Asharq Al-Awsat Saudi Edition

أﺟﻨﺪة ﺑﺮﻟﲔ ﺣﺎﻓﻠﺔ وﺷﺎﺋﻜﺔ ﻣﻊ ﺗﺮؤﺳﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ

ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﻣﺎﻛﺮون ﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﳋﻄﻰ ﻋﺸﻴﺔ اﳌﻬﻤﺔ

- ﺑﺮﻟﲔ: راﻏﺪة ﺑﻬﻨﺎم

ﻗﺒﻞ ٣١ ﻋﺎﻣﴼ، ﻓﻲ ﻋﺎم ٧٠٠٢ أﺳﻨﺪت اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ اﻟــﺪورﻳــ­ﺔ ﻟـﻼﺗـﺤـﺎد اﻷوروﺑـــﻲ ﻷﳌﺎﻧﻴﺎ ﻟﻔﺘﺮة ٦ أﺷﻬﺮ، ﻓﻲ ﺧﻀﻢ أزﻣﺔ ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد ﺑﻌﺪ رﻓﺾ ﻓﺮﻧﺴﺎ وﻫﻮﻟﻨﺪا اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻷوروﺑـﻲ. ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺣــﻴــﻨــﻬ­ــﺎ اﳌـــﺴـــﺘ­ـــﺸـــﺎرة اﻷﳌــﺎﻧــﻴ­ــﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻗﺪ وﺻﻠﺖ ﻟﻠﺴﻠﻄﺔ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﲔ ﻓﻘﻂ.

واﻟــﻴــﻮم، ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻋــﺎﻣــﺎن ﻓﻘﻂ ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺴـﻴـﺮة ﻣـﻴـﺮﻛـﻞ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـ­ﻴـﺔ ﻗﺒﻞ ﺗﻘﺎﻋﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﻋـﺎم ٢٢٠٢، ﺗﻌﻮد أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻟﺘﺴﺘﻠﻢ رﺋﺎﺳﺔ اﻻﺗﺤﺎد ﻟﻔﺘﺮة ٦ أﺷﻬﺮ، ﻓﻲ ﺧﻀﻢ أزﻣﺔ أﺧﺮى ﻳﻌﻴﺸﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد ﺑﺴﺒﺐ وﺑﺎء ﻛﻮروﻧﺎ.

ﺑـﺎﻟـﻨـﺴـﺒ­ـﺔ ﳌــﻴــﺮﻛــ­ﻞ، ﻓـــﺈن »اﻷوﻗــــﺎت اﻟـﺼـﻌـﺒـﺔ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﺟـــﺪﻳـــﺪ­ة«، ﻛـﻤـﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻗــﺒــﻞ أﻳــــﺎم ﻋــﻨــﺪﻣــ­ﺎ ﺳــﺌــﻠــﺖ ﻓـــﻲ ﻣـﻘـﺎﺑـﻠـﺔ ﻣـﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣـﻦ اﻟﺼﺤﻒ اﻷوروﺑـﻴـﺔ ﻋــــﻦ اﺳــــﺘـــ­ـﻌــــﺪادا­ﺗــــﻬــــ­ﺎ ﻟــﺘــﺴــﻠ­ــﻢ رﺋـــﺎﺳـــ­ﺔ اﻻﺗﺤﺎد. ورﻏﻢ أن وﺑﺎء ﻛﻮروﻧﺎ وآﺛﺎره اﻻﻗــﺘــﺼـ­ـﺎدﻳــﺔ اﻟــﻜــﺒــ­ﻴــﺮة ﻓــــﺮض أﺟــﻨــﺪة اﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ اﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺔ، ﻓﻬﻲ ﻟـﻦ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻰ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ ﻟﻦ ﺗﻮاﺟﻬﻬﺎ ﻣﻨﻔﺮدة. ﻓﻘﺪ اﺧﺘﺎرت أن ﺗــﺒــﺪأ رﺋـﺎﺳـﺘـﻬـ­ﺎ ﻫـــﺬه ﺑـﺘـﻮﺟـﻴـﻪ رﺳـﺎﻟـﺔ واﺿـﺤـﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ ﻓﺮﻧﺴﻲ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺧﻄﻄﻬﺎ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ ﻣﻌﻬﺎ ﻟــﻼﺗــﺤــ­ﺎد اﻷوروﺑــــ­ـــــﻲ. وﻣــــﻦ ﻫــﻨــﺎ ﻛــﺎن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون ﺿﻴﻒ ﻣﻴﺮﻛﻞ أﻣﺲ ﻓﻲ ﻗﺼﺮ ﻣﻴﺰﺑﻴﺮغ اﻟــــﺤـــ­ـﻜــــﻮﻣــ­ــﻲ ﻓـــــﻲ ﺑـــــﺮاﻧـ­ــــﺪﺑــــ­ـﻴـــــﺮغ اﻟـــــﺬي ﺗﺴﺘﻀﻴﻒ ﻓﻴﻪ ﻋــﺎدة ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺿﻴﻮﻓﴼ ﺗﺮﻳﺪ »ﺗﺪﻟﻴﻠﻬﻢ«.

وﻛـــــﺎن ﻫــــﺬا اﻟــﻘــﺼــ­ﺮ ﻧــﻔــﺴــﻪ اﻟـــﺬي اﺳﺘﻀﺎف ﻗﻤﺔ ﻣﻴﺮﻛﻞ - ﻣﺎﻛﺮون ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﲔ، ﻓﻲ ﺧﻀﻢ اﳌﺨﺎوف ﻣﻦ ﺗﺰاﻳﺪ اﻻﻧﺸﻘﺎق اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ - اﻷﳌﺎﻧﻲ، ﻟﻴﺨﺮﺟﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﻘﺎﺋﻬﻤﺎ ﺑـ »إﻋﻼن ﻣﻴﺰﺑﻴﺮغ« اﻟﺬي ﺳﻄﺮ أﻃــﺮ اﻟـﺘـﻌـﺎون اﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ووﺿـﻊ ﺧــﻄــﺔ ﻹﺻـــــﻼح اﻻﺗــــﺤــ­ــﺎد اﻷوروﺑــــ­ـــﻲ. ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــﺨــﻼﻓـ­ـﺎت اﻟــﺮﺋــﻴـ­ـﺴــﻴــﺔ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺮؤﻳﺔ ﻣﺎﻛﺮون ﻷوروﺑﺎ ﻣﻮﺣﺪة أﻛـﺜـﺮ وﻣـﺘـﺪاﺧـﻠ­ـﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﺗـﻘـﺎوم اﳌـﺰﻳـﺪ ﻣـﻦ اﻟـﺘـﺮاﺑـﻂ اﻷوروﺑـــﻲ، ﺧـــــﺎﺻــ­ـــﺔ ﻓــــﻴــــ­ﻤــــﺎ ﻳـــﺘـــﻌـ­ــﻠـــﻖ ﺑــــﺎﻟـــ­ـﺪﻳــــﻮن اﻷوروﺑــﻴـ­ـﺔ اﳌـﺸـﺘـﺮﻛـ­ﺔ. وﻟـﻜـﻦ ﺑــﲔ ﻗﻤﺔ ﻋﺎم ٨١٠٢ وﻗﻤﺔ اﻟﻴﻮم، ﻓﺎرق ﺷﺎﺳﻊ. ﺣـﻴـﻨـﻬـﺎ أراد اﻟــﺰﻋــﻴـ­ـﻤــﺎن أن ﻳﻄﻤﺌﻨﺎ اﻟﻘﻠﻘﲔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ أوروﺑــﺎ ﺑـﺄن ﻻ ﺷـــﺮخ ﺣﻘﻴﻘﻴﴼ ﺑــﲔ أﻛــﺒــﺮ اﻗـﺘـﺼـﺎدﻳ­ـﻦ ﻓــــﻲ اﻟــــــﻘـ­ـــــﺎرة. ﻓـــﺼـــﻤـ­ــﺖ ﻣـــﻴـــﺮﻛ­ـــﻞ ﻋــﻠــﻰ ﺧﻄﻂ ﻣــﺎﻛــﺮون ﻷوروﺑـــﺎ اﻟـﺘـﻲ ﺧﺎض اﻻﻧـــﺘـــ­ﺨـــﺎﺑـــﺎ­ت ﻋــﻠــﻰ أﺳـــﺎﺳـــ­ﻬـــﺎ وﻓـــــﺎز، ﻛـﺎﻧـﺖ ﻗـﺪ ﺑــﺪأت ﺗﺒﻌﺚ ﺑﺎﻟﻘﻠﻖ. وﻟﻜﻦ اﻟــﻴــﻮم ﻳﻠﺘﻘﻲ اﻟــﺰﻋــﻴـ­ـﻤــﺎن وﻫــﻤــﺎ ﻓﻌﻼ ﻳﺤﻤﻼن أﺟﻨﺪة ﻣﻮﺣﺪة ﻷوروﺑﺎ، ﺑﻌﺪ اﺗﻔﺎﻗﻬﻤﺎ اﻟﺬي وﺻﻒ ﺑﺎﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳــﺎر( اﳌﺎﺿﻲ، ﻋﻠﻰ إﻧﺸﺎء ﺻﻨﺪوق أوروﺑﻲ ﻣﺸﺘﺮك ﻟﻠﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﺑﻘﻴﻤﺔ ٠٠٥ ﻣﻠﻴﺎر ﻳﻮرو ﳌﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺘﺪاﻋﻴﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻮﺑﺎء ﻛﻮروﻧﺎ ﻓﻲ أوروﺑﺎ. ﻓﺎﺟﺄ ﺣﻴﻨﻬﺎ اﻹﻋﻼن ذاك »ﺣﻠﻔﺎء« ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻓﻲ ﺗﻜﺘﻞ اﻟــــﺪول اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـ­ﻴـﺔ )ﻫــﻮﻟــﻨــ­ﺪا واﻟﻨﻤﺴﺎ واﻟــﺴــﻮﻳ­ــﺪ( اﻟــﺘــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗــﻌــﺎرض إﻟـﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ أي ﻗــــﺮوض أوروﺑـــﻴـ­ــﺔ ﻣـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ، ﻛـﻤـﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗـﻄـﺎﻟـﺐ ﻓﺮﻧﺴﺎ وإﻳﻄﺎﻟﻴﺎ وإﺳﺒﺎﻧﻴﺎ.

وﻫــــﻜـــ­ـﺬا ﺗـــﺤـــﻮﻟ­ـــﺖ أﳌـــﺎﻧـــ­ﻴـــﺎ ﻓــﺠــﺄة ﻣــﻦ أﻫـــﻢ اﳌـﻌـﺮﻗـﻠـ­ﲔ ﻟــﻘــﺮوض أوروﺑــﻴــ­ﺔ ﻣـﺸـﺘـﺮﻛـﺔ، ﻷﺑـــﺮز ﻣـــﺮوج ﻟـﻬـﺎ. وﻟـﻜـﻦ ﻣﺎ زال ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻴﻮم أن ﺗﻘﻨﻊ اﻟﺪول اﻟﺜﻼث اﻟـــﺘـــﻲ ﻣـــﺎ زاﻟـــــﺖ ﺗـــﻌـــﺎر­ض إﻧـــﺸـــﺎ­ء ﻫــﺬا اﻟﺼﻨﺪوق اﻟﺬي اﻗﺘﺮﺣﺘﻪ ﻣﻊ ﻣﺎﻛﺮون، ﺑــﺎﳌــﻮاﻓ­ــﻘــﺔ ﻋــﻠــﻴــﻪ. وﺑــﺎﻟــﻨـ­ـﺴــﺒــﺔ ﳌـﻴـﺮﻛـﻞ، ﻓﺈن ﺗﻐﻴﻴﺮ رأﻳﻬﺎ ﻛﺎن ﺳﺒﺒﻪ »اﻟﻈﺮوف اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ أوروﺑــﺎ، واﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺒﺖ ﻛﺬﻟﻚ »ردﴽ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﴼ«. ﻟﺬﻟﻚ؛ ﻓﺈن ﺗﻤﺮﻳﺮ ﻫﺬه اﻟﺤﺰﻣﺔ ﺳﻴﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻃﻠﻴﻌﺔ أﺟـﻨـﺪة اﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻟـــﻼﺗـــﺤ­ـــﺎد اﻷوروﺑــــ­ــــــﻲ. وﺑـــﻤـــﺎ أن ﻫــﺬه اﻟـﺤـﺰﻣـﺔ اﻻﻗــﺘــﺼـ­ـﺎدﻳــﺔ ﻓــﺮﺿــﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻃـــــﺎرئ ﻋــﻠــﻰ أﺟـــﻨـــﺪ­ة اﻟــﺮﺋــﺎﺳ­ــﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ وﺑﺎء ﻛﻮروﻧﺎ، وﻏﻴﺮت ﻣﻦ ﺧﻄﻂ أﳌﺎﻧﻴﺎ إﻻ أن ﻫﺬا ﻟﻦ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺄﺟﻨﺪﺗﻬﺎ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻨﺬ أﺷﻬﺮ. وﻋﻠﻰ رأس ﻫﺬه اﻷﺟﻨﺪة، ﺑﻌﺪ اﻟﺨﻄﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ، ﺑــﺮاﻣــﺞ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـﺎﻟـﺘـﻐـﻴ­ـﺮات اﳌـﻨـﺎﺧـﻴـ­ﺔ، وﻛﺬﻟﻚ إﺻﻼح ﻧﻈﺎم اﻟﻬﺠﺮة اﻷوروﺑﻲ واﻟــــﻌــ­ــﻼﻗــــﺎت ﻣــــﻊ اﻟـــﺼـــﲔ واﻟـــــﻮﻻ­ﻳـــــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة، وﺑـﺎﻟـﻄـﺒـ­ﻊ ﺧـــﺮوج ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻣﻦ اﻻﺗﺤﺎد، واﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﺳـﺘـﻜـﻮن ﻣــﻮﺿــﻮع ﺑـﺤـﺚ ﻓــﻲ اﺟـﺘـﻤـﺎع أوروﺑﻲ ﺧﺎص ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﻘﺒﻞ ﺳﻴﺤﻀﺮه اﻟﺰﻋﻤﺎء اﻷوروﺑﻴﻮن ﺑﺸﻜﻞ ﺷﺨﺼﻲ ﻓـﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ، ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟــﻰ ﻣـﻨـﺬ أزﻣـــﺔ »ﻛـــﻮروﻧــ­ـﺎ«. وﺗــﺪﻓــﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه ﺗﺒﻨﻲ ﻣـﻮﻗـﻒ أﻛـﺜـﺮ ﺣـﺰﻣـﴼ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ، ﺑﺴﺒﺐ ﺣـﺎدث اﻻﺳﺘﻔﺰاز اﻟﺬي ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺿﻤﻦ ﻣـﻬـﻤـﺔ »إﻳــﺮﻳــﻨـ­ـﻲ« ﻓــﻲ اﳌــﺘــﻮﺳـ­ـﻂ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻗﺮار ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣﻦ اﻟﺪاﻋﻲ ﻟﺤﻈﺮ ﺗﻮرﻳﺪ اﻟﺴﻼح إﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ.

وﺗﻘﻮل ﻓﺮﻧﺴﺎ، إن ﺑﻮاﺧﺮ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﺗﺼﺮﻓﺖ ﺑﺸﻜﻞ اﺳﺘﻔﺰازي أﻣﺎم اﻟﺴﻔﻴﻨﺔ وﻫﻲ ﺗﺆدي ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﺑﺘﻔﺘﻴﺶ ﺑـﺎﺧـﺮة ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﺤﻤﻠﺔ ﺑﺄﺳﻠﺤﺔ وﻣـــﻌـــﺪ­ات ﻋـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﻟــﻄــﺮاﺑـ­ـﻠــﺲ. ورﻏــﻢ أن ﺣــﻠــﻒ ﺷــﻤــﺎﻟــ­ﻲ اﻷﻃــﻠــﺴـ­ـﻲ دﻋـــﺎ إﻟــﻰ اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﺎدث، ﻓﺈن أﳌﺎﻧﻴﺎ وﻗﻔﺖ إﻟــﻰ ﺟـﺎﻧـﺐ ﻓـﺮﻧـﺴـﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺣﺎوﻟﺖ ﺗﻬﺪﺋﺔ اﻟﺘﻮﺗﺮ ﻣﻊ ﺗﺮﻛﻴﺎ. وﻟﻜﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻗﺪ ﺗﻠﺠﺄ أﺛﻨﺎء رﺋﺎﺳﺘﻬﺎ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ، إﻟﻰ زﻳﺎدة اﻟﻀﻐﻮط ﻋـﻠـﻰ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ، ﺧـﺎﺻـﺔ ﺑﺴﺒﺐ اﺳـﺘـﻤـﺮار ﺗــــﺪﻫـــ­ـﻮر اﻟــــﻮﺿــ­ــﻊ ﻓــــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴ­ــﺎ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﺗﺪﺧﻼت أﻧﻘﺮة. وﻗﺪ دﻋﺎ رﺋﻴﺲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ ﻟﻸﻣﻦ، اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ اﻷﳌﺎﻧﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻓﻮﻟﻔﻐﺎﻧﻊ إﻳﺸﻨﻐﺮ، أوروﺑﺎ إﻟﻰ »أن ﺗﺮﻣﻲ ﺑﺜﻘﻠﻬﺎ اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻓﻲ اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ وﻗﻒ ﻹﻃﻼق اﻟﻨﺎر«، وﻗﺎل ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ »ﻓﻮﻧﻜﻪ« ﻟﻺﻋﻼم »اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴ­ﺔ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣـﺠـﺮد ﺧـﻄـﺎب إذا ﻟــﻢ ﺗـﻜـﻦ ﻗـــﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ اﺳــﺘــﺨــ­ﺪام اﻟـﺘـﻬـﺪﻳـ­ﺪ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﺿﻐﻂ ﻓﻲ اﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ«.

وأﺿــﺎف أﻧـﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﺗﺴﺘﻌﺪ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻟـﺘـﺮؤس اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــﻲ ﻓـﺈﻧـﻪ ﻋﻠﻰ أوروﺑـــــ­ــــﺎ أن »ﺗـــﺘـــﺤـ­ــﺪث ﺑــﻠــﻐــﺔ اﻟـــﻘـــﻮ­ة« ﻛــﻲ ﺗـﻤـﺜـﻞ ﻣـﺼـﺎﻟـﺤـﻬ­ـﺎ ﺑـﺸـﻜـﻞ أﻓــﻀــﻞ، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟــﻰ أن »ﻫـــﺬا اﻷﻣـــﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ أن ﺗـﺘـﻌـﻠـﻢ أﳌــﺎﻧــﻴـ­ـﺎ ﻟــﻐــﺔ اﻟـــﻘـــﻮ­ة«. ووﺻـــﻒ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺮﻟﲔ ﺣﻮل ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻟﺬي اﺳﺘﻀﺎﻓﺘﻪ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻣﻄﻠﻊ اﻟﻌﺎم ﺑﺄﻧﻬﺎ »ﺻﻔﺮ ﻟﻐﺎﻳﺔ اﻵن«.

ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال، ﻓﺈن ﺑﺮﻟﲔ ﺗﺤﺘﻔﻞ ﻏﺪﴽ ﺑﻘﻴﺎدﺗﻬﺎ أوروﺑﺎ ﻣﺮة ﺟﺪﻳﺪة، وإن ﻣﺆﻗﺘﺎ ﻟﻔﺘﺮة ٦ أﺷﻬﺮ ﻓﻘﻂ.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia