ﻣﻨﺴﻖ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة: ﺣﻜﻮﻣﺔ اﺧﺘﺼﺎﺻﻴﲔ اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﳌﺴﺎﻋﺪة ﻟﺒﻨﺎن
ﺟــﺪد اﳌﻨﺴﻖ اﻟـﺨـﺎص ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻳﺎن ﻛﻮﺑﻴﺘﺶ، ﺗﺄﻛﻴﺪ أن اﻟﺨﻄﻮة اﻷوﻟﻰ ﳌﺴﺎﻋﺪة ﻟـــــﺒـــــﻨـــــﺎن ﻫـــــــﻲ ﺗـــــﺄﻟـــــﻴـــــﻒ ﺣـــﻜـــﻮﻣـــﺔ اﺧﺘﺼﺎﺻﻴﲔ ﺗﻀﻊ ﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻬﺎ اﻹﺻـــــــﻼﺣـــــــﺎت ﻓـــــﻲ وﻗـــــــﺖ ﻳـــﺴـــﻮد اﻟﺘﺮﻗﺐ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن ﻓﻲ ﻇﻞ اﻟﺠﻤﻮد اﻟـــــــﺬي ﻳــﻄــﻐــﻰ ﻋـــﻠـــﻰ اﻻﺗــــﺼــــﺎﻻت اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺣــﻮل ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ ﻣــﻊ اﻟــﺪﻋــﻮات اﳌﺴﺘﻤﺮة ﻟـﻀـﺮورة اﻹﺳﺮاع ﻓﻲ إﻧﺠﺎزﻫﺎ.
وﺟــــــﺎءت ﻣـــﻮاﻗـــﻒ ﻛـﻮﺑـﻴـﺘـﺶ ﺧــــــﻼل ﻟـــﻘـــﺎﺋـــﻪ وزﻳـــــــﺮ اﳌـــﺎﻟـــﻴـــﺔ ﻓــﻲ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ ﺗـﺼـﺮﻳـﻒ اﻷﻋــﻤــﺎل ﻏــﺎزي وزﻧــــــﻲ، ﻓـــﻲ ﻣــﺆﺗــﻤــﺮ اﻟـــﺪﻋـــﻢ اﻟـــﺬي ﻳـﻌـﻘـﺪ اﻟــﻴــﻮم ﻓــﻲ ﺑــﺎرﻳــﺲ ﺑﺮﻋﺎﻳﺔ اﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻲ إﻳــﻤــﺎﻧــﻮﻳــﻞ ﻣــــﺎﻛــــﺮون، واﻷﻣــــــﲔ اﻟـــﻌـــﺎم ﻟــﻸﻣــﻢ اﳌﺘﺤﺪة أﻧﻄﻮﻧﻴﻮ ﻏﻮﺗﻴﺮﻳﺶ، ﻣﻦ أﺟـﻞ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻟـﻄـﺎرﺋـﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎن. وﻗــﺎل ﻛﻮﺑﻴﺘﺶ ﺑـــﻌـــﺪ اﻻﺟــــﺘــــﻤــــﺎع: »ﻣـــــﻦ اﳌـــﻬـــﻢ أن ﻧﺠﻌﻞ ﻣﻮازﻧﺔ ١٢٠٢ أﻛﺜﺮ واﻗﻌﻴﺔ، ﻧـــﻈـــﺮﴽ إﻟـــــﻰ اﻟـــﺘـــﻄـــﻮرات اﻟــﺸــﺎﺋــﻜــﺔ اﻗﺘﺼﺎدﻳﴼ وﻣﺎﻟﻴﴼ واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﴼ ﻓﻲ اﻟــﺒــﻼد. ﻧـﺄﻣـﻞ أن ﺗـﺮﻛـﺰ ﺧﺼﻮﺻﴼ ﻋـــﻠـــﻰ اﻻﺣــــﺘــــﻴــــﺎﺟــــﺎت واﻟــﺤــﻤــﺎﻳــﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮاﻃﻨﲔ. ﻻ ﺗـﺰال ﻫـــﺬه اﻟـﻌـﻤـﻠـﻴـﺔ ﻓـــﻲ أوﻟـــﻬـــﺎ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﺄﻣﻞ أن ﻳﻨﺠﺰﻫﺎ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﻨﻮاب ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﳌﻨﺎﺳﺐ، إذ إﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺒﻼد أن ﺗﻌﻤﻞ ﻣﻦ دون ﻣﻮازﻧﺔ«.
وأﺿــــــــــــــﺎف: »ﻟـــــﻘـــــﺪ ﻧـــﺎﻗـــﺸـــﻨـــﺎ أﻳﻀﴼ ﻣﺴﺎﺋﻞ ﻋﺪة ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺘﺪﻗﻴﻖ اﳌـــﺤـــﺎﺳـــﺒـــﻲ اﻟـــﺠـــﻨـــﺎﺋـــﻲ وﻣــﺴــﺄﻟــﺔ اﻟــــﺴــــﻴــــﻮﻟــــﺔ واﻻﺣـــــﺘـــــﻴـــــﺎﻃـــــﺎت ﻣــﻦ اﻟﻌﻤﻼت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ وﻗــﺪرة اﻟﺒﻼد ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻘــﺪﻳــﻢ اﻟــﺪﻋــﻢ ﻓــﻲ ﻇــﻞ ﻫــﺬه اﻟــﻈــﺮوف اﻟﺼﻌﺒﺔ، وﻣﻨﻬﺎ ﻧﻘﺺ اﻟﺴﻴﻮﻟﺔ اﻟﻀﺮورﻳﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺪﺛﻨﺎ ﻋــــــﻦ ﻣـــــﺸـــــﺎرﻳـــــﻊ اﻷﻣــــــــــﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة اﳌﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ، ﺑــﺪءﴽ ﺑﺎﳌﺆﺗﻤﺮ اﻟـﺬي ﺳـﻴـﻨـﻌـﻘـﺪ ﻏــــﺪﴽ )اﻟــــﻴــــﻮم( ﺑــﺮﺋــﺎﺳــﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑـﲔ اﻷﻣــﲔ اﻟـﻌـﺎم ﻟﻸﻣﻢ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة واﻟـــﺮﺋـــﻴـــﺲ ﻣـــــﺎﻛـــــﺮون«، ﻣـــــــــﺆﻛـــــــــﺪﴽ: »ﺳـــــــﻨـــــــﺤـــــــﺎول ﺗـــﻘـــﻮﻳـــﻢ اﻟــﻮﺿــﻊ ﻓــﻲ اﻟــﺒــﻼد وﻛــﻴــﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟـــﺪوﻟـــﻲ أن ﻳـﻌـﻤـﻞ ﻣﻊ ﻟﺒﻨﺎن ﳌﺴﺎﻋﺪﺗﻪ، ﻟﻜﻦ أول ﺧﻄﻮة ﻃــﺒــﻌــﴼ ﻫــــﻲ ﺗـــﺄﻟـــﻴـــﻒ ﺣـــﻜـــﻮﻣـــﺔ ﻣـﻦ اﺧﺘﺼﺎﺻﻴﲔ ﺗﻀﻊ ﻧﺼﺐ أﻋﻴﻨﻬﺎ اﻹﺻﻼﺣﺎت ﻓﻲ أﺳﺮع وﻗﺖ«.
وﻗﺎل اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻓﻲ ﺣﺰب »اﻟﻘﻮات اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ« ﺟـــﻮرج ﻋـﻘـﻴـﺺ، ﻋﺒﺮ »ﺗﻮﻳﺘﺮ«: »ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻳﺘﻢ ﺣﺴﺐ اﻟﺪﺳﺘﻮر ﺑﺘﻮاﻓﻖ ﺷﺨﺼﲔ ﻻ ﺛﺎﻟﺚ ﻟﻬﻤﺎ، رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ واﻟــــﺮﺋــــﻴــــﺲ اﳌــــﻜــــﻠــــﻒ، وﻳـــﻀـــﻌـــﺎن ﻣـﻌـﴼ اﳌـﻌـﺎﻳـﻴـﺮ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ اﳌـﻜـﻮﻧـﺎت دون اﺳﺘﺜﻨﺎء«. وأﺿــــــﺎف: »ﻻ ﻻﺳــﺘــﺒــﻌــﺎد رﺋـﻴـﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻋﻦ اﳌﺸﺎرﻛﺔ ﺑﺘﺴﻤﻴﺔ أي ﻣﻦ اﻟــﻮزراء، وﻻ ﻻﺳﺘﺌﺜﺎر أي ﻣﻜﻮن أو ﻓﺮﻳﻖ ﺑﺘﺴﻤﻴﺔ وزراﺋــﻪ، ﻧـــﺮﻳـــﺪ وزراء ﻣــﺴــﺘــﻘــﻠــﲔ ﻣــــﻦ ﻛـﻞ اﻟﻄﻮاﺋﻒ ﻳﺘﺸﺎرك ﻓﻲ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ اﳌﺮﺟﻌﺎن اﻟـﺪﺳـﺘـﻮرﻳـﺎن. ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﺧﻼﺻﺔ ﻣﻮﻗﻒ )اﻟﻘﻮات اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ( ﻣــﻤــﺎ ﻳــﺠــﺮي ﻓـــﻲ ﻋــﻤــﻠــﻴــﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ«.
ﻣـﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﺣــﺬر اﻟـﻨـﺎﺋـﺐ ﻓﻲ اﻟﺤﺰب اﻟﺘﻘﺪﻣﻲ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ ﺑﻼل ﻋـــﺒـــﺪ اﻟــــﻠــــﻪ، ﻣــــﻦ اﻻﺳـــﺘـــﺤـــﻘـــﺎﻗـــﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﻟﺨﻄﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﺒﻨﺎن. وﺳﺄل ﻋﺒﺮ »ﺗﻮﻳﺘﺮ«: »ﻫــﻞ ﻳـﻌـﻲ ﻣــﻦ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ اﻷﻣـــﺮ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ أن ﻟﺒﻨﺎن ﻗـﺎدم ﻋـــﻠـــﻰ اﺳـــﺘـــﺤـــﻘـــﺎﻗـــﺎت اﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ ﺧـﻄـﻴـﺮة، ﻧﺘﻴﺠﺔ اﻟﻌﺠﺰ ﻋــﻦ دﻋﻢ اﻟــــﻐــــﺬاء واﻟـــــــــﺪواء واﳌـــﺤـــﺮوﻗـــﺎت؟ ﺑﺎﻟﻜﻴﺪﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ، واﻟﺤﺴﺎﺑﺎت اﻟــﻀــﻴــﻘــﺔ، واﻻرﺗــــﻬــــﺎن ﻟــﻠــﺨــﺎرج«، ﻣﻀﻴﻔﴼ: »ﻗـﺪ ﻧﺸﻬﺪ ﻗﺮﻳﺒﴼ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻫﺬه اﻟﺼﻴﻐﺔ اﻟﻔﺮﻳﺪة، اﻟﺘﻲ ﻧﺘﻐﻨﻰ ﺑـــﻬـــﺎ ﺷــــﻌــــﺮﴽ، وﻧـــــﻤـــــﺎرس ﻋـﻜـﺴـﻬـﺎ ﻓــــــﻌــــــﻼ!«. ﺑـــــــــﺪوره ﺷـــــــﺪد اﻟــﻨــﺎﺋــﺐ ﻗــﺎﺳــﻢ ﻫــﺎﺷــﻢ ﻓــﻲ ﻛﺘﻠﺔ »اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻟﺘﺤﺮﻳﺮ« اﻟﺘﻲ ﻳﺮأﺳﻬﺎ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻧﺒﻴﻪ ﺑـﺮي، ﻋﻠﻰ ﺿـﺮورة اﻹﺳـــــــــــﺮاع ﺑــﺘــﺸــﻜــﻴــﻞ اﻟـــﺤـــﻜـــﻮﻣـــﺔ. وﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ »ﺗﻮﻳﺘﺮ« ﻗــﺎﺋــﻼ: »ﺑـﻌـﺪ ﺗـﺄﺟـﻴـﻞ اﳌـﻔـﺎوﺿـﺎت ﻏﻴﺮ اﳌـﺒـﺎﺷـﺮة وﺑــﺪء اﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻦ ﺗﺮﺷﻴﺪ اﻟـﺪﻋـﻢ ﺗﻤﻬﻴﺪﴽ ﻟﻮﻗﻔﻪ ﻓﻲ ﻟــﺤــﻈــﺔ ﻣــﻌــﻴــﻨــﺔ، ﺑـــﺎﻹﺿـــﺎﻓـــﺔ إﻟــﻰ ﺗــﻔــﺎﻗــﻢ اﻷزﻣـــــــﺎت، أﺻــﺒــﺢ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣـﻜـﻮﻣـﺔ ﻛـﻔـﺆة ﻗـــﺎدرة وﻓــﻲ أﺳــﺮع وﻗـــــﺖ، ﺣــﺎﺟــﺔ وﺿـــــــﺮورة وﻃـﻨـﻴـﺔ ﺑـــﻌـــﻴـــﺪﴽ ﻣــــﻦ ﺣـــﺴـــﺎﺑـــﺎت اﳌــﻜــﺎﺳــﺐ اﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ واﻟﺤﺰﺑﻴﺔ واﳌﻨﺎﻃﻘﻴﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻬﻢ ﻓـﻲ ﺗﺄﺧﻴﺮ اﻟﺘﺄﻟﻴﻒ، ﺑﺪﻻ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻋﺎﻣﻼ إﻳﺠﺎﺑﻴﴼ، ﻓﺎﳌﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﳌﻌﻨﻴﲔ اﻻﻧﺘﺒﺎه إﻟﻰ ﺧﻄﻮرة ﻣﺎ ﻳـﻨـﺘـﻈـﺮﻧـﺎ إذا اﺳــﺘــﻤــﺮت اﳌﻤﺎﻃﻠﺔ واﻟﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﻨﺤﻮ«.