ﻓﻠﻮرﻧﺘﻴﻨﻮ ﺑﻴﺮﻳﺰ... ﻗﺎﺋﺪ ﻣﺆاﻣﺮة »دوري اﻟﺴﻮﺑﺮ« اﻟﻜﺮوﻳﺔ
ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ ﺗﻔﺸﻲ ﺟﺎﺋﺤﺔ »ﻛﻮﻓﻴﺪ – ٩١« ﻣﻄﺎﻟﻊ رﺑﻴﻊ اﻟﻌﺎم اﻟﻔﺎﺋﺖ، ﻟﻢ ﻳﺘﻘﺪم أي ﺧﺒﺮ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻷوروﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﻔﻴﺮوس وﺗﻄﻮراﺗﻪ إﻟﻰ أن ﻛﺸﻒ اﻟﻨﻘﺎب ﻳﻮم ٨١ أﺑﺮﻳﻞ )ﻧﻴﺴﺎن( اﻟﻔﺎﺋﺖ ﻋﻦ ﻣﺸﺮوع »اﻟﺴﻮﺑﺮ ﻟﻴﻐﺎ« أو »دوري اﻟﻜﺒﺎر«. ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع ﻛﺎن ﺳﻴﺠﻤﻊ ٢١ ﻧﺎدﻳﴼ ﺗﻤﻠﻚ أﻗﻮى ﻓﺮق ﻛﺮة اﻟﻘﺪم اﻷوروﺑﻴﺔ، وﺗﻌﺪ أﻏﻨﻰ اﻷﻧﺪﻳﺔ وأﻧﺠﺤﻬﺎ، ﻋﻠﻰ أن ﺗﻨﻀﻢ إﻟﻴﻬﺎ ﻻﺣﻘﴼ ﺛﻼﺛﺔ أﻧﺪﻳﺔ أﺧﺮى ﻫﻲ ﺑﺎﻳﺮن ﻣﻴﻮﻧﻴﺦ وﺑﻮروﺳﻴﺎ دورﺗﻤﻮﻧﺪ ﻣﻦ أﳌﺎﻧﻴﺎ وﺑﺎرﻳﺲ ﺳﺎن ﺟﻴﺮﻣﺎن، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ اﻟﺪوري »اﻻرﺳﺘﻘﺮاﻃﻲ« ﺧﺎرج داﺋﺮة اﻻﺗﺤﺎدات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ. ﻓﻠﻮرﻧﺘﻴﻨﻮ ﺑﻴﺮﻳﺰ، رﺋﻴﺲ ﻧﺎدي رﻳﺎل ﻣﺪرﻳﺪ، أﺣﺪ أﻋﺮق أﻧﺪﻳﺔ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ واﻟﻌﺎﻟﻢ، واﳌﺘﻮج ٣١ ﻣﺮة ﺑﻄﻼ ﻟﻸﻧﺪﻳﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺄﺳﻴﺲ ﻫﺬه اﻟﺒﻄﻮﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ٥٥٩١، ﻛﺎن راﺋﺪ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع اﻟﺬي اﻋﺘﻤﻞ وراء اﻟﻜﻮاﻟﻴﺲ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات. وﻟﻘﺪ ﺗﺸﻜﻠﺖ ﻣﻌﺎﻟﻢ }دوري اﻟﺴﻮﺑﺮ{ اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ اﻧﺘﻈﺎر اﻟﻠﺤﻈﺔ اﳌﻨﺎﺳﺒﺔ ﻹﻃﻼﻗﻪ، وﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ ﺳﻮى ٨٤ ﺳﺎﻋﺔ. اﳌﻐﺎﻣﺮة اﻷوروﺑﻴﺔ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﻧﺎدي رﻳﺎل ﻣﺪرﻳﺪ ﺗﺸﺒﻪ »ﻛﺎرﺛﺔ آرﻣﺎدا« ﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ اﻟﻜﱪى ﻳﻮاﺟﻪ رﻳﺎل ﻣﺪرﻳﺪ اﺳﺘﺤﻘﺎﻗﺎت ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺟﺪﴽ ﻟﺴﺪاد دﻳﻮﻧﻪ
ﻣﺪرﻳﺪ: ﺷﻮﻗﻲ اﻟﺮﻳﺲ
ﺗــﺨــﺮج ﻓـﻠـﻮرﻧـﺘـﻴـﻨـﻮ ﺑﻴﺮﻳﺰ ﻓﻲ ﻣﻌﻬﺪ اﻟﺒﻮﻟﻴﺘﻜﻨﻴﻚ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟــﺠــﺎﻣــﻌــﺔ ﻣـــﺪرﻳـــﺪ، وﺗــــــﺪرج ﻓﻲ وﻇـــــﺎﺋـــــﻒ ﻋـــﻤـــﻮﻣـــﻴـــﺔ ﻋـــــــﺪة ﻓــﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺪﺧﻞ اﳌﻌﺘﺮك اﻟـــﺴـــﻴـــﺎﺳـــﻲ ﻓــــﻲ اﻟــــﻌــــﺎم ٦٧٩١ ﻋﻀﻮﴽ ﻓﻲ ﺣﺰب »اﺗﺤﺎد اﻟﻮﺳﻂ اﻟـــﺪﻳـــﻤـــﻘـــﺮاﻃـــﻲ« اﻟـــــــﺬي أﺳــﺴــﻪ أدوﻟـــﻔـــﻮ ﺳـــﻮارﻳـــﺰ، أول رﺋـﻴـﺲ ﻟﻠﻮزراء ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ ﺑﻌﺪ وﻓﺎة اﻟﺠﻨﺮال ﻓﺮاﻧﺸﻴﺴﻜﻮ ﻓﺮﻧﻜﻮ.
ﺑـــــﻌـــــﺪﻫـــــﺎ ﺗـــــــﻮﻟـــــــﻰ ﺑــــﻴــــﺮﻳــــﺰ ﻣـــﻨـــﺎﺻـــﺐ ﻓــــﻲ ﻣــﺠــﻠــﺲ ﺑــﻠــﺪﻳــﺔ ﻣﺪرﻳﺪ، ﺛﻢ ﻓﻲ وزارات اﻟﺼﻨﺎﻋﺔ واﻟﻄﺎﻗﺔ واﻟﻨﻘﻞ واﻟﺰراﻋﺔ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺨﺎص، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮر ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ٣٨٩١ ﻣﻊ ﻣــﺠــﻤــﻮﻋــﺔ ﻣـــﻦ رﺟـــــﺎل اﻷﻋــﻤــﺎل ﺷــﺮاء ﺷـﺮﻛـﺔ ﻟﻠﻤﻘﺎوﻻت ﻛﺎﻧﺖ ﺗــﻮاﺟــﻪ ﻣـﺼـﺎﻋـﺐ ﻣـﺎﻟـﻴـﺔ. وﻫـﻲ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ »رأس ﺣــــﺮﺑــــﺔ« ﻟــﺘــﻨــﻔــﻴــﺬ ﺳــﻠــﺴــﻠــﺔ ﻣـﻦ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻜﺒﺮى ﻟﻠﺒﻨﺎء واﻟﺒﻨﻰ اﻟﺘﺤﺘﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺘﺮة اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ إﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ ﺗـﻨـﻔـﺘـﺢ ﻋــﻠــﻰ اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ وﺗــﻌــﺪ ﻟـﻼﻧـﻀـﻤـﺎم إﻟـــﻰ اﻟـﺴـﻮق اﻷوروﺑﻴﺔ اﳌﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻌﺪ أرﺑﻌﺔ ﻗﺮون ﻣﻦ اﻟﻌﺰﻟﺔ.
ﻫـــﺬه اﻟــﺸــﺮﻛــﺔ، اﻟــﺘــﻲ ﻳﻤﻠﻚ ﻓــﻠــﻮرﻧــﺘــﻴــﻨــﻮ ﺑـــﻴـــﺮﻳـــﺰ اﻟــﺤــﺼــﺔ اﻷﻛــﺒــﺮ ﻣــﻦ أﺳـﻬـﻤـﻬـﺎ، ﻣــﺎ ﻟﺒﺜﺖ أن أﺻـــﺒـــﺤـــﺖ ﻛـــﺒـــﺮى ﺷـــﺮﻛـــﺎت اﳌﻘﺎوﻻت ﻓﻲ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ وواﺣﺪة ﻣﻦ ﻛﺒﺮى اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ، ﺑﻌﺪﻣﺎ اﺷﺘﺮت ﺷﺮﻛﺔ »اﺑﺮﺗﻴﺲ« اﻟـــﻔـــﺮﻧـــﺴـــﻴـــﺔ ودﺧــــﻠــــﺖ ﺑــﺤــﺼــﺔ ﻛـﺒـﺮى ﻓــﻲ ﺷـﺮﻛـﺔ »اﺗﻼﻧﺘﻴﺲ« اﻹﻳــﻄــﺎﻟــﻴــﺔ. وﻟــﻬــﺎ ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﻓــﺮوع ﻓـــﻲ اﻟـــﻘـــﺎرات اﻟــﺨــﻤــﺲ، وﻳــﻘــﺪر رأﺳــﻤــﺎﻟــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﺳــــﻮق اﻷﺳــﻬــﻢ اﻹﺳـﺒـﺎﻧـﻴـﺔ ﺑـﻤـﺎ ﻳــﺰﻳــﺪ ﻋـﻠـﻰ ٢٢ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر أﻣﻴﺮﻛﻲ.
أﺣﻼﻣﻪ ﻣﻊ رﻳﺎل ﻣﺪرﻳﺪ
ﻋـــــﺎم ٤٩٩١، ﺗـــﺮﺷـــﺢ ﺑــﻴــﺮﻳــﺰ ﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻧـﺎدي رﻳـﺎل ﻣﺪرﻳﺪ، ﻟﻜﻨﻪ ﻓــﺸــﻞ ﻓـــﻲ ﺗــﺤــﻘــﻴــﻖ اﻟـــﻬـــﺪف اﻟـــﺬي ﻗــﺎل ﻳـﻮﻣـﴼ إﻧــﻪ ﻛــﺎن ﻳﺤﻠﻢ ﺑــﻪ ﻣﻨﺬ اﻟـﺼـﻐـﺮ. ﺛــﻢ ﻋـــﺎود اﻟــﻜــﺮة ﻓــﻲ ﻋـﺎم ٠٠٠٢، واﻋـــﺪﴽ اﻟﻨﺎﺧﺒﲔ ﺑـﺄﻧـﻪ ﻓﻲ ﺣــﺎل ﻓــﻮزه ﺳﻴﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣـﻊ اﻟﻼﻋﺐ اﻟــﺒــﺮﺗــﻐــﺎﻟــﻲ ﻟــﻮﻳــﺲ ﻓــﻴــﻐــﻮ، اﻟــﺬي ﻛــــﺎن ﻳـــﻮﻣـــﺬاك اﻟــﻨــﺠــﻢ اﻷﺑــــــﺮز ﻓﻲ ﻧﺎدي ﺑﺮﺷﻠﻮﻧﺔ، اﻟﻐﺮﻳﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي ﻟـــﻠـــﺮﻳـــﺎل وﻣـــﻨـــﺎﻓـــﺴـــﻪ اﻷول ﻋــﻠــﻰ ﺻــــﺪارة اﳌــﺸــﻬــﺪ اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻲ ﻟـﻜـﺮة اﻟﻘﺪم. وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻫﺬا ﻣﺎ ﺣﺼﻞ.
إذ ﺑـﻌـﺪ أﺷــﻬــﺮ ﻣــﻦ ﻓــــﻮزه ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت، أﻋﻠﻦ اﻟﺘﻌﺎﻗﺪ ﻣﻊ ﻓﻴﻐﻮ، اﻟﺬي اﻧﻀﻢ إﻟﻰ رﻳﺎل ﻣﺪرﻳﺪ ﻓـــﻲ اﳌـــﻮﺳـــﻢ اﻟــﺘــﺎﻟــﻲ ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ دﻓــﻊ اﻟﺮﻳﺎل ﻓﻲ ﺣﻴﻨﻪ ﻣﺒﻠﻎ ٢٦ ﻣﻠﻴﻮن ﻳﻮرو ﺛﻤﻨﴼ ﻟﻔﻴﻐﻮ، ﻓﻲ أﻏﻠﻰ ﺻﻔﻘﺔ ﻟـﺸـﺮاء ﻻﻋــﺐ ﺣﺘﻰ ذﻟــﻚ اﻟﺘﺎرﻳﺦ. وﻫﻜﺬا ﻓﺘﺢ ﺑﻴﺮﻳﺰ ﺑﺎب اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﻜﺒﻴﺮة اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة وﻏﺪت ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ أﺷﺒﻪ ﺑـ»ﻣﻨﺎﻃﺤﺔ« ﺑﲔ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﺜﺮﻳﺔ ﻻﺟﺘﺬاب ﻛﺒﺎر اﻟﻨﺠﻮم، ﻃﻤﻌﴼ ﺑﺎﻟﺸﻬﺮة واﻟﻔﻮز ﺑــﺎﻷﻟــﻘــﺎب، وﺗــﺮوﻳــﺠــﴼ ﻟﻌﻼﻣﺎﺗﻬﺎ اﻟــــﺘــــﺠــــﺎرﻳــــﺔ. وﺑــــﻌــــﺪ ﻓــﻴــﻐــﻮ ﻛـــﺮت ﺳـﺒـﺤـﺔ اﻟــﻨــﺠــﻮم اﻟــﻜــﺒــﺎر ﻣــﻦ زﻳــﻦ اﻟـﺪﻳـﻦ زﻳـــﺪان إﻟــﻰ دﻳﻔﻴﺪ ﺑﻴﻜﻬﺎم وروﻧــﺎﻟــﺪو وروﺑــﺮﺗــﻮ ﻛــﺎرﻟــﻮس... ووﺻـــــــــــــــﻮﻻ إﻟـــــــــﻰ ﻛـــﺮﻳـــﺴـــﺘـــﻴـــﺎﻧـــﻮ روﻧـــﺎﻟـــﺪو، ﺣـﺘـﻰ أﻃــﻠــﻖ ﻋـﻠـﻰ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺨﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﻋﺒﲔ ﻟﻘﺐ »ﻟﻮس ﻏﺎﻻﻛﺘﻴﻜﻮس« ،Los Galacticos أي »اﻵﺗﻮن ﻣﻦ ﻣﺠﺮة أﺧﺮى«.
ﻣــﺎ ﻛـــﺎن اﻟــﻬــﺪف اﻟــــﺬي ﺳﻌﻰ ﻓـﻠـﻮرﻧـﺘـﻴـﻨـﻮ ﺑـﻴـﺮﻳـﺰ إﻟـــﻰ ﺗﺤﻘﻴﻘﻪ ﺑـﺎﻟـﺘـﻌـﺎﻗـﺪ ﻣــﻊ ﻫـــﺬه اﻟــﻜــﻮﻛــﺒــﺔ ﻣﻦ اﻟـــﻨـــﺠـــﻮم ﻣـــﻘـــﺼـــﻮرﴽ ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﻔـــﻮز ﺑﺎﻟﺒﻄﻮﻻت اﳌﺤﻠﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ، ﺑﻞ ﺷﻤﻞ ﺳﻌﻴﻪ إﻟــﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ اﻟـﺮﻳـﺎل إﻟﻰ ﻋﻼﻣﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ )ﻣﺎرﻛﺔ( ﻛﺒﺮى ﻳﻤﻜﻦ ﺗـﺼـﺪﻳـﺮﻫـﺎ إﻟــﻰ ﻛــﻞ أﻧـﺤـﺎء اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ. وﻟــﺘــﺤــﻘــﻴــﻖ ﻫــــﺬا اﻟــﻬــﺪف ﻟــﺠــﺄ إﻟــــﻰ ﺑــﻴــﻊ ﻋــــﻘــــﺎرات اﳌــﻼﻋــﺐ واﳌﻨﺸﺂت اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪرب ﻓــﻴــﻬــﺎ ﻓــــﺮق اﻟــــﻨــــﺎدي ﻋــﻠــﻰ ﺗــﺨــﻮم ﺿﻮاﺣﻲ ﻣﺪرﻳﺪ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﺑﻤﺒﻠﻎ ٠٨٤ ﻣﻠﻴﻮن ﻳــﻮرو. ﺛﻢ ﺷﻴﺪ أرﺑﻊ ﻧــــﺎﻃــــﺤــــﺎت ﺳــــﺤــــﺎب ﻳـــــﺘـــــﺮدد أﻧـــﻪ أﻋــﻄــﺎﻫــﺎ أﺳـــﻤـــﺎء ﻓــﻴــﻐــﻮ وزﻳـــــﺪان وروﻧـﺎﻟـﺪو وﺑﻴﻜﻬﺎم ﻟﻠﺪﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺑﻔﻀﻠﻬﺎ ﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺷﺮاء أوﻟﺌﻚ اﻟﻼﻋﺒﲔ اﻷرﺑﻌﺔ.
اﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﰒ ﻋﻮدة
ﺑـــﻴـــﺮﻳـــﺰ اﺳـــﺘـــﻘـــﺎل ﻋـــــﺎم ٦٠٠٢ ﻣﻦ رﺋﺎﺳﺔ اﻟﻨﺎدي ﺑﻌﺪ ﻓﺸﻠﻪ ﻓﻲ ﻛﺴﺐ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻟﻘﺒﲔ ﻓﻘﻂ ﻟﺒﻄﻮﻟﺔ اﻟﺪوري اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ، واﻣﺘﻨﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺑــﻄــﻮﻟــﺔ اﻷﻧـــﺪﻳـــﺔ اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﻀﻌﻬﺎ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى - ﺧﺎﺻﺔ اﻟــﺮﻳــﺎل - ﻓــﻲ ﻃﻠﻴﻌﺔ أﻫــﺪاﻓــﻬــﺎ ﻛﻞ ﻣـــــﻮﺳـــــﻢ. إﻻ أﻧـــــــﻪ ﻋـــــــﺎد وﺗـــﺮﺷـــﺢ ﻟـﺮﺋـﺎﺳـﺔ اﻟــﻨــﺎدي ﺑـﻌـﺪ ذﻟــﻚ ﺑﺜﻼث ﺳﻨﻮات، ﻓﻔﺎز وﻏﻴﺮ ﻫﺬه اﳌﺮة ﺳــــﻴــــﺎﺳــــﺘــــﻪ اﻟــﺘــﻌــﺎﻗــﺪﻳــﺔ ﺑــﺼــﻮرة ﺟـــﺬرﻳـــﺔ، ﻣﺎ أﺗـﺎح ﻟﻠﺮﻳﺎل أن ﻳﻔﻮز ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم ﺑــﺜــﻼﺛــﺔ أﻟـــﻘـــﺎب ﻟــــﻠــــﺪوري اﳌـﺤـﻠـﻲ وأرﺑﻊ ﺑﻄﻮﻻت ﻟﻸﻧﺪﻳﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ. وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺎز ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ اﻟﻨﺎدي ﻣﺮة أﺧـــﺮى - ﺑـﺎﻟـﺘـﺰﻛـﻴـﺔ - ﻓــﻲ ﻳـــﻮم ٣١ أﺑـــﺮﻳـــﻞ اﻟــﻔــﺎﺋــﺖ، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻓــﺎﺧــﺮ ﺑــﺄن رﻳـﺎل ﻣﺪرﻳﺪ إﺑـﺎن ﻓﺘﺮات رﺋﺎﺳﺘﻪ ﺣـﺼـﺪ ٧٤ ﻟـﻘـﺒـﴼ: ١٢ ﺑـﻄـﻮﻟـﺔ ﻟﻜﺮة اﻟـــﺴـــﻠـــﺔ، و٦٢ ﻟـــﻜـــﺮة اﻟـــﻘـــﺪم ﻣـﻨـﻬـﺎ ﺧﻤﺲ ﺑﻄﻮﻻت ﻟﻸﻧﺪﻳﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ وﺧﻤﺲ ﺑـﻄـﻮﻻت ﻋﺎﳌﻴﺔ ﻟﻸﻧﺪﻳﺔ وأرﺑـــــﻊ ﺑــﻄــﻮﻻت ﻟـﺤـﺎﻣـﻠـﻲ أﻟــﻘــﺎب اﻟــــــﺪوري واﻟـــﻜـــﺆوس اﳌـﺤـﻠـﻴـﺔ ﻓﻲ أوروﺑﺎ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺑﻄﻮﻻت اﻟﺪوري اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ واﻟﻜﺄس اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ.
وﻓـــــــﻌـــــــﻼ، ﻛـــــﺎﻧـــــﺖ اﻟــــــﻮﻻﻳــــــﺎت اﻷﺧــﻴــﺮة ﻟﻔﻠﻮرﻧﺘﻴﻨﻮ ﺑـﻴـﺮﻳـﺰ ﻓﻲ رﺋــــﺎﺳــــﺔ اﻟـــــﺮﻳـــــﺎل ﻣــــﺪرﻳــــﺪ ﺣــﺎﻓــﻠــﺔ ﺑــــــﺎﻻﻧــــــﺘــــــﺼــــــﺎرات واﻹﻧــــــــﺠــــــــﺎزات اﻟـﺮﻳـﺎﺿـﻴـﺔ، إﻻ أﻧـﻬـﺎ ﻛـﺎﻧـﺖ أﻳﻀﴼ ﻣﺮﺣﻠﺔ راﻛــﻢ ﻓﻴﻬﺎ اﻟـﻨـﺎدي دﻳﻮﻧﴼ ﻛﺒﻴﺮة ﺑﺴﺒﺐ اﳌﺸﺎرﻳﻊ اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟـــﺘـــﻲ أﻃــﻠــﻘــﻬــﺎ ﻗــﺒــﻞ أن ﻳـﺼـﻄـﺪم ﺑــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ »ﻛـــﻮﻓـــﻴـــﺪ – ٩١« اﻟــﺘــﻲ أدﺧﻠﺖ ﻋﺎﻟﻢ اﻟﺮﻳﺎﺿﺔ ﻓﻲ ﻏﻴﺒﻮﺑﺔ ﻣﺎ زال ﻳﺠﺪ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺨﺮوج ﻣـــﻨـــﻬـــﺎ. وﻋـــﻠـــﻰ ﻏــــــﺮار اﻟــﻌــﺪﻳــﺪ ﻣـــــﻦ اﻷﻧــــــﺪﻳــــــﺔ اﻷوروﺑــــــﻴــــــﺔ اﻟـــﻜـــﺒـــﺮى، ﻳــــﻮاﺟــــﻪ رﻳــــﺎل ﻣـــــﺪرﻳـــــﺪ اﺳـــﺘـــﺤـــﻘـــﺎﻗـــﺎت ﻣــــﻜــــﻠــــﻔــــﺔ ﺟــــــــــﺪﴽ ﻟـــــﺴـــــﺪاد دﻳــﻮﻧــﻪ، ﻣـﺜـﻞ اﻟـﻘـﺮض اﳌـﺼـﺮﻓـﻲ ﺑﻘﻴﻤﺔ ٥٧٥ ﻣــــﻠــــﻴــــﻮن ﻳــــﻮرو ﻟـﺘـﻤـﻮﻳـﻞ ﻣـﺸـﺮوع ﺗﺤﺪﻳﺚ ﻣﻠﻌﺒﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮ »ﺳـﺎﻧـﺘـﻴـﺎﻏـﻮ ﺑــﺮﻧــﺎﺑــﻴــﻮ« ﻓــﻲ ﻗﻠﺐ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ، واﻟﻘﺮض اﻟـﺬي ﺣﺼﻞ ﻋـﻠـﻴـﻪ ﻣـــﻦ اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ ﺑـﻘـﻴـﻤـﺔ ٠٠٢ ﻣـﻠـﻴـﻮن ﻳـــﻮرو ﳌـﻮاﺟـﻬـﺔ ﺗـﺪاﻋـﻴـﺎت اﻟــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ. وﻳـــﻘـــﺪر اﻟــﺨــﺒــﺮاء ﺑــﺄن اﻹﻳـــــﺮادات اﻟـﺘـﻲ ﺧـﺴـﺮﻫـﺎ اﻟـﻨـﺎدي ﺑﺴﺒﺐ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﺗـﺰﻳـﺪ ﻋﻠﻰ ٠٠٤ ﻣﻠﻴﻮن ﻳﻮرو.
»اﻟﺴﻮﺑﺮ ﻟﻴﻐﺎ« و»اﻵرﻣﺎدا«
اﳌــﻄــﻠــﻌــﻮن ﻋــﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻳـﺠـﺮي ﻓـﻲ اﻟــﺪواﺋــﺮ اﻟﻌﻠﻴﺎ ﻟـﻜـﺮة اﻟﻘﺪم اﻷوروﺑـــــﻴـــــﺔ ﻳــﻌــﺮﻓــﻮن أن ﻓــﻜــﺮة »اﻟــﺴــﻮﺑــﺮ ﻟــﻴــﻐــﺎ« ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗـــﺮاود ﻓﻠﻮرﻧﺘﻴﻨﻮ ﺑﻴﺮﻳﺰ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات، وأﻧﻪ ﻳﻨﺸﻂ ﻣﻨﺬ ﻋﻘﺪﻳﻦ ﻹﻗﻨﺎع اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﺑﺎﻻﻧﻀﻤﺎم إﻟﻰ اﳌــﺸــﺮوع اﻟـــﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ أن رﻳــﺎل ﻣﺪرﻳﺪ، ﻧﻈﺮﴽ ﻟﺴﺠﻠﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ، ﻫﻮ اﳌﺮﺷﺢ اﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﻟﻘﻴﺎدﺗﻪ. ﻛــــﺬﻟــــﻚ، ﻳــــﻌــــﺮف اﳌـــﻄـــﻠـــﻌـــﻮن أن ﻫــﺬا اﳌــﺸــﺮوع ﻳـﻮاﺟـﻪ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺷـﺪﻳـﺪة ﻣـﻦ اﻻﺗــﺤــﺎد اﻷوروﺑـــﻲ ﻟــــﻜــــﺮة اﻟــــــﻘــــــﺪم، اﻟـــــــــﺬي ﻳــﺨــﺸــﻰ ﻓــﻘــﺪان ﺳـﻴـﻄـﺮﺗـﻪ ﻋــﻠــﻰ اﳌــﺼــﺪر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻤﻮارد اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗــﺪرﻫــﺎ ﻛـــﺮة اﻟــﻘــﺪم، ﻧـﺎﻫـﻴـﻚ ﻋﻦ ﻣـﻌـﺎرﺿـﺔ اﻻﺗــﺤــﺎدات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻟــــــﺘــــــﻲ ﺳــــﺘــــﻀــــﻄــــﺮ ﻟــــﻼﻛــــﺘــــﻔــــﺎء ﺑﻔﺘﺎت اﻹﻳﺮادات اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺬﻫﺐ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى.
ﻓــﻲ أي ﺣــــﺎل، رأى ﺑـﻴـﺮﻳـﺰ، اﻟــﺬي ﻛـﺎن ﻳﺘﺤﲔ اﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﻨﺬ ﺳـﻨـﻮات ﻹﻃــﻼق ﻫــﺬا اﳌـﺸـﺮوع، أن اﻷزﻣﺔ اﻟﻌﻤﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ ﻛــــﺮة اﻟـــﻘـــﺪم ﺑــﺴــﺒــﺐ اﻟــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ، واﻟـــﻮﺿـــﻊ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدي اﻟــﺤــﺮج اﻟﺬي ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻨﻪ ﻣﻌﻈﻢ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻷوروﺑـــــﻴـــــﺔ اﻟـــﻜـــﺒـــﺮى، ﻳـﺸـﻜـﻼن اﻟـــﻔـــﺮﺻـــﺔ اﻟـــﺴـــﺎﻧـــﺤـــﺔ ﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻖ ﺣﻠﻤﻪ اﻟﺮﻳﺎﺿﻲ اﻷﻛﺒﺮ واﻟﺨﺮوج ﻣﻦ اﻟﻀﺎﺋﻘﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮزح اﻟﺮﻳﺎل ﺗﺤﺖ وﻃﺄﺗﻬﺎ. ﻟﻜﻦ ﻣــﺎذا ﺣـﺼـﻞ... ﻓﺄﻓﺸﻞ ﻫـــﺬا اﳌــﺸــﺮوع ﺑـﻌـﺪ أﻗـــﻞ ﻣﻦ ٨٤ ﺳﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ
إﻃـــــــﻼﻗـــــــﻪ
وﺗــﺼــﺪره اﻟــﻨــﺸــﺮات اﻹﺧـﺒـﺎرﻳـﺔ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋــﻼم اﻷوروﺑـﻴـﺔ، وﺗـــــــﻬـــــــﺎﻓـــــــﺖ رؤﺳـــــــــــــــــﺎء اﻟـــــــــــﺪول واﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺎت ﻋـﻠـﻰ اﻟـﺘـﻨـﺪﻳـﺪ ﺑﻪ ورﻓﻀﻪ؟
وأﻳﻦ أﺧﻄﺄ ﺑﻴﺮﻳﺰ ورؤﺳﺎء اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻬﻢ وﺗﻘﺪﻳﺮاﺗﻬﻢ؟
أﺣــــــــــــــﺪ ﻛـــــــــﺒـــــــــﺎر اﳌــــﻌــــﻠــــﻘــــﲔ اﻟـــﺮﻳـــﺎﺿـــﻴـــﲔ اﻹﺳــــﺒــــﺎن اﻋــﺘــﺒــﺮ أن اﻟــﻬــﺰﻳــﻤــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻌــﺮض ﻟﻬﺎ ﻣﺸﺮوع »اﻟﺴﻮﺑﺮ ﻟﻴﻐﺎ« ﺑﻘﻴﺎدة ﻓﻠﻮرﻧﺘﻴﻨﻮ ﺑﻴﺮﻳﺰ »ﻻ ﺗﻌﺎدﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ اﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ ﺳﻮى ﻫﺰﻳﻤﺔ أﺳﻄﻮل »اﻵرﻣــــــــﺎدا« اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻲ اﻟـﺠـﺒـﺎر أﻣــــــﺎم اﻟـــﺴـــﻮاﺣـــﻞ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺔ ﻓــﻲ ﻣـﺜـﻞ ﻫـــﺬه اﻷﻳــــﺎم ﻣــﻦ اﻟـﻌـﺎم ٨٨٥١، ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺣــــﺎول اﻟــﻌــﺎﻫــﻞ اﻹﺳﺒﺎﻧﻲ اﳌﻠﻚ ﻓﻴﻠﻴﺒﻲ اﻟﺜﺎﻧﻲ اﺣﺘﻼل ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وإﺧﻀﺎﻋﻬﺎ ﻟﻠﺴﻴﻄﺮة اﻟﻜﺎﺛﻮﻟﻴﻜﻴﺔ.
ﻳــــﻮﻣــــﺬاك ﻛـــﺎﻧـــﺖ إﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ ﺗــﻤــﻠــﻚ أﻗــــــﻮى أﺳــــﻄــــﻮل ﺑــﺤــﺮي ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ، وﻳﻤﺘﺪ ﻧﻔﻮذﻫﺎ ﻣﻦ أوروﺑﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﻠﺒﲔ ﺑﺸﺮق آﺳﻴﺎ، ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺑﺴﻄﺖ ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻘﺎرة اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ. ﻏﻴﺮ أن ﻋـﻮاﻣـﻞ اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، اﻟـﺘـﻲ ﻟـﻢ ﺗﻜﻦ ﻓﻲ اﻟﺤﺴﺎب، ﺧﺎﻧﺖ اﻷﺳﻄﻮل اﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻲ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﻫــﺒــﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻋــﺎﺻــﻔــﺔ ﻫـــﻮﺟـــﺎء أﻏـــﺮﻗـــﺖ ﺛﻠﺚ ﺳــﻔــﻨــﻪ وأﺟـــﺒـــﺮت اﻟــﺒــﺎﻗــﻲ ﻋﻠﻰ اﻟــﻌــﻮدة إﻟــﻰ ﺳـﻮاﺣـﻞ اﻟﺒﺮﺗﻐﺎل وإﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ. وﻳــﻘــﻮل اﳌــﺆرﺧــﻮن إن ﺑـﻌـﺾ ﻣـﺴـﺘـﺸـﺎري ﻓﻴﻠﻴﺒﻲ اﻟــﺜــﺎﻧــﻲ ﻛـــﺎﻧـــﻮا ﻗـــﺪ ﺣـــــﺬروه ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ اﻷﻧﻮاء اﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﺘﺮة ﻣﻦ اﻟﺴﻨﺔ، ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﻐﺮور اﻋﺘﻘﺎدﴽ ﻣﻨﻪ أن أﺣﺪﴽ ﻟﻦ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﻮف ﺑﻮﺟﻪ ﻗﻮﺗﻪ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ اﻟﻀﺎرﺑﺔ.
اﻟــــﺸــــﻲء ﻧــﻔــﺴــﻪ ﺣــﺼــﻞ ﻣـﻊ رﺋـــــﻴـــــﺲ ﻧـــــــــﺎدي رﻳـــــــــﺎل ﻣــــﺪرﻳــــﺪ ﻓــــﻲ ﻣــﺤــﺎوﻟــﺘــﻪ اﻟــﻬــﻴــﻤــﻨــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻛـــــــﺮة اﻟـــــﻘـــــﺪم اﻷوروﺑـــــــﻴـــــــﺔ ﻋــﺒــﺮ ﻣـــﺸـــﺮوع »اﻟـــﺴـــﻮﺑـــﺮ ﻟــﻴــﻐــﺎ«، إذ ﻓﻮﺟﺊ ﺑﺎﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎت اﻟﻔﻮرﻳﺔ اﳌﻀﺎدة اﻟﺘﻲ ﺻـﺪرت ﻋﻦ ﻗﺎدة اﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ واﻻﻧﺘﻔﺎﺿﺎت اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟــﺤــﺎﺷــﺪة ﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻛﺮة اﻟﻘﺪم واﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ رﻣﻮزﻫﺎ ﺑـــﺠـــﺎﻧـــﺐ اﻻﺗــــــﺤــــــﺎدات اﳌــﺤــﻠــﻴــﺔ
واﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺪوﻟﻴﺔ.
ﻓــﻲ ﺣــﺴــﺎﺑــﺎت ﻓﻠﻮرﻧﺘﻴﻨﻮ ﺑﻴﺮﻳﺰ وأﻋــﻮاﻧــﻪ، وﻋﻠﻰ رأﺳﻬﻢ أﻧـــﺪرﻳـــﺎ أﻧــﻴــﻴــﻠــﻲ، رﺋــﻴــﺲ ﻧــﺎدي ﻳﻮﻓﻨﺘﻮس - أﻏﻨﻰ أﻧﺪﻳﺔ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ - ﻛــﺎﻧــﺖ ﻛــﻞ اﻟــﺸــﺮوط ﻣـﺘـﻮاﻓـﺮة ﻟﻨﺠﺎح اﳌﺸﺮوع: اﻟﺤﻮاﻓﺰ اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻇﺎﻫﺮة ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ وﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﻘﺒﻮل ﺑﺎﻟﺼﻔﻘﺔ، واﻟﺒﻄﻮﻻت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻻ ﻳـﻤـﻜـﻦ أن ﺗــﺠــﺎزف ﺑـﺨـﺴـﺎرة ﻧﺨﺒﺔ ﻧــﻮادﻳــﻬــﺎ، ﻛـﻤـﺎ أن اﻟـﻔـﺮق اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻦ ﺗﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ أﻓﻀﻞ اﻟﻼﻋﺒﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺳﻴﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻲ ﻣﺒﺎرﻳﺎت »اﻟﺴﻮﺑﺮ ﻟﻴﻐﺎ«. وﻟﻜﻦ ﻟــــﻢ ﻳــﺨــﻄــﺮ ﻓــــﻲ ﺑـــــﺎل ﺑــﻴــﺮﻳــﺰ أن اﳌﺼﻠﺤﺔ اﳌﺎدﻳﺔ ﻟﻴﺴﺖ وﺣﺪﻫﺎ اﻟــﺘـــﻲ ﺗـــﺤـــﺮك اﻟــﺠــﻤــﺎﻫــﻴــﺮ، وأن اﻟﺒﻌﺾ إذا وﺿﻌﻮا أﻣﺎم ﺧﻴﺎر اﻟــﺤــﺼــﻮل ﻋــﻠــﻰ ٠١ ﻓـــﻲ اﳌــﺎﺋــﺔ ﻣـﻦ ﺻﻔﻘﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ ٠٩ ﻓـﻲ اﳌﺎﺋﺔ ﻟــﻠــﻄــﺮف اﻵﺧـــــﺮ ﺳــﻴــﻔــﻀــﻞ ﻗﻠﺐ اﻟﻄﺎوﻟﺔ وإﻓﺸﺎل اﻟﺼﻔﻘﺔ.
وﺑـــﻴـــﻨـــﻤـــﺎ اﺧـــﺘـــﻔـــﻰ أﻧــــﺪرﻳــــﺎ آﻧـﻴـﻴـﻠـﻲ ﻋــﻦ اﻷﺿـــــﻮاء ﺗـﻘـﺮﻳـﺒـﴼ، أﺻـــﺮ ﻓـﻠـﻮرﻧـﺘـﻴـﻨـﻮ ﺑــﻴــﺮﻳــﺰ ﻋﻠﻰ اﻟﻈﻬﻮر ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن ﻳﺨﻔﻲ ﻣﺮارﺗﻪ ودﻫﺸﺘﻪ ﳌﺎ وﺻﻔﻪ ﺑـ »اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ« ﺿـﺪ اﳌــﺸــﺮوع، ﻣﻮﺟﻬﴼ أﺻﺎﺑﻊ اﻻﺗﻬﺎم إﻟﻰ اﻷﻧﺪﻳﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، وﺑـــﺎﻟـــﺘـــﺤـــﺪﻳـــﺪ إﻟـــــﻰ ﻣــﺎﻧــﺸــﺴــﺘــﺮ ﺳــﻴــﺘــﻲ، ﻣـﻠـﻤـﺤـﴼ إﻟـــﻰ أﻧـــﻪ وراء اﳌـــــﺆاﻣـــــﺮة ﻹﺟــــﻬــــﺎض اﳌـــﺸـــﺮوع ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻦ أﺷﺪ اﳌﺘﺤﻤﺴﲔ ﻟﻪ.
وﻣـﻦ ﺛﻢ ﺣـﺬر ﺑﻴﺮﻳﺰ ﻣﻦ أن اﳌﺸﺮوع ﻫﻮ »ﺧﺸﺒﺔ اﻟﺨﻼص اﻟــﻮﺣــﻴــﺪة ﻟــﻸﻧــﺪﻳــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗــﺮزح ﺗﺤﺖ أﻋﺒﺎء اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ واﻟﺪﻳﻮن ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻟــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ... وأن اﻟﻘﻠﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﺳــﺘــﻨــﺠــﻮ ﻣـــــﻦ اﻹﻓــــــﻼس ﻫــــﻲ اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﻤــﻠــﻜــﻬــﺎ اﻟــــــــﺪول أو أﺻـــﺤـــﺎب اﻟــــﺜــــﺮوات اﻟــﻜــﺒــﻴــﺮة«. وﺗﺎﺑﻊ ﻓﻲ ﺗﺤﺬﻳﺮه »أن اﳌﻮاﻗﻒ اﻟــﺘــﻲ ﺻــــﺪرت ﻋـــﻦ ﻗــــﺎدة اﻟـــﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ رﻳﺎﺿﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃﻼق، ﺑﻞ ﻳﻘﻒ ﺧﻠﻔﻬﺎ أوﻟﺌﻚ اﻟﻘﺎدة ﻋﻠﻰ أﺑﻮاب اﻧﺘﺨﺎﺑﺎت وﻻ ﻳﺮﻳﺪون اﳌﺠﺎزﻓﺔ ﺑﺸﻌﺒﻴﺘﻬﻢ«.
اﻟــﻬــﺰﻳــﻤــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻣـــﻨـــﻲ ﺑـﻬـﺎ أﺳــــﻄــــﻮل »اﻵرﻣـــــــــــــــﺎدا«، أواﺧـــــﺮ اﻟــﻘــﺮن اﻟــــ٦١ اﳌــﻴــﻼدي، ﻟــﻢ ﺗﻤﻨﻊ اﺳﺘﻤﺮار اﻟﺤﺮب ﺑﲔ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وإﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺎ ﻟـــــ٦١ ﺳــﻨــﺔ، ﻗــﺒــﻞ أن ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﻤﻌﺎﻫﺪة ﺳﻼم ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻟــــــﺘــــــﺎج اﻹﺳــــــﺒــــــﺎﻧــــــﻲ. واﻟـــــﺬﻳـــــﻦ ﻳـــﻌـــﺮﻓـــﻮن ﻓــﻠــﻮرﻧــﺘــﻴــﻨــﻮ ﺑــﻴــﺮﻳــﺰ ﺟــﻴــﺪﴽ ﻳــﺆﻛــﺪون أﻧــﻪ ﻟــﻦ ﻳﺘﺨﻠﻰ ﻋﻦ ﻫﺬا اﳌﺸﺮوع... اﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮه ﺗﺘﻮﻳﺠﴼ ﳌﺴﻴﺮﺗﻪ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ
واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ.