Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺗﻘﻨﻴﺔ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت اﳌﺒﺘﻜﺮة... ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﻌﺼﺮ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﻄﺐ

ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎدة اﳌﺮﻛﺐ اﳉﺰﺋﻲ »آر إن إﻳﻪ« ﻏﲑ ﻣﻌﺮوﻓﺔ اﳌﺼﺪر

- ﺟﻨﻴﻒ: ﺷﻮﻗﻲ اﻟﺮﻳﺲ

ﻳـــﻨـــﺼـ­ــﺐ اﻻﻫــــﺘــ­ــﻤــــﺎم اﻟــﻌــﻠــ­ﻤــﻲ ﻓـــﻲ اﻟـــﻮﻗـــ­ﺖ اﻟـــﺮاﻫــ­ـﻦ ﻋــﻠــﻰ ﻋـــﺪد ﻣﻦ اﻟــﻠــﻘــ­ﺎﺣــﺎت؛ ﺧــﺼــﻮﺻــ­ﴼ اﻟــﻠــﻘــ­ﺎﺣــﲔ اﻟــــﻠـــ­ـﺬﻳــــﻦ ﺗــــﻄــــ­ﻮر أﺣــــﺪﻫــ­ــﻤــــﺎ ﺷــﺮﻛــﺔ »ﺑﻴﻮﻧﺘﻴﻚ « اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ، ﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ »ﻓﺎﻳﺰر« اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﺗﻄﻮر اﻵﺧـــــــ­ـﺮ ﺷــــﺮﻛـــ­ـﺔ » ﻣــــــــﻮ­درﻧـــــــ­ـﺎ « ، وﻣـــﻦ اﳌﺘﻮﻗﻊ أن ﺗﻜﻮن اﻟﺠﺮﻋﺎت اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﺟﺎﻫﺰة ﻟﻠﺘﻮزﻳﻊ ﻗﺒﻞ ﺣﻠﻮل ﻧــﻬــﺎﻳــ­ﺔ اﻟــﻌــﺎم اﻟــﺤــﺎﻟـ­ـﻲ، ﺑــﺎﻹﺿــﺎﻓ­ــﺔ إﻟـــﻰ اﻟــﻠــﻘــ­ﺎح اﻟــــﺬي ﺗــﻄــﻮره ﺟﺎﻣﻌﺔ أﻛﺴﻔﻮرد ﻣﻊ ﺷﺮﻛﺔ » آﺳﺘﺮازﻳﻨﻴﻜ­ﺎ « اﻟــﺒــﺮﻳـ­ـﻄــﺎﻧــﻴـ­ـﺔ، ﻓـــﻀـــﻼ ﻋـــﻦ اﻟـﺘـﻜـﺘـﻢ اﻟـﺸـﺪﻳـﺪ اﻟــﺬي ﻳﺤﻴﻂ ﺑﻤﺸﺮوﻋﺎت اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت اﻟﺼﻴﻨﻴﺔ واﻟﺮوﺳﻴﺔ.

وﺑـــﻘـــﺪ­ر ﻣـــﺎ ﻳــﻨــﺼــﺐ اﻻﻫــﺘــﻤـ­ـﺎم ﻋـــﻠـــﻰ اﻵﻣـــــــ­ـﺎل اﻟـــﻜـــﺒ­ـــﻴـــﺮة اﳌـــﻌـــﻘ­ـــﻮدة ﻋﻠﻰ ﻫـﺬه اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﻟﻠﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻓﻲ ﺿﻮء اﻷﻧﺒﺎء اﳌﺘﺪاوﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﺘﻌﻮن ﺑﻬﺎ، ﻳﻨﺼﺐ أﻳﻀﴼ اﻻﻫـﺘـﻤـﺎم ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﳌﺒﺘﻜﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻴﻬﺎ اﻟــﻠــﻘــ­ﺎﺣــﺎن اﻷﻣـــﻴـــ­ﺮﻛـــﻴـــﺎ­ن؛ » ﻓـــﺎﻳـــﺰ­ر « و » ﻣﻮدرﻧﺎ « ، وﻳﻌﺘﻘﺪ اﻟﺨﺒﺮاء أﻧﻬﺎ ﺳــﺘــﻜــﻮ­ن ﻓــﺎﺗــﺤــ­ﺔ ﻋــﺼــﺮ ﺟــﺪﻳــﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻠﻘﺎﺣﻴﺔ ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﺮاض اﳌﺴﺘﻌﺼﻴﺔ .

ﻳــﻨــﻄــﻠ­ــﻖ اﻟــﻠــﻘــ­ﺎﺣــﺎن ﻣـــﻦ ﻣـــﺎدة اﳌـﺮﻛـﺐ اﻟﺠﺰﻳﺌﻲ (RNA) اﻟــﺬي ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ اﻟﻌﻠﻢ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻣﻦ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣـﺼـﺪره، واﻟــﺬي ﻻ ﺣﻴﺎة ﻟﻺﻧﺴﺎن ﻣﻦ دوﻧـﻪ. وﺗﻘﻮم ﻣﻬﻤﺔ ﻫﺬه اﳌﺎدة ﻋﻠﻰ ﻧﺴﺦ رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﳌﻮﺟﻮدة ﻓـــــﻲ اﻟـــﺤـــﻤ­ـــﺾ اﻟــــــﻨـ­ـــــﻮوي (DNA) وﺗـﺤـﻮﻳـﻠـ­ﻪ إﻟـــﻰ اﳌــــﻮاد اﻟﺒﺮوﺗﻴﻨﻴﺔ اﻟــــﺘـــ­ـﻲ ﺗــــﺪﻳـــ­ـﺮ اﻟــﺘــﻨــ­ﻔــﺲ واﻟــﺘــﻔـ­ـﻜــﻴــﺮ واﻟــﺤــﺮﻛ­ــﺔ. وﻟـﻠـﺘـﺪﻟـ­ﻴـﻞ ﻋـﻠـﻰ أﻫﻤﻴﺔ ﻫــــﺬه اﳌــــــﺎد­ة ﻳــﺮﺟــﺢ اﻟــﻌــﻠــ­ﻤــﺎء أﻧـﻬـﺎ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺑــﺪاﻳــﺔ اﻟــﺤــﻴــ­ﺎة ﻋـﻠـﻰ اﻷرض ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ٣ ﻣﻠﻴﺎرات ﺳﻨﺔ، وﻋﻠﻴﻬﺎ ﺗـﻌـﻘـﺪ اﻵﻣــــﺎل اﻟــﻴــﻮم ﻟـﻠـﻘـﻀـﺎء ﻋﻠﻰ أﺧــﻄــﺮ ﺟــﺎﺋــﺤــ­ﺔ ﻋــﺮﻓــﻬــ­ﺎ اﻟــﻌــﺎﻟـ­ـﻢ ﻓﻲ اﻟﻌﺼﻮر اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ .

ﻣﺤﺎﻛﺎة اﻹﺻﺎﺑﺔ

ﻣــــــﻌــ­ــــﺮوف أن اﻟـــــﻠــ­ـــﻘـــــﺎ­ح ﻟــﻴــﺲ ﺳــــــﻮى ﻣـــﺤـــﺎﻛ­ـــﺎة ﻟـــﻺﺻـــﺎ­ﺑـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﺴﺘﻬﺪف ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ واﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺒﺒﻬﺎ. ﻟﻜﻦ اﻟﻠﻘﺎﺣﲔ اﳌﺬﻛﻮرﻳﻦ ﻳــﺴــﺘــﺨ­ــﺪﻣــﺎن ﺗـﻘـﻨـﻴـﺔ أﻛــﺜــﺮ ﺗﻌﻘﻴﺪﴽ ﻣــﻦ اﳌــﻌــﺘــ­ﻤــﺪة ﻟـﺘـﻄـﻮﻳـﺮ اﻟـﻠـﻘـﺎﺣـ­ﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﺟﺮﻋﺎت ﻓﻴﺮوﺳﻴﺔ ﻣﺨﻔﻔﺔ أو ﻣﻌﻘﻤﺔ ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ أﻣﺮاض ﻣﺜﻞ اﻹﻧﻔﻠﻮﻧﺰا أو اﻟﺤﺼﺒﺔ، وﻫـــﻲ ﺗـﻘـﻨـﻴـﺔ ﺗــﻘــﻮم ﻋــﻠــﻰ ﻣـﺴـﺎﻋـﺪة ﺧـــﻼﻳـــﺎ اﳌــــﺮﻳــ­ــﺾ ﻛــــﻲ ﺗـــﺘـــﻮﻟ­ـــﻰ ﻫـﻲ ﺗــﻮﻟــﻴــ­ﺪ اﻟــﻠــﻘــ­ﺎح اﻟــــﺬي ﻳـﻘـﻀـﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻴﺮوس. وﺗﺤﺘﻮي ﻛﻞ ﺟﺮﻋﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻳﻦ اﻟﻠﻘﺎﺣﲔ ﻋـﺸـﺮات اﳌﻠﻴﺎرات ﻣﻦ ﺟﺰﻳﺌﺎت اﳌﺮﻛﺐ، ﻣﺤﻤﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﻏﻼف دﻫﻨﻲ ﻗﻄﺮه أﺻﻐﺮ ٠٠٤ ﻣﺮة ﻣــﻦ ﻗــﻄــﺮ اﻟــﺸــﻌــ­ﺮة. وﻳــﻘــﻮل أوﻏـــﻮر ﺷــﺎﻫــﲔ، اﳌــﺪﻳــﺮ اﻟـﺘـﻨـﻔـﻴ­ـﺬي ﻟﺸﺮﻛﺔ ﺑـﻴـﻮﻧـﺘـﻴ­ـﻚ وأﺣـــﺪ اﻟـــــﺮوا­د اﻟﻌﺎﳌﻴﲔ ﻓـﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟـﻠـﻘـﺎﺣـ­ﺎت، إﻧــﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳــﺤــﻘــﻦ اﻟــﻠــﻘــ­ﺎح ﻓـــﻲ ﻋـﻀـﻠـﺔ اﻟــــﺬراع ﺗــﺘــﺴــﺮ­ب اﻟــﺠــﺰﻳـ­ـﺌــﺎت ﻋــﺒــﺮ اﻟـﺠـﻬـﺎز اﻟـﻠـﻴـﻤـﻔ­ـﺎوي إﻟــﻰ اﻟـﺨـﻼﻳـﺎ اﻟﻌﻘﺪﻳﺔ واﻟـــﻄـــ­ﺤـــﺎل، ﺣــﺎﻣــﻠــ­ﺔ ﻣــﻌــﻬــﺎ وﺻــﻔــﺔ إﻧﺘﺎج ﻣــﺎدة اﻟﻔﻴﺮوس اﻟﺒﺮوﺗﻴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﺠﻬﺎز اﳌﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻌﺮف ﻋــﻠــﻴــﻪ وﺗــﺤــﺪﻳـ­ـﺪ ﻣــﻮاﺻــﻔـ­ـﺎﺗــﻪ، ﺑﻤﺎ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎء ﻋﻠﻴﻪ ﻷﺷﻬﺮ أو ﻟﺴﻨﻮات.

وﺗﻌﻮد أﺑﺤﺎث ﺷﺎﻫﲔ وﻓﺮﻳﻘﻪ ﻓﻲ اﺧﺘﺒﺎر ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﻋــﻠــﻰ اﻟــﺒــﺸــ­ﺮ ﻟــﻠــﻌــﺎ­م ٧١٠٢ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻛـــــﺎن ﻳــــﺤــــ­ﺎول ﺗـــﻄـــﻮﻳ­ـــﺮ ﻋـــــﻼج ﺿـﺪ اﻟﺴﺮﻃﺎن ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻟﻘﺎح ﻣﺨﺼﺺ ﻟـﻜـﻞ ﻣــﺮﻳــﺾ، ﻛـﻤــﺎ ﻟــﻮ أن إﺻـﺎﺑـﺘـﻪ اﻟﺴﺮﻃﺎﻧﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ إﺻﺎﺑﺔ ﻓﻴﺮوﺳﻴﺔ . وﻳــﻘــﻮل ﻧــﻮرﺑــﺮت ﺑــــﺎردي، اﻟـﺒـﺎﺣـﺚ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻨﺴﻠﻔﺎﻧﻴﺎ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، إن ﻟــﻘــﺎﺣــ­ﺎت RNA ﻣـــﻦ ﺷــﺄﻧــﻬــ­ﺎ أن ﺗﺤﺪث ﺛﻮرة ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﻄﺐ، وإﻧﻬﺎ إذا ﺗﺄﻛﺪت ﻓﻌﺎﻟﻴﺘﻬﺎ ﻓـﺴـﺘـﻜـﻮن ﺑــﺪاﻳــﺔ ﻋــﺼــﺮ ﺟــﺪﻳــﺪ ﻓﻲ اﻟـــﻄـــﺐ اﻟــﺒــﻴــ­ﻮﻟــﻮﺟــﻲ ﻳــﻔــﺘــﺢ اﻟــﺒــﺎب ﳌــﻌــﺎﻟــ­ﺠــﺔ اﻟـــﺴـــﺮ­ﻃـــﺎن واﻹﺻــــﺎﺑ­ــــﺎت اﻟﻔﻴﺮوﺳﻴﺔ اﻷﺧﺮى .

وﻳـﺸـﻴـﺮ اﻟـﻌـﻠـﻤـﺎ­ء ﺑــﺬﻫــﻮل إﻟـﻰ اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬه اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت، إذ ﺗـﻤـﻜـﻨـﺖ ﺷــﺮﻛــﺔ »ﻣــــﻮدرﻧـ­ـــﺎ« ﻣﻦ إﻧـــﺘـــﺎ­ج اﳌـــﺮﻛـــ­ﺐ اﻟــﺠــﺰﻳـ­ـﺌــﻲ اﳌــﺮﺷــﺢ ﻟــﺘــﻄــﻮ­ﻳــﺮه ﻟــﻘــﺎﺣــ­ﴼ، ﺑــﻌــﺪ ٢٤ ﻳــﻮﻣــﴼ ﻋـﻠـﻰ إﻋـــﻼن اﻟــﺼــﲔ ﻋــﻦ اﻟﺘﺴﻠﺴﻞ اﻟﻮراﺛﻲ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻔﻴﺮوس، ﻋﻠﻤﴼ ﺑﺄن

ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻟﻘﺎح ﺗﻘﻠﻴﺪي ﻳﺴﺘﻐﺮق ﻓﺘﺮة ﺗــﺘــﺮاوح ﺑــﲔ ٨ و٠١ ﺳــﻨــﻮات. ﻫـﺬه اﻟﺴﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫـﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺳﻼﺣﴼ ﺑﺎﻟﻎ اﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻔﻴﺮوﺳﺎت ﺳﺮﻳﻌﺔ اﻻﻧﺘﺸﺎر .

ﻳـــﻀـــﺎف إﻟـــــﻰ ذﻟـــــﻚ أن إﻧـــﺘـــﺎ­ج ﻣــــــﺎدة ﻫـــــﺬا اﻟـــﻨـــﻮ­ع ﻣـــﻦ اﻟــﻠــﻘــ­ﺎﺣــﺎت ﻳـــﺘـــﻢ ﻛـــﻴـــﻤـ­ــﻴـــﺎﺋــ­ـﻴـــﴼ ﻋـــﺒـــﺮ اﻟــﺘــﺤــ­ﻤــﻴــﻞ اﻹﻟــﻜــﺘـ­ـﺮوﻧــﻲ ﻟـﻠـﺘـﺴـﻠـ­ﺴـﻞ اﻟـــﻮراﺛـ­ــﻲ،

وﻣﻦ دون اﻟﺤﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺧﻼﻳﺎ ﺣﻴﺔ، ﻣــﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺗﻜﻠﻔﺘﻬﺎ أﻗــﻞ ﻣــﻦ ﺗﻜﻠﻔﺔ اﻟـﻠـﻘـﺎﺣـ­ﺎت اﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ. ﻛﻤﺎ أن ﻫﺬا اﳌﺮﻛﺐ اﻟﺠﺰﻳﺌﻲ ﻫﻮ أﻛﺜﺮ أﻣﺎﻧﴼ ﻣﻦ اﻟــﻠــﻘــ­ﺎﺣــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﺘـﻤـﺪ اﻟﺤﻤﺾ اﻟﻨﻮوي ﻗﺎﻋﺪة ﻟﺘﻄﻮﻳﺮﻫﺎ، إذ ﻟﻴﺴﺖ ﻣـﻌـﺪﻳـﺔ ﺑــﺬاﺗــﻬـ­ـﺎ وﻏــﻴــﺮ ﻗــــﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻻﻧـــﺪﻣــ­ـﺎج ﻓــﻲ اﻟـﺘـﺴـﻠـﺴ­ـﻞ اﻟــﻮراﺛــ­ﻲ ﻟــﺨــﻼﻳــ­ﺎ اﳌـــﺮﻳـــ­ﺾ، ﻣـــﺎ ﻳــﺤــﻮل دون ﺣــﺪوث ﺗـﺤـﻮﻻت ﺧﻄﻴﺮة ﻳﻤﻜﻦ أن

ﺗﺘﻮارث ﻣﻦ ﺟﻴﻞ ﻵﺧﺮ.

