Asharq Al-Awsat Saudi Edition

ﺑﺎﻳﺪن وإﻳﺮان: إﻏﻮاء ﻹﻧﻘﺎذ ﻧﻈﺎم اﳌﻼﻟﻲ

-

إذا ﺣــﻜــﻤــﻨ­ــﺎ ﻋــﻠــﻰ ﻣـــﺎ ﻳــﻘــﻮﻟــ­ﻪ اﻟــﺪﺑــﻠـ­ـﻮﻣــﺎﺳــﻴ­ــﻮن اﻹﻳﺮاﻧﻴﻮن واﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن اﳌﺸﺎرﻛﻮن ﻓﻲ اﳌﺤﺎدﺛﺎت اﻟـﺤـﺎﻟـﻴـ­ﺔ ﻹﺣــﻴــﺎء »اﻟـﺼـﻔـﻘـﺔ اﻟــﻨــﻮوﻳ­ــﺔ« اﳌـﺤـﺘـﻀـﺮ­ة، ﻓﺈن ﻧﺎﻓﺬة اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﻬﺎ ﻓﻮز ﺟﻮ ﺑﺎﻳﺪن ﻓﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﻣﻦ اﳌﺮﺟﺢ أن ﺗﻐﻠﻖ ﻓﻲ ﻏﻀﻮن اﻷﺳﺎﺑﻴﻊ اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ.

ﻳــﺰﻋــﻢ اﻟــﺠــﺎﻧـ­ـﺐ اﻹﻳـــﺮاﻧـ­ــﻲ أن اﻻﺗـــﻔـــ­ﺎق اﻟــــﺬي ﺗﻢ اﻟــﺘــﻮﺻـ­ـﻞ إﻟــﻴــﻪ ﻓـﻘـﻂ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳـــﺰال ﻓــﺮﻳــﻖ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺣـﺴـﻦ روﺣــﺎﻧــﻲ ﻓــﻲ ﻣــﻮﻗــﻊ اﳌــﺴــﺆوﻟ­ــﻴــﺔ، ﻋـﻠـﻰ اﻷﻗــﻞ اﺳﻤﻴﴼ، ﺳﻴﻜﻮن ﻟﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺘﺨﻄﻲ اﻟﻌﻘﺒﺎت اﳌــﻮﺿــﻮﻋ­ــﺔ أﻣـــﺎم أي اﺗــﻔــﺎق دوﻟـــﻲ ﻣــﻦ اﻟﺠﻤﻬﻮرﻳﺔ اﻹﺳـﻼﻣـﻴـﺔ. ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟــﻰ اﻟـﺠـﺎﻧـﺐ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ، ﻓـﺈن اﳌﺸﻜﻠﺔ ﺗﻜﻤﻦ ﻓﻲ أﻧـﻪ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺮص اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎﻳﺪن ﻋﻠﻰ إﺑﺮام ﺻﻔﻘﺔ ﻋﻠﻰ أﻣﻞ اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻣﻊ اﻟﻨﻈﺎم اﻟـﺨـﻤـﻴـﻨ­ـﻲ، ﻓــﺈﻧــﻪ ﻟــﻦ ﻳﻤﻜﻨﻪ اﻟــﺘــﺄﻛـ­ـﺪ ﻣــﻦ أن اﻟـﻔـﺮﻳـﻖ اﻹﻳـﺮاﻧـﻲ ﻓﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ ﺳﻴﻜﻮن ﻗــﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﺄي وﻋﻮد ﻳﻘﺪﻣﻬﺎ.

ﻣﻦ اﻟﻮاﺿﺢ أن ﻛﻼ اﻟﺠﺎﻧﺒﲔ ﻳﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ إﺛﺎرة ﺗﻼل ﻣﻦ اﻟﻬﺮاء ﻟﺪﻓﻦ ﺧﻼﻓﺎﺗﻬﻤﺎ ﻋﻤﻴﻘﺔ اﻟﺠﺬور ﻓﻲ إﻃــﺎر ﺻﻔﻘﺔ وﻫﻤﻴﺔ ﺣـﻮل ﻗﻀﻴﺔ ﻣﺰﻳﻔﺔ. ﺳﺘﺘﻌﻬﺪ ﻃﻬﺮان ﺑﺘﻔﻜﻴﻚ ﻋﺪد ﻣﻦ أﺟﻬﺰة اﻟﻄﺮد اﳌﺮﻛﺰي اﻟﺘﻲ ﺑﺪأﺗﻬﺎ ﻟﺘﺨﺼﻴﺐ اﻟﻴﻮراﻧﻴﻮم ﻣﻦ أﺟﻞ ﻗﻨﺒﻠﺔ ﺗﻘﻮل إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺗﺮﻳﺪﻫﺎ وﻟﻦ ﺗﺴﻌﻰ إﻟﻴﻬﺎ ﻣﻄﻠﻘﴼ. ﻫﺬا اﻟﻮﻋﺪ ﺳﻴﻤﻜﻦ ﺑﺎﻳﺪن ﻣﻦ ادﻋﺎء اﻧﺘﺼﺎر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ واﻟﺘﻔﺎﺧﺮ ﺑﻤﻨﻊ ﺳﺒﺎق ﺗﺴﻠﺢ ﻧﻮوي ﻓﻲ أﻛﺜﺮ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﺿﻄﺮاﺑﴼ. وﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ، ﺳﺘﺴﺎﻋﺪ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة اﳌــﻼﻟــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣــﻦ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺘﺪﻓﻖ اﻟﻨﻘﺪي وﺗـﺄﻣـﲔ أﻣــﻮال ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺪﻓﻊ رواﺗــﺐ ﻗﻮاﺗﻬﻢ اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺪاﺧﻞ و»ﺟﻬﺎدﻳﻴﻬﻢ« ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج.

اﳌﺸﻜﻠﺔ ﻫﻲ أن اﺳﺘﺤﻀﺎر ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﺤﻴﻠﺔ ﻗﺪ ﻻ ﻳﻜﻮن ﺑﻬﺬه اﻟﺴﻬﻮﻟﺔ. ﻓﺤﻴﺚ إن اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﺣـﺮﻳـﺺ ﻋﻠﻰ اﻟــﻬــﺮاء، ﻓــﺈن اﻟـﺠـﺎﻧـﺐ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻲ ﻳﺮﻓﻊ اﳌﺨﺎﻃﺮ.

ذﻛـــﺮ اﳌـــﺮﺷـــ­ﺪ اﻷﻋـــﻠـــ­ﻰ آﻳـــﺔ اﻟــﻠــﻪ ﻋــﻠــﻲ ﺧـﺎﻣـﻨـﺌـﻲ، اﻻﺛــﻨــﲔ أن »ﺗــﺤــﺮﻳــ­ﺮ ﻓـﻠـﺴـﻄـﲔ« ﻫــﻮ »اﻟــﻬــﺪف اﻷول ﻟــﻸﻣــﺔ اﻹﺳـــﻼﻣــ­ـﻴـــﺔ«، ﻣــﻤــﺎ ﻳــﻮﺿــﺢ أﻧـــﻪ ﺣــﺘــﻰ ﻟــﻮ ﺗﻢ إﺣﻴﺎء »اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ«، ﻓﺈن اﻟﺼﺪام ﺑﲔ رؤﻳﺘﲔ ﺣﻮل ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ ﻟﻦ ﻳﻨﺘﻬﻲ. ﻓﻲ اﻟﻴﻮم اﻟﺘﺎﻟﻲ، ذﻛﺮ ﻋﻠﻲ رﺑﻴﻌﻲ اﳌﺘﺤﺪث ﺑﺎﺳﻢ روﺣﺎﻧﻲ، أن إﻳﺮان ﺗﻌﺘﺰم »إﺛﺎرة اﻟﻘﻀﻴﺔ اﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﺔ وإﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﳌﻨﻄﻘﺔ« ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻓﻴﻴﻨﺎ. وﻳﺤﺎول اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻲ أﻳـﻀـﴼ ﻓــﺮض أﻛـﺜـﺮ ﻣــﻦ ٠٠٠١ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟـﺠـﻤـﻬـﻮ­رﻳـﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴ­ــﺔ ﺑـﺴـﺒـﺐ ﻗـﻀـﺎﻳـﺎ ﻻ ﺗﺘﻌﻠﻖ ﺑـ»اﻟﺼﻔﻘﺔ اﻟﻨﻮوﻳﺔ« ﻣﻦ دون ﺗﻘﺪﻳﻢ أي ﺗﻨﺎزﻻت ﻓﻲ اﳌﻘﺎﺑﻞ.

أﻟــﻘــﻰ اﳌـﺘـﺤـﺪث ﺑــﺎﺳــﻢ روﺣــﺎﻧــﻲ ﺑﻘﻨﺒﻠﺔ أﺧــﺮى ﻋــﻨــﺪﻣــ­ﺎ ذﻛـــﺮ أﻧـــﻪ أﻳـــﴼ ﻛــﺎﻧــﺖ اﻟـﺼـﻔـﻘـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﺒﺮﻣﻬﺎ اﳌـــﺴـــﺆ­وﻟـــﻮن اﻟـــﺬﻳـــ­ﻦ ﻳــﻤــﺜــﻠ­ــﻮن اﻟــﺤــﻜــ­ﻮﻣــﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻴــﺔ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻓــﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﻓﻘﺔ »ﻣﺴﺆول أﻋﻠﻰ« ﻓﻲ ﻃﻬﺮان. ﺑﻌﺒﺎرة أﺧﺮى، ﺳﻴﻜﻮن ﻟﺨﺎﻣﻨﺌﻲ ﺣﻖ اﻟﻨﻘﺾ اﻟﺬي ﻳﻤﻜﻦ أن ﻳﻤﺎرﺳﻪ ﻓﻲ أي وﻗﺖ ﻳﺮاه ﻣﻨﺎﺳﺒﴼ. وﻣﻦ ﺷﺄن ذﻟﻚ أن ﻳﻤﻜﻦ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻣﻦ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺼﻔﻘﺔ اﳌﺰﻋﻮﻣﺔ ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ »ﻟـﻠـﺸـﻌـﻮر ﺑــﺎﻟــﺮﺿـ­ـﺎ« ﻹﻗــﻨــﺎع ﻣــﺰﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻴــﲔ ﺑﺎﳌﺸﺎرﻛﺔ ﻓـﻲ اﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎت اﻟﺮﺋﺎﺳﻴﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺮوج ﻟﻬﺎ ﻛﺎﺳﺘﻔﺘﺎء ﻋﻠﻰ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻧﻈﺎﻣﻪ. وﺑﻤﺠﺮد اﻧــﺘــﻬــ­ﺎء اﻻﻧــﺘــﺨـ­ـﺎﺑــﺎت اﻟــﺰاﺋــﻔ­ــﺔ، ﻳـﻤـﻜـﻨـﻪ اﻟــﻌــﻮدة إﻟـﻰ ﺗﻜﺘﻴﻚ »اﻟﺘﺮاﺟﻊ ﺛﻢ اﻟﻐﺶ« اﻟﺬي ﻳﺼﻔﻪ ﺑـ»اﳌﺮوﻧﺔ اﻟﺒﻄﻮﻟﻴﺔ«. وﻗﺪ ﺗﻢ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬا اﻟﺘﻜﺘﻴﻚ ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻟﺤﺎﻻت إﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﳌﺨﻄﻂ اﻟﺸﺠﺎع اﻟﺬي وﺿﻌﻪ اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﺑﺎراك أوﺑﺎﻣﺎ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﻔﻘﺎت اﻟﺘﻲ أﺑﺮﻣﺘﻬﺎ ﻃﻬﺮان ﻣﻊ اﻻﺗﺤﺎد اﻷوروﺑﻲ واﻟﺼﲔ وروﺳﻴﺎ.

إن اﻟﺤﻤﺎﺳﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻄﺎرد ﺑﻬﺎ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ

ﺻﻔﻘﺔ ﻓﻲ ﻓﻴﻴﻨﺎ، ﻣﺘﺠﺬرة ﻓﻲ اﻟﻮﻫﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ اﻟﺬي ﺳــﺎور اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎﻳﺪن ﺑﺸﺄن اﻟـﺜـﻮرة اﻹﻳﺮاﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺎم ٩٧٩١، وﻷﺳﺒﺎب ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻓﻬﻤﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺑﺎﻳﺪن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﻴﻨﺎﺗﻮرﴽ ﺷﺎﺑﴼ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﺜﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻃـﺎﺣـﺖ ﺑﻨﻈﺎم اﻟـﺸـﺎه ﻧﻘﻄﻪ ﺿﻌﻒ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ إﻟﻴﻪ.

ﻓﻲ ﻋﺎم ٤٠٠٢ ﻓﻲ داﻓﻮس ﺑﺴﻮﻳﺴﺮا، ﻋﻘﺪ ﺑﺎﻳﺪن اﺟﺘﻤﺎﻋﴼ ﻣـﻄـﻮﻻ ﻣـﻊ ﻛﻤﺎل ﺧــﺮازي اﻟــﺬي ﻛــﺎن وزﻳـﺮ ﺧـﺎرﺟـﻴـﺔ اﳌــﻼﻟــﻲ ﻓــﻲ ذﻟــﻚ اﻟــﻮﻗــﺖ، ﻣـﻌـﺮﺑـﴼ ﻋــﻦ أﻣﻠﻪ أن ﺗـﻮاﺻـﻞ إدارة دﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ اﻻﻧﻔﺘﺎح اﻷوﻟـﻲ ﻟﻠﺮﺋﻴﺲ ﺑﻴﻞ ﻛﻠﻴﻨﺘﻮن ﻋﻠﻰ ﻃﻬﺮان، واﻟﺬي ﻣــﻦ اﳌـﻔـﺘـﺮض أﻧــﻪ ﺗـﻮﻗـﻒ ﻓــﻲ ﻋـﻬـﺪ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺟــﻮرج دﺑﻠﻴﻮ ﺑﻮش.

ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻌﺮﻓﻪ ﺑﺎﻳﺪن، أو اﺧﺘﺎر أن ﻳﺘﺠﺎﻫﻠﻪ، ﻫﻮ أن ﺧـــﺮازي ﻛــﺎن، ﻋﻠﻰ ﺣـﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻣﻨﺴﻖ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻟــﺨــﺎرﺟ­ــﻴــﺔ ﻓـــﻲ اﻻﺗـــﺤـــ­ﺎد اﻷوروﺑــــ­ـــﻲ ﻛــﺮﻳــﺲ ﺑــﺎﺗــﻦ، »ﻣﻤﺜﻼ ﻳﻠﻌﺐ دور وزﻳﺮ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ«.

ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻳﺪن ﻳﻌﺮف ﺷﻴﺌﴼ آﺧﺮ ﺳﻮى أن ﻣﺸﺮوع اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻣﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎداة آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻷﻣـﻴـﺮﻛـﺎ واﻟــﺘــﻲ ﻣــﻦ دوﻧــﻬــﺎ ﺳﻴﺸﻌﺮ ﻧــﻈــﺎم اﳌـﻼﻟـﻲ ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ.

رﺑـــﻤـــﺎ ﻛـــــﺎن اﻓـــﺘـــﺘ­ـــﺎن ﺑــــﺎﻳـــ­ـﺪن اﻟــــﺸـــ­ـﺎب ﺑـــﺎﻟـــﺜ­ـــﻮرة اﻟﺨﻤﻴﻨﻴﺔ ﻣﻔﻬﻮﻣﴼ ﻗﺒﻞ ٠٤ ﻋﺎﻣﴼ أو ﻧﺤﻮ ذﻟـﻚ. ﻓﻘﺪ ﺗﻢ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﺳﻤﻌﺔ اﻟﺸﺎه ﻣﻦ ﺟﺎﻧﺐ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ واﻟﻨﺨﺐ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﻌﻘﻮد. ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ اﳌﺜﺎل، أﻃﻠﻘﺖ ﻣﺠﻠﺔ »ﺗﺎﻳﻢ« ﻋﻠﻰ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻟﻘﺐ »ﻏﺎﻧﺪي اﻹﺳﻼم« ووﺿﻌﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﻏﻼﻓﻬﺎ. وﻫﻨﺮي ﺑﺮﻳﺨﺖ، اﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ اﳌﺴﺆول ﻋــﻦ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻴــﺔ ﻓــﻲ إدارة اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﺟﻴﻤﻲ ﻛﺎرﺗﺮ، ذﻛﺮ اﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺄن اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺟﺎء ت إﻟﻰ اﻟﻮﺟﻮد ﻣﻦ ﺧﻼل »ﺛﻮرة ﺿﺪ ﻣﻠﻚ«. وﻣﻦ اﻟﺤﻘﺎﺋﻖ اﻟﺮاﺳﺨﺔ أﻳﻀﴼ أن اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﲔ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣﺎ ﻳﺘﺴﺎﻣﺤﻮن ﻣﻊ أﻋﺪاﺋﻬﻢ أﻛﺜﺮ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﺴﺎﻣﺤﻮن ﻣﻊ أﺻﺪﻗﺎﺋﻬﻢ.

ﺑﻌﺒﺎرات أﻛﺜﺮ واﻗﻌﻴﺔ، ﻛﺎﻧﺖ إﻳﺮان ﻗﺒﻞ ٠٤ ﻋﺎﻣﴼ أﻛﺜﺮ أﻫﻤﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻴﻮم. ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻐﻄﻲ ﺛﺎﻧﻲ أﻃـﻮل ﺣـﺪود ﻟﻼﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ ﻓﻲ ﺳﻴﺎق اﻟـﺤـﺮب اﻟــﺒــﺎرد­ة. وﻣﺴﺘﺸﺎر ﻛـﺎرﺗـﺮ ﻟﻸﻣﻦ اﻟﻘﻮﻣﻲ، زﺑـﻴـﻐـﻨـﻴ­ـﻮ ﺑـﺮﻳـﺠـﻨـﺴ­ـﻜـﻲ، ﻓــﻜــﺮ ﻓـــﻲ إﻟـــﻘـــﺎ­ء ﻣـــﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻋـﺪه »ﺳﻴﺎﺟﴼ أﺧﻀﺮ« إﺳﻼﻣﻴﴼ ﺿﺪ اﻹﻣﺒﺮاﻃﻮرﻳ­ﺔ اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻴﺔ. ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﻮﻗﺖ، ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺤﺎﺟﺔ أﻳﻀﴼ إﻟﻰ ﻧﻔﻂ اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﺘﻬﺪﻳﺪ اﻹﻳﺮاﻧﻲ اﳌﺘﺼﻮر ﺿﺪ اﻟﻌﺮب ﻛﻮﺳﻴﻠﺔ ﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﺿﻐﻄﻬﻢ ﻋﻠﻰ إﺳﺮاﺋﻴﻞ.

اﻟــﻴــﻮم، ﻻ ﻳــﻮﺟــﺪ أي ﻣــﻦ ﻫـــﺬه اﻟــﻌــﻮاﻣ­ــﻞ، ﺣﻴﺚ اﻧـﺘـﻬـﺖ اﻟــﺤــﺮب اﻟــﺒــﺎرد­ة وﺧــﺮﺟــﺖ إﻳــــﺮان ﻣــﻦ ﺳـﻮق اﻟﻨﻔﻂ، وﻫﻨﺎك ﻣﻦ اﻟﻌﺮب ﻣﻦ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ اﻟﺘﻄﺒﻴﻊ ﻣﻊ إﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻷﺳﺒﺎﺑﻬﻢ اﻟﺨﺎﺻﺔ.

وﺑــﺎﻟــﺘـ­ـﺎﻟــﻲ ﻟــﻴــﺲ ﻫــﻨــﺎك ﺿــــﺮورة ﻣـﻠـﺤـﺔ ﻹﻧــﻘــﺎذ اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻟﺨﻤﻴﻨﻲ ﻣــﻦ اﳌـﻄـﻬـﺮ اﻟـــﺬي ﺧﻠﻘﻪ ﻟﻨﻔﺴﻪ. ﻓــﺎﻟــﺠــ­ﻤــﻬــﻮرﻳـ­ـﺔ اﻹﺳــﻼﻣــﻴ­ــﺔ اﻟــﻴــﻮم ﻫــﻲ ﻇــﻞ ﺷـﺎﺣـﺐ ﳌﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻗﺒﻞ ٠٤ ﻋﺎﻣﴼ ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻏـﻮت اﻟﺮﺋﻴﺲ ﺑﺎﻳﺪن. وﻳﺘﺠﻪ آﻳﺔ اﻟﻠﻪ ﺧﺎﻣﻨﺌﻲ ﻧﺤﻮ ﺣﺎﻓﺔ ﻣﺎ ﻗﺪ ﻳﺼﺒﺢ اﻧﻬﻴﺎرﴽ ﻣﻨﻬﺠﻴﴼ، وﻳﺒﺪو ﻛﺄﻧﻪ ﻗﺒﻄﺎن ﺟﺎﻫﻞ ﻓﻲ ﺳﻔﻴﻨﺔ ﺿﺎﻟﺔ وﺳﻂ ﻋﺎﺻﻔﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ.

ﻳــﺮى وزﻳــﺮ اﻟـﺨـﺎرﺟـﻴ­ـﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺟــﻮاد ﻇـﺮﻳـﻒ أن ﻧﻈﺎم »اﻟﺰوﻣﺒﻲ« ﻓﻲ ﻃﻬﺮان ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ٠٦ ﻣﻠﻴﺎر دوﻻر ﻋﻠﻰ اﻷﻗــﻞ ﺳﻨﻮﻳﴼ ﻟﻴﺒﻘﻰ ﻗﺎﺋﻤﴼ، وﻣﻮاﺻﻠﺔ اﻷذى اﻟﺬي ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻴﻪ ﻟﻠﺒﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ اﻟﺤﻴﺎة.

ﻗــﺪ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻣــﺤــﺎدﺛـ­ـﺎت ﻓﻴﻴﻨﺎ ﺑـﺘـﻮﻓـﻴـﺮ اﻷﻣـــﻮال اﻹﺿــﺎﻓــﻴ­ــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﺤـﺘـﺎج إﻟـﻴـﻬـﺎ ﻃــﻬــﺮان ﻟـﻠـﺒـﻘـﺎء ﻓﻲ اﻟـﻠـﻌـﺒـﺔ، واﻟـــﺴـــ­ﺆال اﻟـــﺬي ﻳـﺠـﺐ ﻋـﻠـﻰ ﺑــﺎﻳــﺪن ﻃﺮﺣﻪ ﻫﻮ: ﻫﻞ ﻣﺜﻞ ﻫﺬه اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺗﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺢ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة، ﻧﺎﻫﻴﻚ ﺑﺎﻟﺸﻌﺐ اﻹﻳــﺮاﻧــ­ﻲ اﳌﺘﻌﻄﺶ اﻵن ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ اﻻﺗﺠﺎه؟

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia