اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺼﻮﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﳌﻐﺮﺑﻲ اﳌﻠﺤﻮن

ﻋـــﻦ ﻣـــﻨـــﺸـــﻮرات »اﻟــــﺮاﺻــــﺪ اﻟـــﻮﻃـــﻨـــﻲ ﻟـﻠـﻨـﺸـﺮ واﻟــــــﻘــــــﺮاءة«، وﺑـــﺪﻋـــﻢ وزارة اﻟــﺜــﻘــﺎﻓــﺔ واﻟــﺸــﺒــﺎب واﻟـــﺮﻳـــﺎﺿـــﺔ ﻓـــﻲ اﳌـــﻐـــﺮب، ﺻـــﺪر ﺣــﺪﻳــﺜــﴼ ﻟـﻠـﺒـﺎﺣـﺚ اﳌــﻐـــﺮﺑـــﻲ ﻋـــﺰ اﻟـــﺪﻳـــﻦ اﳌــﻌــﺘــﺼــﻢ، ﻛـــﺘـــﺎب ﺑــﻌــﻨــﻮان: »اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺼﻮﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ اﳌﻠﺤﻮن... ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻣــﻮﺿــﻮﻋــﺎﺗــﻴــﺔ ﻓـــﻲ دﻳــــــﻮان اﻟــﺸــﻴــﺦ ﻋــﺒــﺪ اﻟـــﻘـــﺎدر اﻟﻌﻠﻤﻲ«.

ﻳﻘﻊ اﻟﻜﺘﺎب ﻓﻲ ٣٦١ ﺻﻔﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﺤﺠﻢ اﻟﻜﺒﻴﺮ، وﺗﻮزع ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﻓﺼﻮل. ﻛﺎن ﻋﻨﻮان اﻟﻔﺼﻞ اﻷول »ﻋــﺒــﺪ اﻟـــﻘـــﺎدر اﻟـﻌـﻠـﻤـﻲ ﺷــﻴــﺦ ﻣـﺘـﺼـﻮﻓـﺔ اﳌــﻠــﺤــﻮن«، واﻟــﺜــﺎﻧــﻲ »ﺗــﺠــﻠــﻴــﺎت اﻟــﺨــﻄــﺎب اﻟــﺼــﻮﻓــﻲ ﻓـــﻲ ﺷﻌﺮ ﻋــــــﺒــــــﺪ اﻟـــــــﻘـــــــﺎدر اﻟﻌﻠﻤﻲ«. وﺟﺎء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﺑﻌﻨﻮان »اﳌــــــــــــﻌــــــــــــﺠــــــــــــﻢ اﻟـــﺼـــﻮﻓـــﻲ ﻓـﻲ دﻳــﻮان اﻟﺸﻴﺦ ﻋـــﺒـــﺪ اﻟــــﻘــــﺎدر اﻟﻌﻠﻤﻲ«. أﻣﺎ اﻟـــﺮاﺑـــﻊ ﻓـﻜـﺎن ﺑـــــــــﻌـــــــــﻨـــــــــﻮان »ﻣــــــــــــﻼﻣــــــــــــﺢ اﻟـــــــــــــﺼـــــــــــــﻮر اﻟـــــــﺮﻣـــــــﺰﻳـــــــﺔ ﻓـــــــــﻲ ﺷـــﻌـــﺮ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر اﻟﻌﻠﻤﻲ«.

ﻳـﺴـﻌـﻰ اﻟــﺒــﺎﺣــﺚ ﻣــﻦ ﺧـــﻼل ﻫـــﺬا اﻟــﻜــﺘــﺎب، ﻛﻤﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻇﻬﺮ اﻟﻐﻼف، إﻟﻰ »إﺑﺮاز ﻣﺎ ﺗﻀﻤﻨﻪ دﻳﻮان اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ إﺷﺎرات رﻣﺰﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ، وﻣﺎ ﺷﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎن ﺗﻔﺼﺢ إﻓﺼﺎﺣﴼ ﺻﺎدﻗﴼ ﻋﻦ اﻟﻮﺟﺪ اﻟﺼﻮﻓﻲ واﻟﺤﻀﺮة اﻹﻟﻬﻴﺔ، إذ ﻳﻌﺪ اﻟﺸﻴﺦ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ أﺑﺮز ﺷﻌﺮاء اﳌﻠﺤﻮن ﻓﻲ ﻋﻬﺪه، ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻓﻲ ﻣﻜﻨﺎس، وﻛﺎن ﻓﺤﻼ ﻣﻦ ﻓﺤﻮل اﻟﻨﻈﻢ، ﻧﻈﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ أﻏﺮاض اﻟﺸﻌﺮ، ﻓﻜﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﻐﺰل واﻟﺨﻤﺮ، ووﺻﻒ ﻣﺒﺎﻫﺞ اﻟﺤﻴﺎة، وﻛﺘﺐ ﻓﻲ اﻟﻘﺼﺺ واﻟﺤﻜﻢ، وأﺧﺒﺎر اﻷﻧﺒﻴﺎء واﻷوﻟﻴﺎء، ﻛﻤﺎ ﻧﻈﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﺳﻞ ﺑﺎﻟﺨﺎﻟﻖ، واﻟﺘﺸﻮق إﻟــﻰ ﻣﻐﻔﺮﺗﻪ. ﻛﻤﺎ ﺣــﺎول اﻟﺒﺎﺣﺚ إﺑــﺮاز اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﻘﺎﺋﻤﺔ ﺑـﲔ اﻟﺨﻄﺎب اﻟﺼﻮﻓﻲ، ﻛﺨﻄﺎب دﻳﻨﻲ ﻫﺪﻓﻪ اﻟﺘﺮﺑﻴﺔ اﻟﺮوﺣﻴﺔ، واﻟﺨﻄﺎب اﻟﺼﻮﻓﻲ ﻛﻔﻦ ﺷـﻌـﺮي ﺗﺘﺠﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻟﺠﻤﺎل اﻷدﺑــﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻨﻐﻢ اﳌﻮﺳﻴﻘﻲ، أو ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻷﺳﻠﻮب اﻟﺒﻼﻏﻲ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﻀﻤﻮﻧﻪ اﳌﻌﻨﻮي، وأﺑﻌﺎده اﳌﻮﺿﻮﻋﺎﺗﻴﺔ«.