إﻳﺮان وﻏﻴﺎب اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮ
ﺳــﺎﻋــﺔ ﺗﻠﻘﻴﻪ ﻧـﺒـﺄ ﻗـﺘـِﻞ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ﻓـﺨـﺮي زاده، »اﻟـﺼـﻨـﺪوق اﻷﺳـــﻮد« ﻟﻠﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟــﻨــﻮوي، وﺟـﺪ اﳌﺮﺷﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻲ ﻋﻠﻲ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﻲ وﺿﻊ ﺷﺒﻴﻪ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﺑﺬﻟﻚ اﻟـﻮﻗـﺖ اﻟــﺬي ﺗﻠﻘﻰ ﻓﻴﻪ ﻧﺒﺄ ﻗـﺘـﻞ ﻗــﺎﺳــﻢ ﺳـﻠـﻴـﻤـﺎﻧـﻲ، ﻋـﻠـﻰ رﻏـــﻢ اﻟـــﻔـــﻮارق ﺑﲔ اﻟﺮﺟﻠﲔ. ﻛﺎن ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ اﻷﻗﺮب إﻟﻰ ﻗﻠﺐ اﳌﺮﺷﺪ، وﻛﺎن ﺣﺎرس ﺣﻠﻢ »ﺗﺼﺪﻳﺮ اﻟﺜﻮرة« إﻟﻰ اﻹﻗﻠﻴﻢ. وﺛﻤﺔ ﻣﻦ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﻓﺨﺮي زاده ﻛﺎن »ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ اﻟﺤﻠﻢ اﻟﻨﻮوي.« وﻣﺎ ﻳﺮﺑﻂ ﺑﲔ اﻟﺤﺪﺛﲔ ﻫﻮ أن اﻷول ﺗﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ، واﻟﺜﺎﻧﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻧﻔﺬ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻦ ﺑﻨﻴﺎﻣﲔ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ، ﻣﺴﺘﻔﻴﺪﴽ ﻣﻦ »أﺳﺎﺑﻴﻊ اﻟﺠﻤﺮ« اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺼﻠﻨﺎ ﻋﻦ ﻣﻮﻋﺪ اﻧﺘﻘﺎل اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ إﻟﻰ ﺳﻴﺪه اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺟﻮ ﺑﺎﻳﺪن.
اﳌﺒﺎﻟﻐﺔ ﺗﻘﻠﻴﺪ ﻋﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ. ﻧﻀﺨﻢ ﺣــﺠــﻢ اﻷﺣــــــﺪاث وﻧـــــﺮوح ﻧـﺘـﻜـﻬـﻦ ﺣــــﻮل اﻟــــﺮدود واﻷﺛـــﻤـــﺎن. وﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ ﺗـﺴـﺎﻋـﺪ ﻋـﻠـﻰ ذﻟـــﻚ. إﻧـﻬـﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻌﺪاوات اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ. واﻟﺨﻨﺎﺟﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻈﺎﻫﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﻜﺎﻧﺔ، ﻟﻜﻦ ﻣﻦ دون أن ﺗﺘﻘﺎﻋﺪ. ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺿﺮﺑﺎت وأﺧﻄﺎر ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ وﻻﺋﻤﻬﺎ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ واﻟﺤﺪﻳﺜﺔ.
ﻟﻨﺘﺮك اﻹﻓــﺮاط ﻓﻲ اﳌﺒﺎﻟﻐﺎت. ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ ﺑﺪﻳﻞ ﻷي رﺟﻞ ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎن ﻻﻣﻌﴼ. ﻳﻤﻜﻦ إﻋﺎدة إﻋﻤﺎر أي ﻣﻨﺸﺄة ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺴﺎﺳﺔ. اﻷﺻﻌﺐ ﻫﻮ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ اﻟﺠﺮوح اﻟﺘﻲ ﺗﺼﻴﺐ اﻟﺼﻮرة . ﺻﻮرة اﻟﻨﻈﺎم أو ﺳﻴﺪه أو اﻵﻟﺔ اﳌﻤﺴﻜﺔ ﺑﺨﻴﻮﻃﻪ. وﻻ ﻣﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻮل إﱠن إﻳﺮان ﺗﱠﺘﺠﻪ إﻟﻰ ﺧﺘﺎم اﻟﱠﺴﻨ
ِﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺼﺎﺑﺔ ﺑﺠﺮﺣﲔ ﻛﺒﻴﺮﻳﻦ. اﻷول اﻓﺘﺘﺤﺖ ﺑﻪ اﻟﺴﻨﺔ وﻫﻮ اﻟﻬﺠﻮم اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟـﺬي ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد اﻟﺠﻨﺮال ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻨﻪ رﻓﺎﻗﻪ
وﻛﺄﻧﻪ ﻏﻴﻔﺎرا اﻟﺜﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ؛ ﺧﺼﻮﺻﴼ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻏﻴﺮ ﻫﻮﻳﺎت دول وﻋـﻮاﺻـﻢ. وﻳﺼﻌﺐ اﻻﻋﺘﻘﺎد أن ﻃﻬﺮان ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺠﺮح ﺑﻤﺎ ﻳــﻮازﻳــﻪ وﻟــﻬــﺬا ﺳﻤﻌﻨﺎ ﺗــﻜــﺮارﴽ ﻋــﺒــﺎرة »اﻟـﺼـﺒـﺮ اﻻﺳـﺘـﺮاﺗـﻴـﺠـﻲ« ﻓــﻀــﻼ ﻋــﻦ ﻋــﺒــﺎرة »ﻓــﻲ اﻟــﺰﻣــﺎن اﳌﻨﺎﺳﺐ واﳌﻜﺎن اﳌﻨﺎﺳﺐ.«
أﻏﻠﺐ اﻟﻈﻦ أن إﻳﺮان ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺒﻌﺪ أن ﻳﺘﺨﺬ أي رﺋﻴﺲ أﻣﻴﺮﻛﻲ ﻗﺮارﴽ ﺑﻘﺘﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ . اﺳﺘﻬﺪاﻓﻪ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ اﺳﺘﻬﺪاف أﺳﺎﻣﺔ ﺑﻦ ﻻدن أو أﺑﻮ ﺑﻜﺮ اﻟﺒﻐﺪادي. وﻟﻌﻠﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺘﻘﺪ أن دوﻧﺎﻟﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻧﻔﺴﻪ، ﺻﺎﻧﻊ اﳌﻔﺎﺟﺂت، ﻟﻦ ﻳﺠﺮؤ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻄﻲ »اﻟﺨﻂ اﻷﺣﻤﺮ« اﻟﺬي ﻳﺸﻜﻠﻪ اﺳﺘﻬﺪاف ﻣﻦ أدى رﻗﺼﺔ اﻟﻨﺼﺮ ﻓـﻮق ﺧـﺮاﺋـﻂ »اﻟـﻬـﻼل اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ.« اﻻﺳﺘﻬﺪاف اﳌﺒﺮﻣﺞ ﻟﻸﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻓﻲ اﻟـﻌـﺮاق ﻟﻢ ﻳﺮﺗﻔﻊ إﻟــﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟــﺮد اﻟــﺬي ﻳﻐﺴﻞ اﻟﻀﺮﺑﺔ ﻓﺒﻘﻲ ﺟـﺮح اﻟﻬﻴﺒﺔ ﻳﻨﺰ. ﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺬﻟﻚ. واﺻــﻞ ﺳﻴﺎﺳﺔ »اﻟﻀﻐﻂ اﻷﻗـﺼـﻰ« ﻋﻠﻰ إﻳــﺮان ﻣﻠﺤﻘﴼ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺑﺎﻗﺘﺼﺎدﻫﺎ وﺑﺸﺒﻜﺔ ﺗﻤﻮﻳﻞ ﻣـﺆﺳـﺴـﺎﺗـﻬـﺎ وأذرﻋـــﻬـــﺎ. وﺑـﻄـﺮﻳـﻘـﺔ ﻻ ﺗﺨﻠﻮ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﻔﺰاز ﻛﺎن ﺗﺮﻣﺐ ﻳﻀﻊ إﻳﺮان داﺋﻤﴼ ﻓﻲ ﺧﻴﺎر ﺻـﻌـﺐ، إﻣــﺎ ﺗــﺠــﺮع ﻣـﺰﻳـﺪ ﻣــﻦ اﻟــﺨــﺴــﺎرات، وإﻣــﺎ اﻻﻧـــﺨـــﺮاط ﻓــﻲ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺔ ﺷـﺎﻣـﻠـﺔ ﻏـﻴـﺮ ﻣﺘﻜﺎﻓﺌﺔ.
وﺷﻜﻠﺖ ﺻﻌﻮﺑﺔ اﻟﺘﻜﻬﻦ ﺑﺎﳌﺪى اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﺬﻫﺐ إﻟﻴﻪ ﺳﻴﺪ اﻟﺒﻴﺖ اﻷﺑﻴﺾ ﻋﻨﺼﺮﴽ رادﻋـﴼ ﻣﻨﻊ ﻃﻬﺮان وﺣﻠﻔﺎءﻫﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ رد ﻣﻮاز ﻟﻘﺘﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎﻧﻲ. واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أن اﻟﻀﺮﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ ﺧﺮوج اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣﻦ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي اﻟــﺬي ﺷﻜﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻹﻳـــﺮان، ﺣـﲔ واﻓـﻖ ﻋﻠﻰ إﻟﻐﺎء اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت ﻓﻲ ﺣﻘﻬﺎ، ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻘﻴﻮد اﻟـﻨـﻮوﻳـﺔ، وﻣــﻦ دون اﻟﺘﻄﺮق إﻟــﻰ اﻟﻬﺠﻮم اﻟـﺬي ﺗﺸﻨﻪ ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ، وﺗﺮﺳﺎﻧﺘﻬﺎ اﻟﺒﺎﻟﻴﺴﺘﻴﺔ.
ﺗﺒﺎدل اﻟﻀﺮﺑﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ - اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻗﺪﻳﻢ،
ﻗﺘﻞ ﻓﺨﺮي زاده ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻬﺎء وﻻﻳﺔ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺄﺳﺎﺑﻴﻊ ﻳﻌﲏ أن إدارة ﺑﺎﻳﺪن ﻗﺪ ﲡﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ أﻣﺎم وﻗﺎﺋﻊ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻌﻘﺪ أي ﻋﻮدة أﻣﲑﻛﻴﺔ إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي
وﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻤﺮ اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ. ﻟﻜﻦ اﻟﻀﺮﺑﺎت ﻣـﻦ اﻟـﺠـﺎﻧـﺐ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ اﺗــﺨــﺬت ﻓـﻲ ﻋﻬﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﺑــﻌــﺪﴽ ﻏــﻴــﺮ ﻣــﺴــﺒــﻮق، وﻳــﻤــﻜــﻦ اﻋــﺘــﺒــﺎرﻫــﺎ ﻧـﻮﻋـﴼ ﻣـﻦ إﻟـﻐـﺎء اﻟـﺨـﻄـﻮط اﻟﺤﻤﺮ ﻟـﻠـﺮد ﻋﻠﻰ اﻟـﺠـﺮوح اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. وﻛﺎﻧﺖ اﳌﻤﺎرﺳﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأت ﺑﺎﺣﺘﺠﺎز اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ رﻫﺎﺋﻦ ﻓﻲ ﺳﻔﺎرة ﺑﻼدﻫﻢ ﻓــﻲ ﻃــﻬــﺮان، وﺗﻔﺠﻴﺮ ﻣﻘﺮ اﳌـﺎرﻳـﻨـﺰ ﻓــﻲ ﺑﻴﺮوت وﺧﻄﻒ اﻟﺮﻫﺎﺋﻦ ﺷﻜﻠﺖ ﻋﻤﻠﻴﴼ ﻧﻮﻋﴼ ﻣﻦ إﻟﻐﺎء اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ اﻟﻘﻮاﻧﲔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻻﺷﺘﺒﺎك.
ﻟـﻴـﺴـﺖ اﳌــــﺮة اﻷوﻟـــــﻰ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺴـﺘـﻬـﺪف ﻓﻴﻬﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﺎﳌﴼ ﻧﻮوﻳﴼ ﻋﻠﻰ اﻷرض اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. ﻓﻌﻠﺖ
ذﻟـﻚ ﻓﻲ ﺑـﺪاﻳـﺎت اﻟﻌﻘﺪ اﳌـﺎﺿـﻲ. ﺟﺪﻳﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻷﺧﻴﺮة ﻫﻮ اﺳﻢ اﻟﺮﺟﻞ وأﻫﻤﻴﺘﻪ وﻋﺠﺰ ﺳﻠﻄﺎت ﺑﻼده ﻋﻦ ﺣﻤﺎﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ رﻏﻢ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻣﲔ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﻋﻠﻰ ﻣﺮأى ﻣﻦ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺄﺳﺮه، ﻓـﻲ إﻃــﺎر ﻛﺸﻒ اﻟـﻮﺛـﺎﺋـﻖ اﻟـﻨـﻮوﻳـﺔ اﻟﺘﻲ ﺳﺮﻗﻬﺎ »اﳌﻮﺳﺎد« ﻣﻦ اﻷدراج اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. ﺟﺪﻳﺪﻫﺎ أﻳﻀﴼ ﻫــﻮ ﺣـﺠـﻢ اﻻﺧـــﺘـــﺮاق اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻲ ﻋـﻠـﻰ اﻷرض اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ، ﻓﺎﻟﻬﺠﻮم ﻳﺤﺘﺎج إﻟــﻰ ﺑﻨﻴﺔ ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ اﳌﺘﻔﺠﺮات واﻷﺳﻠﺤﺔ واﻻﻧﺘﻘﺎل ﺛﻢ اﻻﻧﺴﺤﺎب، أي أﻧﻪ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻮاﻃﺆ ﻣﻦ داﺧﻞ أﺟﻬﺰة أو اﻟﺘﺴﻠﻞ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﻘﻮﺑﻬﺎ. وﺟﺪﻳﺪ اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ أﻳﻀﴼ ﺗﻮﻗﻴﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ اﻧﺘﻬﺎء وﻻﻳـﺔ ﺗﺮﻣﺐ ﺑﺄﺳﺎﺑﻴﻊ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أن إدارة ﺑﺎﻳﺪن ﻗﺪ ﺗﺠﺪ ﻧﻔﺴﻬﺎ أﻣﺎم وﻗﺎﺋﻊ ﺟﺪﻳﺪة ﺗﻌﻘﺪ أي ﻋﻮدة أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ إﻟﻰ اﻻﺗﻔﺎق اﻟﻨﻮوي.
ﻳﻀﺎﻋﻒ ﻣﻦ وﻗـﻊ اﻏﺘﻴﺎل ﻓﺨﺮي زاده ﻋﻠﻰ إﻳـــﺮان أﻧـــﻪ ﻳـﺄﺗـﻲ ﺑﻌﺪ اﻟﻜﺸﻒ ﻋــﻦ اﻏـﺘـﻴـﺎل »أﺑــﻮ ﻣﺤﻤﺪ اﳌﺼﺮي« أﺣﺪ ﻛﺒﺎر ﻣﺴﺆوﻟﻲ »اﻟﻘﺎﻋﺪة« وﻓـــــﻲ ﻃــــﻬــــﺮان ﺑـــــﺎﻟـــــﺬات، ﻣــــﺎ ﻳـــﺆﻛـــﺪ اﻻﺗـــﻬـــﺎﻣـــﺎت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺿﺪ اﻷﺟﻬﺰة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. ﻛﻤﺎ أﻧـﻪ ﻳﺄﺗﻲ ﻓــﻲ وﻗـــﺖ ﺗــﻮاﺻــﻞ ﻓــﻴــﻪ إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﺣــﺮﺑــﴼ ﻣﻌﻠﻨﺔ ﻋــﻠــﻰ »اﻟـــﺘـــﻤـــﻮﺿـــﻊ« اﻹﻳـــــﺮاﻧـــــﻲ ﻋــﻠــﻰ اﻷراﺿــــــﻲ اﻟﺴﻮرﻳﺔ. ﺗﺤﻈﻰ ﻫـﺬه اﻟﺤﺮب ﺑﺘﺄﻳﻴﺪ أﻣﻴﺮﻛﻲ ﻛﻤﺎ ﺗﺤﻈﻰ ﻋﻤﻠﻴﴼ ﺑﻘﺒﻮل روﺳـــﻲ. وﻋـﻠـﻰ رﻏﻢ ﺗﻜﺮار اﻟﻬﺠﻤﺎت اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻃﻬﺮان ﺗﻨﻈﻴﻢ رد ﻣــﻮاز، ﻻ ﻋﺒﺮ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ، وﻻ ﻋﺒﺮ اﻟﺠﺒﻬﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻣﺎ ﻳﻮﺣﻲ ﺑﻤﺤﺎوﻟﺔ ﻓﺮض ﻗـﻮاﻋـﺪ اﺷـﺘـﺒـﺎك ﺟـﺪﻳـﺪة أو اﻟــﻌــﻮدة إﻟــﻰ اﻣﺘﻼك ورﻗــﺔ اﻟــﺮدع. وﻳﻘﻮل اﻟﺨﺒﺮاء إن روﺳﻴﺎ ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ وارد دﻋﻢ رد إﻳﺮاﻧﻲ ﺻﺎروﺧﻲ اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣﻦ اﻷراﺿـــﻲ اﻟـﺴـﻮرﻳـﺔ. ﻳﻘﻮﻟﻮن أﻳـﻀـﴼ إن اﻟﺠﻴﺶ اﻟﺴﻮري ﻟﻴﺲ ﻗﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻤﺎل ﺗﺒﻌﺎت اﻧﻄﻼق ﻣﺜﻞ ﻫﺬا اﻟﻬﺠﻮم ﻣﻦ اﻷراﺿﻲ اﻟﺴﻮرﻳﺔ. ﻳﻠﻔﺘﻮن ﻛﺬﻟﻚ إﻟﻰ أن اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﺸﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸﻪ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﻤﻨﻊ »ﺣﺰب اﻟﻠﻪ« ﻣﻦ ﺗﻨﻈﻴﻢ ﻋﻤﻠﻴﺔ واﺳﻌﺔ ﻟﻠﺮد اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎن. ﻳﻀﺎف إﻟـﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻘﺪم أن اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ اﻷﺧــﻴــﺮة ﺟـــﺎءت ﺑﻌﺪ ﺗــﺤــﻮل ﻛﺒﻴﺮ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺗـﻤـﺜـﻞ ﻓــﻲ إﻗــﺎﻣــﺔ ﻋــﻼﻗــﺎت دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﺑﲔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ وﻛﻞ ﻣﻦ اﻹﻣـﺎرات واﻟﺒﺤﺮﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻘﻠﻖ اﳌﺸﺘﺮك ﻣﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ. وﻫﺬا ﻳﻌﻨﻲ ﻋﻤﻠﻴﴼ أن ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺘﻄﻮﻳﻖ اﻟﺸﺎﻣﻞ ﻟﻠﺪول اﻟﺒﺎرزة ﻓﻲ اﻹﻗﻠﻴﻢ اﻟﺬي أﻃﻠﻘﺘﻪ إﻳﺮان ﻗﺒﻞ ﺳﻨﻮات أﺻﻴﺐ ﺑﺘﺼﺪﻋﺎت ﻛﺒﻴﺮة.
ﻫﺎ ﻫﻮ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳــﻂ ﻳﻌﻴﺶ ﺑﻼ ﺧﻄﻮط ﺣـــﻤـــﺮاء، وﺗــﺘــﻠــﻮى ﺑـﻌـﺾ ﺧــﺮاﺋــﻄــﻪ ﻋـﻠـﻰ ﻧـﻴـﺮان اﻟﺤﺮوب اﻷﻫﻠﻴﺔ أو اﻷﺣﻘﺎد اﳌﺬﻫﺒﻴﺔ أو اﻟﺘﺪﺧﻼت اﻟــﺨــﺎرﺟــﻴــﺔ وﺳــــﻂ ﺗــﺼــﺎﻋــﺪ اﳌــــﺨــــﺎوف وﺗـﻐـﻴـﺮ اﻷوﻟﻮﻳﺎت. ﻋﺒﺮ اﺧﺘﺮاق اﻟﺨﺮاﺋﻂ واﺣﺘﺠﺎز اﳌﺪن وﺗﻐﻴﻴﺮ اﳌﻼﻣﺢ واﻻﻏﺘﻴﺎﻻت واﻟﻐﺎرات ﺳﻘﻄﺖ اﻟﺨﻄﻮط اﻟﺤﻤﺮ ﻓﻲ اﳌﻨﻄﻘﺔ. ﻃﺒﻴﻌﻲ أن ﻳﺘﺼﺎﻋﺪ اﻟﻘﻠﻖ، وأن ﺗﺄﻣﻞ ﻛﻞ ﻋﺎﺻﻤٍﺔ أن ﺗﺒﻘﻰ ﺑﻤﻨﺄى ﻋﻦ وﻟﻴﻤﺔ اﻟﺠﻤﺮ إذا ﻓﺘﺤﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮاﻋﻴﻬﺎ.