ﻣﺎﻛﺮون: ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ إﺟﺮاﻣﻴﺔ وﻣﺮﻓﻮﺿﺔ
ﺑﺎرﻳﺲ ﲢﺎول ﺑﻨﺎء »ﺟﺒﻬﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ« ﻟﺘﻨﺎﻣﻲ دور أﻧﻘﺮة ﰲ ﻃﺮاﺑﻠﺲ واﳌﺘﻮﺳﻂ
ﻛــﻞ اﳌـﻨـﺎﺳـﺒـﺎت اﳌــﺘــﻮاﻓــﺮة أﺧــﺬت ﺗــﺸــﻜــﻞ ﻓـــﺮﺻـــﺔ ﻟــﻠــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻲ ﳌـــﻬـــﺎﺟـــﻤـــﺔ ﺗــــﺮﻛــــﻴــــﺎ ﺑـــﺴـــﺒـــﺐ دورﻫـــــــﺎ اﳌﺘﻨﺎﻣﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ. وﻳﺒﺪو اﻟﻴﻮم أن ﻫﻨﺎك ﺷﻴﺌﴼ ﻳﺸﺒﻪ ﺗﻮزﻳﻊ اﻷدوار ﺑﲔ ﻗـﺼـﺮ اﻹﻟــﻴــﺰﻳــﻪ ووزارﺗــــﻲ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ واﻟﺪﻓﺎع ﻟﻠﺘﻨﺪﻳﺪ ﺑﺎﻟﺪور اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻟﻜﻦ أﻳﻀﴼ ﻓﻲ ﻣﻴﺎه اﳌﺘﻮﺳﻂ، وذﻟﻚ ﺗﺨﻮﻓﴼ ﻣﻦ اﻷﻃﻤﺎع اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺛــﺮوﺗــﻪ اﻟــﻐــﺎزﻳــﺔ واﻟـﻨـﻔـﻄـﻴـﺔ، وإﺻـــﺮار أﻧﻘﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻓﻲ ﻣﻴﺎه ﻣﺘﻨﺎزع ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻛﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﺖ ﻣﺎﻛﺮون أن ﻳﻌﻮد ﻣﺠﺪدﴽ ﻟﻠﺘﻨﺪﻳﺪ ﺑﺄداء ﺗﺮﻛﻴﺎ داﺧـــــﻞ ﻣــﻨــﻈــﻮﻣــﺔ اﻟــﺤــﻠــﻒ اﻷﻃــﻠــﺴــﻲ، اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟـﻰ اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻓﻲ ﻣﻴﺎه اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺷﺮ ﻣﻦ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان( اﳌﺎﺿﻲ، وﻛﺎدت ﺗـﻔـﻀـﻲ إﻟـــﻰ اﺷــﺘــﺒــﺎك ﺑــﲔ اﻟـﻔـﺮﻗـﺎﻃـﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ »ﻟﻮ ﻛﻮرﺑﻴﻪ« وﻗﻄﻊ ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ، رﻓﻀﺖ ﺗﻔﺘﻴﺶ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺷﺤﻦ ﻳــﻌــﺘــﻘــﺪ أﻧـــﻬـــﺎ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗــﺤــﻤــﻞ أﺳـﻠـﺤـﺔ وﻣﻌﺪات إﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎء ﻣﺼﺮاﺗﺔ.
ﺑــــــﺪاﻳــــــﺔ، ﻳــــﺸــــﺪد ﻣـــــﺎﻛـــــﺮون ﻋــﻠــﻰ »اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻻ ﻏـﻨـﻰ ﻋـﻨـﻪ ﻟـﻠـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، واﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﺮﻓﻮﺿﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻨﺎ«. وﺣﺴﺐ أوﺳﺎط ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ، ﻓﺈن ﻣﺎ ﻳﺮﻳﺪه ﻣﺎﻛﺮون ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺎﺋﻪ داﺧﻞ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ واﻟﺤﻠﻒ اﻷﻃﻠﺴﻲ »ﻣـــﺮاﺟـــﻌـــﺔ ﺟـــﺪﻳـــﺔ« ﻟـــﻠـــﺪور اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ، وﻫﻮ ﻣﺎ ﺗﻨﺎدي ﺑﻪ ﺑﺎرﻳﺲ ﻓﻲ ﻫﺬﻳﻦ اﳌﺤﻔﻠﲔ. واﻟﺤﺎل، أن ﺟﻞ ﻣﺎ ﺣﺼﻠﺖ ﻋــﻠــﻴــﻪ، رﻏــــﻢ اﻟـــﻀـــﻐـــﻮط اﳌــﺘــﻮاﺻــﻠــﺔ، ﻫـــﻮ ﻓــﺘــﺢ ﺗـﺤـﻘـﻴـﻖ أﻃــﻠــﺴــﻲ ﻋـﺴـﻜـﺮي ﻟــ»ﺗـﻮﺿـﻴـﺢ ﻣـﺎ ﺣـﺼـﻞ« ﻓـﻲ اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ اﳌﺸﺎر إﻟﻴﻬﺎ، اﻷﻣـﺮ اﻟـﺬي ﻻ ﻳﺮﺿﻲ ﺑﺎرﻳﺲ أﺑﺪﴽ.
ﻛــــــــﺬﻟــــــــﻚ، ﻓـــــــــــﺈن ﻣـــــﻄـــــﻠـــــﺐ وزﻳــــــــﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ ﻟﻮ درﻳــﺎن ﺣـﻮل »ﺿـﺮورة
أن ﻳﻔﺘﺢ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ ﺳﺮﻳﻌﴼ ﺟـــــﺪﴽ ﻣــﻨــﺎﻗــﺸــﺔ ﺑــــﻼ ﻣـــﺤـــﺮﻣـــﺎت وﻣـــﻦ دون ﺳــــﺬاﺟــــﺔ، ﺣــــﻮل آﻓـــــﺎق اﻟــﻌــﻼﻗــﺔ اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﺑــﲔ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑــــﻲ وأﻧﻘﺮة، وأن ﻳﺪاﻓﻊ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ ﺑــﺤــﺰم ﻋــﻦ ﻣـﺼـﺎﻟـﺤـﻪ اﻟــﺨــﺎﺻــﺔ ﻷﻧــﻪ ﻳــﻤــﻠــﻚ اﻟــﻮﺳــﺎﺋــﻞ ﻟــﻠــﻘــﻴــﺎم ﺑـــﺬﻟـــﻚ«، ﻟﻢ ﻳﺜﻤﺮ ﺣﺘﻰ اﻟـﻴـﻮم أي ﻧﺘﻴﺠﺔ. وﺑﻌﺪ أن ﻧــﺪد اﻹﻟـﻴـﺰﻳـﻪ ﺑــﺎﻟــﺪور اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ اﻟـــــﺬي وﺻـــــﻒ ﺑـــ»اﻟــﺨــﻄــﻴــﺮ«، ﺷـــﺪد أول ﻣــﻦ أﻣـــﺲ، ﻋـﻠـﻰ أن أﻧـﻘـﺮة ﻫﻲ »اﻟﻄﺮف اﻟﺨﺎرﺟﻲ اﻷول«، اﻟﺬي ﻳــﺘــﺪﺧــﻞ ﻓــــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ، ﺣــﻴــﺚ ﻳــﻀــﺮب اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ إردوﻏـــــــﺎن ﻋــــﺮض اﻟــﺤــﺎﺋــﻂ ﺑﺘﻮﺻﻴﺎت ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺑﺮﻟﲔ »ﺑﺪاﻳﺔ ﺷﻬﺮ ﻳﻨﺎﻳﺮ )ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ( اﳌﺎﺿﻲ«، و»ﻻ ﻳـﺤـﺘـﺮم أﻳـــﴼ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﺰاﻣــﺎﺗــﻪ«. إﺿـﺎﻓـﺔ إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﺿـﺎﻋـﻒ اﻟــﻮﺟــﻮد اﻟﻌﺴﻜﺮي ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، و»اﺳﺘﻘﺪم ﻣﺠﺪدﴽ وﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻘﺎﺗﻠﲔ ﺟﻬﺎدﻳﲔ ﻣﻦ ﺳﻮرﻳﺎ«. ﻛﻤﺎ وﺻﻒ ﻣﺎﻛﺮون ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑــ»اﻟـﻜـﺒـﻴـﺮة«، وﻗـــﺎل إﻧـﻬـﺎ »ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ وإﺟﺮاﻣﻴﺔ ﻟـ)ﺑﻠﺪ( ﻋﻀﻮ ﻓﻲ اﻟﺤﻠﻒ اﻷﻃــﻠــﺴــﻲ، أو ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗـــﻞ ﻳــﺪﻋــﻲ أﻧـﻪ ﻛﺬﻟﻚ«.
وﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻣﺂﺧﺬ ﻣـﺎﻛـﺮون ﻋﻨﺪ
ﻫﺬا اﻟﺤﺪ. ﻓﻘﺪ اﺳﺘﺒﻖ اﻟﻘﻤﺔ اﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ - اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻧـــﻮاﻛـــﺸـــﻮط، أﻣـــﺲ، ﺑﺎﻟﺘﻨﺒﻴﻪ إﻟــﻰ اﳌﺨﺎﻃﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﺜﻠﻬﺎ اﻟـﻮﺟـﻮد اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، اﻟــﺬي »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﺒﻮل ﺑـﻪ ﻷﻧــﻪ ﻳﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪﴽ ﻷﻓــﺮﻳــﻘــﻴــﺎ وﻷﺻــﺪﻗــﺎﺋــﻨــﺎ ﻓـــﻲ ﺗـﻮﻧـﺲ
واﻟــﻨــﻴــﺠــﺮ وﺗـــﺸـــﺎد وﻣـــﺼـــﺮ، ﻛــﻤــﺎ أﻧــﻪ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﻷوروﺑﺎ« وﻓﺮﻧﺴﺎ ﻓﻲ اﳌﻘﺪﻣﺔ، وﻓﻖ اﻟﻘﺮاءة اﻟﺴﺎﺋﺪة ﻓﻲ ﺑﺎرﻳﺲ.
وﺗــﺮى أوﺳـــﺎط ﻓﺮﻧﺴﻴﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟــﻠــﻤــﻠــﻒ أن ﻣـــﺎ ﺗـــﻘـــﻮم ﺑـــﻪ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﻫـﻮ »اﻟﺴﻌﻲ ﻹﻋـﺎدة اﻟﺨﻼﻓﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ« إﻟـــﻰ ﻣــﻴــﺎه اﳌــﺘــﻮﺳــﻂ اﻟــﻐــﺮﺑــﻲ، وأﻧـﻬـﺎ ﺗـــﺸـــﻜـــﻞ »ﺗـــــﻬـــــﺪﻳـــــﺪﴽ اﺳـــﺘـــﺮاﺗـــﻴـــﺠـــﻴـــﴼ« ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ واﻷوروﺑـﻴـﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﻮار اﻷوروﺑﻲ اﳌﺒﺎﺷﺮ. واﻟﺘﺨﻮف أن ﻳﺴﺘﺨﺪم ﻫﺬا اﻟﺤﻀﻮر ﻛـ »ﻣﻨﺼﺔ« ﻟﻠﺘﻮﺳﻊ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، وﻟﻺﻣﺴﺎك ﺑﻮرﻗﺔ اﻟﻬﺠﺮات ﻏﻴﺮ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﻮاﻃﺊ اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ ﺑﺎﺗﺠﺎه أوروﺑﺎ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺒﻌﺪ ﺷــﻮاﻃــﺌــﻬــﺎ اﻷﻗـــــﺮب إﻻ ٠٠٢ ﻛــﻠــﻢ ﻋﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ.
وﻳـﻮﻣـﴼ ﺑﻌﺪ ﻳــﻮم، ﺗﺘﺮاﻛﻢ اﳌﻠﻔﺎت اﻟﺨﻼﻓﻴﺔ ﺑﲔ ﺑﺎرﻳﺲ وأﻧﻘﺮة، وﺗﺘﺴﻊ داﺋــــــــﺮة اﻻﺗــــﻬــــﺎﻣــــﺎت اﳌـــﺘـــﺒـــﺎدﻟـــﺔ. ﻓـﻤـﻦ ﺟﺎﻧﺒﻪ، ﻳﻜﺜﻒ ﻣﺎﻛﺮون اﺗﺼﺎﻻﺗﻪ ﻣﻊ اﻷﻃــــــﺮاف اﻹﻗــﻠــﻴــﻤــﻴــﺔ واﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ ﻟـﻘـﺮع ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ، واﻟﺘﺤﺬﻳﺮ ﻣﻤﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺟﻨﻮب اﳌﺘﻮﺳﻂ ﻣﻦ
ﺗﻬﺪﻳﺪات ﻣﻦ أﻧﻮاع ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ. ﻓﻤﻦ ﺟﻬﺔ، ﺳﻌﻰ ﻣﻦ ﺧﻼل اﺗﺼﺎﻟﲔ ﻫﺎﺗﻔﻴﲔ ﻣﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ، إﻟﻰ ﺗﻨﺒﻴﻬﻪ ﻣﻦ اﻟﺪور اﻟﺘﺮﻛﻲ، وﻣﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﻳــــﺮون ﻓــﻴــﻪ وﺳــﻴــﻠــﺔ ﻻﺣـــﺘـــﻮاء اﻟـﺘـﻤـﺪد اﻟﺮوﺳﻲ إﻟﻰ ﻣﻴﺎه اﳌﺘﻮﺳﻂ اﻟﺠﻨﻮﺑﻲ. وﺗــﺮى اﳌــﺼــﺎدر اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ أن »ﻣـﺰﻳـﺪﴽ ﻣﻦ اﻟﺤﻀﻮر اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺣﻀﻮرﴽ روﺳـﻴـﴼ أﻗــﻞ«. ﻛﻤﺎ ﺳﻌﻰ ﻣـﻊ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟـــﺮوﺳـــﻲ إﻟـــﻰ اﻟــﺘــﺄﻛــﺪ ﻣــﻦ أن اﻟـﻬـﺪﻧـﺔ اﳌﻄﻠﻮﺑﺔ، واﻟـﺘـﻲ ﻳﻔﺘﺮض أن ﺗﻔﻀﻲ إﻟـﻰ وﻗـﻒ ﻹﻃــﻼق اﻟـﻨـﺎر ﻳﺠﺐ أن ﺗﻤﺮ ﻋﺒﺮ »ﺗﺠﻤﻴﺪ« ﺧـﻄـﻮط اﻟـﻘـﺘـﺎل ﺣﻴﺚ ﻫﻲ، ﺑﺤﻴﺚ ﺗﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪم ﻟـﻘـﻮات اﻟــﻮﻓــﺎق ﻧﺤﻮ ﺳــﺮت واﻟـﺠـﻔـﺮة. ﻛﻤﺎ ﺳﻌﺖ ﺑﺎرﻳﺲ ﻣﻊ اﻟﻄﺮف اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﻟﺠﻢ ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﻤﺎ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ، ﺣﻴﺚ إن ﻛﻠﻴﻬﻤﺎ ﻣﺘﻀﺮر ﻣﻦ ﺗﻨﺎﻣﻲ اﻟﻨﻔﻮذﻳﻦ اﻟﺘﺮﻛﻲ واﻟـﺮوﺳـﻲ، وﻣﺎ ﻗﺪ ﻳـﺆول إﻟﻰ ﺗﻘﺎﺳﻢ »ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﻔﻮذ«، ﻣﺎ ﺳﻴﺆذي ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻄﺮﻓﲔ ﻣﻌﴼ.
وﻟﻢ ﻳﻐﻔﻞ ﻣﺎﻛﺮون اﻟﺠﻮار اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻟــﻠــﻴــﺒــﻴــﺎ. ﻓــﺒــﻌــﺪ اﺳــﺘــﻘــﺒــﺎﻟــﻪ ﻟـﻠـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟـﺘـﻮﻧـﺴـﻲ ﻓــﻲ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ، ﺗــﻮاﺻــﻞ ﻣﻊ ﻧﻈﻴﺮه اﻟﺠﺰاﺋﺮي ﻋﺒﺪ اﳌﺠﻴﺪ ﺗﺒﻮن، ﻓـﻴـﻤـﺎ اﻟــﺨــﻄــﻮط ﻣـﻔـﺘـﻮﺣـﺔ داﺋــﻤــﴼ ﺑﲔ ﺑـــﺎرﻳـــﺲ واﻟـــﻘـــﺎﻫـــﺮة. وﻟــﻠــﺘــﺬﻛــﻴــﺮ ﻓــﺈن ﻣـــﺎﻛـــﺮون رأى أن ﻣـــﺨـــﺎوف اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﻟــﺴــﻴــﺴــﻲ ﻣـــﻤـــﺎ ﻳــﺤــﺼــﻞ ﻓــــﻲ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ »ﻣﺸﺮوﻋﺔ«.
وﻻ ﺗــــــﺘــــــﺮدد وﺳــــــﺎﺋــــــﻞ اﻹﻋــــــــﻼم اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺑﺎﻟﻘﻮل إن ﺑﺎرﻳﺲ أﺻﺒﺤﺖ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ »ﺿﻌﻴﻒ« ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺑﻌﺪ اﻟﺘﻄﻮرات اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮة. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫــﻮ واﺿـــﺢ اﻟــﻴــﻮم أن اﻟـﺪﺑـﻠـﻮﻣـﺎﺳـﻴـﺔ اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ ﺗــﺴــﻌــﻰ ﻟــﺒــﻨــﺎء »ﺟــﺒــﻬــﺔ« ﺗﻨﺎﻫﺾ اﻟﺪور اﻟﺘﺮﻛﻲ، وﺗﻌﻴﺪ ﺗﻈﻬﻴﺮ ﺗــﻮﺻــﻴــﺎت ﻣــﺆﺗــﻤــﺮ ﺑـــﺮﻟـــﲔ واﻟــﺴــﻌــﻲ ﻟــﻠــﺤــﻞ اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻲ. ﻟــﻜــﻦ ذﻟــــﻚ ﻳﺘﻌﲔ أن ﻳﻤﺮ ﻋﺒﺮ ﺗﺠﻤﻴﺪ ﺧﻄﻮط اﻟﻘﺘﺎل، وﻫــﻮ ﻣـﺎ ﻟـﻢ ﺗﻘﺒﻠﻪ ﺗﺮﻛﻴﺎ وﺗﺘﺠﺎﻫﻠﻪ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ ﻓــﺎﺋــﺰ اﻟـــﺴـــﺮاج. ﻟـــﺬا، ﻓـــﺈن ﻛﻞ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮﻫﺎت ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺮاﻋﲔ.