ﻛﻴﻒ ﺗﺤﻮل ﺗﺄﻫﻞ اﳌﻨﺘﺨﺐ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻟﻨﻬﺎﺋﻲ »ﻳﻮرو ٠٢٠٢« إﻟﻰ ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﺣﺰﻳﻨﺔ؟
رﻏــﻢ اﻹﺣـﺴـﺎس اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﺑﺎﻹﺣﺒﺎط واﻧﻜﺴﺎر اﻟﻘﻠﺐ ﺑـﻌـﺪ ﻫـﺰﻳـﻤـﺔ اﳌـﻨـﺘـﺨـﺐ اﻹﻧـﺠـﻠـﻴـﺰي ﻓــﻲ اﳌــﺒــﺎراة اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ ﻟـﻜـﺄس اﻷﻣــﻢ اﻷوروﺑـــﻴـــﺔ أﻣـــﺎم إﻳـﻄـﺎﻟـﻴـﺎ ﺑـﺮﻛـﻼت اﻟﺘﺮﺟﻴﺢ، ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ - ﺑﻞ وﻛﺎن ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي - أن ﻳـﻘـﻀـﻲ أﻳـــﺎﻣـــﻪ ﻓـــﻲ اﻻﺣــﺘــﻔــﺎل ﺑـــﺤـــﺼـــﻮل اﳌــﻨــﺘــﺨــﺐ اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰي ﻋـــﻠـــﻰ اﳌــــﺮﻛــــﺰ اﻟـــﺜـــﺎﻧـــﻲ ﻓــــﻲ »ﻳـــــﻮرو ٠٢٠٢« وﻫﻲ اﻟﻨﺘﻴﺠﺔ اﻟﺘﻲ ﻛﺎن ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻗﺒﻞ ﺷﻬﺮ واﺣـﺪ ﻣﻦ اﻵن ﻧﺠﺎﺣﴼ اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﴼ. وﻛﺎن ﻳﺘﻌﲔ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ أن ﺗـﻜـﻮن ﻣﺸﻐﻮﻟﺔ اﻵن ﺑــﺎﻹﺷــﺎدة ﺑﻤﻨﺘﺨﺒﻬﺎ اﻟﺬي ﺣﻘﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻓﺎﻗﺖ ﻛﻞ اﻟﺘﻮﻗﻌﺎت. وﻛــﺎن ﻣﻦ اﳌﻔﺘﺮض ﻋــﺮض ﺻــﻮر ﻻﻋـﺒـﻲ ﻫــﺬا اﳌﻨﺘﺨﺐ ﻓـــﻲ ﺟــﻤــﻴــﻊ أﻧـــﺤـــﺎء اﻟـــﻌـــﺎﻟـــﻢ، وﻳــﺘــﻢ ﺗﻌﺰﻳﺰ ﺗﻜﺎﺗﻔﻬﻢ وروﺣﻬﻢ اﳌﻌﻨﻮﻳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﻛﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ أﻓﻀﻞ ﺟﻮاﻧﺐ اﻷﻣﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ.
ﻟﻜﻨﻨﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ذﻟﻚ، وﻓﻲ ﺻﻴﻒ ﻛــﺌــﻴــﺐ إﻟـــــﻰ ﺣـــﺪ ﻛــﺒــﻴــﺮ ﺣــﺘــﻰ اﻵن وﻓــﻲ ﻇـﻞ اﻧﺘﺸﺎر ﻣﻮﺟﺔ ﺛﺎﻟﺜﺔ ﻣﻦ وﺑﺎء »ﻛﻮروﻧﺎ« ﺑﺸﻜﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻲ، ﻳﻀﻄﺮ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻟﻠﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻓﺮﻳﻘﻪ اﻟﻮﻃﻨﻲ ﺿﺪ اﻹﺳــﺎءات اﻟـﺘـﻲ وﺟـﻬـﺖ إﻟــﻴــﻪ. وﻋـﻨـﺪﻣـﺎ ﻳﻘﻮم ﺑــﺬﻟــﻚ، ﻓــﻼ ﻳــﻜــﻮن ﻟــﺪﻳــﻪ ﺧــﻴــﺎر آﺧـﺮ ﺳـــــــﻮى ﻣــــﻮاﺟــــﻬــــﺔ أﺳــــــــﻮأ ﺟـــﻮاﻧـــﺐ ﻛـــﺮة اﻟــﻘــﺪم اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰﻳــﺔ. ﻟــﻘــﺪ أدت اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﻟـﺴـﺎﻣـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮاﻛﻤﺖ ﻋـﻠـﻰ ﻣـــﺪى ﻋــﻘــﻮد ﺣـــﻮل ﻛـــﺮة اﻟـﻘـﺪم اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰﻳــﺔ، إﻟـــﻰ ﺗــﻠــﻮﻳــﺚ اﻟــﺮﻣــﻮز اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، وﺟﻌﻠﺖ اﳌﻼﻳﲔ ﻳﺸﻌﺮون ﺑـــﺄﻧـــﻬـــﻢ ﻣــﺴــﺘــﺒــﻌــﺪون ﻣــــﻦ اﻟــﻠــﻌــﺒــﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ، وأﺿﺮت ﺑﺴﻤﻌﺔ اﻟﺸﻌﺐ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻓﻲ اﻟﺨﺎرج. ﻟﻘﺪ ﻋﻜﺴﺖ ﺑـــﻄـــﻮﻟـــﺔ ﻛــــــﺄس اﻷﻣــــــــﻢ اﻷوروﺑـــــﻴـــــﺔ اﻷﺧــﻴــﺮة وﺟـﻬـﲔ ﻣﺨﺘﻠﻔﲔ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻹﻧــــﺠــــﻠــــﺘــــﺮا، ﻓــــﻔــــﻲ اﻟـــــﻮﺟـــــﻪ اﻷول ﺗــــﻢ إﻃــــــﻼق ﺻـــﻴـــﺤـــﺎت وﺻــــﺎﻓــــﺮات اﻻﺳﺘﻬﺠﺎن ﻋﻠﻰ اﻷﻧﺎﺷﻴﺪ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﺪول اﻷﺧﺮى، وﺗﻌﺮض ﻣﺸﺠﻌﻮن ﻣﻦ اﻟــﺪول اﳌﻨﺎﻓﺴﺔ، وﺑﻌﻀﻬﻢ ﻣﻦ اﻟــﻨــﺴــﺎء واﻷﻃــــﻔــــﺎل، ﻟـــﻺﺳـــﺎءة ﻓﻲ اﳌﻼﻋﺐ واﻟﺸﻮارع. وﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ اﻟﻘﺒﻴﺢ، ﻗﺎم اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟــــﺰﺟــــﺎﺟــــﺎت ﻋــﺒــﺮ ﺳـــﺎﺣـــﺔ ﻟـﻴـﺴـﺘـﺮ واﻗﺘﺤﻤﻮا ﻣﻠﻌﺐ وﻳﻤﺒﻠﻲ ﻧﻔﺴﻪ.
وﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ أﻳﻀﴼ، ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺑــﻌــﺾ »اﳌــﺸــﺠــﻌــﲔ« ﻓــﻲ إﻧـﺠـﻠـﺘـﺮا أﻧـــﻪ ﻣــﻦ اﳌــﻘــﺒــﻮل إﻃــــﻼق ﺻـﻴـﺤـﺎت اﻻﺳﺘﻬﺠﺎن ﻋﻠﻰ ﻻﻋﺒﻴﻨﺎ اﻟﺸﺒﺎب، ﻻﺗـــﺨـــﺎذﻫـــﻢ ﻗــــــﺮارﴽ ﺑـــﺪﻋـــﻢ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑــﻌــﻀــﴼ ﻓــــﻲ ﻣـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ اﻹﺳــــــــﺎءات اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ اﳌﻮﺟﻬﺔ ﺑﻼ ﺗﻮﻗﻒ ﺿﺪ اﻟﻼﻋﺒﲔ أﺻﺤﺎب اﻟﺒﺸﺮة اﻟﺴﻤﺮاء ﻓﻲ اﻟﻔﺮﻳﻖ. وﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ، ﻓﺈن ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ ﻹﻧﺠﻠﺘﺮا ﻫﻮ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ اﻟﺼﺤﻒ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ أﻧﺤﺎء أوروﺑــﺎ، ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺤﺪث ﻫﺬه اﻟﺼﺤﻒ ﻋﻦ اﻟﺒﻠﻄﺠﺔ واﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﺑـــــﺪﻻ ﻣـــﻦ اﻟــﺘــﺮﻛــﻴــﺰ ﻋــﻠــﻰ اﻟــﻨــﺘــﺎﺋــﺞ واﳌـﺴـﺘـﻮﻳـﺎت اﳌـﺬﻫـﻠـﺔ اﻟـﺘـﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ اﳌﻨﺘﺨﺐ اﻹﻧـﺠـﻠـﻴـﺰي ﺗـﺤـﺖ ﻗـﻴـﺎدة اﳌﺪﻳﺮ اﻟﻔﻨﻲ ﻏﺎرﻳﺚ ﺳﺎوﺛﻐﻴﺖ.
أﻣــﺎ اﻟـﻮﺟـﻪ اﻵﺧــﺮ ﻹﻧﺠﻠﺘﺮا ﻓــﻴــﻤــﺜــﻠــﻪ وﻳـــﺠـــﺴـــﺪه اﳌــﻨــﺘــﺨــﺐ اﻹﻧــــﺠــــﻠــــﻴــــﺰي ﻧـــﻔـــﺴـــﻪ ﺑـــﻘـــﻴـــﺎدة ﺳــﺎوﺛــﻐــﻴــﺖ، واﻟـــــﺬي ﺑـــﺪأ ﻳﺸﻖ ﻃــﺮﻳــﻘــﻪ ﻧــﺤــﻮ اﻟـــﻜـــﺒـــﺎر. ﻟـﻘـﺪ ﻛـــﺎﻧـــﺖ آﺧــــﺮ ﻣــــﺮة اﺣـﺘـﻔـﻠـﺖ ﻓﻴﻬﺎ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﺑﻮﺟﻮدﻫﺎ ﺑـــــﲔ اﻟــــﻜــــﺒــــﺎر ﻗــــﺒــــﻞ ﺛــــﻼث ﺳـــﻨـــﻮات ﻣـــﻦ اﻵن، ﺧــﻼل ﻧــﻬــﺎﺋــﻴــﺎت ﻛـــــﺄس اﻟــﻌــﺎﻟــﻢ ٨١٠٢ ﺑــﺮوﺳــﻴــﺎ، ﻋﻨﺪﻣﺎ وﺻـــــــــــــــــــــﻞ اﳌـــــــﻨـــــــﺘـــــــﺨـــــــﺐ اﻹﻧـﺠـﻠـﻴـﺰي إﻟــﻰ اﻟــﺪور ﻧـــــــﺼـــــــﻒ اﻟــــــﻨــــــﻬــــــﺎﺋــــــﻲ ﻟﻠﻤﻮﻧﺪﻳﺎل. ﻛـﺎن ذﻟﻚ ﻗــــﺒــــﻞ ﺗـــﺴـــﻌـــﺔ أﻋـــــــﻮام ﻋـــﻨـــﺪﻣـــﺎ أﻗــــﻴــــﻢ ﺣــﻔــﻞ اﻓﺘﺘﺎح دورة اﻷﻟﻌﺎب اﻷوﳌــــــﺒــــــﻴــــــﺔ ٢١٠٢ اﺣـﺘـﻔـﺎﻻ ﺑﺎﻟﺸﺒﺎب واﻹﺑـــﺪاع واﻟﺘﻨﻮع. وﻣــﻨــﺬ ﺗـﻠـﻚ اﳌـﻨـﺎﺳـﺒـﺔ، ﻛـــﺎن ﻫــﻨــﺎك اﻟﺸﻴﻄﻨﺔ اﳌـــــﺴـــــﺘـــــﻤـــــﺮة ﻟــﺤــﻤــﻠــﺔ »ﺣﻴﺎة اﻟﺴﻮد ﻣﻬﻤﺔ«.
