ﻣﻮﻗﻊ إﻳﻄﺎﻟﻲ ﻳﻜﺸﻒ اﺳﺘﻤﺮار ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻞ اﻟﺴﻼح إﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ
أﻧﻘﺮة ﺗﻠﻤﺢ إﻟﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﻧﺸﺮ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺻﻮارﻳﺦ »إس ٠٠٤« ﻟﺪﻋﻢ »اﻟﻮﻓﺎق«
ﻛﺸﻒ ﻣﻮﻗﻊ إﻳﻄﺎﻟﻲ ﻣﺘﺨﺼﺺ ﻓــﻲ رﺻـــﺪ ﺣــﺮﻛــﺔ اﻟــﻄــﻴــﺮان اﻟـﺤـﺮﺑـﻲ اﺳﺘﻤﺮار ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻓﻲ إرﺳــﺎل ﻃﺎﺋﺮات ﺷﺤﻦ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ إﻟﻰ ﻏﺮب ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻓﻲ وﻗﺖ ﻛﺸﻔﺖ ﻓﻴﻪ وﺳﺎﺋﻞ إﻋﻼم ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣــﻦ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـﺔ اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺔ ﻋــﻦ اﺣﺘﻤﺎل ﻧﺸﺮ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ ﺻﻮارﻳﺦ »إس ٠٠٤« اﻟﺮوﺳﻴﺔ إﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻟﺘﺠﻨﺐ ﻋﻘﻮﺑﺎت أﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻣــﻨــﺘــﻈــﺮة، وﻟــﻠــﺤــﻔــﺎظ ﻓﻲ ذات اﻟـﻮﻗـﺖ ﻋﻠﻰ ﻋـﻼﻗـﺎت ﺟﻴﺪة ﻣﻊ روﺳﻴﺎ.
وﻛـﺸـﻒ ﻣـﻮﻗـﻊ »أﺗﻴﻤﻴﻞ رادار« اﻟﻌﺴﻜﺮي اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ، اﳌﺘﺨﺼﺺ ﻓﻲ اﻟـﺮﺻـﺪ اﻟـﺠـﻮي، ﻋـﻦ رﺻــﺪ ﻃﺎﺋﺮﺗﻲ ﺷﺤﻦ ﺗﺮﻛﻴﺘﲔ ﻣﻦ ﻃﺮازي »ﻟﻮﻛﻬﻴﺪ ﺳﻲ ٠٣١ إي«، ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺮﻗﻢ )٨٨١٣١ - ٣٦(، و»إﻳـــــﺮﺑـــــﻮي إﻳـــــﻪ ٠٠٤ إم«، ﺗﺤﻤﻞ اﻟﺮﻗﻢ )٥٥٠٠ - ٦١( ﻓﻲ رﺣﻠﺔ ﻟﻮﺟﻴﺴﺘﻴﺔ ﺗﺤﻤﻞ أﺳﻠﺤﺔ وذﺧﺎﺋﺮ، وﻗﺎﻣﺘﺎ ﺑﺘﻔﺮﻳﻎ ﺣﻤﻮﻟﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﺎر ﻣﻌﻴﺘﻴﻘﺔ ﻟﻴﻠﺔ أول ﻣﻦ أﻣﺲ.
وﺗﺰاﻣﻦ ذﻟﻚ ﻣﻊ ﺻﻮر ﺗﺪاوﻟﻬﺎ ﻧﺸﻄﺎء ﻟﻴﺒﻴﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻲ ﳌــﺮﻛــﺒــﺎت ﻋـﺴـﻜـﺮﻳـﺔ ﻓﻲ ﺷﻮارع ﻃﺮاﺑﻠﺲ، ﻣﺘﺠﻬﺔ إﻟﻰ اﻟﺠﻬﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، ﻣﺮﺟﺤﲔ أﻧﻬﺎ ﺣﻤﻠﺖ ﻣـﻨـﻈـﻮﻣـﺎت دﻓـــﺎع ﺟــﻮي إﻟـﻰ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻮﻃﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﻢ ﻗﺼﻔﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﻟﻴﻞ اﻟﺴﺒﺖ اﳌﺎﺿﻲ.
وﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟــﺒــﺤــﺮﻳــﺔ اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ ﻗﺪ أﻋـــﻠـــﻨـــﺖ أول ﻣــــﻦ أﻣـــــﺲ ﻋــــﻦ إﺟـــــﺮاء ﻣﻨﺎورات ﺑﺤﺮﻳﺔ ﺑﺎﺳﻢ »ﻧﺎﻓﺘﻴﻜﺲ« ﻓـــﻲ ﺛــــﻼث ﻣــﻨــﺎﻃــﻖ ﻣــﺨــﺘــﻠــﻔــﺔ ﻗـﺒـﺎﻟـﺔ ﺳﻮاﺣﻞ ﻟﻴﺒﻴﺎ.
ﻓــــــﻲ اﻟــــــﻮﻗــــــﺖ ذاﺗــــــــــــﻪ، ﺗـــﺤـــﺪﺛـــﺖ ﺻــﺤــﻴــﻔــﺔ »ﺻــــــﺒــــــﺎح«، اﳌـــﻘـــﺮﺑـــﺔ ﻣــﻦ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ، ﻋﻦ اﺣﺘﻤﺎﻻت أن ﻳﻘﻮم اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺑﻨﺸﺮ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺪﻓﺎع اﻟﺠﻮي اﻟﺮوﺳﻴﺔ »إس ٠٠٤«، اﻟــــﺘــــﻲ ﺣــﺼــﻠــﺖ ﻋــﻠــﻴــﻬــﺎ أﻧــــﻘــــﺮة ﻓــﻲ ﻳـﻮﻟـﻴـﻮ )ﺗــﻤــﻮز( ٩١٠٢ داﺧـــﻞ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻣﺸﻴﺮة إﻟﻰ أن ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ روﺳﻴﺎ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌــﺘــﺤــﺪة، وﺗــﻔــﻀــﻞ ﻋــــﺪم اﳌــﺨــﺎﻃــﺮة ﺑﻌﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﻣــﻊ ﺟـﺎﻧـﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎب اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻵﺧﺮ.
وﻗﺎﻟﺖ اﻟﺼﺤﻴﻔﺔ إن أﺣﺪ أﻛﺜﺮ اﻟــﺴــﻴــﻨــﺎرﻳــﻮﻫــﺎت ﻣــــﻼءﻣــــﺔ، واﻟــــﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺘﻔﻖ ﻋﻠﻴﻪ اﻷﻃﺮاف اﻟﺜﻼﺛﺔ، ﻫــﻮ ﻧــﺸــﺮ ﻣـﻨـﻈـﻮﻣـﺔ »إس ٠٠٤« ﻓﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ، ﺑــﻤــﻮﺟــﺐ ﻣـــﺬﻛـــﺮة اﻟــﺘــﻔــﺎﻫــﻢ ﻟﻠﺘﻌﺎون اﻟﻌﺴﻜﺮي واﻷﻣﻨﻲ، اﳌﻮﻗﻌﺔ
ﺑﲔ أﻧﻘﺮة وﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻓﺎق اﻟﻠﻴﺒﻴﺒﺔ ﻓﻲ ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ )ﺗﺸﺮﻳﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ( ٩١٠٢، وذﻟـــــﻚ ﺑــﻌــﺪ اﻟـــﺘـــﺸـــﺎور ﻣـــﻊ ﻣـﻮﺳـﻜـﻮ وواﺷﻨﻄﻦ.
وﺗﺘﻀﻤﻦ اﻟﺼﻔﻘﺔ اﳌﻮﻗﻌﺔ ﺑﲔ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ وروﺳــــﻴــــﺎ ﻓـــﻲ ﻧــﻬــﺎﻳــﺔ اﻟــﻌــﺎم ٧١٠٢ ﺷﺮﻃﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺸﺮاء اﳌﻨﻈﻮﻣﺔ ﺑــﻐــﺮض اﻻﺳــﺘــﺨــﺪام اﻟـﻨـﻬـﺎﺋـﻲ. ﻟﻜﻦ ﺑــﻌــﺾ اﻟـــﺨـــﺒـــﺮاء أﻛــــــﺪوا أن روﺳــﻴــﺎ ﻟــﻦ ﺗـﺪﻋـﻢ ﻣـﺜـﻞ ﻫــﺬا اﻻﻗــﺘــﺮاح، ﺣﻴﺚ ﺗـﻌـﺎرض إﻋــﺎدة ﺗﺼﺪﻳﺮ أﺳﻠﺤﺘﻬﺎ، وﺗـــﺪﻋـــﻢ ﻗــــﻮات »اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ« اﻟـــﻠـــﻴـــﺒـــﻲ، ﺑـــﻘـــﻴـــﺎدة ﺧــﻠــﻴــﻔــﺔ ﺣــﻔــﺘــﺮ، ﻣﻘﺎﺑﻞ دﻋــﻢ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟـﺴـﺮاج واﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟـﻬـﺎ، ﻛﻤﺎ أن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺳﺘﺮﻓﺾ اﻟﺨﻄﻮة ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ ﻷن ذﻟﻚ ﺳﻴﻤﻜﻦ روﺳﻴﺎ ﻣﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌﻨﻄﻘﺔ.
ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ ذاﺗـــﻪ، ﺑــﺮر اﳌﺘﺤﺪث ﺑــﺎﺳــﻢ اﻟــﺮﺋــﺎﺳــﺔ اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ، إﺑــﺮاﻫــﻴــﻢ ﻛــﺎﻟــﲔ، اﻟــﻮﺟــﻮد اﻟـﻌـﺴـﻜـﺮي اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓــﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑـــ»ﻋــﺪم إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻷﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﺘﺮﻛﻴﺎ داﺧﻞ اﻟﺤﺪود اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ«. وﻗﺎل إﻧﻪ »ﻓﻲ ﻋﺼﺮ أﺻــﺒــﺢ ﻓــﻴــﻪ ﻣــﻔــﻬــﻮم اﻷﻣـــــﻦ ﻋــﺎﳌــﻴــﺎ، ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ رﺳـــﻢ اﻷﻣــــﻦ اﻟــﻘــﻮﻣــﻲ ﻋﺒﺮ اﻟﺤﺪود اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ، ﻓﺄﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻫـــﻮ ﻓـــﻲ اﻟـــﻮﻗـــﺖ ذاﺗــــــﻪ أﻣــــﻦ اﻟـــﻌـــﺮاق وإﻳــﺮان وﺟﻤﻴﻊ ﺟﻴﺮاﻧﻬﺎ، وﻣﺮﺗﺒﻂ ﺑـــﺎﻟـــﺘـــﻄـــﻮرات ﻓـــﻲ اﳌــﺘــﻮﺳــﻂ ﺑـﺸـﻜـﻞ ﻣﺒﺎﺷﺮ«.
ورأى اﳌــﺘــﺤــﺪث اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ أن ﻣﺎ ﻳﺤﺪث ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺣﺎﻟﻴﺎ »ﻳﺆﺛﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻣـﺒـﺎﺷـﺮ ﻋـﻠـﻰ أﻣـــﻦ اﻟـﺒـﺤـﺮ اﳌـﺘـﻮﺳـﻂ وﺣﻠﻒ ﺷﻤﺎل اﻷﻃﻠﺴﻲ ﻧﺎﺗﻮ«. ﻣﺒﺮزا أن ﺑــﻼده ﻟﺪﻳﻬﺎ »ﻋــﻼﻗــﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﺘﺠﺬرة« ﻣﻊ ﻟﻴﺒﻴﺎ، وأن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﻮﻳﺔ ﺟﺪا ﻓﻲ ﻋﻬﺪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻠﻴﺒﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﻓﻲ، وأن اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ أﻧـــﺠـــﺰت ﻧــﺴــﺒــﺔ ﻛــﺒــﻴــﺮة ﻣـــﻦ اﻟـﺒـﻨـﻴـﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ.
وﻓـﻲ ﻫـﺬا اﻟﺴﻴﺎق، أﺷـﺎر ﻛﺎﻟﲔ إﻟﻰ أن رﺋﻴﺲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺮﺋﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻟﻮﻓﺎق دﻋﺎ ﻣﺆﺧﺮا اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺔ إﻟـــﻰ اﺳــﺘــﺌــﻨــﺎف أﻧﺸﻄﺘﻬﺎ ﻓــﻲ ﻟــﻴــﺒــﻴــﺎ، وأﻋـــــﺮب ﻋــﻦ رﻏــﺒــﺘــﻪ ﻓﻲ اﻟـــﺘـــﻌـــﺎون ﻣـــﻊ ﺗــﺮﻛــﻴــﺎ ﻓـــﻲ ﻣــﺠــﺎﻻت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻣﺜﻞ اﻟﻄﺎﻗﺔ واﻟﻨﻔﻂ واﻟﻐﺎز اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ، وإﻧﺘﺎج اﻟﻄﺎﻗﺔ اﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ واﳌﻘﺎوﻻت واﻟﺒﻨﻴﺔ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ. ﻣﺒﺮزا أن اﻟــﺜــﺮوات اﻟـﺘـﻲ ﺗـﺰﺧـﺮ ﺑـﻬـﺎ ﻟﻴﺒﻴﺎ »ﻛﺒﻴﺮة ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺬﻫﺐ ﺳﺪى، وﻳﺠﺐ أن ﺗﻜﻮن ﻟﻠﻴﺒﻴﲔ«.