Asharq Al-Awsat Saudi Edition

»ﺳﺮﻓﺎﻧﺘﺲ« ﺗﺘﻮج اﻟﺸﻌﺮ ﻟﻠﻤﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ

اﺳﺘﺤﻘﻬﺎ ﻓﺮﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﺑﺮﻳﻨﻴﺲ وﻫﻮ ﻋﻠﻰ أﻋﺘﺎب اﻟﺘﺴﻌﲔ

- ﻣﺪرﻳﺪ: ﺷﻮﻗﻲ اﻟﺮﻳﺲ

»أﺣـﺴـﺐ أن ﻫــﺬا اﻟﺨﺒﺮ ﺳﻴﺤﻤﻞ اﳌــﺴــﺮة إﻟــﻰ أﻣــــﻲ... ﻓﻬﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗــﺮدد أﻧـﻲ ﻫﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﻴﺘﻲ ﻓﻲ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺨﻄﺄ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﻋﻜﺲ ذﻟﻚ«، ﺑﻬﺬه اﻟﻌﺒﺎرات اﺳﺘﻘﺒﻞ اﻟــــﺸـــ­ـﺎﻋــــﺮ اﻹﺳــــﺒــ­ــﺎﻧــــﻲ ﻓــﺮﻧــﺴــ­ﻴــﺴــﻜــﻮ ﺑﺮﻳﻨﻴﺲ، ﻧﺒﺄ ﺣﺼﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ »ﺟﺎﺋﺰة ﺳـﺮﻓـﺎﻧـﺘـ­ﻴـﺲ«، أﻫــﻢ اﻟـﺠـﻮاﺋـﺰ ﻟــﻶداب ﺑـﺎﻟـﻠـﻐـﺔ اﻹﺳــﺒــﺎﻧ­ــﻴــﺔ، وﻫـــﻮ ﻓــﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ اﻟـــــﺬي ﻳــﻘــﻊ وﺳــــﻂ ﺣـــﺪاﺋـــ­ﻖ اﻟــﺒــﺮﺗـ­ـﻘــﺎل ﻓـــﻲ ﻏـــﻮﻃـــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺴـــﺎ­ﺣـــﻞ اﻟــﺸــﺮﻗـ­ـﻲ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﺎﻟﻨﺴﻴﺎ ﻋﻠﻰ أﺑـﻮاب اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ واﻟﺜﻤﺎﻧﲔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه.

أﺳـــﻤـــﻊ ﺧــﺒــﺮ ﺣـــﺼـــﻮل ﺑـﺮﻳـﻨـﻴـﺲ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﺋﺰة وأﻣـﺎﻣـﻲ ﻣﺠﻠﺪ أﻋﻤﺎﻟﻪ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ اﻟـﺬي ﻳﻘﻊ ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ٠٠٦ ﺻﻔﺤﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﻗﺼﺎﺋﺪ ﻳﻤﺘﺪ ﺑﻌﺾ أﺑـﻴـﺎﺗـﻬـ­ﺎ ﻋـﻠـﻰ ﻋــﺪة ﺻـﻔـﺤـﺎت، وأذﻛــﺮ آﺧﺮ ﻣﺮة رأﻳﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ واﺳﺘﻤﻌﺖ إﻟﻴﻪ ﻳﻘﺮأ ﻣﻦ أﺷﻌﺎره ﺧﻼل ﻣﻬﺮﺟﺎن أدﺑﻲ ﻓــﻲ ﻣـﺪﻳـﻨـﺔ اﻹﺳــﻜــﻨـ­ـﺪرﻳــﺔ ﻋـــﺎم ٣٠٠٢، ﻣﺴﺘﺤﻀﺮﴽ اﺑـﻨـﻬـﺎ اﻷﺛــﻴــﺮ ﻛﺎﻓﺎﻓﻴﺲ ﺳﻠﻴﻞ أﻋﻤﺎق اﻟﺤﺲ اﻹﻏﺮﻳﻘﻲ: ﺗﺪق اﻟﺴﻨﻮن ﻋﻠﻰ أﺑﻮاب ﺟﺴﺪي ﻓﺄﺳﺘﻀﻴﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻀﺾ ﻋﻘﻴﻤﺔ وﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ . ﺗﺘﻤﺪد ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺪﻋﻲ وﺗﻠﻄﺦ وﺣﺪﺗﻲ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات ﻳﺘﺮدد اﺳﻢ ﺑﺮﻳﻨﻴﺲ ﻋــﻠــﻰ ﻗــﺎﺋــﻤــ­ﺔ اﳌـــﺮﺷـــ­ﺤـــﲔ ﻟــﻨــﻴــﻞ ﻫــﺬه اﻟــﺠــﺎﺋـ­ـﺰة اﻟــﺘــﻲ ﻓـــﺎز ﺑـﻬـﺎ ﻓــﻲ اﻟـﻌـﺎﻣـﲔ اﳌـــــﺎﺿـ­ــــﻴـــــ­ﲔ ﺷـــــــﺎﻋ­ـــــــﺮان أﻳـــــﻀــ­ـــﴼ ﻫــﻤــﺎ اﻟﻜﺎﺗﺎﻟﻮﻧﻲ ﺟﻮان ﻣﺎﻏﺎرﻳﺖ، وﺷﺎﻋﺮة اﻷوروﻏﻮاي اﻷوﻟﻰ إﻳﺪا ﻓﻴﺘﺎﻟﻲ.

ﻳـــﻌـــﺘـ­ــﺒـــﺮ ﺑـــﺮﻳـــﻨ­ـــﻴـــﺲ واﺣـــــــ­ــــﺪﴽ ﻣــﻦ أﻫـــﻢ اﻟــﺸــﻌــ­ﺮاء اﻹﺳـــﺒـــ­ﺎن ﻓــﻲ اﻟﻨﺼﻒ اﻟـﺜـﺎﻧـﻲ ﻣــﻦ اﻟــﻘــﺮن اﳌــﺎﺿــﻲ، وﺧﺎﺗﻤﺔ »ﺟﻴﻞ اﻟﺨﻤﺴﲔ« اﻟﺸﻬﻴﺮ اﻟﺬي أﻧﺘﺞ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﻦ ﻛﺒﺎر اﻟﺸﻌﺮاء اﻹﺳﺒﺎن ﺑﲔ اﳌﻮﻟﻮدﻳﻦ ﺧﻼل اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻣﺜﻞ ﺧــﻮﺳــﻴــ­ﻪ ﻣــﺎﻧــﻮﻳـ­ـﻞ ﻛـــﺎﺑـــﺎ­ﻳـــﺮو ﺑـﻮﻧـﺎﻟـﺪ وﻛﺎرﻟﻮس ﺑﺎرال وﺧﺎﻳﻤﻲ ﺧﻴﻞ ﺑﻴﺪﻣﺎ أو ﻛﻼودﻳﻮ رودرﻳﻐﻴﺰ، اﻟﺬﻳﻦ ذﻛﺮﻫﻢ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﻓـﻲ ﺗﺼﺮﻳﺤﺎﺗﻪ اﻷوﻟـــﻰ ﺑﻌﺪ ﻧﻴﻞ اﻟـﺠـﺎﺋـﺰة ﻓـﻘـﺎل: »اﻟﺸﻌﺮ أﻫﺪاﻧﻲ أﺟﻤﻞ اﻟـﺼـﺪاﻗـﺎ­ت اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أذرﻋـﻲ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ داﺋﻤﴼ ﻟﻬﺎ. أﻧﺎ ﻣﺪﻳﻦ ﻟﻠﺸﻌﺮ، وﻣــﻤــﱳ ﻟــﻪ، ﻷﻧــﻪ دﻓﻌﻨﻲ إﻟــﻰ ﻗــﻮل ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻋﺎﺟﺰﴽ ﻋﻦ ﻗﻮﻟﻪ ﻣﻦ دوﻧﻪ، وﻷﻧﻪ ﺗﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أراد وﺗﺮﻛﺘﻪ ﻳﺤﻤﻠﻨﻲ ﻣﻌﻪ .«

ﻣــﻦ دواوﻳـــﻨـ­ــﻪ اﻟـــﺒـــﺎ­رزة اﻟــﺘــﻲ ﻧــﺎل ﻋﻠﻴﻬﺎ أﻳﻀﴼ اﻟﺠﺎﺋﺰة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻶداب ﻓــــﻲ ﻋـــــﺎم ٦٨٩١، »ﺧــــﺮﻳـــ­ـﻒ اﻟــــــــ­ﻮرد«، و » اﻟﺸﻲء اﻷﺧﻴﺮ « ، و » أﻧﺎ أﺳﺘﺮﻳﺢ ﻓﻲ اﻟﻨﻮر « ، و » ﺑﲔ ﻋﺪﻣﲔ .«

ﻻ ﻳـــﺨـــﻔـ­ــﻲ ﺑـــﺮﻳـــﻨ­ـــﻴـــﺲ ﺳـــﻌـــﺎد­ﺗـــﻪ ﺑﺎﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﺋﺰة، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﻘﻮل إن ﻛﺜﻴﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮه ﻳﺴﺘﺤﻘﻮﻧﻬﺎ، ورﺑﻤﺎ ﻋﻦ ﺟﺪارة أﻛﺜﺮ، وﻳﻀﻴﻒ : » أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻲ ﺷﺎﻋﺮ ﺣﻘﻴﻘﻲ، أي أن اﻟﺸﻌﺮ ﻳﻮﻟﺪ ﻓﻲ داﺧﻠﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻔﻮي وﻃﺒﻴﻌﻲ، وﻫﺬا ﻣﻬﻢ ﺟﺪﴽ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟ ّﻲ . إﻧﻪ ﻛﻤﺜﻞ ﻧﻌﻤﺔ ﺗﻬﺒﻂ ﻣﻦ اﻟﺴﻤﺎء، وﻻ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺷﻴﺌﴼ ﻓﻴﻤﺎ ﻧﺮى إﻟﻰ أﻋﺎﻟﻲ اﻟﺪﻧﻴﺎ، وأﻳﻀﴼ إﻟـــــﻰ أﺳـــﺎﻓـــ­ﻠـــﻬـــﺎ، ﻷن اﻷرض ﺳــﻤــﺎء وﺑﻴﻨﻬﻤﺎ اﻟﻬﻮاء ﻣﺴﻜﻨﻨﺎ ﺟﻤﻴﻌﴼ.«

ﺷﻐﻔﻪ ﺑﺎﻟﺤﻀﺎرات اﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ، ﺧـــﺼـــﻮﺻ­ـــﴼ اﻟــــﺤـــ­ـﻀــــﺎرة اﻹﻏـــﺮﻳــ­ـﻘـــﻴـــﺔ، ﻳﻠﻤﻊ ﻛﺨﻴﻮط اﻟﺬﻫﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻋﻤﺎﻟﻪ، ﻳــﻘــﻮل: ...»اﻟــﺮﺣــﻠـ­ـﺔ إﻟــﻰ اﻟــﻴــﻮﻧـ­ـﺎن ﻫﻲ ﺑـﻮاﺑـﺔ اﻟـﺪﺧـﻮل إﻟــﻰ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻻﻛﺘﻤﺎل ﻓﻲ اﻟﺸﻌﺮ. وﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮد رﺣﻠﺔ ﻣﻠﻴﺌﺔ ﺑﺎﳌﻔﺎﺟﺂت واﻻﻛـﺘـﺸـﺎ­ﻓـﺎت، ﺑﻞ ﻫـﻲ أﻳﻀﴼ رﺣﻠﺔ ﻟﻨﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣـﺎ ﻻ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻓﻲ ذاﺗﻨﺎ.«

وﻛﻤﺎ أن اﻟﺸﻌﺮ ﻻ ﻳﻨﻤﻮ ﻓﻲ اﻟﺘﺮﺑﺔ اﳌــﺰروﻋــ­ﺔ ﺑﺎﻟﻴﻘﲔ، ﻳﺮﺗﻤﻲ ﺑﺮﻳﻨﻴﺲ داﺋﻤﴼ ﻓﻲ أﺣﻀﺎن اﻟﻘﻠﻖ، ﻳﺴﺘﺴﻠﻢ إﻟﻰ اﻟﺘﻮق ﻟﻜﺸﻒ اﳌﻌﺎرف اﳌﻤﻮﻫﺔ واﻟﺬات اﳌﺤﺠﺒﺔ. إﻧﻪ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل، ﻟﻢ ﻳﺒﺬل أي ﺟﻬﺪ أﺑﺪﴽ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻤﺎﻳﺰ أو اﻟﺘﻔﺮد: ..» ﻻ ﺑﻞ إﻧﻲ ﺳﻌﻴﺖ داﺋﻤﴼ ﻟﻼﺑﺘﻌﺎد ﻋﻨﻪ. ﻟﻜﻨﻲ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ذاﺗﻲ، وﻗﺎﺳﻴﺖ ﻟﻜﺸﻒ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ. أﻋﺘﻘﺪ أن اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ اﻟـﻘـﻮﻳـﺔ ﺗﻘﺘﻀﻲ ﻗـﺪرﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻜﺜﺎﻓﺔ وﻻ ﺗﺤﺘﺎج ﻟﻠﺘﻤﺎﻳﺰ أو ﻟﻠﺘﻔﺮد .«

اﻟﺤﺐ ﻋﻨﺪ ﺑﺮﻳﻨﻴﺲ ﻣﻦ اﳌﻄﺎرح اﻟــﺒــﻌــ­ﻴــﺪة واﻟــﻌــﻤـ­ـﻴــﻘــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻻ ﺗـﺘـﺴـﻊ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ﻟﻶﺧﺮ ..» إﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻐﻤﺮﻫﺎ ﻏـﺒـﻄـﺔ اﻟــﺠــﺴــ­ﺪ وﻳــﻌــﺒــ­ﺮﻫــﺎ اﻟــﺘــﻮاﺻ­ــﻞ اﻟـﻜـﺎﻣـﻞ، ﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﺒﻠﻎ اﻹﻧــﺴــﺎن ذروة اﻟـﺴـﻌـﺎدة اﻟـﺘـﻲ ﺗــﺒــﺮر ﻟــﻪ ﻛــﻞ اﻟــﻜــﻮار­ث اﻟﻼﺣﻘﺔ .«

ﻣـــﻦ اﻟــﺴــﻤــ­ﺎت اﻟـــﺘـــﻲ ﻳــﺘــﻤــﻴ­ــﺰ ﺑـﻬـﺎ ﺑﺮﻳﻨﻴﺲ ﻗﺪرﺗﻪ اﻟﺨﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﺣﺘﻮاء اﻷﻣﺎﻛﻦ واﳌﻮاﻗﻊ ﻓﻲ ﺷﻌﺮه، واﻟﺘﺤﺮك ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ وارﺗﻴﺎح ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﺗﻄﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﻐﻴﺐ ﻓـﻲ ﻗﺮﻳﺘﻪ أو أﻣــﺎم اﻟﺒﺤﺮ، أو ﻓﻲ ﻣﺪرﻳﺪ ﻋﻠﻰ أﻋﺘﺎب اﻟﻠﻴﻞ، أو ﻓﻲ ﻗﺎرب ﻳﺘﻬﺎدى ﻓﻮق ﻣﻴﺎه اﻟﻨﻴﻞ أو ﻋﻠﻰ ﻫﻀﺒﺔ ﻓﻲ رﺑﻮع ﺗﻮﺳﻜﺎﻧﺔ. وﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﺗﺘﻌﺎﻗﺐ ﻗﺼﺎﺋﺪه ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﳌﻄﺎرح اﻟﺜﺎﺑﺘﺔ ﺧﺎرج اﻟﺰﻣﻦ، ﻣﻄﺎرح اﻟﺘﺄﻣﻞ واﻟﺮﻏﺒﺔ اﳌﻜﺘﻤﻠﺔ، أو ﻣﻄﺎرح اﻟﺤﻨﲔ اﳌــــﻨـــ­ـﺰه ﻋـــﻦ اﳌـــــــﺮ­ارة واﻟــــﺤــ­ــﺰن. ﻳــﺮﺳــﻢ اﳌﺸﻬﺪ ﺑـﻮﺿـﻮح ﺳـﺎﻃـﻊ، ﻟﻜﻨﻪ ﻳﺘﺮك داﺋﻤﴼ ﻧﺎﻓﺬة ﻟﻠﺸﻚ أو ﻃﺎﻗﺔ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺌﻠﺔ .

ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻟﺤﺐ ﻋﻨﺪه ﺗﺬﻛﺮ ﺑﺄﺷﻌﺎر ﻟﻮرﻛﺎ اﻷﺧـﻴـﺮة، ﺣﻴﺚ اﻟﻨﻬﺎﻳﺎت ﺑﻌﺪ اﻟﻔﺮاق ﻻ ﺗﻤﺤﻮ اﻟﻮﻋﺪ ﺑﺎﻟﻌﺬاب، ﻷن ﻓﻲ ﻣﺠﺪ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺮاﻫﻨﺔ ﺗﻨﺒﺾ ﺑﺬور اﻟــﺰﻣــﻦ اﻟــﻼﻫــﺚ اﻟـــﺬي ﻳﺤﻤﻞ ﻣـﻌـﻪ ﻛﻞ ﺷﻲء، وﻷن ﻛﻞ ﻟﻘﺎء ﻟﻴﺲ ﺳﻮى ﺑﺪاﻳﺔ ﻟﻔﺮاق ﻣﺤﺘﻮم .

ﺛـــــﻤـــ­ــﺔ ﺳـــــﺨـــ­ــﺎء ﻓـــــﻲ اﻟـــــﻔــ­ـــﺮح ﻋــﻨــﺪ ﺑــﺮﻳــﻨــ­ﻴــﺲ، وﺳــﻜــﻮن ﻓــﻲ اﻟـــﺤـــﺰ­ن، وﻻ ﺿــﻐــﻴــﻨ­ــﺔ أو ﺣــﻘــﺪ ﻓـــﻲ اﻟـــﺨـــﺴ­ـــﺎرة أو اﻟـــﻔـــﻘ­ــﺪان، ﺑـــﻞ اﻣــﺘــﻨــ­ﺎن ﻟــﻠــﺤــﻴ­ــﺎة ﻳﻌﺒﺮ

ﻗﺼﺎﺋﺪه ﻛﻤﺜﻞ ﺧﻴﻂ رﻓـﻴـﻊ، ﻳﺰﻧﺮﻫﺎ وﻳﺰﻳﻨﻬﺎ، وﻳﺸﺪه إﻟﻰ ﻣﻬﺐ اﻷﻧﻔﺎس اﻷوﻟــــﻰ. وإذا ﻛــﻨــﺎ ﺟﻤﻴﻌﴼ ﻧــﻄــﺮد ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﺨﺮج ﻣﻦ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ، ﻓﺈن ﺑﺮﻳﻨﻴﺲ ﻟــﻢ ﻳـﻮﺻـﺪ أﺑـــﺪﴽ ﺑــﺎب ﺟﻨﺘﻪ اﻟـﺘـﻲ ﻋــﺎد إﻟﻴﻬﺎ ﺑــﲔ ﻛـــﺮوم اﻟﺒﺮﺗﻘﺎل ﻋﻨﺪ أﻗـﺪام اﻟﺒﺤﺮ، ﻳﺎﻓﻌﴼ ﺛﻢ ﻧﺎﺿﺠﴼ، وإﻟﻰ اﻟﻴﻮم ﺣﻴﺚ ﻳﻌﻴﺶ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻟﻪ ﻣــﻦ أﺣـــﻼم وأﻳــــﺎم ﻓــﻲ اﳌــﻜــﺎن اﻟـــﺬي ﻟﻢ ﻳﻔﺎرﻗﻪ أﺑﺪﴽ ﻻ ﻓﻲ ﺣﻠﻪ وﻻ ﻓﻲ ﺗﺮﺣﺎﻟﻪ.

وﺛـــــﻤــ­ـــﺔ ﻣـــﺤـــﻄـ­ــﺘـــﺎن أﺳـــﺎﺳـــ­ﻴـــﺘـــﺎن وﻣــﻜــﻤــ­ﻠــﺘــﺎن إﺣـــﺪاﻫــ­ـﻤـــﺎ ﻟـــﻸﺧـــﺮ­ى ﻓـﻲ ﻣﺴﻴﺮة ﺑﺮﻳﻨﻴﺲ اﻟﺸﻌﺮﻳﺔ واﻟﺤﻴﺎﺗﻴﺔ : ﻓﻘﺪان اﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻲ وﻟﺪ ﻓﻴﻬﺎ، واﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻗﺼﺎﺋﺪ اﻧﻄﻮاﺋﻴﺔ ﻳﺘﺴﺎﻗﻂ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻛـﺄزاﻣـﻴـﻞ اﻟﻨﺤﺎﺗﲔ ﺑﻠﻐﺔ ﻣﺘﻮاﺿﻌﺔ ﻻ ﺗﺒﻬﺮ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﻌﺒﺮ إﻟــﻰ اﻷﻋــﻤــﺎق، وﺗـﻨـﺪاح ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺬوﺑﺔ اﳌـــــﺎء اﳌـــﺼـــﻔ­ـــﻰ، ﺣــﺎﻣــﻠــ­ﺔ ﺗــﻠــﻚ اﻟــﺮﻏــﺒـ­ـﺔ اﻟﺪﻓﻴﻨﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﺒﺮ ﻋﻨﻬﺎ ﻳﻮﻣﴼ ﺑﻘﻮﻟﻪ: »أﺗﻤﻨﻰ أن أﻛﺘﺐ ﻗﺼﻴﺪة، ﻣـﻦ ﺛﻼﺛﺔ أﺑــﻴــﺎت ﻻ أﻛــﺜــﺮ، ﻳـﻘـﺮأﻫـﺎ ﺑـﺘـﺄﺛـﺮ أوﻻد أﺣﻔﺎدي .«

 ??  ?? ﻓﺮﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﺑﺮﻳﻨﻴﺲ
ﻓﺮﻧﺴﻴﺴﻜﻮ ﺑﺮﻳﻨﻴﺲ

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia