ﻋﻮدة ﻋﺮوض اﻷزﻳﺎء ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ... ﻟﻜﻦ ﺑﺤﻀﻮر أم ﻣﻦ دوﻧﻪ؟
اﳌﻮﺿﺔ ﺗﻌﻴﺪ رﺳﻢ ﻣﺴﺎرﻫﺎ ﻣﻦ وﺣﻲ اﻟﻮاﻗﻊ اﳉﺪﻳﺪ
ﻣﻨﺬ أن اﺟﺘﺎح »ﻛﻮﻓﻴﺪ٩١« اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺻـﻨـﺎع اﳌـﻮﺿـﺔ ﻳﺘﺨﺒﻄﻮن ﺑﺎﺣﺜﲔ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل ﺗﻀﻤﻦ ﻟﻬﻢ اﻻﺳﺘﻤﺮارﻳﺔ. ﻓـــﺮﻏـــﻢ أن »اﻟــﺘــﻐــﻴــﻴــﺮ ﻫـــﻮ اﻷﻛــﺴــﺠــﲔ اﻟﺬي ﺗﺘﻨﻔﺴﻪ اﳌﻮﺿﺔ ﻋﺎدة« ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻛﺘﺒﻪ اﳌﺼﻮر اﻟﻔﻮﺗﻮﻏﺮاﻓﻲ اﳌﻌﺮوف ﺑــﻴــﻞ ﻛــﺎﻧــﻴــﻨــﻬــﻮم ﻓـــﻲ ﻛــﺘــﺎﺑــﻪ »ﻓــﺎﺷــﻦ ﻛﻼﻳﺒﻴﻨﻎ«، ﻓﺈﻧﻪ ﻻ أﺣﺪ ﻛﺎن ﻳﺘﺼﻮر أن ﻳـــﺄﺗـــﻲ ﻫـــــﺬا اﻟــﺘــﻐــﻴــﻴــﺮ ﻋــﻠــﻰ ﺷـﻜـﻞ ﺗـﺴـﻮﻧـﺎﻣـﻲ ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺑـﻨـﺎء أﺳـﺎﺳـﺎت ﺟﺪﻳﺪة.
ﺣــﺘــﻰ ﺷــﻬــﺮ دﻳــﺴــﻤــﺒــﺮ )ﻛـــﺎﻧـــﻮن اﻷول( اﳌﺎﺿﻲ، ﻛﺎن ﻛﻞ ﻫﻢ اﳌﺼﻤﻤﲔ أن ﻳﺠﺪدوا ﻗﺪﻳﻤﻬﻢ وﺗﻘﺪﻳﻢ اﺗﺠﺎﻫﺎت ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﺎ ﻗﺪﻣﻮه ﻓﻲ اﳌﻮاﺳﻢ اﻟﺘﻲ ﺳﺒﻘﺖ. ﻓﻲ أﺣﺴﻦ اﻟﺤﺎﻻت ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﻔﻬﻮم اﻻﺳﺘﺪاﻣﺔ وأﻣﻮر أﺧﺮى ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺒﻴﺌﺔ واﻟﻌﺪاﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ. ﻟﻜﻨﻬﻢ اﻵن أﻣـــﺎم ﺗـﺤـﺪﻳـﺎت ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ اﺳـــﺘـــﺮاﺗـــﻴـــﺠـــﻴـــﺎت ﺗـــــــــﺰاوج اﳌــﺴــﺘــﻘــﺒــﻞ ﺑـﺎﳌـﺎﺿـﻲ. ﻓﻘﺪ اﻛﺘﺸﻔﻮا ﻓــﻲ اﻷﺷﻬﺮ اﻷﺧﻴﺮة أن ﺑﻌﺾ اﻷﺟﻮﺑﺔ ﻟﺤﻴﺮﺗﻬﻢ ﺗــﻮﺟــﺪ ﻓــﻲ دﻓــﺎﺗــﺮ اﳌـــﺎﺿـــﻲ. ﻓــﺮﻏــﻢ أن اﳌﻮﺿﺔ ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ، ﻓـﺈن ﻟﻬﺎ ﺗﻘﺎﻟﻴﺪ أﺳﺎﺳﻴﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺘﻼﻋﺐ ﺑﻬﺎ، وﻋﻠﻰ رأﺳـﻬـﺎ ﻋــﺮوض اﻷزﻳـــﺎء اﻟﺤﻴﺔ واﳌﺒﺎﺷﺮة. وﻫـﺬا ﻣﺎ أﻛﺪﺗﻪ اﻟﻌﺮوض اﻟـﺮﻗـﻤـﻴـﺔ اﻻﻓــﺘــﺮاﺿــﻴــﺔ اﻷﺧــﻴــﺮة اﻟـﺘـﻲ ﻟــــﻢ ﺗــﺤــﻘــﻖ اﳌــــﻄـــﻠـــﻮب، واﻧـــﺘـــﺒـــﻬـــﺖ ﻟـﻪ »ﻓــﻴــﺪراﻟــﻴــﺔ اﻟــﻬــﻮت ﻛــﻮﺗــﻮر واﳌــﻮﺿــﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ« وﻏــﻴــﺮﻫــﺎ ﻣـــﻦ ﻣـﻨـﻈـﻤـﺎت اﳌــﻮﺿــﺔ، ﺑـﻤـﺤـﺎوﻻﺗـﻬـﺎ ﺗــــﺪارك اﻷﻣـــﺮ. ﻣﻨﺬ أﺳﺎﺑﻴﻊ ﻗﻠﻴﻠﺔ، أﻋﻠﻨﺖ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أن ﻋــﺮوض اﻷزﻳــﺎء ﻻ ﻏﻨﻰ ﻋــﻨــﻬــﺎ، وأﻧــﻬــﺎ ﺳــﺘــﻌــﻮد ﻓــﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﳌﻘﺒﻞ رﻏﻢ أﻧﻒ »ﻛﻮﻓﻴﺪ٩١«، وﺣﺴﺐ ﻗﻮل ﺑﺎﺳﻜﺎل ﻣﻮراﻧﺪ، رﺋﻴﺴﻬﺎ اﻟــﺘــﻨــﻔــﻴــﺬي، ﻓـــﺈن »اﻟـــﻈـــﺮوف اﻷﺧــﻴــﺮة ﻓـﺮﺿـﺖ أﺷــﻜــﺎﻻ رﻗـﻤـﻴـﺔ ﺟــﺪﻳــﺪة رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ﻓـﻲ ﻏﺎﻳﺔ اﻻﺑـﺘـﻜـﺎر، إﻻ إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ أن ﺗﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎن اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﳌﺒﺎﺷﺮة أو ﺗـﻌـﻮض ﻋﻨﻬﺎ«. اﻟﺴﺆال اﳌﻄﺮوح ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻫﻮ: ﻛﻴﻒ وﺑﺄي ﺷﻜﻞ ﺳﺘﻌﻮد ﻫﺬه اﻟﻌﺮوض، ﺧﺼﻮﺻﴼ أن اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻟﻢ ﻳﺘﻮﺻﻠﻮا إﻟـﻰ ﻟﻘﺎح ﻳﻘﻒ ﻓﻲ وﺟﻪ »ﻛﻮﻓﻴﺪ٩١« ﺣﺘﻰ اﻵن؟ ﻗﺮاء ة ﺳﺮﻳﻌﺔ ﻟﻸﺣﺪاث اﳌﺎﺿﻴﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺻﻨﺎع اﳌﻮﺿﺔ أﻣﺎم ﺧﻴﺎرﻳﻦ؛ أﺣﻼﻫﻤﺎ ﻣﺮ.
ﻓــــﻌــــﺮوض اﻷزﻳـــــــــﺎء اﻟـــﺘـــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣــﻘــﺮرة ﻟﺸﻬﺮ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣـــﺰﻳـــﺮان(، إﻣﺎ ﺗﺄﺟﻠﺖ وإﻣﺎ ﻧﻈﻤﺖ ﺑﺸﻜﻞ اﻓﺘﺮاﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺎت رﻗﻤﻴﺔ. ﻛﺎن اﻟﻬﺪف ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺣـﻀـﻮرﻫـﺎ ﻻ أﻗــﻞ وﻻ أﻛﺜﺮ، وﻫﻮ ﻣﺎ اﻧﻌﻜﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ وردود اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺒﺎردة. ﻓﻬﻲ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﺤﻮذ ﻋﻠﻰ اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم اﻟـﻜـﺎﻓـﻲ، ﻛﻤﺎ ﻟــﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ إﺛﺎرة أي ﻣﺸﺎﻋﺮ ﺗﺬﻛﺮ ﺳﻮى اﻟﺘﺤﺴﺮ
ﺑﻴﻮت أزﻳﺎء ﺿﺨﻤﺔ ﻣﺜﻞ »دﻳﻮر« و»ﺷﺎﻧﻴﻞ« و»ﻫﻴﺮﻣﻴﺲ« ﻣﺜﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﻐﻴﺮات اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻣﻦ دون أن ﺗﻠﻐﻲ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﺗﺴﻮﻳﻖ ﻗﺪﻳﻤﺔ أﻛﺪت ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ وﺗﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﳌﺴﺘﻬﻠﻚ ﺳﻮاء ﺑﺮﻓﻊ أﺳﻌﺎرﻫﺎ أو ﺑﺘﻨﻈﻴﻢ ﻋﺮوض ﺣﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﻋﺮوض أﻳﺎم زﻣﺎن.
اﻵن؛ وﺑﻌﺪ رﻓﻊ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺼﺤﻲ، وﺑــــﻌــــﺪ أن ﺑـــــــﺪأت اﻟـــﺤـــﻴـــﺎة ﺗــــــﺪب ﻓــﻲ اﻟﺸﻮارع واﳌﺤﺎل، ﻓﺈن اﻷﻣﻞ ﺑﺪأ ﻳﻌﻮد إﻟــﻰ اﻟﻨﻔﻮس، وﺑــﺪأت ﻛﺒﺮﻳﺎت ﺑﻴﻮت اﻷزﻳـــﺎء اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻓـﻲ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺗﻌﻴﺪ ﻟﻬﺎ ﺑﺮﻳﻘﻬﺎ وروﺣــﻬــﺎ. »دﻳــﻮر« ﻣــﺜــﻼ أﻋــﻠــﻨــﺖ أﻧــﻬــﺎ ﺳـﺘـﻘـﻴـﻢ ﻋـﺮﺿـﻬـﺎ اﻟﺨﺎص ﺑﺨﻂ »اﻟﻜﺮوز« ﻓﻲ ٢٢ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗـــﻤـــﻮز( ﺑــﻤــﺪﻳــﻨــﺔ ﺑــﻮﻟــﻴــﺎ اﻹﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺔ، وﻗـــﺎﻟـــﺖ إﻧـــﻪ ﺳــﻴــﻜــﻮن ﻋــﺮﺿــﴼ ﺿﺨﻤﴼ ﺑﻜﻞ ﺑﻬﺎراﺗﻪ وإﺑﻬﺎراﺗﻪ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ دون ﺣـــﻀـــﻮر، ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻌــﻜــﺲ ﻣـــﻦ ﻋـﺮﺿـﻬـﺎ ﻣﻦ ﺧﻂ اﻷزﻳـﺎء اﻟﺠﺎﻫﺰة اﻟﺬي ﺗﻨﻮي إﻗﺎﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ ﺑﺸﻜﻠﻪ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻣﻊ اﺣﺘﺮام اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ وﻣﺤﺎذﻳﺮ اﻟﺴﻼﻣﺔ. ﻛﺬﻟﻚ دار »ﻓﻨﺪي« اﻟﺘﻲ ﺳﺘﻘﺪم ﻋﺮﺿﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺑﻤﻘﺮﻫﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ روﻣﺎ. ﺑﺪورﻫﺎ، أﻋﻠﻨﺖ دار »ﺑﻴﺮﺑﺮي« أﻧـﻬـﺎ ﺳﺘﻨﻈﻢ ﻋـﺮﺿـﴼ ﺣﻴﴼ ﻓـﻲ اﻟـﻬـﻮاء اﻟــﻄــﻠــﻖ ﻓـــﻲ ٧١ ﺳــﺒــﺘــﻤــﺒــﺮ اﳌــﻘــﺒــﻞ ﻟـﻦ ﻳﺤﻀﺮه ﺳﻮى اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﻓﻴﻬﺎ، اﻟﺬﻳﻦ ﺳــﺘــﻜــﻮن ﻣـﻬـﻤـﺘـﻬـﻢ اﻟــﺘــﺄﻛــﺪ ﻣـــﻦ ﺳﻴﺮ اﻟﻌﻤﻞ.
ﻓــــﻲ ﻣـــﺆﺗـــﻤـــﺮ ﺻـــﺤـــﺎﻓـــﻲ ﻧـﻈـﻤـﺘـﻪ »دﻳﻮر« ﻟﻜﻞ ﻣﻦ ﻣﺼﻤﻤﺘﻬﺎ اﻹﺑﺪاﻋﻴﺔ، ﻣــﺎرﻳــﺎ ﻏـﺮاﺗــﺰﻳــﺎ ﺗـﺸـﻴــﻮري، وﻣـﺪﻳـﺮﻫـﺎ اﻟــﺘــﻨــﻔــﻴــﺬي ﻓــﻲ ﻣــﺠـﻤــﻮﻋــﺔ »إل ﻓـــﻲ آم آش« ﺑــﻴــﺘــﺮ ﺑــــﻴــــﻜــــﺎري، اﻋــــﺘــــﺮف ﻫـــﺬا اﻷﺧـﻴـﺮ ﺑــﺄن اﻟـﺨـﻮف ﻻ ﻳــﺰال ﻣﻮﺟﻮدﴽ ﻣﻦ إﻗﺎﻣﺔ ﻋﺮض ﻣﺒﺎﺷﺮ، ﻣﻀﻴﻔﴼ أﻧﻪ ﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﺻﻨﺎع اﳌﻮﺿﺔ، ﻳﺪرك أن ﻫﺬه اﻟﻌﺮوض ﻣﻬﻤﺔ وﺿﺮورﻳﺔ ﳌﺎ ﺗﺤﺮﻛﻪ ﻣــﻦ اﻟـﻌـﻮاﻃـﻒ وﺗﺨﻠﻘﻪ ﻣــﻦ رﻏـﺒـﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺮاء.
ﻓــﻲ اﳌــﻘــﺎﺑــﻞ، ﻫـﻨـﺎك ﺑـﻴـﻮت أزﻳــﺎء أﺧـــــــــﺮى اﻧـــﺴـــﺤـــﺒـــﺖ ﻣــــــﻦ اﻟـــﺒـــﺮﻧـــﺎﻣـــﺞ اﻟﺮﺳﻤﻲ ﻟﻠﻤﻮﺿﺔ ﻣﺜﻞ »ﺳﺎن ﻟﻮران« اﻟﺘﻲ أﻛﺪت أﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻌﺮض ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺳــﺒــﺘــﻤــﺒــﺮ، ﻓــﻴــﻤــﺎ أﻋـــﻠـــﻦ أﻟــﻴــﺴــﺎﻧــﺪرو ﻣﻴﻜﻴﻠﻲ، ﻣﺼﻤﻢ دار »ﻏـﻮﺗـﺸـﻲ« ﻓﻲ ﺻﻔﺤﺘﻪ ﻋﻠﻰ »إﻧـﺴـﺘـﻐـﺮام« أن دورة اﳌﻮﺿﺔ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﻌﻮد إﻟﻰ ﺳﺎﺑﻖ ﻋﻬﺪﻫﺎ. ﻓﺤﺘﻰ ﻗﺒﻞ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗــﺤــﺘــﺎج إﻟـــﻰ وﻗــﻔــﺔ ﻟـﻀـﺒـﻂ إﻳـﻘـﺎﻋـﻬـﺎ اﻟﺴﺮﻳﻊ. أﻟﻴﺴﺎﻧﺪرو ﻟﻢ ﻳﻜﻦ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي اﻋﺘﺮف ﺑﺄن ﺟﻬﺎز اﳌﻮﺿﺔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ إﻧﺴﺎﻧﻴﴼ ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﻷﺧـﻴـﺮة، ﻓﻘﺪ ﺳﺒﻘﻪ إﻟﻰ ذﻟﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ اﳌﺼﻤﻤﲔ أﻟﺒﻴﺮ إﻟﺒﺎز وراف ﺳﻴﻤﻮﻧﺰ، اﻟﻠﺬﻳﻦ ﺻﺮﺣﺎ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎت ﻛﺜﻴﺮة ﺑﺄن دورة اﳌﻮﺿﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺮﺣﻢ، وﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺗﻬﺎ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ اﻟـﺮﺑـﺢ ﻋﻠﻰ ﺣـﺴـﺎب اﻟﻔﻨﻴﺔ واﺧﺘﺒﺎر اﻷﻓــﻜــﺎر ﻛــﺎﻧــﺖ ﻣـﻨـﻬـﻜـﺔ وﻣـﺤـﺒـﻄـﺔ ﻓﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ذاﺗــــﻪ. وﻗــــﻮع اﻟــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ ﺧﻠﻖ ﻓــﺮﺻــﺔ ﻹﻋــــــﺎدة ﺗــﺮﺗــﻴــﺐ اﻷوراق ﻣﻦ دون أن ﻳﻠﻐﻲ اﳌﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. ﻓـﺒـﻴـﻮت أزﻳــــﺎء ﺿـﺨـﻤـﺔ ﻣـﺜـﻞ »دﻳـــﻮر« و»ﺷﺎﻧﻴﻞ« و»ﻫﻴﺮﻣﻴﺲ« ﻣﺜﻼ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﻐـﻴـﺮات اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة ﻣﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻣﻦ دون أن ﺗﻠﻐﻲ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺎت ﺗﺴﻮﻳﻖ ﻗﺪﻳﻤﺔ أﻛﺪت ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ وﺗﻠﻌﺐ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﻜﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﳌﺴﺘﻬﻠﻚ، ﺳـﻮاء ﺑﺮﻓﻊ أﺳﻌﺎرﻫﺎ، أو ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﺮوض ﺣﻴﺔ. ﻓﺒﺮﻓﻊ أﺳﻌﺎرﻫﺎ ﺗــﻤــﻨــﺤــﻬــﺎ ﻏــــﻄــــﺎء اﻟـــﺘـــﻤـــﻴـــﺰ واﻟـــﺘـــﻔـــﺮد وﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺎﻟـــﻲ ﺗــــﺆﺟــــﺞ اﻟــــﺮﻏــــﺒــــﺔ ﻓــﻴــﻬــﺎ، وﺑـــﻌـــﺮوض اﻷزﻳــــــﺎء ﺗــﺰﻳــﺪ ﻣـــﻦ ﻧﺴﺒﺔ اﻟﻔﻀﻮل واﻟﺤﻤﺎس ﳌﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ وإن ﻛـﺎﻧـﺖ ﺑـﻌـﺪد أﻗــﻞ ﻣــﻦ اﻟـﻀـﻴـﻮف. ﻓﻤﻦ اﻟﻨﺎﺣﻴﺔ اﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﻻ أﺣـﺪ ﻳﺮﻳﺪ أن ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺄﻧﻪ أﻗﻞ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻤﻦ ﺗﻠﻘﻮا اﻟﺪﻋﻮة ﻟﺤﻀﻮرﻫﺎ.
وﻳــﺒــﺪو أن اﻟـﺘـﺨـﻔـﻴـﺾ ﻣــﻦ ﻋـﺪد اﻟﺤﻀﻮر ﺳﻴﻜﻮن ﻣﻦ ﺗﺪاﺑﻴﺮ اﻟﺴﻼﻣﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺮض اﻟﺘﻲ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن إﻣﺎ واﺳﻌﺔ ﻟﺘﻔﻲ ﺑــﺸــﺮوط اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ، وإﻣــﺎ ﻓﻲ اﻟﻬﻮاء اﻟﻄﻠﻖ. ﺗﻘﻮل ﻛﺎرﻣﻦ ﻫﺎﻳﺪ، وﻫﻲ ﻣﺴﺘﺸﺎرة ﻟﻌﺪد ﻣﻦ اﳌﺼﻤﻤﲔ ﺑﻠﻨﺪن وﻧﻴﻮﻳﻮرك، إﻧﻪ ﺣﺘﻰ وإن ﺗﻐﻠﺐ اﳌﺼﻤﻤﻮن ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ، ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺘﺤﺪي اﻷﻛﺒﺮ أﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﺪى ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋـــﻠـــﻰ ﺗـــﻘـــﺪﻳـــﻢ ﺟــــﺪﻳــــﺪ ﻳــﻌــﻜــﺲ ﺣـﺠـﻢ اﻟـﺘـﻐـﻴـﺮات اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻋـﺎﺷـﻬـﺎ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻓﻲ اﻷﺷـــﻬـــﺮ اﻷﺧــــﻴــــﺮة. »ﻓــﺎﳌــﻌــﺎﻣــﻞ ﻇﻠﺖ ﻣــﻐــﻠــﻘــﺔ ﻟــﻔــﺘــﺮة ﻃـــﻮﻳـــﻠـــﺔ، اﻷﻣـــــﺮ اﻟـــﺬي ﻳـــﺠـــﻌـــﻞ اﻟــــﻬــــﺎﻣــــﺶ اﳌـــــﺘـــــﺎح أﻣـــﺎﻣـــﻬـــﻢ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ أﻓﻜﺎرﻫﻢ وﺗﻘﺪﻳﻤﻬﺎ ﻓﻲ ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﺟـﻴـﺪ، ﻗﺼﻴﺮﴽ ﺟـﺪﴽ« ﺣﺴﺐ ﻗﻮﻟﻬﺎ، ﻣﻀﻴﻔﺔ أﻧﻪ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ أن ﻓﺘﺤﺖ اﳌﻌﺎﻣﻞ واﳌﺨﺎزن أﺑﻮاﺑﻬﺎ، ﻻ ﻳـــﻤـــﻜـــﻦ ﺗـــﺠـــﺎﻫـــﻞ ﻣــــﻌــــﺎﻧــــﺎة ﺑــﻌــﺾ اﳌــﺼــﻤــﻤــﲔ اﳌــﺴــﺘــﻘــﻠــﲔ ﻣـــﻦ اﻟـﻨـﺎﺣـﻴـﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ. ﻓﻌﺪا أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ أي دﺧﻞ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺑﻴﻌﻬﻢ ﺗﺸﻜﻴﻼﺗﻬﻢ اﻷﺧــﻴــﺮة، ﻓــﺈن ﻋـﺮﺿـﴼ ﺣـﻴـﴼ ﻓــﻲ ﻣﻜﺎن واﺳـــﻊ وﺑـﺘـﺪاﺑـﻴـﺮ وﻗـﺎﺋـﻴـﺔ ﺻــﺎرﻣــﺔ ﻟﻪ ﺛﻤﻨﻪ وﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣـﻴـﺰاﻧـﻴـﺔ ﻻ ﻳﺴﺘﻬﺎن ﺑـــﻬـــﺎ. ﺷـــﺢ اﻟـــﺨـــﻴـــﺎرات ﻳــﻀــﻌــﻬــﻢ ﻓـﻲ ﻣــﻮﻗــﻒ ﻻ ﻳـﺤـﺴـﺪون ﻋـﻠـﻴـﻪ. ﻓـﻬـﻢ ﺑﲔ اﳌــﻄــﺮﻗــﺔ واﻟـــﺴـــﻨـــﺪان، ﻷن اﻟـــﻌـــﺮوض اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ واﻻﻓﺘﺮاﺿﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﻂ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻄﻤﺤﻮن إﻟﻴﻬﺎ. ﺻﺤﻴﺢ أن ﻫﺬه اﳌﻨﺼﺎت واﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﺟــﺰءﴽ ﻻ ﻳﺘﺠﺰأ ﻣـﻦ اﻟﺤﻴﺎة ﻋـﻤـﻮﻣـﴼ واﳌــﻮﺿــﺔ ﺗــﺤــﺪﻳــﺪﴽ، إﻻ إﻧـﻬـﺎ أﻛـــﺪت أﻧــﻬــﺎ ﺗﻔﺘﻘﺪ إﻟـــﻰ زاوﻳــــﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻻ ﺗــﻮﻓــﺮﻫــﺎ ﺳــــﻮى اﻟـــﻌـــﺮوض اﻟـﺤـﻴـﺔ ﺑـﺈﺛـﺎرﺗـﻬـﺎ اﻟـﻌـﻮاﻃـﻒ واﻟـﺨـﻴـﺎل. ﻟﻴﺲ ﻫﺬا ﻓﺤﺴﺐ؛ ﺑﻞ ﻫﻲ أﻳﻀﴼ أداة ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟــﻠــﺘــﺴــﻮﻳــﻖ واﻟـــﺘـــﺮوﻳـــﺞ واﺳــﺘــﻘــﻄــﺎب زﺑـــﺎﺋـــﻦ ﺟـــﺪد ﻣـــﻦ ﻛـــﻞ أﻧـــﺤـــﺎء اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ. »ﻓﺎﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ٠٠٥ ﺿﻴﻒ أو أﻛﺜﺮ، ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗﻀﻤﻦ ﺧﻠﻖ ﻣﺤﺘﻮى ﻏﻨﻲ ﻣﻦ ﻗﻠﺐ اﻟﺤﺪث، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ إﻟﻰ أن ﻧﺴﺒﺔ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺤﻀﻮر ﻣﻬﻤﺘﻬﻢ ﻧﺸﺮ ﺻـﻮر وﻓﻴﺪﻳﻮﻫﺎت ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ اﻟـــــﺨـــــﺎﺻـــــﺔ« ﺣــــﺴــــﺐ ﻗـــــــﻮل أﻟـــﻴـــﺴـــﻮن ﺑــﺮﻳــﻨــﺠــﻲ، رﺋــﻴــﺴــﺔ ﻗــﺴــﻢ اﻟــﺘــﺴــﻮﻳــﻖ ﻓــــﻲ ﻣـــﺆﺳـــﺴـــﺔ »ﻟــﻮﻧــﺸــﻤــﻴــﺘــﺮﻳــﻜــﺲ« ﻟﻼﺳﺘﺸﺎرات.
رأي ﺗـﻮاﻓـﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛـﺎرﻣـﻦ ﻫﺎﻳﺪ، ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ أﻧﻪ »ﻣﺎ دام ﺧﻄﺮ )ﻛﻮروﻧﺎ( اﳌﺴﺘﺠﺪ ﺣـﺎﺿـﺮﴽ ﻓـﻲ ﻏﻴﺎب ﻟﻘﺎح أو دواء ﻧﺎﺟﻊ، ﻓـﺈن اﳌـﺮوﻧـﺔ ﻫﻲ اﻟﺤﻞ«. ﻫـــﺬه اﳌــﺮوﻧــﺔ ﺳﺘﺘﺠﻠﻰ ﻓــﻲ ﻋــﺮوض ﻫــــﺠــــﲔ ﺑـــــﲔ اﻟــــﺮﻗــــﻤــــﻲ اﻻﻓــــﺘــــﺮاﺿــــﻲ واﻟــﻮاﻗــﻌــﻲ اﳌــﺒــﺎﺷــﺮ؛ أي ﺑــﻌــﺎرﺿــﺎت ﺗﺘﻬﺎدﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺼﺎت ﻓﻌﻠﻴﺔ وﻋﻠﻰ إﻳﻘﺎﻋﺎت ﻣﻮﺳﻴﻘﻴﺔ وإﺿﺎء ة ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻟـﻜـﻦ ﻣــﻦ دون ﺣــﻀــﻮر أو ﺑــﺄﻗــﻞ ﻋـﺪد ﻣﻨﻬﻢ.
واﻗﻊ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﻦ ﻳﺤﺮك اﻻﻗﺘﺼﺎد اﳌـــﺤـــﻠـــﻲ ﻷي ﻋـــﺎﺻـــﻤـــﺔ ﻣــــﻦ ﻋـــﻮاﺻـــﻢ اﳌﻮﺿﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺗﻮاﻓﺪ أﻋﺪاد ﻛﺒﻴﺮة ﻣﻦ ﻋﺸﺎق اﳌﻮﺿﺔ ﻳﺴﺎﻫﻤﻮن ﻓﻲ إﻧﻌﺎش ﺣﺮﻛﺔ اﻟﻔﻨﺎدق واﳌﻄﺎﻋﻢ ووﺳﺎﺋﻞ اﳌﻮاﺻﻼت، إﻻ إﻧﻪ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻳﺒﻘﻰ اﻟﺤﻞ اﻷﺳﻠﻢ.