ﻳﻌﻴﺶ »ﻟﻮﻳﺲ ﻓﻴﺘﻮن« ﻳﻌﻴﺶ!
ﺷﻴﺦ ﻣــﻦ ﺷـﻴـﻮخ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ »ﺣــﺰب اﻟﻠﻪ«، وزﻣﻴﻞ دراﺳـﺔ ﺳﺎﺑﻖ ﻓﻲ اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻮﻳـــﺔ، ﺑـــﺸـــﺮ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﲔ ﺑـــــﺄن رد اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺘﻌﺮض ﻟﻪ ﻣﻦ ﺿﻐﻮط ﻋـﻘـﺎﺑـﻴـﺔ، ﻋـﺒـﺮ ﻗــﺎﻧــﻮن ﻗـﻴـﺼـﺮ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ وﻏﻴﺮه، ﻫﻮ ﻓﺘﺢ ﺟﺒﻬﺔ اﻟﺠﻨﻮب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ. ﻗــﺎل اﻟﺸﻴﺦ ﻛﻼﻣﻪ ﺑﻮﺟﻪ ﻃﻔﻮﻟﻲ وﺛﻐﺮ ﺑــﺎﺳــﻢ، ﻛـﺄﻧـﻪ ﻳﻌﻠﻦ ﻋــﻦ اﻓـﺘـﺘـﺎح ﻣﻨﺘﺠﻊ ﺳﻴﺎﺣﻲ أو ﺻﺎﻟﺔ أﻟﻌﺎب.
ﺑﻴﺪ أن اﻟﺸﻴﺦ ﻳﻌﺮف، وﻳﻌﺮف أﻫﻞ اﻟــﺠــﻨــﻮب اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ، أن اﻟــﺤــﺮب ﻟﻴﺴﺖ ﻟﻌﺒﺔ، وأن دوﻧﻬﺎ أﻫﻮاﻻ ﻻ ﺗﻘﺎس ﺑﺄﻫﻮال ﺣﺮب ﻋﺎم ٦٠٠٢. واﻟﺤﺮب إن ﺣﺪﺛﺖ ﻫﺬه اﳌﺮة ﻟﻦ ﻳﺠﺪ اﻟﺠﻨﻮﺑﻴﻮن ﻣﻦ ﻳﻌﻴﺪ ﺑﻨﺎء دﻳﺎرﻫﻢ اﻟﺘﻲ ﻣﺎ أﻋﺎد ﺑﻨﺎء ﻫﺎ اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن، ﺑﻞ ﺣﻜﻮﻣﺎت اﻟﺨﻠﻴﺞ ﺑﺄﻏﻠﺒﻬﺎ... وﻟﻦ ﻳﺠﺪ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻦ ﻳﻘﻒ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﳌﻌﺎﻧﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﻋﺮﺑﻴﴼ وﻻ دوﻟﻴﴼ...
اﻟــﺸــﻴــﺦ اﻟــﺒــﺎﺳــﻢ ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻣــﺎ ﻟــﺒــﺚ أن أدار ﺑﻮق اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻧﺤﻮ اﻟﺪاﺧﻞ، ﻣﻬﺪدﴽ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﲔ »ﺑــﺎﻟــﻘــﻤــﺼــﺎن اﻟـــﺴـــﻮد«، أي ﺑﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« اﳌﺴﻠﺤﲔ اﳌﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻟﻔﺮض إرادة ﺣﺰﺑﻬﻢ وإﻳﺮاﻧﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻘﻴﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ.
ﺗــــــﺰاﻣــــــﻦ ﻣــــــﻊ ﻣــــﻄــــﺎﻟــــﻌــــﺎت اﻟـــﺸـــﻴـــﺦ اﻟﺒﺎﺳﻢ، ﺧﺒﺮان: واﺣﺪ ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺄن ﻗﺎﺿﻴﴼ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﴼ »ﻣﻘﺎوﻣﴼ« أﺻــﺪر ﻗــﺮارﴽ ﺳﺎذﺟﴼ ﻳﻤﻨﻊ ﺑﻤﻮﺟﺒﻪ اﻹﻋـﻼﻣـﻴـﲔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻣـﻦ اﺳـﺘـﺼـﺮاح اﻟﺴﻔﻴﺮة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻟــﺒــﻨــﺎن، ﺑـﻌـﺪ ﻣـﻘـﺎﺑـﻠـﺔ أﺟــﺮﺗــﻬــﺎ ﻣــﻊ ﻗـﻨـﺎة »اﻟــﺤــﺪث«، أدﻟـــﺖ ﺧـﻼﻟـﻬـﺎ ﺑﺘﺼﺮﻳﺤﺎت ﻣـﺘـﺸـﺪدة ﺣـﻴـﺎل ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ »ﺣــﺰب اﻟﻠﻪ« واﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﻟـــﻠـــﺒـــﻨـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، وﺧــــﺒــــﺮ آﺧـــﺮ ﻧﻘﻠﺘﻪ وﻛﺎﻟﺔ »روﻳﺘﺮز« ﻳﻔﻴﺪ ﺑﺄن اﻟﻠﻴﺮة اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻓـﻘـﺪت ٠٨٪ ﻣــﻦ ﻗﻴﻤﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﺪوﻻر!
ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺔ اﻟﺒﻠﺪ اﳌﻔﻠﺲ ﻫﺬه، ﺗـﻘـﺎرع أﻣﻴﺮﻛﺎ، وﺗـﺤـﺎرب إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﺒﺮ ﺷــﺎﺷــﺎت ﻫــﺬر ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣـﺴـﻤـﺎة إﻋـﻼﻣـﴼ، وﻋـــﻠـــﻰ اﻟــــــﻮرق اﻟــﺮﺳــﻤــﻲ ﻟــﻠــﺪوﻟــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ ﻗﻀﺎء ﺳﺎﻛﻦ ﻻ ﺣﺮاك ﻟﻪ.
وﻷن اﻷرﻗﺎم ﺗﻈﻞ أرﻗﺎﻣﴼ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء اﳌﺠﺮد أﻳﴼ ﺗﻜﻦ دﻻﻻﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻮاﻗﻊ، اﺧﺘﺎرت وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ، أن ﺗﺠﻤﻊ ﻓﻲ ﺻﻮرة واﺣﺪة ٦١ ﺑﺮادﴽ ﻓﺎرﻏﴼ ﺻﻮرﺗﻬﺎ داﺧﻞ ﺑﻴﻮت ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻣﺎ ﻋﺎدوا ﻗـــﺎدرﻳـــﻦ ﻋــﻠــﻰ ﺷـــــﺮاء اﻟــﺤــﺪ اﻷدﻧـــــﻰ ﻣﻦ ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻬﻢ اﻟﻐﺬاﺋﻴﺔ. ﺗﺼﺪرت اﻟﺼﻮرة اﻟﺼﺎدﻣﺔ اﻟﺼﺤﻒ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، واﻧﺘﺸﺮت ﻋـــﺒـــﺮ ﻣــــﻮاﻗــــﻊ اﻟــــﺘــــﻮاﺻــــﻞ اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻲ ﻛﺎﺧﺘﺼﺎر ﻣﻜﺜﻒ ﻟﺤﺎل ﺑـﻼد ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ﺗﺸﻬﺪ أﻋﻤﻖ وأﺻـﻌـﺐ ﺗـﻬـﺎو اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻗﺘﺼﺎدي ﻣﻨﺬ ﻧﺸﺄة اﻟﻜﻴﺎن ﻋﺎم ٠٢٩١.
ﻓــﺤــﺴــﺐ إﻗـــــــﺮار رﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺈن »ﻧﺼﻒ اﻷﺳﺮ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺳﺘﺼﺒﺢ ﻋﺎﺟﺰة ﻋﻦ ﺷﺮاء اﻟﻄﻌﺎم ﻧﻬﺎﻳﺔ اﻟـﻌـﺎم اﻟــﺠــﺎري«. ﻣـﻦ ﺟﻬﺘﻪ أﻓــﺎد ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﺪﻳﺚ ﺻﺎدر ﻋﻦ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻐﺬاء اﻟﻌﺎﳌﻲ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة، ﺑﺄن »ﻣﻌﺪل اﻧﺘﺸﺎر اﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﺳﻴﺮﺗﻔﻊ ﻣﻦ ٧٣٪ ﻋﺎم ٩١٠٢ إﻟﻰ ٥٤٪ ﻋﺎم ٠٢٠٢، وﻣﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺼﻴﺐ اﻟﻔﻘﺮ اﳌـﺪﻗـﻊ واﻧــﻌــﺪام اﻷﻣـﻦ اﻟـﻐـﺬاﺋـﻲ ﻣــﺎ ﻧﺴﺒﺘﻪ ٢٢٪ ﻣــﻦ اﻟﺴﻜﺎن، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑـ٦١٪ ﻓﻲ ﻋﺎم ٩١٠٢«.
ﻣـﻊ ذﻟــﻚ ﻟﻴﺴﺖ ﺑـــﺮادات اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ وﺣـــﺪﻫـــﺎ ﻣـــﺎ ﻓــــﺮغ ﻓـــﻲ ﺑــﻠــﺪ اﻟـﺘـﻨـﺎﻗـﻀـﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﻻ ﺗــﻨــﺘــﻬــﻲ. ﻓـــﺮﻏـــﺖ أﻳـــﻀـــﴼ رﻓـــﻮف ﻣـــﺘـــﺠـــﺮ »ﻟـــــﻮﻳـــــﺲ ﻓــــﻴــــﺘــــﻮن« ﻓـــــﻲ وﺳـــﻂ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺑﻴﺮوت ﺑﻌﺪ أن أﻋﻠﻦ ﻋﻦ ﺑﻴﻊ ﺑﻀﺎﻋﺘﻪ ﺑﺴﻌﺮ ﺻﺮف ٠٠٠٣ ﻟﻴﺮة ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟـــﺪوﻻر، ﻣﺎ دﻓـﻊ ﺑﻌﺪد ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس إﻟﻰ اﻟﺘﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﳌﺘﺠﺮ، ﻧﻈﺮﴽ إﻟﻰ أن ﺳﻌﺮ ﺻﺮف اﻟــﺪوﻻر ﺑﻠﻎ ﻓﻲ اﻟﺴﻮق اﻟﺴﻮداء ٠٠٠٨ ﻟـﻴـﺮة ﻓــﻲ اﻟـﻴـﻮﻣـﲔ اﻷﺧــﻴــﺮﻳــﻦ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن ﻣﻦ اﺷﺘﺮى اﺷﺘﺮى ﺑﺤﺴﻢ ﻳﻘﺮب ﻣﻦ ٠٧٪!
ﻛﻐﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺻﻮر أﺣﻮال اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ اﻧـــــﺘـــــﺸـــــﺮت ﻋـــــﻠـــــﻰ ﻣـــــــﻮاﻗـــــــﻊ اﻟـــــﺘـــــﻮاﺻـــــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺻـﻮرة ﺗﻈﻬﺮ اﻟﺤﺸﺪ أﻣﺎم ﻫــــﺬا اﳌــﺘــﺠــﺮ، ﻣـــﻘـــﺎرﻧـــﺔ ﺑـــﺼـــﻮرة أﺧــــﺬت ﻓــﻲ اﻟــﻴــﻮم ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﻳـﻘـﻔـﻮن ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺑﻮر أﻣﺎم اﻷﻓﺮان ﻟﺸﺮاء اﻟﺨﺒﺰ ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻮﻗﻌﺎت ﺑﺄزﻣﺔ ﺧﺒﺰ!
ﻟــﻴــﺲ ﻏــﺮﻳــﺒــﴼ وﺳــــﻂ ﺣــــﺎل اﻻﻧــﻬــﻴــﺎر اﻻﻗـــﺘـــﺼـــﺎدي وارﺗـــﻔـــﺎع ﻣـــﻌـــﺪﻻت اﻟـﺒـﻄـﺎﻟـﺔ وﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟﻘﻠﻖ ﻋﻠﻰ أﺑﺴﻂ ﺷﺮوط اﻟﻌﻴﺶ، أن ﺗــﺜــﻴــﺮ اﻟـــﺼـــﻮرة أﻣـــــﺎم ﻣــﺘــﺠــﺮ »ﻟــﻮﻳــﺲ ﻓﻴﺘﻮن« ﻣﺎ أﺛﺎرﺗﻪ ﻣﻦ اﻧﺘﻘﺎدات وﺳﺨﺮﻳﺔ وﻃﻌﻦ!
ﻟــﻜــﻦ ﺛــﻤــﺔ ﻓـــﻲ اﻟــــﺼــــﻮرة ﻣـــﺎ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺗﺠﺎوزه.
أوﻻ ﻟــﻴــﺲ ﻛـــﻞ ﻣـــﻦ ﻻ ﻳــــﺰال ﻳﻤﺘﻠﻚ اﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺒﻀﻊ ﻣﻦ اﳌﺘﺎﺟﺮ اﻟﻔﺎﺧﺮة ﻫﻮ ﺑﺎﻟﻀﺮورة ﺟﺰءﴽ ﻣﻦ »ﻃﻐﻤﺔ اﻟﻔﺴﺎد واﻟﺴﻠﻄﺔ«! ﻓﺮأس اﳌﺎل اﻟﺒﺸﺮي اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣـــــﻦ اﻻﺗــــــﺴــــــﺎع ﺑـــﻤـــﻜـــﺎن وﻣــــــﻦ اﻟـــﻜـــﻔـــﺎءة واﻟﻨﺠﺎح ﺑﻤﻜﺎن ﻟﻴﺒﺮر اﻟﺪﺧﻮل اﳌﺮﺗﻔﻌﺔ واﳌﺪﺧﺮات اﻟﺠﺪﻳﺔ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻔﻀﻠﻮن إﻧﻔﺎق ﻫﺬه اﻷﻣﻮال ﺑﺪل ﺗﺮﻛﻬﺎ رﻫﻴﻨﺔ ﻣﺼﺎرف ﻣﻨﻬﺎرة!
ﺛـﺎﻧـﻴـﴼ وﻫـــﻮ اﻷﻫــــﻢ، أن ﻻ ﺿـﻴـﺮ ﻣﻦ اﻟﻄﻮاﺑﻴﺮ اﻟﻄﻮﻳﻠﺔ أﻣﺎم اﳌﺘﺎﺟﺮ اﻟﻔﺎﺧﺮة. وﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺳﺒﺐ ﻟﺌﻼ ﻳﻜﻮن ﻟﺒﻨﺎن ﺳﻮﻗﴼ ﺣــــﺮة ﳌــﺜــﻞ ﻫــــﺬه اﳌـــﺘـــﺎﺟـــﺮ وﻏـــﻴـــﺮﻫـــﺎ ﻣـﻦ ﺧـﺪﻣـﺎت اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ واﻟــﺴــﻌــﺎدة... ﺻـﻮرة ﻣــﺘــﺠــﺮ »ﻟـــﻮﻳـــﺲ ﻓــﻴــﺘــﻮن« ﻫـــﻲ اﻟــﺼــﻮرة اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎن وﻣـﺎ ﻳﺠﺐ أن ﻳﻜﻮﻧﻪ، ﻓﻲ ﺣﲔ أن ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ اﻟﻄﻌﻦ ﺑﻪ ﺣﺼﺮﴽ ﻫﻮ ﺻﻮرة اﻟﻄﻮاﺑﻴﺮ أﻣﺎم اﻷﻓﺮان...
ﻃﻮﺑﻰ ﻟﻠﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻃﻮاﺑﻴﺮ »ﻟﻮﻳﺲ ﻓﻴﺘﻮن« وﺣﻤﻰ اﻟﻠﻪ اﻟﻨﺎس ﻣﻦ ﻃﻮاﺑﻴﺮ اﻷﻓــــــﺮان واﻟـــﺼـــﺮاﻓـــﲔ وﻣـــﺮاﻛـــﺰ اﻟـﻀـﻤـﺎن اﻻﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻲ! ﺑـــﻼ أي ﺗـــــﺮدد وﻣــــﻦ دون اﻟـــﻜـــﺜـــﻴـــﺮ ﻣـــــﻦ اﻟـــﺘـــﺤـــﺬﻟـــﻖ اﳌــــﻮﺿــــﻮﻋــــﻲ، أﺳـﺘـﻄـﻴـﻊ أن أزﻋــــﻢ أن اﻷوﻟـــــﻰ ﻳﻨﺘﺠﻬﺎ اﻟـﻨـﺠـﺎح اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻨﺘﺞ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺣﺰب اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺒﺎﺳﻢ واﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﻘﺎوم.
ﻫﺎﺗﺎن اﻟﺼﻮرﺗﺎن ﺗﻌﺒﺮان ﻋﻦ ﺷﻲء أﻋﻤﻖ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﻢ ﺗﺪاوﻟﻪ ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ. ﻫﻤﺎ ﻓـﻲ اﻟﻌﻤﻖ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ »ﻟﺒﻨﺎﻧﲔ اﺛﻨﲔ«. ﺷﻲء ﻳﺸﺒﻪ ﺛﻨﺎﺋﻴﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺘﲔ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ إﺑﺎن اﻟﺤﺮب اﻟﺒﺎردة أو اﻟﻜﻮرﻳﺘﲔ اﻟﻴﻮم.
ﻟﻨﺘﺨﻴﻞ ﺗﻘﺴﻴﻤﴼ ﻣﻤﺎﺛﻼ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن. ﻟﻨﺘﺨﻴﻞ أن ﻟﺒﻨﺎن اﻧﻘﺴﻢ ﺑﲔ ﺟﻤﻬﻮرﻳﺔ »ﻟﻮﻳﺲ ﻓﻴﺘﻮن« اﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ إﺣﻴﺎء اﺗﻔﺎق اﻟﻬﺪﻧﺔ ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ، واﻋﺘﻤﺎد اﻟﺤﻴﺎد ﻓﻲ اﻟـﺼـﺮاﻋـﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣـﻦ دون ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ واﺟــﺒــﺎت ﻟـﺒـﻨـﺎن ﺗــﺠــﺎه أﺷــﻘــﺎﺋــﻪ اﻟــﻌــﺮب، ﻟــﺒــﻨــﺎن ﻻ ﻳــﻌــﺎدي اﻟــﺴــﻔــﻴــﺮة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ، وﻻ ﻳــﺤــﺎﻛــﻢ ﺳــﻴــﺪﴽ ﺟــﻠــﻴــﻼ، ﻷﻧــــﻪ ﺷـــﺎرك ﻓــﻲ ﻣـﺆﺗـﻤـﺮ ﻟــﺤــﻮار اﻷدﻳــــﺎن ﻣــﻊ ﺣـﺎﺧـﺎم ﻳﻬﻮدي، وﻻ ﻳﻌﺎدي اﳌﺼﺎرف واﻟﻠﻴﺒﺮاﻟﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ... وﻟﺒﻨﺎن آﺧﺮ ﻳﺮﻳﺪ ﺣﺸﺪ ﻛــــﻞ اﻹﻣــــﻜــــﺎﻧــــﺎت ﻹزاﻟـــــــــﺔ إﺳــــﺮاﺋــــﻴــــﻞ ﻣــﻦ اﻟﻮﺟﻮد، وإﻧﻬﺎء اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﺗــﺪﻣــﻴــﺮ اﻟــﻌــﺮاق ﻹﻋــــﺎدة إﺣــﻴــﺎء اﻟــﺪوﻟــﺔ اﻟﺴﺎﺳﺎﻧﻴﺔ، وﺗﻔﺮﻳﻎ أﺣﻘﺎد إﻳــﺮان ﻋﻠﻰ اﻟـﻌـﺮب... ﻟﺒﻨﺎن ﻳﻜﻮن ﻣﺼﻨﻊ ﺻﻮارﻳﺦ ﻹﻳﺮان، وﻏﺮﻓﺔ ﻋﻤﻠﻴﺎت إﻋﻼﻣﻴﺔ ﻟﻠﺤﻮﺛﻲ و»اﻟﺤﺸﺪ« وﻏﻴﺮﻫﻤﺎ، وﺛﻜﻨﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻜﻞ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﻮﻟﻲ اﻟﻔﻘﻴﻪ!
ﻛﻢ ﻣﻮاﻃﻨﴼ ﺳﻴﺘﺮك ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺜﺎﻧﻲ إﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎن اﻷول؟ ﻫﺬا ﻫﻮ اﻟﺴﺆال اﳌﻔﺘﺎح.
ﺑـﲔ ﻋﺎﻣﻲ ١٦٩١ و٩٨٩١ ﻋـﺒـﺮ آﻻف اﻷﳌـــــﺎن اﻟــﺸــﺮﻗــﻴــﲔ إﻟــــﻰ ﺑــﺮﻟــﲔ اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﺔ ﻣﺨﺎﻃﺮﻳﻦ ﺑﺤﻴﺎﺗﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺷﺮوط ﺣﻴﺎة أﻓﻀﻞ. ﺗﺴﻠﻘﻮا اﻟﺠﺪار. ﺣﻔﺮوا اﻷﻧﻔﺎق ﺗﺤﺘﻪ. ﺟﻨﻮد ﻛﻠﻔﻮا ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻌﻮاﺋﻖ واﻷﺳﻼك اﻟﺸﺎﺋﻜﺔ، ﺗﻌﻤﺪوا ﺗﺮك ﻓﺮﺟﺎت ﻟﻴﻌﺒﺮوا ﻣﻨﻬﺎ ﻻﺣﻘﴼ...
ﻟﻢ ﻳﻘﻔﺰ ﻏﺮﺑﻲ إﻟﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ، وﻟــــﻢ ﻳــﻌــﺒــﺮ ﻛــــﻮري ﺟــﻨــﻮﺑــﻲ إﻟــــﻰ ﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ... وإن ﻋﺒﺮوا ﻓﻬﻢ ﺟﻮاﺳﻴﺲ ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ إﻧﻬﺎء أﻧﻈﻤﺔ وأﻓﻜﺎر ﺗﺸﺒﻪ ﻓﻲ ﺗﺨﻠﻔﻬﺎ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﺒﺎﺳﻢ واﻟﻘﺎﺿﻲ اﳌﻘﺎوم...
ﻛﻞ اﻟﻨﺎس ﺗﺮﻳﺪ »ﻟﻮﻳﺲ ﻓﻴﺘﻮن«... ﻻ أﺣﺪ ﻳﺤﺐ ﻃﻮاﺑﻴﺮ اﻟﺨﺒﺰ... ﻓﻼ ﺷﻲء روﻣــﺎﻧــﺴــﻴــﴼ ﻓـــﻲ اﻟـــﻔـــﻘـــﺮ... ﺣــﺘــﻰ أوﻫــــﺎم اﻟﻜﺮاﻣﺔ...
اﳌﺠﺪ ﻟـ»ﻟﻮﻳﺲ ﻓﻴﺘﻮن«.