ﺑﺎرﻳﺲ ﺗﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﺒﺎدرﺗﻬﺎ وﺗﻠﻮح ﺑﺘﺪاﺑﻴﺮ ﻟﻮﻗﻒ اﻟﺘﻌﻄﻴﻞ
ﻛـــﺸـــﻒ ﻣـــﺼـــﺪر ﻟــﺒــﻨــﺎﻧــﻲ واﺳــــﻊ اﻻﻃــــــــــــﻼع أن اﻟـــــﺮﺋـــــﻴـــــﺲ اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻲ إﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮون ﻟﻢ ﻳﺴﺤﺐ ﻣﺒﺎدرﺗﻪ ﻹﻧﻘﺎذ ﻟﺒﻨﺎن ﻣﻦ اﻟـﺘـﺪاول ﺑﺨﻼف ﻣﺎ ﻳﺮوج ﻟﻪ اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﳌﺤﺴﻮب ﻋﻠﻰ رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻣﻴﺸﺎل ﻋﻮن وورﻳﺜﻪ رﺋﻴﺲ »اﻟﺘﻴﺎر اﻟﻮﻃﻨﻲ اﻟﺤﺮ« اﻟﻨﺎﺋﺐ ﺟﺒﺮان ﺑﺎﺳﻴﻞ، وﻗﺎل ﻟـ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳـــــﻂ« أن اﳌـــﺒـــﺎدرة اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ وأن ﺗﻤﺴﻚ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺳﻌﺪ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي ﺑــﻬــﺎ ودﻓـــﺎﻋـــﻪ ﻋـﻨـﻬـﺎ ﻳـﻌـﻮد إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻮاﻓﺮ ﻟﺪﻳﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﻄﻴﺎت ﺗﺪﻋﻢ وﺟــﻬــﺔ ﻧــﻈــﺮه، وﻫــــﺬا ﻣــﺎ اﺳﺘﺨﻠﺼﻪ ﻣـﻦ اﺟﺘﻤﺎﻋﻪ اﻷﺧـﻴـﺮ ﺑـﻤـﺎﻛـﺮون اﻟـﺬي ﻛﺎن وراء اﻗﺘﻨﺎﻋﻪ ﺑﻤﻌﺎودة اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻌﻮن ﻟﻴﺲ ﻟﺘﻤﺮﻳﺮ رﺳﺎﻟﺔ ﳌﻦ ﻳﻌﻨﻴﻬﻢ اﻷﻣـﺮ ﺑﻌﺪم ﻣﻘﺎﻃﻌﺘﻪ ﻓﺤﺴﺐ، وإﻧﻤﺎ ﻻﺳــــﺘــــﻜــــﺸــــﺎف ﻣــــﻮﻗــــﻔــــﻪ ﻟـــﺠـــﻬـــﺔ ﻣــــﺪى اﺳﺘﻌﺪاده ﻟﻠﺘﻌﺎون ﻟﺘﺬﻟﻴﻞ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺗﺆﺧﺮ وﻻدة اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ.
وﻟــﻔــﺖ اﳌـــﺼـــﺪر إﻟــــﻰ أن ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻓـــﻮﺟـــﺌـــﺖ ﺑــﺘــﺼــﻠــﺐ ﻋــــــﻮن وﺗــﻤــﺴــﻜــﻪ ﺑــﺸــﺮوﻃــﻪ رﻏـــﻢ أن اﻟــﻔــﺮﻳــﻖ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻲ اﳌــــﻌــــﺎون ﳌــــﺎﻛــــﺮون ﻓــــﻲ ﻣـــﻠـــﻒ اﻷزﻣـــــﺔ اﻟــﻠــﺒــﻨــﺎﻧــﻴــﺔ ﻛــــﺎن ﻣـــﻬـــﺪ ﻟــﻠــﻘــﺎء اﻷﺧــﻴــﺮ ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺮي ﺑﺎﺗﺼﺎﻟﻪ ﺑﻌﻮن ﺷﺨﺼﻴﴼ وﺑﺒﺎﺳﻴﻞ اﻟﺬي ﻻ ﻳﺰال ﻳﻮﺻﺪ اﻷﺑﻮاب ﻓــﻲ وﺟـــﻪ اﳌـــﺒـــﺎدرة، وأﻛــــﺪ أن ﺑـﺎرﻳـﺲ ﻣﺘﻤﺴﻜﺔ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻣﻦ ٨١ وزﻳـــﺮﴽ ﻣــﻦ أﺻــﺤــﺎب اﻻﺧﺘﺼﺎص وﻣﺴﺘﻘﻠﲔ وﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﳌﻨﺘﻤﲔ ﻟﻸﺣﺰاب وأن ﺗـﻜـﻮن ﺑـﺮﺋـﺎﺳـﺔ اﻟـﺤـﺮﻳـﺮي ﻟﺘﻌﺬر وﺟﻮد اﻟﺒﺪﻳﻞ ﻋﻨﻪ.
ورأى اﳌـــﺼـــﺪر ﻧــﻔــﺴــﻪ ﺑـــﺄﻧـــﻪ ﻗـﺪ ﻳــﻜــﻮن ﻟـــﺪى ﺑــﺎرﻳــﺲ ﻣــﻼﺣــﻈــﺎت ﻋﻠﻰ أداء اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺮأﺳﻬﺎ اﻟﺤﺮﻳﺮي ﺳﺎﺑﻘﴼ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﻋﺎﺋﻘﴼ أﻣﺎم ﻣﺠﻴﺌﻪ ﻋﻠﻰ رأس ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻻ ﻳﻌﻄﻰ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺜﻠﺚ اﻟﻀﺎﻣﻦ ﻷي ﻓﺮﻳﻖ ﻟﻘﻄﻊ اﻟﻄﺮﻳﻖ ﻋﻠﻰ إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻄﻴﻞ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﻲ وﺗﻔﻌﻴﻠﻪ ﻣﻦ ﺧـﻼل وﺟﻮد ﻓﺮﻳﻖ ﻋﻤﻞ ﻣﺘﺠﺎﻧﺲ وﻣﻨﺴﺠﻢ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ اﻹﺻـﻼﺣـﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻛﺸﺮط ﻟﺤﺼﻮل ﻟﺒﻨﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺎﻋﺪات ﻣﻦ اﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻪ اﻻﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺘﺄزم اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﳌﺎﻟﻲ إﻟـــﻰ ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ اﻟــﺘــﻌــﺎﻓــﻲ ﻻﻧــﺘــﺸــﺎﻟــﻪ ﻣﻦ ﻗــﻌــﺮ اﻻﻧــﻬــﻴــﺎر. وﺗــﻮﻗــﻊ ﺑـــﺄن ﺗــﻤــﺎرس
ﺑــﺎرﻳــﺲ أﺷــﺪ اﻟـﻀـﻐـﻮط ﻋـﻠـﻰ ﺑﺎﺳﻴﻞ اﻟـــــﺬي ﺗــﻨــﻈــﺮ إﻟـــﻴـــﻪ ﻋــﻠــﻰ أﻧــــﻪ اﻟــﻌــﺎﺋــﻖ اﻟﻮﺣﻴﺪ اﻟﺬي ﻳﻌﻄﻞ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ اﳌﺪﻋﻮﻣﺔ ﺑﺨﺮﻳﻄﺔ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﺗــــﻮﺻــــﻞ إﻟـــﻴـــﻬـــﺎ ﻣـــــﺎﻛــــــﺮون ﻓــﻲ اﺟﺘﻤﺎﻋﻪ ﻓﻲ زﻳﺎرﺗﻪ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺒﻴﺮوت ﻣـــﻊ اﳌـــﻜـــﻮﻧـــﺎت اﻟــﺴــﻴــﺎﺳــﻴــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﺔ اﳌﻌﻨﻴﺔ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺄﻟﻴﻔﻬﺎ ﻣـﻦ دون أن ﻳــﻜــﺸــﻒ ﻋـــﻦ اﻟــﺘــﺪاﺑــﻴــﺮ اﻟــﺘــﻲ ﺳﺘﻠﺠﺄ إﻟـﻴـﻬـﺎ ﻷﻧــﻬــﺎ ﺗــﻘــﻮم ﺑـﺪراﺳـﺘـﻬـﺎ ﺣﺎﻟﻴﴼ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﺗﻮﺟﻴﻪ إﻧــﺬار أﺧﻴﺮ ﻗﺒﻞ أن ﺗﻀﻊ ﺗﺪاﺑﻴﺮﻫﺎ اﻟــﺮادﻋــﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺎر ﺣــﺎﻣــﻴــﺔ، ﻓــﻴــﻤــﺎ اﺳــﺘــﺒــﻌــﺪ ﻓـــﻲ اﳌــﻘــﺎﺑــﻞ ﻣﺠﻲء أي ﻣﻮﻓﺪ ﻓﺮﻧﺴﻲ إﻟﻰ ﺑﻴﺮوت، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﺘﻌﺪ ﻣـﺎﻛـﺮون ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﺰﻳﺎرة ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻟﺴﻌﻮدﻳﺔ ﳌﺎ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑــــﻪ ﻣــــﻦ وزن ﺳـــﻴـــﺎﺳـــﻲ ﻓــــﻲ اﳌــﻨــﻄــﻘــﺔ ﻳﻌﻮل اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻋﻠﻰ دورﻫﺎ اﻹﻳﺠﺎﺑﻲ واﻟﻔﺎﻋﻞ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ اﻻﺳﺘﻘﺮار.
وأﻛــــــــــﺪ أن ﻓــــﺮﻧــــﺴــــﺎ ﻟــــــﻢ ﺗـــﻮﻗـــﻒ ﺗﺸﻐﻴﻞ ﻣﺤﺮﻛﺎﺗﻬﺎ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻻﺗـﺠـﺎﻫـﺎت ﻟﺘﻮﻓﻴﺮ اﻟـﺪﻋـﻢ ﳌﺒﺎدرﺗﻬﺎ ﻹﻧـــﻘـــﺎذ ﻟــﺒــﻨــﺎن ﻣـــﻦ ﺧـــﻼل ﻓــﺘــﺢ ﺣـــﻮار إﻗـﻠـﻴـﻤـﻲ - دوﻟـــﻲ ﻹﺧــﺮاﺟــﻪ ﻣــﻦ داﺋــﺮة اﻟـﺘـﺄزم اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟــﺬي ﻳﺘﺨﺒﻂ ﻓﻴﻪ،
وﻗﺎل إﻧﻬﺎ ﻣﺮﺗﺎﺣﺔ ﻟﻠﻤﻮﻗﻒ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟــﺪاﻋــﻢ ﻟـﻬـﺎ ﻣــﻊ وﺻـــﻮل اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺟﻮ ﺑــﺎﻳــﺪن إﻟـــﻰ اﻟــﺒــﻴــﺖ اﻷﺑـــﻴـــﺾ. وأﺷـــﺎر اﳌﺼﺪر إﻟﻰ أن اﻟﺴﻔﻴﺮة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻟﺪى ﻟﺒﻨﺎن آن ﻏﺮﻳﻮ ﺗﻮاﻛﺐ ﻋﻦ ﻛﺜﺐ إﺻﺮار ﺑـــﻼدﻫـــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﺗــﻌــﻄــﻴــﻞ اﻷﻟـــﻐـــﺎم اﻟــﺘــﻲ ﺗﺆﺧﺮ ﺗﺸﻜﻴﻞ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ وﻫﻲ ﺗﺤﺾ ﺟﻤﻴﻊ اﻷﻃــﺮاف ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺠﺎوب ﻣﻌﻬﺎ وﺗﺤﻤﻠﻬﻢ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻻﻟﺘﻔﺎف ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷن ﻻ ﺧﻴﺎر آﺧﺮ ﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﲔ ﺳﻮاﻫﺎ.
واﻋــﺘــﺒــﺮ ﺑـــﺄن ﺑــﺎﺳــﻴــﻞ أﺧــﻔــﻖ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺣﻤﻼﺗﻪ اﻟﺘﺤﺮﻳﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﺄﻟﻴﺐ اﻟﺸﺎرع اﳌﺴﻴﺤﻲ ﺗﺤﺖ ﺳﺘﺎر دﻓﺎﻋﻪ ﻋـــﻦ ﺣـــﻘـــﻮق اﳌــﺴــﻴــﺤــﻴــﲔ واﺳــــﺘــــﺮداد اﻟـــــﺼـــــﻼﺣـــــﻴـــــﺎت اﳌــــــﻨــــــﺎﻃــــــﺔ ﺑـــﺮﺋـــﻴـــﺲ اﻟــﺠــﻤــﻬــﻮرﻳــﺔ، وﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺎﻟـــﻲ ﻟـــﻢ ﻳـﻨـﺠـﺢ ﻓــــﻲ إﺣـــــــﺪاث اﻧـــﻘـــﺴـــﺎم ﺑــــﲔ اﳌــﺴــﻠــﻤــﲔ واﳌﺴﻴﺤﻴﲔ وذﻟﻚ ﺑﻔﻀﻞ اﻟﺪور اﳌﻤﻴﺰ اﻟﺬي ﻳﻠﻌﺒﻪ اﻟﺒﻄﺮﻳﺮك اﳌﺎروﻧﻲ ﺑﺸﺎرة اﻟﺮاﻋﻲ واﻟﺬي ﻳﺘﻼﻗﻰ ﻓﻴﻪ ﻣﻊ ﺧﺼﻮم ﺑـﺎﺳـﻴـﻞ اﻟــﺮاﻓــﻀــﲔ ﻟﻠﻌﺐ ﻋـﻠـﻰ اﻟـﻮﺗـﺮ اﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﻟﻠﻌﻮدة ﺑﺎﻟﺒﻠﺪ إﻟـﻰ ﺧﻄﻮط اﻟﺘﻤﺎس اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺎﺋﻤﺔ إﺑﺎن اﻧﺪﻻع اﻟﺤﺮب اﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎن.
وﻧــــــﻘــــــﻞ اﳌـــــــﺼـــــــﺪر ﻋـــــــﻦ ﺑـــــﺎرﻳـــــﺲ ارﺗﻴﺎﺣﻬﺎ ﳌﻮﻗﻒ ﻣﻮﺳﻜﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﻄﺎﺑﻖ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻊ اﳌﻮﻗﻒ اﻟﻔﺮﻧﺴﻲ، رﻏﻢ أن ﺑﺎﺳﻴﻞ ﺳﻌﻰ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻹﻗﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﻄﺮح ﻣــﺒــﺎدرة ﻟﺤﻞ اﻷزﻣـــﺔ ﻓــﻲ ﻟـﺒـﻨـﺎن، ﻟﻜﻨﻪ أﺧﻔﻖ ﻓﻲ ﻣﺴﻌﺎه ﻣﻊ أﻧﻪ أﺑﻠﻐﻬﺎ ﻋﺪم ﺛﻘﺘﻪ ﺑﺎﳌﻮﻗﻔﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ واﻟﻔﺮﻧﺴﻲ.
ﻛﻤﺎ أن ﻃﻬﺮان ﻟﻴﺴﺖ ﻓﻲ وارد أن ﺗﺸﻜﻞ - ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮل اﳌﺼﺪر اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ - رأس ﺣـﺮﺑـﺔ ﻓــﻲ اﻟـﺘـﺼـﺪي ﻟﻠﻤﺒﺎدرة اﻟــﻔــﺮﻧــﺴــﻴــﺔ، ﻋـــﺎزﻳـــﴼ اﻟــﺴــﺒــﺐ إﻟــــﻰ أﻧـﻬـﺎ ﺗـﺮاﻫـﻦ ﻋﻠﻰ اﻟـــﺪور اﻟـﻮﺳـﻴـﻂ ﻟﺒﺎرﻳﺲ ﻓـــﻲ ﻇـــﻞ اﻟــﺘــﺤــﺮك اﻷوروﺑـــــــﻲ ﳌــﻌــﺎودة اﺳــﺘــﺌــﻨــﺎف اﳌـــﻔـــﺎوﺿـــﺎت اﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﺔ - اﻹﻳــﺮاﻧــﻴــﺔ، رﻏـــﻢ أن اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻹﻳــﺮاﻧــﻲ ﺣـﺴـﻦ روﺣــﺎﻧــﻲ ﻳـﺘـﻌـﺮض ﻣــﻊ اﻗـﺘـﺮاب ﻣﻮﻋﺪ إﺟﺮاء اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﺰﻳﺮان )ﻳﻮﻧﻴﻮ( اﳌﻘﺒﻞ إﻟﻰ ﺿﻐﻮط ﻣﻦ اﳌﺘﺸﺪدﻳﻦ ﺑﻘﻴﺎدة »اﻟﺤﺮس اﻟﺜﻮري« اﻟـــــﺬي ﻳــﺼــﺮ ﻋــﻠــﻰ اﻹﻣـــﺴـــﺎك ﺑــﺎﻟــﻮرﻗــﺔ اﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻻﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﻔﺎوض ﻣﻊ واﺷﻨﻄﻦ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻊ اﻻﺳﺘﻘﻮاء ﺑﻬﺎ.
ﻟﺬﻟﻚ، ﻓـﺈن »ﺣـﺰب اﻟﻠﻪ« وإن ﻛﺎن ﻳــﺘــﻔــﻬــﻢ ﺑــﻠــﺴــﺎن أﻣــﻴــﻨــﻪ اﻟـــﻌـــﺎم ﺣـﺴـﻦ ﻧــﺼــﺮاﻟــﻠــﻪ ﺗــﻤــﺴــﻚ اﻟــﺤــﺮﻳــﺮي ﺑــــﻮزارة اﻟـــﺪاﺧـــﻠـــﻴـــﺔ وﺑـــﺮﻓـــﻀـــﻪ إﻋــــﻄــــﺎء اﻟــﺜــﻠــﺚ اﻟﻀﺎﻣﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻷي ﻓﺮﻳﻖ، ﻓﻬﻮ ﻓـﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ ﻳﻘﺘﺮح ﺗﻮﺳﻴﻊ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻀﻤﺎن ﺗﻤﺜﻴﻞ اﻟﻨﺎﺋﺐ ﻃﻼل أرﺳﻼن ﻓﻴﻬﺎ، وﻫـﺬا ﻣﺎ ﻳﺮﻓﻀﻪ اﻟﺤﺮﻳﺮي وﻻ ﻳـــﺴـــﺎوم ﻋــﻠــﻴــﻪ ﻏــﻴــﺮ آﺑــــﻪ ﻟــﻜــﻞ أﺷــﻜــﺎل اﻟﻀﻤﺎﻧﺎت واﻹﻏﺮاء ات، وﻳﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ ﻣﻦ رﺋﻴﺲ اﻟﺒﺮﳌﺎن ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺮي ورﺋﻴﺲ اﻟـﺤـﺰب »اﻟﺘﻘﺪﻣﻲ اﻻﺷـﺘـﺮاﻛـﻲ« وﻟﻴﺪ ﺟﻨﺒﻼط.
وﻋــﻠــﻴــﻪ، ﻓـــﺈن »ﺣــــﺰب اﻟـــﻠـــﻪ« ﻳﻘﻒ ﺣـــﺎﻟـــﻴـــﴼ ﻓــــﻲ ﻣــﻨــﺘــﺼــﻒ اﻟـــﻄـــﺮﻳـــﻖ ﺑـﲔ اﻟـــــﺤـــــﺮﻳـــــﺮي وﺑــــﺎﺳــــﻴــــﻞ اﻟــــــــــﺬي ﻳـــﻘـــﻮد ﻣﻨﻔﺮدﴽ اﳌﻔﺎوﺿﺎت ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﻄﺎوﻟﺔ وﻳﺘﺼﺮف ﻋﻠﻰ أﻧﻪ رﺋﻴﺲ اﻟﻈﻞ واﻵﻣﺮ اﻟﻨﺎﻫﻲ اﻟﺬي ﻳﻌﻮد ﻟﻪ اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﻔﺼﻞ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﺎردة وواردة ﻓﻲ ﻇﻞ اﻧﻜﻔﺎء رﺋﻴﺲ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ ﻋﻦ ﻟﻌﺐ أي دور ﺿﺎﻏﻂ ﻳﻌﻴﺪ اﻻﻋﺘﺒﺎر ﻟﻠﻤﺒﺎدرة اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ رﻏﻢ أﻧﻪ ﻳﺆﻛﺪ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮار دﻋﻤﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ دون أن ﻳﻘﺮﻧﻪ ﺑﻤﻮﻗﻒ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎه اﻻﻧﺘﻘﺎل ﺑــﺎﻟــﺒــﻠــﺪ إﻟــــﻰ ﻣــﺮﺣــﻠــﺔ اﻟــﺘــﻌــﺎﻓــﻲ اﳌــﺎﻟــﻲ واﻻﻗﺘﺼﺎدي. ﻓﻬﻞ ﻳﺒﺎدر ﺑﺎﺳﻴﻞ إﻟﻰ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻪ أم أﻧﻪ ﺳﻴﻘﺤﻢ ﻧﻔﺴﻪ ﻓــﻲ اﺷــﺘــﺒــﺎك ﻳــﺒــﺪأ ﺑــﺒــﺎرﻳــﺲ وﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﳌﺠﺘﻤﻊ اﻟﺪوﻟﻲ؟