اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ـ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺗﺘﻔﺎﻗﻢ
< ﺗــﺒــﺪو اﻟــﻌــﻼﻗــﺎت اﻟـﺘـﺮﻛـﻴـﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻣﻌﻀﻠﺔ ﻣﺮﺷﺤﺔ داﺋﻤﴼ ﻟــﻠــﺘــﻔــﺎﻗــﻢ، وازدادت ﺻـﻌـﻮﺑـﺘـﻬـﺎ ﻣــﻊ ﺗـﻮﻟـﻲ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ ﺟــﻮ ﺑــﺎﻳــﺪن اﻟـﺤـﻜـﻢ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻻﻳــﺎت اﳌﺘﺤﺪة. وﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﺠﺎح أﻧــﻘــﺮة ﻓــﻲ إﺟـــﺮاء اﺗــﺼــﺎل ﻫﺎﺗﻔﻲ ﺑـــﲔ إردوﻏـــــــﺎن وﺑـــﺎﻳـــﺪن ﻳــــﻮم ٣٢ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن(، أﺻﺪر ﺑﺎﻳﺪن ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ ﺑﻴﺎﻧﴼ، ﻛﺎن ﻣﺮﺗﻘﺒﴼ، اﻋﺘﺮف ﻓﻴﻪ ﺑﺎﻷﺣﺪاث اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻓــﻲ ﺷـــﺮق اﻷﻧـــﺎﺿـــﻮل ﻋـــﺎم ٥١٩١ إﺑـــــﺎن اﻟـــﺤـــﺮب اﻟــﻌــﺎﳌــﻴــﺔ اﻷوﻟـــــﻰ، وواﻓــــــﻖ ﻋــﻠــﻰ اﻋــﺘــﺒــﺎرﻫــﺎ »إﺑـــــﺎدة ﺟـﻤـﺎﻋـﻴـﺔ ﻟــﻸرﻣــﻦ« وﻫــﻮ ﻣــﺎ أﺛــﺎر ﻏﻀﺒﴼ واﺳﻌﴼ ﻓﻲ ﺗﺮﻛﻴﺎ.
وﻗﺒﻞ ذﻟـﻚ، أﻋﻠﻨﺖ واﺷﻨﻄﻦ ﺗﻔﻌﻴﻞ ﻗــﺮار اﺳﺘﺒﻌﺎد ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ ﺑــﺮﻧــﺎﻣــﺞ ﻣـﺸـﺘـﺮك ﻳــﺸــﺮف ﻋﻠﻴﻪ ﺣﻠﻒ ﺷﻤﺎل اﻷﻃﻠﺴﻲ »ﻧﺎﺗﻮ« ﻟﺘﺼﻨﻴﻊ ﻣﻘﺎﺗﻼت »إف ٥٣« اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ أﻧﻘﺮة ﺗﺮﻏﺐ أﻳﻀﴼ ﻓــﻲ اﻗــﺘــﻨــﺎء ٠٠١ ﻣـﻨـﻬـﺎ، ردﴽ ﻋﻠﻰ ﺗـﻤـﺴـﻚ ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ ﺑـﺎﻗـﺘـﻨـﺎء ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟــــــﺪﻓــــــﺎع اﻟـــــﺠـــــﻮي اﻟــــﺼــــﺎروﺧــــﻲ اﻟﺮوﺳﻴﺔ »إس ٠٠٤«.
وﺗﺒﺪي ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺣﺎﻟﻴﴼ اﺳﺘﻴﺎء ﻣــــــﻦ رﻓــــــــﺾ واﺷـــــﻨـــــﻄـــــﻦ ﺗــﺴــﻠــﻴــﻢ اﻟــﺪاﻋــﻴــﺔ ﻓــﺘــﺢ اﻟــﻠــﻪ ﻏـــﻮﻟـــﻦ، اﻟـــﺬي ﺗـــﺰﻋـــﻢ اﻟــﺴــﻠــﻄــﺎت أﻧــــﻪ ﻛــــﺎن وراء ﻣــﺤــﺎوﻟــﺔ اﻻﻧـــﻘـــﻼب اﻟــﻔــﺎﺷــﻠــﺔ ﻓﻲ ٥١ ﻳﻮﻟﻴﻮ ٦١٠٢. ﻫـﺬا، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ اﺳﺘﻤﺮار ﺗﻌﺎون اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﻣـﻊ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎت »وﺣـــﺪات ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟــﺸــﻌــﺐ« اﻟـــﻜـــﺮدﻳـــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﺗﺸﻜﻞ أﻛــﺒــﺮ ﻣــﻜــﻮﻧــﺎت ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ »ﻗـــﻮات ﺳـــﻮرﻳـــﺎ اﻟــﺪﻳــﻤــﻘــﺮاﻃــﻴــﺔ« )ﻗــﺴــﺪ(، اﻟــــﺘــــﻲ ﺗــﺴــﻴــﻄــﺮ ﻋـــﻠـــﻰ ﻣــﺴــﺎﺣــﺎت ﺷــــﺎﺳــــﻌــــﺔ ﻣـــــﻦ ﺷــــﻤــــﺎل ﺳــــﻮرﻳــــﺎ. وﻳــﺬﻛــﺮ أن »ﻗــﺴــﺪ« ﺗـﻌـﺪ اﻟﺤﻠﻴﻒ اﻷﺑﺮز ﻟﻮاﺷﻨﻄﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﺮب ﻋﻠﻰ »داﻋـــﺶ«، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻌﺘﺒﺮﻫﺎ أﻧﻘﺮة ﺗﻨﻈﻴﻤﴼ إرﻫﺎﺑﻴﴼ واﻣﺘﺪادﴽ ﻟﺤﺰب اﻟﻌﻤﺎل اﻟﻜﺮدﺳﺘﺎﻧﻲ »اﳌﺤﻈﻮر« ﻓﻲ ﺳﻮرﻳﺎ.
ﻓـﻲ اﳌـﻘـﺎﺑـﻞ، ﺗﺘﻨﺎﻣﻰ ﺷﻜﻮك واﺷﻨﻄﻦ إزاء ﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻻ ﺗﺰال ﺷﺮﻳﻜﴼ ﻣﻮﺛﻮﻗﴼ ﺑﻌﺪ ارﺗﺪادﻫﺎ ﻋـﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ وﻗــﺮارﻫــﺎ ﺷـﺮاء ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ »إس ٠٠٤« ﻣـﻦ روﺳﻴﺎ وﺗﺄﺧﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻓﻲ اﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ ﺣﻤﻠﺔ اﻟﺘﺤﺎﻟﻒ اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﺤﺮب ﻋــﻠــﻰ »داﻋــــــــﺶ«. وﻳـــﺒـــﺪي ﺑــﺎﻳــﺪن ﻣــﻮﻗــﻔــﴼ ﻣــﺘــﺸــﺪدﴽ ﺗــﺠــﺎه إردوﻏــــﺎن وﻧﻬﺠﻪ، ﺑﻞ ﺳﺒﻖ أن ﺗﻌﻬﺪ ﺑﺪﻋﻢ اﳌـﻌـﺎرﺿـﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺔ ﺑـﺈزاﺣـﺘـﻪ ﻋﺒﺮ اﻻﻧــﺘــﺨــﺎﺑــﺎت، وأﻋــــﺮب ﻋــﻦ ﺧﻴﺒﺔ أﻣﻠﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗـﺮر إردوﻏــﺎن ﻓﻲ ٠٢ ﻣــﺎرس اﳌـﺎﺿـﻲ ﺳﺤﺐ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﻣﻦ »اﺗﻔﺎﻗﻴﺔ إﺳﻄﻨﺒﻮل«. وﻋﻠﻖ آﻻن ﻣــﺎﻛــﻮﻓــﺴــﻜــﻲ، اﳌـــﺴـــﺆول اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ ﻓــﻲ وزارة اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴـﺔ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻴـﺔ اﻟـــﺬي ﻳـﻌـﻤـﻞ ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﻓــﻲ ﻣﺆﺳﺴﺔ »ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﻘﺪم اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ« اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ: »أﻋﺘﻘﺪ أن ﻫــﺪف وﺟــﻮد ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎرﺟﻴﺔ ﻗﻮﻳﺔ وﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻹردوﻏــــــــــــــﺎن، ﻣـــــﻊ اﻟــــﺒــــﻘــــﺎء داﺧـــــﻞ )ﻧﺎﺗﻮ(، ﺳﻴﺒﻘﻰ.. وﻫﻮ ﻗﺪ ﻳﺨﻔﻒ ﻣﻦ ﺣﺪة اﻟﺨﻄﺎب، ﻟﻜﻨﻨﻲ ﻻ أﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﺳﻴﻐﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺮؤﻳﺔ«.
وﻫــــﻨــــﺎ ﻧـــــــﻮرد أن واﺷــﻨــﻄــﻦ ﺗﻔﺎء ﻟﺖ، إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﻠﻢ إردوﻏﺎن اﻟﺴﻠﻄﺔ واﺗﺨﺬ ﺧﻄﻮات ﻟﺘﺤﺪﻳﺚ اﻗﺘﺼﺎد ﺗﺮﻛﻴﺎ وﺣﻜﻤﻬﺎ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻲ. وﺳﺎد ﺷﻌﻮر ﻣﻤﺎﺛﻞ ﻓـﻲ ﺑﺮوﻛﺴﻞ ﻣـﻊ ﺑـﺪء ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻧـــﻀـــﻤـــﺎم ﺗـــﺮﻛـــﻴـــﺎ إﻟــــــﻰ اﻻﺗــــﺤــــﺎد اﻷوروﺑــــــــﻲ. ﻟــﻜــﻦ ﻋـــﻼﻗـــﺎت ﺗـﺮﻛـﻴـﺎ ﺑــﺎﻟــﻐــﺮب ﺗـــﺪﻫـــﻮرت ﺧــــﻼل اﻟـﻌـﻘـﺪ اﳌﺎﺿﻲ، وﻳﺴﺘﺒﻌﺪ ﻣﺤﻠﻠﻮن أﻧﻬﺎ ﺳﺘﺘﺤﺴﻦ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ.