ﻣﻄﺎﻟﺐ أﻣﻤﻴﺔ ﺑﺘﺠﺪﻳﺪ إﻳﺼﺎل اﳌﺴﺎﻋﺪات إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ
ﻣﻦ أﺟﻞ إﻃﻌﺎم ﻣﻼﻳﲔ اﳌﻮاﻃﻨﲔ اﳌﻬﺪدﻳﻦ ﺑﺎجملﺎﻋﺔ
ﻗﺒﻞ ٠١ أﻳﺎم ﻣﻦ اﻧﺘﻬﺎء اﻟﺘﻔﻮﻳﺾ اﻟــﺬي ﻳﻤﻨﺤﻪ ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣــﻦ ﺑﺎﻟﻘﺮار ٤٠٥٢ ﻟـﻨـﻘـﻞ اﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪات اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ ﻋــﺒــﺮ اﻟــــﺤــــﺪود إﻟــــﻰ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ، ﻃــﺎﻟــﺐ ﻣــﺴــﺆوﻟــﻮن دوﻟـــﻴـــﻮن ﺑــﺘــﺠــﺪﻳــﺪ ﻫــﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ وﺗﻮﺳﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ »إﻃﻌﺎم ﻣﻼﻳﲔ اﻟﺴﻮرﻳﲔ اﳌﻬﺪدﻳﻦ ﺑﺎﳌﺠﺎﻋﺔ« وﻏﻴﺮﻫﻢ ﻣﻤﻦ ﻻ ﻳﺘﻮاﻓﺮ ﻟﺪﻳﻬﻢ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ.
وﻛـــــــﺎن ﻣـــــــﺎرك ﻟـــــﻮﻛـــــﻮك، ﻣـﻨـﺴـﻖ اﻟــﺸــﺆون اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ واﻹﻏــﺎﺛــﺔ، ﻳﻘﺪم إﺣــــﺎﻃــــﺔ ﻓــــﻲ ﺟــﻠــﺴــﺔ ﻋـــﺒـــﺮ اﻟــﻔــﻴــﺪﻳــﻮ ﻷﻋـﻀـﺎء ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣـــﻦ، ﻓـﺄﺷـﺎر أوﻻ إﻟــــﻰ أن اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ أﻛـــﺪت وﺟﻮد ٦٥٢ إﺻﺎﺑﺔ ﺑﻔﻴﺮوس »ﻛﻮﻓﻴﺪ ٩١«، ﺑﻴﻨﻬﺎ ٩ وﻓﻴﺎت. وﻗﺎل إﻧﻪ ﻋﻠﻰ رﻏﻢ اﻟﻌﺪد اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻧﺴﺒﻴﴼ، ﻓﺈن »اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻬﻴﺄ ﻟﺘﻔﺶ واﺳﻊ اﻟﻨﻄﺎق«، ﻣﺤﺬرﴽ ﻣﻦ أن ﺣﺼﻮل ذﻟﻚ ﺳﺘﻜﻮن ﻟﻪ »ﻋﻮاﻗﺐ وﺧﻴﻤﺔ ﻓﻲ ﻛــﻞ أﻧــﺤــﺎء اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ، وﻟـﻴـﺲ ﻓـﻘـﻂ ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ«.
وأوﺿــــــــــــﺢ أن أﺳــــــﻌــــــﺎر اﳌــــــــﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ واﻷدوﻳــﺔ واﻟﻮﻗﻮد واﻟﺴﻠﻊ اﻷﺳــﺎﺳــﻴــﺔ اﻷﺧــــﺮى »ﺗــﺮﺗــﻔــﻊ ﻓــﻲ ﻛﻞ أﻧــﺤــﺎء اﻟـــﺒـــﻼد«، ﺑـﻌـﺪﻣـﺎ »أدى ﺳﻌﺮ اﻟـﺼـﺮف اﳌﺘﻘﻠﺐ إﻟـﻰ ﺧـﺴـﺎرة اﻟﻠﻴﺮة اﻟﺴﻮرﻳﺔ ﻓﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﻟﺴﺘﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣــﻤــﺎ ﻓــﻘــﺪﺗــﻪ ﻣـــﻦ ﻗــﻴــﻤــﺘــﻬــﺎ ﻓـﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺘﺴﻊ اﻷوﻟـﻰ ﻣﻦ اﻷزﻣـﺔ«، ﻣـﺸـﻴـﺮﴽ إﻟـــﻰ أن »اﻟــﺒــﻨــﻚ اﳌــﺮﻛــﺰي ﻗـﺎم ﻫـــﺬا اﻟـﺸـﻬـﺮ ﺑـﺘـﻌـﺪﻳـﻞ ﺳـﻌـﺮ اﻟـﺼـﺮف اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻣﻦ ٤٠٧ ﻟﻴﺮات ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺪوﻻر اﻷﻣـــﻴـــﺮﻛـــﻲ إﻟــــﻰ ٦٥٢١ ﻟـــﻴـــﺮة ﻣــﻘــﺎﺑــﻞ اﻟـــــﺪوﻻر اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ، وﻫـــﻮ اﻧـﺨـﻔـﺎض ﺑــﻨــﺴــﺒــﺔ ٨٧ ﻓـــﻲ اﳌــــﺎﺋــــﺔ«، ﻋــﻠــﻤــﴼ ﺑــﺄن »اﻟﺴﻌﺮ ﻏﻴﺮ اﻟﺮﺳﻤﻲ اﻧﺨﻔﺾ إﻟﻰ أدﻧﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق ﻋﻨﺪ ٠٢١٣ ﻟﻴﺮة ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺪوﻻر. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ وﺻﻠﺖ أﺳﻌﺎر اﳌﻮاد اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ إﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎت ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ«. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈن »ﻋﺪدﴽ ﻣﺘﺰاﻳﺪﴽ ﻣﻦ اﻟﺴﻮرﻳﲔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻗـﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻟﺔ أﻧﻔﺴﻬﻢ وأﺳﺮﻫﻢ«. وﻧﻘﻞ ﻋـﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟــﻐــﺬاء اﻟﻌﺎﳌﻲ أن »٣٫٩ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﻳﻌﺎﻧﻮن اﻧﻌﺪام اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ«، ﻣﻮﺿﺤﴼ أن »ﻣﺎ ﻳﻘﺪر ﺑـ٦٫٤ ﻣﻠﻴﻮن ﻃﻔﻞ واﻣـــﺮأة ﺣﺎﻣﻞ وﻣﺮﺿﻊ ﻳـﺤـﺘـﺎﺟـﻮن إﻟـــﻰ ﻣــﺴــﺎﻋــﺪة ﻏــﺬاﺋــﻴــﺔ«،
ﺑﻴﻨﻬﻢ »٧٫٣ ﻣﻠﻴﻮن ﺻﺎروا ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ«. وﻧﻘﻞ »ﺗﺄﻛﻴﺪات ﻋﻠﻨﻴﺔ« ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة واﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ أن »ﺑـــــﺮاﻣـــــﺞ اﻟـــﻌـــﻘـــﻮﺑـــﺎت اﻟـــﺨـــﺎﺻـــﺔ ﺑــﺴــﻮرﻳــﺎ ﻻ ﺗـﻤـﻨـﻊ ﺗــﺪﻓــﻖ اﻹﻣـــــﺪادات اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ«، ﻣﻜﺮرﴽ ﻧﺪاء اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة أﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻏﻮﺗﻴﺮﻳﺶ ﻣﻦ أﺟﻞ »رﻓﻊ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻘﻮض ﻗﺪرة اﻟﺒﻠﺪان ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟــﻠــﻮﺑــﺎء«. وﻋــﺒــﺮ ﻋــﻦ »اﻟــﻘــﻠــﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﺧــﺎص ﻣــﻦ اﻟـﺤـﺎﻟـﺔ ﻓــﻲ ﺷـﻤـﺎل ﻏﺮﺑﻲ ﺳﻮرﻳﺎ؛ ﺣﻴﺚ ﻳﺤﺘﺎج ﻣﺎ ﻳﻘﺪر ﺑﻨﺤﻮ ٨٫٢ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ، أي ٠٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣـــﻦ ﺳــﻜــﺎن اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ، إﻟــــﻰ اﳌــﺴــﺎﻋــﺪة اﻹﻧــﺴــﺎﻧــﻴــﺔ«. وﻻﺣـــﻆ أﻧـــﻪ »ﺑـﻤـﻮﺟـﺐ اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺎت اﻟــﻌــﺎﺑــﺮة ﻟــﻠــﺤــﺪود، اﻟـﺘـﻲ أذن ﺑﻬﺎ ﻫﺬا اﳌﺠﻠﺲ ﺑﻤﻮﺟﺐ اﻟﻘﺮار ٤٠٥٢، ﻋﺒﺮت ١٨٧١ ﺷﺎﺣﻨﺔ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺤﺪود ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ إﻟـﻰ ﺷﻤﺎل ﻏﺮﺑﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳﺎر(«.
وأوﺿﺢ أن »اﳌﺴﺘﻮﻳﺎت اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪة اﳌﻘﺪﻣﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﺤﺪود ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻓﻴﺔ«، وﻟﺬﻟﻚ »ﺗﺤﺘﺎج اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﺒﺮ اﻟـــﺤـــﺪود إﻟــــﻰ ﻣــﺰﻳــﺪ ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﻮﺳــﻊ«. وﺣــــﺬر ﻣــﻦ أن »اﻹﺧـــﻔـــﺎق ﻓــﻲ ﺗﻤﺪﻳﺪ اﻟــﺘــﻔــﻮﻳــﺾ ﻋــﺒــﺮ اﻟــــﺤــــﺪود ﺳـﻴـﻘـﻄـﻊ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة اﻟﺠﺎرﻳﺔ ﺣﺎﻟﻴﴼ«، ﻣــــﺎ »ﺳــﻴــﺴــﺒــﺐ اﳌــــﻌــــﺎﻧــــﺎة واﳌــــــــﻮت«. وأﺿﺎف أن »اﺳﺘﻤﺮار اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت ﻋﺒﺮ اﻟﺤﺪود ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺗﺠﺪﻳﺪ اﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻟــﺒــﺎب اﻟــﺴــﻼم وﺑـــﺎب اﻟــﻬــﻮى ﳌــﺪة ٢١ ﺷــﻬــﺮﴽ إﺿـــﺎﻓـــﻴـــﺔ«، ﻣــﻮﺿــﺤــﴼ أن ٣٫١ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺮي اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺑﺎب اﻟﺴﻼم.
وﻛﺸﻒ أﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻣﻀﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٥ أﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ إزاﻟــﺔ ﻣﻌﺒﺮ اﻟﻴﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻟــــﻢ ﺗـــﺼـــﻞ ﺗــــﻮزﻳــــﻌــــﺎت اﳌــﺴــﺘــﻠــﺰﻣــﺎت اﻟﻄﺒﻴﺔ ﳌﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﳌﺮاﻓﻖ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻓﻲ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ ﻋﻠﻰ اﻹﻣــــﺪادات اﻟـﺘـﻲ ﺗﺴﻠﻢ ﻋــﺒــﺮ اﻟـــﺤـــﺪود. وأﻣــــﻞ ﻓـــﻲ اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋﻠﻰ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻌﻬﺪات ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺮوﻛﺴﻞ اﻟﺮاﺑﻊ ﺣﻮل »دﻋﻢ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺳــــﻮرﻳــــﺎ واﳌـــﻨـــﻄـــﻘـــﺔ«، وﻓـــــﻲ ﺗــﻤــﺪﻳــﺪ اﻟﺘﻔﻮﻳﺾ ﻋﺒﺮ اﻟـﺤـﺪود ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻬﺎء اﳌــﻬــﻠــﺔ اﳌـــﺤـــﺪدة ﺑــﺎﻟــﻘــﺮار ٤٠٥٢، ﻷن ﻫﺬه اﳌﻌﺎﺑﺮ ﺻﺎرت ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ »ﺷﺮﻳﺎن ﺣﻴﺎة ﳌﻼﻳﲔ اﳌﺪﻧﻴﲔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻏﺮﺑﻲ ﺳﻮرﻳﺎ«.