وﺣﺴﺐ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، ﻳﻮﺟﺪ ﺣﺎﻟﻴﴼ أﻛﺜﺮ ﻣـﻦ ٠٥ اﺧﺘﺒﺎرﴽ ﺳﺮﻳﺮﻳﴼ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﺿﺪ ﺷﺘﻰ أﻧﻮاع اﻷورام اﻟﺴﺮﻃﺎﻧﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺗـﻠـﻚ اﻷورام اﻟــﺨــﻄــ­ﺮة اﻟــﺘــﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﺨﺒﻴﺜﺔ، ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك ﻧﺤﻮ ٠٢ ﻟﻘﺎﺣﴼ ﻗﻴﺪ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ إﺻﺎﺑﺎت ﻓﻴﺮوﺳﻴﺔ، ﻣﺜﻞ اﻹﻧﻔﻠﻮﻧﺰا واﻹﻳــــــ­ــــﺪز. ﻟـــﻜـــﻦ ﺣـــﺘـــﻰ اﻵن ﻟــــﻢ ﺗـﺘـﻢ اﳌـﻮاﻓـﻘـﺔ ﻋﻠﻰ أي ﻟـﻘـﺎح ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ، واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻘﻘﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺴﺮﻃﺎن ﻣﺎ ﺗﺰال ﻣﺤﺪودة ﺟــــﺪﴽ، ودون ﻣـــﺎ ﻳــﺘــﺒــﲔ دورﻫـــــﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ »ﻛﻮﻓﻴﺪ ٩١.« ﻓﻬﻲ ﺗﻨﺠﺢ ﻓﻲ وﻗﻒ ﺗﻄﻮر اﻷورام اﻟﺴﺮﻃﺎﻧﻴﺔ، ﻟـــﻜـــﻦ ﻧــﺴــﺒــﺔ ﺿــﺌــﻴــﻠ­ــﺔ ﻣــــﻦ اﳌـــﺮﺿـــ­ﻰ ﻳﺤﺎﻓﻈـﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻋﺔ ﺿﺪ اﳌﺮض ﻟــﻔــﺘــﺮ­ة ﺗـﻤـﺘـﺪ ﺣــﺘــﻰ ٤ ﺳــﻨــﻮات ﺑﻌﺪ ﻣﻌﺎﻓﺎﺗﻬﻢ .

ﻓﱰة اﳌﻨﺎﻋﺔ

واﻟﺴﺆال اﻟﻜﺒﻴﺮ اﳌﻄﺮوح اﻟﻴﻮم ﺣــﻮل ﻫــﺬا اﻟـﻨـﻮع ﻣـﻦ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﻫﻮ ﻋﻦ ﻓﺘﺮة اﳌﻨﺎﻋﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﻟﺪﻫﺎ، واﻟﺘﻲ ﻳــﻘــﻮل اﻟــﺨــﺒــ­ﺮاء إن ﺗـﺤـﺪﻳـﺪﻫـ­ﺎ ﺑﺪﻗﺔ ﻳـﻘـﺘـﻀـﻲ ﻓــﺘــﺮة ﻻ ﺗــﻘــﻞ ﻋــﻦ ﺳــﻨــﺔ أو رﺑﻤﺎ اﺛﻨﺘﲔ أو أﻛﺜﺮ . وﻳﺒﻘﻰ اﻟﺘﺤﺪي اﻟﻜﺒﻴﺮ اﻵﺧــﺮ أﻣــﺎم ﻫــﺬه اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت، ﻫﻮ ﺣﻔﻈﻬﺎ ﻣﺒﺮدة ﻋﻨﺪ درﺟﺔ ﺗﺼﻞ إﻟــــﻰ ٠٨ ﺗــﺤــﺖ اﻟــﺼــﻔــ­ﺮ. ﻟــﻜــﻦ ﻳــﺒــﺪو أن ﺗﺬﻟﻴﻞ ﻫــﺬه اﻟﻌﻘﺒﺔ ﺑــﺎت ﻣﻤﻜﻨﴼ، ﺑﻌﺪ أن أﻋﻠﻨﺖ »ﻣﻮدرﻧﺎ« أن ﻟﻘﺎﺣﻬﺎ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺣﻴﺘﻪ ﻟﺸﻬﺮ ﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ ﺛﻼﺟﺔ ﻋﺎدﻳﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺻﺮح ﺷﺎﻫﲔ أن ﻓﺮﻳﻘﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﺮﻛﻴﺒﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﺴﻤﺢ ﺑﺤﻔﻆ اﻟﻠﻘﺎح ﻣﺴﺘﻘﺮﴽ ﻋﻨﺪ درﺟﺎت اﻟﺤﺮارة اﻟﻌﺎدﻳﺔ.

وﻳـﻘـﻮل إﺧﺼﺎﺋﻴﻮن ﻳﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت إن اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ اﳌﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻓﻲ اﳌﺨﺘﺒﺮ ﺳﻬﻠﺔ اﻻﺳـﺘـﻨـﺴـ­ﺎخ ﺻـﻨـﺎﻋـﻴـﴼ، وﻣـﻦ اﳌﻤﻜﻦ إﻧﺘﺎج ٠١ ﻣﻠﻴﺎرات ﺟﺮﻋﺔ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن ﻋﺎم أو اﺛﻨﲔ. وﻳﻌﻠﻖ ﺧﺒﺮاء ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ آﻣﺎﻻ ﻛﺒﻴﺮة ﳌﻌﺎﻟﺠﺔ أﻣﺮاض ﻛﺜﻴﺮة ﻓﻲ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻔﻀﻞ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺗﻘﻨﻴﺔ RNA اﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺑﻌﻴﺪة ﻋﻦ اﳌﺮاﺣﻞ اﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺘﻬﺎ اﻟﺘﻘﻨﻴﺎت اﻟﻮراﺛﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻄﻠﻖ ﻣﻦ اﳌﺠﲔ )ﺟﻴﻨﻮم( اﻟﺒﺸﺮي. وﻳﻼﺣﻆ أن ﻋــــــﺪدﴽ ﻣـــﺘـــﺰا­ﻳـــﺪﴽ ﻣـــﻦ اﳌــﺨــﺘــ­ﺒــﺮات وﺷـــﺮﻛـــ­ﺎت اﻟـﺘـﻜـﻨـﻮ­ﻟـﻮﺟـﻴـﺎ اﻟـﺤـﻴـﻮﻳـ­ﺔ ﻳﺴﻌﻰ إﻟﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬه اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ أﺑﺤﺎﺛﻬﺎ وﺗـﻄـﻮﻳـﺮﻫ­ـﺎ، ﺧـﺎﺻـﺔ أﻧﻬﺎ ﺗـﻨـﻄـﻮي ﻋـﻠـﻰ ﻣـﺨـﺎﻃـﺮ أﻗـــﻞ ﻣـﻘـﺎرﻧـﺔ ﺑـﺘـﻘـﻨـﻴـ­ﺔ ﺗــﺤــﻮﻳــ­ﺮ اﻟــﺤــﻤــ­ﺾ اﻟــﻨــﻮوي اﻟﺘﻲ ﺗﺆدي داﺋﻤﴼ إﻟﻰ ﺗﻌﺪﻳﻼت ﻓﻲ » ﻛﺘﺎب اﻟﺤﻴﺎة .«

 ??  ?? ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ اﳌﺨﺘﺒﺮات ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻟﻘﺎح ﻟﻔﻴﺮوس »ﻛﻮﻓﻴﺪ - ٩١« )أ.ف.ب(
ﺗﺘﺴﺎﺑﻖ اﳌﺨﺘﺒﺮات ﺣﻮل اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻟﻘﺎح ﻟﻔﻴﺮوس »ﻛﻮﻓﻴﺪ - ٩١« )أ.ف.ب(

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia