إﻳﻄﺎﻟﻲ ﺑﻼ ﻏﻨﺎء
ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻋﺒﺮ اﻟﺴﻨﲔ ﺑﲔ اﻷﻣﻢ، ﺻﻔﺎت وﺳﻤﺎت وﻛﻨﺎﻳﺎت ﻣﻦ ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺴﻬﺎ. إذا ﻗﻠﺖ ﺳﺒﺎﻏﻴﺘﻲ ﻗﻠﺖ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، وإذا ﻗﻠﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻗـﻠـﺖ اﻟـﻌـﻄـﺮ، وإذا ﻗـﻠـﺖ اﻧـﺠـﻠـﺘـﺮا ﻗـﻠـﺖ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ. ﻟـﻜـﻦ ﻣــﺎ أﻓﻈﻊ اﻟﻘﺎﻋﺪة إذا دﺧﻠﺖ ﻓﻲ اﻟﺸﺬوذ: إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺗﺼﺒﺢ ﻋﺮﻳﴼ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع، واﻧﺠﻠﺘﺮا ﺗﺼﺒﺢ ﺟﻨﻮﻧﴼ ﻏﻴﺮ ﺑﺸﺮي ﻓﻲ اﻟﺒﻴﻜﺎدﻳﻠﻠﻲ.
ﻓﻲ ﻓﻮزﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻧﺠﻠﺘﺮا ﻓﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ أوروﺑـــﺎ، ﺗﻐﻮﻟﺖ اﻟـﺪول اﳌﺘﺤﻀﺮة ﻣــﺮة واﺣـــﺪة. ﻏﻀﺒﴼ أو ﻓـﺮﺣـﴼ. ﻟـﻢ ﺗﻌﺪ إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺑﻼد اﻟﻔﻨﻮن واﻟﺮﺳﻮم واﳌﻮﺳﻴﻘﻰ واﻷﻧﺎﻗﺔ. ﻃﺎﻓﺖ ﻓﺠﺄة ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع ﺗﺘﺮﺟﻢ ﻣﺘﻌﺔ اﻻﻧﺘﺼﺎر إﻟﻰ اﻧﺘﻘﺎم ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻬﺰاﺋﻢ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻜﻮروﻧﺎ اﻟﺘﻲ دﻣﺮت اﻟﺒﻼد وﻫﺰﻣﺘﻬﺎ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺮاﺟﻊ. وﺑﺪورﻫﻢ ﻗﺒﺾ »اﻟﻬﻮﻟﻴﻐﺎﻧﺰ« اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺠﺐ إﻳﻄﺎﻟﻲ وﻣﺜﻠﻮا ﺑﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﻬﺪ وﺣﺸﻲ ﻳﺬﻛﺮ ﺑﺴﺎﻋﺎت اﻟﻘﺬاﻓﻲ اﻷﺧﻴﺮة. ﺗﺘﺴﺎوى ﻋﻨﺪ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﺨﺴﺎرة واﻻﻧﺘﻘﺎم ﻣﻊ ﻣﺸﺎﻋﺮ اﻟﻔﻮز واﻟﺮﺑﺢ. وﻳﻌﺒﺮ اﻟﻔﺮﻳﻘﺎن ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ واﺣــﺪة ﻋـﻦ ﻣﺸﺎﻋﺮ ﻣﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﺗﻤﺎﻣﴼ. وﻳﻔﺮغ ﻛﻼﻫﻤﺎ أﺳﻮأ ﻣﺎ ﻟﺪﻳﻪ ﻇﺎﻧﴼ أن ﻫﺬا أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻋﻨﺪه.
ﺻﺤﻴﺢ أن ﺧﻴﺒﺔ أﻣﻞ اﻻﻧﺠﻠﻴﺰ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﻌﺪ ٤٥ ﻋﺎﻣﴼ ﻣﻦ اﻻﻧﺘﻈﺎر. ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻫﺬه اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻟﻮﺣﺸﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﺤﺰن واﻷﺳﻰ؟ اﳌﺜﺎل اﻷﺷﻬﺮ ﻓﻲ ﺣﺮوب اﻟﻜﺮة ﻛﺎن اﻟﻨﺰاع اﻟﺪﻣﻮي ﺑﲔ اﻟـﺴـﻠـﻔـﺎدور وﻫــﻨــﺪوراس اﻟــﻌــﺎم ٩٦٩١. ﺧـﺎﺿـﺖ اﻟــﺪوﻟــﺘــﺎن ﺣﺮﺑﴼ ﻣﻴﺪاﻧﻴﺔ وﺳﻴﺎﺳﻴﺔ اﺳﺘﻤﺮت ﺣﺘﻰ ٠٨٩١ اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣﻦ ﺧﻼف ﺣﻮل ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺒﺎراة ﻛﺮوﻳﺔ. أﻣﺎ اﻟﺤﻘﺪ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻓﻼ ﻳﺰال ﻗﺎﺋﻤﴼ.
ﺻـﻨـﻊ رزﻳـــــﺎرد ﻛـﺎﺑـﻮﺷـﻨـﺴـﻜـﻲ ﻣــﻦ ﻫـــﺬا اﻟــﺤــﺪث اﻟـــﺬي ﻏﻄﺎه ﺑﻨﻔﺴﻪ، ﺗﺤﻔﺔ أﺧﺮى، ﻣﻦ ﺗﺤﻔﻪ اﻟﺼﺤﺎﻓﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻣﻦ ﺣﺪث ﻋﺎﺑﺮ إﻟﻰ راﺋﻌﺔ ﻛﻼﺳﻴﻜﻴﺔ. وﺗﺘﻌﺮض اﻟﺼﻮرة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻦ اﻷﻣﻢ واﻟﺸﻌﻮب إﻟﻰ اﻧﻔﺠﺎرات ﻛﺎﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺮي ﻧﻈﺎم اﻟﻄﺒﻴﻌﺔ. وﺗﺨﺘﻔﻲ ﺻـﻮرة اﻹﻳﻄﺎﻟﻲ اﳌﻐﻨﻲ اﻟﻼﻣﺒﺎﻟﻲ ﻟﺘﻈﻬﺮ ﺻﻮرﺗﻪ اﻟﻘﺒﻴﺤﺔ ﻓﻲ ﻣﺒﺎراة ﻛﺮوﻳﺔ. وﻻ ﺗﻌﻮد ﺻﻮرة اﻻﻧﺠﻠﻴﺰي، ﺻﻮرة اﻟﺮﺟﻞ اﻟﺬي وﺿــﻊ »اﳌــﺎﻏــﻨــﺎ ﻛــﺎرﺗــﺎ« واﳌـــﺴـــﺎواة وﺣــﻘــﻮق اﻹﻧــﺴــﺎن، ﺑــﻞ ﺗﻈﻬﺮ ﺻﻮرﺗﻪ ﻧﺎﻓﺮة ﻛﺮﺟﻞ ﻻ ﻳﻘﺒﻞ اﳌﺴﺎواة وﻻ ﺣﻖ اﻟﻔﻮز ﻟﺴﻮاه، ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﳌﺒﺎرﻳﺎت اﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ.
ﻓـــﻲ داﺧــــﻞ اﻟــﺒــﺸــﺮ وﺣــــﺶ ﻳــﺪﻋــﻮ داﺋـــﻤـــﴼ إﻟــــﻰ اﻟــﻘــﺘــﻞ. ﻧﻤﺠﺪ اﻟـﻔـﺮوﺳـﻴـﺔ وﻫــﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻟـﻘـﺘـﻞ. ﺣﺘﻰ اﻟﻜﺴﻨﺪر ﺑـﻮﺷـﻜـﲔ، أﻋﻈﻢ ﺷﻌﺮاء روﺳﻴﺎ، دﻋﺎ ﻏﺮﻳﻤﻪ إﻟﻰ ﻣﺒﺎرزة وﻗﺘﻞ ﻓﻴﻬﺎ، وﻓﻲ راﺋﻌﺔ إﻳﻔﺎن ﺗﻮرﻏﻴﻨﻴﻒ »اﻵﺑﺎء واﻷﺑﻨﺎء« ﻳﺪرب ﻣﺘﺒﺎرزان أﺣﺪﻫﻤﺎ اﻵﺧﺮ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻻﻧﺘﺼﺎر ﺧﻄﻮة ﺧﻄﻮة، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﻻ ﻳﻌﺜﺮان ﻋﻠﻰ »ﺣﻜﻢ« ﺑﺎﳌﺴﺪﺳﺎت ﻳﻘﺮران اﳌﻀﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ دوﻧﻪ.
ذاع ﻓــﻲ اﻟﺴﺘﻴﻨﺎت ﻋــﻨــﻮان ﻓﻴﻠﻢ ﺳﻴﻨﻤﺎﺋﻲ ﻋــﻦ »اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ اﻟﺒﺸﻊ«. ﺛﻢ أدرك اﻟﻌﺎﻟﻢ أن ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻌﺐ رﺟﻼ ﺑﺸﻌﴼ. إﻧﻪ اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻲ ﻃﺒﻌﺘﻪ اﻷوﻟﻰ، وﻻ ﻳﻀﺒﻄﻪ إﻻ اﻟﻘﺎﻧﻮن.