اﳌﻘﺪاد ﻟﺒﻴﺪرﺳﻦ: أﻧﺖ ﻣﻴﺴﺮ... واﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ ﺳﻴﺪة ﻧﻔﺴﻬﺎ
أﺑﻠﻎ وزﻳـﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻟﺴﻮري ﻓﻴﺼﻞ اﳌــــﻘــــﺪاد، اﳌــﺒــﻌــﻮث اﻷﻣـــﻤـــﻲ ﻏــﻴــﺮ ﺑــﻴــﺪرﺳــﻦ، ﺧﻼل ﻟﻘﺎﺋﻬﻤﺎ ﻓﻲ دﻣﺸﻖ أﻣـﺲ، أن اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﻋﻘﺪت اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺟﻨﻴﻒ اﻟﺸﻬﺮ اﳌﺎﺿﻲ، ﻫﻲ »ﺳﻴﺪة ﻧﻔﺴﻬﺎ«، ﻻﻓـﺘـﴼ إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﻋﻠﻰ ﺑـﻴـﺪرﺳـﻦ »أن ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ دوره ﻛﻤﻴﺴﺮ ﻣﺤﺎﻳﺪ«.
وأﻓــــــــــﺎدت »وﻛـــــﺎﻟـــــﺔ اﻷﻧـــــﺒـــــﺎء اﻟـــﺴـــﻮرﻳـــﺔ اﻟــﺮﺳــﻤــﻴــﺔ« )ﺳـــﺎﻧـــﺎ( ﺑـــﺄن اﳌـــﻘـــﺪاد ﺑــﺤــﺚ ﻣﻊ ﺑـــﻴـــﺪرﺳـــﻦ »اﳌـــــﺴـــــﺎر اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ واﻟـــﻮﺿـــﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي، وﻛﺎﻧﺖ وﺟﻬﺎت اﻟﻨﻈﺮ ﻣﺘﻔﻘﺔ ﻋـﻠـﻰ أن اﻹﺟــــــﺮاءات اﻟـﻘـﺴـﺮﻳـﺔ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ أﺣﺎدﻳﺔ اﻟﺠﺎﻧﺐ ﺗﺰﻳﺪ ﻫﺬا اﻟﻮﺿﻊ ﺻﻌﻮﺑﺔ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ اﻧﺘﺸﺎر وﺑﺎء ﻛﻮروﻧﺎ«.
ﻣـــــﻦ ﺟــــﺎﻧــــﺒــــﻪ، أﺷــــــــﺎر اﳌـــــﻘـــــﺪاد إﻟــــــﻰ أن »اﻻﺣـﺘـﻼﻟـﲔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ واﻟـﺘـﺮﻛـﻲ ﻟـﻸراﺿـﻲ اﻟﺴﻮرﻳﺔ وﻣﻤﺎرﺳﺎت اﻻﺣﺘﻼل اﻟﺘﺮﻛﻲ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﺷﺮﻗﻲ ﺳﻮرﻳﺎ ودﻋﻤﻪ ﻟﻺرﻫﺎﺑﻴﲔ ﻓﻲ ﺳـﻮرﻳـﺎ، ﻛـﻞ ذﻟــﻚ ﻳﻨﺘﻬﻚ اﻟﺴﻴﺎدة اﻟﺴﻮرﻳﺔ وﻳـــﺨـــﺎﻟـــﻒ اﻟـــﻘـــﺎﻧـــﻮن اﻟــــﺪوﻟــــﻲ وﻛــــﻞ ﻗـــــﺮارات ﻣﺠﻠﺲ اﻷﻣــﻦ ذات اﻟﺼﻠﺔ ﺑـﺴـﻮرﻳـﺎ«، ﻻﻓﺘﴼ إﻟﻰ »اﻵﺛــﺎر اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻟـﻺﺟـﺮاءات اﻟﻘﺴﺮﻳﺔ أﺣـــﺎدﻳـــﺔ اﻟــﺠــﺎﻧــﺐ اﳌــﻔــﺮوﺿــﺔ ﻋــﻠــﻰ اﻟـﺸـﻌـﺐ اﻟــــﺴــــﻮري رﻏـــــﻢ اﻧـــﺘـــﺸـــﺎر ﺟــﺎﺋــﺤــﺔ ﻛـــﻮروﻧـــﺎ وﻛــﺬﻟــﻚ ﻣــﻤــﺎرﺳــﺎت ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﻗــﺴــﺪ )ﻗـــﻮات ﺳﻮرﻳﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ( اﻹﺟﺮاﻣﻴﺔ واﻟﻘﻤﻌﻴﺔ ﺑﺤﻖ أﺑﻨﺎء اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺎت اﻟﺤﺴﻜﺔ واﻟﺮﻗﺔ ودﻳﺮ اﻟﺰور«.
وﻃﺎﻟﺐ اﻟﻮزﻳﺮ اﳌﻘﺪاد اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺄن »ﺗﺮﻓﻊ اﻟﺼﻮت ﺑﻤﻮﺟﺐ اﳌﻴﺜﺎق واﻟـﻘـﺮارات اﻟــﺪوﻟــﻴــﺔ اﻟــــﺼــــﺎدرة ﻋـــﻦ ﻣــﺠــﻠــﺲ اﻷﻣــــﻦ ﻓﻲ وﺟﻪ ﻛﻞ ﻫﺬه اﳌﻤﺎرﺳﺎت، وأن ﺗﺘﺨﺬ ﻣﻮﻗﻔﴼ واﺿـﺤـﴼ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺘﻮاﻓﻖ واﳌـﺒـﺎدئ واﻷﻫــﺪاف اﻟﺘﻲ ﻗﺎم ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺪوﻟﻲ اﻹﻧﺴﺎﻧﻲ«.
وأﻛـــﺪ اﻟــﺠــﺎﻧــﺒــﺎن أﻫـﻤـﻴـﺔ »ﺿــﻤــﺎن ﻋـﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻓﻲ ﺷﺆون ﻟﺠﻨﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر، وﺿﻤﺎن أن ﺗﺘﻢ ﻛﻞ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة وﻣﻠﻜﻴﺔ ﺳﻮرﻳﺔ، وأﻻ ﻳﺘﻢ وﺿﻊ أي ﺟﺪاول زﻣﻨﻴﺔ ﻟﻌﻤﻠﻬﺎ ﻣﻔﺮوﺿﺔ ﻣﻦ اﻟﺨﺎرج«.
وﻗـﺎﻟـﺖ »ﺳـﺎﻧـﺎ« إن اﳌـﻘـﺪاد »ﺷــﺪد ﻋﻠﻰ أﻫـﻤـﻴـﺔ أن ﻳـﺤـﺎﻓـﻆ اﳌــﺒــﻌــﻮث اﻟــﺨــﺎص ﻋﻠﻰ دوره ﻛﻤﻴﺴﺮ ﻣﺤﺎﻳﺪ، وﻋﻠﻰ أن اﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﻨﺬ أن ﺗﺸﻜﻠﺖ واﻧﻄﻠﻘﺖ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﺑﺎﺗﺖ ﺳﻴﺪة ﻧﻔﺴﻬﺎ، وﻫــﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻘﺮر اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺨﺮج ﺑﻬﺎ وﻛﻴﻔﻴﺔ ﺳﻴﺮ أﻋﻤﺎﻟﻬﺎ ﻣﻊ اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ اﻟﺤﻖ اﻟﺤﺼﺮي ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻼده«.
ﻛﺎن اﳌﻘﺪاد ﻗﺎل، ﻓﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﻋﺒﺮ اﻟﻔﻴﺪﻳﻮ أﻣﺎم اﻟﺠﺰء رﻓﻴﻊ اﳌﺴﺘﻮى ﺧﻼل اﻟﺪورة اﻟـ٦٤ ﳌـﺠـﻠـﺲ ﺣــﻘــﻮق اﻹﻧـــﺴـــﺎن ﻓــﻲ ﺟــﻨــﻴــﻒ: »ﻣــﻦ ﻳﺪﻋﻲ أن ﻫﺬه اﻹﺟــﺮاءات اﻟﻘﺴﺮﻳﺔ ﻻ ﺗﻄﻮل اﳌـﻮاﻃـﻨـﲔ اﻟـﻌـﺎدﻳـﲔ ﻳـﻜـﺬب، ﻷﻧـﻬـﺎ ﻻ ﺗﻄﻮل
أﺻﻼ إﻻ ﻫﺆﻻء اﳌﻮاﻃﻨﲔ ﻓﻲ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺗﻬﻢ اﻷﺳــــﺎﺳــــﻴــــﺔ«، ﻣـــﺠـــﺪدﴽ »ﻋـــــﺰم ﺳـــﻮرﻳـــﺎ ﻋـﻠـﻰ اﻻﺳــﺘــﻤــﺮار ﺑـﻤـﻜـﺎﻓـﺤـﺔ اﻹرﻫـــــﺎب وﻣــﻤــﺎرﺳــﺔ ﺣﻘﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻹﻧﻬﺎء أي وﺟﻮد ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻲ ﻋﻠﻰ أراﺿﻴﻬﺎ«.
وﻗــﺎل اﳌـﻘـﺪاد: »ﻣـﻊ اﺧﺘﺘﺎم اﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﺠﻮﻟﺔ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻟﻠﺠﻨﺔ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ اﻟﺪﺳﺘﻮر اﻟــﺘــﻲ اﻧـﻌـﻘـﺪت ﺑﺘﺴﻬﻴﻞ ﻣــﻦ اﻷﻣـــﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﻨﻴﻒ ﻣـﺆﺧـﺮﴽ، أود اﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻣﻦ ﺟــﺪﻳــﺪ ﻋـﻠـﻰ أن اﻟـﻠـﺠـﻨـﺔ ﻫــﻲ ﺳــﻴــﺪة ﻧﻔﺴﻬﺎ وﺻـﺎﺣـﺒـﺔ اﻟــﻘــﺮار اﻟـﺤـﺼـﺮي ﺑﺘﻘﺮﻳﺮ ﻣﺴﺎر ﻋـﻤـﻠـﻬـﺎ واﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ اﻟــﺘــﻲ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗﺨﻠﺺ إﻟﻴﻬﺎ، وأن ﻧﺠﺎﺣﻬﺎ ﻓﻲ اﳌﻬﻤﺔ اﳌﻮﻛﻠﺔ إﻟﻴﻬﺎ ﻳﺘﻄﻠﺐ اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺴﻴﺮ ﻫﺬه اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎدة وﻣﻠﻜﻴﺔ ﺳـﻮرﻳـﺔ وﺑـﻌـﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺨﺎرﺟﻲ ﻓﻲ ﺷﺆوﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ أي ﻃﺮف ﻛﺎن، واﺣﺘﺮام اﻟﺤﻖ اﻟﺤﺼﺮي ﻟﻠﺸﻌﺐ اﻟﺴﻮري ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻠﺪه«.