اﳌﻔﺘﻲ درﻳﺎن ﻳﺪﻋﻮ إﻟﻰ ﻣﻨﻊ اﻟﺴﻼح اﳌﺘﻔﻠﺖ ﺑﻌﺪ اﺷﺘﺒﺎﻛﺎت »اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺠﺪﻳﺪة«
أﻛـــــــــﺪ ﻣــــﻔــــﺘــــﻲ اﻟــــﺠــــﻤــــﻬــــﻮرﻳــــﺔ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻴـﺔ اﻟــﺸــﻴــﺦ ﻋــﺒــﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ درﻳﺎن، أﻣﺲ، أن »اﻟﻮﻃﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺎﻟﺘﻔﻠﺖ اﻷﻣﻨﻲ واﻟﺴﻼح اﳌﺘﻔﻠﺖ اﳌﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻛﺎﻓﺔ«، وذﻟــــﻚ ﺑــﻌــﺪ ﺳــﺎﻋــﺎت ﻋــﻠــﻰ اﻧـــﺪﻻع اﺷـﺘـﺒـﺎﻛـﺎت ﻓــﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ »اﻟـﻄـﺮﻳـﻖ اﻟــــﺠــــﺪﻳــــﺪة«، أﺳــــﻔــــﺮت ﻋــــﻦ ﻣـﻘـﺘـﻞ ﺷﺨﺺ وإﺻﺎﺑﺔ اﺛﻨﲔ ﺑﺠﺮوح.
وأﻓــــــــﺎد اﻟـــﺠـــﻴـــﺶ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ، أﻣــــــــﺲ، ﺑـــــﻮﻗـــــﻮع إﺷـــــﻜـــــﺎل ﻣــﺴــﻠــﺢ ﺑﻤﻨﻄﻘﺔ »اﻟـﻄـﺮﻳـﻖ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪة« ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت ﺑﲔ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺒﺎن، اﺳﺘﺨﺪﻣﺖ ﺧﻼﻟﻪ أﺳﻠﺤﺔ رﺷﺎﺷﺔ وﻗﺬاﺋﻒ »آر ﺑﻲ ﺟﻲ«، ﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺳﻘﻮط ﻗﺘﻴﻞ وﺟﺮﻳﺤﲔ ﻧﻘﻼ إﻟﻰ اﳌﺴﺘﺸﻔﻰ.
وﻗــــﺎﻟــــﺖ ﻗــــﻴــــﺎدة اﻟــﺠــﻴــﺶ ﻓـﻲ ﺑﻴﺎن ﺻﺎدر ﻋﻦ ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﻟﺘﻮﺟﻴﻪ، إﻧــﻪ »ﻋـﻠـﻰ اﻟــﻔــﻮر اﺗــﺨــﺬت وﺣــﺪات اﻟﺠﻴﺶ إﺟــﺮاءات وﺗﺪاﺑﻴﺮ أﻣﻨﻴﺔ ﻟﻀﺒﻂ اﻟﻮﺿﻊ وﺗﻮﻗﻴﻒ اﳌﺘﺴﺒﺒﲔ ﺑﺎﻹﺷﻜﺎل وﻣﻄﻠﻘﻲ اﻟﻨﺎر«.
وأﻃـــــــﻠـــــــﻊ وزﻳـــــــــــﺮ اﻟــــﺪاﺧــــﻠــــﻴــــﺔ واﻟـﺒـﻠـﺪﻳـﺎت ﻓـﻲ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺼﺮﻳﻒ اﻷﻋـــﻤـــﺎل اﻟــﻌــﻤــﻴــﺪ ﻣــﺤــﻤــﺪ ﻓـﻬـﻤـﻲ، اﳌـــﻔـــﺘـــﻲ درﻳـــــــــﺎن ﻋـــﻠـــﻰ اﻷوﺿــــــــﺎع اﻷﻣــــﻨــــﻴــــﺔ، ﺧـــﺼـــﻮﺻـــﴼ ﻣــــﺎ ﺣـﺼـﻞ
أﻣـﺲ ﻓﻲ »اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺠﺪﻳﺪة« ﻣﻦ اﺷﺘﺒﺎﻛﺎت ﻓﺮدﻳﺔ.
وأﻛــــــــﺪ اﻟــــــﻮزﻳــــــﺮ ﻓـــﻬـــﻤـــﻲ ﺑــﻌــﺪ اﻟﻠﻘﺎء ﻓﻲ دار اﻟﻔﺘﻮى، أن »ﻇﺎﻫﺮة اﻟﺸﻐﺐ اﳌﺴﻠﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﺑﲔ اﻟﺤﲔ واﻵﺧــﺮ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﺔ؛ وﻣــﻨــﻬــﺎ ﻣــﺎ ﺟـــﺮى ﻓﻲ )اﻟـــــﻄـــــﺮﻳـــــﻖ اﻟـــــﺠـــــﺪﻳـــــﺪة( ﻫـــــﻮ أﻣـــﺮ ﻣــﺮﻓــﻮض، وﺗــﻘــﻮم اﻟــﻘــﻮى اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺑﻤﻌﺎﻟﺠﺘﻪ ﻓﻮرﴽ ﺿﻤﻦ اﻹﻣﻜﺎﻧﺎت اﳌــﺘــﺎﺣــﺔ ﻟــﻬــﺎ، وﺗـﻌـﻤـﻞ ﻋـﻠـﻰ ﺣﻔﻆ أﻣﻦ وﺳﻼﻣﺔ اﻟﻨﺎس وردع ﻛﻞ ﻣﻦ ﺗــﺴــﻮل ﻟــﻪ ﻧـﻔـﺴـﻪ اﻟــﻘــﻴــﺎم ﺑـﺄﻋـﻤـﺎل ﻣﺨﻠﺔ ﺑﺎﻷﻣﻦ«.
وﺷـــــﺪد اﻟــــﻮزﻳــــﺮ ﻓــﻬــﻤــﻲ ﻋـﻠـﻰ
أن »اﻟــﻨــﺎس ﺿـﺎﻗـﺖ ذرﻋـــﴼ ﺑـﻮﻗـﻮع اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ واﻟﺠﺮﺣﻰ ﻣﻦ اﳌﺪﻧﻴﲔ اﻷﺑــــﺮﻳــــﺎء ﻓـــﻲ اﻷﺣـــﻴـــﺎء اﻟــﺪاﺧــﻠــﻴــﺔ ﻟﺒﻴﺮوت وﺧﺎرﺟﻬﺎ ﺛﻤﻨﴼ ﻟﺨﺼﻮﻣﺔ اﻷﻓـــــــﺮاد اﻟـــﺬﻳـــﻦ ﻳــﺴــﺘــﺘــﺮون ﺧﻠﻒ اﻟـــــﺴـــــﻼح«، ﻣــــﺆﻛــــﺪﴽ أن »اﻟــﺠــﻴــﺶ اﻟـﻠـﺒـﻨـﺎﻧـﻲ وﻗـــﻮى اﻷﻣـــﻦ اﻟـﺪاﺧـﻠـﻲ ﻳﻘﻮﻣﺎن ﺑﻮاﺟﺒﻬﻤﺎ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﻫﺬه اﳌــﻤــﺎرﺳــﺎت وﺗــﻮﻗــﻴــﻒ ﻣﺴﺒﺒﻴﻬﺎ ﻟﺒﺴﻂ اﻷﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ وﻣﻨﻊ أي ﺷﻜﻞ ﻣﻦ أﺷﻜﺎل اﻟﻌﻨﻒ اﻟـــــــﺬي ﻳـــــــﺆدي إﻟـــــﻰ ﺧـــــــﺮاب وﻗــﺘــﻞ وزﻋﺰﻋﺔ اﻷﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار«.
ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ؛ أﺑﺪى اﳌﻔﺘﻲ درﻳﺎن أﺳﻔﻪ ﳌﺎ ﺣﺼﻞ ﻣﻦ »اﻗﺘﺘﺎل اﻹﺧﻮة
ﻓــﻲ )اﻟــﻄــﺮﻳــﻖ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪة(«، داﻋـﻴـﴼ اﳌـﻮاﻃـﻨـﲔ إﻟــﻰ »اﻟــﻮﻋــﻲ واﻟﺤﻜﻤﺔ وﻋـــﺪم اﻻﻧــﺠــﺮار وراء اﻟــﻔــﱳ، وأي ﺧـــــــﻼف ﻻ ﻳـــﺤـــﻞ ﺑـــــﺎﻟـــــﺴـــــﻼح؛ ﺑــﻞ ﺑــﺎﻟــﺤــﻮار واﻟــﻜــﻠــﻤــﺔ اﻟـﻄـﻴـﺒـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗــﻬــﺪئ اﻟــﻨــﻔــﻮس وﺗـــﺮﻳـــﺢ اﻟـﻘـﻠـﻮب وﺗﻮﺻﻞ إﻟﻰ ﺑﺮ اﻷﻣﺎن«.
وﻗـــــــﺎل: »ﻛـــﻔـــﺎﻧـــﺎ اﻗـــﺘـــﺘـــﺎﻻ ﺑـﲔ ﺑـــﻌـــﻀـــﻨـــﺎ اﻟـــــﺒـــــﻌـــــﺾ، ﺑــــــﻞ وﺣــــــﺪة وﺗــــﺮﺳــــﻴــــﺦ وﺗــــــﻌــــــﺎون وﺗـــﻌـــﺎﺿـــﺪ وﺗﻀﺎﻣﻦ، ﻷن اﻟﻮﻃﻦ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺒﻘﻰ ﺑﺎﻟﺘﻔﻠﺖ اﻷﻣــﻨــﻲ واﻟـﺴـﻼح اﳌﺘﻔﻠﺖ اﳌﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ اﳌﻨﺎﻃﻖ ﻛﺎﻓﺔ، وﻛﻠﻨﺎ أﻣــﻞ أن ﻳـﻌـﻮد أﺑـﻨـﺎؤﻧـﺎ إﻟﻰ رﺷـــﺪﻫـــﻢ وﻳــــﻌــــﻮدوا إﻟــــﻰ ﺷﻴﻤﻬﻢ
وﻗﻴﻤﻬﻢ وﻣﺒﺎدﺋﻬﻢ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ وﻻ ﺗﻔﺮق وﺗﻮﺣﺪ وﻻ ﺗﺸﺘﺖ«.
وأﺛــــــﺎرت اﻻﺷــﺘــﺒــﺎﻛــﺎت ردود ﻓـــﻌـــﻞ ﺳـــﻴـــﺎﺳـــﻴـــﺔ، وﻋــــﻠــــﻖ رﺋــﻴــﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﻷﺳﺒﻖ ﺳﻌﺪ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﻗـــﺎﺋـــﻼ إن »)اﻟـــﻄـــﺮﻳـــﻖ اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪة( وأﻫـــﻠـــﻬـــﺎ اﻷﺣــــﺒـــــﺎء ﻟــــﻦ ﻳــﺴــﻤــﺤــﻮا ﻟــﻠــﻄــﺎرﺋــﲔ ﺑــﺈﺧــﺮاﺟــﻬــﺎ ﻣـــﻦ ﻛﻨﻒ اﻟــﺸــﺮﻋــﻴــﺔ واﻟــــﻘــــﺎﻧــــﻮن«. وأﺿــــﺎف أن »ﺗــــﺮوﻳــــﻊ اﳌـــﻮاﻃـــﻨـــﲔ اﻵﻣـــﻨـــﲔ واﺳﺘﺨﺪام اﻷﺳﻠﺤﺔ اﻟﺤﺮﺑﻴﺔ ﻓﻲ إﺷـــﻜـــﺎﻻت ﻓــﺮدﻳــﺔ ﻟــﻦ ﻳـﻘـﺒـﻞ ﺑﻬﻤﺎ أﺣـــﺪ، وﻧــﺤــﻦ ﺳﻨﺒﻘﻰ إﻟــﻰ ﺟﺎﻧﺐ أﻫــﻠــﻨــﺎ ﻓـــﻲ )اﻟـــﻄـــﺮﻳـــﻖ اﻟـــﺠـــﺪﻳـــﺪة( وﻛــﻞ ﺑـﻴـﺮوت أﺑـﻨـﺎء ﻣـﺪرﺳـﺔ رﻓﻴﻖ اﻟــــﺤــــﺮﻳــــﺮي اﳌــﺘــﻤــﺴــﻜــﺔ ﺑـــﺎﻟـــﺪوﻟـــﺔ واﻟﺸﺮﻋﻴﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن«.
ورأت ﻋﻀﻮ ﻛﺘﻠﺔ »اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ« اﻟــﻨــﺎﺋــﺐ روﻻ اﻟــﻄــﺒــﺶ أن »ﺗــﻜــﺮار ﻣﺸﺎﻫﺪ اﻟﻌﻨﻒ وﺳﻘﻮط اﻟﻀﺤﺎﻳﺎ، ﺑــﲔ ﻗـﺘـﻠـﻰ وﺟــﺮﺣــﻰ، ﻓــﻲ ﺑـﻴـﺮوت ﺑـــﺎﺷـــﺘـــﺒـــﺎﻛـــﺎت ﺑــــﲔ أﻫـــــﻞ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ اﻟـــــﻮاﺣـــــﺪة، إﻧـــﻤـــﺎ ﻳـــﻌـــﻮد ﻟــﻠــﺴــﻼح اﳌﺘﻔﻠﺖ وﻟﻐﻴﺎب اﻹرادة اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻓﻲ ﺿﺒﻂ اﻷوﺿﺎع، وﻛﺄن اﳌﻄﻠﻮب أن ﺗـﺒـﻘـﻰ اﳌـﻨـﻄـﻘـﺔ أرﺿــــﴼ ﺧﺼﺒﺔ ﻟﻼﻗﺘﺘﺎل واﺳﺘﻨﺰاف اﻟﺬات«.
وﻗــﺎﻟــﺖ اﻟـﻄـﺒـﺶ ﻓــﻲ ﺑــﻴــﺎن إن »ﻫــــﺬه اﻟــﻈــﺎﻫــﺮة ﻓـــﻲ ﺑـــﻴـــﺮوت، أي اﻟـــﺴـــﻼح اﳌــﺘــﻔــﻠــﺖ، ﻫـــﻲ ردة ﻓﻌﻞ ﻣﺘﻮﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﻣـﺸـﺎﻫـﺪات ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ أﺧﺮى، ﺧﺎرج ﺑﻴﺮوت، ﻳﺤﻈﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺴﻼح ﺑﺤﻤﺎﻳﺔ ﻣﺎ، ﻻﻋــﺘــﺒــﺎرات )ﺷــﺮﻋــﻴــﺔ( وﺗــﺒــﺮﻳــﺮات )ﻓــﺎﺋــﺾ اﻟـــﻘـــﻮة(«. وأﺿـــﺎﻓـــﺖ: »ﻻ ﻳﻤﻜﻦ، ﻛﻤﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة، اﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻷﻫﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت ﺿﺒﻂ اﻟﻨﻔﺲ وﻋــــﺪم اﻻﻧـــﺠـــﺮار ﻓــﻲ اﳌــﻮاﺟــﻬــﺎت، ﺑــﻈــﻞ ﻋـــﻮاﻣـــﻞ ﻋــــﺪم اﺳـــﺘـــﻘـــﺮار، ﺑﻞ ﻋـــﻮاﻣـــﻞ اﺳـــﺘـــﻔـــﺰاز ﺗــﺤــﻴــﻂ ﺑــﻬــﻢ«. وﻗﺎﻟﺖ إن »إﻟﺼﺎق اﻟﺘﻬﻢ ﺑﺎﻟﺘﺒﻌﻴﺔ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻴـﺔ ﻟـﻬـﺬه اﻟـﺠـﻬـﺔ أو ﺗﻠﻚ، ﻛﺨﻠﻔﻴﺔ ﻟﻼﺷﺘﺒﺎﻛﺎت ﻓﻲ ﺑﻴﺮوت، إﻧــﻤــﺎ ﻫــﻮ ﻟـﻠـﺘـﻌـﺎﻣـﻲ ﻋــﻦ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ وﻟﺘﻀﻠﻴﻞ اﻟﺮأي اﻟﻌﺎم«.