»أﺑﻮ ﻋﻠﻲ« ﺳﻔﻴﺮﴽ ﺟﺪﻳﺪﴽ ﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد
اﻟﺪﻫﺎء اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻳﺮﺗﺒﻂ ﻟﺪى اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ ﺑـ »أﺑﻮ ﻧﺎﺟﻲ«
أﻇــﻬــﺮت أول إﻃــﻼﻟــﺔ ﻟﻠﺴﻔﻴﺮ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ اﻟــﺠــﺪﻳــﺪ ﻓـــﻲ اﻟــﻌــﺮاق ﻣـــــﺎرك ﺑـــﺮاﻳـــﺴـــﻮن، أﻧــــﻪ ﻻ ﻳــﻘــﻞ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ إﺟــﺎدﺗــﻪ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻋﻦ ﺳــﻠــﻔــﻪ اﻟــﺴــﻔــﻴــﺮ اﻟـــﺴـــﺎﺑـــﻖ ﺳـﺘـﻴـﻔـﻦ ﻫــﻴــﻜــﻲ اﻟـــــﺬي اﻧــﺘــﻬــﺖ ﻣــﻬــﻤــﺘــﻪ ﻓـﻲ ﺑﻐﺪاد ﻣﺆﺧﺮﴽ. وﻳﺘﻮﻗﻊ أن ﻳﺘﺴﻠﻢ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﻣﻬﺎم ﻋﻤﻠﻪ ﺧﻼل اﻷﻳﺎم اﻟﻘﺮﻳﺒﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ. وﻛﺬﻟﻚ ﻛﺸﻒ اﻟﺨﻄﺎب اﳌﻮﺟﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺮاﻗﻴﲔ اﻟﺬي
ﻗـﺪﻣـﻪ ﺑـﺮاﻳـﺴـﻮن ﻋـﻦ ﻛـﻮﻧـﻪ ﻣﺴﻠﻤﴼ وﻟﺪﻳﻪ وﻟﺪ اﺳﻤﻪ ﻋﻠﻲ.
ّوﻗﺎل ﺑﺮاﻳﺴﻮن ﻛﻠﻤﺔ ﻣﺼﻮرة ﻣــﻮﺟــﻬــﺔ ﻟـﻠـﻌـﺮاﻗـﻴـﲔ »أﻧــــﺎ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟـﺠـﺪﻳـﺪ ﻓــﻲ اﻟــﻌــﺮاق، وﻛـﻨـﺖ ﻧﺎﺋﺒﴼ ﻟﻠﺴﻔﻴﺮ ﻟﻠﻔﺘﺮة ﻣﺎ ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ٣١٠٢ - ٤١٠٢«. وأﻋﺮب ﻋﻦ أﻣﻠﻪ ﻓﻲ »ﻣﻌﺮﻓﺔ اﳌــﺰﻳــﺪ ﻋــﻦ ﺗــﺎرﻳــﺦ اﻟــﻌــﺮاق ﺑﺼﻔﺘﻪ ﻣﺴﻠﻤﴼ«، ﻣﺸﻴﺮﴽ إﻟـﻰ أﻧــﻪ »ﻳﻘﻀﻲ وﻗﺖ ﻓﺮاﻏﻪ ﻓﻲ ﻣﺸﺎﻫﺪة ﻣﺒﺎرﻳﺎت ﻛﺮة اﻟﻘﺪم واﻟﺤﺪﻳﺚ إﻟﻰ اﺑﻨﻪ )ﻋﻠﻲ( ﻓﻲ ﻟﻨﺪن وﺗﺤﺴﲔ ﻟﻐﺘﻪ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ«.
وﻳﺒﺪأ »أﺑـﻮ ﻋﻠﻲ« ﻣﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺣــﲔ ﺗــﺮﺗــﺒــﻂ ﺑـــﺎﻟـــﺬاﻛـــﺮة اﻟــﻌــﺮاﻗــﻴــﺔ ﻣــﻨــﺬ ﻗــﺮاﺑــﺔ ﻗـــﺮن ﻣــﻦ اﻟــﺰﻣــﻦ ﻛﻨﻴﺔ »أﺑـــــــﻮ ﻧــــﺎﺟــــﻲ« اﻟـــﺘـــﻲ ﺗــﺸــﻴــﺮ إﻟـــﻰ اﻟــﺪﻗــﺔ واﻻﻧــﻀــﺒــﺎط واﻟــﺪﻫــﺎء ﻟـﺪى اﻹﻧــﺠــﻠــﻴــﺰ. وﻋــﻠــﻰ رﻏــــﻢ أن ﺳﺒﺐ إﻃــﻼق ﻫــﺬه اﻟﻜﻨﻴﺔ ﻟﻴﺲ ﻣﻌﺮوﻓﴼ ﻓــــﻲ ﺷـــﻜـــﻞ ﻗـــﻄـــﻌـــﻲ، ﻳــﻤــﻴــﻞ ﺑـﻌـﺾ اﻵراء إﻟﻰ اﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄن ذﻟﻚ ارﺗﺒﻂ ﺑـــﺎﻟـــﺰﻳـــﺎرة اﻟــﺘــﻲ ﻛــﺎﻧــﺖ ﺗــﻘــﻮم ﺑﻬﺎ »اﳌﺲ ﻏﻴﺮوﺗﺮود ﺑﻴﻞ« ﻣﺴﺘﺸﺎرة وﺳﻜﺮﺗﻴﺮة اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﺻﺎﺣﺒﺔ اﻟﺪور اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺮاﻗﻴﺔ ﺑﻌﺪ اﻻﺣﺘﻼل اﻹﻧﺠﻠﻴﺰي ﻟﻠﻌﺮاق ﻣﻄﻠﻊ اﻟــﻘــﺮن اﳌـــﺎﺿـــﻲ، وﻳــﻘــﺎل إن »اﳌــﺲ ﺑــﻴــﻞ« ﻛـــﺎن ﻣـــﻦ ﻋــﺎداﺗــﻬــﺎ اﻟــﺘــﺤــﺮك ﻋـﺒـﺮ زورق ﻓــﻲ ﻧـﻬـﺮ دﺟــﻠــﺔ، وذات ﻳـــﻮم أوﻗــﻔــﺘــﻪ أﻣــــﺎم أرض ﻳﻤﻠﻜﻬﺎ ﻧـﺎﺟـﻲ رﺿــﺎ ﺟـــﺎدر وﺗﻜﻠﻤﺖ ﻣﻌﻪ وأﻋــﺠــﺒــﺖ ﺑـــﻪ؛ ﻟــﺬﻟــﻚ ﻛــﺎﻧــﺖ ﻏـﺎﻟـﺒـﴼ ﻣــﺎ ﺗــﺘــﺮدد ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟـﺠـﺎدرﻳـﺔ ﻟﺘﺮى اﻟﺴﻴﺪ ﻧـﺎﺟـﻲ، وأﻧـﻬـﺎ ﻛﺎﻧﺖ وراء ﺗــﺮﺷــﻴــﺤــﻪ ﻟـــﺮﺋـــﺎﺳـــﺔ ﺑــﻠــﺪﻳــﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﻜﺮادة وﺟﻌﻠﻪ ﻋﻀﻮﴽ ﻓﻲ اﳌﺠﻠﺲ اﻟﺘﺄﺳﻴﺴﻲ اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻟﺴﻨﺔ ٤٢٩١. وﻳﺮى أﺻﺤﺎب ﻫﺬا اﻟﺮأي أن اﻟﻜﻨﻴﺔ أﺗـﺖ ﻣﻦ ﻫـﺬه اﻟـﺰاوﻳـﺔ. ﻟﻜﻦ رأﻳــــﴼ آﺧـــﺮ ﻳــﻘــﻮل، إن »أﺑــــﺎ ﻧـﺎﺟـﻲ« ﻛــﺎن ﺗــﺎﺟــﺮﴽ ﻳـﻬـﻮدﻳـﴼ وﻛــﺎﻧــﺖ ﻟﺪﻳﻪ دار ﻓﺨﻤﺔ وﺣـﺪﻳـﻘـﺔ ﻛـﺒـﻴـﺮة ﻣﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺮ دﺟﻠﺔ، وأن »اﳌــﺲ ﺑﻴﻞ« اﻋﺘﺎدت ﻗﻀﺎء ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻌﺼﺮ ﻓﻲ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﻫــﺬه اﻟـــﺪار، وﻛـﺎﻧـﺖ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺒﻬﺎ وﻣﻊ ﺿﻴﻮﻓﻪ وﺗﻨﻘﻞ ﻟﻬﻢ أﺧﺒﺎر اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم
وأﺧــــﺒــــﺎر اﻟــﺤــﻜــﻮﻣــﺔ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻴــﺔ وﻣــﺸــﺎرﻳــﻌــﻬــﺎ ﻓـــﻲ اﻟــــﻌــــﺮاق، وﻛـــﺎن »أﺑﻮ ﻧﺎﺟﻲ« ﻳﻘﻮم ﺑﺪوره ﺑﻨﻘﻞ ﺗﻠﻚ اﻷﺧـﺒـﺎر إﻟـﻰ أﺻﺤﺎﺑﻪ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻪ ﻓﺘﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد. وﻛﺎن ﻳﻌﺘﻘﺪ أن اﻷﺧﺒﺎر اﻟﺘﻲ ﻳﻨﻘﻠﻬﺎ »أﺑﻮ ﻧﺎﺟﻲ« ﺗــﺘــﻤــﺘــﻊ ﺑـــﺎﻟـــﺪﻗـــﺔ واﻟـــﺼـــﺪﻗـــﻴـــﺔ ﻷن ﻣﺼﺪرﻫﺎ »اﳌﺲ ﺑﻴﻞ«.
واﻟــﻴــﻮم، وﺑـﻌـﺪ ﻧـﺤـﻮ ﻗــﺮن ﻣﻦ اﻟــﺰﻣــﺎن، ﻳﻤﺜﻞ »أﺑــﻮ ﻋـﻠـﻲ« اﳌﻤﻠﻜﺔ اﳌـــﺘـــﺤـــﺪة ﻓـــﻲ ﺑــــﻐــــﺪاد، وﻟـــﻴـــﺲ ﻣـﻦ اﻟﻮاﺿﺢ ﺑﻌﺪ ﻣﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻌﺮاﻗﻴﻮن ﺳﻴﺴﺘﺒﺪﻟﻮن ﻛﻨﻴﺔ اﻟﺴﻔﻴﺮ اﻟﺠﺪﻳﺪ ﺑﻜﻨﻴﺔ »أﺑﻮ ﻧﺎﺟﻲ« اﻟﺪاﻟﺔ ﻋﻠﻰ دﻗﺔ اﻹﻧﺠﻠﻴﺰ ودﻫﺎﺋﻬﻢ.
وﻛــــــﺎن اﻟــﺴــﻔــﻴــﺮ اﻟــﺒــﺮﻳــﻄــﺎﻧــﻲ اﳌﻨﺘﻬﻴﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﺳﺘﻴﻔﻦ ﻫــﻴــﻜــﻲ، ﺗــﻜــﻠــﻢ ﻋــﺒــﺮ ﺗـــﻐـــﺮﻳـــﺪة ﻓـﻲ »ﺗﻮﻳﺘﺮ«، ﻋﻦ ذﻛﺮﻳﺎﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ووﻋــــﺪ ﺑـﻨـﺸـﺮ ﺑــﻌــﺾ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺑــﻌــﺪ ﺣـــﲔ. وﻗــــﺎل »ﻫـــﻨـــﺎك اﻟـﻜـﺜـﻴـﺮ ﻣــــﻦ اﻷﺷـــــﻴـــــﺎء اﻟـــﺘـــﻲ ﺳــﺄﻓــﺘــﻘــﺪﻫــﺎ ﻓـــﻲ اﻟـــﻌـــﺮاق؛ ﻟـــﺬا ﺳـــﺄﺣـــﺎول ﺳــﺮد ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻓﻲ اﻷﻳﺎم اﻟﻘﻠﻴﻠﺔ اﳌﻘﺒﻠﺔ«.
وﻏـــﺎﻟـــﺒـــﴼ ﻣــــﺎ ﻛــــــﺎن ﻫـــﻴـــﻜـــﻲ ﻳــﻮﺟــﻪ ﺧـــﻄـــﺎﺑـــﺎت ﺑــﺎﻟــﻠــﻐــﺔ اﻟــﻌــﺮﺑــﻴــﺔ إﻟــﻰ اﳌـﻮاﻃـﻨـﲔ اﻟـﻌـﺮاﻗـﻴـﲔ ﻓــﻲ اﻷﻋـﻴـﺎد وﺑــﻌــﺾ اﳌـﻨـﺎﺳـﺒـﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺮﻳﺎﺿﻴﺔ.
وﺗــــﺘــــﻤــــﺘــــﻊ ﻣـــــﺴـــــﺄﻟـــــﺔ ﺗــﻜــﻨــﻴــﺔ اﻷﺷـــﺨـــﺎص ﺑــﺄﻫــﻤــﻴــﺔ ﺧــﺎﺻــﺔ ﻓﻲ ﺳـﻴـﺎق اﻟﺜﻘﺎﻓﺔ اﻟـﻌـﺮاﻗـﻴـﺔ، وﻏﺎﻟﺒﴼ ﻣــﺎ ﻳـﺨـﺎﻃـﺐ اﻟــﻌــﺮاﻗــﻴــﻮن ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺑــــﺄﺳــــﻤــــﺎء أوﻻدﻫـــــــــــﻢ ﻣـــــﻦ اﻷوﻻد اﻷﺑﻜﺎر، ﻓﻴﻘﺎل ﻟﻠﺮﺟﻞ »أﺑﻮ ﻓﻼن« وﻟﻠﻤﺮأة »أم ﻓﻼن«.