Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﻟﻴﺒﻴﺎ ﺑﲔ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻢ وﻛﻴﻒ ﺗﺤﻜﻢ

-

ﻫﻞ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﺪم ﻋﺮس؟ ﻧﻌﻢ ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﻪ ﻏﺮﺳﻴﺎ ﻟﻮرﻛﺎ ﻓﻲ ﻣﺴﺮﺣﻴﺘﻪ اﻟﺘﻲ ﻛﺘﺒﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﻫﺬا اﻟﻌﻨﻮان. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﻌﺪﻳﺪة اﻟﺘﻲ دارت ﺣﻮل اﻷوﺿﺎع اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ دواﻣﺔ ﺗﺨﻠﻒ وﻟﺪت اﻻﻧﺘﻘﺎم واﻟﺨﺮاﻓﺎت اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ واﻟﺠﻬﻞ واﻟﺪم.

ﻛﻞ ذﻟﻚ أﺳﻬﻢ ﻓﻲ إﻧﺘﺎج اﻟﻄﻐﻴﺎن اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﻌﻨﻴﻒ. ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﺛﻼث ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﻠﻚ اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ، ﻗﺒﺾ ﻋﻠﻴﻪ رﺟﺎل اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮر اﻟﺠﻨﺮال ﻓﺮاﻧﻜﻮ وأﻃﻠﻘﻮا ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﺎر. اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﺴﻴﺪﴽ ﻟﺘﻠﻚ اﳌﺴﺮﺣﻴﺔ ﺑﻠﺒﺎس اﳌﻘﺎﺗﻠﲔ وﻋﻠﻰ ﺧﺸﺒﺔ ﺟﺴﺪ اﻟﻮﻃﻦ. ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺤﺮب ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﺑﲔ اﳌﻠﻜﻴﲔ واﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﲔ. اﺗﺴﻌﺖ داﺧﻠﻴﴼ وﺑﺪأ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﺑﺎﻟﺴﻼح واﳌﻘﺎﺗﻠﲔ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻴﺎدﻳﻦ اﻟﺤﺮب. ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻋﺘﻤﺪ اﻟﺠﻨﺮال ﻓﺮاﻧﻜﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﺗﻠﲔ ﻣﻐﺎرﺑﺔ ﺛﻢ اﻧﻀﻢ إﻟﻴﻪ ﻣﻨﺎﺻﺮو اﳌﻠﻜﻴﺔ اﻹﺳﺒﺎن وﺟﺎء اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻟﻠﻄﺮﻓﲔ. ﺻﺎر اﻟﻌﺮس اﻟﺪاﻣﻲ ﻳﻨﺘﺸﺮ دﻣﴼ راﻗﺼﴼ وﻗﺘﻼ ﺑﻌﺰف اﻟﺘﺨﻠﻒ واﻟﺤﻘﺪ وﺗﺼﻔﻴﻖ ﺟﻨﻮن اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻄﺎﻏﻴﺔ.

رﺻﺎﺻﺔ اﻻﻧﻄﻼق ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺑﻨﺪﻗﻴﺔ ﺗﻘﻮل: أﻧﺎ ﺳﺄﺣﻜﻢ، وﺗﺪﻓﻖ اﻟﺪم اﻟﺬي ﻏﺮﻗﺖ ﻓﻴﻪ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﻟﺴﻨﻮات.

ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ اﻧﻔﺠﺮ اﻟﺪم ﻓﻲ اﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻏﻀﺒﴼ ﻟﻪ أﺳﺒﺎب ﻋﺪﻳﺪة، اﺟﺘﻬﺪ اﻟﻜﺜﻴﺮون ﻓﻲ اﻟﺤﻔﺮ ﻋﻦ دواﻓﻌﻬﺎ وﻻ ﺗﺰال ﻓﺆوس اﻟﺤﻔﺮ ﺗﻔﻌﻞ.

اﻟﻴﻮم ﺑﻌﺪ اﳌﻌﺎرك اﻟﻌﻨﻴﻔﺔ اﻟﺘﻲ وﻟﻮل اﻟﺪم ﻓﻴﻬﺎ وﻓﻘﺪت اﻟﺒﻼد ﺟﺤﺎﻓﻞ اﻟﺸﺒﺎب ﻣـﻦ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎﺋﻬﺎ، ﻳﺘﺠﺴﺪ ﻣﺸﻬﺪ ﺳﻴﺎﺳﻲ وﻋﺴﻜﺮي ﻏـﺎﻳـﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﻘﻴﺪ. اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﺤﻞ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﺴﻠﻤﻲ ﻋﺒﺮ آﻟﻴﺔ اﻟﺤﻮار ﺑﲔ اﻷﻃـﺮاف اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ﻟﻜﻦ اﻷﻗـﻮال ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﺣﻴﺎن ﻫﻲ ﺻﻮت اﳌﺮاوﻏﺔ اﳌﺘﺮﺑﺼﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺗﺤﻮﻻت ﻣﻮازﻳﻦ اﻟﻘﻮة ﻋﻠﻰ اﻷرض.

ﻟﻌﻨﺔ اﻟﺠﻐﺮاﻓﻴﺎ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻐﺐ ﻋﻦ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ واﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻘﺎﺳﻲ. ﻛﻴﺎن ﻋﻠﻰ اﻷرض وﺳﻂ ﺻﺤﺮاء ﻗﺎﺣﻠﺔ، ﺑﻼ أﻧﻬﺎر أو أﻣﻄﺎر. ﻣﻜﺎن ﻃﺎرد ﻟﻠﺒﺸﺮ. اﻟﺤﻴﺎة ﺗﻘﻮم أﺳﺎﺳﴼ ﻋﻠﻰ اﻷﻧﻬﺎر، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺠﻤﻊ اﻟﺒﺸﺮ ﺣﻮﻟﻬﺎ ﻳﺒﻨﻮن وﻳﺰرﻋﻮن وﻳﺴﺘﻘﺮون. اﻻﺳﺘﻘﺮار ﻳﻠﺪ اﻟﻘﺎﻧﻮن وﻳﻔﺮض ﻋﻘﻠﻴﺔ اﻟﺘﻌﺎﻳﺶ. ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺨﺘﻠﻒ اﻟﺠﻴﺮان، ﻻ أﺣﺪ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﻐﺎدر اﳌﻜﺎن ﻣﻐﺎﺿﺒﴼ ﺟـﺎره ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺣﻤﻞ ﺑﻴﺘﻪ أو أﺷﺠﺎره ﻓﻮق ﺟﻤﻞ وﻳﺮﺣﻞ ﻓﻲ رﺣﺎب اﻟﺼﺤﺮاء. ﻻ ﺣﻞ إﻻ ﺑﺎﻟﺘﻔﺎﻫﻢ واﻟﺘﻨﺎزل وﺗﺤﻜﻴﻢ اﻟﻘﺎﻧﻮن. ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻫﻲ اﻷﻛﺒﺮ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﺑﲔ اﻟﺪول اﳌﺠﺎورة ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ ﻫﻲ اﻷﻗﻞ ﺳﻜﺎﻧﴼ.

ﻋﺎش أﻫﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻘﻊ ﻣﺘﺒﺎﻋﺪة ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﻜﺎن، إﻟﻰ اﻟﻴﻮم ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺘﻪ وﻃﻨﴼ.

ﻣـﻨـﺬ وﺻـــﻮل اﻟﻔﻴﻨﻴﻘﻴﲔ إﻟـﻴـﻬـﺎ، ﻛـﺎﻧـﺖ دواﻓـــﻊ اﻟـﻘـﺎدﻣـﲔ ﻏـﻴـﺮ ﻣـﺎﻟـﻴـﺔ ﺑﻞ ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ، ﺳﻮاء ﻟﻠﺘﺠﺎرة ﺑﲔ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﳌﺘﻮﺳﻂ وأﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، أو ﻟﻠﻌﺒﻮر إﻟـﻰ ﺷﺮﻗﻬﺎ وﻏﺮﺑﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﻔﺎﺗﺤﻮن اﳌﺴﻠﻤﻮن اﻟﻘﺎدﻣﻮن ﻣﻦ اﻟﺸﺮق أو اﻟﻔﺎﻃﻤﻴﻮن اﻟﻘﺎدﻣﻮن ﻣﻦ اﻟﻐﺮب. اﻷرض اﻟﻮاﺳﻌﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ اﻟﺴﻜﺎن، أﺿﺎف ﻟﻬﺎ اﻟﺘﺮاب ﻣﻌﻄﻰ ﺛﻘﻴﻼ، إﻧﻪ اﻟﻨﻔﻂ. ﺗﺤﻮﻟﺖ اﻷرض اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺒﺮﻫﺎ اﻟﻜﺜﻴﺮون إﻟﻰ أرﻧﺐ وﻏﺰال ﻳﺤﻮم ﻓﻮﻗﻬﻤﺎ اﻟﺼﺎﺋﺪون وﻳﻘﺘﺤﻤﻮﻧﻬﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻬﺐ رﻳﺎح اﻟﺨﻼف ﺑﲔ أﻫﻠﻬﺎ اﳌﺘﺴﺎﻛﻨﲔ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﺣﺎت ﻣﺘﺒﺎﻋﺪة. ﺻﻴﻎ اﻟﺤﻜﻢ ﺗﺒﺎﻳﻨﺖ ﺑﻘﻮة ﻣﻦ اﻟﺮوﻣﺎن إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺘﺢ اﻟﻌﺮﺑﻲ واﻟﻌﻬﺪ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ واﻻﺣﺘﻼل اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ. ﺑﻌﺪ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﺟﺘﺮح اﻟﻠﻴﺒﻴﻮن ﺻﻴﻐﺔ ﻓﺼﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺷﺨﺺ رﺟﻞ واﺣﺪ ﻫﻮ اﻟﺮاﺣﻞ إدرﻳﺲ اﻟﺴﻨﻮﺳﻲ ﺑﻤﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﻣﻴﺮاث روﺣﻲ وﺳﻴﺎﺳﻲ. ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺑﻞ ﻛﺎن ﺟﺪه واﻟﺪ أﺑﻴﻪ ﻓﻘﻴﻬﴼ ﺻﻮﻓﻴﴼ ﻗﺎدﻣﴼ ﻣﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ. ﺗﻠﻚ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺼﻔﺎت واﳌﺆﻫﻼت اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨﻪ رﻣﺰﴽ ﻣﻘﺒﻮﻻ ﻣﻦ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ. ﺗﺄﺳﺲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻣـﻦ ﻳﺤﻜﻢ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ﻗـﻮاﻋـﺪ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻜﻢ اﻟـﺒـﻼد. ﺻﺤﻴﺢ دﺳـﺘـﻮر اﻟﺒﻼد اﳌﻠﻜﻲ وﺿﻊ اﳌﻮاد اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺳﻢ آﻟﻴﺔ إدارة اﻟﺪوﻟﺔ، ﻟﻜﻦ اﻟﻘﺮار ﻛﺎن ﺑﻴﺪ اﳌﻠﻚ. ﻫﻮ ﻣﻦ ﻳﻌﲔ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻳﻘﻴﻠﻬﺎ وﻳﺮﺳﻢ ﺳﻴﺎﺳﺎت اﻟﺒﻼد. ﺑﻌﺪ اﻷول ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( ٩٦٩١ وإﺳﻘﺎط اﻟﻨﻈﺎم اﳌﻠﻜﻲ، ﺻﺪر إﻋﻼن دﺳﺘﻮري ﻟﻢ ﻳﻔﻌﻞ، وﺑﺪأ اﻟﺨﻼف ﺑﲔ أﻋﻀﺎء ﻣﺠﻠﺲ ﻗﻴﺎدة اﻟـﺜـﻮرة ﻋﻠﻰ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺤﻜﻢ. دب اﻟﺨﻼف ﻣﺒﻜﺮﴽ ﺑﲔ اﻷﻋﻀﺎء.

وﺑـــﺪأ ﻣﺴﻠﺴﻞ اﻻﺳــﺘــﻘـ­ـﺎﻻت وﻣـــﺤـــﺎ­وﻻت اﻻﻧـــﻘـــ­ﻼب. ﻓـﺘـﺤـﻲ اﻟــﺪﻳــﺐ رﺟـﻞ اﳌﺨﺎﺑﺮات اﳌﺼﺮي اﻟﺬي ﻣﺜﻞ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺗﺤﺪث ﺑﺎﻟﺘﻔﺼﻴﻞ ﻋﻦ ﺧﻠﻔﻴﺎت ﺗﻠﻚ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ: ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ وﺛﻮرة ﻟﻴﺒﻴﺎ. ﻛﺎﻧﺖ اﳌﻌﺎرك ﻣﺎ ﻇﻬﺮ ﻣﻨﻬﺎ وﻣﺎ ﺑﻄﻦ ﺣﻮل ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻢ، وﻟﻴﺲ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻜﻢ اﻟﺒﻼد. اﺧﺘﻔﻰ أول ﺗﻨﻈﻴﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ وﻫﻮ اﻻﺗﺤﺎد اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﻦ دون ﺻﺪور ﻗﺎﻧﻮن ﻳﻠﻐﻴﻪ. ﺑﻌﺪ إﻋﻼن اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ وﻗﻴﺎم اﳌﺆﺗﻤﺮات واﻟﻠﺠﺎن اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﺗﺤﻮل اﻟﺮاﺣﻞ ﻣﻌﻤﺮ اﻟﻘﺬاﻓﻲ ﻣﻦ اﻷخ اﻟﻌﻘﻴﺪ إﻟﻰ اﻷخ اﻟﻘﺎﺋﺪ، وﺣﺴﻤﺖ ﻗﻀﻴﺔ ﻣﻦ ﻳﺤﻜﻢ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺼﺪر ﻋﻨﻪ ﻟﻪ ﻗـﻮة اﻟﻘﺎﻧﻮن. إﻟـﻰ ﻫـﺬا اﻟﻴﻮم وﺑﻌﺪ اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ وﻫﻲ ﻓﻌﻼ ﻋﺮس اﻟﺪم، ﻟﻢ ﺗﻄﺮح ﺑﻘﻮة وﺟﺪﻳﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻜﻢ اﻟﺒﻼد؟ رﻏﻢ ﺻﺪور ﻣﺴﻮدة اﻟﺪﺳﺘﻮر واﻟﺤﺪﻳﺚ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻔﺘﺎء واﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، ﻇﻞ ﻓﻴﺮوس »ﻣﻦ« ﻫﻮ اﳌﺤﺮك اﻟﺪاﻣﻲ اﻟﺬي ﻳﺮﻛﻞ ﺑﻌﻨﻒ »ﻛﻴﻒ«.

اﻷﺑﻮاب ﻣﺸﺮﻋﺔ ﻟﻠﺘﺪﺧﻼت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪاﻓﻊ ﻋﻠﻰ اﻷرض واﻟﻨﺎس. اﻟﻘﺮار اﻟﻮﻃﻨﻲ ذﻫﺐ ﻣﻊ رﻳﺎح اﻟﺨﻼف اﻟﺪاﻣﻲ. ﻟﻢ ﺗﻌﺪ اﻟﻘﻀﻴﺔ ﺣﻮل اﻟﺴﺒﺎق ﻋﻠﻰ اﳌﺼﺎﻟﺢ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻴﻞ ﻟﻬﺎ ﻟﻌﺎب اﳌﺘﺪﺧﻠﲔ، وﺗﺘﺪﻓﻖ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ أﺳﻠﺤﺘﻬﻢ، ﺑﻞ اﻷﻃـﻤـﺎع ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ اﻟﺒﻼد وﺛـﺮواﺗـﻬـ­ﺎ، أﻣـﺎ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﻬﻢ رﺳـﻞ إﻧﻘﺎذ اﻟﻮﻃﻦ ﺑﻜﻞ أﻃﻴﺎﻓﻬﻢ ﻟﻴﺴﻮا ﺳﻮى أﺳﺮى ﻟﺬاك اﻟﻔﻴﺮوس اﻟﻘﺎﺗﻞ ﻟﺒﻘﺎﻳﺎ اﻟﻮﻃﻦ. اﻟﺴﺆال: ﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ وﻛﻴﻒ اﳌﺨﺮج ﻣﻦ ﺣﻠﻘﺎت ﻋﺮس اﻟﺪم؟ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ ﻛﺘﺎﺑﺔ وﺻﻔﺔ )روﺷﺘﺔ( ﺟﺎﻫﺰة ﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﺴﺆال، وﻟﻜﻦ ﺛﻘﻞ اﳌﺤﻨﺔ واﳌﻬﺎم واﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻟﺰاﺣﻒ ﻋﻠﻰ وﺣﺪة اﻟﺒﻼد ووﺟﻮدﻫﺎ ﻛﻜﻴﺎن، ﻗﺪ - أﻛﺮر - ﻗﺪ ﻳﻜﻮن اﳌﻄﺮﻗﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻪ اﻟﻘﻮى اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻋﻠﻰ أرض ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻟﺘﺘﻮاﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﺣﻞ ﺗﻔﺮﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ اﻷﻃـﺮاف اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻟﻬﺎ ﺣﺮف واﺣـﺪ ﻋﻠﻰ أوراق اﻟﻘﺮار. اﻟﻘﻮى اﻷﺟﻨﻴﺒﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﺄن اﻟﻠﻴﺒﻲ ﺻﺎرت ﺗﺪرك أن ﺗﺸﻈﻲ اﻟﺒﻼد ﺳﻴﻨﺎﻟﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﻟﻬﺒﻪ اﻟﺴﺎم.

 ??  ?? ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺷﻠﻘﻢ
ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ ﺷﻠﻘﻢ

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia