اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﺗﻜﺒﺪ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺧﺴﺎﺋﺮ ﺑـ٤٢ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر
أﻓﺎد اﳌﺠﻠﺲ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ ﺑﺄن ﺧﺴﺎﺋﺮ ﻗﻄﺎع اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺟــﺎﺋــﺤــﺔ ﻛــــﻮروﻧــــﺎ، ﻗـــﺎرﺑـــﺖ ٣٤٢ ﻣـﻠـﻴـﻮن درﻫﻢ )٣٫٤٢ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر( ﺧﻼل ٣ أﺷﻬﺮ ﻧـﺘـﻴـﺠـﺔ ﺗـﻌـﻠـﻴـﻖ ﻃــﺒــﻊ اﻟــﺼــﺤــﻒ، ﻣــﻊ ﻣﺎ اﺳﺘﺘﺒﻊ ذﻟﻚ ﻣﻦ إﺟــﺮاءات ﻣﺆﳌﺔ ﺗﺨﺺ اﻟﻌﺎﻣﻠﲔ ﺑﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﳌﺆﺳﺴﺎت، ﺛﻢ اﻧﻬﻴﺎر اﻹﻳﺮادات اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠١١ ﻓﻲ اﳌـﺎﺋـﺔ، ﻣﺎ ﺑﲔ ٨١ ﻣــﺎرس )آذار( و٨١ ﻣــﺎﻳــﻮ )أﻳــــــﺎر( ٠٢٠٢ ﺑــﺎﳌــﻘــﺎرﻧــﺔ ﻣﻊ اﻟﻔﺘﺮة ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ٩١٠٢.
وأﻛﺪ اﳌﺠﻠﺲ، ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺣﻮل آﺛﺎر ﺟـﺎﺋـﺤـﺔ ﻛــﻮروﻧــﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻗـﻄـﺎع اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﳌــﻐــﺮﺑــﻴــﺔ، أن اﻟـﺠـﺎﺋـﺤـﺔ رﻏـــﻢ أﻧــﻬــﺎ أزﻣــﺔ ﻇﺮﻓﻴﺔ ﺳﺘﻜﻮن ﻟﻬﺎ ﺗﺪاﻋﻴﺎت »ﻗﺎﺳﻴﺔ«
وﺳـﺘـﻌـﻤـﻖ اﻷزﻣــــﺔ اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ.
وﻣﻦ ﻫﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ، ﻳﻘﺪم اﳌﺠﻠﺲ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ٠٣ إﺟﺮاء واﻗﻌﻴﴼ وﻗﺎﺑﻼ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ ﻹﻧــﻘــﺎذ اﻟـــﺪور اﳌﺠﺘﻤﻌﻲ اﻟــﺬي ﺗـﻘـﻮم ﺑﻪ ﻫﺬه اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ٥ ﻣﺤﺎور ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﺪﻋﻢ اﳌﻘﺮوﺋﻴﺔ وﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﺪﻋﻢ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ وﺗﻨﻈﻴﻢ ﺳﻮق اﻹﻋﻼن اﻟﺘﺠﺎري وإﻋﺎدة اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻓـــﻲ اﻟــﺘــﻜــﻮﻳــﻦ وﺗـــﺄﻫـــﻴـــﻞ اﳌـــــﻮارد اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ وﺗﻘﺪﻳﻢ ﺗﺤﻔﻴﺰات ﻟﺨﻠﻖ ﺻﻨﺎﻋﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ.
ووﻗــــﻒ اﻟــﺘــﻘــﺮﻳــﺮ، اﻟــــﺬي ارﺗــﻜــﺰ ﻋﻠﻰ ﺑﺤﺚ ﺗﻢ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﳌﻤﺘﺪة ﻣﻦ ٥٢ ﻣﺎﻳﻮ إﻟﻰ ٤ ﻳﻮﻧﻴﻮ )ﺣﺰﻳﺮان(، ﻣﻦ ﺧﻼل ﻋﻴﻨﺔ ﻋﺸﻮاﺋﻴﺔ ﺗﻤﺜﻴﻠﻴﺔ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻣﻦ ٠٣ ﻋﻨﻮاﻧﴼ، وﻛﺬا ﻣﻦ ﺧﻼل اﻻﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ ﻛﻞ اﻟﻔﺎﻋﻠﲔ ﻓﻲ اﳌـﺠـﺎل، وﻣﻨﻬﻢ اﻟﻔﻴﺪراﻟﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟــﻨــﺎﺷــﺮي اﻟــﺼــﺤــﻒ، واﺗـــﺤـــﺎد اﳌـﻌـﻠـﻨـﲔ اﳌﻐﺎرﺑﺔ، واﺗﺤﺎد وﻛﺎﻻت اﻻﺳﺘﺸﺎرة ﻓﻲ اﻻﺗﺼﺎل، وﺷﺮﻛﺔ اﻟﺘﻮزﻳﻊ »ﺳﺎﺑﺮﻳﺲ«، وﻣـﻄـﺎﺑـﻊ اﻟﺼﺤﻒ اﻟـﻜـﺒـﺮى ﻓــﻲ اﳌـﻐـﺮب، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟــﻰ اﺳﺘﻘﺮاء آﺧــﺮ اﻟـﺪراﺳـﺎت اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﳌﻘﺮوﺋﻴﺔ واﻟﺤﺎﻟﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻻت اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ وﺳــﻮق اﻹﻋــﻼن، ﻋﻠﻰ أن أزﻣﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ اﺷﺘﺪت ﻓــــﻲ اﻟــــﺴــــﻨــــﻮات اﻟــــﺜــــﻼث اﻷﺧـــــﻴـــــﺮة ﻗــﺒــﻞ اﻟـﺠـﺎﺋـﺤـﺔ، ﺑﺤﻴﺚ وﺻــﻠــﺖ ﻣﺒﻴﻌﺎت ﻛﻞ اﻟﺼﺤﻒ إﻟــﻰ ﻣــﺎ دون ٠٠٢ أﻟــﻒ ﻧﺴﺨﺔ ﺳــﻨــﻮﻳــﴼ، وذﻟــــﻚ ﺑـﺎﻧـﺨـﻔـﺎض ﺑـﻠـﻎ ٣٣ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻴﻮﻣﻴﺎت، و٥٦ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻸﺳﺒﻮﻋﻴﺎت، و٨٥ ﻓـﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﳌﺠﻼت.
ﻛـــﻤـــﺎ ﺗـــــﺮاﺟـــــﻊ ﻧـــﺼـــﻴـــﺐ اﻟـــﺼـــﺤــﺎﻓـــﺔ اﻟــــﻮرﻗــــﻴــــﺔ واﻹﻟـــﻜـــﺘـــﺮوﻧـــﻴـــﺔ ﻣــــﻦ اﻹﻋـــــﻼن اﻟــﺘــﺠــﺎري ﻣــﺎ ﺑــﲔ ٠١٠٢ و٨١٠٢ ﺑﻨﺴﺒﺔ ٠٥ ﻓـﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ، وﺗﻔﺎﻗﻢ ﻫــﺬا اﻟـﺘـﺮاﺟـﻊ ﻓﻲ اﻷﺷــﻬــﺮ اﻟـﺨـﻤـﺴـﺔ اﻷوﻟــــﻰ ﻣــﻦ اﻟـﺴـﻨـﻮات اﻟﺜﻼث اﻷﺧﻴﺮة ﺑﻨﺴﺒﺔ ٤٫٢٧ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ.
وﻛﺸﻒ اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ، اﻟـﺬي أﻋﺪﺗﻪ ﻟﺠﻨﺔ اﳌــﻨــﺸــﺄة اﻟـﺼـﺤـﺎﻓـﻴـﺔ وﺗــﺄﻫــﻴــﻞ اﻟــﻘــﻄــﺎع، أن اﻟــﺼــﺤــﺎﻓــﺔ اﻟــﻮرﻗــﻴــﺔ ﺑــﺎﳌــﻐــﺮب ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺨﺴﺮ ٦٥٣ ﻣﻠﻴﻮن درﻫـﻢ ﺳﻨﻮﻳﴼ )٦٫٥٣ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر( ﺑﺴﺒﺐ اﻟــﻘــﺮاءة اﳌﺠﺎﻧﻴﺔ ﻓـــﻲ اﻷﻣـــﺎﻛـــﻦ اﻟــﻌــﻤــﻮﻣــﻴــﺔ، ﻣـــﺎ ﻳــﻔــﻴــﺪ ﺑــﺄن أزﻣــﺔ ﻫــﺬه اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﻟﻴﺴﺖ أزﻣــﺔ ﻗــﺮاءة وﻟـﻜـﻦ أزﻣــﺔ ﻣﻨﺘﻮج ﻳﺘﻢ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﻓﻴﻪ ﻣﺎدﻳﴼ وﺑﺸﺮﻳﴼ، وﻟﻜﻨﻪ ﻳﺴﺘﻬﻠﻚ ﺑﺎﳌﺠﺎن، ﻣـــﺎ ﻳــﺠــﻌــﻞ اﻟـــﺪﻋـــﻢ اﻟــﻌــﻤــﻮﻣــﻲ اﻟــﺴــﻨــﻮي ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ، اﻟـﺬي ﻳﺼﻞ إﻟﻰ ٠٦ ﻣﻠﻴﻮن درﻫﻢ )٦ ﻣﻼﻳﲔ دوﻻر( ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ، ﻻ ﻳﻐﻄﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎد إﻻ ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻫﺰ ٧١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣـﻦ ﺗﻜﺎﻟﻴﻒ اﻟـﻘـﺮاءة اﳌﺠﺎﻧﻴﺔ ﻟﻠﺼﺤﻒ ﺑﺎﳌﻐﺮب.
وﺧــــﻠــــﺺ اﻟـــﺘـــﻘـــﺮﻳـــﺮ أﻳــــﻀــــﴼ إﻟــــــﻰ أن اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ أﻛﺜﺮ ﺣﻈﴼ ﻣﻦ ﻧـﻈـﻴـﺮﺗـﻬـﺎ اﻟــﻮرﻗــﻴــﺔ؛ ﺣـﻴـﺚ إن ﺣﺼﺘﻬﺎ ﻓـﻲ اﻟـﺴـﻮق اﻹﻋـﻼﻧـﻴـﺔ اﻟﺘﻲ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ١١ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﺑﻤﺒﻠﻎ ﺳﻨﻮي ﻳﻘﺪر ﺑــ٠٠٦ ﻣﻠﻴﻮن درﻫﻢ )٠٦ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر(، ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺣﺼﺔ »ﻣﺨﺎدﻋﺔ«، وﻳﺮﺟﻊ ذﻟﻚ إﻟﻰ أن ﻣﺎ ﻳﻨﺎﻫﺰ ٠٨ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﻫﺬه اﻻﺳﺘﺜﻤﺎرات اﻹﻋﻼﻧﻴﺔ ﺗﺬﻫﺐ إﻟﻰ ﻋﻤﺎﻟﻘﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ، وﺧﺼﻮﺻﴼ »ﻓﻴﺴﺒﻮك« و»ﻏــﻮﻏــﻞ«، وﻻ ﻳﺘﺒﻘﻰ ﻟﻠﺼﺤﺎﻓﺔ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣــﺠــﺘــﻤــﻌــﺔ إﻻ ٠٢١ ﻣــﻠــﻴــﻮن درﻫــــــﻢ )٢١ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر(، ﺷﻘﻬﺎ اﻷﻛﺒﺮ ﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻪ اﻟﻌﻨﺎوﻳﻦ اﻟﻜﺒﻴﺮة اﳌﻌﺪودة ﻋﻠﻰ رؤوس اﻷﺻﺎﺑﻊ.