وﻳـــﺠـــﺐ اﻹﺷـــــﺎرة إﻟـــــــــــﻰ أن اﳌــــﻨــــﺘــــﺨــــﺐ اﻹﻧــــــﺠــــــﻠــــــﻴــــــﺰي
ﺗﺤﺖ ﻗﻴﺎدة ﺳﺎوﺛﻐﻴﺖ - واﻟــﺬي ﺗﺘﺠﺴﺪ ﻣﺴﻴﺮﺗﻪ ﺗﻤﺎﻣﴼ ﻓﻲ رﺳﺎﻟﺔ »ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ إﻧــﺠــﻠــﺘــﺮا« اﻟـــﺘـــﻲ وﺟـﻬـﻬـﺎ ﺳـــﺎوﺛـــﻐـــﻴـــﺖ ﻗـــﺒـــﻞ اﻧـــﻄـــﻼق ﻛـــــــﺄس اﻷﻣــــــــﻢ اﻷوروﺑــــــﻴــــــﺔ ﻫــــﺬا اﻟـــﻌـــﺎم - ﻫـــﻮ ﻓـﺮﻳـﻖ ﻣــﺘــﺤــﺪ وﺷـــــﺎب وﻳـﻔـﻜـﺮ داﺋﻤﴼ ﻓﻲ اﻟﺘﻘﺪم ﻧﺤﻮ اﻷﻣﺎم، ﻛﻤﺎ أﻧﻪ ﻳﻀﻢ ﻛﻮﻛﺒﺔ ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟــﻼﻋــﺒــﲔ، وﻟــﺪﻳــﻪ اﻟــــﻘــــﺪرة - إذا ﺗـﻢ اﺣﺘﻀﺎﻧﻪ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ - ﻋﻠﻰ اﻟﺤﻔﺎظ ﻋــﻠــﻰ وﺣـــﺪﺗـــﻪ. وﻳــﺴــﻌــﻰ اﳌـﻨـﺘـﺨـﺐ اﻹﻧـــﺠـــﻠـــﻴـــﺰي اﻟـــﺤـــﺎﻟـــﻲ إﻟـــــﻰ ﻛــﺘــﺎﺑــﺔ ﺗـــﺎرﻳـــﺨـــﻪ اﻟـــﺨـــﺎص - ﻓـــﻲ ﺗــﻨــﺎﻗــﺾ ﺻـــﺎرخ ﻣــﻊ اﻷﻧــﺎﻧــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳﺘﺤﻠﻰ ﺑﻬﺎ ﻗﻄﺎع ﻣﻦ اﻟﺠﻤﺎﻫﻴﺮ.
وﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ »ﻳﻮرو ٠٢٠٢«. ﺗﻢ ﻋــﺮض ﻫـﺬﻳـﻦ اﻟـﻮﺟـﻬـﲔ ﻹﻧﺠﻠﺘﺮا. ﻓﻔﻲ ﺧـﻼل ﺑﻄﻮﻟﺔ أوروﺑـﻴـﺔ ﻳﺸﻜﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻼﻋﺒﻮن اﳌﻠﻮﻧﻮن ﻧﺤﻮ ﺛﻠﺚ اﻟﻼﻋﺒﲔ، ﺷﺎرﻛﺖ إﻧﺠﻠﺘﺮا ﺑﻔﺮﻳﻖ ﻣــــﻜــــﻮن ﻣـــــﻦ ﻻﻋــــﺒــــﲔ ﺷــــﺒــــﺎب ﺟـــﺎء أﺟـــﺪادﻫـــﻢ ﻣــﻦ آﻳــﺮﻟــﻨــﺪا وﺟـﺎﻣـﺎﻳـﻜـﺎ
وﺳـــــــﺎﻧـــــــﺖ ﻛــــﻴــــﺘــــﺲ وﺗـــــﺮﻳـــــﻨـــــﻴـــــﺪاد وﺗــﻮﺑــﺎﻏــﻮ وﻧــﻴــﺠــﻴــﺮﻳــﺎ، وﺗـﺘــﺤــﺪث ﺧﻠﻔﻴﺘﻬﻢ ﻋـﻦ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺗﺎرﻳﺨﻴﺔ ﻻ ﻳـﺰال ﻳﺘﻌﲔ ﻣﻌﺎﻟﺠﺘﻬﺎ. إن ﺗﻌﺎون ﻫـــﺆﻻء اﻟـﻼﻋـﺒـﲔ واﻟـﺘـﺰاﻣـﻬـﻢ ﺗﺠﺎه ﻣــﻨــﺎﻫــﻀــﺔ اﻟــﻌــﻨــﺼــﺮﻳــﺔ ﻳــﻌــﻜــﺴــﺎن ﺻﻮت اﻟﺠﻴﻞ اﻟﺬي ﻳﻤﺜﻠﻮﻧﻪ، وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺘﻢ ﺗﺸﺠﻌﻴﻪ وﺗﺤﻔﻴﺰه وﺗﻀﺨﻴﻤﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺳﺎوﺛﻐﻴﺖ.
إن ﻣــﻮﻫــﺒــﺔ وﻗـــﺼـــﺺ ﻫــــﺆﻻء اﻟــــﻼﻋــــﺒــــﲔ ﺗــــﺪﻋــــﻮ ﻹﻋـــــــــﺎدة اﻟــﻨــﻈــﺮ ﻓــﻴــﻤــﺎ ﻳــﻤــﻜــﻦ أن ﺗــﻌــﻨــﻴــﻪ اﻟــﻮﻃــﻨــﻴــﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ. ﻟﻜﻦ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎن ﻫﺆﻻء اﻟــﻼﻋــﺒــﻮن ﻓــﻲ أﻣـــﺲ اﻟــﺤــﺎﺟــﺔ إﻟــﻰ اﻟــﺪﻋــﻢ، ﻛــﺎﻧــﻮا ﻳﺴﻤﻌﻮن ﺻﻴﺤﺎت وﺻـــﺎﻓـــﺮات اﻻﺳــﺘــﻬــﺠــﺎن، وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ دﻋﻢ، ﻛﺎن ﻫﻨﺎك ﻣﻦ ﻳﺤﺎول اﺳﺘﻐﻼل اﻟﻨﺠﺎح اﻟﺬي ﻳـﺤـﻘـﻘـﻮﻧـﻪ ﺑـﺸـﻜـﻞ اﻧــﺘــﻬــﺎزي ﺳــﻲء! وﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛــﺎن اﳌﻨﺘﺨﺐ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻳــﺤــﻘــﻖ اﻻﻧـــﺘـــﺼـــﺎرات، ﻛــــﺎن ﻫـــﺆﻻء اﳌــــﺘــــﺸــــﺪدون ﻳــﻨــﻘــﻠــﻮن ﻛــﺮاﻫــﻴــﺘــﻬــﻢ وﺳﻤﻮﻣﻬﻢ إﻟــﻰ وﺳـﺎﺋـﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟـﺘـﻤـﺎﻋـﻲ. وﻓــﻲ ﻏـﻀـﻮن دﻗـﺎﺋـﻖ ﻣــــــﻌــــــﺪودة ﻣـــــﻦ اﻟـــﻬـــﺰﻳـــﻤـــﺔ اﻷوﻟـــــــﻰ واﻟـﻮﺣـﻴـﺪة ﻟﻠﻤﻨﺘﺨﺐ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي،
أﻃـــﻠـــﻘـــﻮا اﻟـــﻌـــﻨـــﺎن ﻟــﻐــﻀــﺒــﻬــﻢ ﺿـﺪ اﻟــﻼﻋــﺒــﲔ اﻟـــﺴـــﻮد اﻟـــﺬﻳـــﻦ أﺿــﺎﻋــﻮا رﻛـــــــــﻼت اﻟــــﺘــــﺮﺟــــﻴــــﺢ ﻓـــــﻲ اﳌـــــﺒـــــﺎراة اﻟﻨﻬﺎﺋﻴﺔ أﻣﺎم إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ.
ﻟﻘﺪ أﺟﺒﺮﺗﻨﺎ اﻷﺣـﺪاث اﻟﺴﻴﺌﺔ اﻟﺘﻲ وﻗﻌﺖ ﻣﻨﺬ اﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﺋﻲ »ﻳﻮرو ٠٢٠٢« ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺮاف ﺑﻤﺪى ﻋــﻤــﻖ اﻟــﻬــﻮة ﺑــﲔ ﻫــﺬﻳــﻦ اﻟـﻮﺟـﻬـﲔ ﻹﻧــﺠــﻠــﺘــﺮا. ﻟــﻜــﻦ اﻟـــﻌـــﺎر واﻟــﺼــﺪﻣــﺔ اﻟــﻠــﺬﻳــﻦ ﻳــﺸــﻌــﺮ ﺑــﻬــﻤــﺎ اﻟــﻜــﺜــﻴــﺮ ﻣـﻦ اﻟـــﻨـــﺎس ﺑـﺴـﺒـﺐ اﻹﺳــــــﺎءة اﳌـﻮﺟـﻬـﺔ ﺿﺪ ﻻﻋﺒﻲ اﳌﻨﺘﺨﺐ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻣﻦ أﺻﺤﺎب اﻟﺒﺸﺮة اﻟﺴﻤﺮاء ﻟﻦ ﻳﻮﻗﻔﺎ
ﻗﺮع ﻃﺒﻮل اﻻﺳﺘﻔﺰاز واﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎت اﳌﺘﻌﻤﺪة اﻟﺘﻲ ﺳﺎﻋﺪت ﻓﻲ اﻟﻮﺻﻮل إﻟـﻰ ﻫـﺬه اﻟﻨﻘﻄﺔ. وﻣـﻊ ذﻟــﻚ، ﻓﺮﻏﻢ اﻟﻮﺿﻮح اﻟﺸﺪﻳﺪ ﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ، ﻓـﺈن ﻣﺎ ﺣﻘﻘﻪ اﳌﻨﺘﺨﺐ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﺑﻘﻴﺎدة ﺳﺎوﺛﻐﻴﺖ ﻻ ﻳـﺰال ﻣﺬﻫﻼ، ﺧــــﺎﺻــــﺔ أﻧـــــــﻪ ﻓـــﻌـــﻞ ذﻟـــــــﻚ رﻏـــــــﻢ ﻛــﻞ اﻟـــﺘـــﺤـــﺪﻳـــﺎت واﻟــــﺼــــﻌــــﻮﺑــــﺎت وﻓـــﻲ ﺣـﻘـﺒـﺔ ﺣــﺸــﺪ ﻓـﻴـﻬـﺎ اﻟــﺒــﻌــﺾ أﺳــﻮأ ﻏـــﺮاﺋـــﺰﻧـــﺎ وأﺷــــــﺪ ﻣـــﺨـــﺎوﻓـــﻨـــﺎ. ﻟـﻘـﺪ ذﻛـﺮﻧـﺎ ﺳﺘﺔ وﻋـﺸـﺮون ﻻﻋﺒﴼ ﺷﺎﺑﴼ وﻣﺪﻳﺮﻫﻢ اﻟﻔﻨﻲ اﻟﺮاﺋﻊ ﻣﺮة أﺧﺮى أن ﻫﻨﺎك ﻃﺮﻳﻘﴼ آﺧــﺮ، وﺷـﻜـﻼ آﺧﺮ ﻣﻦ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ، وﻃﺮﻳﻘﺔ أﺧﺮى ﻟﻠﻌﻴﺶ ﻣﻌﴼ.
ﻣﺆﺧﺮﴽ ﻗﺎل اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﺑﻮﻛﺎﻳﻮ ﺳﺎﻛﺎ إن ﻣﻨﺼﺎت وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ اﻟﺸﻬﻴﺮة ﻻ ﺗﻘﻮم ﺑﻤﺎ ﻳـﻜـﻔـﻲ ﳌـﻨـﻊ اﻹﺳــــــﺎءات اﻟﻌﻨﺼﺮﻳﺔ ﻋﺒﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﺑﻌﺪ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻺﻫﺎﻧﺔ إﺛــﺮ إﻫـــﺪار رﻛـﻠـﺔ ﺟـــﺰاء ﻓــﻲ ﺧﺴﺎرة إﻧﺠﻠﺘﺮا ﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﺑﻄﻮﻟﺔ أوروﺑﺎ ﻟﻜﺮة اﻟﻘﺪم أﻣﺎم إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ. وأﻫﺪر اﻟﺒﺪﻳﻼن ﻣــــــﺎرﻛــــــﻮس راﺷـــــــﻔـــــــﻮرد وﺟــــــــﺎدون ﺳﺎﻧﺸﻮ رﻛﻠﺘﲔ ﻓﻲ اﻟﺨﺴﺎرة ٣ - ٢ أﻣـﺎم إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﺑﻴﻨﻤﺎ اﻋﺘﺬر ﺳﺎﻛﺎ، اﻟﺬي ﺑﻜﻰ ﻋﻘﺐ اﳌﺒﺎراة، ﻟﻠﺠﻤﺎﻫﻴﺮ ﻋﻠﻰ إﻫﺪار ﻓﺮﺻﺔ وﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﻐﻴﺎب إﻧﺠﻠﺘﺮا ﻋﻦ اﻷﻟﻘﺎب اﻟﻜﺒﺮى ﻣﻨﺬ ٥٥ ﻋﺎﻣﴼ.
وﺗـــــﻮﺟـــــﻪ ﺳــــﺎﻛــــﺎ )٩١ ﻋـــﺎﻣـــﴼ( ﺑــﺎﻟــﺸــﻜــﺮ ﻟــﻜــﻞ ﻣـــﻦ ﺳـــﺎﻧـــﺪه ودﻋــﻤــﻪ ﻗــــﺎﺋــــﻼ: »اﻟـــﺤـــﺐ داﺋـــﻤـــﴼ ﻳــﻨــﺘــﺼــﺮ«، ﻟـﻜـﻨـﻪ ﺗـﻌـﻬـﺪ ﺑــﺎﻟــﻮﻗــﻮف ﺑــﻘــﻮة ﺿﺪ رﺳـــﺎﺋـــﻞ اﻟــﻜــﺮاﻫــﻴــﺔ اﻟــﺘــﻲ ﻳـﺘـﻠـﻘـﺎﻫـﺎ ﻋــﺒــﺮ اﻹﻧـــﺘـــﺮﻧـــﺖ. وﻗــــﺎل ﺳــﺎﻛــﺎ ﻋﺒﺮ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﻋﻠﻰ »ﺗـﻮﻳـﺘـﺮ«: »رد ﻓﻌﻠﻲ ﻋـﻘـﺐ اﳌــﺒــﺎراة ﻗــﺎل ﻛــﻞ ﺷـــﻲء. ﻛﻨﺖ أﺗـﺄﻟـﻢ ﻛـﺜـﻴـﺮﴽ، ﻟﻜﻦ ﻳﻤﻜﻦ أن أﻋﺪﻛﻢ ﺑﺄﻧﻨﻲ ﻟﻦ أﺗﺮك ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺴﻠﺒﻴﺔ اﻟــﺘــﻲ ﺗـﻌـﺮﺿـﺖ ﻟـﻬـﺎ ﻫـــﺬا اﻷﺳــﺒــﻮع ﺗﺤﻄﻤﻨﻲ. إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻨﺼﺎت وﺳﺎﺋﻞ اﻟــﺘــﻮاﺻــﻞ اﻻﺟــﺘــﻤــﺎﻋــﲔ »ﺗــﻮﻳــﺘــﺮ« و»إﻧــﺴــﺘــﻐــﺮام« أو »ﻓــﻴــﺴــﺒــﻮك«، ﻻ أرﻳــﺪ ﻟﻄﻔﻞ أو ﺑﺎﻟﻎ ﻳﺘﻌﺮض ﻟﻬﺬه اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﺒﻐﻴﻀﺔ واﳌـﺆذﻳـﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻠﻘﻴﺘﻬﺎ أﻧـﺎ وﻣـﺎرﻛـﻮس وﺟــﺎدون. ﻣﻦ اﳌﺤﺰن أن ﻣﻨﺼﺎﺗﻜﻢ اﻟﻘﻮﻳﺔ ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﳌﻨﻊ ﻫﺬه اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ«.