Asharq Al-Awsat Saudi Edition

أﺷﺘﻴﺔ: ﻓﺮﻳﻖ ﻓﻨﻲ ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻷرﻗﺎم ﻣﻊ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﲔ

اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﺮﻓﺾ اﻻﻗﺘﻄﺎع ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺋﺪ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ

- رام اﻟﻠﻪ: »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ«

رﻓــــﻀـــ­ـﺖ اﻟـــﺴـــﻠ­ـــﻄـــﺔ اﻟــﻔــﻠــ­ﺴــﻄــﻴــﻨ­ــﻴــﺔ ﻗــــﺮار إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻗﺘﻄﺎع أﻣﻮال ﻣﻦ اﻟﻌﻮاﺋﺪ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ اﳌﺘﺮاﻛﻤﺔ ﻟـﺪﻳـﻬـﺎ، وﻗـﺎﻟـﺖ إﻧـﻬـﺎ ﺗـﺮﻳـﺪ أﻣﻮاﻟﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﻘﻮﺻﺔ.

وأﻛـﺪ رﺋﻴﺲ اﻟــﻮزراء اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﺤﻤﺪ أﺷـــﺘـــﻴ­ـــﺔ أﻧـــــﻪ ﺗـــﺠـــﺮي اﳌـــﺘـــﺎ­ﺑـــﻌـــﺔ ﻣــــﻊ اﻟــﺠــﺎﻧـ­ـﺐ اﻹﺳــﺮاﺋــ­ﻴــﻠــﻲ ﻟـﺠـﻬـﺔ ﺗــﺤــﻮﻳــ­ﻞ أﻣــــﻮال اﳌـﻘـﺎﺻـﺔ ﻛـــﺎﻣـــﻠ­ـــﺔ. وأﺿـــــــ­ـﺎف ﻓــــﻲ ﻛــﻠــﻤــﺔ ﻗـــﺒـــﻞ اﺟــﺘــﻤــ­ﺎع اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﺔ، أﻣــﺲ اﻻﺛــﻨــﲔ: »ﻻ ﻧــﺮﻳــﺪ اﺳﺘﺒﺎق اﻷﻣﻮر، وﻟﻜﻦ أؤﻛﺪ أن أﻣﻮاﻟﻨﺎ ﻫﻲ ﺣﻖ ﻟﺸﻌﺒﻨﺎ، ورواﺗـﺒـﻜـ­ﻢ ﺣـﻖ ﻟﻜﻢ، وﺳــﻮف ﺗـﺄﺧـﺬون ﻛـﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﻟﻜﻢ، ﺻﺒﺮﺗﻢ أﺷﻬﺮﴽ، وﻟـﻢ ﻳﺒﻖ إﻻ اﻟﻘﻠﻴﻞ ﻟﻴﺘﻀﺢ ﻟﻨﺎ ﻛﻞ ﺷــﻲء«. وﺗـﺎﺑـﻊ: »ﻻ ﻧﺘﻌﺎﻃﻰ ﻣﻊ ﻣﺎ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﺒﺮ اﻹﻋﻼم ﻓﻘﻂ؛ وﻟﻜﻦ ﻧﺮﻳﺪ أن ﻧﺘﺄﻛﺪ ﻣﻦ اﻷرﻗــﺎم أوﻻ ﻣﻦ ﻣﺼﺪرﻫﺎ، وﻫﻨﺎك ﻓﺮﻳﻖ ﻓﻨﻲ ﻣﻦ وزارة اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﻣﺴﺘﺤﻘﺎﺗﻨﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ«.

وﻛﺎن ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻮزراء اﻷﻣﻨﻲ اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ أﻗــﺮ ﻓـﻲ وﻗــﺖ ﻣﺘﺄﺧﺮ ﻣـﻦ ﻳــﻮم اﻷﺣــﺪ، ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻧﺤﻮ ٤٫٢ ﻣﻠﻴﺎر ﺷﻴﻘﻞ )٥٢٧ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر( ﻣﻦ ﻋﺎﺋﺪات اﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻌﻬﺎ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ، ﺑﻌﺪ أن ﻗﺮرت اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ اﺳﺘﺌﻨﺎف اﻻﺗـﺼـﺎﻻت ﻓﻲ وﻗﺖ ﺳﺎﺑﻖ ﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﺸﻬﺮ، ﻟﻜﻦ اﳌﺠﻠﺲ ﻗﺮر أﻳﻀﴼ ﺣﺠﺐ ﻧﺤﻮ ٠٠٦ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﻴﻘﻞ )١٨١ ﻣﻠﻴﻮن دوﻻر(، ﻟــﻠــﺘــﻌ­ــﻮﻳــﺾ ﻋــــﻦ ﻣـــﺪﻓـــﻮ­ﻋـــﺎت ﻳــﻘــﻮل اﻹﺳﺮاﺋﻴﻠﻴﻮ­ن إﻧﻬﺎ »اﻟﺪﻓﻊ ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻘﺘﻞ« وﻫﻲ رواﺗﺐ ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ إﻟﻰ »ﺷﻬﺪاء وأﺳﺮى«.

