»اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ« ﺗﺸﻜﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﺠﺮﻋﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ ﻟﻘﺎح »ﻛﻮروﻧﺎ«
ﺷﺪدت ﻋﻠﻰ أوﻟﻮﻳﺔ ﺗﻄﻌﻴﻢ ﻣﺌﺎت اﳌﻼﻳﲔ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ
ﺷـــﻜـــﻜـــﺖ ﻣـــﻨـــﻈـــﻤـــﺔ اﻟـــﺼـــﺤـــﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﻓﻲ ﺿﺮورة إﻋﻄﺎء ﺟﺮﻋﺔ ﺛــﺎﻟــﺜــﺔ ﻣــﻦ ﻟــﻘــﺎﺣــﺎت ﻛـــﻮروﻧـــﺎ، ﺑﻞ اﻧــﺘــﻘــﺪت ﺑــﺸــﺪة اﻟــﻨــﻘــﺎش ﻓــﻲ ﻫـﺬا اﳌـــﻮﺿـــﻮع ﺑـﻴـﻨـﻤـﺎ ﻻ ﻳـــــﺰال ﻣـﺌـﺎت اﳌـــﻼﻳـــﲔ ﻓـــﻲ اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ اﻟـــﻨـــﺎﻣـــﻲ ﻟـﻢ ﻳﺤﺼﻠﻮا ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎح.
وﺑــــﻄــــﺒــــﻴــــﻌــــﺔ اﻟــــــــﺤــــــــﺎل، ﻓـــــﺈن اﻟــﺠــﺮﻋــﺔ اﻟـﺜـﺎﻟـﺜـﺔ اﳌــﻄــﺮوﺣــﺔ ﻣﻨﺬ ﺑــﺪاﻳــﺔ اﻟــﺠــﺎﺋــﺤــﺔ، ﻣــﻦ ﺷــﺄﻧــﻬــﺎ أن ﺗـــﺸـــﻜـــﻞ ﻣــــﺼــــﺪر أرﺑــــــــﺎح ﺿـﺨـﻤـﺔ ﻟﻬﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت، ﻻ ﺳﻴﻤﺎ »ﻓﺎﻳﺰر« اﻟـــــﺮاﺋـــــﺪة ﻓــــﻲ ﻫـــــﺬا اﳌـــــﺠـــــﺎل. ﻟـﻜـﻦ اﳌـﺒـﺮرات اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ ﺣﺘﻰ اﻵن ﻫـﺬه اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻹﻋـﻄـﺎء اﻟﺠﺮﻋﺎت اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﺒﻬﻤﺔ وﻏـــﺎﻣـــﻀـــﺔ وﻏـــﻴـــﺮ ﻣــﻜــﺘــﻤــﻠــﺔ، ﻓـﻲ رأي اﻷوﺳـــﺎط اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﻨﺎﻇﻤﺔ ﻟﻸدوﻳﺔ ﻣﺜﻞ اﻟﻮﻛﺎﻟﺘﲔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ واﻷوروﺑﻴﺔ اﻟـــﻠـــﺘـــﲔ رﻓـــﻀـــﺘـــﺎ ﻃـــﻠـــﺐ اﳌـــﻮاﻓـــﻘـــﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ وﻃﻠﺒﺘﺎ ﻣﻦ اﻟﺸﺮﻛﺔ اﳌﻨﺘﺠﺔ ﺗﺰوﻳﺪﻫﺎ ﺑﺎﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت.
ﻋـــــﻨـــــﺪﻣـــــﺎ ﻛــــــﺎﻧــــــﺖ اﻷوﺳـــــــــــﺎط اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺗﺤﺘﻔﻲ ﻓﻲ ﺧﺮﻳﻒ اﻟﻌﺎم اﳌﺎﺿﻲ ﺑﺎﻹﻧﺠﺎز اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ اﻟﺬي ﺣﻘﻘﺘﻪ ﺷﺮﻛﺎت اﻷدوﻳــﺔ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟــﻠــﻘــﺎﺣــﺎت ﺿــﺪ ﻛــﻮﻓــﻴــﺪ - ٩١ ﻓﻲ أﻗـــــﻞ ﻣـــﻦ ﻋـــﺸـــﺮة أﺷـــﻬـــﺮ، ﻣــﻘــﺎرﻧــﺔ ﺑﻤﺘﻮﺳﻂ اﻟﺴﻨﻮات اﻟﺨﻤﺲ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻐﺮﻗﻪ ﻋﺎدة ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت،
وﻓﻴﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ أﺻﻮات ﻛﺜﻴﺮة ﺗﺮﺗﻔﻊ ﻣــﺬﻛــﺮة ﺑـــﺄن ذﻟـــﻚ اﻹﻧــﺠــﺎز ﺗﺤﻘﻖ أﺳــــﺎﺳــــﴼ ﺑــﻔــﻀــﻞ اﻻﺳـــﺘـــﺜـــﻤـــﺎرات اﻟﻀﺨﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺘﻬﺎ اﻟﺤﻜﻮﻣﺎت وأن اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻣﻠﺰﻣﺔ »رد اﻟﺠﻤﻴﻞ« ﺑﺨﻔﺾ أرﺑﺎﺣﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ واﻟــﺘــﺒــﺮع ﺑﻜﻤﻴﺎت ﻣــﻦ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺠﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﺪول اﻟﻔﻘﻴﺮة، ﻧﺒﻪ ﻛﺜﻴﺮون ﻣﻦ ﻋﻮاﻗﺐ اﻟﻔﺮﺻﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻓﺘﺤﺘﻬﺎ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ أﻣــــﺎم ﻫـــﺬه اﻟــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗﻤﻠﻚ ﻧــﻔــﻮذﴽ ﻣـﺎﻟـﻴـﴼ واﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﴼ ﻫـﺎﺋـﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﲔ أن اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﺳﺘﺒﻘﻰ، ﻓﻲ اﻷﻣﺪ اﳌﻨﻈﻮر، اﻟﺴﻼح اﻟﻮﺣﻴﺪ ﻓﻲ اﳌﻌﺮﻛﺔ اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ ﺿﺪ اﻟﻮﺑﺎء.
وﻣﻊ اﻟﺘﻘﺪم اﻟﺠﺎﻣﺢ ﳌﺘﺤﻮر »دﻟـــﺘـــﺎ« ﺗــﺤــﻮﻟــﺖ ﻓــﺮﺿــﻴــﺔ ﻗــﺪرﺗــﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﳌﻨﺎﻋﺔ اﳌﻜﺘﺴﺒﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت إﻟﻰ اﻟﺬرﻳﻌﺔ اﳌﻨﺸﻮدة ﻟــﻠــﺸــﺮﻛــﺎت اﻟــﺘــﻲ ﺗــﻨــﺘــﺞ ﻟــﻘــﺎﺣــﺎت ﻣﺮﺳﺎل اﻟﺤﻤﺾ اﻟﻨﻮوي اﻟﺮﻳﺒﻲ وﺗﻀﻐﻂ ﺑﻘﻮة ﻣﻨﺬ أﻳﺎم ﻟﻠﻤﻮاﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ إﻋـﻄـﺎء ﺟـﺮﻋـﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻟـﺰﻳـﺎدة اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﳌﻨﺎﻋﻴﺔ.
وﻗـــــﺎل أﺣــــﺪ ﺧـــﺒـــﺮاء اﳌـﻨـﻈـﻤـﺔ ﻟــــ»اﻟـــﺸـــﺮق اﻷوﺳــــــﻂ« إن »رﻳــــﺎدة ﻓـــــﺎﻳـــــﺰر ﻓـــــﻲ ﺳـــــﺒـــــﺎق اﻟـــﻠـــﻘـــﺎﺣـــﺎت أﻋﻄﺘﻬﺎ ﻣﻮﻗﻌﴼ ﺗﻔﻀﻴﻠﻴﴼ ﻻ ﺗﺮﻳﺪ اﻟﺘﻔﺮﻳﻂ ﺑﻪ، واﻟﻐﻤﻮض اﻟـﺬي ﻣﺎ زال ﻳﻜﺘﻨﻒ ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﺿﺪ ﻣﺘﺤﻮر دﻟﺘﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻓﺮﺻﺔ ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻛﺒﻴﺮة أﻣﺎﻣﻬﺎ. ﻟﻜﻦ اﳌﻬﻢ اﻵن ﻫﻮ ﺗــــﻮزﻳــــﻊ أﻛـــﺒـــﺮ ﻛــﻤــﻴــﺔ ﻣــﻤــﻜــﻨــﺔ ﻣـﻦ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ، ﺛﻢ
إﻋﻄﺎء اﻟﺠﺮﻋﺎت اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﳌﻦ ﺗﻨﺎول اﻟــﺠــﺮﻋــﺔ اﻷوﻟــــﻰ ﻓــﻘــﻂ«. وأﺿـــﺎف اﻟﺨﺒﻴﺮ اﻟـــﺬي ﻃـﻠـﺐ ﻋــﺪم اﻟﻜﺸﻒ ﻋــﻦ اﺳــﻤــﻪ »اﻟــﻠــﻘــﺎﺣــﺎت اﳌـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ ﻟـﻠـﺒـﻠـﺪان اﻟـﻨـﺎﻣـﻴـﺔ ﻫــﻲ ﺟـﻮﻧـﺴـﻮن وأﺳـــﺘـــﺮازﻳـــﻨـــﻴـــﻜـــﺎ وﻧـــﻮﻓـــﺎﻓـــﺎﻛـــﺲ وﻏــﻴــﺮﻫــﺎ ﻣــﻦ اﻟـﻠـﻘـﺎﺣـﺎت اﳌـﻮاﺋـﻤـﺔ ﻟــــﻈــــﺮوف ﻫــــــﺬه اﻟــــﺒــــﻠــــﺪان ﺑــﺴــﺒــﺐ ﺳــــﻬــــﻮﻟــــﺔ ﺗـــﺨـــﺰﻳـــﻨـــﻬـــﺎ وﺣــﻔــﻈــﻬــﺎ
وﺳﻌﺮﻫﺎ، وﻟﻴﺲ ﻓﺎﻳﺰر«.
اﻟﺤﺠﺔ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺴﺘﻨﺪ إﻟﻴﻬﺎ ﻓﺎﻳﺰر ﻓﻲ ﺣﻤﻠﺘﻬﺎ ﻟﺘﺴﻮﻳﻖ اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﻫﻲ أﻧﻬﺎ ﻻﺣﻈﺖ اﻧﺨﻔﺎﺿﴼ ﻓﻲ ﻣﺴﺘﻮى ﻣﻀﺎدات اﻷﺟـــﺴـــﺎم ﺑــﻌــﺪ ﺗـﺴـﻌـﺔ أﺷــﻬــﺮ ﻣﻦ ﺗﻨﺎول اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، وأن ﺗﻨﺎول ﺟـﺮﻋـﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﺧﻤﺲ أو ﻋﺸﺮ ﻣﺮات اﳌﻀﺎدات اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ
إﺑﻄﺎل ﻣﻔﻌﻮل اﻟﻔﻴﺮوس. ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮل اﻟﺸﺮﻛﺔ إن ﻫﺬه اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﺳﺘﻘﺘﻬﺎ ﻣﻦ دراﺳـﺔ أﺟﺮاﻫﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن ﻓﻲ ﻣــﺨــﺘــﺒــﺮاﺗــﻬــﺎ، ﻟــﻜــﻦ ﻧــﺘــﺎﺋــﺠــﻬــﺎ ﻣﺎ زاﻟﺖ ﺟﺰﺋﻴﺔ وﻟﻢ ﺗﺨﻀﻊ ﳌﺮاﺟﻌﺔ اﻟﻨﻈﺮاء اﳌﺴﺘﻘﻠﲔ وﻟﻢ ﺗﻨﺸﺮ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺪورﻳﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ.
وﺗــــﻀــــﻴــــﻒ »ﻓــــــــﺎﻳــــــــﺰر« أﻧـــﻬـــﺎ اﺳــــﺘــــﻨــــﺪت أﻳـــــﻀـــــﴼ إﻟـــــــﻰ ﺗـــﺠـــﺮﺑـــﺔ
إﺳﺮاﺋﻴﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺎﻗﺪت ﻣﻊ ﻓﺎﻳﺰر ﻟـﺘـﻜـﻮن ﻣـﺨـﺘـﺒـﺮﴽ واﺳــﻌــﴼ ﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻟﻘﺎﺣﻬﺎ، واﻟـﺘـﻲ أﻛــﺪت أن ﻓﺎﻋﻠﻴﺔ ﻫﺬا اﻟﻠﻘﺎح ﺗﺘﺪﻧﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺮور ﺳﺘﺔ أﺷﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺎول اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ، ﻣـــــﺎ ﻳـــﺴـــﻤـــﺢ ﺑــــﺎﻹﺻــــﺎﺑــــﺔ ﻣـــﺠـــﺪدﴽ ﺑﺎﳌﺘﺤﻮر اﻟﺠﺪﻳﺪ دﻟﺘﺎ. ﻳﺬﻛﺮ أن إﺳــﺮاﺋــﻴــﻞ ﻗــــﺮرت إﻋــﻄــﺎء اﻟـﺠـﺮﻋـﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﻟﻠﺨﺎﺿﻌﲔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺎت زرع
أﻋـــﻀـــﺎء أو اﳌــﺼــﺎﺑــﲔ ﺑـــﺄﻣـــﺮاض ﻣﺰﻣﻨﺔ ﺧﻄﺮة، ﻟﻜﻦ ﺑﻴﺎﻧﺎت وزارة اﻟــﺼــﺤــﺔ اﻹﺳــﺮاﺋــﻴــﻠــﻴــﺔ ﺗـﻔـﻴـﺪ ﺑــﺄن ﻣـﺴـﺘـﻮى اﻟـﺤـﻤـﺎﻳـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻳـﻮﻟـﺪﻫـﺎ ﻫـــــــﺬا اﻟــــﻠــــﻘــــﺎح ﺿـــــﺪ اﻟـــــﻌـــــﻼج ﻓــﻲ اﳌـﺴـﺘـﺸـﻔـﻰ واﻷﻋــــــﺮاض اﻟـﺨـﻄـﺮة ﻋﻨﺪ اﻹﺻﺎﺑﺔ ﺑﻄﻔﺮة دﻟﺘﺎ، ﻻ ﻳﻘﻞ ﻋـــﻦ اﳌــﺴــﺘــﻮى اﻟــــﺬي ﻳـــﻮﻟـــﺪه ﺿﺪ اﻟﻄﻔﺮات اﻷﺧﺮى.
وﻛـﺪﻟـﻴـﻞ ﻋﻠﻰ اﳌﻌﻀﻠﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮاﺟﻪ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺸﺄن ﻫــــــﺬا اﳌــــــﻮﺿــــــﻮع، ﻳــــﻘــــﻮل اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ اﻟــﻔــﻴــﺮوﺳــﻲ اﻹﻳـــﻄـــﺎﻟـــﻲ اﳌــﻌــﺮوف ﻣﺎﺳﻴﻤﻮ ﻏﺎﻟﻲ: »ﻣﺎ زﻟﻨﺎ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر ﻣــــﻌــــﺮﻓــــﺔ اﳌـــــﺰﻳـــــﺪ ﻣـــــﻦ اﻟـــﺒـــﻴـــﺎﻧـــﺎت اﻟــﺤــﺎﺳــﻤــﺔ ﺣــــﻮل ﻧــﻘــﺎط اﻟـﻀـﻌـﻒ اﳌﺤﺘﻤﻠﺔ ﻟـﻠـﻘـﺎﺣـﺎت، واﻟـﺴـﻠـﻄـﺎت اﻟﺼﺤﻴﺔ أﻣﺎم ﻣﻔﺎﺿﻠﺔ ﺻﻌﺒﺔ: إذا اﻧﺘﻈﺮﻧﺎ ﻃﻮﻳﻼ ﳌﻌﺮﻓﺔ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﺣـﻮل ﺿﻌﻒ اﻟﻠﻘﺎﺣﺎت ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻄﻔﺮات اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻳﺮﺗﻔﻊ ﻋـــﺪد اﳌــﺮﺷــﺤــﲔ ﻟــﻺﺻــﺎﺑــﺔ، وإذا ﺗﺴﺮﻋﻨﺎ ﻓﻲ إﻋﻄﺎء اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ ﺑﻴﺎﻧﺎت ﻣﺘﻘﻠﺒﺔ وﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﺜﻞ ﻣﺴﺘﻮى ﻣـﻀـﺎدات اﻷﺟــﺴــﺎم رﺑـﻤـﺎ ﻳﻨﺘﻬﻲ ﺑﻨﺎ اﻷﻣـﺮ ﺑــﺈﻋــﻄــﺎء ﺟــﺮﻋــﺔ ﻟــﻘــﺎح ﺛــﺎﻟــﺜــﺔ ﳌﻦ ﻟﻴﺴﻮا ﺑﺤﺎﺟﺔ إﻟﻴﻬﺎ«.
وﺗـــــﺠـــــﺪر اﻹﺷـــــــــــــﺎرة إﻟـــــــﻰ أن اﻷوﺳــــــﺎط اﻟـﻌـﻠـﻤـﻴـﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ أن ﻣــﺴــﺘــﻮى ﻣـــﻀـــﺎدات اﻷﺟــﺴــﺎم وﺣـــــــــﺪه ﻟــــﻴــــﺲ ﻛــــﺎﻓــــﻴــــﴼ ﻛــــﺄﺳــــﺎس ﻻﺗــــﺨــــﺎذ اﻟـــــﻘـــــﺮار ﺣــــــﻮل اﻟــﺠــﺮﻋــﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، ﺗﺴﺘﻨﺪ ﻓـﻲ ذﻟــﻚ إﻟــﻰ أﻧﻪ ﻟــﻴــﺲ ﻣـــﻦ اﳌـــﻌـــﺮوف ﺑــﻌــﺪ ﻣـــﺎ ﻫﻮ اﳌــﺴــﺘــﻮى اﻟــــــﻼزم ﻣـــﻦ اﳌـــﻀـــﺎدات ﻟـﺘـﻔـﺎدي اﻹﺻــﺎﺑــﺔ ﺑـﺎﻟـﻔـﻴـﺮوس أو اﳌــﺮض. وﻣﻦ اﻷدﻟــﺔ اﻷﺧــﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻴﻬﺎ اﳌﺪاﻓﻌﻮن ﻋﻦ إﻋﻄﺎء اﻟـﺠـﺮﻋـﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ دراﺳـــﺔ أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺣـــﺪﻳـــﺜـــﺔ أﻇـــــﻬـــــﺮت أن ﻣــــﻀــــﺎدات اﻷﺟــﺴــﺎم ﻟــﺪى اﻷﺷــﺨــﺎص اﻟﺬﻳﻦ ﺗﻨﺎوﻟﻮا ﺟﺮﻋﺔ واﺣﺪة ﻣﻦ اﻟﻠﻘﺎح، ﻻ ﺗﻘﻀﻲ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﺤﻮر دﻟﺘﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻟﺠﺮﻋﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﻟﺪ ﻣـــﻀـــﺎدات ﺗـﻜـﻔـﻲ ﻟـﻠـﻘـﻀـﺎء ﻋﻠﻴﻪ. ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻴﺴﺖ دراﺳﺔ ﺳﺮﻳﺮﻳﺔ، ﺑﻞ ﻫﻲ وﻟﻴﺪة ﺗﺠﺎرب ﻣﺨﺒﺮﻳﺔ ﻳﺰرع ﻓﻴﻬﺎ اﻟــﻔــﻴــﺮوس ﻓــﻲ دم اﳌﻠﻘﺤﲔ أو اﳌــﻌــﺎﻓــﲔ ﻣـــﻦ ﻛــﻮﻓــﻴــﺪ ﻟـﻘـﻴـﺎس ﻗﺪرة ﻣﻀﺎدات اﻷﺟﺴﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻊ اﻹﺻﺎﺑﺔ.
وﻳــﺠــﺪر اﻟــﺘــﺬﻛــﻴــﺮ ﺑـــﺄن ﻧﻘﻄﺔ اﻟﻀﻌﻒ ﻓﻲ ﻫـﺬه اﻟﺘﺠﺎرب ﺗﺘﺮك ﺧﺎرج ﺣﻘﻞ اﻻﺧﺘﺒﺎر ﺧﻼﻳﺎ ﺟﻬﺎز اﳌـــﻨـــﺎﻋـــﺔ اﻟـــﻄـــﺒـــﻴـــﻌـــﻲ، وﺑــﺨــﺎﺻــﺔ اﻟــﺨــﻼﻳــﺎ اﻟــﻠــﻴــﻤــﻔــﺎوﻳــﺔ اﻟـــﺘـــﻲ ﻫﻲ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ »ﻗــﻮات اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺴﺮﻳﻊ« ﻟــﻬــﺬا اﻟـــﺠـــﻬـــﺎز. وﻣــــﻦ ﻣــﻮاﺻــﻔــﺎت ﻫــﺬه اﻟـﺨـﻼﻳـﺎ أﻧـﻬـﺎ، ﺑﻌﺪ ﺳﻨﻮات ﻣﻦ وﺟﻮد ﻣﻀﺎدات اﻷﺟﺴﺎم ﻓﻲ اﻟﺪم، ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺪﻳﺪ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ اﻟــﺪﻓــﺎﻋــﻲ ﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳـﻈـﻬـﺮ ﻓـﻴـﺮوس ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ اﻟﺠﺴﻢ وﺗﻮﻟﺪ ﻣﻀﺎدات ﳌﻮاﺟﻬﺘﻪ. وﻗــﺪ أﻇـﻬـﺮت دراﺳــﺎت ﻋﺪة أن ﻫﺬه اﻟﺨﻼﻳﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﺄﺛﺮ ﺟﺮاء اﻟﺘﺤﻮرات اﻟﺘﻲ راﻛﻤﻬﺎ اﻟﻔﻴﺮوس ﻋﺒﺮ ﻣﺨﺘﻠﻒ اﻟﻄﻔﺮات.