رﻳﺎ ﻗﻄﻴﺶ... ﻣﺼﻤﻤﺔ ﺳﻮرﻳﺔ ﺗﻌﺸﻖ }اﻟﺒﺮوﻛﺎر{ وﺗﺘﻨﻔﺲ اﻟﺸﺎم ﻣﻦ دﺑﻲ
ﻓـــﻲ ﻣــﻘــﺎﺑــﻠــﺔ ﻋــﺒــﺮ »زووم« ﺗــﺨــﺒــﺮﻧــﻲ اﳌــﺼــﻤــﻤــﺔ اﻟــﺴــﻮرﻳــﺔ رﻳـــــــﺎ ﻗـــﻄـــﻴـــﺶ أﻧــــﻬــــﺎ ﻓـــــﻲ ﺣـــﺎﻟـــﺔ ﺣﺠﺮ ﺻﺤﻲ ﺑﺴﺒﺐ إﺻﺎﺑﺘﻬﺎ ﺑــﻔــﻴــﺮوس »ﻛـــــﻮروﻧـــــﺎ«. ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ أﻋـــﺒـــﺮ ﻟــﻬــﺎ ﻋـــﻦ أﺳـــﻔـــﻲ وأﻗـــﺘـــﺮح ﺗﺄﺟﻴﻞ اﳌﻘﺎﺑﻠﺔ إﻟﻰ أن ﺗﺘﺤﺴﻦ ﺻــﺤــﺘــﻬــﺎ، ﺗــــﺮد ﺑــﺴــﺮﻋــﺔ ﺑـﺄﻧـﻬـﺎ ﺑــﺎﻟــﻌــﻜــﺲ ﺗـــﺮﺣـــﺐ ﺑــــﺄي ﺗـﻔـﺎﻋـﻞ إﻧـــﺴـــﺎﻧـــﻲ وﻟـــــﻮ ﻣــــﻦ ﺑــــﻌــــﺪ، ﻓـﻬـﻮ ﻳﻨﺴﻴﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﺳﺠﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻬﺎ وﻳﺒﻘﻰ أرﺣـﻢ ﻣﻦ ﺻـﺪاع اﻟـﺮأس اﻟــﺬي ﺗﺸﻌﺮ ﺑـﻪ ﺑﺄﻟﻒ ﻣــﺮة. رﻳﺎ اﺑــﻨــﺔ دﻣــﺸــﻖ ﺗﻌﻴﺶ ﺣـﺎﻟـﻴـﴼ ﻓﻲ دﺑﻲ. أﺗﺖ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻧﺤﻮ ﺳﻨﺔ ﻋﻠﻰ أﺳــﺎس زﻳــﺎرة ﻗﺼﻴﺮة، إﻻ إن اﻟﻈﺮوف ﺣﺘﻤﺖ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﺒﻘﺎء أﻃﻮل ﻟﺘﺼﺒﺢ دﺑﻲ ﻣﻘﺮ ﻋﻤﻠﻬﺎ. ﺗﻘﻮل: »ﺑﺪأت أﺗﻘﻠﻢ ﻣﻊ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ أن دﺑﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﻣــﻬــﻢ ﻟــــﻺﺑــــﺪاع، إﻻ إن اﻟــﺸــﻌــﻮر ﺑﺎﻟﻐﺮﺑﺔ ﻟﻢ ﻳﺘﺒﺪد ﺗﻤﺎﻣﴼ. ﻓﺎﻟﺸﺎم ﺗــﺴــﻜــﻦ اﻟــﻘــﻠــﺐ واﻟــــﻮﺟــــﺪان، وﻻ ﻳﻤﺮ ﻳﻮم ﻣﻦ دون أن أﻓﻜﺮ ﻓﻴﻬﺎ، وﻻ أﺑـﺎﻟـﻎ إن ﻗﻠﺖ أن ﻛـﻞ ﻗﻄﻌﺔ أﺻــﻤــﻤــﻬــﺎ ﻫـــﻲ ﻗــﻄــﻌــﺔ ﺗــﺬﻛــﺮﻧــﻲ ﺑﻬﺎ«. ﻣﻦ ﻳﺮ ﺗﺼﺎﻣﻴﻤﻬﺎ، ﻳﺘﺄﻛﺪ ﻣـﻦ ﺻــﺪق ﻗﻮﻟﻬﺎ. ﻓﻬﻲ ﻋﺎﺷﻘﺔ ﻟـــﻜـــﻞ ﻣــــﺎ ﻫــــﻮ ﺷــــﺎﻣــــﻲ؛ ﺑـــﻤـــﺎ ﻓـﻲ ذﻟــﻚ اﻟـﺒـﺮوﻛـﺎر اﻟــﺬي ﺗﺸﻴﺮ إﻟﻰ أﻧـﻬـﺎ ﻣـﺪﻣـﻨـﺔ ﻋـﻠـﻴـﻪ. وﺗــﺸــﺮح أن ﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﻪ ﺗﻌﻮد إﻟﻰ اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ وﻗﻌﺖ ﻋﻴﻨﺎﻫﺎ ﻷول ﻣﺮة ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻛﻴﺖ ﻣﻔﺼﻞ ﻟﻮاﻟﺪﺗﻬﺎ. ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺘﺨﻠﻠﻪ رﺳﻤﺎت وﻧﻘﺸﺎت ﻛــﺜــﻴــﺮة وﻣـــﺜـــﻴـــﺮة ﺗــﺤــﻜــﻲ ﻗـﺼـﺔ ﺣــﺮوب ﺻــﻼح اﻟــﺪﻳــﻦ اﻷﻳــﻮﺑــﻲ. ﺗــﻘــﻮل: »ﺑـﺼـﻔـﺘـﻲ ﻃـﻔـﻠـﺔ، ﻛـﺎﻧـﺖ ﻫﺬه اﻟﺼﻮر ﺗﺸﺪ اﻷﻧﻔﺎس، وﻣﺎ زاد ﻣﻦ إﺛﺎرﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺑﺪأت ﺗﺤﻜﻲ ﻟﻲ واﻟﺪﺗﻲ أﺣﺪاث اﻟﻔﺘﻮﺣﺎت ﻣﻦ ﺧﻼل ﻛﻞ رﺳﻤﺔ«. ﻣﻨﺬ ذﻟــﻚ اﻟـﺤـﲔ ﺗـﺮﺳـﺦ ﺑﺪاﺧﻞ رﻳــــﺎ أن اﳌـــﻮﺿـــﺔ ﻟــﻴــﺴــﺖ أﻟــﻮاﻧــﴼ وﻗﺼﺎت ﻣﺒﺘﻜﺮة ﻓﺤﺴﺐ؛ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻗﺼﺺ ﺗﻠﻬﺐ اﻟﺨﻴﺎل وﺗﺴﺠﻞ أﺣﺪاﺛﴼ ﻣﻬﻤﺔ... »ﻫﺬا ﻣﺎ ﻳﻌﻄﻲ اﻷزﻳـﺎء ﻗﻮﺗﻬﺎ وزﺧﻤﻬﺎ وﻳﻔﺴﺮ ﳌــــﺎذا ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟــﻘــﻄــﻌــﺔ ﺗـﺴـﺘـﻨـﺰف ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣـﻦ اﻟﺠﻬﺪ واﻟــﻮﻗــﺖ ﻟﻜﻲ ﺗﻜﺘﻤﻞ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﻟﻮﺣﺔ أو ﺗﺤﻔﺔ ﺗـــﺘـــﻮارﺛـــﻬـــﺎ اﻷﺟــــــﻴــــــﺎل«؛ ﺣـﺴـﺐ ﻗﻮﻟﻬﺎ.
اﻵن ﺗــﺤــﺮص رﻳــــﺎ ﻋــﻠــﻰ أن ﺗــــﻜــــﻮن ﻟـــﻜـــﻞ ﻗــﻄــﻌــﺔ ﺗــﺼــﻤــﻤــﻬــﺎ ﻗﺼﺔ ﺳــﻮاء ﻣﻦ ﺧـﻼل اﻟﻘﺼﺎت أو اﻷﻗــــــــﻤــــــــﺸــــــــﺔ، ﻣـــﺴـــﺘـــﻌـــﻴـــﻨـــﺔ ﺑﺎﻟﺒﺮوﻛﺎر اﻟـﺬي ﻳﻌﻮد ﺗﺎرﻳﺨﻪ ﻓــﻲ ﺳــﻮرﻳــﺎ إﻟـــﻰ ﻣــﺌــﺎت اﻟــﻘــﺮون وﻻ ﺗـﺰال ﺗﺤﺎك ﺣﻮﻟﻪ اﻟﻘﺼﺺ واﻷﺳــــﺎﻃــــﻴــــﺮ. ﻟــﻠــﻮﻫــﻠــﺔ اﻷوﻟـــــﻰ ﻳــﻌــﺘــﻘــﺪ ﻣـــﻦ ﻳـــــﺮى ﺗـﺼـﺎﻣـﻴـﻤـﻬـﺎ اﻟــــﺒــــﺴــــﻴــــﻄــــﺔ ذات اﻟــــﺨــــﻄــــﻮط اﻟـــﻮاﺿـــﺤـــﺔ و»اﳌــﻴــﻨــﻤــﺎﻟــﻴــﺴــﺖ« أﻧــــﻬــــﺎ ﺗــﺴــﺘــﻐــﻞ ﻫــــــﺬا اﻟـــﻘـــﻤـــﺎش ﻟﻀﺦ ﻫــﺬه اﻟﺒﺴﺎﻃﺔ اﳌﺘﻨﺎﻫﻴﺔ ﺑﺒﻌﺾ اﻟـﻔـﺨـﺎﻣـﺔ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﻜﺮ ذﻟﻚ ﻗﺎﺋﻠﺔ إﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ اﻷﻣﺮ ﻣﻦ ﻫـﺬه اﻟـﺰاوﻳـﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﻃــﻼق، ﻓﻬﺪﻓﻬﺎ ﻣﻦ اﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻫﻮ إﺑﺮاز ﺟﻤﺎل رﺳﻤﺎت اﻟﻘﻤﺎش وﻋﻤﻘﻪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ أوﻻ وأﺧﻴﺮﴽ.
ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﺎﳌﺎﺿﻲ ﻣﻬﻤﺔ ﺣﺴﺐ رأﻳﻬﺎ؛ ﻷن »اﻹﻧﺴﺎن ﻣﻦ دون ﺗـــﺎرﻳـــﺦ؛ ﻻ ﻣـﺴـﺘـﻘـﺒـﻞ ﻟــﻪ«. وﺗﻀﻴﻒ أن ﻋﺸﻘﻬﺎ ﻟﻠﺒﺮوﻛﺎر ﻫﻮ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﺗﺤﻴﺔ ﻟﻠﺸﺎم »اﳌﻜﺎن اﻟـــﺬي وﻟـــﺪت ﻓﻴﻪ وﺗﺸﻜﻠﺖ ﻓﻴﻪ ﺷﺨﺼﻴﺘﻲ وأﻫــﻮاﺋــﻲ، وأﻋﺘﻘﺪ أﻧﻪ ﻣﻦ واﺟﺒﻲ أن أﺳﻠﻂ اﻟﻀﻮء ﻋــﻠــﻰ ﻫــــﺬا اﻹرث اﻟـــــﺬي أﺣـﻤـﻠـﻪ ﺑﲔ ﺟﻮاﻧﺤﻲ ﻛﻠﻤﺎ ﺳﻨﺤﺖ ﻟﻲ اﻟــﻔــﺮﺻــﺔ... ﻓـﺈﻟـﻰ ﺟـﺎﻧـﺐ أﺷﻴﺎء ﻛــﺜــﻴــﺮة، ﻳــﺬﻛــﺮﻧــﻲ ﺑــﺄﻧــﻲ أﻧﺘﻤﻲ إﻟﻰ ﺑﻠﺪ ﻳﺰﺧﺮ ﺑﺎﻟﺜﻘﺎﻓﺔ واﻟﺠﻤﺎل واﻟﻔﻦ وﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﺤﺮب واﳌﻮت«.
ﺑــﻌــﺪ ﺗــﺨــﺮﺟــﻬــﺎ ﻓـــﻲ ﻣـﻌـﻬـﺪ »إﺳــﻤــﻮد« ﻟﻠﻤﻮﺿﺔ، ﺑــﺪأت رﻳﺎ اﻟــﻌــﻤــﻞ ﻓـــﻲ ﻛـــﻞ اﳌـــﺠـــﺎﻻت اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺎﳌﻮﺿﺔ. ﻓﺒﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻣﺼﻤﻤﺔ أزﻳﺎء، ﺗﻌﻤﻞ أﻳﻀﴼ ﺧﺒﻴﺮة أزﻳﺎء وﻣﺼﻤﻤﺔ ﻣﻼﺑﺲ أﻓــــــــﻼم وﻣـــﺴـــﻠـــﺴـــﻼت دراﻣـــــﻴـــــﺔ، وﻻ ﺗـــﺮى أن ﻫــﻨــﺎك ﺗـﻨـﺎﻗـﻀـﴼ أو ﺗـﻀـﺎرﺑـﴼ ﻓــﻲ اﻷﻣـــﺮ. ﻓـﻜـﻞ ﻣﺠﺎل ﻳـــﻐـــﺬي ﺧــﻴــﺎﻟــﻬــﺎ وﺗــﺘــﻌــﻠــﻢ ﻣـﻨـﻪ ﺷﻴﺌﴼ ﺟﺪﻳﺪﴽ »ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮورة أن أﺗﻌﻠﻢ ﻣﻨﻪ ﺷﻴﺌﴼ إﺑﺪاﻋﻴﴼ، ﻓﻘﺪ ﻳﻜﻮن ﺷﻴﺌﴼ أﻛﺘﺸﻔﻪ ﻋﻦ ﻧﻔﺴﻲ«.
ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺗﻠﺒﺲ ﺛﻼث ﻗﺒﻌﺎت ﻓﻲ آن واﺣﺪ، ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ أن ﺗﻨﻈﺮ إﻟﻰ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻣﻦ زواﻳﺎ ﻋــــــﺪة، ﻣــﺸــﻴــﺮة إﻟـــــﻰ أﻧـــﻬـــﺎ ﺗــﺮى ﻓــﻲ ﻫــﺬه اﻟـﺜـﻼﺛـﻴـﺔ ﺗـﻜـﺎﻣـﻼ رﻏـﻢ اﺧـﺘـﻼﻓـﻬـﺎ ﻓــﻲ ﺑـﻌـﺾ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ اﻟــﻌــﻤــﻞ. ﻓـﻬـﻲ ﺑﺼﻔﺘﻬﺎ ﺧﺒﻴﺮة أزﻳـــــــــــﺎء، ﺗـــﻌـــﻤـــﻞ ﻣـــــﻊ اﻟــﺸــﺨــﺺ ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻳﻨﺎﺳﺐ أﺳﻠﻮب ﺣﻴﺎﺗﻪ وﻣـــــﻘـــــﺎﺳـــــﺎت ﺟــــﺴــــﻤــــﻪ؛ »أﻋــــﻤــــﻞ ﻣــﻌــﻪ وأﺳــﺘــﻤــﻊ إﻟـــﻰ ﻃـﻤـﻮﺣـﺎﺗـﻪ ﻟـﻠـﺘـﻮﺻـﻞ إﻟـــﻰ أﺳــﻠــﻮب ﻳﺨﺪﻣﻪ
وﻳﺮﺿﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاﺗﻪ. ﻓﻠﻴﺲ ﻣـــﻦ اﳌـــﻌـــﻘـــﻮل أن أﻓــــــﺮض ﻋـﻠـﻴـﻪ أﺳﻠﻮﺑﴼ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺷـﺨـﺼـﻴـﺘـﻪ؛ ﻷﻧــﻪ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﺳــــــﻴــــــﺸــــــﻌــــــﺮ ﻛـﻤـﺎ ﻟــﻮ أﻧـﻪ ﻳـــﺘـــﻘـــﻤـــﺺ ﺷﺨﺼﻴﺔ ﻏــــــــﻴــــــــﺮه، وﻫــــﻮ ﻣﺎ ﺳـﻴـﻔـﻘـﺪه ﺛـﻘـﺘـﻪ ﺑـﻨـﻔـﺴـﻪ«. اﻷﻣــﺮ ﻳــﺨــﺘــﻠــﻒ ﻃــﺒــﻌــﴼ ﻋــﻨــﺪﻣــﺎ ﺗـﻌـﻤـﻞ ﻓــــﻲ ﻣــﺴــﻠــﺴــﻞ دراﻣــــــــﻲ أو ﻓــــﻴــــﻠــــﻢ ﺳـــﻴـــﻨـــﻤـــﺎﺋـــﻲ، ﻓـﺎﻟـﺸـﺨـﺼـﻴـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗــــﺘــــﻌــــﺎﻣــــﻞ ﻣـــﻌـــﻬـــﺎ ﻫـــــــﻨـــــــﺎ ﺗــــﺘــــﻘــــﻤــــﺺ ﺑــﺎﻟــﻔــﻌــﻞ ﺷﺨﺼﻴﺔ أﺧـــــــــــــــﺮى. ﺗـــــﺸـــــﺮح: »ﻫـــــــﻨـــــــﺎ ﻋـــــــﻠـــــــﻲ أن أﺣـﺘـﺮم اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ
وﺗــﻌــﻠــﻴــﻤــﺎت اﳌـــﺨـــﺮج واﳌـــﺆﻟـــﻒ. ﻋـــــــﻠـــــــﻲ أﻳـــــــﻀـــــــﴼ أن آﺧـــــــــــﺬ ﻓـــﻲ اﻟـــﺤـــﺴـــﺒـــﺎن اﻟـــﺸـــﺨـــﺼـــﻴـــﺔ ﺑــﻜــﻞ ﻋﻤﻘﻬﺎ وأﺑﻌﺎدﻫﺎ، وﻫﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺴﺘﻨﺰف ﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﺠﻬﺪ؛ ﻷن ﻫﻨﺎك داﺋﻤﴼ ﺧﻮﻓﴼ ﻣﻦ اﻟﺴﻘﻮط ﻓــــــﻲ اﻟـــــﺘـــــﻜـــــﺮار وﻋــــــــــﺪم إﻋــــﻄــــﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺣﻘﻬﺎ ﺑﻌﺪم ﻣﺴﺎﻋﺪة اﳌﻤﺜﻞ ﻋﻠﻰ إﺑــﺮاز ﻛـﻞ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻷزﻳﺎء«.
أﻣـــــــــﺎ ﻣــــﺘــــﻌــــﺔ رﻳـــــــــﺎ ﻗــﻄــﻴــﺶ اﻟـﺤـﻘـﻴـﻘـﻴـﺔ، ﻓﺘﻜﻤﻦ ﻓــﻲ دورﻫـــﺎ ﻣــﺼــﻤــﻤــﺔ ﻣـــﻮﺿـــﺔ؛ »ﻓـــﺄﻧـــﺎ ﻫـﻨـﺎ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﺗﻔﻜﻴﺮي وﻻ أﺧﻀﻊ ﻷي ﺗﻌﻠﻴﻤﺎت ﺧﺎرﺟﻴﺔ. ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ اﻟـــﻘـــﻮل إﻧـــﻨـــﻲ ﻓـــﻲ ﻫــــﺬه اﻟــﺤــﺎﻟــﺔ اﳌــﺨــﺮج واﳌــﻨــﺘــﺞ واﳌـــﺆﻟـــﻒ؛ ﺑﻞ وﺣﺘﻰ اﳌﺘﻠﻘﻲ«.
ﺗــــــﻌــــــﻮد وﺗـــــﻠـــــﻔـــــﺖ ﻧـــــﻈـــــﺮي، ﺿــﺎﺣــﻜــﺔ ﻛــﺄﻧــﻬــﺎ ﻧـﺴـﻴـﺖ ﺗـﻤـﺎﻣـﴼ ﺻـــــﺪاع اﻟــــــﺮأس واﻟــﺤــﻤــﻰ اﻟــﺘــﻲ ﻛـــﺎﻧـــﺖ ﺗــﺸــﺘــﻌــﻞ ﺑــﺠــﺴــﺪﻫــﺎ ﻓـﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻠﻘﺎء، إﻟـﻰ أن اﻟﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﻛﻮاﻟﻴﺲ اﻟﺴﻴﻨﻤﺎ أو اﻟﺘﻠﻔﺰﻳﻮن ﻟــﻪ رﻫــﺒــﺔ وﺟــﺎذﺑــﻴــﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻮﻗــﺖ ذاﺗـﻪ. أﺳﺄﻟﻬﺎ ﺑﻔﻀﻮل إن ﻛﺎﻧﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻗـﺪ ﺳﻮﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﻳﻮﻣﴼ أن ﺗﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ أﻣﺎم اﻟﻜﺎﻣﻴﺮا ﺑﺤﻜﻢ ﻋــﻤــﻠــﻬــﺎ ﻣـــﻊ ﻧـــﺠـــﻮم ﻛـــﺒـــﺎر، ﺗــﺮد ﺑـﺨـﺠـﻞ أﻧــﻬــﺎ ﺟــﺮﺑــﺖ اﻷﻣـــﺮ ﻣـﺮة ﻳﺘﻴﻤﺔ ﺑﻄﻠﺐ ﻣــﻦ ﺻﺪﻳﻘﺔ وﻟﻦ ﺗــﻌــﻴــﺪ اﻟـــﻜـــﺮة ﻣـﻬـﻤـﺎ ﻛــــﺎن؛ »ﻟـﻘـﺪ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗـﺠـﺮﺑـﺔ ﻓــﺎﺷــﻠــﺔ، وﻛـﻮﻧـﻲ ﺧﺠﻮﻟﺔ ﺑﻄﺒﻌﻲ ﻟـﻢ ﻳﺴﺎﻋﺪﻧﻲ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ أﻛﺪ ﻟﻲ أن ﻗﻮﺗﻲ ﺗﻜﻤﻦ وراء اﻟﻜﺎﻣﻴﺮا وﻟﻴﺲ أﻣﺎﻣﻬﺎ«.
ﺛــــﻢ ﺗــﺴــﺘــﻄــﺮد ﻗــﺎﺋــﻠــﺔ إﻧــﻬــﺎ ﻋـــﻤـــﻮﻣـــﴼ ﺗـــﻘـــﺴـــﻮ ﻋـــﻠـــﻰ ﻧــﻔــﺴــﻬــﺎ ﺑــﺄﺣــﻜــﺎﻣــﻬــﺎ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻣـﺜـﺎﻟـﻴـﺘـﻬـﺎ ورﻏـــﺒـــﺘـــﻬـــﺎ ﻓـــــﻲ اﻟــــﻜــــﻤــــﺎل. ﻫـــﺬا اﻟــــﻄــــﻤــــﻮح ﻧـــﺤـــﻮ اﻟــــﻜــــﻤــــﺎل ﻛـــﺎد ﻳـــﻜـــﺒـــﻠـــﻬـــﺎ وﻳـــــﻌـــــﻮق ﻣــﺴــﻴــﺮﺗــﻬــﺎ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺘﻬﺎ. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﻴﺪ ﺗﺼﻤﻴﻢ اﻟﻘﻄﻌﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﻣﺮارﴽ وﺗﻜﺮارﴽ، وﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮة ﺗﺮﻳﺪ أن ﺗﻀﻴﻒ ﺷﻴﺌﴼ أو ﺗﻐﻴﺮ ﺷﻴﺌﴼ. ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ أدرﻛﺖ أن اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟــﻜــﻤــﺎل ﻳــﻜــﺒــﻠــﻬــﺎ. ﻟــﻜــﻲ ﺗـﺘـﺤـﺮر ﻣـــﻦ ﻗـــﻴـــﻮده؛ ﻻذت ﺑــﺎﻟــﺸــﺎم ﻓﻲ أول ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﻟـﻬـﺎ. رﺳـﻤـﺖ ﻋﻠﻰ ﻗــﻤــﺎﺷــﻬــﺎ اﳌــﻔــﻀــﻞ، اﻟـــﺒـــﺮوﻛـــﺎر، ﻣـــﻨـــﺎﻇـــﺮ ﻣــــﻦ دﻣـــــﺸـــــﻖ... »ﻋـــــﺪت ﺑـــﺬاﻛـــﺮﺗـــﻲ إﻟــــﻰ ﺟـــﻤـــﺎل ﺑـﻴـﻮﺗـﻬـﺎ وﻋــﻄــﺮ ﻳـﺎﺳـﻤـﻴـﻨـﻬـﺎ وﺗـﻔـﺎﺻـﻴـﻞ ﺷـﻮارﻋـﻬـﺎ وﺣـﺎراﺗـﻬـﺎ وﺑﻴﻮﺗﻬﺎ اﻟــــﻘــــﺪﻳــــﻤــــﺔ، وﻛـــﻠـــﻤـــﺎ ﺗــﻮﺿــﺤــﺖ ﻟــﻲ ﻫـــﺬه اﳌــﺸــﺎﻫــﺪ ﻛـﻨـﺖ أﺳـــﺎرع ﺑﺮﺳﻤﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟــﻮرق ﺣﺘﻰ وإن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﺜﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ اﳌﺎﺋﺔ«. ﺑﻌﺪ أن اﻧﺘﻬﺖ ﻣـﻦ ﺗﺼﻤﻴﻤﻬﺎ، اﻛﺘﺸﻔﺖ أﻧـﻬـﺎ ﻗــﺪ ﻻ ﺗـﺮﻗـﻰ إﻟـﻰ اﻟــﻜــﻤــﺎل اﻟـــــﺬي ﺗــﻨــﺸــﺪه، ﻟـﻜـﻨـﻬـﺎ »ﺟﺎءت ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻨﻲ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺻـــﺎدﻗـــﺔ وﻧــﺎﺑــﻌــﺔ ﻣـــﻦ اﻟــﻘــﻠــﺐ«. ﺗــــﺆﻛــــﺪ رﻳـــــﺎ ﻗــﻄــﻴــﺶ أن اﻟـــﺸـــﺎم ﻛـﺎﻧـﺖ وﻻ ﺗـــﺰال »اﻟــﻘــﻮت واﻟـــﺰاد واﻟــﺤــﻴــﺎة« ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟـﻬـﺎ، وﻫﻲ ﻣﻼذﻫﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺿﺎﻗﺖ ﺑﻬﺎ اﻟﺴﺒﻞ، ﻷن »اﻷﻣﺎﻛﻦ ﻣﺜﻞ اﻟﻨﺎس أو أﻛﺜﺮ؛ ﺗﺘﺮك أﺛﺮﻫﺎ اﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﻠﻰ اﻟﻨﻔﺲ ﻣـــﺪى اﻟــﺤــﻴــﺎة«. ﺗــﺬﻛــﺮﻧــﻲ وﻫـﻲ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺤﻤﻴﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺑﻄﻬﺎ ﺑﺎﻟﺸﺎم ﺑﺴﻜﺎرﻟﺖ أوﻫــــﺎرا ﺑﻄﻠﺔ رواﻳـــﺔ »ذﻫـــﺐ ﻣﻊ اﻟﺮﻳﺢ« وﻫﻲ ﺗﺘﺤﺪث ﻋﻦ ﻣﺰرﻋﺔ »ﺗــــﺎرا« اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺴﺘﻤﺪ ﻣﻦ ﺗﺮاﺑﻬﺎ ﻗﻮﺗﻬﺎ ووﺟــﻮدﻫــﺎ ﻣﻌﴼ، وﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻣــﺴــﺘــﻌــﺪة ﻷن ﺗــﺤــﺎرب اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻣﻦ أﺟﻠﻬﺎ.