ﻫﻞ ﺗﺆﺷﺮ أﺣﺪاث ﻛﻮﺑﺎ إﻟﻰ ﺑﺪاﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ »اﻟﻜﺎﺳﺘﺮوﻳﺔ«؟
ﻛﺴﺮت ﺣﺎﺟﺰ اﳋﻮف وﻫﺰت ﻫﻴﺒﺔ اﻟﻨﻈﺎم اﻷﻣﲏ
ﻓـــﻲ ﺻــﻴــﻒ ﻋــــﺎم ٤٩٩١، ﺷـــﻬـــﺪت ﻛـــﻮﺑـــﺎ أول اﺧـــﺘـــﺒـــﺎر ﺟـــــﺪي ﺿــــﺪ اﻟـــــﺜـــــﻮرة، ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ ﺧــﺮﺟــﺖ ﻣـــﻈـــﺎﻫـــﺮات ﺣـــﺎﺷـــﺪة اﺣــﺘــﺠــﺎﺟــﴼ ﻋــﻠــﻰ اﻷوﺿـــــﺎع اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ اﻟﺨﺎﻧﻘﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﻌﻴﺸﻬﺎ اﻟـﺒـﻼد، وذﻟﻚ ﺑﻌﺪ اﻧﻬﻴﺎر اﻻﺗﺤﺎد اﻟﺴﻮﻓﻴﺎﺗﻲ، واﻧﻘﻄﺎع ﺷﺮﻳﺎن اﳌﺴﺎﻋﺪات اﻟﺬي ﻳﻤﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺤﻴﺎة واﻟﻘﺪرة ﻋﻠﻰ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺤﺼﺎر اﻷﻣﻴﺮﻛﻲ اﻟﺨﺎﻧﻖ. ﻳﻮﻣﺬاك، ﻟـﻢ ﺗﺘﺠﺎوز ﺗﻠﻚ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت ﺣــﺪود اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻫــﺎﻓــﺎﻧــﺎ، وﺗــﻤــﻜــﻦ اﻟــﻨــﻈــﺎم ﻣــﻦ إﺧــﻤــﺎدﻫــﺎ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﺑﻔﻀﻞ »وﺣﺪات اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺴﺮﻳﻊ« اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ. وﻣﻦ ﺛـﻢ، اﻧﺘﻬﺖ ﺑﺨﺮوج ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻋﻠﻰ ٠٣ أﻟـﻒ ﻛﻮﺑﻲ ﻣﻦ اﳌﻌﺎرﺿﲔ واﻟﺴﺠﻨﺎء ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﺒﺤﺮ إﻟﻰ اﻟـﻮﻻﻳـﺎت اﳌﺘﺤﺪة، ﻓﻴﻤﺎ وﺻﻔﻪ ﻓﻴﺪﻳﻞ ﻛﺎﺳﺘﺮو -ﺣﻴﻨﺬاك- ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ »ﺗﻄﻬﻴﺮ اﻟﺜﻮرة ﻣﻦ أدراﻧﻬﺎ«.
ﻏﻴﺮ أن اﳌـﻈـﺎﻫـﺮات اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ ﻳـﻮم اﻷﺣـﺪ اﻟﻔﺎﺋﺖ اﺣﺘﺠﺎﺟﴼ ﻋﻠﻰ اﻟﻀﺎﺋﻘﺔ اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ واﻷزﻣﺔ اﻻﻗـﺘـﺼـﺎدﻳـﺔ اﳌﺴﺘﻔﺤﻠﺔ ﻋﻤﺖ ﻛـﻞ اﳌــﺪن اﻟﻜﺒﺮى وﻛﺜﻴﺮﴽ ﻣﻦ اﻟﻘﺮى، ﺛﻢ إﻧﻬﺎ اﺗﺴﻤﺖ ﺑﻤﺴﺘﻮى ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق ﻣﻦ أﻋﻤﺎل اﻟﻨﻬﺐ واﻻﻋـﺘـﺪاء ﻋﻠﻰ آﻟﻴﺎت أﺟﻬﺰة اﻷﻣﻦ واﻟﺴﻴﺎرات اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ. وﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ، ﺣﻄﻤﺖ ﺻﻮر ﻟﻠﺰﻋﻴﻢ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﻓﻴﺪﻳﻞ ﻛﺎﺳﺘﺮو، وﻋﻠﺖ ﻫﺘﺎﻓﺎت ﺗﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﻧﻬﺎء »اﻟﺪﻳﻜﺘﺎﺗﻮرﻳﺔ«، ﻣﺎ ﻳﻄﺮح ﺗﺴﺎؤﻻت ﻋﻤﺎ إذا ﻛﺎﻧﺖ اﻷﺣـﺪاث اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﺗﺆﺷﺮ إﻟﻰ ﺑﺪاﻳﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ »اﻟﻜﺎﺳﺘﺮوﻳﺔ«؟
وأﻳـــــﻀـــــﴼ، ﻟـــﻠـــﻤـــﺮة اﻷوﻟــــــــــﻰ، اﺳــــﺘــــﺪﻋــــﺖ ﺗــﻠــﻚ اﻻﺣـﺘـﺠـﺎﺟـﺎت ردﴽ وﺣﺸﻴﴼ ﻣـﻦ اﻷﺟــﻬــﺰة اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻛﺸﻒ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺨﻄﺮ اﻟﺬي ﺷﻌﺮت ﺑﻪ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣــﺘــﻰ دﻓــﻌــﻬــﺎ إﻟــــﻰ ﻓــﺘــﺢ ﻣــﻮاﺟــﻬــﺔ ﺗــﺤــﺖ ﻋــﻨــﻮان »ﻣﺼﻴﺮ اﻟﺜﻮرة« ﺿﺪ ﻣﻦ ﺳﻤﺘﻬﻢ »ﻋﻤﻼء اﻟﺪاﺧﻞ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻹﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ«.
واﻷﻧﺒﺎء اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺪاوﻟﻬﺎ ﺣﺎﻟﻴﴼ وﺳﺎﺋﻞ اﻹﻋﻼم ﻋﻦ اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ ﻣﻌﻈﻤﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﺧﺎرج اﻟﺠﺰﻳﺮة، وذﻟــﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻗﻄﻊ ﺧﺪﻣﺔ »اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ«، واﺳﺘﺤﺎﻟﺔ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻋﺒﺮ اﳌﻨﺼﺎت اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﻟﺪور اﻟﺤﺎﺳﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺒﺌﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻮاﺳﻌﺔ، واﻟﺪﻋﻮة إﻟﻰ اﻟﺘﻈﺎﻫﺮ. وﺗﻔﻴﺪ اﺗﺼﺎﻻت ﺧﺎﺻﺔ أﺟﺮﺗﻬﺎ »اﻟﺸﺮق اﻷوﺳﻂ« ﻣﻊ ﻣﻘﻴﻤﲔ ﻓﻲ ﻫﺎﻓﺎﻧﺎ ﺑـﺄن اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻳﺴﻮده ﻫﺪوء ﺣﺬر، وﺳﻂ اﻧﺘﺸﺎر ﻛﺜﻴﻒ ﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﻗﻮات اﻷﻣﻦ واﻟﺸﺮﻃﺔ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع وأﻣﺎم اﳌﺒﺎﻧﻲ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ.
وﻗﺎل اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﻜﻮﺑﻲ ﻣﻴﻐﻴﻞ دﻳﺎز - ﻛﺎﻧﻴﻞ، ﻓـﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﻧـﻈـﻢ أﻣــﺲ )اﻟـﺴـﺒـﺖ(، وﺗﻘﺪﻣﻪ راؤول ﻛــﺎﺳــﺘــﺮو، وﺣــﻀــﺮه آﻻف اﻷﻧــﺼــﺎر ﻓــﻲ ﻫـﺎﻓـﺎﻧـﺎ، إن »ﻣــﺎ ﻳـــﺮاه اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ ﻓــﻲ ﻛــﻮﺑــﺎ ﻛــﺬﺑــﺔ«، ﻣﺴﺘﻨﻜﺮﴽ ﻧــﺸــﺮ »ﺻــــﻮر ﻣـﻀـﻠـﻠـﺔ« ﻋــﻠــﻰ ﺷــﺒــﻜــﺎت اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.
اﺧﺘﺒﺎر ﻟﻠﻨﻈﺎم
إﻻ أن اﳌــــــﺆﺷــــــﺮات اﻟـــــــــــﻮاردة ﻣــــﻦ ﻫـــﺎﻓـــﺎﻧـــﺎ، واﳌـﻌـﻠـﻮﻣـﺎت اﳌﺴﺘﻘﺎة ﻣـﻦ ﻣـﺼـﺎدر دﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻﻤﺔ اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ، ﺗﻔﻴﺪ ﺑﺄن اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻜﻮﺑﻲ ﻳﻘﻒ أﻣﺎم أﺧﻄﺮ اﺧﺘﺒﺎر ﻟﻪ ﻣﻨﺬ ﺳﺘﺔ ﻋﻘﻮد، وأن اﻟﺘﻄﻮرات اﻷﺧﻴﺮة إن ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻓﻬﻲ ﺗﺤﻤﻞ ﻧﺬر ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ. وﻟﻌﻞ أﺑـﺮز اﳌﺆﺷﺮات اﻟــﺪاﻟــﺔ ﻋـﻠـﻰ ﻋـﻤـﻖ اﻷزﻣــــﺔ، واﺗــﺴــﺎع داﺋـــﺮة ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻷﺣــــــﺪاث اﻷﺧـــﻴـــﺮة ﻓـــﻲ اﻷوﺳــــــﺎط اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﻴــﺔ، اﳌﻮاﻗﻒ اﻟﺘﻲ ﺻﺪرت ﻋﻦ ﺷﺨﺼﻴﺎت ﻓﻜﺮﻳﺔ وﻓﻨﻴﺔ ﺑﺎرزة ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺤﺴﻮﺑﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﻦ ﻳﺼﻔﻬﻢ اﻟﻨﻈﺎم ﺑـ»اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﳌﻀﺎدة ﻟﻠﺜﻮرة«، إذ ﻳﻘﻮل اﻟﻜﺎﺗﺐ اﳌﺴﺮﺣﻲ اﳌﻌﺮوف ﻛﺎرﻟﻮس ﺳﻴﺮدان اﻟـﺬي ﺣﺎز أﺧﻴﺮﴽ ﻋﻠﻰ »اﻟﺠﺎﺋﺰة اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺴﺮح«، ﻣﻌﻠﻘﴼ: »ﻻ ﻟـﻠـﻌـﻨـﻒ، ﻻ ﻟﻠﺘﻌﺴﻒ، ﻻ ﻟــﺴــﻮء اﳌـﻌـﺎﻣـﻠـﺔ. ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﺻﻮر اﻟﻘﻤﻊ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ أن أﺗﺴﺎﻗﻂ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻲ ﻣﻬﺸﻤﴼ. ﻛــﻞ ﺷـﺮﻳـﻂ ﻓﻴﺪﻳﻮ ﻳﺼﻮر اﻟﻘﻤﻊ اﻟــﺬي ﺗﻤﺎرﺳﻪ اﻷﺟـﻬـﺰة ﺿـﺪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻳﺘﺮﻛﻨﻲ ﺑﻼ ﺧﻴﺎرات وﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺑﺪاﺋﻞ. ﻟﻘﺪ وﻫﺒﺖ ﺣـﻴـﺎﺗــﻲ ﻟـﻜـﻮﺑــﺎ ﻋـﺒــﺮ اﳌـــﺴـــﺮح. ﻧـﺎﺿـﻠــﺖ ﻣــﻦ أﺟــﻞ اﻟﺜﻮرة، وﻗﺎوﻣﺖ ﻓﻲ أﺻﻌﺐ اﻟﻈﺮوف. أﻧﺎ أﻋﺸﻖ ﻣﺎ ﺗﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ إﻧﺠﺎزه ﻋﻠﻰ اﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﺼﻌﺎب، ﻟــﻜــﻦ ﻣــﺎ ﻳـﺤـﺼـﻞ اﻵن أﻣــــﺎم أﻋـﻴـﻨـﻨـﺎ ﻻ أﺳﺘﻄﻴﻊ اﻟﻘﺒﻮل ﺑﻪ«.
وﻣــﻤــﺎ ﻻ ﺷـــﻚ ﻓــﻴــﻪ أن اﻟــﻨــﻈــﺎم أدرك ﺗـﻤـﺎﻣـﴼ ﺧﻄﻮرة اﻟﻮﺿﻊ، واﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺨﺮوﺟﻪ ﻋﻦ اﻟﺴﻴﻄﺮة، ﻋﻨﺪﻣﺎ دﻋﺎ إﻟﻰ ﻋﻘﺪ اﺟﺘﻤﺎع ﻃﺎرئ ﻟﻠﻤﻜﺘﺐ اﻟـﺴـﻴـﺎﺳـﻲ ﻟـﻠـﺤـﺰب اﻟـﺸـﻴـﻮﻋـﻲ، ﺣﻀﺮه اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ اﻟـﺴـﺎﺑـﻖ راؤول ﻛـﺎﺳـﺘـﺮو اﻟـــﺬي ﻛــﺎن ﻗﺪ اﺳﺘﻘﺎل ﻣﻦ رﺋﺎﺳﺘﻪ وﻋﻀﻮﻳﺘﻪ. وﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺎن اﻟﺼﺎدر ﻋﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎع، ﺑﻌﺪ ٦ ﺳﺎﻋﺎت ﻣﻦ اﻟﻨﻘﺎش: »ﺑـــﺤـــﺚ اﳌــﻜــﺘــﺐ اﻻﺳــــﺘــــﻔــــﺰازات اﻟـــﺘـــﻲ ﻗـــﺎﻣـــﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻣﻀﺎدة ﻟﻠﺜﻮرة، ﺑﺘﺤﺮﻳﺾ ﻣﻦ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌـﺘـﺤـﺪة وﺗﻨﻈﻴﻤﻬﺎ وﺗـﻤـﻮﻳـﻠـﻬـﺎ، ﺑــﻬــﺪف زﻋـﺰﻋـﺔ اﻷﻣــﻦ واﻻﺳــﺘــﻘــﺮار ﻓـﻲ ﻛـﻮﺑـﺎ. وﺗــﻨــﺎول اﻻﺟﺘﻤﺎع اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ اﻟﺸﻌﺒﻴﺔ اﻟﻨﻤﻮذﺟﻴﺔ ﻟـﻨـﺪاء اﻟﺮﻓﻴﻖ )اﻟﺮﺋﻴﺲ( دﻳﺎز ﻛﺎﻧﻴﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ اﻟﺜﻮرة ﻓــﻲ اﻟــﺸــﻮارع اﻟـﺘـﻲ أدت إﻟــﻰ إﺣــﺒــﺎط اﳌﺨﻄﻄﺎت واﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺨﺮﻳﺒﻴﺔ«.
وﻣﻊ ﻫﺬا، ﻓﺈن ﺗﺬرع اﻟﻨﻈﺎم ﺑﻨﻈﺮﻳﺔ »اﳌﺆاﻣﺮة اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ«، واﺗﻬﺎﻣﻪ اﳌﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺨﺪﻣﺔ »أﻋﺪاء اﻟﺜﻮرة«، ووﺻﻔﻬﻢ ﺑـ »اﳌﺨﺮﺑﲔ«؛ ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻳﺘﻬﺎوى أﻣﺎم ﻋﻔﻮﻳﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت، واﻻﺗﺴﺎع ﻏﻴﺮ اﳌﺴﺒﻮق ﻟﺪاﺋﺮﺗﻬﺎ، ﺛﻢ إن اﻟﺘﻬﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻘﻤﻊ ﻳﺘﺪاﻋﻰ ﺗﺤﺖ وﻃﺄة اﻟﻀﺎﺋﻘﺔ اﳌﻌﻴﺸﻴﺔ اﻟﺘﻲ أﻇﻬﺮت اﻷﺣﺪاث أن اﻟﺸﻌﺐ ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻗﺎدرﴽ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ، وﻻ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ أو اﻟﺘﺨﻔﻴﻒ ﻣﻦ ﺣﺪﺗﻬﺎ.
وﻓـــﻲ ﻫـــﺬا اﻟــﺴــﻴــﺎق، ﻳــﻘــﻮل اﻟــﻜــﺎﺗــﺐ ﻳـﻮﻧـﻴـﻮر ﻏــﺎرﺳــﻴــﺎ اﻟــــﺬي اﻋـﺘـﻘـﻠـﺘـﻪ اﻷﺟـــﻬـــﺰة اﻷﻣــﻨــﻴــﺔ إﺑــﺎن ﻣﺸﺎرﻛﺘﻪ ﻓـﻲ اﳌـﻈـﺎﻫـﺮات، ﺛـﻢ أﻃﻠﻖ ﺳـﺮاﺣـﻪ ﺑﻌﺪ ﻳــﻮﻣــﲔ ﻣــﻦ اﻟـﺘـﺤـﻘـﻴـﻘـﺎت: »ﺗــﺒــﲔ ﺑــﻮﺿــﻮح ﺟﻠﻲ ﺧﻼل اﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ أﻧﻨﺎ ﻟﻢ ﻧﺨﺮج إﻟﻰ اﻟﺸﻮارع ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ أو ﺗﺤﺮﻳﺾ ﻣﻦ أي ﻃﺮف ﺧﺎرﺟﻲ... وﻟﻢ ﻳﺪﻓﻊ ﻟﻨﺎ أﺣﺪ ﻓﻠﺴﴼ واﺣﺪﴽ ﻟﻠﻘﻴﺎم ﺑﻤﺎ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻪ، ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻃﺮﺣﻨﺎ ﻣﻮاﻗﻔﻨﺎ وأﻓﻜﺎرﻧﺎ ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻛﻲ ﻻ ﻳﻘﻊ اﻟﺒﻠﺪ ﻓﻲ اﻟﻬﺎوﻳﺔ اﻟﺴﺎﺋﺮ ﻧــﺤــﻮﻫــﺎ ﺑــﺴــﺒــﺐ ﻣـــﻦ اﻷزﻣــــــﺔ اﻟــﺼــﺤــﻴــﺔ، وﻓــﻘــﺪان اﻷدوﻳــــﺔ واﳌــــﻮاد اﻟـﻐـﺬاﺋـﻴـﺔ، واﻟـﺘـﻀـﺨـﻢ اﻟـﺠـﺎﻣـﺢ، واﻟﺪﻳﻮن اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﺳﺪادﻫﺎ«.
وﻣﻦ ﺟﺎﻧﺒﻬﺎ، ﺗﻘﻮل ﻛﺎرﻣﻦ ﻣﻴﺴﺎ، اﻟﺨﺒﻴﺮة اﻟﺘﺸﻴﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻜﻮﺑﻲ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﻫﺎرﻓﺎرد: »ﺑﻠﻎ اﻟﻮﺿﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ ﻣﻦ اﻟﺨﻄﻮرة ﻣــﺎ ﺟـﻌـﻞ ﻣـﻨـﻪ اﻟـﻌـﺎﻣـﻞ اﻟـﺮﺋـﻴـﺲ ﻓــﻲ اﻧــﻄــﻼق ﻫـﺬه اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺘﻜﺮر ﻣﻬﻤﺎ ﺣﺎول اﻟﻨﻈﺎم ﻗﻤﻌﻬﺎ. ﻣﺎ زاﻟﺖ ﻛﻮﺑﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﻴﻮم اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻮﺣﻴﺪة ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ، إﻟـــﻰ ﺟــﺎﻧــﺐ ﻛــﻮرﻳــﺎ اﻟـﺸـﻤـﺎﻟـﻴـﺔ، اﻟﺘﻲ ﺗﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺨﻄﻴﻂ اﳌﺮﻛﺰي اﻷﺷﺪ ﺻﺮاﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻻﺷﺘﺮاﻛﻲ، ﻣﻊ أﻧﻪ أﻇﻬﺮ ﻓﺸﻠﻪ اﻟﺬرﻳﻊ ﻓﻲ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ«.
اﳋﻠﻔﻴﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻟﻸزﻣﺔ
وﺗــﻌــﺰو ﻣـﻴـﺴـﺎ ﻓــﺪاﺣــﺔ اﻷزﻣـــــﺔ اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ اﻟﻜﻮﺑﻴﺔ إﻟــﻰ اﻷﺳـﺒـﺎب اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ: أوﻻ، ﻓﺸﻞ ﺧﻄﺔ اﻹﺻــﻼح اﻟــﺰراﻋــﻲ اﻟﺘﻲ ﻛــﺎن ﻓﻴﺪﻳﻞ ﻛﺎﺳﺘﺮو ﻗﺪ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠٠٢، وأدت إﻟﻰ اﻧﺨﻔﺎض إﻧﺘﺎج اﻟﺴﻜﺮ اﻟــﺬي ﻳﺸﻜﻞ اﳌﺤﺼﻮل اﻷﺳــﺎﺳــﻲ ﻟﻘﻄﺎع اﻟﺰراﻋﺔ اﻟﻜﻮﺑﻲ.
ﺛﺎﻧﻴﴼ، ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﻄﻠﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﳌﻬﻨﻴﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻛــﺎن اﻟـﺨـﺒـﺮاء اﻟـﻜـﻮﺑـﻴـﻮن، ﺧـﺎﺻـﺔ اﻷﻃــﺒــﺎء، ﻳــﻘــﺪﻣــﻮﻧــﻬــﺎ إﻟــــﻰ اﻟــــــﺪول اﻟــﺤــﻠــﻴــﻔــﺔ. وﻛـــﺎﻧـــﺖ ﻫــﺬه اﻟﺨﺪﻣﺎت ﺗﺸﻜﻞ اﳌﺼﺪر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟـﺬي ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﻈﺎم ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻠﺔ اﻟﺼﻌﺒﺔ.
ﺛﺎﻟﺜﴼ، اﻻﻧﻬﻴﺎر اﻻﻗﺘﺼﺎدي ﻓﻲ ﻓﻨﺰوﻳﻼ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺴﻨﻮات ﻣﺼﺪر اﻟﺪﻋﻢ اﻟﺮﺋﻴﺲ ﻟﻜﻮﺑﺎ.
راﺑـــﻌـــﴼ، اﻟــﻘــﻴــﻮد اﻹﺿـــﺎﻓـــﻴـــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻓـﺮﺿـﺘـﻬـﺎ إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻷﻣـﻴـﺮﻛـﻲ اﻟﺴﺎﺑﻖ دوﻧـﺎﻟـﺪ ﺗﺮﻣﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻮﻳﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ إﻟـﻰ ﻛﻮﺑﺎ، واﻟﺘﻲ ﺧﻼﻓﴼ ﻟﻠﺘﻮﻗﻌﺎت ﻗﺮرت إدارة اﻟﺮﺋﻴﺲ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﺟﻮ ﺑﺎﻳﺪن أﻻ ﺗﺮﻓﻌﻬﺎ.
»دوﻟﺔ أﻣﻨﻴﺔ« ذﻛﻴﺔ
ﻣﻦ اﻟﺴﺬاﺟﺔ اﻻﻋﺘﻘﺎد اﻟﻴﻮم ﺑﺄن »ﻛﺎرﻳﺰﻣﺎ« ﻓﻴﺪﻳﻞ ﻛﺎﺳﺘﺮو ﻫﻲ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﺬي ﻛﺎن ﻳﻤﺪ اﻟﻨﻈﺎم ﺑﻤﻘﻮﻣﺎت اﻟﺒﻘﺎء، أو أن اﻹﻧﺠﺎزات اﻟﺘﻲ ﺣﻘﻘﺘﻬﺎ اﻟﺜﻮرة ﻓﻲ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺗﻜﻔﻲ ﻟﺼﻤﻮده ﻓﻲ وﺟـﻪ اﻷزﻣــﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ اﳌﻌﻤﺮة. ﻓﻤﻨﺬ أواﺧـﺮ ﺳﺘﻴﻨﻴﺎت اﻟﻘﺮن اﳌﺎﺿﻲ، وﺑﻌﺪﻣﺎ رﺳﺦ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺜﻮري ﺳﻠﻄﺘﻪ وﺳﻴﻄﺮﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﺑﺎ، ﻓﺈﻧﻪ أرﺳﻰ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ أﻣﻨﻴﺔ ﻣﺘﻤﺎﺳﻜﺔ ﻋﻠﻰ أﺳــﺲ اﻟﺮﺻﺪ اﳌــﺒــﻜــﺮ ﻟــﺤــﺮﻛــﺎت اﻻﺳــﺘــﻴــﺎء واﻟــﺘــﻤــﺮد، وردﻋــﻬــﺎ أو ﻗﻤﻌﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻇـﻬـﻮرﻫـﺎ أو ﺣـﺪوﺛـﻬـﺎ. وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ اﻷﻧﻈﻤﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪادﻳﺔ اﻟﻴﻤﻴﻨﻴﺔ ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻼﺗﻴﻨﻴﺔ ﺗــﻤــﺎرس اﻟﻘﻤﻊ اﻟـﻮﺣـﺸـﻲ اﳌﻜﺸﻮف، واﻻﻏـــﺘـــﻴـــﺎﻻت ﻓــﻲ وﺿـــﺢ اﻟــﻨــﻬــﺎر، ﻛـــﺎن اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻟﻜﻮﺑﻲ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺳﻴﺎﺳﺔ اﻟﻘﻤﻊ اﻻﻧﺘﻘﺎﺋﻲ، اﻧﻄﻼﻗﴼ ﻣـﻦ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺪﻗﻴﻘﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺆﻣﻨﻬﺎ ﻟﻪ ﺷﺒﻜﺔ واﺳﻌﺔ ﻣﻦ اﻻﺳﺘﺨﺒﺎرات، وﻫﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ اﻟـﺘـﻲ ﻛـﺎﻧـﺖ ﻳﺘﺒﻌﻬﺎ اﻟـﻨـﻈـﺎم اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻓـــﻲ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ اﻟــﺸــﺮﻗــﻴــﺔ، ﺑــﻮاﺳــﻄــﺔ اﺳــﺘــﺨــﺒــﺎراﺗــﻪ اﻟﺸﻬﻴﺮة )ﺳﺘﺎزي( اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﺷﻌﺎرﻫﺎ »ﺗﺤﺎﺷﻲ اﻟﻘﺘﻞ«، اﺳﺘﻨﺎدﴽ إﻟﻰ ﻣﺌﺎت اﻵﻻف ﻣﻦ اﳌﺨﺒﺮﻳﻦ اﳌﻨﺘﺸﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻗﻄﺎﻋﺎت اﳌﺠﺘﻤﻊ.
وﻣـﻦ ﺛـﻢ، ﻓﻤﻦ ﻳﻌﺮف ﻛﻮﺑﺎ ﺟﻴﺪﴽ ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ أن اﻷﺑﻨﺎء ﻛﺎﻧﻮا ﻳﺘﺠﺴﺴﻮن ﻋﻠﻰ آﺑﺎﺋﻬﻢ، واﻟﻌﻜﺲ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ. ﻛﻤﺎ ﻛـﺎن ﻳﺘﺠﺴﺲ ﺣﺮاس اﻟـﺴـﺠـﻮن ﻋﻠﻰ اﳌﻌﺘﻘﻠﲔ، واﻟـﻌـﻜـﺲ ﺑﺎﻟﻌﻜﺲ. وﻛـﺎن اﳌﺒﺪأ اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟـﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﻨﻈﺎم اﻷﻣــﻨــﻲ ﻫــﻮ »اﻟــﺨــﻮف واﻧــﻌــﺪام اﻟـﺜـﻘـﺔ«. اﻟﺤﺰب اﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻳﻀﻢ ﻣـﺌـﺎت اﻵﻻف ﻣــﻦ اﳌﻨﺘﺴﺒﲔ، و»ﻟـــﺠـــﺎن اﻟـــﺪﻓـــﺎع ﻋــﻦ اﻟـــﺜـــﻮرة« ﺗــﻀــﻢ اﳌــﻼﻳــﲔ، واﻟﺘﺠﺴﺲ ﻳﻮﻓﺮ ﻣﻦ اﳌـﺰاﻳـﺎ ﺑﻘﺪر ﻣﺎ ﻳﺘﻌﺮض اﳌـﻌـﺎرﺿـﻮن ﻟﻠﻌﻘﺎب واﻟـﺤـﺮﻣـﺎن ﻣـﻦ اﻟﺨﺪﻣﺎت اﻟــﺼــﺤــﻴــﺔ واﻟــﺘــﻌــﻠــﻴــﻢ واﳌـــﺴـــﺎﻋـــﺪات اﻟــﻐــﺬاﺋــﻴــﺔ. واﻟﺤﻘﻴﻘﺔ أﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻛﻮﺑﺎ آﻻف اﳌﻔﻘﻮدﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ اﻷرﺟﻨﺘﲔ، وﻻ اﻏﺘﻴﺎﻻت ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻓﻲ أﻧﻈﻤﺔ اﻻﺳﺘﺒﺪاد ﻓﻲ أﻣﻴﺮﻛﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ. ﻓﻲ ﻛــﻮﺑــﺎ، اﻻﻋــﺘــﻘــﺎﻻت اﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﺑــﺪﻗــﺔ، واﻟﺘﻌﺬﻳﺐ ﻻ ﻳـﺠـﺐ أن ﻳـﺘـﺮك آﺛـــﺎرﴽ ﻇــﺎﻫــﺮة، واﳌــﻌــﺎرﺿــﻮن اﻷﺷـــﺪاء ﻻ ﻳﺘﻌﺮﺿﻮن ﻟﻼﻏﺘﻴﺎل، ﺑـﻞ ﻳﻤﻮﺗﻮن ﻓﻲ ﺣﻮادث ﻏﺎﻣﻀﺔ أو ﻳﻨﺘﺤﺮون. ﻟﺬﻟﻚ، ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل اﻟﻴﻮم إن اﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎت اﻟﺘﻲ ﺧﺮﺟﺖ اﻷﺣﺪ اﻟﻔﺎﺋﺖ ﻛﺸﻔﺖ اﻧﻬﻴﺎر ﻧﻈﺎم اﻟﺘﺠﺴﺲ واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﺑــﻌــﺪﻣــﺎ ﺗـــﺪاﻋـــﻰ اﻟـــﺨـــﻮف ﻣـــﻦ ﺳــﻠــﻄــﺔ اﻟـــﺪوﻟـــﺔ، وﺗﻬﺎوت ﺳﻴﻄﺮﺗﻬﺎ.