Asharq Al-Awsat Saudi Edition

دراﺳﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﺆﻛﺪ وﺻﻮل اﻟﻔﻴﺮوس إﻟﻰ اﻟﺪﻣﺎغ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻷﻧﻒ

- ﺟﻨﻴﻒ: ﺷﻮﻗﻲ اﻟﺮﻳﺲ

ﻣــﻊ ﺗــﺴــﺎرع اﻟــﺠــﻬــ­ﻮد اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟــــﺪوﻟـ­ـــﻴــــﺔ، وﺗــﻜــﺜــ­ﻴــﻔــﻬــﺎ ﺑــﺸــﻜــﻞ ﻏـﻴـﺮ ﻣﺴﺒﻮق ﻟﺘﻄﻮﻳﺮ ﻟﻘﺎﺣﺎت ﻓﻌﺎﻟﺔ ﺿﺪ »ﻛﻮﻓﻴﺪ- ٩١«، وإﻋﻼن ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ أﻣﺲ ﻣﻮاﻓﻘﺘﻬﺎ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام ﻟــــﻘــــ­ﺎﺣــــﻲ »ﻓـــــــﺎﻳ­ـــــــﺰر« و»ﻣــــــــﻮ­درﻧـــــــ­ـﺎ«، واﳌــﺒــﺎﺷ­ــﺮة ﺑﺘﻮزﻳﻌﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﺌﺎت اﻷوﻟﻮﻳﺔ اﻋﺘﺒﺎرﴽ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﻮع اﳌﻘﺒﻞ، ﺗﺴﺘﻤﺮ اﻟﺒﺤﻮث ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮاﺻﻔﺎت ﻓﻴﺮوس »ﻛﻮروﻧﺎ« اﳌﺴﺘﺠﺪ، وﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺴﺎﻟﻚ دﺧﻮﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﺠﺴﻢ وﻃﺮاﺋﻖ ﺗﻔﺎﻋﻠﻪ ﻣﻊ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻷﻋﻀﺎء، واﻟﺘﻲ ﻣـــﺎ زاﻟـــــﺖ ﻣــﻌــﻈــﻢ اﳌــﻌــﻠــ­ﻮﻣــﺎت ﻋﻨﻬﺎ ﻓـﻲ داﺋـــﺮة اﻟﺘﺮﺟﻴﺤﺎت واﻟﺘﻜﻬﻨﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻨـﺘـﻈـﺮ اﻟــﺘــﺄﻛـ­ـﻴــﺪات اﻟـﻨـﻬـﺎﺋـ­ﻴـﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺮﻳﺮﻳﺔ واﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﳌﺨﺒﺮﻳﺔ.

آﺧــﺮ ﻫــﺬه اﻟﺒﺤﻮث اﻟـﺘـﻲ ﻳﻨﻈﺮ

ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺒﺮاء ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ، ﻫــﻲ دراﺳــــﺔ أﺟــﺮﺗــﻬـ­ـﺎ ﻣـﺠـﻤـﻮﻋـﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻠﻤﺎء اﻷﳌـﺎن ﻋﻠﻰ أﻧﺴﺠﺔ ﺣﻮاﻟﻲ ﺛـﻼﺛـﲔ ﻣــﻦ ﺿـﺤـﺎﻳـﺎ »ﻛـﻮﻓـﻴـﺪ- ٩١«، وﺑــﻴــﻨــ­ﺖ أن اﻟـــﻔـــﻴ­ـــﺮوس ﻳــﻨــﺘــﺸ­ــﺮ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻋـﻦ ﻃـﺮﻳـﻖ اﻷﻧـﻒ ﻋـــﺒـــﺮ اﻟـــﻐـــﺸ­ـــﺎء اﳌـــﺨـــﺎ­ﻃـــﻲ اﻟــﺸــﻤــ­ﻲ، وﺻﻮﻻ إﻟﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺪﻣﺎغ.

وﻣــﻨــﺬ ﺑــﺪاﻳــﺔ اﻟــﺠــﺎﺋـ­ـﺤــﺔ، ﺗﺸﻴﺮ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﻄﺒﻴﺔ إﻟﻰ أن ﻋـﺪدﴽ ﻛﺒﻴﺮﴽ ﻣـﻦ اﳌﺼﺎﺑﲔ ﻳﻌﺎﻧﻮن ﻣـﻦ ﻋــﻮارض ﻋـــﺼـــﺒـ­ــﻴـــﺔ، ﻣـــﺜـــﻞ اﻵﻻم اﻟــﻌــﻀــ­ﻠــﻴــﺔ اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ ﻋﻦ وﻫﻦ أو ﻋﻄﺐ ﻓﻲ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ، واﺧﺘﻼل أو اﺿﻄﺮاب ﻓﻲ اﻹدراك واﻟــﻮﻋــﻲ، وﻓــﻘــﺪان ﺣﺎﺳﺘﻲ اﻟـــــﺸــ­ـــﻢ واﻟـــــــ­ـــــــﺬوق. وﺑـــﻴـــﻨ­ـــﻤـــﺎ ﻛـــﺎﻧـــﺖ اﻟــﺠــﻬــ­ﺎت اﻟــﻌــﻠــ­ﻤــﻴــﺔ ﺗــﺠــﻤــﻊ ﻋــﻠــﻰ أن اﻟﻔﻴﺮوس ﻳﺼﻴﺐ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ اﳌﺮﻛﺰي، وﺑﺬﻟﻚ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﺟﺬرﻳﴼ ﻋﻦ اﻟـﻔـﻴـﺮوﺳ­ـﺎت اﻟﺘﻨﻔﺴﻴﺔ اﻷﺧــــﺮى، ﻻ

ﺗــﺰال اﻵراء ﺗـﺘـﻀـﺎرب ﺣــﻮل أﺳﺒﺎب ﻫﺬه اﻹﺻﺎﺑﺔ واﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﻠﻜﻬﺎ اﻟﻔﻴﺮوس ﻟﻠﻮﺻﻮل إﻟﻰ أﻫﺪاﻓﻪ.

ﺟﻬﺎز اﳌﻨﺎﻋﺔ

ﺑﻌﺾ اﻟﺠﻬﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺬﻫﺐ إﻟــﻰ أن اﻟﻔﻴﺮوس ﻟﻴﺲ ﻫـﻮ اﳌﺴﺒﺐ ﻹﺻــﺎﺑــﺔ اﻟـﺠـﻬـﺎز اﻟـﻌـﺼـﺒـﻲ؛ ﺑــﻞ ﻫﻮ ﺟـﻬـﺎز اﳌﻨﺎﻋﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣـﻦ ردة ﻓﻌﻠﻪ اﳌــﻔــﺮﻃـ­ـﺔ ﻋـﻨـﺪ رﺻـــﺪ دﺧـــﻮل اﻟﺠﺴﻢ اﻟـــﻐـــﺮ­ﻳـــﺐ إﻟــــﻰ اﻟـــﺨـــﻼ­ﻳـــﺎ اﻟــﻌــﺼــ­ﺒــﻴــﺔ. وﻛــــــــ­ـﺎن ﺑــــﺎﺣـــ­ـﺜــــﻮن أﻣــــﻴـــ­ـﺮﻛــــﻴــ­ــﻮن ﻣــﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻨﺴﻠﻔﺎﻧﻴﺎ ﻗﺪ وﺟــﺪوا ﻋﻨﺪ ﺗﺤﻠﻴﻞ اﻷﻧﺴﺠﺔ اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ »ﻛﻮﻓﻴﺪ- ٩١«، أدﻟﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺗﻨﺠﻢ ﻋــﻦ اﻧـﻬـﻴـﺎر اﻟـﻐـﺸـﺎء اﻟﺤﺎﺟﺰ اﻟﺬي ﻳﺤﻤﻲ اﻟﺪﻣﺎغ ﻣﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ إﻟﻴﻪ اﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﺪﻣﻮي.

ﻟــﻜــﻦ اﻟــﻨــﺘــ­ﺎﺋــﺞ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻮﺻــﻠــ­ﺖ إﻟــﻴــﻬــ­ﺎ ﻣــﺠــﻤــﻮ­ﻋــﺔ اﻟــﺒــﺎﺣـ­ـﺜــﲔ اﻷﳌـــﺎن ﻟـــــﺪى ﺗــﺤــﻠــﻴ­ــﻠــﻬــﺎ أﻧـــﺴـــﺠ­ـــﺔ ٣٣ ﺟـﺜـﺔ ﻟﻀﺤﺎﻳﺎ اﻟﻮﺑﺎء، ﺑﻴﻨﺖ أن اﻷﻧﻒ ﻫﻮ اﳌــﺪﺧــﻞ اﻟـــﺬي ﻳـﻌـﺒـﺮ ﻣـﻨـﻪ اﻟـﻔـﻴـﺮوس ﻟــﻠــﻮﺻــ­ﻮل إﻟــــﻰ اﻟــــﺪﻣــ­ــﺎغ ﻋـــﻦ ﻃــﺮﻳــﻖ اﻟﻐﺸﺎء اﳌﺨﺎﻃﻲ اﻟﺸﻤﻲ. وﻳﺴﺘﻔﺎد ﻣﻦ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺧﺒﺮاء ﻣــﻨــﻈــﻤ­ــﺔ اﻟــﺼــﺤــ­ﺔ ﺑــﻌــﺪ ﻧــﺸــﺮﻫــ­ﺎ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺔ ‪«Nature Neuroscien­ce»‬ أن اﻟﺘﺤﻠﻴﻼت اﳌﺨﺒﺮﻳﺔ ﺑﻴﻨﺖ وﺟـﻮد ﻛﻤﻴﺎت ﻛﺒﻴﺮة ﻣـﻦ اﻟﺤﻤﺾ اﻟﺮﻳﺒﻲ اﻟﻨﻮوي (RNA) وﺑﺮوﺗﻴﻨﺎت ﻓﻴﺮوس »ﻛـــــﻮروﻧ­ـــــﺎ« اﳌــﺴــﺘــ­ﺠــﺪ ﻓـــﻲ اﻟــﻐــﺸــ­ﺎء اﳌـﺨـﺎﻃـﻲ اﻟـﺸـﻤـﻲ اﻟـــﺬي ﻳـﻮﺟـﺪ ﻋﻨﺪ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻓﺘﺤﺎت اﻷﻧـﻒ، واﻟـﺬي ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻪ اﻟـﺨـﻼﻳـﺎ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻤﻜﻦ اﻟــﺪﻣــﺎغ ﻣــﻦ اﻟــﺘــﻌــ­ﺮف ﻋـﻠـﻰ اﻟــﺮواﺋــ­ﺢ اﻟﺘﻲ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻦ اﻷﻧﻒ.

وﻳـــــﻘــ­ـــﻮل اﻟــــﺒـــ­ـﺮوﻓــــﺴـ­ـــﻮر ﻓـــﺮاﻧـــ­ﻚ ﻫﻴﺒﻨﻴﺮ، ﻣﺪﻳﺮ ﻗﺴﻢ ﺟﺮاﺣﺔ اﻷﻋﺼﺎب ﻓـﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺑـﺮﻟـﲔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ، إن

ﻫـﺬه اﻷدﻟــﺔ ﺗﺸﻴﺮ إﻟـﻰ أن اﻟﻔﻴﺮوس ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻐﺸﺎء اﳌﺨﺎﻃﻲ اﻟــﺸــﻤــ­ﻲ ﻟــﻠــﻮﻟــ­ﻮج ﻣــﻨــﻪ إﻟـــﻰ اﻟــﺪﻣــﺎغ، ﻣﻌﻄﻼ ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺎﺳﺔ اﻟﺸﻢ، وأﻧﻪ ﻋﻨﺪ وﺻـــﻮﻟـــ­ﻪ إﻟـــﻰ ﻫـــﺬا اﻟــﻐــﺸــ­ﺎء اﳌــﺤــﺎط ﺑﺎﻷوﻋﻴﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ واﻟﺨﻼﻳﺎ اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ، ﻳﺴﺘﺨﺪم ﺷﺒﻜﺔ اﻟﺠﻬﺎز اﻟــﻌــﺼــ­ﺒــﻲ ﻟــﻠــﺘــﻘ­ــﺪم ﺣــﺘــﻰ أﻃــﺮاﻓــﻬ­ــﺎ اﻟﺪﻣﺎﻏﻴﺔ.

اﻟﻠﻤﺒﺔ اﻟﺸﻤﻴﺔ

وأﻇــــﻬــ­ــﺮت اﻟــــﺪراﺳ­ــــﺔ اﳌـــﺬﻛـــ­ﻮرة أﻳـﻀـﴼ أن اﻟـﻔـﻴـﺮوس ﻻ ﻳﻨﺘﺸﺮ ﻋﻠﻰ اﻟﻐﺸﺎء اﳌﺨﺎﻃﻲ اﻟﺸﻤﻲ ﺑﺎﻟﺘﻮازي ﻣـــﻊ ارﺗــــﻔــ­ــﺎع ﺷــﺤــﻨــﺘ­ــﻪ ﻓــﺤــﺴــﺐ؛ ﺑـﻞ وﺟـــﺪت ﻣـــﻮاده اﻟـﻮراﺛـﻴـ­ﺔ ﺑـﻮﻓـﺮة ﻓﻲ أﺟـــــﺰاء أﺧــــﺮى ﻣـــﻦ ﻣــﻨــﻈــﻮ­ﻣــﺔ اﻟــﺸــﻢ، ﻣﺜﻞ اﻟﻠﻤﺒﺔ اﻟﺸﻤﻴﺔ اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ وﻇﻴﻔﻴﴼ ﻟﻠﺪﻣﺎغ، واﻟﺪرﻧﺔ اﻟﺸﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﻏﺮﻓﺔ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﺤﺴﻴﺔ اﳌﻮﺟﻮدة

ﺗــﺤــﺖ اﻟــﻘــﺸــ­ﺮة اﻟــﺪﻣــﺎﻏ­ــﻴــﺔ. وﻳــﻘــﻮل اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن اﻷﳌــﺎن إﻧﻬﻢ ﺗﻤﻜﻨﻮا ﻓﻲ ﺑــﻌــﺾ اﻟـــﺤـــﺎ­ﻻت ﻣـــﻦ رﺻــــﺪ وﺟـــﻮد اﻟـــﻔـــﻴ­ـــﺮوس ﻓـــﻲ اﻟـــﺪﻣـــ­ﺎغ ﻋـــﻦ ﻃــﺮﻳــﻖ اﺳﺘﺨﺪام ﺑﺮوﺗﻴﻨﺎت ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ، ﻣﺎ أﻛﺪ اﻻﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺻﻠﻮا إﻟﻴﻬﺎ.

وﺗــــــﻘـ­ـــــﻮل اﻟــــﺒـــ­ـﺎﺣــــﺜــ­ــﺔ ﻫــﻴــﻠــﻴ­ــﻨــﺎ رادﺑــــــ­ــﺮوخ اﻟـــﺘـــﻲ ﺷـــﺎرﻛـــ­ﺖ ﻓـــﻲ ﻫــﺬه اﻷﺑــﺤــﺎث، إن اﻟــﻔــﻴــ­ﺮوس ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﺧﻠﻴﺔ ﻋﺼﺒﻴﺔ إﻟﻰ أﺧﺮى ﺣﺘﻰ ﻳﺼﻞ إﻟﻰ اﻟﺪﻣﺎغ؛ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻀﻴﻒ أﻧﻬﻢ ﻟﻢ ﻳﻌﺜﺮوا ﻋﻠﻰ أي ﺑﻘﺎﻳﺎ أو ﻣﻮاد وراﺛﻴﺔ ﻓـﻴـﺮوﺳـﻴـ­ﺔ ﻓــﻲ اﳌـــﻄـــﺎ­رف اﻟﻌﺼﺒﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻂ اﻟﻐﺸﺎء اﳌﺨﺎﻃﻲ اﻟﺸﻤﻲ واﻟﺪرﻧﺔ اﻟﺸﻤﻴﺔ ﺑﺎﻟﺪﻣﺎغ، ﻣﺎ ﻳﻌﻨﻲ أﻧﻪ ﻗﺪ ﻳﺘﺒﻊ أﻳﻀﴼ ﻣﺴﺎﻟﻚ أﺧﺮى ﻣﺜﻞ اﻷوﻋـﻴـﺔ اﻟﺪﻣﻮﻳﺔ. وﺗﺸﻴﺮ اﻟﺪراﺳﺔ إﻟــﻰ أن ﻫــﺬا ﻗـﺪ ﻳﻔﺴﺮ وﺟــﻮد ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻓــﻴــﺮوﺳـ­ـﻴــﺔ ﻓـــﻲ ﻣــﻨــﺎﻃــ­ﻖ أﺧـــــﺮى ﻣﻦ اﻟﺪﻣﺎغ ﻻ وﻇﻴﻔﺔ ﺷﻤﻴﺔ ﻟﻬﺎ.

وﻣـــــﻦ اﺳــﺘــﻨــ­ﺘــﺎﺟــﺎت اﻟــــﺪراﺳ­ــــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻟـﻔـﺘـﺖ اﻧــﺘــﺒــ­ﺎه ﺧــﺒــﺮاء ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص، أن اﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻴﺮوس ﻓـﻲ اﻟﻐﺸﺎء اﳌﺨﺎﻃﻲ اﻟﺸﻤﻲ ﺗﺘﻀﺎءل ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﺗﻄﻮل اﻹﺻـﺎﺑـﺔ ﺑــﻪ، ﻣـﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻻﻋــﺘــﻘـ­ـﺎد ﺑــﺄن ﺗـﺄﺛـﻴـﺮ »ﻛـﻮﻓــﻴـﺪ- ٩١« ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻳﺤﺼﻞ ﻣﻊ ﺑﺪاﻳﺔ اﳌﺮض، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻈﻬﺮ ﻋﻮارض اﻟﺼﺪاع اﻟﺸﺪﻳﺪ وﻓﻘﺪان ﺣﺎﺳﺔ اﻟﺸﻢ ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ.

ﺧﻄﻮة ﻛﺒﲑة

ﺧﺒﺮاء ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ ﻳﻘﻮﻟﻮن إن ﻫـــﺬه اﻟـــﺪراﺳـ­ــﺔ، ﻋـﻠـﻰ أﻫﻤﻴﺘﻬﺎ، ﻟﻴﺴﺖ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﺻﻮرة ﻛﺎﻣﻠﺔ وﻧﻬﺎﺋﻴﺔ ﻋﻦ ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﻔﻴﺮوس ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻣﺎغ؛ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﻜﻞ ﺧﻄﻮة ﻛﺒﻴﺮة ﻓـــﻲ ﻫــــﺬا اﻻﺗــــﺠــ­ــﺎه. وﻳــــﺬﻛــ­ــﺮون ﺑــﺄن أﺑﺤﺎﺛﴼ أﺧــﺮى أﺟـﺮﻳـﺖ ﻓـﻲ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ

وﺳــﻮﻳــﺴـ­ـﺮا وإﺳـﺒـﺎﻧـﻴ­ـﺎ، أﻇــﻬــﺮت أن اﻟﻔﻴﺮوس ﻳﺴﺘﺨﺪم أﻳﻀﴼ اﻷوﻋﻴﺔ اﻟـــﺪﻣـــ­ﻮﻳـــﺔ ﻟــﻠــﻮﺻــ­ﻮل إﻟــــﻰ اﻟـــﺪﻣـــ­ﺎغ، وﻳﻠﺤﻖ ﺑﻪ أﺿـﺮارﴽ ﺟﺴﻴﻤﺔ؛ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟــﻢ ﺗـﺸـﻤـﻞ ﺳـــﻮى ﻋـــﺪد ﻣــﺤــﺪود ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت، وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﺒﻨﺎء ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﺘﻌﻤﻴﻢ.

وﻳــــــــ­ــــــﺮى ﺗــــــــﻮ­ﻣــــــــﺎ­س أزورﻳـــــ­ـــــــــﻦ رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ ﺟـﺮاﺣـﺔ اﻷﻋــﺼــﺎب ﻓﻲ ﻣﺴﺘﺸﻔﻰ ﺟﻨﻴﻒ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ، أن ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻜﺸﻒ ﺟﻮاﻧﺐ ﻣﻦ اﻟﺒﻌﺪ اﻟﻌﺼﺒﻲ ﻟﻬﺬا اﻟﻔﻴﺮوس اﻟﺬي ﻫﻮ ﻣﻦ ﻓﺌﺔ اﻟﻔﻴﺮوﺳﺎت اﻟﺘﻨﻔﺴﻴﺔ، واﻟــﺘــﻲ أﻛــــﺪت وﺟــــﻮده ﻓــﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟــــﺪﻣــ­ــﺎغ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺘــﺤــﻜ­ــﻢ ﺑــﺎﻟــﺘــ­ﻨــﻔــﺲ وإﻳـــﻘـــ­ﺎع اﻟــﻘــﻠــ­ﺐ، ﺗــﺴــﺎﻋــ­ﺪ ﻋــﻠــﻰ ﻓﻬﻢ اﻷﺳـــﺒـــ­ﺎب اﻟــﺘــﻲ ﺗــــﺆدي إﻟـــﻰ ﻋـﺮﻗـﻠـﺔ وﻇﺎﺋﻒ اﻟﺠﻬﺎز اﻟﺘﻨﻔﺴﻲ واﻟﻘﻠﺐ، وﺗﻜﺸﻒ أﻳﻀﴼ ﻣﺪى ﻣﺎ زﻟﻨﺎ ﻧﺠﻬﻠﻪ ﻋﻦ ﻫﺬا اﻟﻔﻴﺮوس.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia