ﺣﻮارات ﻋﺒﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت... ﺳﻴﺎﺳﻴﺎت اﻟﺘﺮﺟﻤﺔ
اﻟﻨﺎﺷﺮون اﻷﻣﲑﻛﻴﻮن واﻟﱪﻳﻄﺎﻧﻴﻮن ﻫﻢ ﻣﻦ ﻳﻘﺮر ﻣﺎذا ﻳﱰﺟﻢ وﻛﻴﻒ ﻳﱰﺟﻢ
ﻟﻮ ﺗﺨﻴﻠﻨﺎ ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ ﻳﻘﺮر ﻓﻴﻪ ﻧــﺎﺷــﺮون ﻣــﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وأﻣﻴﺮﻛﺎ وﺣﺪﻫﻢ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺮﺟﻤﺘﻪ ﻣـﻦ ﻛﺘﺐ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ اﻟـﺜـﺎﻟـﺚ، ﻓــﺈن دار ﻧﺸﺮ ﺳﻴﻐﻞ (Seagull) ﻓـﻲ ﻛﻠﻜﺘﺎ ﺳﺘﻘﺎوم ذﻟـﻚ اﻟﺴﻴﻨﺎرﻳﻮ ﺑﺈﻧﺠﺎز ﺗـــــﺮﺟـــــﻤـــــﺎت ﻟـــــــﻸﺳـــــــﻮاق اﳌـــﺤـــﻠـــﻴـــﺔ واﻟﻌﺎﳌﻴﺔ.
ﺳــﻴــﺎﺳــﻴــﺎت اﻟــﺘــﺮﺟــﻤــﺔ ﻣـﺠـﺎل ﺷﻬﺪ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﻮد اﻷﺧﻴﺮة ﺣﻔﺮﻳﺎت راﺋﻌﺔ أﻧﺠﺰﻫﺎ ﻣﻨﻈﺮون ﻋﺪﻳﺪون ﻣــــﻨــــﺬ ﻓــــﺎﻟــــﺘــــﺮ ﺑــــﻨــــﻴــــﺎﻣــــﲔ وﺣـــﺘـــﻰ ﻏﺎﻳﺎﺗﺮي ﺳﺒﻴﻔﺎك. ﻛﻤﺎ أن ﻫﻨﺎك دراﺳـــــﺎت ﻛـﻤـﻴـﺔ ﺗـﺸـﻴـﺮ إﻟـــﻰ ﺗﺪﻓﻖ اﻟــﺘــﺮﺟــﻤــﺔ ﺑـــﺎﺗـــﺠـــﺎﻫـــﺎت ﻣـــﺤـــﺪدة: ﻣﺜﻼ، ﻣﻦ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ إﻟﻰ اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺧـــــــﺮى، وأﺣـــﻴـــﺎﻧـــﴼ ﻣـــﻦ ﻟــﻐــﺔ إﻟــﻰ أﺧـــــﺮى ﻋــﺒــﺮ اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰﻳــﺔ. وﺗــﻠــﻚ ﺗﺪﻓﻘﺎت ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺘﻔﺎوت ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﻳﺨﻴﻢ ﻋﻠﻴﻪ اﻻﻓﺘﻘﺎر إﻟﻰ اﳌﺴﺎواة. ﻋــــﺪد ﻣـــﺤـــﺪود ﻣـــﻦ اﻟــﻠــﻐــﺎت، ﺗﻘﻒ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻤﺘﻪ، ﻳﺤﺪد ﻫﺬه اﻟﺘﺪﻓﻘﺎت.
ﻏـــﻴـــﺮ أن ﻣـــــﺠـــــﺎﻻ واﺣـــــــــﺪﴽ ﻣــﺎ ﻳـــﺰال دون اﺳـﺘـﻜـﺸـﺎف ﻛــــﺎف، ﻫﻮ اﺧـﺘـﻴـﺎر اﻟـﻨـﺼـﻮص اﻟــﺘــﻲ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﻣــﻦ اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰﻳــﺔ. ﻟــﻘــﺪ ﻇــﻞ ﻏـﺎﺋـﺒـﴼ ﻋــﻦ اﻻﻧــﺘــﺒــﺎه وﺑــﺼــﻮرة داﺋــﻤــﺔ أن اﻟﻨﺼﻮص اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﺗﻤﺮ ﻋﺒﺮ ﻧــﺎﺷــﺮﻳــﻦ ﻓــﻲ اﳌــﻨــﺎﻃــﻖ اﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ واﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة. ﻳﺘﻀﺢ ذﻟﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻟﻨﺼﻮص اﳌﻜﺘﻮﺑﺔ ﺑﻠﻐﺎت ﺟﻨﻮب آﺳــﻴــﺎ )ﺑــﻬــﺎﺷــﺎ( واﳌــﺘــﺮﺟــﻤــﺔ إﻟــﻰ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ: ﻣﻌﻈﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻨﺼﻮص ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻘﻂ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ، ﻻ ﻳــﺨــﺘــﺎرﻫــﺎ أﺣـــــﺪ ﻟــﻠــﺘــﺮﺟــﻤــﺔ أو ﺗﺠﺪ اﻫﺘﻤﺎﻣﴼ ﻧﻘﺪﻳﴼ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟـــــﻌـــــﺎﻟـــــﻢ. ﻟـــﻜـــﻦ ﺗـــﻠـــﻚ اﻟـــﻨـــﺼـــﻮص اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﻏﺎﻟﺒﴼ ﻟﻨﺎﺷﺮ ﻏﺮﺑﻲ رﺋﻴﺴﻲ ﺗﻨﺸﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮة وﻳﺤﺘﻔﻰ ﺑﻬﺎ ﻧﻘﺪﻳﴼ ﻓﻲ ﺟﻨﻮب آﺳﻴﺎ. إﻧﻨﻲ ﻻ أﺗﺤﺪث ﻫﻨﺎ ﻋﻦ اﳌﺴﺘﻮى وإﻧﻤﺎ ﻋﻦ اﻟﺘﺪﻓﻖ.
وأﻛـــﺜـــﺮ ﺗــﺤــﻴــﺰﴽ ﻣـــﻦ ﺗــﻠــﻚ ﻫـﻲ اﻟـﺘـﺮﺟـﻤـﺔ ﻣــﻦ ﻟـﻐـﺎت ﺧـــﺎرج اﻟﻬﻨﺪ ﻟـــﻴـــﻘـــﺮأﻫـــﺎ اﻟـــﺠـــﻤـــﻬـــﻮر اﻟـــﻬـــﻨـــﺪي. ﻳــــــــﺤــــــــﺪث ذﻟــــــــــــﻚ ﻓــــــﻘــــــﻂ ﺑــــﺘــــﺪﺧــــﻞ اﻟـﻨـﺎﺷـﺮﻳـﻦ اﻟـﻐـﺮﺑـﻴـﲔ. ﻳـﺰﻋـﺞ ذﻟـﻚ اﻟـــﻠـــﻐـــﺎت اﻷوروﺑــــــﻴــــــﺔ اﻟــﺮﺋــﻴــﺴــﻴــﺔ اﻷﺧـــﺮى ﻛﺎﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أو اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. اﻟــﻘــﺎﻋــﺪة ﻫــﻲ أن اﻟــﻜــﺘــﺐ اﻷﳌــﺎﻧــﻴــﺔ واﻹﺳــﺒــﺎﻧــﻴــﺔ واﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ ﺗﺘﺮﺟﻢ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ دار ﻧﺸﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ أو أﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، وﺗﻨﺸﺮ ﻟﻘﺮاء ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ وأﻣﻴﺮﻛﻴﲔ وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﻌﺎد ﻃﺒﻌﻬﺎ أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ أو ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن أو ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ.
ﻫﺬا ﺳﻴﻨﺎرﻳﻮ »ﻛﻮﻣﻨﻮﻳﻠﺜﻲ«، »ﻣـــﺎ ﺑــﻌــﺪ اﺳــﺘــﻌــﻤــﺎري«، و»ﻋــﺎﻟــﻢ ﺛﺎﻟﺜﻲ«: اﻟﻨﺎﺷﺮون اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﻮن
واﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮن ﻳﺘﻮﻟﻮن ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ ﻛﻞ اﻟــﺘــﺮﺟــﻤــﺎت إﻟـــﻰ اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰﻳــﺔ ﻣﻦ اﻟﻠﻐﺎت »اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ« اﻷﺧــﺮى اﻟﺘﻲ ﻳﻌﺎد ﻃﺒﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ وﻧﻴﺠﻴﺮﻳﺎ أو ﻓﻲ ﺟﺰر اﻟﻜﺎرﻳﺒﻲ. ﻫﺬه اﻟﻘﻨﺎة ﺗـﺜـﺒـﺖ ﻣـــﺮة أﺧــــﺮى ﺳـﻠـﻄـﺔ اﳌــﺮاﻛــﺰ اﻟـﺜـﻘـﺎﻓـﻴـﺔ اﻹﻣـﺒـﺮﻳـﺎﻟـﻴـﺔ واﻟــﺘــﺠــﺎرة اﻻﻗــﺘــﺼــﺎدﻳــﺔ ودورﻫـــــﺎ اﻟــﻮﺳــﻴــﻂ: إن اﻟــــــﻨــــــﺎﺷــــــﺮﻳــــــﻦ اﻷﻣـــــﻴـــــﺮﻛـــــﻴـــــﲔ واﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ ﻫـﻢ ﻣـﻦ ﻳﻘﺮر ﻣـﺎذا ﻳﺘﺮﺟﻢ، وﻛﻴﻒ ﻳﺘﺮﺟﻢ. ﺗﻘﺪﻳﺮاﺗﻬﻢ ﺗـﻘـﺮر ﻛﻴﻒ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﺪﻳﻢ اﳌﺘﺮﺟﻢ وﻛﻴﻒ ﺗﻜﻮن ﻫﻮاﻣﺸﻪ.
إذا ﻛﺎن ﻛﻞ ﻛﺘﺎب ﻣﺘﺮﺟﻢ، ﻛﻤﺎ ﻳــﻘــﺎل، ﻧــﺎﻓــﺬة ﻋـﻠـﻰ ﺛـﻘـﺎﻓـﺔ أﺧـــﺮى، ﻓــــــﺈن اﻟــــﻨــــﺎﺷــــﺮﻳــــﻦ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﲔ واﻷﻣــﻴــﺮﻛــﻴــﲔ ﻫــﻢ اﻟــﺬﻳــﻦ ﻳــﻘــﺮرون ﻓــــﻲ اﻟـــﻐـــﺎﻟـــﺐ أي اﻟـــﻨـــﻮاﻓـــﺬ ﻳـﻤـﻜـﻦ
اﻟﻜﺘﺐ اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ واﻹﺳﺒﺎﻧﻴﺔ واﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺗﱰﺟﻢ ﺑﺘﻜﻠﻴﻒ ﻣﻦ دور ﻧﺸﺮ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ أو أﻣﲑﻛﻴﺔ وﺗﻨﺸﺮ ﻟﻘﺮاء ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﲔ وأﻣﲑﻛﻴﲔ وﻋﻨﺪﺋﺬ ﻳﻌﺎد ﻃﺒﻌﻬﺎ أﺣﻴﺎﻧﴼ ﰲ اﳍﻨﺪ أو ﺑﺎﻛﺴﺘﺎن أو ﺑﻨﻐﻼدﻳﺶ
أن ﺗـﻔـﺘـﺢ ﻋـﻠـﻰ أﳌــﺎﻧــﻴــﺎ، أو ﻛـﻮرﻳـﺎ أو اﻟــﺒــﺮازﻳــﻞ ﻟــﻠــﻘــﺎرئ اﻟــﻬــﻨــﺪي أو اﻟﻨﻴﺠﻴﺮي. ﻫﻞ ﺗﻔﺘﺢ ﻫﺬه اﻟﻨﺎﻓﺬة ﻋــﻠــﻰ اﻟـــﺠـــﻨـــﻮب أم اﻟـــﺸـــﻤـــﺎل؟ ﻫـﻞ ﻫـــــﺬه اﻟـــﻨـــﺎﻓـــﺬة ﺗــﻔــﺘــﺢ ﻋــﻠــﻰ ﻳـﻤـﲔ ذﻟﻚ اﻟﺒﻴﺖ اﳌﻌﲔ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ أم ﻋﻠﻰ ﻳـﺴـﺎره؟ رؤﻳــﺔ اﻟـﻘـﺎرئ اﻟﻬﻨﺪي أو اﻟـﻨـﻴـﺠـﻴـﺮي رؤﻳــﺘــﻪ ﺣـﺘـﻰ ﻷﳌـﺎﻧـﻴـﺎ وﻛﻮرﻳﺎ واﻟﺒﺮازﻳﻞ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻣﺮاﻛﺰ ﺗﺠﺎرة اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻛﻮﻟﻮﻧﻴﺎﻟﻴﺔ أو إﻣﺒﺮﻳﺎﻟﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ.
ﻋـﻠـﻰ ﻫــﺬا اﻷﺳـــﺎس ﻳـﺒـﺪو ﻣﻦ اﳌﺪﻫﺶ أﻻ ﻳﻠﺘﻔﺖ ﺑﺼﻮرة ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺗﻌﻤﻠﻪ دار ﻧﺸﺮ ﺳﻴﻐﻞ ﻓﻲ ﻛﻠﻜﺘﺎ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ اﳌﺴﺘﻮى اﻟﻌﺎﳌﻲ وإﻧﻤﺎ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ اﻟﻬﻨﺪ. إﻧﻪ ﺑﺴﺒﺐ أن دار ﻧﺸﺮ ﺳﻴﻐﻞ ﺗـﺠـﺪف ﺑﻘﻮة ﺿﺪ اﻟﺘﻴﺎر. ﻟﻄﺎﳌﺎ ﻋﺮﻓﺖ ﺗﻠﻚ اﻟﺪار
ﺑـﻮﺻـﻔـﻬـﺎ إﺣـــﺪى اﻟــــﺪور اﻟـﻬـﻨـﺪﻳـﺔ اﻟـــﻘـــﻠـــﻴـــﻠـــﺔ اﻟــــﺘــــﻲ ﺗــﺘــﺒــﻨــﻰ وﺗــﻨــﺘــﺞ ﺗــــﺮﺟــــﻤــــﺎت ﺟــﻤــﻴــﻠــﺔ ﻣـــــﻦ اﻟـــﻠـــﻐـــﺎت اﻟﻬﻨﺪﻳﺔ.
ﻣــــﻌــــﻈــــﻢ ﻣـــــﻌـــــﺮﻓـــــﺘـــــﻲ، ﻣـــــﺜـــــﻼ، ﺑﺄﻋﻤﺎل ﻣﺎﻫﺎﺳﻮﻳﺘﺎ دﻳﻔﻲ، اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ ﻣﺎ ﺗﺴﺘﺤﻘﻪ ﻋﺎﳌﻴﴼ رﻏﻢ ﺟﻬﻮد ﺳﺒﻴﻔﺎك وﻏـﻴـﺮﻫـﺎ، ﺟـﺎءت ﻋـــﺒـــﺮ ﺗـــﺮﺟـــﻤـــﺎت ﻣـــﻤـــﻴـــﺰة ﺗـﺒـﻨـﺘـﻬـﺎ وﻧﺸﺮﺗﻬﺎ دار ﺳﻴﻐﻞ. إﻧــﻪ ﺗﻘﻠﻴﺪ اﺗﺒﻌﺘﻪ ﺳﻴﻐﻞ: أﺣــﺪث ﻣﺎ أﻧﺘﺠﺖ أﻗﺼﻮﺻﺔ ﻧﺎﺑﺎرون ﺑﻬﺎﺗﺎﺗﺸﺎرﻳﺎ »ﻫــﺮﺑــﺮت« اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﺋﺰة ﺳـﺎﻫـﻴـﺘـﻴـﺎ أﻛــﺎدﻳــﻤــﻲ ﻓـــﻲ ﺗـﺮﺟـﻤـﺔ ﺟـــﺪﻳـــﺪة أﻧــﺠــﺰﺗــﻬــﺎ ﺳــﻮﻧــﺎﻧــﺪاﻧــﻲ ﺑﺎﻧﺮﺟﻲ.
وﻳـــــــﺪرك اﳌــــــﺮء أﻳـــﻀـــﴼ أن دار ﺳـــﻴـــﻐـــﻞ ﻛـــــﺎﻧـــــﺖ أﺣـــــﻴـــــﺎﻧـــــﴼ ﺗــﻨــﺸــﺮ
ﺗﺮﺟﻤﺎت ﻣﻦ ﻟﻐﺎت اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻷﺧﺮى، ﻟـــﻜـــﻦ اﳌـــﻬـــﻢ أن ﻫـــــﺬه اﻟــﺘــﺮﺟــﻤــﺎت ﻟﻴﺴﺖ إﻋـــﺎدة ﻃﺒﺎﻋﺔ ﳌـﺎ ﻧﺸﺮ ﻓﻲ ﺑــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺎ أو أﻣـــﻴـــﺮﻛـــﺎ، ﻛــﻤــﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻣﻊ ﻛﻞ اﻟﺘﺮﺟﻤﺎت اﻷﺧـﺮى إﻟﻰ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﺗﻘﺮﻳﺒﴼ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺸﺮ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻨﺎﻣﻲ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﺤﺎول ﺑﻌﺾ اﳌﺘﺮﺟﻤﲔ اﻷﻓـﺮاد ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟــﺸــﻌــﻮب أن ﻳــﻨــﺠــﺰوا ﺗــﺮﺟــﻤــﺎت ﻣﺒﺎﺷﺮة، ﻓﺈن ﻫﺬه ﺗﻈﻞ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟﺐ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺸﻮرة أو ﺗﻨﺸﺮ ﻋﺸﻮاﺋﻴﴼ. اﻟــﺘــﺮﺟــﻤــﺎت اﻻﺣـــﺘـــﺮاﻓـــﻴـــﺔ، ﻛـﺎﻟـﺘـﻲ ﺗـﻨـﺘـﺠـﻬـﺎ دار ﺳــﻴــﻐــﻞ، ﺗـﻤـﻴـﻞ إﻟــﻰ أن ﺗﻜﻮن إﻋــﺎدة ﻃﺒﻊ ﳌـﺎ ﻧﺸﺮ ﻓﻲ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ وأﻣﻴﺮﻛﺎ.
إن ﻗـﺎﺋـﻤـﺔ دار ﺳـﻴـﻐـﻞ ﺑﺎﻋﺜﺔ ﻋــــﻠــــﻰ اﻹﻋـــــــﺠـــــــﺎب. ﻣـــﻨـــﺸـــﻮراﺗـــﻬـــﺎ اﻟــﺤــﺪﻳــﺜــﺔ ﺗـﺘـﻀـﻤـﻦ، ﻣــﺜــﻼ، ﻛـﺘـﺎب
إﻳﻠﲔ ﺳﻜﺴﻮس »ﻧﺘﺤﺪى اﻟﺘﻨﺒﺆ«، اﻟﺘﻲ ﺗﺮﺟﻤﺖ ﻋﻦ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻳـﺪ ﺑﻴﻔﺮﻟﻲ ﺑـﺎي ﺑﺮاﻫﻴﻚ، و»ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﳌﻠﻜﻲ« ﻷﻟﻔﺮﻳﺪ ﺟﻴﻠﻴﻨﻴﻚ ﻣــــــﻦ اﻷﳌــــــﺎﻧــــــﻴــــــﺔ ﻋــــﻠــــﻰ ﻳــــــﺪ ﻏــﻴــﺘــﺎ ﻫﻮﻧﻴﻐﺮ. ﺳﻴﻜﺴﻮس واﺣــﺪة ﻣﻦ أﳌـﻊ اﻟﻜﺎﺗﺒﺎت اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺎت اﻟﻴﻮم، ﻛﺎﺗﺒﺔ وﺻﻔﻬﺎ ﺟـﺎك درﻳــﺪا ﺑﺄﻧﻬﺎ »أﻋــﻈــﻢ ﻛــﺘــﺎب اﻟـﻠـﻐـﺔ اﻟـﻔـﺮﻧـﺴـﻴـﺔ«. ﻣــﺴــﺮﺣــﻴــﺔ اﻟـــﻜـــﺎﺗـــﺐ اﻟــﻨــﻤــﺴــﺎوي ﺟﻴﻠﻴﻨﻴﻚ، اﻟﻔﺎﺋﺰ ﺑﺠﺎﺋﺰة ﻧﻮﺑﻞ، »ﻋـــﻠـــﻰ اﻟـــﻄـــﺮﻳـــﻖ اﳌـــﻠـــﻜـــﻲ« ﻧــﺸــﺮت ﺑﻌﺪ ﻓــﻮز دوﻧــﺎﻟــﺪ ﺗـﺮﻣـﺐ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﺑﺎﻟﺮﺋﺎﺳﺔ اﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﻋﺎم ٦١٠٢. ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﺪراﻣﺎ ﻧﻠﺘﻘﻲ »ﻣﻠﻜﴼ« ﻣﺼﺎﺑﴼ ﺑـﺎﻟـﻌـﻤـﻰ اﻟــﺬاﺗــﻲ، ﺣـﻘـﻖ ﺛـــﺮوة ﻣﻦ ﺧـــﻼل اﻟــﻌــﻘــﺎر، وﻣــﻼﻋــﺐ اﻟـﻐـﻮﻟـﻒ واﻟﻜﺎزﻳﻨﻮﻫﺎت، ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻓﺠﺄة ﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﻟﻮﻻﻳﺎت اﳌﺘﺤﺪة.
ﺛـــــــﻢ ﻫــــــﻨــــــﺎك رواﻳـــــــــــــــــﺎت ﻣـــﺜـــﻞ »اﻟــﻌــﺎﻟــﺔ« ﻟـﻠـﻜـﺎﺗـﺐ اﳌــﺠــﺮي اﳌﻘﻴﻢ ﻓﻲ إﻧﺪوﻧﻴﺴﻴﺎ، ﻓﻴﺮﻳﻨﻚ ﺑﺎرﻧﺎس اﻟـﺘـﻲ ﺗﺮﺟﻤﻬﺎ ﺑــﻮل أوﻟـﺘـﺸـﻔـﺎري، و»ﻛﺘﺎب اﻟﻨﻮم« ﻟﻬﻴﺜﻢ اﻟﻮرداﻧﻲ، اﻟـــﺬي ﺗـﺮﺟـﻤـﻪ ﻣــﻦ اﻟـﻌـﺮﺑـﻴـﺔ روﺑــﻦ ﻣـــﻮﺟـــﻴـــﺮ. ﻓـــﻲ ﺣـــﲔ ﺗــﻀــﻊ رواﻳــــﺔ »اﻟﻌﺎﻟﺔ« أﺻﺒﻊ اﻟﺪﻳﺴﺘﻮﺑﻴﺎ ﻋﻠﻰ ﻧـــﺒـــﺾ ﻋـــﺼـــﺮﻧـــﺎ ﺑـــﺤـــﻜـــﺎﻳـــﺔ ﺣـــﻮل رﺟــﻞ ﻋـﺎﻟـﺔ أﺳــﺎﺳــﴼ، ﻳـﺮﺑـﻂ »ﻛﺘﺎب اﻟـﻨـﻮم« اﻟﺸﻌﺮ ﺑﺎﻟﻔﻠﺴﻔﺔ ﺑﺎﻟﺴﺮد ﻻﺳﺘﻜﺸﺎف اﻟﻨﻮم - ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻫﻮ »ﻓـﻌـﻞ« أﺳـﺎﺳـﻲ وﻟﻴﺲ ﻣـﻦ زاوﻳـﺔ أﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﺞ - ﻣﺘﻜﺌﴼ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ اﺣﺘﺠﺎﺟﺎت رﺑﻴﻊ ٣١٠٢ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ. وﻳـــﻨـــﺴـــﺐ ﻟــــﻠــــﻮرداﻧــــﻲ ﻗــــﻮﻟــــﻪ: »ﻟـــﻢ ﻳﻜﻦ ﻣـﺎ ﻳﻬﻤﻨﻲ إﺑــﺪاع ﻋﻤﻞ أدﺑـﻲ
ﺑـﺎﳌـﻌـﻨـﻰ اﳌــﺘــﻌــﺎرف ﻋـﻠـﻴـﻪ، وإﻧـﻤـﺎ أن أﺣـــﺎول ﺗﻮﻇﻴﻒ اﻷدب ﻟﻴﻜﻮن ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ«.
وﻟﺮﺑﻤﺎ ﻛﺎن ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﳌﻘﻮﻟﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﺨﺺ ﺑﺼﻮرة ﺟﻴﺪة ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ دار ﻧﺸﺮ ﺳﻴﻐﻞ ﺑﻬﺬه اﳌﺨﺘﺎرات اﻟﺸﺠﺎﻋﺔ - وﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮي، اﻟﺜﻮرﻳﺔ - ﻣﻦ اﻟﺘﺮﺟﻤﺎت. اﻟﻜﺘﺐ اﳌﺨﺘﺎرة ﻣــﺘــﻨــﻮﻋــﺔ: ﻣــﺴــﺮﺣــﻴــﺎت، رواﻳـــــﺎت، ﻗــﺼــﺺ، ﻣـــﻘـــﺎﻻت ﻓـﻠـﺴـﻔـﻴـﺔ. وﻓــﻲ ﺣـــــﲔ ﺗـــﻤـــﻴـــﻞ ﺑـــــﺼـــــﻮرة واﺿــــﺤــــﺔ ﺑـــﺎﺗـــﺠـــﺎه اﻟـــﺠـــﺎﻧـــﺐ اﻟــﺘــﻘــﺪﻣــﻲ ﻣـﻦ اﳌـــﻨـــﻈـــﻮر اﻷدﺑــــــــﻲ، ﻓــﺈﻧــﻬــﺎ ﻟـﻴـﺴـﺖ ﻣﺤﺼﻮرة ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﻴﺪ ﻓﻲ أي ﻣﻴﻮل آﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﺟﺎﻣﺪة. ﻣﻤﺎ ﻳﻮﺣﺪﻫﺎ ﺑـﺎﻟـﻀـﺒـﻂ ﻫــﻮ ﻫـــﺬا: ﻛـﻠـﻬـﺎ ﺗﻮﻇﻒ اﻷدب ﻣـــﻦ ﺣــﻴــﺚ ﻫـــﻮ »ﻣـﻨـﻬـﺠـﻴـﺔ ﻟﻠﺘﻔﻜﻴﺮ«.
ﻧـﻴـﻔـﲔ ﻛــﻴــﺸــﻮر، اﻟــﻨــﺎﺷــﺮ ﻓﻲ دار ﺳﻴﻐﻞ، ﻳﻌﻲ ﻫــﺬا ﺗـﻤـﺎﻣـﴼ. ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻴﻘﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺸﺮوﻋﻪ ﻳﻘﻮل: »إﻧﻬﺎ ﺣﻮارات ﻋﺒﺮ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت. اﺳﺘﻜﺸﺎف اﺳــﺘــﻘــﺼــﺎﺋــﻲ ﻣــﻜــﺜــﻒ. رﻏـــﺒـــﺔ ﻓـﻲ اﳌـــﻌـــﺮﻓـــﺔ. ﻻ ﻳــﻤــﻜــﻨــﻚ أن ﺗـﺴـﻤـﻴـﻪ ﺑــﺒــﺴــﺎﻃــﺔ ﻣـــﻮاﺟـــﻬـــﺔ أو ﻣــﻘــﺎﺑــﻠــﺔ. ﻳــﺒــﺪو وﻗـــﺪ اﺗــﺨــﺬ ﺷــﻜــﻞ ﻣـﺤـﺎدﺛـﺔ ﺑﲔ ﻣﺘﺴﺎوﻳﻦ. اﳌﻮازﻳﻦ ﺗﺮﺟﺢ ﻣﺮة أﺧــﺮى ﻟﺘﺠﺪ ﻧﻔﺴﻚ ﻣﺴﺎﻋﺪﴽ ﻫﻨﺎ وﻣﻌﻠﻤﴼ ﻫﻨﺎك. أﺣﻴﺎﻧﴼ ﻛﻼﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺮﻫﺎﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺿﻮح. أي ﺣــﺮﻳــﺔ ﻫــﺎﺋــﻠــﺔ. أي ﻣـﺴـﺆوﻟـﻴـﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ«.
ﻳـﻘـﻮل ﻛـﻴـﺸـﻮر إن دار ﺳﻴﻐﻞ اﻣﺘﻠﻜﺖ ﺧﻼل اﻟﺨﻤﺴﺔ ﻋﺸﺮ ﻋﺎﻣﴼ اﳌـﺎﺿـﻴـﺔ ﻧـﺤـﻮ ٠٠٦ ﻋــﻨــﻮان دوﻟــﻲ ﻣﻊ ﺣﻘﻮق ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ. ﻫﺬه ﻛﺘﺐ ﻣﻬﻤﺔ ﻟﻜﺘﺎب ﻣﻬﻤﲔ، ﺑﻴﻨﻬﻢ ﺣــﺎﺻــﻠــﻮن ﻋـﻠـﻰ ﻧــﻮﺑــﻞ. ﻟـﻜـﻦ ﻫـﺬه ﻟﻴﺴﺖ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻌﺜﻮر ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ رﻓــﻮف اﻷﻛـﺜـﺮ ﻣﺒﻴﻌﴼ ﻓﻲ ﻣﻜﺘﺒﺎت اﳌﻄﺎرات. وذﻟﻚ ﺳﺒﺐ وﺟﻴﻪ آﺧﺮ ﻟﻠﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ.