ﻣﻮﺳﻢ اﻟﻘﻔﺎزات اخملﻠﻮﻋﺔ
رﺑـــﻤـــﺎ ﻻ ﺗـــﻮﺟـــﺪ اﻧـــﺘـــﺨـــﺎﺑـــﺎت ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﺗﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ إﺛﺎرﺗﻬﺎ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ رﻏﻢ ﺗـﻌـﻘـﻴـﺪاﺗـﻬـﺎ وﺗــﻌــﺪد ﻣــﺮاﺣــﻠــﻬــﺎ. وﻓـــﻲ ﻛــﻞ ﻣــﺮة ﺗﺠﺮي ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﺎ ﻳﻜﻮن ﻃﺎﻏﻴﴼ ذﻟﻚ اﻹﺣﺴﺎس اﻟﺬي ﻳﺼﺎﺣﺐ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﺎرﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، رﻏــﻢ ﻛــﻞ ﻣــﺎ ﻫــﻮ ﺷـﺎﺋـﻊ ﻋــﻦ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻛﺪوﻟﺔ ﻣﺆﺳﺴﺎت ودﺳﺘﻮر ﻳﻤﺜﻞ »اﻷﻟﺠﻮرﻳﺜﻢ« أو »اﻟﺨﻮارزﻣﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﺗﺪﻳﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ إﻟﻰ ﻗﺪر ﻣﻌﻠﻮم ﻫﻮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻣﺠﻴﺪ اﳌﻘﺎم وﺑﻬﻲ اﻟﻄﻠﻌﺔ. وﻟﻠﺤﻖ ﻓﺈن اﳌﺘﺎﺑﻊ ﻟﻠﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﺳﻮف ﻳﺠﺪ أن اﺳﺘﺨﺪام ﻛﻠﻤﺔ وﻣﻔﻬﻮم »اﻟﺘﺎرﻳﺦ« ﻳﺘﻜﺮر ﺑـﺈﺻـﺮار ﻋﺠﻴﺐ ﻋﻠﻰ أﺳــﺎس أن ﻣـﺎ ﻳﺤﺪث ﻟﻢ ﻳﺤﺪث ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ورﺑﻤﺎ ﻣﻨﺬ ﺟﻮن ﻛﻴﻨﺪي، وإﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ﻣﻨﺬ دوﻧﺎﻟﺪ رﻳﻐﺎن، ﻟﻢ ﺗﻄﻎ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣـﺎدث اﻵن ﻣﻊ ﺷﺨﺼﻴﺔ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﺎﻟﻲ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ. اﳌﺮاﺟﻌﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﺗﺠﺪ ﻣﻨﺎﻓﺴﺔ ﻛﻴﻨﺪي ﻣﻊ رﻳـﺘـﺸـﺎرد ﻧﻴﻜﺴﻮن ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻨﻔﺲ اﻟـﺤـﺪة أﻣـﺎم ﺗﺎرﻳﺦ ﻳﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛـﺎن ﻳﻤﺸﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺪﻣﲔ، ﻣﺎ ﺑﲔ ﺟﻴﻞ اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، واﻟﺠﻴﻞ اﻟـــﺬي أﺗــﻰ ﺑـﻌـﺪﻫـﺎ. اﻟﻌﺠﻴﺐ أﻧــﻪ ﺑـﻌـﺪ ﻛﻴﻨﺪي ﺟـــــﺎء ﺟـــﻮﻧـــﺴـــﻮن وﻣـــــﻦ ﺑـــﻌـــﺪه أﺗـــــﻰ ﻧــﻴــﻜــﺴــﻮن ﻟـﻔـﺘـﺮة اﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﻴـﺔ أوﻟـــﻰ ﺛــﻢ ﻓـﺘـﺮة ﺛـﺎﻧـﻴـﺔ ﺳﻘﻂ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻨﺎن اﻟﺤﺎدة ﻟﻔﻀﻴﺤﺔ »وﺗﺮﻏﻴﺖ«. ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل، إﻧﻪ ﻣﻊ ﺣﻠﻮل ﺷﻬﺮ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳـﻠـﻮل( ﻣﻦ اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ ﻓﺈن اﻟـﻮﻗـﺖ ﻳﻜﻮن ﻗـﺪ ﺣــﺎن ﻟﺨﻠﻊ اﻟـﻘـﻔـﺎزات، وﻫـﺬه اﳌﺮة ﻓﺈن اﻻﻧﻘﺴﺎم واﳌﻨﺎﻓﺴﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺪة ﺑﺤﻴﺚ ﺗﺒﺪو ﻛﻤﺎ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻮﻋﴼ ﻣﻦ »اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ«. وﻓﻲ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻓﺈن ﻫﻨﺎك ﻧﻮﻋﴼ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎدة ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻟﻬﺬه اﻟﺤﺮب اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ )٠٦٨١ – ٥٦٨١( ﻣﻨﺬ ﻗﺘﻞ اﻟﺸﺎب اﻷﺳﻮد ﺟﻮرج ﻓﻠﻮﻳﺪ ﻓﻲ وﻻﻳﺔ ﻣﻴﻨﻴﺴﻮﺗﺎ، ﺣﻴﺚ دﺧﻠﺖ اﻟﺪﻳﺎر اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻛﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻨﻒ واﻟﻌﻨﻒ اﳌﻀﺎد ﺷﻤﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ وﻻﻳـﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. أﺻﺒﺢ اﳌﻮﺿﻮع، ﻣﻀﺎﻓﴼ إﻟﻰ ﻋﺸﺮات اﳌﻮﺿﻮﻋﺎت اﻷﺧﺮى، ﺣﺎﻟﺔ اﺗﻬﺎم ﻣﺴﺘﻤﺮة ﻣﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﲔ ﻟﻠﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﲔ أﻧﻬﻢ ﻳﺸﺠﻌﻮن اﻟﻔﻮﺿﻰ واﻟﻌﻨﻒ ﻣﻬﻤﺎ ﻛــﺎن ﻧﻔﻲ ﺟﻮ ﺑﺎﻳﺪن اﳌﺮﺷﺢ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻟﻬﺬا اﳌــﻮﻗــﻒ وإﻧــﻤــﺎ أﻳـﻀـﴼ إداﻧــﺘــﻪ. وﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﳌﻘﺎﺑﻞ دﻓـــﻊ ﺑـــﺄن اﳌــﺴــﺆوﻟــﻴــﺔ ﻋـــﻦ اﻟــﻌــﻨــﻒ ﺟــــﺎءت ﻣﻦ ﻣﻮاﻗﻒ ﺗﺮﻣﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﺠﻊ اﳌﺘﻄﺮﻓﲔ اﻟﺒﻴﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﻒ إزاء اﻟﺴﻮد واﳌﻠﻮﻧﲔ واﳌﺨﺘﻠﻔﲔ ﻓﻲ اﻟﺪﻳﻦ واﻷﻗﻠﻴﺎت ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ.
اﻟـــــــــــــــــــﺨـــــــــــــــــــﻼف ﺣــــﻮل: ﻣــﻦ ﻫــﻮ ﺣﻘﴼ اﻟﻌﻨﺼﺮي؟ ﻳﻘﻮدﻧﺎ ﻓـــــــــﻮرﴽ إﻟـــــــﻰ أﺻــــــﻮل اﳌﺴﺄﻟﺔ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺮاﻛــﻤــﺖ ﻋﺒﺮ ﺳــــــﻨــــــﻮات ﻃـــﻮﻳـــﻠـــﺔ، وﻫـــﻲ أﻧـــﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺘﻤﺪ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮرﻳـﻮن ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺒﻴﺔ اﻟﺒﻴﻀﺎء، ﻓﺈن اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﲔ ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﻌﺪوﻧﻬﺎ أﻏﻠﺒﻴﺔ ﺗﺠﻤﻊ اﻷﻗﻠﻴﺎت ﻓﻲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﻔﺎرق اﻟــﺬي ﻳﻘﻮد إﻟـﻰ اﻟـﻔـﻮز ﻓـﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت ﺳﻮف ﻳــﺘــﺤــﺪد ﺑـــﺎﳌـــﺪى اﻟـــــﺬي ﺗــﻨــﺠــﺢ ﻓــﻴــﻪ اﻟـﺘـﻌـﺒـﺌـﺔ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ ﻟﻠﻤﺆﻳﺪﻳﻦ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺬﻫﺒﻮن إﻟﻰ ﺻــﻨــﺪوق اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت. اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ ﻓــﻲ اﻷﻣـــﺮ أن اﻟـﺤـﻤـﻼت اﻻﻧـﺘـﺨـﺎﺑـﺎت اﻟـﺮاﻫـﻨـﺔ ﺗـﺠـﺮي وﺳﻂ ﺣــﺰﻣــﺔ ﻣــﻦ اﻷزﻣــــﺎت اﳌــﺮﻛــﺒــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺒــﺪو ﻓﻴﻬﺎ اﻷزﻣــﺔ اﻟﺨﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻠﻮن أو اﻻﺧﺘﻼف اﻟﻌﺮﻗﻲ ﻋـﺎﻣـﺔ ﻣـﺠـﺮد ﻓــﺮع ﻷزﻣـــﺔ ﻛـﺒـﺮى ﺗﺸﻐﻞ اﻟـﺪوﻟـﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﻫـﻲ ﺳﺎﺑﻘﺔ، ورﺑﻤﺎ ﺳـﻮف ﺗﻜﻮن ﻻﺣﻘﺔ أﻳﻀﴼ، ﻟﻼﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮاﻫﻨﺔ. ﻫﻲ أزﻣﺔ ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ ﻧﻘﻄﺔ: ﻫﻞ ﻻ ﺗــﺰال اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة دوﻟــﺔ ﻗــﺎﺋــﺪة ﻓــﻲ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻋﺴﻜﺮﻳﴼ واﻗﺘﺼﺎدﻳﴼ وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﴼ؟ وﻫﻞ ﻻ ﻳﺰال »اﻟﺤﻠﻢ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ« ﻣﺼﺪر إﻟﻬﺎم ﻟﻠﺪﻧﻴﺎ ﻛﻠﻬﺎ أم أن ﻫﻨﺎك أﺣﻼﻣﴼ أﺧـﺮى ﺗﻮﻟﺪﻫﺎ اﻟﺼﲔ؟ اﻷزﻣــﺔ اﻷﻋﻤﻖ، رﺑﻤﺎ، ﻫﻲ أن اﻻﻧﻘﺴﺎم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻃﺎل أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ، وﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﻓﺈن ﺗﻮاﻓﻖ اﻟﻮﺳﻂ ﻣﺎ ﺑﲔ ﻳﺴﺎر اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﲔ وﻳﻤﲔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﲔ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻣﻮﺟﻮدﴽ إزاء ﻛﻞ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺠﻮﻫﺮﻳﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺸﻐﻞ ﺑــﺎل اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻲ ﻣــﻦ أول اﻟــﺮﻋــﺎﻳــﺔ اﻟﺼﺤﻴﺔ وﺣـﺘـﻰ اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻘﺎﺻﻤﺔ