اﻟﻘﺎﻫﺮة ﺗﺮﻫﻦ ﺗﻔﺎﻋﻠﻬﺎ ﻣﻊ دﻋﻮات ﺗﻘﺎرب ﺗﺮﻛﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ »اﻟﺮﺑﺎﻋﻲ«
ﻗﻠﻠﺖ ﻣﻦ أﻫﻤﻴﺔ اﻻﺗﺼﺎﻻت اﳉﺎرﻳﺔ ﺣﺎﻟﻴﴼ
أﻛــﺪت ﻣﺼﺮ أﻣــﺲ، ﺗﻠﻘﻴﻬﺎ دﻋـــﻮات ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻟــﻔــﺘــﺢ ﻗـــﻨـــﻮات اﺗـــﺼـــﺎل ﻣــﻌــﻬــﺎ ﻋــﻠــﻰ اﳌـﺴـﺘـﻮﻳـﲔ اﻟﺴﺮي واﻟﻌﻠﻨﻲ ﺑﻐﺮض »ﺗﺤﺴﲔ اﻟﻌﻼﻗﺎت«، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺷﺪدت ﻋﻠﻰ أن ﺧﻄﻮاﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺴﻴﺎق ﻻ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺮد، وإﻧﻤﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣــﻊ »دول اﻟــﺮﺑــﺎﻋــﻲ اﻟــﻌــﺮﺑــﻲ اﻟــﺪاﻋــﻴــﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب«. وردت ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ دﻋﻮة ﺗﺮﻛﻴﺔ ﻟﺘﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﺘﺮﺳﻴﻢ اﻟﺤﺪود اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﻳـﺴـﺒـﻘـﻬـﺎ وﻳــﻤــﻬــﺪ ﻟــﻬــﺎ »ﺗــﺤــﺴــﻦ ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﻼﻗــﺎت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ«، ﺑﺘﺤﻔﻆ، ﻣﺆﻛﺪة أن اﻻﺗﺼﺎﻻت ﺑﲔ اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺮاﻫﻦ ﻻ ﺗﺘﻌﺪى »اﻟﻘﻨﻮات اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻻﺗﺼﺎل«، ﺑﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺗﻠﻚ اﻻﺗﺼﺎﻻت ﻻ ﺗﻌﻜﺲ ﺗﻘﺪﻣﴼ أو اﺧﺘﺮاﻗﴼ.
وﻛـــــﺎن وزﻳـــــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﻟــﺘــﺮﻛــﻲ ﻣــﻮﻟــﻮد ﺟﺎوﻳﺶ أوﻏﻠﻮ، ﻗﺪ ﻗﺎل، ﻣﺴﺎء اﻷرﺑﻌﺎء اﳌﺎﺿﻲ، ﻓــﻲ ﻣـﻘـﺎﺑـﻠـﺔ ﺗـﻠـﻔـﺰﻳـﻮﻧـﻴـﺔ، إن ﺑـــﻼده ﺗـﻌـﻤـﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻗﻴﻊ اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ ﻟﺘﺮﺳﻴﻢ اﻟــﺤــﺪود اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻣﻊ ﻣﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻏــﺮار ﻣﺬﻛﺮة اﻟﺘﻔﺎﻫﻢ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺘﻬﺎ اﻟــﻌــﺎم اﳌــﺎﺿــﻲ ﻣــﻊ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ »اﻟــﻮﻓــﺎق اﻟـﻮﻃـﻨـﻲ« اﻟﻠﻴﺒﻴﺔ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺆﻛﺪ أن إﺑﺮام ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ اﻻﺗﻔﺎﻗﻴﺔ »ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺗﺤﺴﻦ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ«.
وﻛـــــﺎن أوﻏـــﻠـــﻮ ﻗـــﺪ أﺷـــــﺎر ﻓـــﻲ ﺗــﻠــﻚ اﳌـﻘـﺎﺑـﻠـﺔ إﻟﻰ »ﻣﺤﺎدﺛﺎت ﺑﲔ ﺟﻬﺎزي اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، وأن اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺜﻨﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺴﻦ«، ﻟﻜﻦ ﻣﺼﺪرﴽ ﻣﺼﺮﻳﴼ ﻣﺴﺆوﻻ ﺗﺤﺪث إﻟﻰ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« أﻣﺲ، ﺷﺮﻳﻄﺔ ﻋﺪم ذﻛﺮ اﺳﻤﻪ، ﻗﺎل: »ﻻ ﺗﻮﺟﺪ اﺗﺼﺎﻻت ﻣﻊ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮﻛﻲ ﺳﻮى ﺗﻠﻚ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮي ﻋﺒﺮ اﻟﻘﻨﻮات اﻻﻋﺘﻴﺎدﻳﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻋﻨﺎﺻﺮ اﻻﺗﺼﺎل اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺑﲔ اﻟﻄﺮﻓﲔ«.
وﻟـﻢ ﻳﻜﻦ ﺣﺪﻳﺚ أوﻏـﻠـﻮ ﻋـﻦ وﺟــﻮد ﻗﻨﻮات اﺗﺼﺎل ﺑﲔ ﻣﺼﺮ وﺗﺮﻛﻴﺎ ﻫﻮ اﻷول ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ، إذ ﺳﺒﻖ أن ﻋﺒﺮ ﻋﻦ اﳌﻌﻨﻰ ذاﺗﻪ ﻋﺪد ﻣﻦ اﳌﺴﺆوﻟﲔ اﻷﺗـــــــﺮاك ﻓـــﻲ أﻛـــﺜـــﺮ ﻣـــﻦ ﻣــﻨــﺎﺳــﺒــﺔ، ﻛــﻤــﺎ ﺻـــﺪرت دﻋﻮات ﻣﻦ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﺮﻛﻲ، ﺳﻮاء ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻢ أو اﳌﻌﺎرﺿﺔ، ﻟﺘﺤﺴﲔ اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ ﻣﺼﺮ، وﻫﻮ أﻣــﺮ ﻟــﻢ ﻳﺠﺪ ﺻــﺪى ﻣـﻤـﺎﺛـﻼ ﻓــﻲ اﻟــﻘــﺎﻫــﺮة، اﻟﺘﻲ ﻇﻠﺖ ﻣﻨﺸﻐﻠﺔ ﺑﻤﺎ ﺗﺼﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ »أﻧـﻤـﺎط إﺳـﺎءة وﻣـــﻘـــﺎرﺑـــﺎت ﻋــﺪاﺋــﻴــﺔ ﻋــﻠــﻰ ﺻــﻌــﻴــﺪي اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﺔ واﻹﻋﻼم ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ أﻧﻘﺮة، إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﺪﺧﻼت إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﺰﻋﺰﻋﺔ ﻟﻸﻣﻦ واﻻﺳﺘﻘﺮار اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﲔ«.
وﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت أوﻏﻠﻮ، ﻗﺎل اﳌﺼﺪر اﳌﺼﺮي اﳌﺴﺆول: »ﻫﻨﺎك ﺧﻠﻂ ﻣﺎ ﺑﲔ دﻋﻮات ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻟﻔﺘﺢ ﻗﻨﻮات اﺗﺼﺎل ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻻﺳــﺘــﺨــﺒــﺎراﺗــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻲ وﺑـــﲔ ﻣــﺎ ﻳــﺤــﺪث ﻋﻠﻰ أرض اﻟــﻮاﻗــﻊ«. وﻓــﻲ إﺷـــﺎرة إﻟــﻰ ﺣــﺮص ﺑــﻼده ﻋﻠﻰ اﺳﺘﻤﺮار ﺗﻌﺰﻳﺰ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺿﻤﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻷرﺑﻊ اﻟﺪاﻋﻴﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﻹرﻫﺎب )اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ، واﻹﻣﺎرات، واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، وﻣﺼﺮ(، أﻛﺪ اﳌﺼﺪر اﳌﺼﺮي أن »ﺗﺮﻛﻴﺎ داﺋﻤﺔ اﻟﺪﻋﻮة ﻟﻔﺘﺢ ﻗــﻨــﻮات اﺗــﺼــﺎل ﻣــﻊ ﻣـﺼـﺮ ﺣـﺘـﻰ ﻋـﻠـﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟــﺴــﺮي، وﻟـﻜـﻦ ﻣﺼﺮ ﻓــﻲ ﻫــﺬا اﳌـﻠـﻒ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟـــﻰ اﳌــﻠــﻒ اﻟــﻘــﻄــﺮي، ﺗـﻌـﻤـﻞ ﻓــﻲ إﻃـــﺎر اﻟـﺘـﻌـﺎون واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ واﻹﻣﺎرات واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ، وﻻ ﺗﺘﺤﺮك ﺑﺸﻜﻞ ﻓﺮدي إﻃﻼﻗﴼ«.
وﻛـــــﺎن وزﻳـــــﺮ اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ اﳌـــﺼـــﺮي ﺳــﺎﻣــﺢ ﺷﻜﺮي، ﻗﺪ رد اﻷﺣــﺪ اﳌﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎت »إﻳــﺠــﺎﺑــﻴــﺔ« أﻃـﻠـﻘـﻬـﺎ ﻳــﺎﺳــﲔ أﻗــﻄــﺎي ﻣﺴﺘﺸﺎر اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ رﺟــﺐ ﻃﻴﺐ إردوﻏـــﺎن، ﺑﻘﻮﻟﻪ: »إﻧﻨﺎ ﻧﺮﺻﺪ اﻷﻓﻌﺎل واﻟﺤﺪﻳﺚ واﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت، وﻟــــﻜــــﻦ إذا ﻛــــــﺎن اﻟـــﺤـــﺪﻳـــﺚ ﻏـــﻴـــﺮ ﻣـــﺘـــﻮاﻓـــﻖ ﻣــﻊ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻓﻼ ﺗﺼﺒﺢ ﻟﻪ أﻫﻤﻴﺔ«.
وﻣــﻨــﺬ إﻃــﺎﺣــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺲ اﳌــﺼــﺮي اﻷﺳــﺒــﻖ ﻣﺤﻤﺪ ﻣـﺮﺳـﻲ وﺗﻨﻈﻴﻢ »اﻹﺧـــــﻮان« ﻣــﻦ اﻟﺤﻜﻢ ﻓﻲ ٣١٠٢، إﺛـﺮ ﻣﻈﺎﻫﺮات ﺣﺎﺷﺪة ﺿﺪﻫﻤﺎ، ﺗﻢ ﺧﻔﺾ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪﻳﻦ، ﻓﻲ ﻇﻞ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺘﺮﻛﻲ وﺑﻌﺾ اﳌﺴﺆوﻟﲔ ﻓﻲ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﻮﺟﻴﻪ اﻻﺗﻬﺎﻣﺎت واﻻﻧﺘﻘﺎدات إﻟــﻰ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌـﺼـﺮﻳـﺔ، ﻓـﻀـﻼ ﻋــﻦ اﺳﺘﻀﺎﻓﺔ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻋﺪدﴽ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم وﺑﻌﺾ اﳌﺪاﻧﲔ ﻓﻲ ﻗﻀﺎﻳﺎ إرﻫﺎب وﻓﻌﺎﻟﻴﺎت ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﺎﻫﻀﺔ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ ﻓـﻲ ﻣـﺼـﺮ، ﻳـﺪﻋـﻮ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟــ»اﻟـﺜـﻮرة واﻻﻧﻘﻼب ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻜﻢ« وﻳﺤﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻨﻒ، وﻫـــﻮ اﻷﻣــــﺮ اﻟــــﺬي ﻳـﺜـﻴـﺮ اﺳــﺘــﻨــﻜــﺎرﴽ ﺷــﺪﻳــﺪﴽ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻫﺮة.