اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ وﻣﺠﺎﺑﻬﺔ ﺧﻄﺎب اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ
»ﻛﺎﻟﻨﺎر ﻓﻲ اﻟﻬﺸﻴﻢ ﻫﻜﺬا ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺧﻄﺎب اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺑﲔ اﻟﺸﺒﺎب ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ، اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﺪﻋﻲ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪرﺗﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻤﻮد ﻓـﻲ وﺟــﻪ اﻟﻌﻨﻒ اﻵن وأﻛﺜﺮ ﻣﻦ أي وﻗﺖ ﻣﻀﻰ، إن أردﻧــﺎ ﻣﻨﻊ اﻟﺘﻄﺮف واﻟﺘﻌﺼﺐ«.
ﻛﺎن ﻫﺬا ﻧﺪاء ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﻴﻮﻧﻴﺴﻜﻮ، اﻟﺘﻲ أﺷﺎرت إﻟﻰ واﺣﺪة ﻣﻦ أﺧﻄﺮ آﻓﺎت ﺣﺎﺿﺮات أﻳﺎﻣﻨﺎ، اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ، اﻟﻘﻨﺒﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻤﻞ ﻓﻲ اﻟﺼﺪور، وﺗﻨﻔﺠﺮ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻌﻘﻮل، ﻟﺘﻤﻸ اﻟﺪﻧﻴﺎ ﺷﺮﴽ وإﺛﻤﴼ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ.
اﻟـﺤـﺪﻳـﺚ ﻋــﻦ ﺧـﻄـﺎب اﻟـﻜـﺮاﻫـﻴـﺔ، ﺗﺠﺪد اﻷﻳـﺎم اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻣﻊ اﻷزﻣـﺔ اﻟﺘﻲ اﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺣﻮل ﻣﻮﻗﻊ وﺷﺮﻛﺔ »ﻓﻴﺴﺒﻮك«، وﻋﺒﺮ ﺣﻤﻠﺔ »أوﻗـﻔـﻮا اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﻣـﻦ أﺟـﻞ اﻟـﺮﺑـﺢ«، واﻟﺘﻲ ﻧﻈﻤﺘﻬﺎ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣــﻦ ﻣﻨﻈﻤﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ اﳌـــﺪﻧـــﻲ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ ﻏــﻴــﺮ اﻟـــﻬـــﺎدﻓـــﺔ ﻟــﻠــﺮﺑــﺢ، ودﻋــﺖ ﻓﻴﻬﺎ إﻟـﻰ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ »ﻓﻴﺴﺒﻮك« وﻣـﻨـﺼـﺎت اﻟـﺘـﻮاﺻـﻞ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ اﻷﺧــﺮى، ﻣﻦ أﺟـﻞ اﺗﺨﺎذ ﻣﻮﻗﻒ أﻛﺜﺮ ﺗﺸﺪدﴽ وﺣﺰﻣﴼ ﻣــﻦ اﳌــﻨــﺸــﻮرات وأﺷــﻜــﺎل اﳌـﺤـﺘـﻮى اﻷﺧــﺮى ﻛﺎﻓﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﻌﻨﻒ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ.
ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻦ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﺤﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻀﺎء اﻟﺴﻴﺒﺮاﻧﻲ، أم أن اﻟﺨﺮق اﺗﺴﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺮاﺗﻖ؟
اﻟﺸﺎﻫﺪ أن ﺧـﻄـﻮرة اﻹﻧـﺘـﺮﻧـﺖ وﺟﻤﻴﻊ وﺳﺎﺋﻂ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻴﻤﺎ أﺷـــﺎر إﻟـﻴـﻪ اﻟـﻜـﺎﺗـﺐ واﻟـﻔـﻴـﻠـﺴـﻮف اﻹﻳـﻄـﺎﻟـﻲ إﻣــﺒــﺮﺗــﻮ إﻳــﻜــﻮ ذات ﻣــــﺮة ﻣـــﻦ أﻧــﻬــﺎ ﺟﻌﻠﺖ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﺘﺤﺪث ﻛﻤﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺟﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ، إذ إﻧﻬﺎ ﺗﻤﻨﺢ ﺣﻖ اﻟﻜﻼم ﻟﻔﻴﺎﻟﻖ ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻘﻰ، ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﻜﻠﻤﻮن ﻓﻲ اﻟﺒﺎرات ﻓﻘﻂ ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺎول ﻛﺄس ﻣﻦ اﻟﺨﻤﺮ، ﻣﻦ دون أن ﻳﺘﺴﺒﺒﻮا ﻓﻲ أي ﺿﺮر ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ، وﻛﺎن ﻳﺘﻢ إﺳﻜﺎﺗﻬﻢ ﻓﻮرﴽ. أﻣﺎ اﻵن ﻓﻠﻬﻢ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﻜﻼم، وﻣﺜﻠﻬﻢ ﻣـﺜـﻞ ﻣــﻦ ﻳﺤﻤﻞ أﺷــﻬــﺮ ﺟــﺎﺋــﺰة أدﺑــﻴــﺔ ﺣـﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ.
ﺗﺼﻨﻊ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺻﻴﻔﴼ وﺷﺘﺎء إن أرادت، ﺗﻨﺰل ﻋﻠﻰ اﻟـﻨـﺎس ﺑــﺮدﴽ وﺳﻼﻣﴼ إن رﻏــﺒــﺖ، وﺗـﻠـﻬـﺐ اﻷﺟـــــﻮاء ﻧـــﺎرﴽ وﺳـﻌـﻴـﺮﴽ ﺣــﺎل ﺷــﺎءت، وﻟـﻬـﺬا ﺑــﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ وﻛـﺄﻧـﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮل ﻋﻼﺟﻲ ﳌﻮاﺟﻬﺔ وﺑﺎء اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﻷﺧﻄﺮ ﻣﻦ وﺑﺎء »ﻛﻮروﻧﺎ«.
ﻳﻌﺪ ﻣﺎرك زوﻛﺮﺑﺮغ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬي ﻟﺸﺮﻛﺔ »ﻓﻴﺴﺒﻮك« ﺑﺄن اﳌﻮﻗﻊ ﺳﻮف ﻳﺸﻬﺪ ﺗﻐﻴﺮﴽ واﺳﻌﴼ ﻓﻲ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﳌﺤﺘﻮى ﻟﺤﻈﺮ وإزاﻟﺔ اﳌﺤﺘﻮى اﻟﺬي ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ واﻟﻌﻨﻒ، ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎن ﺻﺎدرﴽ ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻋﺎﻣﺔ، واﻟﺘﺴﺎؤل ﻫﻞ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺣﻘﴼ ﻓـﻌـﻞ ذﻟـــﻚ، وﻗـــﺪ ﻗـــﺎرب ﻋـــﺪد اﳌـﺸـﺘـﺮﻛـﲔ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺎت اﳌﻮاﻗﻊ ﻣﻦ ٣ ﻣﻠﻴﺎرات ﻧﺴﻤﺔ ﺣﻮل اﻟﻜﺮة اﻷرﺿﻴﺔ؟
أﻣـــــﺮان ﻳــﺠــﻌــﻼن اﻷﻣــــﺮ ﺻـﻌـﺒـﴼ ﻟـﻠـﻐـﺎﻳـﺔ؛ اﻷول ﻫﻮ اﻟﺤﺪود اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﲔ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺧﻄﺎب ﻛــﺮاﻫــﻴــﺔ، وﺑـــﲔ ﻣـﻨـﻄـﻠـﻘـﺎت وﺣـــﻘـــﻮق ﺣـﺮﻳـﺔ اﻟــﺮأي، وﻣـﻦ ﻳﺤﺪد اﳌﻌﺎﻳﻴﺮ ﺑﲔ اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ، وﻫﻲ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺜﻴﺮة وﺣﺴﺎﺳﺔ وﻻ ﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ وﺟﺬور دﺳﺘﻮرﻳﺔ.
ﻓــــــﻴــــــﻤــــــﺎ اﻷﻣــــــــــــــــــﺮ اﻵﺧــــــــــــــــــﺮ ﻣـــــــﻮﺻـــــــﻮل ﺑﺎﻟﺨﻮارزﻣﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻋﻤﻠﻴﺎت »ﻓﻴﺴﺒﻮك« اﳌﻌﻘﺪة ﻟﻠﻔﺮز واﻟﺘﻤﻴﻴﺰ، وﺗــﻌــﺰﻳــﺰ ﻏـــﺮف اﻟــﺘــﺼــﺪي ﻟــﻠــﺘــﻄــﺮف، وﻫــﺬه ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﺪﻗﻴﻖ ﻫﺎﺋﻞ ﻟﻴﺲ ﻣﻦ اﻟﻴﺴﻴﺮ إدراﻛـــــﻪ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ اﻟــﺤــﺎﺿــﺮ... ﻫــﻞ اﻧﻔﻠﺖ ﺧﻄﺎب اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ ﻣﻦ ﻋﻘﺎﻟﻪ ﻣﺮة، وإﻟﻰ اﻷﺑﺪ؟
ﻳــﻌــﺎﻧــﻲ اﻟــﺘــﻌــﺮﻳــﻒ اﻟــﻘــﺎﻧــﻮﻧــﻲ ﻟـﺨـﻄـﺎب اﻟـــﻜـــﺮاﻫـــﻴـــﺔ ﻣــــﻦ إﺷـــﻜـــﺎﻟـــﻴـــﺔ، ﺑــﺎﻟــﻀــﺒــﻂ ﻛـﻤـﺎ اﻟــﺤــﺎل ﻣــﻊ ﻣـﺼـﻄـﻠـﺢ اﻹرﻫــــــﺎب، وإن أﻣـﻜـﻦ ﺗـﻌـﺮﻳـﻔـﻪ ﻋـﻤـﻮﻣـﴼ ﺑــﺄﻧــﻪ أﻧــﻤــﺎط ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ أﻧﻤﺎط اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻟﻌﺎم اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ أو اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ أو اﻟــﻌــﺪاوة أو ﺗـﺤـﺮض ﻋﻠﻴﻬﺎ أو ﺗــــﺮوج ﻟـﻬـﺎ أو ﺗــﺒــﺮرﻫــﺎ ﺿــﺪ ﺷـﺨـﺺ أو ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ، ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮن، ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ، ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘﻴﺪة أو اﻷﺻﻞ اﻟﻌﺮﻗﻲ أو اﻟﺠﻨﺴﻴﺔ أو اﻟﻠﻮن أو اﻟﻨﺴﺐ أو اﻟﺠﻨﺲ أو أي ﻋﺎﻣﻞ ﻫﻮﻳﺔ آﺧﺮ.
ﺧــﻴــﻞ ﻟــﻠــﻨــﺎﻇــﺮ إﻟــــﻰ ﻃـــﺮوﺣـــﺎت اﻟــﻌــﻮﳌــﺔ وﺷﺮوﺣﺎﺗﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺳﻮف ﺗﻔﺘﺢ اﻵﻓﺎق ﻟﺘﻼﻗﻲ اﻷﻣـﻢ وﻋﺒﻮر اﻟﺤﺪود واﻟﻘﻔﺰ ﻓﻮق اﻟﺴﺪود وإﻗـــﺎﻣـــﺔ اﻟــﺠــﺴــﻮر ﻻ اﻟــــﺠــــﺪران، ﻟــﻜــﻦ ﻳـﻮﻣـﴼ ﺗﻠﻮ اﻵﺧـﺮ ﻳﻈﻬﺮ ﻟﻨﺎ اﻟﻮاﻗﻊ أن ﻫﻨﺎك ﺧﻠﻼ »ﺗﻜﺘﻮﻧﻴﴼ« ﻓﻲ ﺟﺬور أﺑﻨﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﳌﻌﻮﻟﻢ، ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ إﻋﺎدة ﻗﺮاءة، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﺑﻌﺪ أن ﻃﻔﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻄﺢ ﻗﻮﻣﻴﺎت وﺷﻮﻓﻴﻨﻴﺎت، ﻋﺼﺒﻴﺎت وﻣﺬﻫﺒﻴﺎت، ﺗﻜﺎد ﺗﻌﻮد ﺑﻨﺎ إﻟﻰ داﺋــﺮة اﻟﻨﺎزﻳﺔ واﻟﻔﺎﺷﻴﺔ وأﺷـﻜـﺎل اﻟﺘﻄﺮف اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺘﻲ أﺣﺮﻗﺖ اﻟﻌﺎﻟﻢ إﺑﺎن اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ.
وﻟﻌﻞ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻣﻔﺮ ﻣﻦ ﻣﻮاﺟﻬﺘﻬﺎ ﻫﻲ أن اﻟﻌﺎﻟﻢ أﺿﺤﻰ اﻵن ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ »ﻓﺎﺋﺾ ﻓﻲ ﺧﻄﺎب اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ«، وﺟﺎء »ﻛﻮروﻧﺎ« ﻣﻦ أﺳﻒ ﺷﺪﻳﺪ ﻟﻴﻀﻴﻒ ﻣﺴﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ واﻟﺘﻮﺻﻴﻒ اﻟﻼإﻧﺴﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﺰز اﻟﺘﺸﺎرع واﻟﺘﻨﺎزع ﺑﲔ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب.
ﻛﻴﻒ ﻟﺨﻄﺎب اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ أن ﻳﻤﻀﻲ ﻗﺪﻣﴼ؟ وﻣﺎذا ﻋﻦ ﻛﻮاﺑﺤﻪ إن ﺟﺎز اﻟﻘﻮل؟
ﺣـﻜـﻤـﴼ ﺣــﲔ ﺗــﺪﺧــﻞ اﻟــﻌــﺪاﻟــﺔ اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ ﻃـﻲ اﻟـﻨـﺴـﻴـﺎن، وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﺗﺘﺤﻜﻢ اﻟـﺪاروﻧـﻴـﺔ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻣــﻘــﺪرات اﻟــﺒــﺸــﺮ، وﻳﻐﻴﺐ اﻟــﺤــﻮار اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺑـﲔ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت واﻷدﻳـــﺎن، وﻗـــﺘـــﻬـــﺎ ﺗـــﺨـــﻴـــﻢ اﻟــــﻐــــﻴــــﻮم ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﺴــﺘــﻘــﺒــﻞ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ اﻟﺒﺸﺮي، وﺳﺎﻋﺔ ﺗﻬﻤﻞ اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟـﺘـﻌـﻠـﻴـﻤـﻴـﺔ دورﻫـــــﺎ اﻟــﺘــﻨــﻮﻳــﺮي، وﺗـﻀـﺤـﻰ وﺳــﺎﺋــﻞ اﻹﻋـــﻼم أدوات ﻟﻠﺘﺴﻠﻴﺔ اﻟـﺠـﻮﻓـﺎء اﻟــﻬــﺸــﺔ ﻣــﻦ ﻏــﻴــﺮ ﻣــﻘــﺎﺻــﺪ ﻋــﻠــﻴــﺎ، ﺗــﺪﻓــﻊ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺨﻴﺮ اﻟـﻌـﺎم، ﻳﻜﻮن اﻟﺒﺪﻳﻞ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﳌﺘﺎح ﻫﻮ ﺧﻄﺎب اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ اﳌﺤﻔﺰ ﻟﻠﺘﻌﻨﺖ واﻟــﺴــﺎﻋــﻲ ﻻﺳــﺘــﻴــﻼد اﻟـﻌـﻨـﻒ واﻷﺻــﻮﻟــﻴــﺔ، وﺗﺼﺪﻳﺮ ﺗﺴﻮﻧﺎﻣﻲ اﻟﻼﻣﺒﺎﻻة.
اﻟــــﺨــــﻴــــﺮون واﳌـــــﻐـــــﻴـــــﺮون ﻻ ﻳــﺘــﻮﻗــﻔــﻮن ﻋﻨﺪ ﺣــﺪود اﻟـﻜـﺮاﻫـﻴـﺔ، إﻧـﻬـﻢ ﻳﻌﻤﻠﻮن ﺑﻌﺰم وﻳـــﻔـــﻜـــﺮون ﺑــــﺤــــﺰم، ﻳــــﺬﻛــــﻮن اﻟــــﻮﻋــــﻲ اﻟـــﻌـــﺎم ﺑﻀﺮورة ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺧﻄﺎب اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ وﺗﻌﺮﻳﺘﻪ ﻣـﻦ ﻣـﺒـﺮراﺗـﻪ اﻟـﻮاﻫـﻴـﺔ، وﻣــﻦ ﺛـﻢ اﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﻣﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ أﻛﺜﺮ ﺣﺬرﴽ، وإﻓﺸﺎء اﻟﻄﺮاﺋﻖ اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻓـﻲ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ، ﺑـﺪﻻ ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻮل واﳌﺴﻜﻨﺎت اﳌﺆﻗﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺤﻞ اﻹﺷﻜﺎل ﺟﺬرﻳﴼ، ﻣﻊ ﺗﺒﺎدل اﻟﺪروس اﳌﺴﺘﻔﺎدة ﻣﻦ اﳌﻨﻈﻤﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ، ﻋﻄﻔﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻛﺎﻻت اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ ﺧﻄﺎب اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ.
وﻳﺒﻘﻰ رﻛﻦ رﻛﲔ ﻓﻲ اﳌﺸﻬﺪ، وﻫﻮ دﻋﻮة ﺻﺎﻧﻌﻲ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺎت إﻟــﻰ اﺗــﺨــﺎذ إﺟـــﺮاءات ﻣﻠﻤﻮﺳﺔ ﺿﺪ ﻣﺮﺗﻜﺒﻲ ﺟﺮاﺋﻢ ﻧﺸﺮ اﻟﻜﺮاﻫﻴﺔ، ﻓﻤﻦ ﻻ ﻳﺮﺗﺪع ﺑﻨﺎﻣﻮس اﻷﺧﻼق، ﺗﺮدﻋﻪ وﻻ ﺷﻚ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﻮﺿﻌﻴﺔ.
ﻻ ﻳﻜﻔﻲ ﳌﺠﺎﺑﻬﺔ ﺧـﻄـﺎب اﻟـﻜـﺮاﻫـﻴـﺔ أن ﻳﻐﻴﺮ »ﻓﻴﺴﺒﻮك« ﺑﻌﻀﴼ ﻣﻦ ﺳﻴﺎﺳﺎﺗﻪ، ﻓﻘﺪ ﺗﻈﻬﺮ آﻟﻴﺎت ﺗﻮاﺻﻞ أﻛﺜﺮ ﺧﻄﺮﴽ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻴﻤﺎ اﳌﺤﺒﻮب واﳌﺮﻏﻮب ﻫﻮ أن ﺗﻜﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﺼﺪور ﺷﺮاﺋﻊ اﳌﺤﺒﺔ وﻧﻮاﻣﻴﺲ اﻟﻌﻔﻮ ﻋﻨﺪ اﳌﻘﺪرة واﻟﺼﻔﺢ اﻟﺠﻤﻴﻞ... ﻧﻌﻢ إﻧﻪ ﻃﺮﻳﻖ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺿﻠﺔ ﻟﻮ ﻳﺴﺘﻄﻴﻌﻮن.