اﻟﻘﻨﺐ زرع ﻓﻲ اﻟﺼﲔ ﻗﺒﻞ ٢١ أﻟﻒ ﻋﺎم
أﻛــﺪ ﺑﺎﺣﺜﻮن أﻧﻬﻢ اﻛﺘﺸﻔﻮا أن اﻹﻧـﺴـﺎن زرع اﻟﻘﻨﺐ ﻟﻠﻤﺮة اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺼﲔ ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ٢١ أﻟﻒ ﻋﺎم، وﻓﻘﴼ ﻟﺪراﺳﺔ اﺳﺘﻨﺪت ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺟﻴﻨﻮﻣﺎت ﻧﺒﺎﺗﺎت ﻣﻦ ﻛﻞ أﻧﺤﺎء اﻟﻌﺎﻟﻢ. وﻓﻖ وﻛﺎﻟﺔ اﻟﺼﺤﺎﻓﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.
وﻻﺣﻈﺖ اﻟـﺪراﺳـﺔ اﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻣﺠﻠﺔ »ﺳﺎﻳﻨﺲ أدﻓﺎﻧﺴﺰ«، أﻧـﻪ ﻻ ﺗﺘﻮﻓﺮ أﺑﺤﺎث ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻋﻦ اﻟﺘﺎرﻳﺦ اﻟﺠﻴﻨﻮﻣﻲ ﻟﺰراﻋﺔ اﻹﻧﺴﺎن اﻟﺤﺸﻴﺸﺔ، ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻮﻓﺮ ﻣﻦ أﺑﺤﺎث ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺄﻧﻮاع اﳌﺰروﻋﺎت اﻷﺧﺮى، واﻟﺴﺒﺐ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﺬﻟﻚ ﻳﻜﻤﻦ ﻓﻲ اﻟﻘﻴﻮد اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ.
ﻣــﻦ ﻫــﺬا اﳌـﻨـﻄـﻠـﻖ، ﺟـﻤـﻊ اﻟـﺒـﺎﺣـﺜـﻮن ٠١١ ﺟـﻴـﻨـﻮﻣـﺎت ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﻐﻄﻲ اﻟﻄﻴﻒ اﻟﻜﺎﻣﻞ ﻟﻠﻘﻨﺐ.
وأﻛـــﺪت اﻟــﺪراﺳــﺔ أﻧـﻬـﺎ ﺗﻮﺻﻠﺖ إﻟــﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪ »وﻗــﺖ وﻣﻜﺎن اﻟﺘﺪﺟﲔ وأﻧﻤﺎط اﻻﺧﺘﻼف ﺑﻌﺪه واﻟﺘﻨﻮع اﻟﺠﻴﻨﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ«.
وأﻓﺎدت اﻟﺪراﺳﺔ ﺑﺄن اﻟﺘﺄرﻳﺦ اﻟﺠﻴﻨﻮﻣﻲ »ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن أﻗﺪم أﺳـﻼف اﻟﻘﻨﺐ وأﻧـﻮاﻋـﻪ اﳌﺪﺟﻨﺔ اﺑﺘﻌﺪت ﻋﻦ اﻟﻘﻨﺐ اﻷﺳﺎﺳﻲ« ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ ٢١ أﻟﻒ ﻋﺎم، »ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ إﻟﻰ أن ﺗﺪﺟﲔ اﻷﻧﻮاع ﺳﺒﻖ أن ﺣﺼﻞ ﻓﻲ أواﺋﻞ اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺠﺮي اﻟﺤﺪﻳﺚ«.
وأﺿـــﺎف ﻣـﻌـﺪو اﻟﺒﺤﺚ أن ﻧﺘﺎﺋﺠﻪ »ﺗﺸﻴﺮ إﻟــﻰ أن ﺗﺪﺟﲔ اﻟﻘﻨﺐ ﺳﺎﺗﻴﻔﺎ ﻳﻌﻮد إﻟـﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ وﺣﻴﺪة ﻫﻲ ﺷـﺮق آﺳﻴﺎ، ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻷدﻟﺔ اﻷﺛﺮﻳﺔ اﻷوﻟﻴﺔ، ﺧﻼﻓﴼ ﻟﻠﺮأي اﳌﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎق واﺳﻊ ُاﻟﺬي ﻳﻌﺘﺒﺮ أن ﻣﺮﻛﺰ ﺗﺪﺟﲔ اﻟﻘﻨﺐ ﻫﻮ آﺳﻴﺎ اﻟﻮﺳﻄﻰ«.
وﻳﺴﺘﺨﺪم اﻟﻘﻨﺐ ﻣﻨﺬ آﻻف اﻟﺴﻨﲔ ﻓﻲ ﺻﻨﺎﻋﺔ اﳌﻨﺴﻮﺟﺎت، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻪ اﻟﻄﺒﻴﺔ وﺗﺄﺛﻴﺮه اﻟﻨﻔﺴﻲ.
وأﻇﻬﺮ ﺗﻄﻮر ﺟﻴﻨﻮم اﻟﻘﻨﺐ أن ﻫﺬه اﻟﻨﺒﺘﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﺪى آﻻف اﻟﺴﻨﲔ ﺗﺰرع ﻷﻏﺮاض ﻣﺘﻌﺪدة، وﻓﻘﴼ ﻟﻠﺪراﺳﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ.
وﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻷﻧﻮاع اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻨﺐ واﳌﺨﺪرات ﺗﺄﺗﻲ ﻣﻦ زراﻋﺎت اﻧﺘﻘﺎﺋﻴﺔ ﺑﺪأت ﻗﺒﻞ ﻧﺤﻮ أرﺑﻌﺔ آﻻف ﻋﺎم. وﻇﻬﺮت ﻧﺒﺎﺗﺎت ﻗﻨﺐ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻔﺮﻋﺔ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻋــﺪد أﻛﺒﺮ ﻣـﻦ اﻷﻟﻴﺎف ﻓﻲ ﺟﺬﻋﻬﺎ اﻟﺮﺋﻴﺴﻲ، وﻧﺒﺎﺗﺎت اﳌﺎرﻳﻐﻮاﻧﺎ اﻟﻘﺼﻴﺮة اﻟﻜﺜﻴﺮة اﻟﺘﻔﺮﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ رؤوس ﻣﺰﻫﺮة أﻛﺜﺮ، ﻣﻤﺎ ﻳﺰﻳﺪ إﻧﺘﺎج اﳌﺎدة اﻟﺼﻤﻐﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺄﺗﻰ ﻣﻨﻬﺎ اﻟﺤﺸﻴﺶ.
وأﺷــﺮف ﻋﻠﻰ اﻟــﺪراﺳــﺔ ﻟﻮﻛﺎ ﻓﻮﻣﺎﻏﺎﻟﻲ ﻣـﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻟــﻮزان وﺷــﺎرك ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻤﺎء ﻣﻦ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ واﻟﺼﲔ واﻟﻬﻨﺪ وﺑﺎﻛﺴﺘﺎن وﻗﻄﺮ وﺳﻮﻳﺴﺮا.