»إزاي اﺗﻌﻠﻤﺖ أﺣﺐ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ« اﺳﺘﺪﻋﺎء اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻓﻲ ﻓﻀﺎء ﺳﺎﺧﺮ
ﻋﺮض ﻣﺼﺮي ـ أوروﺑﻲ ﺿﻤﻦ »اﳌﺴﺮح اﻟﺘﺠﺮﻳﱯ« ﰲ اﻟﻘﺎﻫﺮة
ﻳﻨﻄﻮي اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻷوروﺑـﻲ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﳌـﺴـﺮح، ﺑﺸﻜﻞ ﺧــﺎص، ﻋﻠﻰ ﻓـﺮص ﺟﻴﺪة ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺗﺒﺎدل اﻟﺨﺒﺮات وإﺛﺮاء اﳌﺤﺘﻮى، واﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ ﺗـﻘـﺎرب اﻟﻬﻤﻮم اﻹﻧـﺴـﺎﻧـﻴـﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻓـﻲ اﻟـﻮﻗـﺖ ذاﺗـﻪ ﻳﻮاﺟﻪ ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻟﻴﺴﺖ ﺑﺎﻟﻬﻴﻨﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺧﻠﻖ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎﻧﺲ واﻟﺴﻴﻄﺮة ﻋﻠﻰ أداء ﻣﻤﺜﻠﲔ ﻳﻨﺘﻤﻮن ﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﻟﻐﺔ اﻟﻌﺮض.
وﺗـــــﻌـــــﺪ ﻣـــﺴـــﺮﺣـــﻴـــﺔ »إزاي اﺗـــﻌـــﻠـــﻤـــﺖ أﺣــــﺐ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ« اﻟﺘﻲ ﻋﺮﺿﺖ أﺧﻴﺮﴽ ﺿﻤﻦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﻣــﻬــﺮﺟــﺎن اﻟـــﻘـــﺎﻫـــﺮة ﻟــﻠــﻤــﺴــﺮح اﻟــﺘــﺠــﺮﻳــﺒــﻲ، اﻟـــﺬي ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺎﺗﻪ ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ )أﻳﻠﻮل( اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻧﻤﻮذﺟﴼ ﻟﻬﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻹﻧﺘﺎج اﳌﺸﺘﺮك ﺑﻔﺮﺻﻪ وﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻪ، ﻓﻬﻲ ﺗﺄﻟﻴﻒ وإﺧﺮاج ﻣــﺼــﺮي وإﻧــﺘــﺎج ﺟـﻤـﻬـﻮرﻳـﺔ اﻟـﺠـﺒـﻞ اﻷﺳــــﻮد، أﻣـﺎ اﻟﺘﻤﺜﻴﻞ ﻓﻴﺸﺘﺮك ﻓﻴﻪ اﻟﺠﺎﻧﺒﺎن. ﻳﺘﻨﺎول اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﺸﺒﻪ »ﻣﺴﺮح اﻟﻌﺒﺚ« أﺳﺮة ﻣــﻜــﻮﻧــﺔ ﻣـــﻦ أب وأم واﺑـــﻨـــﲔ واﺑـــﻨـــﺔ ﻓـــﻲ ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ اﻟﺸﺒﺎب ﻳﺴﺘﻌﺪون ﻟﻮﺟﺒﺔ اﻟﻌﺸﺎء، ﻓﻴﺒﺪأ اﻷب ﻓﻲ اﺟﺘﺮار ﺑﻌﺾ ﺷﻌﺎرات اﻻﺷﺘﺮاﻛﻴﺔ ﻓﻲ ﻧﺴﺨﺘﻬﺎ اﳌﺼﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﺨﻤﺴﻴﻨﻴﺎت واﻟﺴﺘﻴﻨﻴﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ اﳌﻘﺎﻃﻊ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﺎﺑﺎت اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻟﻌﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑﻤﻌﺮﻛﺔ اﻻﺳﺘﻘﻼل اﻟﻮﻃﻨﻲ، وﺑﻨﺎء اﻟﺴﺪ اﻟﻌﺎﻟﻲ، وﻣﺠﺎﺑﻬﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﺪوﻟﻴﺔ... ﺗﺘﻮﻟﺪ اﳌـﻔـﺎرﻗـﺔ اﻟـﺪراﻣـﻴـﺔ ﺣـﲔ ﻳـﺒـﺪو اﻷب ﺑﺠﺪﻳﺘﻪ ﻛﺄﻧﻪ ﻳﺨﺎﻃﺐ ﻧﻔﺴﻪ، ﻓﻼ أﺣﺪ ﻳﻨﺘﺒﻪ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ، وﻛﻞ ﻏﺎرق ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ، وﻻ ﻳﺸﻌﺮ ﺑﻮﺟﻮد اﻷب أﺻﻼ.
وﺗــﺸــﺎرك ﻓــﻲ اﻹﻧــﺘــﺎج ﻋــﺪة ﺟـﻬـﺎت أوروﺑــﻴــﺔ، ﻳـــﺄﺗـــﻲ ﻓـــﻲ ﻣــﻘــﺪﻣــﺘــﻬــﺎ اﳌـــﺴـــﺮح اﻟــﻮﻃــﻨــﻲ ﺑـﺎﻟـﺠـﺒـﻞ اﻷﺳﻮد، وﻓﺮﻗﺔ »اﳌﻌﺒﺪ« اﳌﺼﺮﻳﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ، وﺗﻘﻊ
ﺟــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ اﻟــﺠــﺒــﻞ اﻷﺳـــــﻮد ﻓـــﻲ ﺟــﻨــﻮب أوروﺑـــــﺎ، وﻛﺎﻧﺖ إﺣﺪى اﻟﺪوﻟﺘﲔ اﳌﺸﻜﻠﺘﲔ ﻻﺗﺤﺎد ﺻﺮﺑﻴﺎ واﻟﺠﺒﻞ اﻷﺳﻮد ﻗﺒﻞ أن ﺗﺴﺘﻘﻞ ﻓﻲ ﻋﺎم ٦٠٠٢.
ﻳــﺒــﺪأ اﻟــﻌــﺮض ﺑـﺒـﻘـﻌـﺔ ﺿـــﻮء ﺗـﺘـﻮﺳـﻂ إﻇــﻼم ﺷﺎﻣﻞ وﻣﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ أرﻳﻜﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻣﻐﻄﺎة ﺑﻘﻄﻌﺔ ﺻﻔﺮاء ﻣﻦ اﻟﻘﻤﺎش، ﺗﻈﻬﺮ ﺧﺎدﻣﺔ ﻣﺮﺗﺪﻳﺔ اﻟﺰي اﳌﺨﺼﺺ ﻟـﺨـﺎدﻣـﺎت اﻟﻄﺒﻘﺔ اﻷرﺳـﺘـﻘـﺮاﻃـﻴـﺔ ﻓﻲ أوروﺑـــــﺎ، ﻟـﺘـﺰﻳـﺢ اﻟـﻘـﻤـﺎش ﺑـﻴـﺪﻫـﺎ، ﻓـــﺈذا ﺑــﻪ ﻳﺨﻔﻲ ﺧﻤﺴﺔ أﺷﺨﺎص ﻫﻢ ﻋﺪد أﻓﺮاد اﻷﺳـﺮة... ﻟﻠﻮﻫﻠﺔ اﻷوﻟـــﻰ ﻳـﺒـﺪو ﻫـــﺆﻻء ﻛـﻤـﺎ ﻟــﻮ ﻛــﺎﻧــﻮا ﻓــﻲ ﺣـﺎﻟـﺔ ﻣﻦ اﳌـــﻮت اﻟــﺴــﺮﻳــﺮي، وﻛـﻠـﻤـﺎ ﳌـﺴـﺖ اﻟــﺨــﺎدﻣــﺔ أﺣـﺪﻫـﻢ ﻋﺎدت إﻟﻴﻪ اﻟﺤﻴﺎة، ﺗﺒﺪأ اﻟﺨﺎدﻣﺔ ﻓﻲ وﺿﻊ أﻃﺒﺎق اﻟﻄﻌﺎم ﺗﺪرﻳﺠﻴﴼ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮ اﻷب )اﳌﻤﺜﻞ اﳌﺼﺮي اﳌﺨﻀﺮم ﺳﻴﺪ رﺟــﺐ( ﺛـﺮﺛـﺎرﴽ ﻣﻬﻮوﺳﴼ ﺑﺎﳌﺎﺿﻲ وﺧﻄﺎﺑﺎت ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﺟﻪ ﺑﻤﻘﺎﻃﻊ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻴﺨﺎﻃﺐ أﺣــﺪ اﻷﺑـﻨـﺎء اﻟــﺬي ﻻ ﻳﺒﺪو ﻣﻜﺘﺮﺛﴼ ﺑﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ أﺑــﻮه، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻬﺰ رأﺳــﻪ ﺑـﲔ اﻟﺤﲔ واﻵﺧــﺮ، وﻳﻘﻮل ﺑﺎﻟﺼﺮﺑﻴﺔ »ﻧﻌﻢ، ﻧﻌﻢ«، وﻗـﺪ ﻧﻔﺪ ﺻﺒﺮه. أﻣﺎ اﻷم ﻓﻬﻲ ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ ﺑﻤﺪاﻋﺒﺔ اﺑﻨﻬﺎ اﻵﺧﺮ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻻﺑﻦ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﺴﺘﻠﻖ وﻫﻮ ﻳﻐﻂ ﻓﻲ ﻧﻮم ﻋﻤﻴﻖ، أﻣﺎ اﻻﺑﻨﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓﻘﺪ اﻧﺸﻐﻠﺖ ﻋﻦ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﻟﺘﺴﺘﻐﺮق ﻓﻲ ﻧﻘﺶ وﺷﻮم ﻣﻠﻮﻧﺔ ﻋﻠﻰ إﺣﺪى ﺳﺎﻗﻴﻬﺎ.
ﻳﺴﺘﻤﺮ اﳌﻮﻗﻒ ﻓﻲ ﻋﺒﺜﻪ، ﻓﻼ أﺣﺪ ﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻰ اﻵﺧــﺮ، ﻓﻲ ﺗﺠﺴﻴﺪ ﻣﺤﺰن ﻟﻐﻴﺎب ﻟﻐﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻬﺘﻒ أﺣﺪﻫﻢ ﺑﲔ اﻟﺤﲔ واﻵﺧــﺮ ﻣﻦ دون ﻣـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ ﻣــﻮﺟــﻬــﴼ اﻟــﺴــﺒــﺎب ﻷﺣـــﺪ رﻣــــﻮز اﻟـﻌـﺼـﺮ: اﻟﻠﻌﻨﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎرﻟﲔ ﻣﻮﻧﺮو، اﻟﻠﻌﻨﺔ ﺑﺮﺗﻨﻲ ﺳﺒﻴﺮز، ﻛﻤﺎ ﻳﺸﻤﻞ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻟﻠﻌﻨﺎت ﺷﺨﺼﻴﺎت ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﻟﻴﻮﻧﺎردو داﻓﻨﺸﻲ، وﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﻛﻮﳌﺒﻮس، وﺗﻮﻣﺎس إدﻳـﺴـﻮن، وﻓـﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺗﻌﻮد اﻟﺨﺎدﻣﺔ ﻟﺠﻤﻊ أﻃﺒﺎق اﻟﻌﺸﺎء، وإﻋﺎدة ﺗﻐﻄﻴﺔ أﻓﺮاد اﻷﺳﺮة ﺑﻘﻄﻌﺔ اﻟـﻘـﻤـﺎش ﻣــﻦ دون أن ﻳـﻜـﻮﻧـﻮا ﻗــﺪ ﻏـــﺎدروا أﻣﺎﻛﻨﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻷرﻳﻜﺔ ﻃﻮال اﻟﻌﺮض.