وأﻋـــﻠـــ­ﻨـــﺖ اﻟــﺴــﻠــ­ﻄــﺔ ﻫـــــﺬا اﻟـــﺸـــﻬ­ـــﺮ إﻋـــــﺎدة اﻟﻌﻼﻗﺎت ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﻌﺪ ﻧﺤﻮ ٦ أﺷﻬﺮ ﻣﻦ وﻗـﻔـﻬـﺎ، وﺷـﻤـﻞ ذﻟــﻚ إﻋـــﺎدة اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻷﻣﻨﻲ واﳌﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬه اﳌﺮﺣﻠﺔ. وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ ٩١ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ )أﻳـﺎر( اﳌﺎﺿﻲ، أﻋﻠﻨﺖ ﻋﻦ وﻗﻒ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻗﺎت ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ اﻷﻣﻨﻲ، إﺛﺮ إﻋـﻼن إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻧﻴﺘﻬﺎ ﺿﻢ أﺟـﺰاء ﻣﻦ اﻟﻀﻔﺔ اﻟﻐﺮﺑﻴﺔ اﳌﺤﺘﻠﺔ، وﺗﻼ ذﻟﻚ إﻋﻼن اﻟﻘﻴﺎدة اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ أﻳﻀﴼ اﻻﻣﺘﻨﺎع ﻋﻦ ﺗﺴﻠﻢ أﻣﻮال اﳌﻘﺎﺻﺔ )اﻟﻌﻮاﺋﺪ اﻟﻀﺮﻳﺒﻴﺔ(، ﻣﻤﺎ أدﺧﻞ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻓﻲ أزﻣﺔ ﻣﺎﻟﻴﺔ ﺧﺎﻧﻘﺔ.

وﺗﺸﻜﻞ ﻫﺬه اﻷﻣـﻮال اﻟﻨﺴﺒﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻣﻦ ﻣـﻴـﺰاﻧـﻴـ­ﺔ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟـﺘـﻲ اﺿــﻄــﺮت ﻟﻼﺳﺘﺪاﻧﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﻨﻮك ﻟﺪﻓﻊ أﺟﺰاء ﻣﻦ رواﺗﺐ ﻣﻮﻇﻔﻴﻬﺎ. وﺗﻌﻮد أزﻣــﺔ اﻟﺨﺼﻢ ﻣﻦ اﻷﻣــﻮال إﻟـﻰ ﻳﻮﻟﻴﻮ )ﺗﻤﻮز( ٨١٠٢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺻﺎدﻗﺖ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﻗـــﺎﻧـــﻮ­ن ﺧــﺼــﻢ أي ﻣــﺒــﻠــﻎ ﻳـــﻌـــﺎد­ل ﻣــﺪﻓــﻮﻋـ­ـﺎت ﺗﺪﻓﻌﻬﺎ اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻟﻸﺳﺮى أو ﻋﺎﺋﻼت ﻣﻨﻔﺬي ﻋﻤﻠﻴﺎت، ﻟﻜﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ رﻓﻀﺖ اﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ دﻓﻊ ﻫﺬه اﻟﺮواﺗﺐ.

وأﻓــــﺎدت ﺻﺤﻴﻔﺔ »ﻫـــﺂرﺗـــ­ﺲ« ﺑـــﺄن ﻣﺒﻠﻎ ٠٠٦ ﻣﻠﻴﻮن ﺷﻴﻘﻞ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ اﳌـﺒـﻠـﻎ اﻟـــﺬي دﻓـﻌـﺘـﻪ اﻟـﺴـﻠـﻄـﺔ ﻟﻠﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﻗﺘﻠﻮا أو أﺻﻴﺒﻮا أﺛﻨﺎء ﻣﺸﺎرﻛﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺠﻤﺎت ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٩١٠٢. وﻳﻮﺟﺪ ﺧﻼف ﻛﺒﻴﺮ ﺑﲔ إﺳﺮاﺋﻴﻞ واﻟﺴﻠﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﳌﺴﺄﻟﺔ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات وﻗﺒﻞ وﺑﻌﺪ ﻛﻞ ﺧﺼﻢ إﺳﺮاﺋﻴﻠﻲ.

وأﻛـﺪت اﻟﺴﻠﻄﺔ ﻣـﺮارﴽ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ دﻓﻊ ﻫﺬه اﻟﺮواﺗﺐ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻤﺜﻞ ﻣﺴﺄﻟﺔ أﺧﻼﻗﻴﺔ ووﻃﻨﻴﺔ، ﻟﻜﻦ ﺗﻘﺎرﻳﺮ أﻛﺪت ﻣﺆﺧﺮﴽ أن اﻟﺴﻠﻄﺔ ﺗﺪرس ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ دﻓﻊ ﻫﺬه اﻟﺮواﺗﺐ. وﺗﻌﺘﺰم اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ إﺟﺮاء ﺗﻌﺪﻳﻼت ﻋﻠﻰ ﻣﺨﺼﺼﺎت اﻷﺳـﺮى ﻓﻲ ﺟﺰء ﻣﻦ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت ﻗﺒﻞ وﺻﻮل اﻹدارة اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴ­ـﺔ اﻟــﺠــﺪﻳـ­ـﺪة. وﻳــﻘــﻮم ﻣـﻘـﺘـﺮح ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺻﺮف ﻣﺨﺼﺼﺎت اﻷﺳﺮى ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺢ ﻋﻮاﺋﻠﻬﻢ ﻣﺨﺼﺼﺎت ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ أوﺿﺎﻋﻬﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل ﻣﺪة ﺑﻘﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ اﻟﺴﺠﻦ، ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﻣﻌﻤﻮل ﺑﻪ ﺣﺎﻟﻴﴼ.

وﻳﻨﺘﻈﺮ أن ﺗﺆدي اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﳌﻘﺮرة إﻟﻰ ﻏﻀﺐ ﺷﻌﺒﻲ ﻋﺎم واﺗﻬﺎﻣﺎت ﺷﺘﻰ، ﺑﻌﺪ إﻋﻼن اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻣﺤﻤﻮد ﻋﺒﺎس، ﻣـﺮارﴽ، أﻧـﻪ ﻟﻦ ﻳﺨﻀﻊ ﻷي ﺿﻐﻮط ﻣﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺮواﺗﺐ اﻷﺳﺮى، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻌﺘﻘﺪ أن ﺗﺆﺛﺮ اﻻﻧﺘﻘﺎدات ﻋﻠﻰ ﻣﻮﻗﻒ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﳌﺎﺿﻴﺔ ﻓﻲ اﻧﺘﻬﺎج ﺳﻴﺎﺳﺔ ﻣﺮﺿﻴﺔ ﻹدارة ﺑﺎﻳﺪن.

وﻟــــــﻢ ﺗـــﻌـــﻘـ­ــﺐ اﻟـــﺴـــﻠ­ـــﻄـــﺔ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣـــﺜـــﻞ ﻫـــﺬه اﳌــﻌــﻠــ­ﻮﻣــﺎت ﺣـﺘـﻰ اﻵن، وﻗـــﺎل اﻟــﻨــﺎﻃـ­ـﻖ ﺑﺎﺳﻢ اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ، إﺑــﺮاﻫــﻴ­ــﻢ ﻣـﻠـﺤـﻢ، إن اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ »ﺳــﺘــﺒــﻘ­ــﻰ وﻓـــﻴـــﺔ ﻷﺳـــــﺮ اﻟــﺸــﻬــ­ﺪاء واﻟــــﺠــ­ــﺮﺣــــﻰ واﻷﺳــــــ­ــــــــﺮى«. وأﻛـــــــ­ـﺪ ﻣـــﻠـــﺤـ­ــﻢ أن »اﻟـﺤـﻜـﻮﻣـ­ﺔ ﺗـﺮﻓـﺾ أي اﻗـﺘـﻄـﺎﻋـ­ﺎت ﻣــﻦ أﻣــﻮال اﳌــﻘــﺎﺻـ­ـﺔ«، ﻣـﻀـﻴـﻔـﴼ: »ﺗــﻠــﻚ اﻻﻗــﺘــﻄـ­ـﺎﻋــﺎت ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ«.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia