــﺜـــﻞ اﻟــــــــــﺪار اﻟـــﺒـــﻴـــﻀـــﺎء واﻟـــــﺮﺑـــــﺎط وﺳـــﻼ وﻣـــﺮاﻛـــﺶ وﻓـــــﺎس، وﺗـﻬـﺪﻳـﺪ اﻷﺳــﺮ ﺑﻨﻘﻞ أﺑﻨﺎﺋﻬﻢ إﻟــﻰ اﳌــﺪارس اﻟـﻌـﻤـﻮﻣـﻴـﺔ. ووﺻـــﻞ اﻷﻣـــﺮ إﻟــﻰ ﺣﺪ اﻟﺘﻬﺠﻢ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌـﺪارس ﺑﺪﻋﻮى أﻧـﻬـﺎ »ﺟـﺸـﻌـﺔ«، وﻟــﻢ ﺗـــﺮاع أوﺿــﺎع اﻷﺳــــﺮ اﻟــﺘــﻲ ﻓــﻘــﺪت دﺧـﻠـﻬـﺎ ﺑﺴﺒﺐ اﻟــﺘــﺪاﻋــﻴــﺎت اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ﻟﻠﺤﺠﺮ اﻟﺼﺤﻲ.
ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ دﻋﺖ »راﺑﻄﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟــﺨــﺎص ﺑــﺎﳌــﻐــﺮب«، وﻫــﻲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣــﻬــﻨــﻴــﺔ ﺗــﻤــﺜــﻞ أﺻــــﺤــــﺎب اﳌــــــﺪارس اﻟــــﺨــــﺎﺻــــﺔ إﻟــــــﻰ »إﺿـــــــــــﺮاب وﻃــﻨــﻲ إﻧــــــــﺬاري« اﻟـــﻴـــﻮم اﻟـــﺜـــﻼﺛـــﺎء، داﻋــﻴــﺔ إﻟﻰ »إﻧﻘﺎذ اﳌﺪرﺳﺔ اﻟﺨﺼﻮﺻﻴﺔ« و»ﺗﺄﻣﲔ اﻟﺪﺧﻮل اﳌﺪرﺳﻲ« اﳌﻘﺒﻞ، ورﻓﻌﺖ ﺷﻌﺎر »ﻻ ﻟﺘﺒﺨﻴﺲ اﻟﺠﻬﻮد اﳌﺒﺬوﻟﺔ ﻹﻧﺠﺎح ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ«.
وﻋــــﺒــــﺮ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟـــــﺴـــــﻼم ﻋـــﻤـــﻮر، رﺋﻴﺲ »راﺑـﻄـﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟـﺨـﺎص«، ﻋــــﻦ اﺳـــﺘـــﻴـــﺎﺋـــﻪ ﻣــــﻦ اﻟــﺘــﻬــﺠــﻢ ﻋـﻠـﻰ اﳌﺪارس اﻟﺨﺎﺻﺔ، وﻗﺎل إن ﻋﺪدا ﻣﻦ اﳌــﺪارس ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﻗــﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﺎﺗﻬﺎ، ﻣﺤﺬرا ﻣﻦ أن »اﻟﺪﺧﻮل اﳌـــﺪرﺳـــﻲ اﳌــﻘــﺒــﻞ ﻳـﺒـﻘـﻰ ﻏــﺎﻣــﻀــﺎ«، داﻋﻴﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ إﻟﻰ ﺗﺨﻔﻴﺾ اﻟﻌﺐء اﻟﻀﺮﻳﺒﻲ ﻋﻠﻰ اﳌــﺪارس وإﻋﻔﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﻤﻼت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.
وﺗـــﺄﺗـــﻲ ﻫـــﺬه اﻷزﻣـــــﺔ ﻓـــﻲ وﻗــﺖ ﻳــﻌــﺮف ﻓــﻴــﻪ اﻟـﺘـﻌـﻠـﻴـﻢ اﻟـﺨـﺼـﻮﺻـﻲ ﻓـﻲ اﳌـﻐـﺮب ﺗـﻄـﻮرا ﺧــﻼل اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧــﻴــﺮة، وإﻗــﺒــﺎﻻ ﻣﻬﻤﺎ ﻣــﻦ اﻷﺳــﺮ اﳌﺘﻮﺳﻄﺔ واﻟﻐﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺎﺗﺖ ﺗﻨﻔﺮ ﻣﻦ اﳌﺪارس اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣــﻦ ﺗــﺪﻫــﻮر ﻣـﺴـﺘـﻮى اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ رﻏـﻢ اﳌﻴﺰاﻧﻴﺔ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺼﺼﻬﺎ ﻟﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺘﻲ ﻧﺎﻫﺰت ٢٧ ﻣﻠﻴﺎر درﻫﻢ )٢٫٧ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر( ﺳﻨﺔ ٠٢٠٢.
وﻳﺒﻠﻎ ﻋــﺪد اﳌـــﺪارس اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﳌﻐﺮب ٠٠٨٥ ﻣﺪرﺳﺔ، ﻳﺪرس ﺑﻬﺎ ﺣــﻮاﻟــﻲ ﻣـﻠـﻴـﻮن و٠٠٢ أﻟــﻒ ﺗﻠﻤﻴﺬ، ﻣــﻦ أﺻــﻞ ﺣــﻮاﻟــﻲ ٧ ﻣـﻼﻳـﲔ ﺗﻠﻤﻴﺬ وﺗﻠﻤﻴﺬة ﻓﻲ اﳌﻐﺮب.
وﺗﺤﺎول وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﺘﺪﺧﻞ ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ اﻷزﻣﺔ ﺑﲔ اﳌﺪارس واﻷﺳﺮ، ﻣــﻦ ﺧـــﻼل اﻟــﻮﺳــﺎﻃــﺔ ﺑـﻴـﻨـﻬـﻤـﺎ ﻋﺒﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟـﺠـﻬـﺎت واﻷﻗــﺎﻟــﻴــﻢ، ﻋﻠﻤﺎ ﺑـــــﺄن اﻟــــﻘــــﺎﻧــــﻮن اﳌـــﻨـــﻈـــﻢ ﻟـــﻠـــﻤـــﺪارس اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻻ ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻠﻮزارة ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪﻳﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ.