}ﺟﻮاﺳﻴﺲ إردوﻏﺎن{ ﻳﻼﺣﻘﻮن ﻣﻌﺎرﺿﻴﻪ ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ
ﺗﻔﺘﺢ ﻣﻠﻒ اﻟﻨﺸﺎط اﻻﺳﺘﺨﺒﺎراﰐ ﻷﻧﻘﺮة... وﺧﺒﲑ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ٨ آﻻف ﻋﻤﻴﻞ
ﺟﻠﺲ ﺣﺴﲔ دﻣﻴﺮ، ﺑﺮوﻓﺴﻮر ﻋــﻠــﻮم اﻟــﻘــﺎﻧــﻮن ﻓـــﻲ ﺟــﺎﻣــﻌــﺔ أﻧــﻘــﺮة ﺳـــﺎﺑـــﻘـــﴼ، داﺧـــــــﻞ ﻣــﻘــﻬــﻰ ﺗـــﺮﻛـــﻲ ﻓـﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ ﺷـــﺒـــﺎﻧـــﺪاو ﻓـــﻲ ﺑـــﺮﻟـــﲔ، ﻣـﻊ ﺻﺪﻳﻘﻪ ﻋﻤﺮ، رﺟﻞ اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺮﻛﻲ، ﻳﺘﻨﺎوﻻن اﻟﻘﻬﻮة وﻳﺘﺴﺎﻣﺮان ﻫﻤﺴﴼ.
ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻﻠﺖ ﻷﻧﻀﻢ إﻟﻴﻬﻤﺎ، اﻧــﺘــﻘــﻞ اﻟــﺤــﺪﻳــﺚ ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ إﻟــﻰ اﻹﻧـــﺠـــﻠـــﻴـــﺰﻳـــﺔ. ﺑـــــﺪا اﻟــــﺮﺟــــﻼن أﻛــﺜــﺮ ارﺗـﻴـﺎﺣـﴼ ﻟﻠﺤﺪﻳﺚ ﺑﻠﻐﺔ ﻻ ﻳﻔﻬﻤﻬﺎ أﺻـــﺤـــﺎب اﳌــﻘــﻬــﻰ ﺣــﻮﻟــﻨــﺎ. ﻗــــﺎﻻ ﻟﻲ إﻧـﻬـﻤـﺎ ﻳـﺘـﻔـﺎدﻳـﺎن اﻟـﺤـﺪﻳـﺚ ﺑﺼﻮت ﻣـــﺮﺗـــﻔـــﻊ ﺑــﺎﻟــﻠــﻐــﺔ اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻴـــﺔ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻳﻜﻮﻧﺎن ﻓـﻲ أﻣـﺎﻛـﻦ ﻳﺮﺗﺎدﻫﺎ أﺗــﺮاك. وﺣﺘﻰ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺘﺤﺪﺛﺎن اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻬﻤﺎ داﺋﻤﴼ ﺣﺬران ﻣﻤﺎ ﻳﻘﻮﻻﻧﻪ.
ﺣــــﺴــــﲔ وﻋــــــﻤــــــﺮ اﻟـــــــــــﺬي ﻃــﻠــﺐ ﻣــﻨــﺎ ﺗــﻐــﻴــﻴــﺮ اﺳـــﻤـــﻪ، ﻫــﻤــﺎ ﻣـﻨـﻔـﻴـﺎن ﺳﻴﺎﺳﻴﺎن وﺻﻼ إﻟﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٧١٠٢، ﺑﻌﺪ أﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻻﻧﻘﻼب ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ.
ﺣﺴﲔ ﻃــﺮد ﻣــﻦ وﻇﻴﻔﺔ ﺑﻌﻴﺪ اﻻﻧـﻘـﻼب وﻗــﺮر ﻣـﻐـﺎدرة اﻟـﺒـﻼد ﻗﺒﻞ أن ﻳــﻌــﺘــﻘــﻞ ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﺑـــــــﺪأت ﻣــﻮﺟــﺔ اﻻﻋـــﺘـــﻘـــﺎﻻت اﻟـــﺘـــﻲ ﺗـــﻄـــﺎل اﻟــﻘــﻀــﺎة واﻷﺳﺎﺗﺬة وﻣﻮﻇﻔﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻌﺎم. ﻻ ﻳﺨﻔﻲ ﻫﺬا اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ أﻧﻪ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟـــﻰ ﺣــﺮﻛــﺔ ﻓــﺘــﺢ اﻟــﻠــﻪ ﻏـــﻮﻟـــﻦ، رﺟــﻞ اﻟﺪﻳﻦ اﻟﺘﺮﻛﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺶ ﻓﻲ اﳌﻨﻔﻰ ﺑــﺎﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة واﻟــــﺬي ﻳﺘﻬﻤﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ رﺟﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏﺎن ﺑﺘﺪﺑﻴﺮ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻻﻧﻘﻼب ﻋﺎم ٦١٠٢، وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﻮل، إن اﻧﺘﻤﺎءه ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﻻ ﻋـﻼﻗـﺔ ﻟــﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، وإن اﻟﺤﺮﻛﺔ دﻳــﻨــﻴــﺔ واﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ. وﻧـﺸـﺎﻃـﺎﺗـﻬـﺎ ﻛﺬﻟﻚ.
ﻟﻴﻠﺔ ٥١ أﻏﺴﻄﺲ )آب( ٦١٠٢، ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻣـــﺤـــﺎوﻟـــﺔ اﻻﻧـــــﻘـــــﻼب. وﺑــﻌــﺪ أﺳﺒﻮﻋﲔ ﻛﺎن ﺣﺴﲔ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻪ إﻟﻰ ﺟﻮرﺟﻴﺎ، ﺑﻌﺪ أن اﺳﺘﻌﺎن ﺑﺒﻄﺎﻗﺔ ﻫــﻮﻳــﺔ ﺷـﻘـﻴـﻘـﻪ ﻟــﻴــﻬــﺮب ﻣــﻦ اﻟــﺒــﻼد. ﻓﺸﻘﻴﻘﻪ اﳌــﺤــﺎﻣــﻲ اﻟــــﺬي ﻻ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ اﻟﺤﺮﻛﺔ، ﻧﺼﺤﻪ ﺑﺎﳌﻐﺎدرة ﻗﺒﻞ اﻋﺘﻘﺎﻟﻪ. ﻳﺘﺬﻛﺮ ﺣﺴﲔ وﻳﺮوي »ﻗﺎل ﻟــﻲ ﺷﻘﻴﻘﻲ ﻳـﺠـﺐ أن ﺗــﻐــﺎدر ﻷﻧﻬﻢ ﻗــــﺪ ﻳـــﻌـــﺬﺑـــﻮﻧـــﻚ وﻟـــــﻦ ﻳــﺴــﻤــﺤــﻮا ﻟـﻚ ﺑـﺮؤﻳـﺔ ﻣﺤﺎم ﻟـــ٠٣ ﻳـﻮﻣـﴼ، وﻫــﻲ ﻣﺪة اﻟـﺤـﺒـﺲ اﻻﺣـﺘـﻴـﺎﻃـﻲ«. ﻓﺎﻧﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺟﻮرﺟﻴﺎ إﻟﻰ ﺷﺮق أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، وﻣﻨﻬﺎ وﺻﻞ ﻃﺎﻟﺒﴼ اﻟﻠﺠﻮء ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ أﻛﺘﻮﺑﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻷول( ٧١٠٢، ﺑﻌﺪ أن أوﺷــﻜــﺖ ﺻـﻼﺣـﻴـﺔ ﺟـــﻮاز ﺳﻔﺮه ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺘﻬﺎء.
أﻣﺎ ﻋﻤﺮ، ﻓﻬﻮ ﻛﺬﻟﻚ ﻏﺎدر ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺑﻌﺪ اﻋﺘﻘﺎل واﻟﺪه اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﺸﻐﻞ ﻣـﻨـﺼـﺒــﴼ رﻓــﻴــﻌــﴼ ﻓـــﻲ اﻟــــﺪوﻟــــﺔ، ﻏـــﺪاة اﻻﻧﻘﻼب. وﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎن أﻛﺜﺮ ﺣﻈﴼ ﻣﻦ ﻏﻴﺮه، ﻷﻧﻪ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ دﺧﻮل أوروﺑﺎ ﻣــﻦ دون اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــﻦ اﳌـﺼـﺎﻋــﺐ ﻷن زوﺟﺘﻪ أوروﺑﻴﺔ.
ﻟﻜﻦ ﻣﺨﺎوف اﻟﺮﺟﻠﲔ ﻟﻢ ﺗﻨﺘﻪ ﺑﻤﻐﺎدرة ﺗﺮﻛﻴﺎ. ﻓﺎﻟﻘﻠﻖ ﻣﻦ اﳌﻼﺣﻘﺔ ﻇﻞ ﻳﺮاﻓﻘﻬﻤﺎ.
ﻓــﻲ ﻋـــﺎم ٧١٠٢، ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ وﺻــﻞ ﺣــﺴــﲔ إﻟــــﻰ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ، ﻛـــﺎﻧـــﺖ داﺋــــﺮة اﻟـــــﻬـــــﺠـــــﺮة واﻟــــــﻼﺟــــــﺌــــــﲔ اﻟـــﺘـــﺎﺑـــﻌـــﺔ ﻟﻠﺪاﺧﻠﻴﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﺗﻜﺎﻓﺢ ﻟﻠﺤﻔﺎظ ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺼــﺪاﻗــﻴــﺘــﻬــﺎ، ﺑــﻌــﺪ ﻓﻀﻴﺤﺔ ﻃـــﺮد أﻛــﺜــﺮ ﻣــﻦ ٥١ ﻣـﺘـﺮﺟـﻤـﴼ ﺗـﺮﻛـﻴـﴼ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻟﺪﻳﻬﺎ، ﺑﻌﺪ اﻛﺘﺸﺎف أﻧـﻬـﻢ ﻛــﺎﻧــﻮا ﺟـﻮاﺳـﻴـﺲ ﻟــﺪى أﻧـﻘـﺮة وﻳﻨﻘﻠﻮن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺳﺮﻳﺔ ﻟﻠﺴﻔﺎرة اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﺑــﺮﻟــﲔ ﻋـــﻦ اﳌـﺘـﻘـﺪﻣـﲔ ﺑﻄﺎﻟﺒﺎت ﻟﺠﻮء.
وﻟﻜﻦ داﺋﺮة اﻟﻬﺠﺮة ﺗﺆﻛﺪ أﻧﻬﺎ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ ﺑﺎﺗﺖ ﻣﺘﻴﻘﻈﺔ ﻟﻬﺬا اﻷﻣــــﺮ. وﻓـــﻲ رد ﻣــﻜــﺘــﻮب ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳـــــــــــــﻂ«، ﻗــــــﺎل ﻣـــﺘـــﺤـــﺪث ﺑــﺎﺳـــﻢ اﻟـــﺪاﺋـــﺮة، إن »اﳌــﺘــﻘــﺪم ﺑﻄﻠﺐ ﻟﺠﻮء ﻟــــﺪﻳــــﻪ اﻟــــﻔــــﺮﺻــــﺔ ﻟــﻠــﺘــﺒــﻠــﻴــﻎ ﻋـــــﻦ أي ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓـﻲ ﻫــﺬا اﻹﻃـــﺎر ﻟﻠﺪواﺋﺮ اﻷﻣـــــﻨـــــﻴـــــﺔ ﻟــــﻜــــﻲ ﻳـــﺘـــﺴـــﻨـــﻰ اﺗــــﺨــــﺎذ اﻟﺨﻄﻮات اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻪ أن ﻳﻄﻠﺐ ﻣﺘﺮﺟﻤﴼ ﻣﺨﺘﻠﻔﴼ، ﺣﺘﻰ أﺛﻨﺎء اﻻﺳـﺘـﻤـﺎع ﻟﺸﻬﺎدﺗﻪ، إذا ﻛــﺎن ﻟﺪﻳﻪ ﺳـﺒـﺐ ﻟــﺬﻟــﻚ«، ﻣـﺸـﻴـﺮﴽ إﻟــﻰ ﻣﺴﺎﻋﻲ داﺋــــــــــﺮة اﻟــــﻬــــﺠــــﺮة ﻟـــﺘـــﺄﻣـــﲔ »ﻣـــﻨـــﺎخ آﻣـــﻦ« ﻟﻄﺎﻟﺒﻲ اﻟـﻠـﺠـﻮء ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻬﻢ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ »ﻣﻦ دون ﺧﻮف«.
وذﻛـــﺮ اﳌــﺘــﺤــﺪث، أن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺗﻤﺤﺺ ﻓﻲ اﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻣﺘﺮﺟﻤﲔ ﻓﻲ داﺋﺮة اﻟﻬﺠﺮة، ﻣﻀﻴﻔﴼ
أﻧــﻪ ﻳﺘﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﺑﻄﻠﺐ ﻋﻤﻞ ﻣﺘﺮﺟﻤﲔ أن ﻳﺆﻣﻨﻮا »ﺷﻬﺎدة ﺷـــﺮﻃـــﺔ ﻣــﻔــﺼــﻠــﺔ«، وأن ﻳــﺴــﻤــﺤــﻮا ﺑــﺈﺟــﺮاء ﺑﺤﺚ أﻣـﻨـﻲ ﻓـﻲ ﺧﻠﻔﻴﺘﻬﻢ، وإن رﻓــــﺾ ذﻟــــﻚ ﻳــﻌــﻨــﻲ أن ﻃﻠﺒﻬﻢ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺳﻴﺘﻢ رﻓﻀﻪ. وﺗﺎﺑﻊ، أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣـﺎل ﺗـﻮاﻓـﺮ أي أدﻟــﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻓﺎت ﻣﺸﺒﻮﻫﺔ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﻢ، ﻓﻴﺘﻢ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ ﺧﺪﻣﺎﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮر.
وأﺷـــــﺎر اﳌــﺘــﺤــﺪث إﻟـــﻰ أن ﻫــﺬا اﻟــﺘــﻘــﻴــﻴــﻢ اﻷﻣـــﻨـــﻲ ﻳــﺘــﻢ ﺗــــﻜــــﺮاره ﻛـﻞ ﻋــﺎﻣــﲔ، وأﺣــﻴــﺎﻧــﴼ ﻓــﻲ ﺷـﻜـﻞ ﻣﺘﻜﺮر أﻛـﺜـﺮ. وﻗــﺎل أﻳﻀﴼ إﻧـﻪ ﻓـﻲ ﺣـﺎل »ﺗﻢ ﺗــﻘــﺪﻳــﻢ ادﻋــــــــﺎءات ﺿـــﺪ اﳌــﺘــﺮﺟــﻤــﲔ ﺑﺎﻧﺘﻬﺎك اﻟـﺘـﺰام اﻟﺤﻴﺎد، ﻓـﺈن داﺋـﺮة اﻟــﻬــﺠــﺮة ﺳــﺘــﻘــﻮم ﺑـــﺈﺟـــﺮاء ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺷـــﺎﻣـــﻞ ﻓـــﻲ اﻷﻣـــــــﺮ، وﻫــــــﺬا أدى ﻓـﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ إﻟﻰ اﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﻋـــﺪد ﻣــﻦ اﳌـﺘـﺮﺟـﻤـﲔ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺿــﻲ«. وﻟﻢ ﻳﺤﺪد اﳌﺘﺤﺪث ﻋﺪد اﳌﺘﺮﺟﻤﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻢ ﻃﺮدﻫﻢ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﺬا اﻷﻣﺮ.
ﻛـــﻞ ﻫــــﺬه اﳌـــﺨـــﺎوف دﻓــﻌــﺖ ﻓﻲ اﻟـــــﻮاﻗـــــﻊ ﺣـــﺴـــﲔ دﻣـــﻴـــﺮ إﻟـــــﻰ رﻓـــﺾ إﺟﺮاء اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﻌﻪ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، وﻃﻠﺐ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋــﻮﺿــﴼ ﻋــﻦ ذﻟــــﻚ. وﻗــــﺎل »ﻃــﻠــﺒــﺖ أن ﺗــﺤــﺼــﻞ ﻣــﻘــﺎﺑــﻠــﺘــﻲ ﺑــﺎﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰﻳــﺔ ﻷﻧـــﻨـــﻲ ﻛــﻨــﺖ ﺧــﺎﺋــﻔــﴼ ﻣـــﻦ اﳌــﺘــﺮﺟــﻢ. ﻓﺘﻔﻬﻤﻮا ﻣﺨﺎوﻓﻲ وﻗﺒﻠﻮا وﺷﻌﺮت ﺑـﺄﻣـﺎن أﻛﺒﺮ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﺒﺮ ﻣﺘﺮﺟﻢ إﻧﺠﻠﻴﺰي وﻟﻴﺲ ﺗﺮﻛﻴﴼ«.
وﻳــــﻘــــﻮل اﻟــﺨــﺒــﻴـــﺮ ﻓــــﻲ ﺷــــﺆون اﳌـــﺨـــﺎﺑـــﺮات اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ إرﻳـــــﻚ ﺷﻤﻴﺖ إﻳــﻨــﺒــﻮم ﻓــﻲ ﺗـﺼـﺮﻳـﺤـﺎت ﻟـــ»اﻟــﺸــﺮق اﻷوﺳﻂ«، إن داﺋﺮة اﻟﻬﺠﺮة واﻟﻠﺠﻮء ﻫـﻲ أﺣــﺪ اﻷﻣــﺎﻛــﻦ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻓﻬﺎ أﻧـــــﻘـــــﺮة ﻟــﺘــﺠــﻨــﻴــﺪ ﻋــــﻤــــﻼء ﻟـــﺪﻳـــﻬـــﺎ. وﻳﻀﻴﻒ أن اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺮب ﻋــﻦ اﻟــﻼﺟــﺌــﲔ، ﺗﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻟـﻴـﺲ ﻓـﻘـﻂ ﳌـﻼﺣـﻘـﺔ ﻋــﺎﺋــﻼت ﻫــﺆﻻء اﳌــﺘــﺒــﻘــﲔ ﻓـــﻲ اﻟـــﺒـــﻼد، وﻟــﻜــﻦ أﻳـﻀــﴼ ﻟـــﺪﺣـــﺾ اﻷﺳــــﺒــــﺎب اﻟـــﺘـــﻲ دﻓـﻌـﺘـﻬـﻢ ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻠﺠﻮء.
ﻟــﻜــﻦ داﺋـــــﺮة اﻟــﻬــﺠــﺮة ﻫــﻲ ﺟــﺰء ﺻﻐﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻬﺪﻓﻬﺎ أﻧـــﻘـــﺮة ﻟــﻨــﺸــﺮ ﻋــﻤــﻼﺋــﻬــﺎ ﻓـــﻲ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ ﻟﻠﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻰ اﳌــﻌــﺎرﺿــﲔ، أﻛــﺮاد ﻓــﻲ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ واﻟــﻴــﻮم أﺿـﻴـﻒ إﻟﻴﻬﻢ ﻣﺆﻳﺪو ﻏﻮﻟﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺘﺰاﻳﺪ أﻋﺪادﻫﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٦١٠٢.
وﻓﻲ ﺣﲔ ﻛﺎﻧﺖ أﻋﺪاد اﻟﻼﺟﺌﲔ اﻷﺗـــﺮاك ﻓـﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻓـﻲ ﻋﺎﻣﻲ ٤١٠٢ و٥١٠٢ ﻗـﺮاﺑـﺔ اﻟـــــ٠٠٨١ ﻃـﺎﻟـﺐ ﻟﺠﻮء ﺳـــﻨـــﻮﻳـــﴼ، ﻣــﻌــﻈــﻤــﻬــﻢ ﻣــــﻦ اﻷﻛــــــــﺮاد، ﺑﺤﺴﺐ أرﻗﺎم رﺳﻤﻴﺔ ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« ﻣﻦ داﺋﺮة اﻟﻬﺠﺮة، ﻓــﻘــﺪ ارﺗــﻔــﻌــﺖ ﻫــــﺬه اﻷرﻗـــــــﺎم ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﺬ ﻋـﺎم ٦١٠٢ ﺣﲔ ﺑﻠﻎ ﻋﺪد اﳌﺘﻘﺪﻣﲔ ﺑﺎﻟﻠﺠﻮء أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠٠٧٥ ﻃــﻠــﺐ. واﺳــﺘــﻤــﺮت ﻫـــﺬه اﻷرﻗـــــﺎم ﻓﻲ اﻻرﺗﻔﺎع ﺳﻨﻮﻳﴼ، ﺣﺘﻰ وﺻﻠﺖ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ إﻟﻰ ﻗﺮاﺑﺔ اﻟـ٠٠٥١١، ﻓﻲ ﺣﲔ زادت أﻋﺪاد ﻃﺎﻟﺐ اﻟﻠﺠﻮء ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺬي ﺳﺒﻘﻪ، أي ٨١٠٢، ﻋﻠﻰ ٠١ آﻻف ﻃﻠﺐ. وﻣــﻊ ﺗـﺰاﻳـﺪ أﻋــﺪاد اﻟﻼﺟﺌﲔ، ﺗﺰاﻳﺪت ﻛﺬﻟﻚ أﻋﺪاد اﻟﻌﻤﻼء اﻷﺗﺮاك اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺠﺴﺴﻮن ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎرﺿﲔ. وﻳــﻘــﺪر ﺷـﻤـﻴـﺖ إﻳــﻨــﺒــﻮم اﻟـــﺬي ﻛﺘﺐ ﻛﺘﺎﺑﴼ ﻋـﻦ ﻋﻤﻞ اﳌـﺨـﺎﺑـﺮات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓــﻲ أوروﺑـــــﺎ، ﻋـــﺪد اﻟــﻌــﻤــﻼء اﻷﺗـــﺮاك ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﺄﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٨ آﻻف ﻋﻤﻴﻞ، إﺿــــﺎﻓــــﺔ إﻟـــــﻰ ﻣـــﺌـــﺎت اﻟــﺠــﻮاﺳــﻴــﺲ اﻟـــﺘـــﺎﺑـــﻌـــﲔ ﻣـــﺒـــﺎﺷـــﺮة ﻟــﻠــﻤــﺨــﺎﺑــﺮات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، وﻫﻢ ﻳﺠﻨﺪون اﻟﻌﻤﻼء ﻋﻠﻰ اﻷراﺿﻲ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ.
وﻳـــﻘـــﻮل ﺷـﻤـﻴـﺖ إﻳــﻨــﺒــﻮم اﻟـــﺬي ﻳﺴﺘﻘﻲ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺷﺒﻜﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﳌﺼﺎدر، ﺑﻴﻨﻬﺎ أﺷﺨﺎص ﻋﻤﻠﻮا ﻓــﻲ اﻟــﺴــﺎﺑــﻖ أو ﻣــﺎ زاﻟـــــﻮا ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻓـــﻲ اﳌـــﺨـــﺎﺑـــﺮات اﻷﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺔ، إن ﻟــﺪى اﳌـﺨـﺎﺑـﺮات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻗـﺮاﺑـﺔ اﻟـــ٩ آﻻف ﺟـﺎﺳـﻮس ﻓـﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، ٠١ ﻓـﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣـﻨـﻬـﻢ، أي ٠٠٨ ﻋـﻨـﺼـﺮ، ﻳـﺘـﻮزﻋـﻮن ﻓــﻲ اﻟـــــﺪول اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺘــﺤــﺪث اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ ﻣﺜﻞ أﳌﺎﻧﻴﺎ، واﻟﻨﻤﺴﺎ، وﺳﻮﻳﺴﺮا. وﻳـﻀـﻴـﻒ ﺑــﺄن اﻟــﺠــﺰء اﻷﻛــﺒــﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻳــﺘــﺮﻛــﺰ ﻓـــﻲ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻟــﻌــﺪد اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻫﻨﺎ واﻟﺘﻲ ﻳــــﻘــــﺎرب ﻋــــﺪدﻫــــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــــــ٤ ﻣــﻼﻳــﲔ ﺗﺮﻛﻲ.
وﻳﻘﻮل ﻫﺬا اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻷﳌﺎﻧﻲ، إﻧﻪ »ﻳـﻮﺟـﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣـﻦ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻴـــﺔ ﻏـــﻴـــﺮ ﻣـــــﻌـــــﺮوف ﻋـــﺪدﻫـــﻢ ﻳﻘﻴﻤﻮن ﻓـﻲ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ، وﻫــﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﻣـــــﻦ ﺧـــــــﻼل اﻟـــــﺴـــــﻔـــــﺎرة اﻟــــﺘــــﺮﻛــــﻴــــﺔ«. وﻳــﻀــﻴــﻒ »ﻫــــﻨــــﺎك ٢١ ﻣــﻮﻇــﻔــﴼ ﻓـﻲ اﻟﻘﻨﺼﻠﻴﺎت ﺻــﺮﺣــﺖ أﻧــﻘــﺮة ﻋﻨﻬﻢ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻳﻨﺘﻤﻮن إﻟــﻰ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ. وﻟــﻜــﻦ ﻫـــﺬا ﻛــﻠــﻪ ﻟــﻴــﺲ إﻻ رأس ﺟﺒﻞ اﻟﺠﻠﻴﺪ«. وﻳﻌﺘﻘﺪ ﺷﻤﻴﺖ إﻳﻨﺒﻮم ﺑـﺄﻧـﻪ ﺑـﺎﻹﺿـﺎﻓـﺔ إﻟــﻰ ﻫـﺆﻻء »ﻳــــﻮﺟــــﺪ ﻋـــــﺪد ﻛــﺒــﻴــﺮ ﻣــــﻦ اﻟــﻌــﻤــﻼء واﳌــﺨــﺒــﺮﻳــﻦ اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﺴــﺎﻓــﺮون ﺑﲔ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ وأﳌــﺎﻧــﻴــﺎ، وﻫــﻢ ﻳـﻌـﻤـﻠـﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻻت ﻣﺘﻌﺪدة ﻓﻲ ﺑﻨﻮك ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ أو ﺷﺮﻛﺎت ﺳﻔﺮ«. وﻗﺪ ﻗﺪرت اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﺑﺎدن ﻓـﻮرﺗـﻤـﺒـﻴـﺮغ ﻓــﻲ ﺗـﻘـﺮﻳـﺮ ﺻـــﺪر ﻗﺒﻞ أﺳﺒﻮﻋﲔ أﻋﺪادﴽ ﺷﺒﻴﻬﺔ ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ. وﻳــﺬﻛــﺮ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﳌﺨﺎﺑﺮات ﻫﺬا ﺑﺄن ﻋﻤﻼء إردوﻏﺎن ﻳﺮاﻗﺒﻮن ﻋﻠﻰ اﻷرﺟﺢ ﻛﻞ اﻟﻨﺸﺎﻃﺎت اﻟـﻌـﺎﻣـﺔ واﳌــﻈــﺎﻫــﺮات اﻟـﺘـﻲ ﻳﻨﻈﻤﻬﺎ اﳌﻌﺎرﺿﻮن اﻷﺗﺮاك ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﻣﺜﻞ اﻷﻛــــﺮاد وﻣــﺆﻳــﺪي ﻏــﻮﻟــﻦ. وﻳﻀﻴﻒ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، أن ﻫﺆﻻء ﻣﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻮﻗﻌﻮا أن ﻳﻘﺒﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﺣﺎوﻟﻮا اﻟﺴﻔﺮ إﻟﻰ ﻫﻨﺎك.
وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ، ﻓﻘﺪ أﻟﻘﺖ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻴـــﺔ اﻟـــﻘـــﺒـــﺾ ﻋـــﻠـــﻰ ﻋــــــﺪد ﻣــﻦ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ اﳌـﺰدوﺟـﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ واﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻟـﺪى ﻋﻮدﺗﻬﻢ إﻟـﻰ أﻧﻘﺮة؛ ﻣــﺎ ﺗـﺴـﺒـﺐ ﻓــﻲ اﳌــﺎﺿــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﻮﺗــﺮ ﺑـــﲔ اﻟــﺒــﻠــﺪﻳــﻦ. وﺣــﺘــﻰ أن ﺗـــﺮﻛـــﻴـــﺎ ﺳــﻠــﻤــﺖ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ ﻻﺋــﺤــﺔ ﺑـــــﺄﺳـــــﻤـــــﺎء ﻣــــﻄــــﻠــــﻮﺑــــﲔ ﺗـــﻌـــﺘـــﺒـــﺮﻫـــﻢ »إرﻫﺎﺑﻴﲔ« ﻟﺘﺴﻠﻴﻤﻬﺎ إﻳﺎﻫﻢ. وﻓﻲ زﻳــﺎرة ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ رﺟـﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏــــــﺎن ﻟــﺒــﺮﻟــﲔ ﻋـــﺎم ٨١٠٢، ﻋــﺎد وﺳﻠﻢ ﻫﺬه اﻟﻼﺋﺤﺔ إﻟﻰ اﳌﺴﺘﺸﺎرة اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أﻧﺠﻴﻼ ﻣﻴﺮﻛﻞ.
ﻟـــﻜـــﻦ ﺑــــﺮﻟــــﲔ ﺗــــﺮﻓــــﺾ ﻃــﻠــﺒــﺎت أﻧــــﻘــــﺮة ﻫــــــﺬه، وﻋـــﻠـــﻰ اﻟــﻌــﻜــﺲ ﻓـﻘـﺪ ﺗﺤﺮﻛﺖ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﺘﺤﺬر اﻷﺷﺨﺎص اﳌــﻮﺟــﻮدة أﺳﻤﺎؤﻫﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻼﺋﺤﺔ ﻣــــﻦ اﻟـــــﻌـــــﻮدة إﻟـــــﻰ ﺗـــﺮﻛـــﻴـــﺎ ﻷﻧـــــﻪ ﻗـﺪ ﻳﻠﻘﻰ اﻟـﻘـﺒـﺾ ﻋﻠﻴﻬﻢ. وﻗــﺪ اﻟﺘﻘﺖ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أﺣﺪ ﻫﺆﻻء اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺒﻠﻐﻮا ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻃﺔ وﺟـﻮد اﺳﻤﻬﻢ ﻋـﻠـﻰ ﻻﺋـﺤـﺔ ﺗـﺮﻛـﻴـﺔ، وﻳــﺪﻋــﻰ ﻛﻤﻴﻞ ﻛــﺎن وﻳﻌﻴﺶ ﻓـﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣــﻦ ٠٣ ﻋــﺎﻣــﴼ، وﻳــﻤــﻠــﻚ ﻣــﺤــﻼ ﻟﺒﻴﻊ اﻟـﺨـﻀـﺮاوات. وﻟﻜﻨﻪ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ ﻣﺠﻠﺲ إدارة ﻣﺪرﺳﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻏـﻮﻟـﻦ، وﻫﻮ اﻟــﺴــﺒــﺐ، ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺎ ﻳـــﺒـــﺪو، ﻹﺿــﺎﻓــﺔ اﺳﻤﻪ ﻟﻼﺋﺤﺔ.
وﻳــــــــــﺮوي اﻟـــــﺮﺟـــــﻞ اﻟــﺴــﺘــﻴــﻨــﻲ، أﻧــﻪ ﺗﻠﻘﻰ ﻓــﻲ ﻋــﺎم ٧١٠٢ زﻳـــﺎرة ﻣﻦ ﻋـــﻨـــﺼـــﺮﻳـــﻦ ﻣـــــﻦ اﻟــــﺸــــﺮﻃــــﺔ ﺣـــﻀـــﺮا إﻟــﻰ ﻣـﻨـﺰﻟـﻪ، ﻟﻴﺒﻠﻐﺎه ﺑــﻮﺟــﻮد ﻫـﺬه اﻟﻼﺋﺤﺔ. وﻳﻘﻮل، إﻧﻪ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ إﻟﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻳﺰورﻫﺎ ﺳـﻨـﻮﻳـﴼ. وﻳـــﺮوي ﻛـﺬﻟـﻚ، أن ﺟﻴﺮاﻧﻪ ﻓـــﻲ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ أوﺻــــﻠــــﻮا إﻟـــﻴـــﻪ رﺳــﺎﺋــﻞ ﺑﺄن اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﻪ. وﻗﺒﻞ ذﻟــﻚ، ﻛــﺎن ﻛﻤﻴﻞ ﻗـﺪ ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻦ إﻣــــﺎم ﻓـــﻲ ﻣــﺴــﺠــﺪ ﻛــــﺎن ﻳـــﺮﺗـــﺎده ﻓﻲ ﻣــﻨــﻄــﻘــﺔ ﻛــﺮوﻳــﺘــﺰﺑــﻴــﺮغ ﻓـــﻲ ﺑــﺮﻟــﲔ، وﻫﻲ ﻣﻌﻘﻞ ﻟﻠﺠﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﺑﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻪ اﻟﺤﻀﻮر إﻟﻰ اﳌﺴﺠﺪ »ﺑﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ«.
وإذا ﻛـــﺎن اﳌــﺘــﺮﺟــﻤــﻮن اﻷﺗــــﺮاك ﻳـﻠـﻌـﺒـﻮن دورﴽ ﻓــﻲ اﻟـﺘـﺠـﺴـﺲ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺎرﺿﲔ، ﻓﺈن اﻷﺋﻤﺔ ﻳﻠﻌﺒﻮن دورﴽ أﻛﺒﺮ وأﻫﻢ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت. وﻳﻘﻮل ﺷﻤﻴﺖ إﻳﻨﺒﻮم ﻋﻦ ذﻟﻚ ﺑﺄن ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻣــﻦ اﻷﺋــﻤــﺔ اﻷﺗــــﺮاك وﻋــﺪدﻫــﻢ ﻗـﺮاﺑـﺔ اﻟــــ٠٠٧ ﻳﻨﺘﺸﺮون ﻓـﻲ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠٠٩ ﻣﺴﺠﺪ ﺗﺎﺑﻊ ﳌﺎ ﻳﻌﺮف ﺑـ »دﻳﺘﻴﺐ«، أو اﻻﺗﺤﺎد اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟﻠﺸﺆون اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﻳﻠﻌﺒﻮن دورﴽ ﻣﻬﻤﴼ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻋﻤﻼء ﻟﺘﺠﻨﻴﺪﻫﻢ. وﻳﻘﻮل »ﻫﺆﻻء اﻷﺋﻤﺔ ﻳﺘﺒﺎدﻟﻮن اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣــﻊ اﻟــﺪواﺋــﺮ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ وﻫــﻢ ﻳﻠﻌﺒﻮن دور اﻟﻮﺳﻴﻂ ﺑﲔ اﳌﺨﺒﺮﻳﻦ اﻷﺗﺮاك ﻓــﻲ أﳌـﺎﻧـﻴـﺎ وﺣـﻜـﻮﻣـﺔ إردوﻏــــﺎن ﻓﻲ أﻧﻘﺮة«. وﻻ ﺗﺨﻔﻰ ﻧﺸﺎﻃﺎت ﻫﺆﻻء اﻷﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، وﻗﺪ ﺣـــﺎوﻟـــﺖ ﻋــــﺎم ٧١٠٢ ﻓــﺘــﺢ ﺗـﺤـﻘـﻴـﻖ ﺑــﺤــﻖ ٩١ إﻣـــﺎﻣـــﴼ ﺗــﺮﻛــﻴــﴼ ﻟـﻼﺷـﺘـﺒـﺎه ﺑﺘﺠﺴﺴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎرﺿﲔ. وﻟﻜﻦ اﻟــﻘــﺼــﺔ أﺛـــــﺎرت اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﺠــﺪل اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، وﻗﺒﻞ أن ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻻدﻋﺎء ﻣـــﻦ إﺻـــــﺪار ﻣـــﺬﻛـــﺮات ﺗــﻮﻗــﻴــﻒ ﻛــﺎن أﻧﻘﺮة ﻗﺪ ﺳﺤﺒﺖ اﻷﺋﻤﺔ وأﻋﺎدﺗﻬﻢ إﻟـﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ؛ ﻣﺎ دﻓـﻊ ﺑـﺎﻻدﻋـﺎء اﻟﻌﺎم ﻟﻮﻗﻒ ﻣﻼﺣﻘﺘﻬﻢ.
وﻓـﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺘﺼﺪي ﻟﺬﻟﻚ، ﺗﺴﻌﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻹدﺧﺎل ﻗﻮاﻧﲔ ﺗﻤﻨﻊ ﺟــﻠــﺐ أﺋــﻤــﺔ ﻣـــﻦ اﻟـــﺨـــﺎرج وﺗــﺪرﻳــﺐ أﺋــﻤــﺔ ﻋــﻮﺿــﴼ ﻋـــﻦ ذﻟــــﻚ ﻓـــﻲ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ ﻳـــﻠـــﻘـــﻮن ﻋـــﻈـــﺎت ﺑــﺎﻟــﻠــﻐــﺔ اﻷﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺔ وﻟﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﺧﺎﺻﺔ أن أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٩ ﻓـﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ ﻣـﻦ اﻷﺋـﻤـﺔ ﻓـﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻳﻌﻴﻨﻮن اﻟﻴﻮم ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج. وداﻓﻌﺖ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻴـﺔ ﻋــﻦ ﺧﻄﻄﻬﺎ ﻫــﺬه اﻟـﻌـﺎم اﳌﺎﺿﻲ، وﻗﺎل وزﻳﺮ اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻣﺎرﻛﻮس ﻛﻴﺮﺑﻴﺮ: »ﻫﺪﻓﻨﺎ ﻟﻴﺲ »أﳌﻨﺔ« )ﻣـﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ( اﻹﺳـﻼم، وﻟـــﻜـــﻦ ﻧـــﺮﻳـــﺪ ﻣـــﻦ اﳌــﺴــﻠــﻤــﲔ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳـﻌـﻴـﺸـﻮن ﻫـﻨـﺎ أن ﻳــﺸــﻌــﺮوا ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻓـﻲ ﺑﻠﺪﻫﻢ، وأن اﳌﺠﺘﻤﻊ ﻳﺘﻘﺒﻠﻬﻢ وﻫﻢ ﻳﻐﻨﻮﻧﻪ«. وأﺿﺎف، أﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ »ﻳـﻘـﺼـﺪ ﺷــﺒــﺎن وﻟــــﺪوا وﻛــﺒــﺮوا ﻓﻲ أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ، اﳌــﺴــﺠــﺪ ﻟــﻠــﺤــﺼــﻮل ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻨــﺼــﺢ ﻣـــﻦ اﻹﻣـــــــﺎم، ﺳــﻴــﻜــﻮن ﻣـﻦ اﻟـﺠـﻴـﺪ ﻟــﻮ أن ﻟــﺪى اﻟـﻄـﺎﻗـﻢ اﻟﺪﻳﻨﻲ ﻓﻲ اﳌﺴﺠﺪ ﺧﺒﺮة ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة اﻟﻴﻮﻣﻴﺔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ«.
وﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻃﺮح ﻓــــﺮض »ﺿـــﺮﻳـــﺒـــﺔ« ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺴــﺎﺟــﺪ، أﺳــــــﻮة ﺑــﻀــﺮﻳــﺒــﺔ اﻟـــﻜـــﻨـــﺎﺋـــﺲ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺠــﻤــﻊ ﻣــــﻦ اﳌــﺴــﻴــﺤــﻴــﲔ ﻟــﺘــﻤــﻮﻳــﻞ اﻟــﻜــﻨــﺎﺋــﺲ، ﻓــﻲ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ اﻟــﺘــﺄﺛــﻴــﺮ واﻟــﺘــﻤــﻮﻳــﻞ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺎﺟﺪ. وﻟﻜﻦ اﻻﻗﺘﺮاح رﻓﺾ ﻣﻦ اﳌـﺴـﻠـﻤـﲔ ﻓــﻲ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ، ووﺿــــﻊ ﻓﻲ اﻟﺪرج ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﺣﺘﻰ اﻵن.
ﻫﺬا اﻟﻨﺸﺎط اﻟﻜﺒﻴﺮ ﻟﻠﻤﺨﺎﺑﺮات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﺔ ﻟﺘﺄﻣﲔ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﳌﺌﺎت اﳌﻌﺎرﺿﲔ اﻷﺗﺮاك ﺑﺴﺒﺐ ﺗﻠﻘﻴﻬﻢ ﺗﻬﺪﻳﺪات ﻗﺪ ﺗــﻌــﺮض ﺣـﻴـﺎﺗـﻬـﻢ ﻟـﻠـﺨـﻄـﺮ. ﻣــﻦ ﺑﲔ ﻫـــــﺆﻻء اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻲ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ ﺗـﺸـﺎن دوﻧــﺪار اﻟـﺬي اﻋﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﺎم ٥١٠٢ ﺑﻌﺪ أن ﻧﺸﺮ ﺗﺤﻘﻴﻘﴼ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻧﻘﻞ اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻟﺬﺧﺎﺋﺮ وأﺳـــﻠـــﺤـــﺔ ﳌــﻘــﺎﺗــﻠــﻲ »داﻋـــــــﺶ« ﻋـﺒـﺮ اﻟﺤﺪود إﻟﻰ ﺳﻮرﻳﺎ. واﺗﻬﻢ دوﻧﺪار ﺑﺎﻟﻌﻤﺎﻟﺔ وﺗﺴﺮﻳﺐ أﺳﺮار اﻟﺪوﻟﺔ.
وﻟﻜﻦ أﻣـﺎم اﻟﻀﻐﻮط اﻟﺪوﻟﻴﺔ، أﻃﻠﻖ ﺳـﺮاﺣـﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﻣﺤﺎﻛﻤﺘﻪ، ﻓﻠﺠﺄ إﻟﻰ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺶ اﻵن. وﻓﻲ ﻋﺎم ٨١٠٢، ﻋﻨﺪﻣﺎ زار إردوﻏﺎن ﺑــــﺮﻟــــﲔ، أﺣــــــﺪث اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ ﺟﻠﺒﺔ ﻛﺒﻴﺮة. وﻫﺪد ﺑﺈﻟﻐﺎء اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﳌﺸﺘﺮك ﻣﻊ ﻣﻴﺮﻛﻞ ﻓﻲ ﺣـــــﺎل ﺳــﻤــﺢ ﻟـــــﺪوﻧـــــﺪار ﺑــﺤــﻀــﻮره، واﺻﻔﴼ إﻳﺎه ﺑﺄﻧﻪ »إرﻫﺎﺑﻲ وﻣﻄﻠﻮب ﻓـــــﻲ ﺗـــــﺮﻛـــــﻴـــــﺎ«، داﻋـــــﻴـــــﴼ اﻟـــﺴـــﻠـــﻄـــﺎت اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ إﻟـــﻰ ﺗـﺴـﻠـﻴـﻤـﻪ. واﺿــﻄــﺮت ﺑﺮﻟﲔ إﻟﻰ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﺤﺎﻓﻲ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻟﻠﺘﻨﺎزل ﻋﻦ ﺣﻀﻮر اﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﻲ ﺗــﻔــﺎدﻳــﴼ ﻹﺣـــــﺮاج إﻟــﻐــﺎء اﳌــﺆﺗــﻤــﺮ ﺑــﺄﻛــﻤــﻠــﻪ. وﺗـــﻨـــﺎزل دوﻧــــﺪار ﻋﻦ اﻟﺤﻀﻮر، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﻨﺬ ذﻟﻚ اﻟﺤﲔ ﺣـﺼـﻞ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺤـﻤـﺎﻳـﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺸـﺮﻃـﺔ ﺧـــﻮﻓـــﴼ ﻣــــﻦ أن ﺗــﺨــﺘــﻄــﻔــﻪ »اﻟــــﻘــــﻮات اﻟﺨﺎﺻﺔ« ﻹردوﻏـﺎن اﻟﺘﻲ ﺷﻮﻫﺪت ﻓــــﻲ ﺷـــــــﻮارع ﺑـــﺮﻟـــﲔ أﺛــــﻨــــﺎء ﺗــﻮاﺟــﺪ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﺘـــﺮﻛـــﻲ ﻓــــﻲ اﻟــﻌــﺎﺻــﻤــﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ.
وﻟﻜﻦ اﻟﺸﺮﻃﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺨﺘﺮﻗﺔ ﻛـﺬﻟـﻚ ﻣــﻦ ﻗﺒﻞ اﳌــﺨــﺎﺑــﺮات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، وﻗﺪ دق اﻟﺒﻌﺾ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻷﺧﻴﺮة ﺟـــــﺮس اﻹﻧـــــــــﺬار ﻣــــﻦ ﺗــــﺰاﻳــــﺪ أﻋـــــﺪاد اﻷﺗــــــــــﺮاك اﻷﳌـــــــــﺎن داﺧـــــــﻞ اﻟـــﺸـــﺮﻃـــﺔ. وﻓﻲ ﻋﺎم ٨١٠٢، ﻓﺘﺢ اﻻدﻋــﺎء اﻟﻌﺎم ﺗﺤﻘﻴﻘﴼ ﻓﻲ ﺷﺮﻃﻲ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ ﺗﺒﲔ أﻧـﻪ ﻳﻤﺮر ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻣﻌﺎرﺿﲔ أﺗــﺮاك ﻟﻠﺴﻔﺎرة اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ. واﻛﺘﺸﻔﺖ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ أﻣـــﺮ اﻟـﺸـﺮﻃـﻲ، ﺑﻌﺪ أن ﺷﺎﻫﺪه ﻣﺤﻘﻘﻮن أﳌﺎن ﻛﺎﻧﻮا ﻳـﺮاﻗـﺒـﻮن أﺣــﺪ اﻟﺠﻮاﺳﻴﺲ اﻷﺗــﺮاك اﻟﺬي ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ، ﻳﻠﺘﻘﻲ ﺑﺎﻟﺸﺮﻃﻲ اﻟﺬي ﺳﻠﻤﻪ ﻣــﻠــﻔــﴼ. وﺗــﺒــﲔ ﻻﺣــﻘــﴼ أن اﳌــﻠــﻒ ﻛــﺎن ﻳﺘﻀﻤﻦ أﺳــﻤــﺎء وﻋــﻨــﺎوﻳــﻦ وأرﻗـــﺎم ﻣﻌﺎرﺿﲔ أﺗﺮاك ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ.
وﺗـــﻌـــﺮف اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ ﺑــــﻮﺟــــﻮد آﻻف اﳌـــﺨـــﺒـــﺮﻳـــﻦ اﻷﺗــــــﺮاك ﻟـــﺪﻳـــﻬـــﺎ، وﻟــﻜــﻨــﻬــﺎ ﻻ ﺗـــﺒـــﺬل اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﳌـــﻼﺣـــﻘـــﺘـــﻬـــﻢ، وﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﻌـــﻜـــﺲ ﻓـــﺈن اﻟــــﻌــــﻼﻗــــﺎت اﻻﺳـــﺘـــﺨـــﺒـــﺎراﺗـــﻴـــﺔ ﺑــﲔ اﻟﺪوﻟﺘﲔ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﺪة ﻟﻔﺘﺮة ﻃﻮﻳﻠﺔ. إﻻ أﻧﻬﺎ ﺑﺪأت ﺗﺘﺪﻫﻮر ﻓﻲ اﻟﺴﻨﻮات اﳌـــﺎﺿـــﻴـــﺔ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﺗــــﺰاﻳــــﺪ اﳌــﻄــﺎﻟــﺐ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺑﺘﺴﻠﻴﻢ »ﻣﻄﻠﻮﺑﲔ«، وﻫﻮ ﻣـــﺎ ﺗــﻌــﺘــﺒــﺮه ﺑـــﺮﻟـــﲔ ﻏــﻴــﺮ ﻣـﻨـﻄـﻘـﻲ. وﻟﻜﻦ أﻳﻀﴼ ﺑﺴﺒﺐ رﻓﺾ اﳌﺨﺎﺑﺮات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺗﺰوﻳﺪ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﳌﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻦ ﻣﻘﺎﺗﻠﲔ أﳌــﺎن اﻧﻀﻤﻮا ﻟـــ»داﻋــﺶ«. وﻳـــﻘـــﻮل ﺷــﻤــﻴــﺖ إﻳـــﻨـــﺒـــﻮم ﻋـــﻦ ﻫــﺬه اﻟــﻌــﻼﻗــﺎت ﺑــﲔ اﳌــﺨــﺎﺑــﺮات اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺔ واﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ: »ﻣـﻨـﺬ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﺎت اﻟـﻘـﺮن اﳌـــﺎﺿـــﻲ اﻻﺳـــﺘـــﺨـــﺒـــﺎرات اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗــﻤــﺮر ﻣـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت ﻟـــــﻼﺳـــــﺘـــــﺨـــــﺒـــــﺎرات اﻟـــــﺘـــــﺮﻛـــــﻴـــــﺔ ﻋـــﻦ ﻣـﻌـﺎرﺿـﲔ، وﻋـﻠـﻰ رأﺳـﻬـﻢ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣــﻦ ﺣـــﺰب اﻟــﻌــﻤــﺎل اﻟــﻜــﺮدﺳــﺘــﺎﻧــﻲ... ﺗﻘﻠﻴﺪﻳﴼ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺟﻴﺪة ﺟﺪﴽ، واﻟــﺘــﻌــﺎون ﻛــﺎن ﻛـﺒـﻴـﺮﴽ ﺑــﲔ ﺟـﻬـﺎزي اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺘﺮﻛﻲ واﻷﳌﺎﻧﻲ«.
وﻟـــﻜـــﻨـــﻪ ﻳـــﺸـــﻴـــﺮ إﻟـــــــﻰ أن ﻫـــﺬه اﻟـﻌـﻼﻗـﺎت »أﺻﺒﺤﺖ ﺳﻴﺌﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ اﻋـــﺘـــﺒـــﺎرﴽ ﻣـــﻦ ﻋــــﺎم ٦١٠٢، أوﻻ ﻷن اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺑﺪأ ﺑﺪﻋﻢ اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ ﻓــﻲ ﻟـﻴـﺒـﻴـﺎ ﻣــﺜــﻼ، وأﻳــﻀــﴼ ﻷﻧـــﻪ ﻛــﺎن ﻫـﻨـﺎك اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣـﻦ اﻷﳌـــﺎن اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ اﻟﺬﻳﻦ اﻟﺘﺤﻘﻮا ﺑـ»داﻋﺶ«، وﺣﻴﻨﻬﺎ ﺗــﻮﺟــﻬــﺖ اﻻﺳـــﺘـــﺨـــﺒـــﺎرات اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺴـــﺆال ﻟــﻠــﺠــﺎﻧــﺐ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ ﺣــﻮل اﳌﻐﺎدرﻳﻦ ﻣﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ إذا ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻔﻮا ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ وأﻳﻦ، ﻓﺎﻣﺘﻨﻊ اﻷﺗﺮاك ﻋﻦ إﻋـــﻄـــﺎء اﳌــﻌــﻠــﻮﻣــﺎت ﺣــﻴــﻨــﻬــﺎ، وﻫـــﺬا اﻷﻣﺮ أﺳﺎء إﻟﻰ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﲔ ﺟﻬﺎزي اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات«.
وﻓــــــــﻲ ﻋــــــــﺎم ٧١٠٢، أﺻــــــــﺪرت اﳌﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻫﺎﻣﺒﻮرغ ﺣﻜﻤﴼ ﺑﺎﻟﺴﺠﻦ ﳌﺪة ﻋﺎﻣﲔ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ ﻳـﺒـﻠـﻎ ٢٣ ﻋــﺎﻣــﴼ، ﺑـﺘـﻬـﻤـﺔ اﻟﺘﺠﺴﺲ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــــﻌــــﺎرﺿــــﲔ أﻛــــــــــﺮاد ﻟــﺼــﺎﻟــﺢ اﻻﺳـﺘـﺨـﺒـﺎرات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ. وﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﺘﻬﻢ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ، اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ ﻟﻘﺘﻞ ﻣﻌﺎرض ﺗﺮﻛﻲ، إﻻ أن اﻻدﻋﺎء ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ إﺛﺒﺎت ذﻟﻚ.
ورﻏﻢ ﻋﺪم إﺛﺒﺎت ﻫﺬه اﻟﺘﻬﻤﺔ، ﻓــــﺈﻧــــﻪ ﻳــــﺒــــﺪو ﺑــــــﺄن اﻻﺳــــﺘــــﺨــــﺒــــﺎرات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓﻜﺮت ﻓﻲ اﻟﻠﺠﻮء ﻟﻌﻤﻴﺎت ﺧﻄﻒ وﻗﺘﻞ ﳌﻌﺎرﺿﻴﻬﺎ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، ﺑــﺤــﺴــﺐ اﻟــﺨــﺒــﻴــﺮ اﻷﳌــــﺎﻧــــﻲ ﺷـﻤـﻴـﺖ إﻳـــﻨـــﺒـــﻮم اﻟـــــــﺬي ﻳــــﻘــــﻮل »ﻛـــــــﺎن ﻟـــﺪى اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺧﻄﺔ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻌﻤﻠﻴﺎت ﺧﻄﻒ وﺗﺼﻔﻴﺔ ﻟﻨﺸﻄﺎء أﺗﺮاك ﺑﻴﻨﻬﻢ أﻧﺼﺎر ﻓﺘﺢ اﻟﻠﻪ ﻏﻮﻟﻦ، واﻷﻛــﺮاد ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، وﺣﻴﻨﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮﻛﻲ، إﻧــﻪ ﻓـﻲ ﺣــﺎل ﺗـﻢ ذﻟــﻚ ﻓﺴﻴﻌﻨﻲ ذﻟﻚ أن ﻫــﻨــﺎك ﺧـﻄـﴼ أﺣــﻤــﺮ ﺗــﻢ ﺗــﺠــﺎوزه، وﺑــﺎﻟــﺘــﺎﻟــﻲ ﺳـﺘـﻌـﻠـﻦ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ ﻋــﻦ ﻣﻦ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ وﺗﻄﺮدﻫﻢ«.
ورﻏـــــــﻢ أن أﳌـــﺎﻧـــﻴـــﺎ ﻻ ﺗــﺘــﺤــﺮك ﺳﻴﺎﺳﻴﴼ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﻴﺎ
ﺗﻔﺎدﻳﴼ ﻟﺘﺼﻌﻴﺪ اﻟﺘﻮﺗﺮ، ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗـﻬـﺪﻳـﺪ إردوﻏــــﺎن اﳌﺴﺘﻤﺮ ﺑـﺈرﺳـﺎل ﻣﻮﺟﺔ ﻻﺟﺌﲔ ﺟﺪﻳﺪة إﻟﻰ أوروﺑـﺎ، ﻓـﻬـﻲ ﻗــﺪ ﺗـﺘـﺤـﺮك ﺑـﺎﺗـﺠـﺎه ﻣﻤﺎرﺳﺔ ﺿــﻐــﻮط إﺿــﺎﻓــﻴــﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻵن ﺑﻌﺪ ﺗﺴﻤﻠﻬﺎ رﺋﺎﺳﺔ اﻻﺗـﺤـﺎد اﻷوروﺑــﻲ اﻟﺪورﻳﺔ.
وﻳﻘﻮل اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓﺮاﻧﻚ ﺷﻮاﺑﻴﻪ، ﻋﻦ اﻟﺤﺰب اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ، ﻓﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت ﻟـ»اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«، إن أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻗـﺪ ﺗﻠﺠﺄ ﻟﻠﺘﻬﺪﻳﺪ ﺑﻄﺮد ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ اﳌﺠﻠﺲ اﻷوروﺑﻲ ﻓﻲ ﺣﺎل رﻓﻀﺖ اﻟﺨﻀﻮع ﻟــﻘــﺮارات ﻣﺠﻠﺲ ﺣــﻘــﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن ﻓــﻲ ﺳـﺘـﺮاﺳـﺒـﻮرغ واﻟــــــﺬي ﻳــﺴــﺘــﻤــﻊ ﺣــﺎﻟــﻴــﺎ ﳌـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﻘــﻀــﺎﻳــﺎ اﳌــﺘــﻌــﻠــﻘــﺔ ﺑـﻤـﻼﺣـﻘـﺔ أﺗــــــــــﺮاك ﻓـــﻘـــﻂ ﻷﻧــــﻬــــﻢ ﻣــــﻌــــﺎرﺿــــﻮن. وﻗـــــﺎل ﺷــﻮاﺑــﻴــﻪ، إﻧــــﻪ ﻟـــﻦ ﻳــﻜــﻮن ﻣﻦ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺗﺮﻛﻴﺎ اﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﳌﺠﻠﺲ اﻷوروﺑـــــــﻲ، ﻣـﻀـﻴـﻔـﴼ أﻧـــﻪ ﻳـﻌـﺘـﻘـﺪ أن اﻟـــﺘـــﻬـــﺪﻳـــﺪ ﺑـــﺬﻟـــﻚ ﻗــــﺪ ﻳـــﺪﻓـــﻊ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻼﺣﻘﺎﺗﻬﺎ ﻟﻠﻤﻌﺎرﺿﲔ. واﻧﻀﻤﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻟﻠﻤﺠﻠﺲ اﻷوروﺑﻲ ﻋﺎم ٠٥٩١ ﺑﻌﻴﺪ ﺗﺄﺳﻴﺴﻪ، وﻃﺮدﻫﺎ ﻣﻨﻪ ﻗﺪ ﺗﻜﻮن ﻟﻪ اﻧﻌﻜﺎﺳﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺠﻬﺔ ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﻣـﻊ اﻻﺗـﺤـﺎد اﻷوروﺑﻲ.
وﺑــــﻴــــﻨــــﻤــــﺎ ﺗــــﺴــــﺘــــﻤــــﺮ أﳌــــﺎﻧــــﻴــــﺎ ﺑﺎﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺘﺼﺪي ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ وﻣــــﺤــــﺎوﻻﺗــــﻬــــﺎ اﻟــﺘــﺠــﺴــﺴــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ أراﺿــــﻴــــﻬــــﺎ، ﻳــﺴــﺘــﻤــﺮ اﳌـــﻌـــﺎرﺿـــﻮن اﻷﺗﺮاك ﻓﻲ اﻟﻌﻴﺶ ﺑﺄﳌﺎﻧﻴﺎ، ﻣﺘﻔﺎدﻳﻦ اﻻﻧﺪﻣﺎج ﻣﻊ اﻷﺗﺮاك اﻟﻘﺪاﻣﻰ؛ ﺧﻮﻓﴼ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻴﺎت ﺗﺠﺴﺲ ﻋﻠﻴﻬﻢ. وﻳﻘﻮل ﺳﻠﻴﻢ ﺷﻔﻴﻚ، وﻫﻮ ﻣﺤﻠﻞ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺗﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﻌﻠﻮم اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ، إن اﻟﻮاﺻﻠﲔ اﻟﺠﺪد ﻳﺨﺘﻠﻔﻮن ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻋﻦ اﻟﻘﺪاﻣﻰ: »ﻫـــــﻤـــــﺎ ﻃــــﺒــــﻘــــﺘــــﺎن اﺟـــﺘـــﻤـــﺎﻋـــﻴـــﺘـــﺎن ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﺎن ﺟــﺪﴽ، اﻟـﺬﻳــﻦ ﺟـــﺎءوا ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻋﻤﺎﻻ ﺟــﺎءوا ﻟﻠﻌﻤﻞ ﻓـــﻲ اﳌـــﺼـــﺎﻧـــﻊ، ﺑــﻴــﻨــﻤــﺎ اﻟـــﻮاﺻـــﻠـــﻮن اﻟﺠﺪد ﻫﻢ ﻣﺘﻌﻠﻤﻮن أﻛﺜﺮ، وﻳﺴﻬﻞ اﻧﺪﻣﺎﺟﻬﻢ أﻛﺜﺮ، وﻫﻢ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﺣﻮاﻓﺰ ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ وﻟــﻴــﺴــﻮا ﻣــﺤــﻔــﺰﻳــﻦ ﻓﻘﻂ ﺑـــﺈﻳـــﺠـــﺎد وﻇـــﻴـــﻔـــﺔ ﻣـــﺜـــﻞ اﻟـــﻘـــﺎدﻣـــﲔ اﻷواﺋﻞ«.
وﺑﻌﺪ اﻟـﺤـﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺘﺤﺖ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﺑﺎب اﻟﻬﺠﺮة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣـــﻦ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﻟــﻠــﺘــﻌــﻮﻳــﺾ ﻋـــﻦ ﻧـﻘـﺺ اﻟــﻌــﻤــﺎﻟــﺔ ﻟــﺪﻳــﻬــﺎ، وﻹﻋــــــﺎدة ﺗـﺤـﺮﻳـﻚ ﻋﺠﻠﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎد. وﻗﺪم ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺎل اﻷﺗﺮاك ﻛـ »ﻋﻤﺎل ﺿﻴﻮف ﻣﺆﻗﺘﲔ«، وﻟﻜﻨﻬﻢ ﻣﻜﺜﻮا ﻓﻲ أﳌﺎﻧﻴﺎ، وإن ﻓــــﻲ ﻣــﺠــﺘــﻤــﻊ ﻣــــــــﻮاز ﺗــﻘــﺮﻳــﺒــﴼ، ﻣــﺘــﻤــﺴــﻜــﲔ ﺑــﺜــﻘــﺎﻓــﺘــﻬــﻢ وﻫــﻮﻳــﺘــﻬــﻢ وﻗــــﻮﻣــــﻴــــﺘــــﻬــــﻢ. وﻫـــــــﻮ ﻣـــــﺎ اﺳــﺘــﻐــﻠــﻪ إردوﻏــﺎن ﻟﺘﺠﻨﻴﺪ آﻻف اﻟﻌﻤﻼء ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ وﺗﺤﺮﻳﻀﻬﻢ ﻟﻠﺘﺠﺴﺲ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﻢ.
وﻳــــﻘــــﻮل ﺣـــﺴـــﲔ دﻣــــﻴــــﺮ، اﻟــــﺬي أﺳـــﺲ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﳌــﺴــﺎﻋــﺪة اﻟـﻼﺟـﺌـﲔ اﻷﺗــﺮاك ﻓﻲ ﺑﺮﻟﲔ، إﻧـﻪ رﻏـﻢ اﻧﺘﻘﺎﻟﻪ ﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺎ ﺑﺤﺜﴼ ﻋــﻦ اﻷﻣــــﺎن، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎ زال ﻳﺨﺎف ﻣﻦ اﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﺤﺮﻳﺔ أﻣﺎم اﻵﺧﺮﻳﻦ. وﻳﻀﻴﻒ »أﺗﺮدد ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺧﻮﻓﴼ ﻣﻦ أن ﻳﻔﻬﻤﻨﻲ أﺣـﺪ وﻳﻌﺘﺪي ﻋﻠﻲ أو ﻳﻬﻴﻨﻨﻲ ﻷن ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﺣﺼﻞ ﻣﻊ ﺻﺪﻳﻘﻲ، ﻛﺎن ﻳﺘﺤﺪث ﻣﻊ أﺣﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺎﺗﻒ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎر ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأ ﻓﺠﺄة ﺷﺒﺎن ﻳﺼﺮﺧﻮن: إرﻫﺎﺑﻲ«.
وﻣـﺸـﺎﻛـﻞ ﻣـﻌـﺎرﺿـﻲ إردوﻏــــﺎن ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻫﻨﺎ، ﺑﻞ إن اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﻋــﺎﺟــﺰ ﻋـــﻦ إﺻــــــﺪار أوراق رﺳـﻤـﻴـﺔ ﻣـﻦ اﻟـﺴـﻔـﺎرة. ﻳــﺮوي ﻋﻤﺮ ﺗﺠﺮﺑﺘﻪ، وﻳـــﻘـــﻮل »ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ وﺻــﻠــﺖ إﻟـــﻰ ﻫﻨﺎ ﺣـﺎوﻟـﺖ اﻟــﺬﻫــﺎب إﻟــﻰ اﻟـﺴـﻔـﺎرة ﻟﻜﻲ أﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ ورﻗﺔ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﻷﺣﺪ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ وﻟﻢ آﺧﺬ ﺟﻮازي ﻣﻌﻲ؛ ﻷﻧﻨﻲ ﺳﻤﻌﺖ ﻗﺼﺼﴼ ﺑﺄﻧﻬﻢ ﻗﺪ ﻳﺄﺧﺬوﻧﻪ«. وﻳﻀﻴﻒ »ﺳﺄﻟﺖ إذا ﻛـﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻲ اﺳـــﺘـــﺨـــﺪام ﻫــﻮﻳــﺘــﻲ ﻓــﻌــﻨــﺪﻣــﺎ رأوا اﺳﻤﻲ ﻗﺎﻟﻮا إن ﻫﻨﺎك ﻋﻼﻣﺔ ﺣﻤﺮاء ﻋــﻠــﻰ اﺳــﻤــﻲ وﻻ ﻳــﻤــﻜــﻦ اﺳــﺘــﺨــﺪام ﺟــــﻮازي«. ﺟــﻮاز ﺳﻔﺮ ﻋﻤﺮ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﻗﺮﻳﺒﴼ، وﻫﻮ ﻟﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗـﺠـﺪﻳـﺪه. ﺳﻴﻀﻄﺮ ﻋﻤﺮ إﻟــﻰ ﻃﻠﺐ وﺛﻴﻘﺔ ﺳﻔﺮ ﺧـﺎﺻـﺔ ﻣـﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ ﻛﻲ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﺴﻔﺮ داﺧﻞ أوروﺑﺎ. وﻟﻦ ﻳــﻜــﻮن وﺣــــﺪه. ﻓـﻌـﺸـﺮات اﻵﻻف ﻣﻦ ﻣﻌﺎرﺿﻲ إردوﻏــﺎن اﳌﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻲ أوروﺑﺎ، ﺑﺎﺗﻮا ﻣﻦ دون أوراق رﺳﻤﻴﺔ ﺗﺮﻛﻴﺔ. ﻫﻢ ﻋﺎﻟﻘﻮن ﺑﲔ ﺑﻠﺪﻫﻢ اﻷم وﺑـﻠـﺪﻫـﻢ اﳌﻀﻴﻒ اﻟــﺬي ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﻢ ﺣﻤﻞ ﺟﻮازه ﻗﺒﻞ ﻣﺮور ٨ أﻋﻮام ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﻦ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻴﻪ.