اجملﺮم اجملﻬﻮل ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن
اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ »ﻓﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ« ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ اﳌﺸﻜﻠﺔ اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮف ﺑﻬﺎ اﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻟﻜﻦ ﻳﻨﺸﻐﻠﻮن ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻤﺸﺎﻛﻞ أﻳﻀﴼ، وﻟﻜﻦ ﺟﺎﻧﺒﻴﺔ.
ﻣﺜﻘﻔﻮن ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﻮن ﺳﺒﻘﻮا ﻏﻴﺮﻫﻢ ﻓﻲ اﻹﺷـــﺎرة إﻟــﻰ اﻟﻔﻴﻞ، أو اﻟــﻐــﻮل، ﻓـﻲ ﻏﺮﻓﺔ اﳌـﻌـﻴـﺸـﺔ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ، أﺑـــﺮزﻫـــﻢ د. وﺿــﺎح ﺷﺮارة ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ اﻟﺮاﺋﺪ »دوﻟﺔ ﺣﺰب اﻟﻠﻪ«، اﻟﺬي أﻃﻠﻖ ﺻﻔﺎرة اﻹﻧﺬار ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻌﻴﻨﺎت، ﻓـﻲ أﻳــﺎم ﻋـﺰ »ﺣــﺰب اﻟـﻠـﻪ« اﻟـﺪﻋـﺎﺋـﻲ، ﺣﲔ ﻛــﺎن ﻳﻘﺪم ﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ اﻷﻣﻞ واﻟﻨﻤﻮذج واﳌﺨﻠﺺ.
ﻛﺎن ﺣﻆ د. وﺿﺎح ﺷﺮارة أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮه ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺗﺼﺪوا ﻟﻠﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ اﻟـﻌـﺎﺋـﻖ اﻷﻛــﺒــﺮ أﻣــﺎم أي إﺻــﻼح. اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺎن ﺟـﺒـﺮان ﺗﻮﻳﻨﻲ وﺳـﻤـﻴـﺮ ﻗﺼﻴﺮ دﻓــﻌــﺎ ﺣﻴﺎﺗﻬﻤﺎ ﺿﺤﻴﺔ ﻟـﻐـﻀـﺐ »داﺋــــﺮة اﳌــﻘــﺎوﻣــﺔ«. ﻣـﻨـﺬ اﻏـﺘـﻴـﺎل ﺣﺴﲔ ﻣﺮوة ﻓﻲ ﺛﻤﺎﻧﻴﻨﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ ورﺳـــﺎﻟـــﺔ ﺣـــﺰب وﻻﻳــــﺔ اﻟـﻔـﻘـﻴـﻪ ﻓــﻲ ﻟﺒﻨﺎن واﺿﺤﺔ: ﻻ ﺗﺴﺎﻣﺢ!
ﻫـــﺬا اﻟــﺼــﻨــﻒ ﻣــﻦ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﲔ أﺑــﺪى ﺷﺠﺎﻋﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺔ. ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻧﺘﻘﺎد اﻟـﺤـﺰب، وﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﻓﻬﻢ اﻵﻟﻴﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺼﺮاع. وﻫﻲ ﻣﻬﻤﺔ أﺧﻄﺮ ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺠﺪل اﻟﻨﻈﺮي اﻟﻌﻘﺎﺋﺪي اﻟﺬي ﻳﺘﺴﻠﻰ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ اﳌﺜﻘﻔﲔ. ﻓﺮج ﻓﻮدة ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻳﺸﻬﺪ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا.
ﺻــﻨــﻒ آﺧـــﺮ ﻣـــﻦ اﻟــﻨــﺨــﺒــﺔ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ ﻛــﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻘﻴﺾ ﺗﻤﺎﻣﴼ. ﺗﺒﻨﻰ اﻟﺤﺰب وﺷــﻦ دﻋـﺎﻳـﺘـﻪ اﳌﺴﻤﻮﻣﺔ ﺿــﺪ ﻣﻨﺘﻘﺪﻳﻪ. وﻗــﺪم ﻧﻔﺴﻪ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎره ﺻﺎﺣﺐ اﻷرﺿﻴﺔ اﻷﺧﻼﻗﻴﺔ اﻷﻋـﻠـﻰ، ﻛﻮﻧﻪ اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ اﳌــﻘــﺎوﻣــﺔ، واﳌـﺴـﺘـﻀـﻌـﻔـﲔ، واﳌـﻬـﻤـﺸـﲔ، واﻟــﺜــﻮرﻳــﺔ اﻟــﻔــﻜــﺮﻳــﺔ، وأﻻ أوﻧـــﺎ أﻻ دو أﻻ ﺗـــﺮي. ﻫــﻢ ﺻـــﻮت اﻟــﺨــﻨــﺎدق، ﻻ اﻟــﻔــﻨــﺎدق. واﳌﺼﻠﺤﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ. ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ أن ﺣﻴﺎة ﻣﺤﺎﻃﺔ ﺑﺎﻟﺨﻨﺎدق أﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺎة ﺳﻼم. ﻳﺮوج ﻟﻬﺎ إﻋﻼﻣﻴﻮن ﻳﺮﻳﺪون أن ﻳﻌﻴﺸﻮا ﻣﻌﻴﺸﺔ اﳌﻮﺳﺮﻳﻦ، وﻳﺤﺎﺳﺒﻮا ﻣﺤﺎﺳﺒﺔ اﻟﺰاﻫﺪﻳﻦ اﳌﻨﺎﺿﻠﲔ. وﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت ﺗﺮاﻫﻢ ﻣﻜﺴﺒﴼ، ﺣﻴﺚ ﺑـﻨـﺎء ﻣﻨﺼﺔ إﻋﻼﻣﻴﺔ أﻗﻞ ﺛﻤﻨﴼ ﻣﻦ ﺑﻨﺎء ﻧﻔﻖ، ﻟﻜﻦ وﺟﻮدﻫﺎ ﻳﺤﻤﻲ ﻣﺎﺋﺔ ﻧﻔﻖ.
ﺑــﻌــﺾ ﻫــــﺆﻻء ﻗـــﺪم ﻧـﻔـﺴـﻪ ﻣــﻦ ﺧــﻼل ﺻﺤﻴﻔﺔ ﻋــﺮوﺑــﻴــﺔ، ﻧــﺎﺻــﺮت ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟــــﺮﻓــــﺾ ﻗـــﺪﻳـــﻤـــﴼ وﺣــــﺮﺿــــﺖ ﻋـــﻠـــﻰ أﻧــــﻮر اﻟﺴﺎدات وﻳﻮﺳﻒ اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ. ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺘﻞ اﳌﻐﺪورﻳﻦ، ﺗﻮﻳﻨﻲ وﻗﺼﻴﺮ، ﻓﻲ زﻣﻴﻠﺘﻬﺎ »اﻟﻨﻬﺎر«، ذﻧﺒﴼ ﺟﺪﻳﺪﴽ ﻳﺆرﻗﻬﺎ.
ﻟﻜﻦ اﻟﺸﻖ اﻷﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﻫـﺆﻻء ﻛﺎن ﻓﻲ ﺟـﺮﻳـﺪة اﻟـــﺬراع اﻟﻌﺎﳌﺎﻧﻲ ﻟـــ»ﺣــﺰب اﻟـﻠـﻪ«، ﺣــﻤــﻠــﺔ اﻟــﺮﺳــﺎﺋــﻞ اﳌــﻠــﻐــﻤــﺔ ﻓـــﻲ ﻛـــﻞ ﺷـــﻲء، ﻓـﻲ اﻟﻐﻨﺎء واﻟﺴﻴﻨﻤﺎ واﻷدب، ﻳﺮوﺟﻮن ﻟـ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﺑﻴﺪ، وﻳﺤﺎرﺑﻮن ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻘﺪه ﻣـــﻦ داﺋـــﺮﺗـــﻬـــﻢ ﺑــﺎﻟــﻴــﺪ اﻷﺧـــــــــﺮى... ﺧــﺪﻋــﺔ اﺑﺘﻜﺮﻫﺎ اﻟﺤﻠﻒ اﻟﻔﺎرﺳﻲ، وﻗﻠﺪﻫﺎ اﻟﺤﻠﻒ اﻟــﻌــﺜــﻤــﺎﻧــﻲ. وﻻ ﻳـــــﺰال اﻟــﺒــﻌــﺾ ﻳـﻨـﺨـﺪع ﺑﻬﺎ. ﺧﺪﻋﺔ أوﺟﺰﻫﺎ ﺷﻌﺎر »ﺑﺎﻟﻨﻬﺎر ﻣﻊ اﳌﻘﺎوﻣﺔ وﺑﺎﻟﻠﻴﻞ أﺷﺮب ﻛﺎس«.
اﻟــﺼــﻨــﻔــﺎن اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻘـــﺎن ﻋــﻠــﻰ ﻃــﺮﻓــﻲ ﻧــﻘــﻴــﺾ، ﻟــﻜــﻦ ﻳـﺠـﻤـﻌـﻬـﻤـﺎ اﻟـــﻮﺿـــﻮح ﻓﻲ اﳌــــﻮﻗــــﻒ. ﻳــﺒــﻘــﻰ ﺻــﻨــﻒ ﺛـــﺎﻟـــﺚ ﻳـﺴـﺘـﺤـﻖ اﻻﻧﺘﺒﺎه.
ﺻﻨﻒ ﻟﺴﺎن ﺣﺎﻟﻪ ﻳﻘﻮل: »ﻧﻌﻢ، ﻫﻨﺎك ﻓﻴﻞ ﻓـﻲ اﻟـﻐـﺮﻓـﺔ، ﻟـﻜـﻦ ﻫـﻨـﺎك أﻳـﻀـﴼ ﻗــﺬارة وﻋـــــﺪم ﺗــﺮﺗــﻴــﺐ وإﻫــــﻤــــﺎل«. ﻫــــﺬا اﻟـﺠـﻨـﺲ اﻟﺜﺎﻟﺚ اﻷﻛﺜﺮ اﻧﺘﺸﺎرﴽ ﺑﲔ ﻣﺜﻘﻔﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ ﺑــﻮﺟــﻪ ﻋـــﺎم، ﺗـﺸـﻌـﺮ أن اﻟـﻌـﺒـﺎرة اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ »اﻟــﻔــﻴــﻞ ﻓــﻲ اﻟــﻐــﺮﻓــﺔ« ﺻﻴﻐﺖ ﺧﺼﻴﺼﴼ ﻟﻬﻢ. ﻧﻤﻂ ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﻢ ﻫﺬا ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺴﺒﺐ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﺔ:
١ - ﺧــﻠــﻞ اﻟـﺘـﻔـﻜـﻴـﺮ اﳌــﻨــﻄــﻘــﻲ. وﺟــﻮد اﻟﻔﻴﻞ ﻓـﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﺳﻴﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﻻ ﻣﺤﺎﻟﺔ ﻗﺬارة وإﻫﻤﺎل. وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻮﺟﻮد ﻓﺴﺎد ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺮﻛﻦ ﻣﻦ اﻟﻐﺮﻓﺔ أو ﻓﻲ اﻟﺮﻛﻦ اﳌﻘﺎﺑﻞ، أو ﺗﺤﺖ اﳌﺪﻓﺄة، أو ﺧﻠﻒ اﻟﺜﻼﺟﺔ، ﻣﺠﺮد ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺣﺘﻤﻴﺔ. ﺣﺘﻰ إن ﻧﻈﻔﺘﻬﺎ ﺳﻴﻈﻞ اﻟﻔﻴﻞ ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻮﺟﻮدﴽ، وﺳﺘﻈﻞ اﻟﺤﻴﺎة ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ. ﻻ اﺳــﺘــﺜــﻤــﺎرات، ﻻ اﺳـﺘـﻘـﺮار أﻣﻨﻴﴼ، ﻻ ﻋﻼﻗﺎت ودﻳﺔ ﻣﻊ اﳌﺤﻴﻂ. أﺟﻮاء ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺘﺮدي اﻟﺪوﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻨﺤﻰ آﺧﺮ.
٢ - اﻟـﻨـﺮﺟـﺴـﻴـﺔ. وﻫـــﻲ داء ﻣﺴﺘﺸﺮ ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﻨﺨﺐ اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم، وﻟﻜﻦ ﻓـﻲ أوﺳــﺎط ﻣﺜﻘﻔﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻌﺎت اﳌﻨﺘﻘﻠﺔ ﺣﺪﻳﺜﴼ ﻣﻦ اﻷﻣﻴﺔ إﻟﻰ اﻟﻜﺘﺎﺑﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص. إﻋﺠﺎب »ﻣﺘﻌﻠﻢ اﻟﻘﺮﻳﺔ« ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻳﺠﻌﻠﻪ ﻳﺘﻌﺎﻟﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﺎدﻳﺔ. ﻳﻈﻞ ﺗﺮﻛﻴﺰه ﻣﻮﺟﻬﴼ ﻧﺤﻮ اﻟﻈﻬﻮر ﺑﻤﻈﻬﺮ ﻻﺋﻖ. واﳌﻈﻬﺮ اﻟﻼﺋﻖ ﻋﻨﺪه ﻫﻮ اﻟﺬي إن ﻗﺮأه ﺻﺪﻳﻘﻪ اﻷوروﺑﻲ
أﺛﻨﻰ ﻋﻠﻴﻪ، ﻻ اﻟﺬي ﻳﺤﻘﻖ اﳌﻨﻔﻌﺔ.
ﻛــﻠــﻤــﺎ اﻧـــﻄـــﻠـــﻘـــﺖ أﺻــــﺎﺑــــﻊ اﻻﺗــــﻬــــﺎم ﻧــــﺤــــﻮ »ﺣــــــــــﺰب اﻟــــــﻠــــــﻪ« أﺿــــــــــﺎف وﻟـــﻜـــﻦ اﻟـﺤـﺮﻳـﺮي أﻳـﻀـﴼ، وﻟـﻜـﻦ ﺳﻤﻴﺮ ﺟﻌﺠﻊ أﻳـﻀـﴼ، وﻟﻜﻦ اﻟﺴﻨﻴﻮرة، وﻟﻜﻦ رﻳـﺎض ﺳـــﻼﻣـــﺔ، وﻟــﻜــﻦ ﻛــﻴــﺖ وﻛـــﻴـــﺖ. ﻳــﺮﻳــﺪ أن ﻳــﺤــﻮز ﺑـــــﺎدج »ﻣـــﺤـــﺎرﺑـــﺔ اﻟـــﻔـــﺴـــﺎد«، أو ﺑــﺎدج »اﻻﺳﺘﻘﻼﻟﻴﺔ« ﻟﻨﻔﺴﻪ. واﳌﻘﺎﺑﻞ أﻧــﻪ ﻳﺸﺘﺖ اﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺑـﻌـﻴـﺪﴽ ﻋــﻦ اﳌـﺠـﺮم اﻷﺳﺎﺳﻲ، اﻟﻐﻮل ﻓﻲ اﻟﻐﺮﻓﺔ.
ﻗﺪ ﻳﻜﻮن أي ﻣﻦ اﳌﺬﻛﻮرﻳﻦ اﻗﺘﺮف ﻣـــﺨـــﺎﻟـــﻔـــﺎت. ﻟـــﻜـــﻦ اﻟــــﺤــــﺮﻳــــﺮي اﻏــﺘــﻴــﻞ، وﺟﻌﺠﻊ ﺳﺠﻦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ، واﳌﺼﺮﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺎب اﻷﺧﻴﺮ ﻣﻮﻇﻒ. اﳌﺠﺮم اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﺨﻠﻖ اﻷزﻣﺎت اﻷﻣﻨﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﻟﻌﺎﺑﺮة ﻟﻠﺪول واﳌﺤﻄﻤﺔ ﻟﺤﻴﺎة اﻷﻓﺮاد، وﻻ ﻳﻤﺴﻪ أﺣﺪ، ﺑﺎق ﺑﺎق.
٣ - اﻟــﺨــﺒــﺚ اﳌـــﻄـــﻠـــﻖ. ﺣــــﲔ ﻛــﺎﻧــﺖ أﻣــﻴــﺮﻛــﺎ ﻣـــﺆﻳـــﺪة ﻟـــﺼـــﺪام ﺣــﺴــﲔ ﺗﺒﻨﺖ ﺑﻌﺪ ﻫﺠﻮﻣﻪ ﺑﺎﻟﻜﻴﻤﺎوي ﻋﻠﻰ ﺣﻠﺒﺠﺔ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﺳﻤﻬﺎ »وإﻳﺮان أﻳﻀﴼ«. اﻟﻬﺪف ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ إداﻧﺔ إﻳﺮان. اﻟﻬﺪف ﻛﺎن رﻓﻊ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻦ ﺻﺪام.
ﺳـــﻴـــﺎﺳـــﺔ »وﻓــــــــــﻼن أﻳـــــﻀـــــﴼ« ﻟــﻴــﺲ ﻣﻘﺼﺪﻫﺎ إداﻧــﺔ ﻓــﻼن. ﺳﻴﺎﺳﺔ »وﻓـﻼن أﻳﻀﴼ« ﻣﻘﺼﺪﻫﺎ رﻓﻊ اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻦ اﻟﻔﻴﻞ.
ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻨـﺨـﺒـﺔ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ ﻓــﻲ ﻟﺒﻨﺎن أن ﺗﺮاﺟﻊ ﻧﻔﺴﻬﺎ أﺛﻨﺎء اﳌﺸﻜﻠﺔ وﻟﻴﺲ ﺑﻌﺪﻫﺎ، ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ. أن ﺗﻀﻊ ﻧــﻔــﺴــﻬــﺎ ﻓـــــﻲ ﻣــــﻮﻗــــﻊ اﳌـــــﺴـــــﺎءﻟـــــﺔ. ﳌـــــﺎذا ﻛـــﺎن اﻟـــﺼـــﻮت اﳌــﻬــﻴــﻤــﻦ داﺧــﻠــﻬــﺎ داﺋــﻤــﴼ ﻓــﻲ اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﻟــﺨــﻄــﺄ: ﻓــﻲ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﺎت واﻟﺜﻤﺎﻧﻴﻨﺎت ﻣﻊ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎت اﻟﺨﺎرﺟﺔ ﻋـــــﻦ اﻟـــــــﺪوﻟـــــــﺔ. ﻓـــــﻲ اﻟـــﺘـــﺴـــﻌـــﻴـــﻨـــﺎت ﻣــﻊ اﳌــﻴــﻠــﻴــﺸــﻴــﺎت اﻟــﺪﻳــﻨــﻴــﺔ أﺣـــﻴـــﺎﻧـــﴼ وﺿــﺪ اﻟﺤﺮﻳﺮي داﺋﻤﴼ. ﺑﻌﺪ ٥٠٠٢ ﻣﻮﻗﻒ ﻣﺎﺋﻊ ﻳﺪﻋﻲ أن اﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻟﻔﻴﻞ ﻣﺜﻞ اﳌﺴﺎﻓﺔ ﺑﻴﻨﻪ وﺑﲔ اﻟﺜﻼﺟﺔ. ﺑﻌﺪ ١١٠٢، ﻣﻊ ﺗﻤﺪد اﻟﺤﻜﻢ اﳌﻴﻠﻴﺸﻴﺎوي إﻟﻰ دول أﺧـﺮى ﺑﺬرﻳﻌﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ اﻟﺼﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻧﺮﻫﺎ أﻓﺎدت ﻟﺒﻨﺎن ﺷﻴﺌﴼ.
ﻓﻲ ﺟﻮﻫﺮ ﻣﻨﻄﻖ اﻟﻨﺨﺒﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﻴــﺔ اﳌــﻬــﻴــﻤــﻦ ﺷــــﻲء ﺧــﻄــﺄ، رﺑـﻤـﺎ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﻗﻀﺎء ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﻓﻲ ﻟﻌﺐ »اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ ﻏﻴﻢ« أو ﻣﻤﺎرﺳﺔ رﻳﺎﺿﺔ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ، ﻋـﻠـﻰ ﺣـﺴـﺎب ﻗـــﺮاءة اﻟﻜﺘﺐ. ﻣﻴﺰة اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﻮﺣﻴﺪة أﻧﻪ ﻳﻘﺪم ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻚ إﺟﺮاؤﻫﺎ ﻓﻲ اﳌﻌﻤﻞ. إن ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻔﺪ ﻣﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺑﻬﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﻓﻘﺮاء ﺗﻚ ﻟﻪ ﻣﺠﺮد ﺗﻀﻴﻴﻊ وﻗﺖ. ﻛـ»اﳌﺤﺒﻮس ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻐﺮﻓﺔ ﻣﻔﻜﺮ ﺣﺎﻟﻪ أﻓﻼﻃﻮن«. ﺻﺎر ﻣﺄﺳﺎة ﻣﻠﻬﺎة ﻓﻲ آن.